لي اسم كما تعلمون !
سماء السوداء
بسخرية قاسية
صراع تسبقه الصدمة
بصيص أمل
العاصفة
خذلان
خروج
عقاب
ذكريات
مسك الختام
ذكريات
" كانَ الصباحُ يعني ليّ الكثير حينَ كانت والِدتي على قيد الحياة . "

____

نهار جديد مليء بالمفاجأت.. ، بَكت الغيوم و إستفرغت حزنها. نزل قطرات الماء الباردة لترتفع المظلات السوداء. كان الجميع يحتمي من غضب العاصفة.

تتعالى أصوات العربات ، لتضيف لصوت المطر الذي يرتطم بالأرض لَحنا يُخِل بتلك سمفونية المنتظمة بفخامة.
فخامة ألحان الطبيعة عندما تلتقي بخاصة المدينة المزيفة تنشأ تلك الوسيقى..... المفضلة لدي ..

اراها ممددة على السرير شاحبة .. قطرات من العرق تنزل على جبينها ببطئ .. صوت انينها كسهام في قلبي .. وقطع الكريستال تنزل من عيناها بغزارة ...

" مالامر ؟ ماذا يحدث معها !! "

نظر لي الطبيب بشفقة اغضبتني ، امسكته من ياقة قميصه وسحبته للخارج ودفعته على الحائط بغضب واخذت اتحدث بغضب مكبوت

" تحدث واللعنه انا لا ادفع لك المال لتنظر لي بشفقة اخبرني مابها وماذا يجب ان نفعل " نظر الطبيب بخوف واخذ يتحدث برتجااف

" في الواقع ياباشا ان الهانم ...تحتظر ! "

أشعر بصاعقة هزت كياني .. أصبحت اتحدث بعدم تصديق

" لا لا يمكن انت مخطأ هي بخير فقط متعبة ... لقد كانت بخير بالامس "

نظر الطبيب للارض بخوف بسبب ضغطي على عنقه اثناء الحديث

" اسف ياباشا .. لكن البارحة اتتها نوبة قوية وهذه لم تكن الاولى .. نوب قلبية اخرى وستفارق الحياة " تحدث بأسف مزيف ، ترك عنقه وتحدث بجمود

" اذهب من امامي الان .."

____

دخل الغرفة ليراها على نفس الوضعية .. تأن من الالم .. اقترب منها وقبل رأسها .. ببطئ .. ففتحت عيناها الممتلئة بالدموع .. اخذ يمسح على دموعها ويتحدث معها بصوت مرح ولمعه في عيناه ... نبرة التي افتقدتها منذ سنين ابتسمت بألم وتحدثت بصوت مبحوح

" نوح ..انا "

واضع يده على فمها واخذ يتحدث بهدوء مع ابتسامه واللمعه التي بعيناه لم تختفي ..

" اتعرفين ماذا اردت ان افعل حينما رأيتك اول مرة يا حنين "

نظرت له بتسأل وهزت رأسها بالنفي .. ، فتابع حديثه وهو يمسك يدها ويشرد في عيناها وابتسامه تحط على شفتاه ..

" كنتي ترتدين فستان بلون الابيض وكنتي تمسكين بوردة الياسمين .. ااه كم تمنين ان اكون ورده في ذالك اليوم ..تبتسمين ببراءة وخدودك مصبوغة بالخجل .. كنت اراقبك من بعيد اراقب نظراتك .. اراقب افعالك البسيطه .. مثل.. انك كنتي ترمشين بعينك اليسرى عند الكذب ، وتضعين شعرك خلف اذنك عندما تفتعلين المشاكل .. ، وكيف تتكتفين دلالة على اعتراضك الشديد .. تعلقت بك .. برائحتك بأبتسامتك .. بعيناكي الرمادية .. برؤيتك كل يوم ....و "

صمت ورفع راسه ينظر الى السقف يشعر بالدموع المتمردة ترغب بالخروج .. اخذ نفس عميق واكمل مبتسما وهو يطالع عيناها

" اتذكرين كيف كنتي خائفة مني في اول لقاء .. "

ضحك من غير فكاهه ويشعر بالغصة تخنق ضحكة تعبر عن حزنِه فما الذكريات إلا سبيل للاحزان صدق من قال ان الأشياء التي كانت تضحكنا هي أكثر من سيبكينا

" كنتي تهربين بسبب قيامك بمشكله .. كان لقاءنا بالحديقة الخلفية كنت ادخن وانظر لكي وانتي تقتربين بسرعة وتنظرين خلفك فصطدمتي بي ..

