الفَصل الثـامِن
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
كنت أضيف اللمسة الأخيرة من رشّات العطر قبل ذهابي، فأجل..أنا على وشك الخروج أنا ولوي للمرة الأولى سويًا.
بالطبع ليس موعدًا أو شيءٍ كهذا فـلوي صديقي فقط ، نحن فقط سنذهب للجلوس في أحد الأماكن، لنتحدث وربما نتناول شيء ما.
وصلتني رسالة على هاتفي، لذا أمسكت به وأنا أفتح الرسالة وأقراها.
'من: لو
أمامي فقط خمس دقائق وأصل، آسف على التأخير'
ابتسمت بينما أجلس علي سريري وأنا أبدأ بارتداء حذائي الرياضي، فأنا لا أحبذ ارتداء الكعب أبدًا، ارتديته ثم وقفت وأنا أنظر لنفسي في المرآة الطولية التي تقبع في غرفتي، حسنًا..بدون تفاخر..أبدو جميلة.
أرتدي فستانًا قصيرًا بسيطًا ذو لونٍ بنفسجي فاتح، رغم أنني لا أحب الفساتين ولكنني كنت اشتريته منذ فترة ولم أرتديه، ففكرت لمَ لا أجربه الآن..وفي الحقيقة، بدى جيدًا عليّ، رغم أنني أرتدي حذاءً رياضيًا.
تركتُ خصلات شعري القصيرة منسدلة، وقمت بارتداء القلادة التي أهداني إياها لوي.
أضع بعضًا من أحمر الشفاه الوردي وبعضًا من الكَحل، والقليل فقط من الحُمرة على وجنتاي، أخذت معطف أبيض قصير وحقيبتي البيضاء الصغيرة، ثم نزلت للأسفل.
دخلت غرفة المعيشة ثم جلست على الأريكة بجانب أمي -التي كانت مندمجة مع البرنامج الذي يُعرض- ، لتنتبه أمي وتنظر لي.
"أوه، بيا انظري إلى نفسك! تبدين رائعة" قالت لي لأبتسم "حقًا؟ أم أنكِ تقولين ذلك فقط لأنني ابنتك؟" نظرت لها بعينان ضيقتان.
"لا، أنتِ تبدين جميلة حقًا يا عزيزتي، أخبريني..هل هذا كله لأنكِ ذاهبة مع ذلك الفتى لوي؟" غمزت لي أمي.
"أمي" تذمرت "أنا ولوي مجرد أصدقاء فقط".
"حسنًا، كما تشائين" قالت أمي بتلك النبرة التي اعلمها جيدًا ثم وجهت نظرها للتلفاز مجددًا.
بينما أنا فقد شردت وأنا ابتسم عندما تذكرت ماحدث البارحة بعد مجئ لوي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-عودة للماضي-
-من وجهةِ نَظر الكاتبة-
توسعت عيناها بخفة عندما وجدته يلُف ذراعيه حولها ويعانقها بغتة، كان ما فعله مُفاجئ لها، ثم لا إراديًا قامت بلف ذراعيها حول رقبته ومبادلته العناق باشتياق.
فَصَل العناق وهو ينظر لها مبتسمًا، توقع أن تبتسم له بالمقابل، ولكنه لم يشعر سوى بقبضتها التي اصطدمت بمعدته بقوة.
تأوه "الهي، إن يدكِ قوية للغاية يا فتاة".
"كيف تذهب هكذا دون إخباري؟ ها؟ هل أنا لست مهمة لتلك الدرجة بالنسبة لك؟" تحدثت بغضب وهي تسدد اللكمات لصدره.
"مهلًا، مهلًا توقفي بيا، أنا آسف" أمسك بيديها الاثنتان ليبعدهما عنه، بينما هي سحبت يديها من بين يديه بسبب تلك القشعريرة التي اجتاحتها عندما لامست يديه يداها.
"أتمنى أن يكون هناك مبرر لفعلتك" أخبرته وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها.
"أقسم بيا أن الأمر كان مفاجئًا لي، لم أجد الوقت لإخباركِ، أنا أعتذر حقًا" تحدث بصوت منخفض بينما ينظر لعينيها.
تظاهرت هي بعدم المبالاة بينما نظر هو لها بابتسامة جانبية "أحضرت لكِ هدية".
