الفَصل الثالِث عشر
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
كنت ُأتمشّى أنا وسكار متجهين نحو المُجمّع التجاري، فضّلنا المشى نظرًا لأن المسافة قصيرة ولأن سكارليت قد طلبت مني أن أقص عليها ما حدث البارحة، أخبرتنا ميلا أنها سوف تلحق بنا هي وسيلينا.
أخبرت سكارليت بكل ما حدث البارحة تقريبًا، وحاولت تجنّب بعض الأحداث الـ..اممم..لا أعلم ولكنّي قد تجنبت إخبارها بأمر محاولة لوي لـتقبيلي، ولأنها سكار..فقد شعرت أنني أقوم بتخبئة أمر ما عنها.
"هل أنتِ واثقة أنكِ قد أخبرتيني كل شيءٍ، بيا؟" سألت سكار وهي تنظُر لي بشكٍ، لأرد بتوترٍ "أ..أجل، بالط..طبع".
فسكارليت بنظرة واحدة فقط، تستطيع أن تكشف أمري، لذا قامت بالنظر لي بمعنى 'حقًا؟'.
تنهدت بخفة وأنا أخبرها بذلك، لأجدها تبتسم بتوسعٍ تدريجيًا، حتى انتهيت من الحديث.
"أوه،بيا!" ابتسمت سكار وهي تُلقي بغمزة نحوي، لأنظر لها بتعجب "ماذا هناك؟" سألتها، لتجيب:"يبدو أنه مُعجبٌ بكِ!".
نظرتُ لها بصدمةٍ "ما اللعنة! لوي! مُعجبٌ بي أنا؟ بالطبع لا، نحن فقط أصدقاء"تحدثت بطريقة سريعة وأنا أُخبر سكار بشيء يبدو تائهًا عن عقلها.
"وهل الأصدقاء يقومون بتقبيل بعضهم البعض؟ هل يُمكنكِ تفسير لمَ أراد لوي تقبيلكِ؟" نظرت لي سكار رافعةً حاجبيها لأعلى.
"لا أ..أعلم حقًا، كل ما في الأمر أننا لم نرَ بعضنا البعض لعدة أيامٍ لذا يبدو أنه افتقدني..فقط، هو بالطبع لم يكن يقصد فعل ذلك" تحدثت ببعض التوتر وأنا أقوم بإرجاع إحدى خُصلاتي خلف أذني.
"كما تشائين" رفعت سكار كتفيها وهي تنظر لي بنظرةٍ ذات مغزى، بينما شعرت بتسارع نبضات قلبي بسبب فكرة أن لوي قد يكون مُعجب بي، هل هو حقًا؟ لا أظن ذلك..نحنُ مجرد أصدقاء..أجل أصدقاء..
أصدقاء فقط..
وبالمُقابل..أنا لستُ مُعجبةً بلوي..أنا بالطبع لا أفعل، فأنا لا أُعجب بأي فتىً أبدًا..أنا لستُ معجبةً بـلوي..ولستُ معجبةً بعينيه السماويتان الرائعتان..ولا بشخصيته اللطيفة المُحببة..وليس بصوته الثقيل الهادئ، وليس بالطريقة التي ينظر بها لعيناي أو حتى الطريقة التي يحتضنني بها، أنا لستُ معجبة بلوي، هذا أمرٌ مُنتهٍ، لا أعلم حقًا هل علي إقناع سكار بذلك أم إقناع نفسي أولًا!
"أرأيتي؟ لقد شردتي فقط لأنني أخبرتكِ أنّ لوي مُعجب بكِ، ماذا إن كان مُعجب بكِ بالفعل!" تحدثت سكار لأردّ "أقترحُ أن ننهي هذا الموضوع".
"حسنًا، كما تشائين" قالت سكار لنمشي في صمتٍ بعدها.
"أوه، تذكرت!" تحدثت فجأة وأنا أقوم بجلب هاتفي من جيب بنطالي وأنا أقوم بفتحه حتى أعطيه لسكار.
