بصيص أمل
"أترى تلكَ النقطة فيكّ المُختلفة عنهم ؟
و تكاد تكره نفسّك بسببها ؟
تلك هي ورقتّك الرابحة في العالم
ونقطة اختلافك في قطيعٍ من التشابُه
لا تُحاربها ، فقط افهمها
و انظر لها بعين المُحاول
ستفهم وقتها أنك أكبر رابح بينهُم
ثم تفرد بإختلافك بذكاءٍ عزيزي."
_________
كأطفال ضائعين و تائهين فى غابة. عندما تكون أمامى وتنظُر إلىّ ، ماذا عساك أن تعرف عن الحُزن الذي بداخلي ، وماذا بوسعي أن أعرف أنا عن أحزانك؟ وإذا إرتميتُ أرضاً باكياً ومُنتحباً وأنا أُخبرك بالمزيد عمّا أُعانّيه ، ما هى الأشياء الجديدة التى ستُدّركها عني أكثر من أن يخبرك شخص عن الجحيم أنه ساخن ومرّوع؟ ولهذا السبب فقط ، يجبُ علينا نحنُ البشر أن ننظر لبعضنا البعض عندما نتواجه ،بنظرات يشوبها الاحترام والتفهُم والحُبّ ، كما لو أن كُل منا ورائهُ جحيم يحترق هو بداخله.
نظر لها بهدوء شديد .. قرر ان يؤجل اخبارها بقراره المهم ! ويمنحها بعض الوقت مع الطفل ، فحالتها النفسية لا تسمح بأي ضغط ...
اقترب منها وقبل راسها بهدوء وبطئ شديد ..
" لدي عمل الان اعذريني .. " رفعت راسها نحوه وهي تبتسم ولمعه غريبة ومألوفة ظهرت بعيناها كانها لمعة فرح !
" حسنا لكن متى ستعود ؟" قالتها بخوف وعيناها تراقب طفلها الصغير في حضنها وتتلمس يده المليئة بالتجاعيد ذات الملمس الخشن وراسه ذات الشعر الخفيف المليء بالشيب !
ابتعد عنها وهو يتجه ناحية الباب بغية الرحيل وهو يتحدث ببرود
" ستبقى الحكيمة معك طوال اليوم حتى اعود واما عن كريمة .. "
نظر لكريمة بنظرة صارمة " انتي المسؤلة عن حنين والط-فل .." قاطع كلامه صوتها الرقيق وهي تتحدث بحنية . وغصة تخفيها بأبتسامه
"ادم .. اسمه ادم يانوح .. " تجمد في مكانه لبعض الوقت سرعان ما عاد لطبيعته .. وارتدى قناع البرود وهو يكمل كلامه بصيغة الامر
" انتي المسؤلة عن حنين وأد-م .. " صمت يشعر بصعوبة نطق الاسم في فمه .. لحظات من الصمت شعر بها تسير ببطئ ..
" احم .. وتحضير طعامهم .. باشراف الحكيمة زينب .. ولا تنسي الادوية "
حمحم بهدوء يبعد الغصة التي ظهرت بجوفه تخنقه بشدة ، فتح الباب وكاد ان يخط خارجا قبل ان يسمع صوتها وهي تتحدث بسرعة واضطراب ...
" نوح لم تُكبر في اذنه مثلما وعدتني .. لم تفعل !" قلتها بعيون دامعه وهي تنظر له بخذلان !!
لم يتحمل هذه النظر منها ! زوجته ومعشوقته
اقترب من الطفل وانحنى ليكبر بأذنه لكنه فزع وتجمد بمكانه بسبب تحرك الطفل .. اخذ يفتح فمه يتثأب فتح عيناه الزمرديتان ! الوسعتان تحيط من جانب عين الصغير التجاعيد التي تطفئ جمال عيناه !