ههههه اتذكر اعتذاراتك ونظر الخوف في عيناكي وخجلك الشديد .. كنت اريد ان أقبلك في جبهتك ..، قبلة بسيطة ، قبلة بشيء من البراءة ، ممتزجه بشهوة مخفية ومكبحة ..تحت ركام وصدأ ، تماما في منتصف جبهتهتك ، او تنحرف قليلا لتلامس حاجباكي ، كنت سأقبلك وسأترك لكي الحرية بعدها أن تفعلي ما تشائين ، ان يحمر وجهك خجلا ... ان تنتفضي وتتلفت حولكي خشية من ان يراكي احد ... لكنك تركتيني بمجرد اقترابي منكي .. "

اخذت تبتسم وهي تنظر له بسعادة وعيناها تدمع لانها تذكرت هذا اللقاء لكن نوح اول مرة يخبره بمشاعره الحقيقية .. عندما كانت تخبره بانها رأته اول مرة شعرت بهيبته وكم وهو قوي ومخيف .. نظر لها بلا تعبير وقال كان فقط خمس دقائق كيف له إذن ان يحفظ الخمس دقائق بهذه الدقة !

" نوح .. ارجوك عليك ان .. " تكلم مجددا متجاهلا حديثها ، تنهد بألم وابتسم

" هل تذكرين ذالك اليوم الذي ، رأيتيني فيه اتسلل في الليل لاداعب ادم ..، " تنهد

" لقد كنت احمله بهدوء .. رغم انه طفل مسن وملامحه مشوهة تقريبا .. لكنه ابني .. كنت اتي لأطمأن عليه .. وعندما احمله أشعر بالسعادة ولا أعرف السبب .. تحيرني لون عيناه انها مزيج من لون عيناكي وعيناني ! ... وكيف امتزجت لونهما وظهرت بأبداع هكذا .. هو كان ناقصا من جهة لكن كاملا من جهة اخرى .. "

اخذ يضحك وهو ينظر لها لتضحك هي ايضا فقد تذكرت ما اضحكه

" flach back----

دخل بهدوء يتسلل كعادته .. ووقف امام سرير الصغير وهو ينظر له فبتسم الطفل وبدأ بالضحك مما صدمه فأسرع وحمله ليهدئه

" اهدئ ياصغير لا نريد ان تستيقظ امك " اخذ يحرك شعره الاشيب بيده والاخر ابتسم ببرائة وهو يطالع والده بهدوء .. ثم احتظنه فجاءة مما جعله يتصلب ابعده عن حظنه ونظر لوجهه بشك مع ابتسامه مرحة على ثغره

" همممم انا اشك انك طفل ، هل انت تفهمني ! " ابتسم ادم وبدأ يضحك بصوت عالي

" هشش ايها الصغير ، اتعلم بدات اتقبل الاطفال بسببك ربما بدأت احبك " نظر له ادم ببتسامه وبدا بضحك ،

ثم فجاءة شعر نوح بسائل على ملابسه لسعته تجمد من الصدمه " اوه انت لم تفعل هذا صحيح "

استمر ادم بالضحك والتصفيق " لينظر له نوح بغيظ

"اسحب ما قلت انا لا اتقبل الاطفال ولن احبهم.."

قطع حديثهم الطفولي الغريب صوت ضحكتها .. فتح عيناه بتوسع ونظر ل ابنه بغضب وهمس له

" أانت سعيد الان لقد كشفتني "

حمحم قليلا واستدار ليجدها امامه وبمجرد رؤيته انفجرت بالضحك بقوة ابتسم بأحراج سرعان ما اخفاها .. لم يسمع ضحكتها منذ مدة .. تحدث بغضب مزيف ليتهرب من الموضوع

" احم خذي هذا الطفل المزعج لقد فعلها علي .. اخخ اشعر بأني نتن جدا ساذهب لاغير ملابسي واستحم .. "

خرج بسرعة وهو يشتم نفسه كان يجب ان يكون اكثر حذرا ، اخذ يصفع جبهته بغباء ..