"هل بعث ذلك المَجهول برسائلٍ أُخرى؟" سألت سكارليت بينما أومئت وأنا أناوِلها هاتفي.
بدأت سكار بالقراءة بينما تتوسع عيناها كلما قرأت شيئًا ما، "الهي، بيا! من هذا؟" سألت سكار بدهشة، ثم استرسلت "ثمّ ما الذي يريده منكِ؟".
تنهدتُ "لا أعلم حقًا يا سكار، ولكنه يقول هنا أنني أعرفهُ معرفةً شخصيةً، لذا يجب عليّ أن أكون مُدركة من هو بالفعل" تحدثت بيأسٍ، بينما وصلنا للمجمع التجاري ونحن نقوم بالجلوس على أحد الأرصفة.
"هو؟ ليس بالضرورة أن يكون رجلًا، فلربما كانت فتاة" قالت سكار بتفكير وهي تضع يدها أسفل ذقنها، لأجيب "هذا ممكن" ثم مكثنا بعدها صامتين بتفكيرٍ.
"لدي فكرة!" تحدثت سكار فجأة، لأنظر لها بتساؤل، لتُكمل"لمَ لا نشتري لكِ رقم هاتفٍ جديد؟" تحدثت سكار مبتسمة بفخرٍ على فكرتها.
"لا أعلم حقًا" قلت بيأسٍ، لتتحدّث سكار "إن غيّرتي رقم هاتفكِ فلن يستطيع هذا الشخص أيًا كان أن يبعث لكِ برسائل مجددًا" قامت بضرب جانب جبهتي بإصبعها، "ماذا إن أتى ذلك الشخص برقم هاتفي مجددًا كما فعل مُسبقًا؟" تحدثتُ.
"الهي! فلتتوقفي عن التشاؤم ودعينا نجرّب الأمر..هيا بنا" أخبرتني سكار وهي تنهض ثم تُمسك بيدي وتشدّني لأنهض أنا الأُخرى ونتوجه نحو أحد متاجر مستلزمات الهواتف.
قمت أنا وسكار بجلب رقمٍ جديدٍ لي ثم قمنا بإلقاء الآخر القديم بسلة المُهملات، "ثقِ بي، لن يتمكن من الوصول لكِ هذه المرة.." تكلمت سكار بعدما قمنا بتركيب ذلك الرقم الجديد في هاتفي، ليقاطع حديثنا رنين هاتف سكار.
"مرحبًا، أوه نحن بالطابِق الثاني، ميلا..حسنًا سوف ننتظركما" قامت سكار بإنهاء المُكالمة "إنها ميلا، لقد أتت هي وسيلينا" وبالفعل لم تُكمل سكار جُملتها حتى وجدناهما متجهتين نحونا.
حيـينا بعضنا البعض وأحضان وقُبلات وبلا بلا بلا، ثم بدأنا في التسوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
عدت للمنزل أنا وميلا ونحن نقوم بإصدار التأوهات من الألم، رغم أن كلانا يعشق التسوق ولكننا لا يسعنا الإنكار أنه مُتعبٌ للغاية.
"تصبحين على خير" أخبرت ميلا بينما وصلت إحدانا إلى باب غرفتها، لتتمتم بالمقابل "تصبحين على خيرٍ أيضًا" غمغمت ميلا وهي تلوّح لي ثم تدخل الحُجرة وتغلق الباب خلفها.
دخلت غرفتي ولم أكلف نفسي عناء وضع الأشياء التي جلبتها في دولاب الملابس، ارتميت فقط على سريري ولم أشعر بشيءٍ بعدها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بعدَ مرور أسبُوع-
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
مرّ أسبوع ويمكنني القول أن سكارليت كانت مُحقة، فمنذ أن قمتَ بتغيير رقم هاتفي..لم يعد ذلك الشخص يُرسل لي بالرسائل ، وقد كان هذا مريحًا للغاية.