حاولت هي كبح ابتسامتها ولكنها لم تستطع، لتقهقه بخفة وهي تُرجع خصلة من شعرها خلف أذنها.
أخرَج هو من جيبه الخلفي علبة زرقاء صغيرة ثم فتحها وأخرج من داخلها قلادة فضية صغيرة.
"إنها لكِ" ناولها القلادة "عندما رأيتُها لم أستطع عدم تصوركِ وأنتِ ترتدينها، شعرت أنها تشبهكِ".
أمسكتها وهي تنظر إليها "إلهي، لوي، إنها رقيقة للغاية" كانت ذات سلسلة رفيعة تتوسطها فراشة صغيرة،" شكرًا لك"
"إنه لا شيء، حسنًا، قبل أن أنسى، هل يمكنني أخذ رقم هاتفك؟" سألها لتومئ هي بينما تُخرج هاتفها من جيب منامتها "هذا تمامًا ما كنت أفكر به، أخبرني برقمك سأسجله".
كان يُمليها رقمه بينما كان ينظر إلى ما ترتديه، منامة صفراء، قميص قطني ذو حمالات وسروال قصير للغاية يُظهر ساقيها الرفيعتان.
انتهت من تسجيل رقمه ثم حوّلت بنظرها إليه لتجده ينظر نحو ساقيها ثم قم بتحويل نظره سريعًا نحو وجهها، شعرت بالخجل فقد لاحظت للتو أنها تقف أمامه فقط بملابس المنزل القصيرة.
"حسنًا هل أنتِ متفرغة غدًا؟" سألها بينما يحك مؤخرة رأسه بخفة، لتهز هي رأسها بالإيجاب.
"ما رأيك في أن نخرج غدًا سويًا؟" سألها وهو يأمل أن توافق.
"بالطبع، فكرة جيدة" ابتسمت هي ناحيته بوسعِ ليبتسم هو بالمقابل.
"جيد، سأمر عليكِ في الخامسة، أهذا جيد معكِ؟" سألها لتومئ مجددًا.
"عليّ الذهاب الآن، أراكِ غدًا، بيا" ابتسم لها وهو يتوجه ناحية السلم للنزول.
"وداعًا، لوي" لوحت له حتى اختفى عن ناظريها لتدخل المنزل وهي تغلق الباب خلفها وتبتسم بينما تشكر الرّب أن والداها نائمان وميلا تضع سماعات الأذن وهي تجلس في غرفتها، فلولا ذلك ما كانت استطاعت الوقوف مع لوي بالخارج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الوَقت الحاضِر-
-من وجهة نظر الكاتـبة-
نزلت هي لأسفل وخرجت من بوابة المنزل لتجد لوي يقف هناك مستندًا على سيارة زرقاء.
يرتدي سترة 'جينز' أسفلها قميص أبيض وبنطال أسود..'يبدو وسيمًا كاللعنة!' هذا ما فكرت هي به حينها.
رفع رأسه عندما لاحظ نزولها، ثم أصدر صفيرًا خافتًا من فمه.
"مرحبًا، لوي" قالت بينما تتقدم نحوه وهي تُرجع خصلة من شعرها خلف أذنها.
"بيا! تبدين جميلة للغاية" أخبرها بينما يمسك بيدها ويجعلها تدور.
ابتسمت هي بخجل وردّت "شكرًا، لو، وأنتَ تبدو وسيمًا أيضًا".
"تبدو تمامًا كما تخيلت" نظر نحو القلادة الصغيرة التي أعطاها إياها.
"أجل، إنها لطيفة للغاية" ابتسمت بينما تتحسسها بخفة.
ابتسم بتوسع بينما يقول "هيا بنا" ثم فتح لها باب السيارة.
"أشكرك" قهقهت هي بخفة على تصرفه اللطيف.
صعد هو بجانبها بينما سألته ببعض الفضول "أهذه سيارتك؟".
"لا، إنها ليست كذلك" كانت إجابته مختصرة فصمتت ولم تسأل مجددًا بينما بدأ هو بتشغيل المُحرّك.
نظر ناحيتها "حسنًا، إلى أين سنذهب؟" سأل.
"لا أعلم، أليس أنتَ صاحب فكرة التنزّه؟" رفعت كتفيها.
