الفَصل التّاسـع
-من وجهةِ نَظر الكاتبة-
لم تتوقع هي إجابته تلك، كانت صادمة، رغم أن لوي فتىً تتمناه أي فتاة.
شعرت ببعض الغباء، فهو وسيم، ذكي، لطيف، و يعرف كيف يغازل النساء، فما الذي يمنعه إذا من مواعدة أي فتاة؟
بالإضافة أن به أكثر الأشياء التي تشد بيا، تلك الهالة من الغموض والتي تحيط به دائمًا، عيناه الساحرتان القادرتان على إيقاعك في حبهما في لحظة، أناقته التي لم تخيب ظنها -بياتريس- من قبل.
"أ..أعني لا، لقد كنت..كنت على علاقة بفتاة ما ولكننا قد انفصلنا" تلعثم بخفة وهو يقطع حبل أفكارها، فهو لم ينتبه جيدًا لسؤالها، لقد ظنّ أنها تسأل ما إذا كان واعد إحدى الفتيات من قبل، لم يدرك أنها تسأل عن مواعدته لإحدى الفتيات في الوقت الحالي.
تنهدت هي براحة، بينما استنكرت نفسها، لمَ هي مهتمة بهذا الأمر لهذه الدرجة؟ ما الفارِق إذا كان يواعدن إحداهن أم لا؟ أليسا مجرد صديقين؟
تظاهرت هي بالحزن، وبدأ الأمر يثير اهتمامها وهي تسأل بحاجبين معقودين "لمَ؟ أعني لمَ قد انفصلتما؟".
تنهد بخفة "باختصار، لم تكُن تدرك معنى جملة 'انتِ مُلكي وحدي'" رفع كتفيه.
نظرت بيا له نظرة 'ماذا بعد؟' ليتنهد وهو يُكمل "أعني..هي لم تكن أن تدرك أن كونها مرتبطة برجلٍ ما يعني أن تكون له فقط، وليست له هو وثلاثة أو أربعة رجال آخرين" قال جملته الآخيرة ببعض السُخرية.
"كيف ذلك؟" تسائلت وهي تستند بذقنها على يدها الموضوعة على المنضدة.
نظر لها بينما فكّر للحظة..هل ينبغي عليّ إخبارها؟.
هو متيقن أن رغم أنهما -بياتريس ولوي- صديقان منذ وقت قصير؛ ولكنه يشعر وهو معها أنه يعرفها منذ زمنٍ طويلٍ.
قاطعت هي تفكيره عندما وضعت يدها على يده الموضوعة على المنضدة "يمكنك الوثوق بي" قالت بلطفٍ وابتسامة دافئةٍ، فهي قد شعرت أنه متردد في إخبارها بالأمر، ولقد كانت بيا من الأشخاص الذين لا يفشون الأسرار مهما حدث.
تنهد هو بخفة بينما بلل شفتيهِ "حسنًا، مبدأيًا أريد إخبارك أننا قد ظللنا سويًا لأكثر من أربع أو خمس سنوات..".
قهقه بخفة على ملامح وجهها المُتفاجئة "حقًا! إذًا لمَ قد تركتها؟".
"دعيني أُكمل، في بداية تعرفي عليها كنت معجبًا بها بشدة، وبعدها بفترة أخبرتها بأمر إعجابي ولمفاجأتي أخبرتني أنها تفعل المثل" ابتسم بخفة وهو يتذكر ذلك اليوم، لقد كان ما زال مراهقًا حينها.
"بمرور الوقت تعرّفنا على بعضنا البعض أكثر، وكذلك..يمكنني القول أننا قد وقعنا في حب بعضنا البعض، أو على الأقل..أنا فعلت" تنهد.
"كان الناس يرّون أننا ثنائي مثالي، وأنا كنت أرى أنها الفتاة المثالية لي، كنت دائمًا ما أتخيل مستقبلي معها هي فقط، ولم أتصور نفسي أن أكون مع فتاة غيرها".
صمت للحظة ثم أكمل "وبينما الأيام تمر، كنت أراها تتغير معي، في البداية كنت أظن أن الخطأ هو خطأي أنا، كنت أفعل ما في وِسعي لإرضاءها؛ لأنني لم أكن أريد أن أخسرها، بعدها وجدت أن أصبحت تهاتف فتيان آخرين، وتُخبرني أنهم فقط أصدقاؤها، بينما كنت أتصرف كالأحمق وأتجاهل الأمر في كل مرة، وفي نهاية الأمر قد أدركت أنها ذلك النوع من الفتيات اللواتي لا يستطعن أن يكونن وفيّات لرجل واحد؛ فقد كانت تحب الخروج مع هذا، وتقبيل ذلك، ومراسلة ذاك وفي النهاية تخبرني أنني الوحيد في قلبها" تنهد هو بعد حديثه المطول.