نزلتُ لأسفل وجدتُ أمي بالمطبخ كما هي العادة، أخبرتني أن ميلا ليست هنا فهي تتسكّع مع بعض أصدقائها على ما يبدو.
ارتميتُ على أريكة غرفة المعيشة وأنا أعبث بهاتفي بملل، لاحظت أنني أُهدر العديد من وقت آخر أسبوع قبل الدراسة في اللا شيء، لا يهم!
سمعتُ جرس باب المنزل لأقرن حاجباي، فمَن الذي سيأتي الآن؟ سمعت أمي تصيح لي بأن أفتح الباب لأذهب ناحية الباب وأفتحه، ثم تتسع عيناي بتفاجؤ.
"لوي!ماذا تفعل هنا؟" تسائلتُ مبتسمة بتوسعٍ، فلا أستطيع الإنكار أن رؤية لوي تُبهجني للغاية، ولا يمكنني معرفة السبب حقًا، أو رُبما أعرفه ولكنني أُنكره فحسبٍ.
" مرحبًا، بيا، أنني أقوم بعملي" قال رافعًا الأكياس التي بيده، كان يرتدي قميص قطني بأكمامٍ قصيرةٍ يُظِهر وشومه التي أراها لأول مرة، شعره البني مرفوع لأعلى بدقةً، بدى فاتنًا.
يبدو أن أمي من طلبته، نظر لي مبتسمًا، أقترب مني حتى أصبح أمامي تمامًا ثم همس وأنفاسه تصطدم بوجهي "اشتقتُ لكِ" نظر لعيناي مباشرةً، ثم شفتاي، لأشعر بحرارة وجنتاي المُشتعلتان.
وضعت يدي على صدره وأنا أدفعه بخفةٍ حتى أخلقُ مسافًة بيننا وأنا أنظر داخل المنزل حتى أتأكد أن أحدًا لا يرانا "أنا أيضًا اشتقت لكَ، ولكن لا تقترب للغاية فأمي هنا" همست له.
"حقًا! مرحبًا، سيدة روبـ.." صاح لوي لأوقفه وأنا أضع يدي على فمه "فلتصمت واللعنة!" هسهست بغضبٍ مصتنع.
"حسنًا حسنًا، تفضّلِ" قهقه وهو يناولني الأكياس، أعطيته حسابه ليقول:"حسنًا، سأذهب، بي".
"وداعًا، لوي" قلت ليقترب ويطبع قُبلة على وجنتي ثم ابتعد مُسرعًا نحو السلّم وهو يصيح "وداعًا، بياتريس".
قهقهت بخفةٍ وأنا أدخُل المنزل مُغلقةً الباب خلفي وأنا أتمتم "مُختل".
أعطيت المشتريات لأمي ثم صعدت لغرفتي وأنا ارتمي على فراشي مجددًا، وأَلتقط هاتفي، وصلتني رسالة ما لأقوم بتفقدها.
'من:رقمٍ مجهول
مرحبًا، بيا
ألم تشتاقِ لي؟
-ل'
توسعّت عيناي بدهشةٍ شديدةٍ، من أين حصل على رقم هاتفي الجديد واللعنة!
'إلى رقمٍ مجهول
أنتَ مُجددًا؟ كيف حصلت على رقم هاتفي؟'
بعثتُ وأنا ما زلت لستُ مصدقة أن تلكَ اللعنة قد حلّت بي مُجددًا، هذا ما كان ينقصني بالفعل!
'من: رقم مجهول
أنتِ قد أعطيـتينـي إياه بنفسكِ يا بـياتـريـسا'
بعثَ لأعقد حاجباي بتعجبٍ، كيف قمتُ بإعطاءه رقمَ هاتفي الجديد؟ أنا لم أُعطه سوي لأشخاص قليلين للغاية، فقط عائلتي والأصدقاء المقرّبون، ولكني تذكرت كونه أخبرني أنني أعرفه معرفةً شخصية، الهي! أشعر أنني بدوّامة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
"دعينا نرى من يحتوي اسمه على حرف اللام من الأشخاص الذين تعرفيهم" قالت سكار وهي تنظر لأعلى، جالستان على أريكة غرفتي.