اخذ ادم ينظر لوالده بهدوء وكأنه يعرفه فقط يتطلع بوجهه ..، مد ادم يده الصغيرة المليئة بالتجاعيد وكاد ان يلمس شعر نوح مما جعل من نوح يحني راسه ليستطيع الطفل ان يلمسه اخذ يشد شعره وهو يضحك .. بصوت ابهج قلب زوجته وجعله يشعر بشعور غريب!! .. ما لبث ان نهض بسرعة وابتعد عن الطفل الذي اخذ يبكي بفزع ..
" سأُكبر باذنه عندما اعود اعذريني فقد تاخرت .. و زينب الحقي بي اريد شيء منك "
قالها وهو يخرج من الغرفة ولم ينسى ان يلقي نظرة لطفله الصغير وهو يبكي وزوجته التي اكتسح الحزن ملامح وجهها من جديد .. وهي تحاول ان تهديء الصغير ..
من اكثر الابتسامات غموضآ وحرقة ، هي تلك التي تصدر منا عندما يخذلنا من كان أقرب الناس إلينا ! ، هي ابتسامة لم أفهم معناها حتى الان !
(الحكيمه ) الطبيبة : مالامر ياباشا !!
" اريد منك تقرير كاملا عن حالة اد-م اقصد الطفل .. واريد ان اعرف كل المعلومات عن الاطفال الذين بمثل حالته ! اريد التقرير اليوم مساءا هل فهمتي "
امر بهدوء وصرامه وتعجبت الطبيبة من طلبه فهي تظن انه يريد ان يتخلص من الطفل !!
وهو ايضا تعجب من نفسه اكثر من الطبيبة .. ماذا يحصل معه ..
خرج من المنزل للشركه وهو يشغل نفسه بالعمل متجاهلًا الجميع كعادته ..
______ في غرفتها بعد عدة ساعات _______
" ثمة ما يشبه الحرق على سطح قلبي يا صغيري ، اعلم ان الايام ستجرفه سريعا - كما فعلت بحروقي السابقة - لكنه الان طازج , ويمعني في تذكيري بنفسه كلما هممت بتعليقه على مشجب الباب .. ونسيانه هناك في الخارج الى ان يبرد قليلا .. "
اخذت تتحدث بكل حنان وهي تحركه بين يديها وتبتسم .. صحيح انه ليس بالطفل الجميل لكنه يبقى طفلها الصغير الذي يحتاجها
وبشده ..
" سأحميك يا صغيري .. سأبعدك عن اعين الناس ..لن يضر بك احد ابدا ما دمت موجوده ..لن اسمح لاحد بجرحك يا صغيري .. سأكون ملاذك والحجر الذي تلجأ اليه دائما ... "
اخذ ينظر لها بهدوء ونعاس وكانه يفهمها وابتسامه صغيرة تزين تجاعيده !
" اسفة على ردة فعلي ياصغيري .. كنت مصدومه .. انا اعتذر يا ملاكي اعتذر سامحني .. لايهمني ان كنت مسن ! او كنت مشوه انت طفلي وهذا هو الاهم ولا اعتراض على حكم الرب .. جعل لكل شيء سبب " اخذت تحتضنه وهي تدندن له الالحان وتهزه بين ذراعيها حتى ينام
اكثر المشاعر تعبا هي : انك لست حزين ، لكن الاشياء المركونة في صدرك تحتاج الى عناق لتبكي ..!
نام الطفل بيدها بكل هدوء على صوتها الحنين ..
" اغمض عينيك واطمئن بين ذراعي ارصد أحلامي وامالي الكبيرة للمستقبل شاهدها فكلها تدور حولك .. في كل نبضة انت يا فؤادي ياقطعة مني .. يازينة حياتي "
تقدمت كريمه واخذت ادم من يدها وهي تضعه على السرير المخصص له ،
دقائق غيابك : ساعات مميته ..تسير ببطء شديد ،كعجوز هرم مريض ! اين انت يا نوح ؟! اخذت تنظر للساعة بقلق شديد
فالساعة تعدت 11:30 كان من عادته اذا تأخر يتصل بها !
