لي اسم كما تعلمون !
سماء السوداء
بسخرية قاسية
صراع تسبقه الصدمة
بصيص أمل
العاصفة
خذلان
خروج
عقاب
ذكريات
مسك الختام
العاصفة
هي الملاك الطاهر الابيض الجناحين في قلبي ..وانا الشيطان الاحمق المنبوذ في قلبها



_____ بعد عدة ايام ____

ليس هناك أجمل من صباح مليئ بالتفائل والثقة باللّه، فكل صباح هو بداية حلم وهدف جديد، فما علينا إلّا أن ننسى الأمس ونبدأ من جديد، وننتظر يوم أجمل..

بينما كانت مستلقية على سريرها ...وميظ ضعيف من ضوء عمود النور المقابل لغرفتها ينبعث من النافذة،  اخذت تنظر بشرود نحو سقف الغرفة وهي تفكر بعمق .. هاهو اليوم الخامس على اختفاء نوح .. بدات الافكار السلبية تتدفق في رأسها .. ، قطع تفكيرها صوت طفلها الصغير وهو يبكي .. نهضت بسرعة واتجهت نحوه حملته بيدها ووضعته بين يديها واخذت تهدئه

" مالامر يا قلب والدتك مابك حزين  ياملاكي الصغير .. ؟ ،"

هدئ بكاء الطفل وهو ينظر لها بصمت وعيناه تلمع فيها الدموع .. خدوده محمرة .. امتدت اناملها نحو وجنته المكتزه والشاحبة .. ومسحت دموعه العالقة بسبب تجاعيده .. اخذت تداعبه بين يديها  بدأ يبتسم بفرح اخذت تحركه و تهزه بيدها ،  نظرت الى عيناه التي ذات اللون المميز شردت بعيناه وهي تتذكر مشهد نوح وهو يحمل الطفل ويكبر بأذنه استطاعت بوضوح رؤية التوتر في عيناه والارتباك الذي جاهد ليخفيه ابتسمت بسعادة وبدأ الفرح يملأ قلبها .. هي تشعر انه بدأ يتقبل أدم ربما مع الوقت سيتقبله ولن يبعده ابدا ..

" ترى اين انت يا نوح ! " زلقت دمعه متمرده من عيناها وهي شاردة لكن ما صدمها وافاقها من شرودها هو وضع الطفل يده على خدها مكان الدمعه .. وبدأ يمسحها بهدوء .. بيده المرتجفه .. نظر لها ومال براسه لليمين وهو ينظر لها بهدوء .. لم تستطيع تحمل تصرفاته احتضنته بسرعة وهي تبكي ..

" لا اعلم ان كنت تفهمني او لا لكني اشعر انك تفهمني .. يا ملاكي الصغير " اخذت تمسد على ظهره وهي مستمرة باحتضانه وتحادثه بهدوء وسعادة تملأها ..

" اتعلم ياصغيري .. انت النعمه التي اغمض عيني في نهاية كل يوم وادعو الا افقدها ... لا اعلم كيف كنت اعيش من دونك .. صحيح انك لست كامل .. لكنك بالنسبة لي افضل طفل بالعالم ..ياحبيب والدتك .. "

اخذت تحادثه بهدوء وسعادة مفرطه .. قطع هذه اللحظه طرق على الباب ودخول كريمة وهي تحمل الطعام بيدها .

الخادمه : سيدتي حان وقت دوائك ووقت اطعام والباشا الصغير .. "

نظرت لها حنين بكل هدوء واتجهت ناحية الطاولة الصغيرة بغرفتها ..

" حسنا ضعيه هنا يا كريمه " وضعت كريمة الطعام على الطاولة وقربت الدواء من فم أدم الذي يجلس بحظن والدته ، اخذت تنظر له بأشمأزاز وهي تحاول ان تطعمه الدواء ..  انتبهت حنين لنظراتها .. شعرت بالغضب والحزن ..

بالغضب من تصرفات هذه الخادمة  وبالحزن بسبب خوفها على طفلها هي تخاف عليه من عيون الناس  ..