"حسنًا، هناك أنا-سكارليت- ولوي وميلا.." بدأت سكارليت بالقول وهي تعد على أصابعها لأقاطعها "ميلا؟ أختي؟ بالطبع لا" أخبرتها بحاجبين معقودين لتُكمِل "أنا أعلم أنها ليست ميلا بالطبع أنا فقط أقول، ثم دعيني أُكمل، حسنًا هناكَ فلورا صديقتنا، ووالدتك السيدة سيلڤيا،..اممم ومَن أيضًا.." صمتت سكارليت تُفكر.
تحدثتُ فجأة "وسيلينا" نظرت لي سكار بتساؤل لأُكمل مسترسلة الحديث"سيلينا صديقة ميلا، فهي اسمها يحتوي على حرف اللام، ثم دعينا نُفكر بجدية.." تكلمتُ ثم صمتّ قليلًا لألتقط أنفاسي.
"ذلك المُرسل ليس أنتِ، وليس ميلا أختي كذلك، وبالطبع ليس أمي، ومن المؤكد ليس فلورا فنحن لم نرها منذ فترة طويلة، وبالطبع ليس لوي..فـلوي لن يبعث لي برسائل يخبرني فيها أن أحذر مِن لوي!" قلت جملتي الأخيرة بسخرية.
"لذا فعلى ما أعتقد أنّ ذلك المجهول هو سيلينا، فأنا أعرفها معرفةً شخصية واسمها يحتوي على حرف اللام، بالإضافة لكونها كانت حبيبة لوي في السابِق لذا فهي تعرفه أيضًا معرفةً شخصيةً وتعرِف أنني صديقتهُ، وقد قمت بإعطائها رقم هاتفي الجديد" تحدثت مطولًا بعد تفكير وأنا أتنهد.
تحدثت سكار بعينان ضيقتان "حسنًا، يبدو أن جميع الأدلة تُشير إليها..إلى سيليـنا.."
كنت ُأتمشّى أنا وسكار متجهين نحو المُجمّع التجاري، فضّلنا المشى نظرًا لأن المسافة قصيرة ولأن سكارليت قد طلبت مني أن أقص عليها ما حدث البارحة، أخبرتنا ميلا أنها سوف تلحق بنا هي وسيلينا.
أخبرت سكارليت بكل ما حدث البارحة تقريبًا، وحاولت تجنّب بعض الأحداث الـ..اممم..لا أعلم ولكنّي قد تجنبت إخبارها بأمر محاولة لوي لـتقبيلي، ولأنها سكار..فقد شعرت أنني أقوم بتخبئة أمر ما عنها.
"هل أنتِ واثقة أنكِ قد أخبرتيني كل شيءٍ، بيا؟" سألت سكار وهي تنظُر لي بشكٍ، لأرد بتوترٍ "أ..أجل، بالط..طبع".
فسكارليت بنظرة واحدة فقط، تستطيع أن تكشف أمري، لذا قامت بالنظر لي بمعنى 'حقًا؟'.
تنهدت بخفة وأنا أخبرها بذلك، لأجدها تبتسم بتوسعٍ تدريجيًا، حتى انتهيت من الحديث.
"أوه،بيا!" ابتسمت سكار وهي تُلقي بغمزة نحوي، لأنظر لها بتعجب "ماذا هناك؟" سألتها، لتجيب:"يبدو أنه مُعجبٌ بكِ!".
نظرتُ لها بصدمةٍ "ما اللعنة! لوي! مُعجبٌ بي أنا؟ بالطبع لا، نحن فقط أصدقاء"تحدثت بطريقة سريعة وأنا أُخبر سكار بشيء يبدو تائهًا عن عقلها.
"وهل الأصدقاء يقومون بتقبيل بعضهم البعض؟ هل يُمكنكِ تفسير لمَ أراد لوي تقبيلكِ؟" نظرت لي سكار رافعةً حاجبيها لأعلى.