"أنا صاحب الفكرة ولكنني لا أعرف أماكن جيدة للذهاب إليها" مد شفتيه للخارج بجهل.
"أوه، لقد تذكرت، أعلم مكانًا جيدًا للذهاب إليه، قُد وسوف أُخبرك بالاتجاهات".
بدأ بالقيادة بينما تُخبره هي بالاتجاهات، حتى قاموا بالوقوف في إحدى إشارات المرور.
"أعلم ما تفكرين به" قال هو فجأة بعد صمت.
نظرت له بتساؤل "ما الذي أُفكر به؟".
"لمَن تكون تلك السيارة الفارهة" نظر لها بطرف عينه بينما يبدأ في القيادة مجددًا بعدما فُتحت الإشارة.
توسعت عيناها بخفة، فقد بدى وكأنه يقرأ أفكارها، ولكنها فقط قامت بالإنكار "لا، أنا لا أُفكر في هذا".
"كاذبة" قالها بعندٍ طفولي "ولكني سأخبرك على أي حال، فأنا أعلم أنك الفضول يأكلكِ حية الآن " قهقه بخفة.
"لا، إن الفضول لا يأكلني، أنا حقًا لا أهتم بالأمر" تظاهرت باللا مبالاة وهي تنظر لأظافرها المطلية باللون الرمادي.
"كاذبة مجددًا، ولكني كما قلت سأخبركِ، تلك السيارة مُلكٌ لأحد أصدقائي ولكنني قد استعرتها منه" هو يعلم أنه يكذب عليها الآن فبالطبع قد اشترى هذه السيارة من الأموال التي يجنيها من عمله في العصابة، ولكنه شَعرَ أنها تتسائل بداخلها، ولقد كانت تفعل، لذا فهو قد أراد إشباع فضولها.
"مهلًا، كيف تركَ لك صديقُكَ تلك السيارة بهذه البساطة؟" سألته بحاجبين معقودين، فلا يُعقل أن يُستغني أي أحدٍ عن سيارة ثمينة كهذه بتلك السهولة.
"إنه صديقي المُقرب، والده ثريّ لذا لديه أكثر من سيارة، لذلك هو لا يُمانع إعارتي تلك السيارة، بيا" أخبرها لتنظر له بفهمٍ وهي تومئ ببطء.
"هنا أليس كذلك؟" سألها وهو يُخرجها من ساحة أفكارها.
"أوه، أجل بالضبط" أخبرته بينما يوقُف السيارة في مكان مناسب.
ترجلا من السيارة ثم توجها نحو المكان المنشود.
دخلا لذلك المطعم الصغير ليبدأ لوي في جولة تفقدية بنظره في المكان باستكشاف وهو يحرك رأسه بخفة مع الموسيقى.
بينما شعرت بياتريس كأنها في المنزل، فهي تأتي هنا أكثر مما تجلس في المنزل وبدون مبالغة.
كان المكان يبدو كمطعم صغير وبسيط للغاية، يحتوي فقط على خمس طاولات وبار صغير في إحدى زواياه.
"سنجلس هناك" أخبرته بصوتٍ مرتفع قليلًا بسبب الموسيقى وهي تشير نحو البار، ليومئ هو بخفة.
"مرحبًا، أندرو" سلمّت هي على الفتى مُشّغل الموسيقى وهي تضرب كفها بكفهً
"بياتريسا! لقد مرّ وقت طويل منذ آخر مرة" صاح ببهجة.
"تعلم تمامًا ما أُحب" قالت قاصدة الموسيقى بينما غمزت له بخفة، "لا أحتاج توصية عزيزتي بيا".
"يبدو أنكِ تأتين هنا كثيرًا" أخبرها لوي بينما يجلسان على كراسي البار الطويلة.
"أجل، فأنا أحب هذا المكان كثيرًا، رغم كونه مكانًا بسيطًا للغاية ولكنه المُفضل لي" أخبرته بينما تغيرت الأغنية الحالية لأُغنية أُخرى.
"أجل! إنها أغنيتي المفضلة" صاحت بحماس ليقهقه هو على منظرها.