" كريمة ضعي الدواء على الطاولة واخرجي من هنا الان ، لا اريد رؤيتك امامي هل فهمتي !! اغربي عن وجهي هيا "

نظرت كريمة بصدمة ، لم تتوقع ان حنين ستنتبه لها !

الخادمه : لك-ن يا سيدتي ا-ان-ا..انا لم افعل شيء ؟ "

اخذت تنظر لحنين ببرائة  وهي تحاول ان تبدو طبيعيه فهي لا تريد ان تخسر عملها بالنهاية ! ..

" يالك من وقحة وتكذبين ايضا ! .. كيف تجرأين وتنظرين للصغير بهذه الطريقة ! هل تظنين انه هو من اختار شكله ! ها
لماذا هذه النظره المقرفة بوجهك من طفل صغير بريء لا يفقه شيء بهذا الدنيا .. ، لو كنتي مكانه ماذا ستفعلين عندما ينظر لكي احد ! ها اجيبي "

كانت تتحدث وتشعر بالسكاكين تضرب بقلبها ، هي كانت تقبل نظرة الناس المؤلمه لها ... كونها كانت هزيلة وضئيلة الحجم كيف بها ان تتزوج نوح الدين ! .. كانو دائما يؤذوها بالكلام .. رغم ان كلامهم مؤلم هي لم تهتم ، لكن الان الألم مضاعف .. فهم لا يتحدثون عنها بل على طفلها الصغير ..،!

اخذت كريمة تنظر بصدمة نحو سيدتها فهي اول مرة ترى حنين تصرخ ، فقد كانت دائما مسالمه وصوتها منخفض حتى لو كانو يأذوها بالكلام كانت تصمت ! ، نظرت لحنين وهي فاغرة الفاه وعيانها جاحظة تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها .. تعجز عن الرد

" تعجزين عن الرد ها ! اغربي عن وجهي لا اريد رؤيتك امامي انتي اخر من كنت اتوقع ان ينظر لطفلي بهذه الطريقة فقد شهدتي كل شيء ! وكنتي موجوده ايضا .. اذهبي لم اعد اريد ان اراك انتي مطروده "

الخادمه : اسف لكني لن اذهب ، فأنا اتلقى الاوامر من الباشا فقط .. وايضا كما رأيت فهو لا يتقبل هذا الطفل القبي-ح المشوه"

قالت كلامها بلا مبالاة غير مهتمة بهذه المرأة التي تحطم قلبها من الكلمات التي ضختها كالسم ! ، هي كانت تكذب ، فهي لاحظت اهتمام نوح نحو الطفل وتشديده على ان يتناول دوائه ومثلما شدد على ان تتناول حنين طعامها ! ، لكن كما قلت سابقا هذه المرأة لا تريد سوى الحفاظ على عملها ، لا تهتم لشيء اخر ..

نهظت ببطئ واخذت طفلها ووضعته على سريره بهدوء وبطئ وقبلت راسه ذو الشعر الاشيب .. واتجهت نحو الخادمة ووقفت امامها .. نظرت لها ببرود غريب وغضب يشع في مقلتيها .. كل شيء الا طفلها لن تسمح ابدا بان يؤذوه .. ، رفعت يدها الناعمه وصفعت الخادمة على وجهها باقوى ما عندها .. واخذت تصرخ بغضب

" كيف تجرؤين ! وتنعتين ابني بالقبيح .. حتى لو كان شكله عجوز لكن قلبه افضل من أمثالك آلاف المرات هل فهمتي .. ولا تنسي نفسك امامي وتنسن مكانتك ، انا حنين جمال الدين ! لم يخلق بعد الذي يحاول أن يهين طفلي .. "

وضعت كريمة يدها على خدها وهي تنظر بصدمة نحو حنين هي لم تتوقع هذا  أبدا ، حنين ليست من محبي العنف مطلقا  ، ولا تتعامل به .، ردت بسرعة وعدم تفكير

الخادمة : وما ادراك انه جميل القلب وهو ما يزال طفل وايضا هو قبيح لكنك لا تتقبلين الحقيقة .. انظري الى شكله وشعره وتجاعيده انه طفل عجوز..انظري لشكله اشفق عليه ، نصيحة مني تخلصي منه قبل ان تتعلقي به فمن شكله يبدو انه سيموت في اي لحظ-ة !!"