"لا أ..أعلم حقًا، كل ما في الأمر أننا لم نرَ بعضنا البعض لعدة أيامٍ لذا يبدو أنه افتقدني..فقط، هو بالطبع لم يكن يقصد فعل ذلك" تحدثت ببعض التوتر وأنا أقوم بإرجاع إحدى خُصلاتي خلف أذني.
"كما تشائين" رفعت سكار كتفيها وهي تنظر لي بنظرةٍ ذات مغزى، بينما شعرت بتسارع نبضات قلبي بسبب فكرة أن لوي قد يكون مُعجب بي، هل هو حقًا؟ لا أظن ذلك..نحنُ مجرد أصدقاء..أجل أصدقاء..
أصدقاء فقط..
وبالمُقابل..أنا لستُ مُعجبةً بلوي..أنا بالطبع لا أفعل، فأنا لا أُعجب بأي فتىً أبدًا..أنا لستُ معجبةً بـلوي..ولستُ معجبةً بعينيه السماويتان الرائعتان..ولا بشخصيته اللطيفة المُحببة..وليس بصوته الثقيل الهادئ، وليس بالطريقة التي ينظر بها لعيناي أو حتى الطريقة التي يحتضنني بها، أنا لستُ معجبة بلوي، هذا أمرٌ مُنتهٍ، لا أعلم حقًا هل علي إقناع سكار بذلك أم إقناع نفسي أولًا!
"أرأيتي؟ لقد شردتي فقط لأنني أخبرتكِ أنّ لوي مُعجب بكِ، ماذا إن كان مُعجب بكِ بالفعل!" تحدثت سكار لأردّ "أقترحُ أن ننهي هذا الموضوع".
"حسنًا، كما تشائين" قالت سكار لنمشي في صمتٍ بعدها.
"أوه، تذكرت!" تحدثت فجأة وأنا أقوم بجلب هاتفي من جيب بنطالي وأنا أقوم بفتحه حتى أعطيه لسكار.
"هل بعث ذلك المَجهول برسائلٍ أُخرى؟" سألت سكارليت بينما أومئت وأنا أناوِلها هاتفي.
بدأت سكار بالقراءة بينما تتوسع عيناها كلما قرأت شيئًا ما، "الهي، بيا! من هذا؟" سألت سكار بدهشة، ثم استرسلت "ثمّ ما الذي يريده منكِ؟".
تنهدتُ "لا أعلم حقًا يا سكار، ولكنه يقول هنا أنني أعرفهُ معرفةً شخصيةً، لذا يجب عليّ أن أكون مُدركة من هو بالفعل" تحدثت بيأسٍ، بينما وصلنا للمجمع التجاري ونحن نقوم بالجلوس على أحد الأرصفة.
"هو؟ ليس بالضرورة أن يكون رجلًا، فلربما كانت فتاة" قالت سكار بتفكير وهي تضع يدها أسفل ذقنها، لأجيب "هذا ممكن" ثم مكثنا بعدها صامتين بتفكيرٍ.
"لدي فكرة!" تحدثت سكار فجأة، لأنظر لها بتساؤل، لتُكمل"لمَ لا نشتري لكِ رقم هاتفٍ جديد؟" تحدثت سكار مبتسمة بفخرٍ على فكرتها.
"لا أعلم حقًا" قلت بيأسٍ، لتتحدّث سكار "إن غيّرتي رقم هاتفكِ فلن يستطيع هذا الشخص أيًا كان أن يبعث لكِ برسائل مجددًا" قامت بضرب جانب جبهتي بإصبعها، "ماذا إن أتى ذلك الشخص برقم هاتفي مجددًا كما فعل مُسبقًا؟" تحدثتُ.
"الهي! فلتتوقفي عن التشاؤم ودعينا نجرّب الأمر..هيا بنا" أخبرتني سكار وهي تنهض ثم تُمسك بيدي وتشدّني لأنهض أنا الأُخرى ونتوجه نحو أحد متاجر مستلزمات الهواتف.