"أحضري الكؤوس، عزيزتي يمكنني إحضار المشروب" تمتمت هي مع الأغنية بينما خرج فتى ما من باب خلف البار
"أوه، مرحبًا بلو كيف حالك يا رجل" صافحت هي الفتى الذي خرج لتوه من الباب خلف البار.
"الهي، بيا، كيف حالك أنتِ وسكار؟ ومن ذلك الوسيم؟" صافحها بالمقابل وهو يبتسم.
"أنا جيدة وسكار كذلك، هذا لوي صديقي" أخبرته.
"مرحبًا بكَ يا رجل، حسنًا، ماذا تطلبون؟"سأل ذلك الفتى بلو.
"المعتاد، بي، ماذا عنكَ لوي؟" سألت.
"مهلًا، ما هو المعتاد؟" تساءل بحاجبين معقودين.
"إنه مزيج بين الويسكي والكولا، إنه المفضل لي" أوضحت له.
"يبدو غريبًا بعض الشيء، ولكن لما لا، سأجربه" رفع لوي كتفيه.
"يبدو أنكِ تعرفين كل الذين يعملون هنا" تحدث لوي بعد ذهاب ذلك الفتى.
"أجل، فكما أخبرتك أنا آتي لهنا كثيرًا" ردّت ثم بدأت بالغناء بصوتٍ منخفض مع الأغنية.
"لمَ هذا المكان بالذات؟" سألها.
"سأخبرك" ابتسمت بخفة وهي تتذكر أول مرة أتت لهذا المكان مع سكارليت.
"سكارليت صديقتي لا تحب الجلوس في المنزل، وتحب أن تبقى بالخارج طوال الوقت، وبما أنني صديقتها المقربة فأنا أقوم بالخروج معها" صمتت عندما وُضعت المشروبات أمامها.
"استمتعا" قال ذلك الفتى بلو ثم ذهب ليُكمل عمله.
"هيا، جربه، أنا متيقنة أنه سيعجبك" قالت بحماس وهي تقصد المشروب.
ارتشف هو البعض ثم أصدر همهمة تدل على تلذذه.
"إنه لاذع للغاية، ولكنه رائع" أخبرها "هيا، أكملي".
"حسنًا، تحب سكار دائما الذهاب لأماكن جديدة، لذا فقد جئنا هذا المكان لتجربته، وعندما دخلنا وجدت أن الأغنية التي تعمل حينها هي إحدى الأغاني المفُضلة لي، تعرفت حينها على أندرو ذلك الفتى الذي يشغل الموسيقى، عندما وجدنا أننا نتشارك نفس الذوق الموسيقي، لذا أحببت المكان بسبب الموسيقى التى تعمل به".
"اسمحي لي بالسؤال، كيف أنتِ وذلك الفتى تتشاركون الذوق الموسيقي؟ فهو يبدو أنه كالفتيان السيئين، الذين لا يستمعون سوى للأغاني البذيئة والهيب هوب وما إلى ذلك" سألها.
"هذا تمامًا ما أفضله، أعني..إنكَ إذا فتحت هاتفي الآن ورأيت الأغاني التي أسمعها ستجد أنني لا أستمع سوى لـليل واين ودرايك و ويز خاليفا" أخبرته.
"مهلًا، هل أنتِ فتاة؟ ذوقكِ الموسيقي يبدو كذوقٍ موسيقي لفتىً ما" تعجب.
قهقهت هي بخفة "لا أحب الاستماع لأغاني النساء حقًا".
مكثوا بعض الوقت في صمت يرتشفون من مشروباتهم وكلاهما يهز رأسه مع الموسيقى.
"حدثني عن نفسك، لوي" قطعت هي الصمت لينتبه هو لها.
"ما الذي تريدين معرفته عني" سأل.
"لا أعلم، حدثني عن حياتك عامةً" رفعت كتفيها.
"حسنًا، سأخبركِ بفكرة، أسألي وأنا سأجيب" أخبرها بينما يُنهي أخر رشفة في الكأس.
"حسناً..بمَ أبدأ" همهمت بتفكير بينما تنظر للأعلى.
لا تعلم كيف اندفعت هكذا، ولكن هذا السؤال يطاردها منذ أن تعرفت به "حسنًا، هل أنتَ على علاقة بفتاة ما؟".
"أجل، أنا كذلك" ردّ..