قطع كلام الخادمة وانتفظت فزعة حين فتح الباب بقوة على مصرعه ..

يدخل منه بطلته البهية وهالة من السواد تحيط به .. اتجه ناحية زوجته ونظر لها بتركيز في عيناها تحديدا رأى نظره انكسار في عيناها تحاول ان تبدو متماسكة وقوية .. لكن هو يحفظها عن ظهر قلب .. يعرف اللمعة في عيناها الرمادية ..عند الحزن والفرح .. يعرف انها عندما تضغط على يدها بقوة هذا دليل على انها وصلت لقمة غضبها وممكن ان تنفجر بأي لحظه ..

لحظات من الصمت.. شعرت بها كالساعات ..تنظر له ولنظرته المتفحصة وعيناه الفارغة وجهه غير قابل للقرائة سرعان ما تحول لتجهم .. تقدم نحوها وقبل رأسها بكل حنية و اخذ يضغط على يدها ليطمأنها ويخبرها انه هنا .. ، مالبث ان استدار ونظرة باردة اعتلت وجهه وهو ينظر نحو الخادمه التي ترتعد من الخوف ! ،

" ماذا يجري هنا .. " قال بهدوء يسبق العاصفة ، وكانه لا يعلم ما حدث ، كانه لم يسمع صراخهم !

، نظرت كريمة نحوه وهي كلها امل انه لم يسمعها ، كادت ان تتكلم لكنه اخرسها بنظرة حاده ووجه كل تركيزه لزوجته ينتظر منها ان تفسر ما حدث !  ينتظر منها اشارة فقط حتى ينفذ الخطط السوداء التي برأسه .. لكن صدمت افكاره السوداء من ردها ..

" لا شيء يانوح .." قالتها بخفوت وهي تخفي المها الكبير من كلام هذه الخادمة الجارح الذي مزقها من الداخل .. ، وكانها قرأت افكاره السوداء !

نظر لها بنظرة لم تفهمها .. واستدار ينظر نحو كريمة ويأمرها بالتحدث ببرود

" في الواقع يا سيدي كنت اريد ان اطعم الصغير لكن الهانم منعتني ، وارادت طردي من هنا لكني اخبرتها اني لا اسمع الا اوامرك انت فغضبت مني واخذت تشتمني حتى انها ضربتني ..  "

  نظر لها بتهكم ، وكم هي بارعة بالكذب !
حقا من قال ان كيدهن عظيم ! ،مالبث ان تحولت نظرته لبرود و حول نظرته لزوجته  يطالع رد فعلها التي توقعها ،
كانت مصدومة عيناه متوسعة  وفمها مفتوح تحاول السيطرة على صدمتها ، فهي ارادت ان تحمي الخادمة .. وهاهي الخادمة تجازيها بالكذب ! هه كان يجب ان تتوقع هذا ..

اعاد نظره نحو الخادمة، .. بدى مندفع وثائر.. ،  قال بغضب لم يكلف نفسه عناء اخفاءه ، وعيناه تحول لونها اغمق

" كريمة قلت تحدثي ، لم اقل اكذبي ، والان اخبريني الحقيقة ، فهذا افضل لك "  نظرت له بصدمة .. وهنا عرفت انه سمعها وهي تتحدث مع الهانم بتلك الطريقة  ، ارتعد قلبها من الخوف وهي ترى نفسها مشتعله بعيناه ..

" انا اسفة يا باشا لم اقصد ان اقول هذا الكلام انا اسفة "   نظر لها بهتمام مزيف وهو يراها تعتذر !

" كريمة .. كريمة  .. همممم ،  لما الاعتذار  ؟؟

هل لانك قلتي انه طفل قبيح ؟

ام لانك كذبتي باسمي وقلتي  واني لن اعترف به ابدا ؟

، ام لانك حدثتي سيدتك بكل وقاحة وقلة ادب ؟!

ام لانك نسيتي مكانتك ؟!

ام لانك اخذتي تسخرين من طفل صغير ؟!