"أعتقد أنني كنت مجرّد علاقة مُراهَقة مندفعة بالنسبة لها" صمت مطبقًا شفتيه.
بينما شعرت بياتريس ببعض الغيرة التي أنكرتها في داخلها، شعرت بالغيرة لأن لوي بدى وكأنه قد أحبها بصدقٍ ولكنها لم تقدّر مشاعره، فمن تلك الغبية التي يقع لوي في حبها وتتركه بتلك البساطة؟
"لذا، قررت أن ننفصل، فقط" رفع كتفيه وهو يقولها ببساطة ويبتسم.
"تلك الفتاة هي أكثر فتاة حمقاء قد سمعت عنها في حياتي" تحدثت لا شعوريًا.
ابتسم على ذلة لسانها الغير مقصودة.
"أ..أعني.. يبدو أنها لم تحبك بصدق، فلو كانت تفعل ما كانت لتنظر لأي رجل غيرك، أليس كذلك؟" تحدثت بتوتر وهي تُرجِع خصلة من شعرها خلف أذنها وترتشف القليل من كأسها.
"يبدو كذلك، فلنتركنا من الحديث عني، فلنتحدث عنكِ أنتِ" أخبرها.
"أنا؟ ماذا بشأني؟ أنا فتاة عادية للغاية، أعيش حياة مملة للغاية" تحدثت وهي تحرك يديها بلا مبالاة.
"ماذا عنكِ؟ أعني..هل وقعتِ في الحب من قبل؟" سألها وهو ينظر نحو عيناها مباشرة.
"لا، أعني..عمليًا لا، بغض النظر عن الفتيان الذين كنت أُعجب بهم في صمتٍ في الثانوية،" قهقهت بخفة " لقد كنت أدرك تمامًا أنني أُعجب بهم بسبب كوني مراهقة، كنت أعلم أنها مجرد فترة عمرية وستمر".
"يبدو أنكِ كنت حكيمة منذ صغرك ثم أتعنين أنكِ لم تجربِّ الوقوع في الحب من قبل؟ مطلقًا؟" سألها باستغراب.
"لا، لم أفعل، فأنا لست ذلك النوع من الفتيات اللواتي يضعن أحد الرجال هدف لهن، فأنا أؤمن بأن هناك الكثير من الأشياء في الحياة والتي ينبغي علينا فعلها تكون أهم من الحب، الحب ليس له فائدة" اقتبست جملتها الأخيرة من إحدى أغنياتها المُفضلة.
"لا، إنه ليس كذلك، أنتِ لم تجربيه قط حتّى تحكمي عليه" أخبرها وهو ما زال متعجبًا، فـبياتريس فتاة لطيفة وجميلة، ويمكنها أن توقع أي رجل في حبها.
"هذا ما تقوله لي سكارليت دائمًا، ثم مهلًا لحظة..كيف ما زلت ترى أن الحب شيء جيد وأنت قد كُسرت من قبل بسبب الحب؟" سألته.
"كوني قد أخطأت في اختيار الفتاة التي أقع لها، لا يعني أن الحب سيء، إنه شعور جيد للغاية" أوضح لها.
"دعكَ مِن هذا الهراء، أريدك أن تتكلم عن ذاتك، عائلتك، أي شيء، اعتبر أننا تقابلنا للتو ونتعرف على بعضنا البعض" أخبرته وهي تعتدل على الكرسي.
"ابدأي أنتِ وسأفعل مثلك" نظر لها.
"حسنًا، اسمي هو بياتريس روبرتس، أبلغ من العمر واحد وعشرين عامًا -وقاربت على إتمام اثنين وعشرين-، أمريكية، لدي أُخت واحدة تكبرني بحوالي ثلاثة أو أربعة أعوام، أعيش مع أبي وأمي وأختي في ذلك المنزل الذي تعرفه، أدرس في كلية الآداب قسم علم النفس، لدي صديقة واحدة مقربة وهي سكارليت، لوني المفضل هو الأزرق، فقط" رفعت كتفيها ثم أشارت له بمعنى 'دورك'.
"جيد، اسمي هو لويس توملينسون، أبـ.." قاطعته هي "مهلًا، مهلًا..توملينسون؟ أعتقد أنني قد سمعت ذلك الاسم من قبل" وضعت يدها على ذقنها بتفكير.