كنت أضيف اللمسة الأخيرة من رشّات العطر قبل ذهابي، فأجل..أنا على وشك الخروج أنا ولوي للمرة الأولى سويًا.
بالطبع ليس موعدًا أو شيءٍ كهذا فـلوي صديقي فقط ، نحن فقط سنذهب للجلوس في أحد الأماكن، لنتحدث وربما نتناول شيء ما.
وصلتني رسالة على هاتفي، لذا أمسكت به وأنا أفتح الرسالة وأقراها.
'من: لو
أمامي فقط خمس دقائق وأصل، آسف على التأخير'
ابتسمت بينما أجلس علي سريري وأنا أبدأ بارتداء حذائي الرياضي، فأنا لا أحبذ ارتداء الكعب أبدًا، ارتديته ثم وقفت وأنا أنظر لنفسي في المرآة الطولية التي تقبع في غرفتي، حسنًا..بدون تفاخر..أبدو جميلة.
أرتدي فستانًا قصيرًا بسيطًا ذو لونٍ بنفسجي فاتح، رغم أنني لا أحب الفساتين ولكنني كنت اشتريته منذ فترة ولم أرتديه، ففكرت لمَ لا أجربه الآن..وفي الحقيقة، بدى جيدًا عليّ، رغم أنني أرتدي حذاءً رياضيًا.
تركتُ خصلات شعري القصيرة منسدلة، وقمت بارتداء القلادة التي أهداني إياها لوي.
أضع بعضًا من أحمر الشفاه الوردي وبعضًا من الكَحل، والقليل فقط من الحُمرة على وجنتاي، أخذت معطف أبيض قصير وحقيبتي البيضاء الصغيرة، ثم نزلت للأسفل.
دخلت غرفة المعيشة ثم جلست على الأريكة بجانب أمي -التي كانت مندمجة مع البرنامج الذي يُعرض- ، لتنتبه أمي وتنظر لي.
"أوه، بيا انظري إلى نفسك! تبدين رائعة" قالت لي لأبتسم "حقًا؟ أم أنكِ تقولين ذلك فقط لأنني ابنتك؟" نظرت لها بعينان ضيقتان.
"لا، أنتِ تبدين جميلة حقًا يا عزيزتي، أخبريني..هل هذا كله لأنكِ ذاهبة مع ذلك الفتى لوي؟" غمزت لي أمي.
"أمي" تذمرت "أنا ولوي مجرد أصدقاء فقط".
"حسنًا، كما تشائين" قالت أمي بتلك النبرة التي اعلمها جيدًا ثم وجهت نظرها للتلفاز مجددًا.
بينما أنا فقد شردت وأنا ابتسم عندما تذكرت ماحدث البارحة بعد مجئ لوي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-عودة للماضي-
-من وجهةِ نَظر الكاتبة-
توسعت عيناها بخفة عندما وجدته يلُف ذراعيه حولها ويعانقها بغتة، كان ما فعله مُفاجئ لها، ثم لا إراديًا قامت بلف ذراعيها حول رقبته ومبادلته العناق باشتياق.
فَصَل العناق وهو ينظر لها مبتسمًا، توقع أن تبتسم له بالمقابل، ولكنه لم يشعر سوى بقبضتها التي اصطدمت بمعدته بقوة.
تأوه "الهي، إن يدكِ قوية للغاية يا فتاة".
"كيف تذهب هكذا دون إخباري؟ ها؟ هل أنا لست مهمة لتلك الدرجة بالنسبة لك؟" تحدثت بغضب وهي تسدد اللكمات لصدره.
"مهلًا، مهلًا توقفي بيا، أنا آسف" أمسك بيديها الاثنتان ليبعدهما عنه، بينما هي سحبت يديها من بين يديه بسبب تلك القشعريرة التي اجتاحتها عندما لامست يديه يداها.
"أتمنى أن يكون هناك مبرر لفعلتك" أخبرته وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها.
"أقسم بيا أن الأمر كان مفاجئًا لي، لم أجد الوقت لإخباركِ، أنا أعتذر حقًا" تحدث بصوت منخفض بينما ينظر لعينيها.
تظاهرت هي بعدم المبالاة بينما نظر هو لها بابتسامة جانبية "أحضرت لكِ هدية".