،..ماذا اين ذهب صوتك الذي كان يهز الجدران منذ قليل ! ها اين قوتك ! "

قال كلماته بسخرية وغضب وكان صوته يعلو مع كل جملة شديد ومازاد غضبه هو رؤية زوجته تبكي امامه بدون صوت وتتجه للطفل وتحتضنه
، نظر نحو كريمه بنظرة سوداء وهو يتوعد لها بالكثير

  "  هذا الذي تتحدثين عنه يكون ابني  !
اي سيدك هل فهمتي !   وتلك التي حادثتيها بوقاحة تكون زوجتي !

يا وضيعة تتشاطرين على امرآة بعمر ابنتك ! وطفل صغير خطأه انه ولد عجوز ! "

اخذ يقول كلامه بكل غضب وهو يصفعها على وجهها بكف يده بغضب شديد اعمى عيناه  ..

توقف اخير عن تسديد الصفعات لها ، تكتف وبدأ بالدوران حولها ببطئ شديد  وهو يتحدث بشر ونظرة سوداء هي كل ما يظهر من ملامح وجهه البارده

" انا لن اسمح لاحد ان يتكلم عن أدم بهذه الطريقة هل فهمتي !

ومقام الهانم من مقامي واحترامها احترامي وانتي قللتي من احترامي.. ترى ماهو عقابك المناسب ياكريمه !؟"

  يضع يده على خده وضعية التفكير ..و يفكر بأكثر طريقة شنيعة لتعذيبها ، حتى تكون عبرة لمن لا يعتبر .. اما عن الخادمة فهي كانت تبكي وترتجف ، وتضع يدها على خدها خوف من صفعة مفاجأة .. ،

الخادمه : ارجوك ياباشا اعفو عني انا اسفة لن ترى وجهي مرة اخرى ابدا ارجوك "

نظر لها ببرود وهو يراها تترجاه كاد ان يتكلم لكن اوقفه صوتها المرتجف وبكاء الطفل بنفس الوقت ..

" نوح ارجوك هذا يكفي لقد تعبت .. ارجوك فقط اطردها لا اريد رؤيتها كلامكم يؤذيني ويؤذي الصغير .. من اجلي يانوح من اجلنا .. انا اسامحها .. فقط دعها ترحل ارجوك "

قالت كلامها وهي تشهق ودموعها تنزل على عيناها تحرق قلبه ..  اغضبة اكثر ونظر للخادمه بسخط وغضب

" ارايتي هذه التي كنت تكذبين حتى تدينيها وتشتمين طفلها ! هاهي تدافع عنك ..  " 

تحدث بغضب ولكم المزهرية الكبيرة التي بجانبه وتحولت لقطع صغيرة...  واخذ بكاء الطفل يزداد وشهقات زوجته ترتفع .. نظر لها بغضب

" فقط من اجل حنين عفوت عنك ، والان اذهبي من هنا امامك ساعة اذا لمحتك هنا لن اتردد بقتلك وتعليقك على باب المنزل

، بعد ان انهى كلماته خرجت الخادمة بسرعة خوفا من ان يغير رأيه .. حتى انها تركت اغراضها ! فقط اخذت نقودها وبعض الملابس وخرجت بسرعة وخوف

__

لحظة صمت مرت وهي تراه يطالعها تحاول ان تهدأ صغيرها وهي تهزه وتمسح دموعها .. تشعر بالحزن

الذي تسرب الى قلبها كالمطر الغزير عبر مظلة فرحها المثقوبة ..!

خرج من الغرفة تارك لها بعض المساحة .. ، نظرت الى الدواء الموضوع على الطاولة حملت صغيرها واتجهت الى الطاولة جلست عليها وهي تحادث الطفل بصوت مبحوح اثر البكاء وهي تمسح دموعها ..

" لا تبكي ياصغير كل شيء بخير انا هنا لا تخف .. لن اسمح لشيء ان يوذيك لا انا ولا والدك .. ارأيت اخبرتك ان والدك يحبك ..  يا ملاكي "

قالتها وشبح ابتسامة حزينه ترتسم على وجهها وهي تنظر له يداعب يديها بيديه الصغيرة المجعدة .. فجأة بدأ يسعل مما اثار الخوف بقلبها وهي تنظر له بخوف وتطالعه بارتباك " مالامر يا صغير ما بك .. تنفس تنفس ..قالتها بخوف وهي تحظر الدواء وتشربه منه بسرعة .. سرعان ما هدئ الطفل وقل سعاله مما اراح قلبها الذي كاد ان يقف ..