----End ---

ضحكت حنين مجددا لكن بخفوت وتحدثت بصوت اشبه بالهمس " لم ارك بعدها لمدة يومين وعندما ظهرت اتيت متأخر جدا .." حمحم من جديد وتحدث بحرج وهو يضع يده على رقبته من الخلف وينظر لعيناها بثبات

" نعم لم اكن اريد ان تريني وانا بهذا الوضع "

ضحكت مجددا بصوت اعلى مما ادى الى رسم ابتسامه على شفتاه سرعان ما محاها بسبب انينها المتألم ..
" نوح .. اريد رؤيته .. لماذا فعلت هذا به "

نظر لها بغضب وحزن

" هل تظنين هذا سهل علي لكن هذا كان ضروري .. من اجل حمايته يجب ان يصبح اقوى لان القانون لا يحمي المغفلين والضعفاء .. ليس كل الناس مثلك حنين وانتي تعرفين هذا ... عليه ان يصبح رجل انا افعل هذا من اجله .. وايضا الا تذكرين ما حدث عندما اختطف .. لن أنسى أبدا كيف خانني حراسي الحقراء من أجل حفنه من الدولارات ! ... لقد اخذوه من بين يَديكي اتذكرين ! هل تريدين ان اذكرك ! ... " تسلل الغضب اليه وهو يتذكر ذاك اليوم اللعين ..

FLACH BACK -----

كانت تلعب مع ادم بغرفته وصوت ضحكتهما ملأت الغرفة .. تحاول ان تجعله يتحدث .. عمره سنتان وهو لا يجيد الكلام ! .. هذا طبيعي بالنسبة لحالته .. لكنها تحاول معه .. لقد كان أدم طفل ذكي جدا .. وتصرفاته تدل على هذا اخذت تحدثه بلغة الاشارة لان سمعه ضعيف " قل ماما " حركت يدها تدل على الكلمه لكنه ينظر لها ويدير رأسه يمسك بلعبة صغيرة ويعطيها اياه ، اخذت اللعبة وابتسمت بخيبة لا بأس ستتعلمها لن استسلم ..

حملته بحظنها واخذت تلعبه باللعبة الصغيرة ، فجاءة بدأ بالبكاء اخذت تنظر له بحيرة " ماالامر ياصغيري مابك .. " اخذت تتفحصه بقلق وجهه اصبح احمر مليء بالدموع اخذت تحرك يدها على جسده الصغير تدلكه بهدوء .. مما هدئه قليلا ... " كل شيء سيكون على مايرام ياصغيري "

فجاءة فتح الباب بقوة واصطدم بالحائط مما اظهر صوت عالي جدا اخذت تحتظن طفلها وهي تنظر للباب بفزع .. " من أنتم "

كانو مجموعة من رجال ضخمين ويرتدون اقنعة وبيدهم اسلحه قديمة لكن من النوع الاصلي والنفيس ..

تجاهلو سؤالها وتحدث رجل سمين منهم " احظرو الطفل بسرعة دعونا ننهي الامر "

اخذت تخبأه خلفها وتصرخ بصوت عالي بأسمه .. زوجها سرعان مادخل هو يلهث بتعب والعرق يتصبب منه ووجنته محمرة بسبب لكمه طائشة وفمه ينزف ..

" حنين ابتعدي عنهم بسرعة " تحدث بندفاع وهو يدخل للغرفة ويبدأ بظربهم ومعه بعض من حراسه الذين لحقو به .. بدأ صراع بين الرجال ...

لكم .. صراخ ... ضرب .. تكسير .. غضب ..

كانت حنين تقف بزاوية الغرفة وهي تخباء طفلها خلفها .. وتمسك بسكين صغيرة تستعمل لتقطيع الفواكه .. وتنظر للمعركه التي تحدث أمامها برعب .. قام أحد الرجال الملثمين بالاقتراب منها بسرعة

اخذت تصرخ وتحاول ابعاده ضربته بذراعه بالسكينه الصغيرة .. مما اغضبه زيادة فصفعها على وجهها صفعة اوقعتها بالأرض .. حمل ادم الذي بدأ بالبكاء بصوت عالي .. انتبه نوح لما يحدث بدأ يضربهم ويحاول ابعادهم عنه .. لكن لا فائده هم كثر ، صوت طلقة نارية بالهواء جعلهم يتجمدون و فجاءة امسك اثنان من الملثمين بنوح وابتسم احدهم واخذ يتحدث بصوته القبيح كشكله النتن وكرشة السمين ..