حاولت هي كبح ابتسامتها ولكنها لم تستطع، لتقهقه بخفة وهي تُرجع خصلة من شعرها خلف أذنها.
أخرَج هو من جيبه الخلفي علبة زرقاء صغيرة ثم فتحها وأخرج من داخلها قلادة فضية صغيرة.
"إنها لكِ" ناولها القلادة "عندما رأيتُها لم أستطع عدم تصوركِ وأنتِ ترتدينها، شعرت أنها تشبهكِ".
أمسكتها وهي تنظر إليها "إلهي، لوي، إنها رقيقة للغاية" كانت ذات سلسلة رفيعة تتوسطها فراشة صغيرة،" شكرًا لك"
"إنه لا شيء، حسنًا، قبل أن أنسى، هل يمكنني أخذ رقم هاتفك؟" سألها لتومئ هي بينما تُخرج هاتفها من جيب منامتها "هذا تمامًا ما كنت أفكر به، أخبرني برقمك سأسجله".
كان يُمليها رقمه بينما كان ينظر إلى ما ترتديه، منامة صفراء، قميص قطني ذو حمالات وسروال قصير للغاية يُظهر ساقيها الرفيعتان.
انتهت من تسجيل رقمه ثم حوّلت بنظرها إليه لتجده ينظر نحو ساقيها ثم قم بتحويل نظره سريعًا نحو وجهها، شعرت بالخجل فقد لاحظت للتو أنها تقف أمامه فقط بملابس المنزل القصيرة.
"حسنًا هل أنتِ متفرغة غدًا؟" سألها بينما يحك مؤخرة رأسه بخفة، لتهز هي رأسها بالإيجاب.
"ما رأيك في أن نخرج غدًا سويًا؟" سألها وهو يأمل أن توافق.
"بالطبع، فكرة جيدة" ابتسمت هي ناحيته بوسعِ ليبتسم هو بالمقابل.
"جيد، سأمر عليكِ في الخامسة، أهذا جيد معكِ؟" سألها لتومئ مجددًا.
"عليّ الذهاب الآن، أراكِ غدًا، بيا" ابتسم لها وهو يتوجه ناحية السلم للنزول.
"وداعًا، لوي" لوحت له حتى اختفى عن ناظريها لتدخل المنزل وهي تغلق الباب خلفها وتبتسم بينما تشكر الرّب أن والداها نائمان وميلا تضع سماعات الأذن وهي تجلس في غرفتها، فلولا ذلك ما كانت استطاعت الوقوف مع لوي بالخارج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الوَقت الحاضِر-
-من وجهة نظر الكاتـبة-
نزلت هي لأسفل وخرجت من بوابة المنزل لتجد لوي يقف هناك مستندًا على سيارة زرقاء.
يرتدي سترة 'جينز' أسفلها قميص أبيض وبنطال أسود..'يبدو وسيمًا كاللعنة!' هذا ما فكرت هي به حينها.
رفع رأسه عندما لاحظ نزولها، ثم أصدر صفيرًا خافتًا من فمه.
"مرحبًا، لوي" قالت بينما تتقدم نحوه وهي تُرجع خصلة من شعرها خلف أذنها.
"بيا! تبدين جميلة للغاية" أخبرها بينما يمسك بيدها ويجعلها تدور.
ابتسمت هي بخجل وردّت "شكرًا، لو، وأنتَ تبدو وسيمًا أيضًا".
"تبدو تمامًا كما تخيلت" نظر نحو القلادة الصغيرة التي أعطاها إياها.
"أجل، إنها لطيفة للغاية" ابتسمت بينما تتحسسها بخفة.
ابتسم بتوسع بينما يقول "هيا بنا" ثم فتح لها باب السيارة.
"أشكرك" قهقهت هي بخفة على تصرفه اللطيف.
صعد هو بجانبها بينما سألته ببعض الفضول "أهذه سيارتك؟".
"لا، إنها ليست كذلك" كانت إجابته مختصرة فصمتت ولم تسأل مجددًا بينما بدأ هو بتشغيل المُحرّك.
نظر ناحيتها "حسنًا، إلى أين سنذهب؟" سأل.
"لا أعلم، أليس أنتَ صاحب فكرة التنزّه؟" رفعت كتفيها.