بدات بأطعامه .. وهي تكلمه وتقرص خذه المكتز و اخذت تغني له بصوت ناعم وهي تهزه بخفة حتى نام واستقر بأحظانها ..

كُل هَذا شَيء لا يُمكِن أنْ يَعود ..حينَ تمر بِنا الاقدآر ، ونَلمَحُ ذِكرَيات لَم نَعِشها كانت حَديثُ روحٍ ..وغَفوَةُ حلُمٍ ,,حينَ نَشدوا بِ واقِعِنا المَرير إلى أَرضِ الخَيال أَشياءٌ صَغيره ، تَأسِرُنا .. رُغمَ صُغرِها إلا أَنَّها أَخَذَت مِنّا الكَثيرُ نَشعُرُ بِها ولَكِن ,,, إلى حَدٌّ مآ ,,

-في اليوم التالي -

يوم جديد ..توهجت الاضواء ..فتحت الابواب نصف فتحة .. ازيحت الستائر ..شرعت النوافذ
تدفقت الوجوه ..الافواه فاغرة ..العيون جاحظة تحدق به ..

كانت نائمه وهي تحتضن طفلها بكل هدوء وسكينة غير عالمة بالكارثة التي ستحدث !

..استيقظت بسبب صوت الضوضاء في الخارج  ، نهضت بهدوء وهي تدلك عيناها وتتثأب حملت طفلها وقبلته ووضعته بسريره ،

نظرت ناحية سريرهم وجدته خالي كما اعتادت بالفترة الاخيرة ! قررت ان تتجه له وترى ما هذه الضوضاء ايضا !

طرقت باب مكتبه بهدوء ودخلت رأته يرتدي بذلته السوداء وشعره مرفوع بطريقة مثالية رائحة عطره ممزوجه برائحة السجائر .. يقف بقامته البهية وهو يتطلع من النافذة بهدوء وغضب اتجهت له واحتظنت من الخلف

" صباح الخير "

مما جلعه يتصلب .. تفاجأ .. تسللت رأحتها لانفه (الياسمين) جعلته يرخي نفسه ويستدير لها وينظر لها ببرود !

"من الجيد انكي اتيتي كنت اريدك بأمر.. اجلسي  "

نظرت لطريقة حديثه الرسمية معها مما جعلها تدرك جدية الموقف .. اتجهت الى الكرسي الموضوع امامه مباشرتا لا يفصل بينهما غير مكتبه .. اخذ ينظر لها بتركيز .. يتمنى ان يعرف بما تفكر ..

قطع تفكيره نظرتها الحائرة .. وصوتها الرقيق الذي يشوبه القلق  " مالامر يانوح اقلقتني ! "

نظر لها ببرود ورفع جريدة ووضعها امامها لتقرأها .. اخذ يتطلع بوجهها وهي تنظر له بعدم فهم ،

" اقرأي الخبر الاول " يتحدث بكل برود .. مما اثار غضبها ،

" نوح انا لم اتي لأقرأ الجريدة ، تحدث " وكانه لم يسمع ما قالت ، وكرر كلمته بنفس الاسلوب المستفز

" اقرأي الجريدة " ، زفرت بحده وهي ترفع الجريدة امام وجهها وهي تقرأ الخبر الذي صدمها !!











..الساعة 12:00 منتصف الليل ..