" احسنتم يارجال .. لقد كدت ان اصدق انكم مع نوح ! " ابتسم حراس نوح واتجهو ليقفو بجانبه

اخذ نوح ينظر بصدمه يشعر بالخيانه ! سرعان ماغلفها بالبرود

" هيا بنا يارجال وانت " قال للرجل الذي صفع حنين

" اقضي عليه .." بدأ بالخروج من الغرفة وحنين تصرخ اعيدوه وتبكي بشدة ..

اخذ ادم يحاول الكلام ببكاء " م..ا..م..ا ، ما..م..ا " لكنها لم تسمع بسبب الضجيج وصوت الطلقة النارية .. التي دوت بالغرفة ..

اصيب نوح بكتفه ، وحنين أُغميَ عليها ظناً منها أن نوح مات .. نهض نوح بألم وبدأ بظرب الرجل الملثم كونه ضرب زوجته وخطف ابنه ... بعدها دخل امجد .. بسرعة ووجهه مليء بالكدمات صرخ به

" امجد احبس هذا اللعين بالمخزن اريده حيا "

" لكن ياباشا انت تنزف .. " تحدث بصدمه

"نفذ امجد ونادي زينب لتعالجني " صرخ به مما افزعه ونفذ بسرعة

END__

للان اتذكر ذالك اللعين الجبان شبيه النساء بكرشه اللعين كيف صفعك ! .. وكم عانيت حتى اعدته !

بدأت تبكي وهي تنظر له " اعلم يانوح .. لكن هو مازال طفل كان يجب ان تخفف العقاب "

نظر لها بغضب وتحدث " كلا ، هل كان ابي رحيم معي ! .. على الاقل انا فقط حبسته ! "

اخذ يتنفس بغضب يحاول ان يهدا نفسه .. يكره الذكريات بشدة ..

"نحن حتى الان لا نعرف من صوره واللعنه ! " قطع كلامه صوت طرق على الباب

"نوح اريدك ان تحميه مثل ذالك اليوم .. ارجوك " زلقت دمعه من عينها بدأت تشهق بطريقة غريبة وتتنفس ببطئ ..

"سيدي العساكر هنا .." نظر ببرود نحو الخادمه وتحدث بنزعاج

" انا قادم ، نادي الطبيب حسام وزينب اريدهم ان يشرفو عليها "

_________ في القبو ______

على حافة الأمل أقف اخشى ان تهوي بي الرياح ف اقذف في بحور اليأس حائر..لا ملاذ لي!اروي بداخلي حكايات صامته واهمس ل قلبي كل يوم إياك ان تبوح بها... مغلفة بالغموض نجني يالله فلا ملاذ لي سواك .. ينظر للظلام الذي يحيطه .. وصوت قطرات المياه على الارض البارده بدأ يزعجه .. متكور حول نفسه بزاوية الغرفة يبكي بصمت .. يتذكر كلمات والده .. " هل انا سيء الى تلك الدرجة .. لماذا يقول عني عار ! انا لم افعل شيء .. " اخذ يشهق ويتحدث بخفوت .. " اين انتي امي .. انا اسف .. لم اقصد .. " اخذ يبكي ..

أﻣﻲ ..ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ، ‏ﻟﻨﻈﺮة ﻋﺒﻮس ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ ،‏ﻟﻨﺒﺮة ﺻﻮت ﺗﻌﺪت ﻧﺒﺮة ﺻﻮتك ،‏ﺳﺎﻣﺤﻲ ﻋﻘﻮﻗﻲ ‏ﺗﻤﺘﻤﻲ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﻳﺎ جنتي " تمدد على الارض الباردة .. ونام وهو يحتظن نفسه

شعر بضوء وسط الظلام ... اخذ ينظر اليه لكن المته عيناه من شده الضوء .. شعر بها تقترب منه وتضع يدها على جبينه .. وتخبره ان كل شيء على مايرام .. مسحت دموعه بهدوء .. واخذت تطالع وجهه .. كان النور يشع منها .. اختفى الشحوب منها .. وصار شكلها اصغر سنا !