قمت أنا وسكار بجلب رقمٍ جديدٍ لي ثم قمنا بإلقاء الآخر القديم بسلة المُهملات، "ثقِ بي، لن يتمكن من الوصول لكِ هذه المرة.." تكلمت سكار بعدما قمنا بتركيب ذلك الرقم الجديد في هاتفي، ليقاطع حديثنا رنين هاتف سكار.
"مرحبًا، أوه نحن بالطابِق الثاني، ميلا..حسنًا سوف ننتظركما" قامت سكار بإنهاء المُكالمة "إنها ميلا، لقد أتت هي وسيلينا" وبالفعل لم تُكمل سكار جُملتها حتى وجدناهما متجهتين نحونا.
حيـينا بعضنا البعض وأحضان وقُبلات وبلا بلا بلا، ثم بدأنا في التسوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
عدت للمنزل أنا وميلا ونحن نقوم بإصدار التأوهات من الألم، رغم أن كلانا يعشق التسوق ولكننا لا يسعنا الإنكار أنه مُتعبٌ للغاية.
"تصبحين على خير" أخبرت ميلا بينما وصلت إحدانا إلى باب غرفتها، لتتمتم بالمقابل "تصبحين على خيرٍ أيضًا" غمغمت ميلا وهي تلوّح لي ثم تدخل الحُجرة وتغلق الباب خلفها.
دخلت غرفتي ولم أكلف نفسي عناء وضع الأشياء التي جلبتها في دولاب الملابس، ارتميت فقط على سريري ولم أشعر بشيءٍ بعدها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بعدَ مرور أسبُوع-
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
مرّ أسبوع ويمكنني القول أن سكارليت كانت مُحقة، فمنذ أن قمتَ بتغيير رقم هاتفي..لم يعد ذلك الشخص يُرسل لي بالرسائل ، وقد كان هذا مريحًا للغاية.
نزلتُ لأسفل وجدتُ أمي بالمطبخ كما هي العادة، أخبرتني أن ميلا ليست هنا فهي تتسكّع مع بعض أصدقائها على ما يبدو.
ارتميتُ على أريكة غرفة المعيشة وأنا أعبث بهاتفي بملل، لاحظت أنني أُهدر العديد من وقت آخر أسبوع قبل الدراسة في اللا شيء، لا يهم!
سمعتُ جرس باب المنزل لأقرن حاجباي، فمَن الذي سيأتي الآن؟ سمعت أمي تصيح لي بأن أفتح الباب لأذهب ناحية الباب وأفتحه، ثم تتسع عيناي بتفاجؤ.
"لوي!ماذا تفعل هنا؟" تسائلتُ مبتسمة بتوسعٍ، فلا أستطيع الإنكار أن رؤية لوي تُبهجني للغاية، ولا يمكنني معرفة السبب حقًا، أو رُبما أعرفه ولكنني أُنكره فحسبٍ.
" مرحبًا، بيا، أنني أقوم بعملي" قال رافعًا الأكياس التي بيده، كان يرتدي قميص قطني بأكمامٍ قصيرةٍ يُظِهر وشومه التي أراها لأول مرة، شعره البني مرفوع لأعلى بدقةً، بدى فاتنًا.
يبدو أن أمي من طلبته، نظر لي مبتسمًا، أقترب مني حتى أصبح أمامي تمامًا ثم همس وأنفاسه تصطدم بوجهي "اشتقتُ لكِ" نظر لعيناي مباشرةً، ثم شفتاي، لأشعر بحرارة وجنتاي المُشتعلتان.
وضعت يدي على صدره وأنا أدفعه بخفةٍ حتى أخلقُ مسافًة بيننا وأنا أنظر داخل المنزل حتى أتأكد أن أحدًا لا يرانا "أنا أيضًا اشتقت لكَ، ولكن لا تقترب للغاية فأمي هنا" همست له.
"حقًا! مرحبًا، سيدة روبـ.." صاح لوي لأوقفه وأنا أضع يدي على فمه "فلتصمت واللعنة!" هسهست بغضبٍ مصتنع.