"أنا صاحب الفكرة ولكنني لا أعرف أماكن جيدة للذهاب إليها" مد شفتيه للخارج بجهل.
"أوه، لقد تذكرت، أعلم مكانًا جيدًا للذهاب إليه، قُد وسوف أُخبرك بالاتجاهات".
بدأ بالقيادة بينما تُخبره هي بالاتجاهات، حتى قاموا بالوقوف في إحدى إشارات المرور.
"أعلم ما تفكرين به" قال هو فجأة بعد صمت.
نظرت له بتساؤل "ما الذي أُفكر به؟".
"لمَن تكون تلك السيارة الفارهة" نظر لها بطرف عينه بينما يبدأ في القيادة مجددًا بعدما فُتحت الإشارة.
توسعت عيناها بخفة، فقد بدى وكأنه يقرأ أفكارها، ولكنها فقط قامت بالإنكار "لا، أنا لا أُفكر في هذا".
"كاذبة" قالها بعندٍ طفولي "ولكني سأخبرك على أي حال، فأنا أعلم أنك الفضول يأكلكِ حية الآن " قهقه بخفة.
"لا، إن الفضول لا يأكلني، أنا حقًا لا أهتم بالأمر" تظاهرت باللا مبالاة وهي تنظر لأظافرها المطلية باللون الرمادي.
"كاذبة مجددًا، ولكني كما قلت سأخبركِ، تلك السيارة مُلكٌ لأحد أصدقائي ولكنني قد استعرتها منه" هو يعلم أنه يكذب عليها الآن فبالطبع قد اشترى هذه السيارة من الأموال التي يجنيها من عمله في العصابة، ولكنه شَعرَ أنها تتسائل بداخلها، ولقد كانت تفعل، لذا فهو قد أراد إشباع فضولها.
"مهلًا، كيف تركَ لك صديقُكَ تلك السيارة بهذه البساطة؟" سألته بحاجبين معقودين، فلا يُعقل أن يُستغني أي أحدٍ عن سيارة ثمينة كهذه بتلك السهولة.
"إنه صديقي المُقرب، والده ثريّ لذا لديه أكثر من سيارة، لذلك هو لا يُمانع إعارتي تلك السيارة، بيا" أخبرها لتنظر له بفهمٍ وهي تومئ ببطء.
"هنا أليس كذلك؟" سألها وهو يُخرجها من ساحة أفكارها.
"أوه، أجل بالضبط" أخبرته بينما يوقُف السيارة في مكان مناسب.
ترجلا من السيارة ثم توجها نحو المكان المنشود.
دخلا لذلك المطعم الصغير ليبدأ لوي في جولة تفقدية بنظره في المكان باستكشاف وهو يحرك رأسه بخفة مع الموسيقى.
بينما شعرت بياتريس كأنها في المنزل، فهي تأتي هنا أكثر مما تجلس في المنزل وبدون مبالغة.
كان المكان يبدو كمطعم صغير وبسيط للغاية، يحتوي فقط على خمس طاولات وبار صغير في إحدى زواياه.
"سنجلس هناك" أخبرته بصوتٍ مرتفع قليلًا بسبب الموسيقى وهي تشير نحو البار، ليومئ هو بخفة.
"مرحبًا، أندرو" سلمّت هي على الفتى مُشّغل الموسيقى وهي تضرب كفها بكفهً
"بياتريسا! لقد مرّ وقت طويل منذ آخر مرة" صاح ببهجة.
"تعلم تمامًا ما أُحب" قالت قاصدة الموسيقى بينما غمزت له بخفة، "لا أحتاج توصية عزيزتي بيا".
"يبدو أنكِ تأتين هنا كثيرًا" أخبرها لوي بينما يجلسان على كراسي البار الطويلة.
"أجل، فأنا أحب هذا المكان كثيرًا، رغم كونه مكانًا بسيطًا للغاية ولكنه المُفضل لي" أخبرته بينما تغيرت الأغنية الحالية لأُغنية أُخرى.
"أجل! إنها أغنيتي المفضلة" صاحت بحماس ليقهقه هو على منظرها.
"أحضري الكؤوس، عزيزتي يمكنني إحضار المشروب" تمتمت هي مع الأغنية بينما خرج فتى ما من باب خلف البار
"أوه، مرحبًا بلو كيف حالك يا رجل" صافحت هي الفتى الذي خرج لتوه من الباب خلف البار.