" أ..مي ؟؟" ينظر لها بتعجب وفرح .. مشاعره مختلطه اقترب منها واراد احتظانها لكنها ابتعدت واخذت تنظر له بجدية ..

" ماما ضننتك لن تاتي .. كنت خائف .. الظلام شديد .. والفأران والصراصير لم تصمت ابدا.. ماما
.. صرخت بأسمك لكنك لم تأتي لي .. ! "

نظرت له واخذت تمسح دموعه التي انهمرت وتحدثت بهدوء ..

" لاتبكي ياصغير ماذا قلت لك عن البكاء ؟؟"

مسح دموعه بسرعة واعتدل بجلسته " اسف ماما الرجال لا يبكون "

ابتسمت واخذت تحرك يدها على شعره لكنه لا يشعر بلمستها !

بدأت تحدثه بنبرة غيريبة عليه

" اسمع ياصغيري .. ان مافعله والدك لمصلحتك .. هو يحبك مثلما احبك .. اريد ان اوصيك بعدة اشياء ياملاكي قبل رحيلي ..كن جميل الخلق قبل المظهر .. فأن احبك البشر لمظهرك ، فأن المظاهر زوالة .. وان احبوك لخلقك .. فأن الخلق يرتقي ..ويبقى
تجاهل من يسيء اليك .. وكن كريم حينما تأخذ أحزان غيرك ومنصف حين تهتم بمن لا يهتم بك .. وجميل عندما تبتسم وفي قليك حزن عظيم .. لا تبحث عن قيمتك في اعين الناس ياصغيري .. أبحث عنها في ضميرك .. فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ماقيل فيك .. حافِظ على قلبك النقي ياملاكي .. "

انتهت من كلامها وبدأت تختفي تدريجيا .. اخذ يصيح وهو يلحق بها " ماما اين سترحلين .. لا تتركيني .. ارجوكي " همس بضعف وهو يقف خلف الباب بعد ان اختفت كليا من امامه ..!

استيقظ من الحلم مفزوع ونظر حوله لم يجدها هنا ! فقط الظلام هو كل ما يحيطه ! .. بدأ يسير نحو الباب بسرعو واصبح يطرق عليه بعنف بيداه الصغيرتان .. " افتحو .. اريد رؤية امي افتحو .."

.. بعد ان تعب من الطرق والمته يداه اخذ يتحدث بخفوت وهو يستند على الباب " افتحو .. امي سترحل وتتركني .."

فتح الباب فجاءة .. دفع الشخص الذي فتح الباب واتجه بسرعة ناحية القصر .. يركض بقدماه الصغيرتان الضعيفتان .. تحت المطر دخل الى القصر رأى امامه رجل اصلع الرأس ويرتدي معطف ويحمل بيده حقيبة يخرج من غرفته والدته .. اسرع نحوه وهو ينظر بحزن دموعه في عيناه يحاول ان لا يبكي ..

" هل امي بخير ! "

نظر لي بنظرة لم افهمها وارتبك واخذ يهز برأسه عدة مرات

" نعم يجب عليها ان ترتاح اتركها .. " نظرت له بحزن .. كنت فقط اريد ان ارى وجهها ان اطمئن .. اشعر انها ليست بخير .. بدأ الرجل الاصلع يسحبني من يدي وانا اقاوم واصرخ ضربته على قدمه وفتحت الباب بسرعة .. ودخلت .. رأيتها ..كانت متغطية كلها .. حتى وجهها لا يظهر ..

اقتربت منها وازلت الغطاء عن وجهها واخذت " بووو ، انظري من هنا "

تحدث ببتسامه وهو يلعب معها لكنها لم تتحرك .. استمرت بالنوم ! .. بدأ الطفل يحادثها بهدوء والطبيبة زينب تبكي .. ومعها الرجل الاصلع خرج من الغرفة ..

" ماما هل تعلمين اني حلمت بك .. " ابعد الغطاء وتمدد بجانبها وهو يضع يدها حوله لتحيطه ..