بينما هو قد فهم مقصدها، هي تعني تلك الليلة التي كان يتفقون بها على موعد العملية وقد كانت هي بالجوار، حينها ناداه رودجر بـتوملينسون.
شعر بالقلق وظنّ أنها قد تتذكر، ولكن على ما يبدو أن ذاكرتها لم تساعدها.
"لا يهم، آسفة على المقاطعة، أكمل" قالت هي بخيبة أمل بسبب عدم تذكرها.
تنهد هو براحةٍ شديدةٍ وهو يمسح قطرات العرق من على جبينه"كما قلت، اسمي هو لويس توملينسون، في الخامسة والعشرين من عمري، بريطاني الأصل، لدي أخ واحد لديه إحدى عشر عامًا، أعيش مع أمي وأخي، توفي أبي منذ حوالي سبعة أعوام، لم أكمل تعليمي حتى أعمل من أجل أمي وأخي الأصغر، صديقي المقرب هو تايرون، وأُفضل اللون الرمادي" ابتسم في نهاية حديثه لتبتسم هي بالمُقابل، فلطالما قالت أنّ ابتسامة لوي مُعدية.
شعرت هي بالسوء لأنها قد ذكّرته بأبيه المتوفى"بالتأكيد هو في مكانٍ أفضل الآن، أقصد والدكَ" قالت بمواساة وهي تضع يدها على كتفه.
"لا أعتقد ذلك" تمتم هو بضيق واستخفاف بصوتٍ منخفض ولكنها استطاعت سماعه، ليجعل هو الفضول يأكلها حية مجددًا.
لمَ قد يتحدث بتلك الطريقة عن أبيه؟
ما الذي يُخفيه؟
تأففت بخفة، فهي قد سئمت كونها فضولية للغاية.
ولكنّها قد شعرت ببعض الشفقة ناحية لوي، فهو قد ترك التعليم من أجل أمه وأخيه، ياله من شيء محزن، ولكنه تصرّف رجولي في الوقت ذاته.
قامت بياتريس بالعبث بحقيبتها بتوتر، فمنذ أن كانا سويًا على ذلك السطح ذلك اليوم وسمعته يتحدث بالهاتف مع أحدهم عن عملية ما، وهي تشعر بالقلق، وتتسائل بداخلها 'فيم متورط لوي؟'.
"تحدثي، بيا" قاطع لوي حبل أفكارها، فقد لاحظ توترها الجلي.
"اسألي عمّا تشائين" قال بلطف، حتى يحُثها على الحديث.
"بصراحة، لوي.." قالت بتوتر، ليومئ هو حتى تُكمل.
"ذلك اليوم، على السطح، لم أقصد التطفل على مُكالمتك حقًا..و..ولكنّي أردت أن أسألك عن..عن شيء ما" قالت ببعض التوتر، فهي تريد إجابة لسؤالها وفي نفس الوقت لا تريد أن تنتهك حياته الخاصة.
همهم لها بنفاذ صبرٍ:"أكملي".
"حسنًا، ذلك اليوم سمعتكَ تتحدث مع أحدهم عن..عن عمليةٍ ما" لم تكن تدري كيف تقوم بصياغة السؤال.
"أتعنين عندما تحدثتُ عن وقت تنفيذ العملية؟" سألها مبتسمًا فقد فهم الآن ما يجول في خاطِرها، وبالإضافة لفهمه فقد اختلق كذبة صغيرة وسريعة ولطيفة ومقنعة أيضًا!
"أ..أجل" ردّت.
"على الأرجح قد فهمتي الأمر بشكلٍ خاطئ" تمتم "سوف أُخبركِ عزيزتي بيا، إنها عمتي، أتعلمين أين كنت في الأيام التي لم أكن هُنا بها؟" سألها لتهز رأسها بالسلب.
"لقد كنت في لندن، لزيارة عمّتي، فهي مصابة بمرضٍ ما بالقلب، وكانت على وشك إجراء عملية ما من أجل صمامات القلب خاصتها، لذا فقد كنت أحادث أحد أقربائي هناك لأخبره عن تحديد وقت العملية حينما أصل هناك، هذا هو الأمر".
تنهدت بياتريس ببعض الراحة، فعلى الرغم من عدم إقتناعها التام بالأمر، ولكنها قد ارتاحت لأن لوي ليس متورطًا بشيءٍ ما.
ابتسمت له "شكرًا لإخباري" ليبتسم بالُمقابلِ "لا عليكي، فنحن أصدقاء في نهاية الأمر، أليس كذلك؟" نظر نحو عينيها.
"بالتأكيد" ردّت وهي تنظر له بالمقابل.