"الهي، بيا، كيف حالك أنتِ وسكار؟ ومن ذلك الوسيم؟" صافحها بالمقابل وهو يبتسم.
"أنا جيدة وسكار كذلك، هذا لوي صديقي" أخبرته.
"مرحبًا بكَ يا رجل، حسنًا، ماذا تطلبون؟"سأل ذلك الفتى بلو.
"المعتاد، بي، ماذا عنكَ لوي؟" سألت.
"مهلًا، ما هو المعتاد؟" تساءل بحاجبين معقودين.
"إنه مزيج بين الويسكي والكولا، إنه المفضل لي" أوضحت له.
"يبدو غريبًا بعض الشيء، ولكن لما لا، سأجربه" رفع لوي كتفيه.
"يبدو أنكِ تعرفين كل الذين يعملون هنا" تحدث لوي بعد ذهاب ذلك الفتى.
"أجل، فكما أخبرتك أنا آتي لهنا كثيرًا" ردّت ثم بدأت بالغناء بصوتٍ منخفض مع الأغنية.
"لمَ هذا المكان بالذات؟" سألها.
"سأخبرك" ابتسمت بخفة وهي تتذكر أول مرة أتت لهذا المكان مع سكارليت.
"سكارليت صديقتي لا تحب الجلوس في المنزل، وتحب أن تبقى بالخارج طوال الوقت، وبما أنني صديقتها المقربة فأنا أقوم بالخروج معها" صمتت عندما وُضعت المشروبات أمامها.
"استمتعا" قال ذلك الفتى بلو ثم ذهب ليُكمل عمله.
"هيا، جربه، أنا متيقنة أنه سيعجبك" قالت بحماس وهي تقصد المشروب.
ارتشف هو البعض ثم أصدر همهمة تدل على تلذذه.
"إنه لاذع للغاية، ولكنه رائع" أخبرها "هيا، أكملي".
"حسنًا، تحب سكار دائما الذهاب لأماكن جديدة، لذا فقد جئنا هذا المكان لتجربته، وعندما دخلنا وجدت أن الأغنية التي تعمل حينها هي إحدى الأغاني المفُضلة لي، تعرفت حينها على أندرو ذلك الفتى الذي يشغل الموسيقى، عندما وجدنا أننا نتشارك نفس الذوق الموسيقي، لذا أحببت المكان بسبب الموسيقى التى تعمل به".
"اسمحي لي بالسؤال، كيف أنتِ وذلك الفتى تتشاركون الذوق الموسيقي؟ فهو يبدو أنه كالفتيان السيئين، الذين لا يستمعون سوى للأغاني البذيئة والهيب هوب وما إلى ذلك" سألها.
"هذا تمامًا ما أفضله، أعني..إنكَ إذا فتحت هاتفي الآن ورأيت الأغاني التي أسمعها ستجد أنني لا أستمع سوى لـليل واين ودرايك و ويز خاليفا" أخبرته.
"مهلًا، هل أنتِ فتاة؟ ذوقكِ الموسيقي يبدو كذوقٍ موسيقي لفتىً ما" تعجب.
قهقهت هي بخفة "لا أحب الاستماع لأغاني النساء حقًا".
مكثوا بعض الوقت في صمت يرتشفون من مشروباتهم وكلاهما يهز رأسه مع الموسيقى.
"حدثني عن نفسك، لوي" قطعت هي الصمت لينتبه هو لها.
"ما الذي تريدين معرفته عني" سأل.
"لا أعلم، حدثني عن حياتك عامةً" رفعت كتفيها.
"حسنًا، سأخبركِ بفكرة، أسألي وأنا سأجيب" أخبرها بينما يُنهي أخر رشفة في الكأس.
"حسناً..بمَ أبدأ" همهمت بتفكير بينما تنظر للأعلى.
لا تعلم كيف اندفعت هكذا، ولكن هذا السؤال يطاردها منذ أن تعرفت به "حسنًا، هل أنتَ على علاقة بفتاة ما؟".
"أجل، أنا كذلك" ردّ..
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
الفَصل الثـامِن
يا وااااطي
Відповісти
2020-07-27 01:58:12
Подобається