لم تجِد لها رفيقٌ يُحسِن أمرَها سِوى المنفَذ، تَصعَد إلى السّطح وتَجلِس على القَرميد، تَستَنشِق بعض الهَواء بِشكل تَنهيدةٍ، وعيناها تتراوحان ما بين العالَم الّذي يَظهَر أمامها، وبين السّماء المُمتلئة بِالنجوم،

لكنّها تَغُضّ النَظَر عن السواد، لا تَهتم لسواد السماء ، ويُصاحِب كلّ ذلك المَطَر الشّديد الّي يَهطِل مِن عَينَيها، كانت في كلّ مرّةٍ تُخفي آهاتِها يتبيّن مِقدار القوّة لَديها،

كانت ضعيفةً بينها وبين نَفسِها، لا بينها وبين الآخرين، هكذا اعتادت بعدما كانت تَتَكلم كثيرًا حول أمرِها، لا شيءٌ أفضَل من الكِتمان،، إلا أنها تتكلم في أوقاتٍ بِسبب اللاشعور الّذي ينثرُه غيرها حولها، كي يفهموا قليلًا أفعالها، كي يلتمِسوا لها عذرًا، كي لا يتّهمونها، ولكنها في الحقيقة كانت تُريد أن تُخفي حُزنها وانكساراتِها؛ كما أنّها أصبحت تُلاحِظ الكَذب الصادق، وهذا ما تَكره أن يَتَداول بين العِلاقات..

---Flach back --

تتذكر صوته البارد الذي جرحها ، "اقرأي الجريدة "

امر ببرود غير مهتم لرده فعل الام  وما سيحدث لها بعد قرأتها للخبر !!

( جريدة الشمس )

| نوح الدين  حوت الاقتصاد ، الرجل المعرف بهيبته .. اخفى خبر ولادة زوجته المصونة .. وتقول بعض المصادر ان الطفل قد مات لذالك تكتمو على الموضوع .. ومصادر اخرى تقول بأن الطفل ولد مشوه !!
، ترى ايهما هو الصحيح ؟؟  ، وصلتنا اخبار من مصدر موثوق وهي تؤكد لنا ان الطفل ولد مشوه !! ....  |

سقطت الجريدة من يدها وهي تنظر بِهلع فاغِرةً فاها عيناها فارغة ، تتطلع بوجه زوجها بخوف ودموعها تسبقها

" كيف علمو بالامر ! ماذا سيفعلون لطفلي نوح ! انت قلت انك ستمنع حدوث شيء مماثل  .." اخذت الاسألة تتدفق من فمها وهي ترتجف بخوف على طفلها ،

" لقد علمو وانتهى الامر .. انا متاكد ان كريمه وراء هذا " قالها وهو يستند على الكرسي ويشبك يداه مع بعض وهو ينظر لها ببرود ولمعه غريبة بعيناه.. لم تستطيع تفسيرها

" ماذا سنفعل يانوح اخبرني هيا ؟؟؟ لقد وضعو جائزة بمبلغ 100 باوند لمن يلتقط صورة له ! " اخذت تتحدث بضطراب وهي تتحرك ذهابا وايابا ..

اما عنه كان هادئ بشكل غريب .. تحدث بهدوء وهو يركز نظره عليها

" امامك خياران وانا اترك لكي حرية الاختيار "

نظرت له بأمل ، وهي تطالعه بتركيز تنتظر الخيارات بلهفة ..

" الخيار الاول هو ان نعطي الطفل لعائلة اخرى تربية ونحن سندفع لهم النقود ونذهب لرؤية الطفل بعد ان تهدأ الامور "

نظرت له بصدمه تجمدت في مكانها ، اكمل كلامه غير شاعر بقلبها الذي يتحطم من كل كلمه ينطقها ..

" او ان نعلن وفاة الطفل اثناء الولاده ، وانتي لن تظهري للعلن ابدا لانك متأثرة بموت الصغير .. وهذا ايضا لانك لاتجيدين الكذب يا عزيزتي .. لذالك القرار لكي .."









يتبع ..

رايكم بالام والطفل ؟ في هذا الفصل

الخادمه كريمه

ماذا تتوقعون قرار حنين !...



______

كنت يا أمي صغيرآ لا اذكر الماضي .. الا ماكنتي تخبريني ، كنت أظن ان النوم الطويل لا ينتهي .. ، كنت اتسأل الجنه تحت اقدامك فلم تمشين على الارض ؟

© Mr Black,
книга «شُـبًيِّهّـ بًنِجّـأّمًيِّنِ بًوٌتٌـوٌنِ».
Коментарі