قاطع تحديقهما رنين هاتف بيا لتنظر له بهلع عندما رأت الساعة "الهي، لقد تأخرت للغاية، ستقوم أمي بذبحي حتمًا".
قهقه هو بخفة "فلتردِ على والدتك ِ، بيا" أخبرها.
"مرحًبا، أمي، أجل..أجل، أعتذر للغاية حقًا، سآتي على الفور" أنهت مكالمتها ثم نظرت له "أعتذر كثيرًا لوي، ولكن عليّ الذهاب".
"لا مشكلة، هيا بنا سأوصلكِ" أخبرها وهو يأخذ هاتفه من على الطاولة ويقف.
"شكرًا لك" شكرته.
"لا داعي أيتها اللطيفة" قام بقرص وجنتها بخفة لتقهقه هي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-من وجهَة نظرْ بـياتـريـس-
أوصلني لوي حتى منزلي، ثم توقف أمام الباب.
"لقد استمتعت كثيرًا اليوم، لوي، شكرًا لك" ابتسمت وأنا أنظر له.
قام بإيقاف محرك السيارة، ثم نظر لي "لا تشكريني يا فتاة، فأنا أيضًا قد استمتعت".
"سنخرج سويًا مجددًا، أليس كذلك؟" سألني بابتسامته اللطيفة تلك.
"بالطبع سنفعل، هذا في حال إن لم تقتلني أمي الآن، حينها سوف تخرج أنت مع شبحي" رددّت ليقهقه هو بخفة ثم ينظر نحو عيناي.
قاطعت تواصلنا البصري المُربك -بالنسبة لي- فأنا أرتبك كثيرًا عندما ينظر أحدهم نحو عيناي مباشرة هكذا "عـ..عليّ الذهاب الآن، فأمي تنتظرني، وداعًا، لوي".
"حسنًا، وداعًا بيا" ردّ ثم وجدته يقترب مني بشدة، ثم قام بتقبيل وجنتي اليُمنى بخفة ثم العودة لمكانه، وهو يبتسم.
"ود..وداعًا"تلعثمت
ترجلت من السيارة ثم توجهت سريعًا نحو المنزل وأنا أدخل المصعد وألمح لوي يبتعد بسيارته.
نظرت لنفسي في مرآة المصعد لأجد وجنتاي مُحمرتان بشدة، أشعر بالحرارة تخرج منهما ومن أذناي أيضًا، نتيجة شعوري الشديد بالخجل.
أحضرت مفتاح شقتنا من حقيبتي، فتحت الباب ثم دخلت لأجد أمي تقف هناك وتنظر لي بوجه غاضب.
بالطبع خضتُ أنا وأمي شجارًا لطيفًا للغاية بسبب تأخري بالعودة، وانتهى بي الأمر أقوم بمصالحة أمي وكذلك وعدتها بعدم تأخري مجددًا، ثم قمت بالتوجه للسلم حتى أصعد لغرفتي.
استوقفتني شقيقتي العزيزة ميلا في منتصف السلم "أين كنتِ؟ ومع مَن؟ ولمن تكون تلك السيارة الفارهة التي نزلتِ منها؟ولـماذا وجنتاك حمراوان هكذا؟ ولـ..".
"مهلًا مهلًا، ميلا توقفِ يا فتاة" قاطعتها بعدما انهالت عليّ بسيل من الأسئلة اللا متناهية.
"دعيني فقط أبدل ملابسي وسأخبركِ بكل شيء" قلت بتعبٍ قمت بوضع يدي على كتفها وإبعادها قليلًا حتى يسنح لي العبور.
"حسنًا، سأنتظركِ بالأسفل" قالت وهي توجه إصبعيها السبابة والوسطى نحو عيناها ثم نحوي.
صعدت لغرفتي ثم أغلقت الباب وأنا أرمي بحقيبتي على الفراش وأخلع معطفي وأرميه كذلك.
أردت النوم بشدة، لذا قررت أنني سأبدّل ملابسي وأنام، ولن أخبر ميلا بشيءٍ الآن.
توجهت نحو مرآة غرفتي ثم نظرت لنفسي بها وأنا ابتسم أكثر الابتسامات بلاهة في العالم وأتحسس وجنتي بخفة.
توقفت عن الابتسام فجأة وأنا أرتمي على سريري "ما بالي ابتسم كالمراهقة التي حصلت على قبلتها الأولى للتو؟".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء الخير💖 هاو از ذا تشاب؟ بنسى ان في قصة يتعملها ابديت والله😂 هنا اللي بتفكرني😂 انتظروا كمان واحد💋
Коментарі