"حسنًا حسنًا، تفضّلِ" قهقه وهو يناولني الأكياس، أعطيته حسابه ليقول:"حسنًا، سأذهب، بي".
"وداعًا، لوي" قلت ليقترب ويطبع قُبلة على وجنتي ثم ابتعد مُسرعًا نحو السلّم وهو يصيح "وداعًا، بياتريس".
قهقهت بخفةٍ وأنا أدخُل المنزل مُغلقةً الباب خلفي وأنا أتمتم "مُختل".
أعطيت المشتريات لأمي ثم صعدت لغرفتي وأنا ارتمي على فراشي مجددًا، وأَلتقط هاتفي، وصلتني رسالة ما لأقوم بتفقدها.
'من:رقمٍ مجهول
مرحبًا، بيا
ألم تشتاقِ لي؟
-ل'
توسعّت عيناي بدهشةٍ شديدةٍ، من أين حصل على رقم هاتفي الجديد واللعنة!
'إلى رقمٍ مجهول
أنتَ مُجددًا؟ كيف حصلت على رقم هاتفي؟'
بعثتُ وأنا ما زلت لستُ مصدقة أن تلكَ اللعنة قد حلّت بي مُجددًا، هذا ما كان ينقصني بالفعل!
'من: رقم مجهول
أنتِ قد أعطيـتينـي إياه بنفسكِ يا بـياتـريـسا'
بعثَ لأعقد حاجباي بتعجبٍ، كيف قمتُ بإعطاءه رقمَ هاتفي الجديد؟ أنا لم أُعطه سوي لأشخاص قليلين للغاية، فقط عائلتي والأصدقاء المقرّبون، ولكني تذكرت كونه أخبرني أنني أعرفه معرفةً شخصية، الهي! أشعر أنني بدوّامة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
"دعينا نرى من يحتوي اسمه على حرف اللام من الأشخاص الذين تعرفيهم" قالت سكار وهي تنظر لأعلى، جالستان على أريكة غرفتي.
"حسنًا، هناك أنا-سكارليت- ولوي وميلا.." بدأت سكارليت بالقول وهي تعد على أصابعها لأقاطعها "ميلا؟ أختي؟ بالطبع لا" أخبرتها بحاجبين معقودين لتُكمِل "أنا أعلم أنها ليست ميلا بالطبع أنا فقط أقول، ثم دعيني أُكمل، حسنًا هناكَ فلورا صديقتنا، ووالدتك السيدة سيلڤيا،..اممم ومَن أيضًا.." صمتت سكارليت تُفكر.
تحدثتُ فجأة "وسيلينا" نظرت لي سكار بتساؤل لأُكمل مسترسلة الحديث"سيلينا صديقة ميلا، فهي اسمها يحتوي على حرف اللام، ثم دعينا نُفكر بجدية.." تكلمتُ ثم صمتّ قليلًا لألتقط أنفاسي.
"ذلك المُرسل ليس أنتِ، وليس ميلا أختي كذلك، وبالطبع ليس أمي، ومن المؤكد ليس فلورا فنحن لم نرها منذ فترة طويلة، وبالطبع ليس لوي..فـلوي لن يبعث لي برسائل يخبرني فيها أن أحذر مِن لوي!" قلت جملتي الأخيرة بسخرية.
"لذا فعلى ما أعتقد أنّ ذلك المجهول هو سيلينا، فأنا أعرفها معرفةً شخصية واسمها يحتوي على حرف اللام، بالإضافة لكونها كانت حبيبة لوي في السابِق لذا فهي تعرفه أيضًا معرفةً شخصيةً وتعرِف أنني صديقتهُ، وقد قمت بإعطائها رقم هاتفي الجديد" تحدثت مطولًا بعد تفكير وأنا أتنهد.
تحدثت سكار بعينان ضيقتان "حسنًا، يبدو أن جميع الأدلة تُشير إليها..إلى سيليـنا.."
Коментарі