"لقد كنتي منيرة وتشعين كالملاك .. لكنك قلتي لي انك سترحلين .. "

"انتي لن تتركيني صحيح ماما انتي لن تفعلي .. " استمر بالحديث معها حتى نام...

--- في مكتب نوح ---



"نعم مالامر ياسادة انتم لم تتعبو كل هذه المسافة لتسلمو علي صحيح !"

نظر له العسكر بغضب .. ورمى احد منهم جريد على مكتبه

" سيد نوح انت متهم بتزوير شهادة وفاة ابنك ..ادم نوح الدين .. قبل ثلاث سنوات "

نظر له بتعجب سرعان ماغطاه ببرود .. ونظر للجريدة بيده ..

|جريدة الشمس |

| صحفية فازت بـ ملامحي البشعة كأغرب وجه قبيح وانتشرت صورته على هذا الحديث ، انه أدم !

وهنالك صور اخرى وهو يخرج من المنزل ! .. واخرى حينما احظره الحراس ! ما اللعنه "

نظر بغضب نحو العسكر الذي امامه .. هذه تهمه ليست بالصعبة يمكنه الخروج منها ، لكن بما انه نوح الدين .. فبمجرد دخوله السجن سيدفع اعدائه المليارات ليبقى في اطار السجن ولا يخرج هذا اذالم يقتلوه ويقولو انه حادث ... قطع تفكيره صوت الباب ..

"سيدي الهانم حنين .. قد ماتت " تجمد بمكانه لم يعد يستوعب ... نظر للعسكر وتحدث معهم .. بهدوء وبرود .. " يمكنكم البقاء هنا سأتي معكم .. من دون مقاومه او دفاع .. لكن عليكم ان تدعوني ادفن زوجتي .. دفن يليق بها .. "

نظر العسكر الى بعض وحركو رأسهم علامه على رضاهم وتعجبهم من تصرفه !

يعلمون انه رجل بلا قلب .. وان البكاء في عرفه هو سائل مالح .. والصدمه حالة فيزيائية .. والصمت (صفر ) هرتز في الثانية

لكن عندما يصل الامر لزوجته هو يتغير 180 درجة .. يطالعوه بصدمه كون زوجته ماتت وهو بهذا البرود .. فالكل سمع عن غيرة نوح الدين وعِشقه لزوجته !!

----

دخل غرفتها ليرى منظر قطع قلبه ... أدم يحتظن زوجته بقوة .. ويرى شكلها الذي خرجت الروح منه

تماسك واتجه ناحية الباب بصعوبة .. " نادي امجد بسرعة " انحت له الخادمه بسرعة وذهبت ..

عاد الى الداخل وحمل أدم بين يديه وعيناه بدأت تلمع ... دخل امجد بعدها بلحظات ..

"نعم سيدي .. " نظر له واحنا راسة بطاعة .. تقدم نوح منه ووضع أدم بين يدين امجد ببطئ .. " ضعه في دار مسنين بعيد عن هنا كل البعد في بلاد اخر ، وغير له اسمه .. وأيضا .. هنالك حساب بأسمه .. أُريدك أن تصرف عليه .. لا تجعله يحتاج شيء .. انا قد انتهيت كما ترى .. فقد وقعت بين يديهم الان يا أمجد .. احمي ابني .. انه امانه عندك .. دار المسنين التي ستظعه بها .. تأكد من انهم سيراعوه ... اطمئن عليه كل فترة وأخرى .. "

رفع رأسه يمنع الدموع من التساقط .. هو لن ينهار الان ..

ذهب ناحية لوحة بالحائط ابعدها ظهرت خزنه امامه .. اخرج منها حقيبة مليئة بالنقود .. واعطاها ل امجد ... " لكن سيدي .. هذا كثيرا " وضع يده على كتفه وتحدث بحشرجه

" لا يهم المهم ان تهتم بأبني .. "

____

ليتني لم أكبر أبداً ولم أعرف

أن أبي قد كذب علي حينما قال:

" إن كل شيء تزرعه في الأرض
سوفً ينبت ذات يوم"
لقد انتظرتُ لسنوات طويلة

لكن أمي لم تنبت !





© Mr Black,
книга «شُـبًيِّهّـ بًنِجّـأّمًيِّنِ بًوٌتٌـوٌنِ».
Коментарі