ااه يا ايها الحنين اذهب اليه .. ! ادخل غرفته على اطراف اصابعك .. ولا تزعجه ضع تلك الباقة من اشواقي بجواره وعد الي لتخبرني ايذكرني في احلامه ..!
_______ في الشركه ____
مُتعبْ أنا ..- مِنهُم ، مِنكِ ، مِن الحَظ ، مِن النصَيبْ ، مِن الحُزن- مِن الرّوح التيْ مَ عَادتْ لها قدرة عَلىْ شَيء- مِن العُمر الذيْ لا يُريد أن يتوقفْ- مِن الخُذلان ، مِن المُجاملَة- مِن الصّبر ، مِن الخُبث فِ وُجوههم- مِن المَاضي ، مِن الغَد الذي ليس لَه ملامِح- مِن الإنتظَار ، مِن الإختِناقْ ، مِن الأحَلام البرِيئة- مِن قُوة التحمُل ، مِن .. مِن .. مِن .. مِن كُل شيءْ علىْ هذهِ الأرضْ- لكنيْ ، اجزمْ أن بعد كُل عُسراً يُسرا- الحمدُلله علىْ كُل شيءْ...
- أتعتقد ان المزيد من العمل قد يصلح من نفسك؟
- لا اعلم،
اريد فقط قتل ايامي كي لا اقتل نفسي بها.
- اتَعلمُ شيئاً يَافتى..
اللاشئ سيقتُلك يوماً ما ، ولكن بِدون دِماء ولا حتى قاتِل.
-مُحتار بين الصُراخ او السُكوتْ.. اما انْ يقتلنتي صوتي ..او من تلقاء صمتي اموت
اخذ يحادث مساعده بهدوء وهالة الحزن تطغى عليه .. يتكلم بقهر فالكلام اقل ما يستطيع فعله بعد ان قرأ الملف الذي بعثته الحكيمة زينب شعر بثقل كبير يوضع على عاتقه ..
كيف سيربي طفل مسن ! وفوق هذا مريض لديه هشاشة بالعظام ونظره ضعيف جدا وسمعه ضعيف كانه رجل ب 90 من عمره !
استدار بكرسيه نحو الجدار ليواجه اللوحة ، صاح :
-الجحيم الوحيد هو ان يجد مخلوق نفسه معلقا بين هاتين القنطرتين ، فلا هو على قيد الحياة فيحيا حياة الاحياء ..، ولا هو في عداد الاموات فيسكن سكينه الاموات !
--منتصف الليل ساعة 2:00 صباحا --
عاد الى منزله وهو يشعر بثقل على كاهله .. ليلة سوداء كغيرها .. يسير بكل شموخ وعيناه فارغة .. لا يوجد فيها غير الالم .. دخل غرفتهم بهدوء وجدها نائمه على سريرها بثوبها الاسود ! وبقايا دموع عالقة بعيناها تحتضن وسادته ! بشدة ... وبجانبها سرير طفله ، تقدم بهدوء واتجه ناحية أدم اقترب منه واستند على سرير الطفل ، وجده مستيقظ ! وينظر للسقف ..
لا يذهب تمامًا ولا يقترب، مترددٌ ثائر ويحنّ، يخاف اللحظة ويريد ان يعيشها! .. يناقض نفسه باستمرار،
مد يده بأرتجاف نحو طفله ! وحمله بحذر شديد وارتباك ! .. ابتسم الطفل وكأنه يعرفه مما اثار استغراب نوح ! اخذ يقول في نفسه
" هل هو طفل حقا ! انه ذكي ويميز الاشخاص هذا عجيب مع الحالة التي هو فيها كيف يبتسم بوجهي كلما رأني !! ربما عقله بكبر شكله ! "
اخذ يتمتم بافكار حمقاء مالبث ان هز راسه يبعد الحماقة التي يفكر بها
قرب راسه ناحيه اذن الطفل واخذ يكبر في اذنه اليمنى ويقيم الصلاة باذنه اليسرى ..
ضل يحمل الطفل قليلا وهو يفكر بشرود ثم شعر بثقل على كتفه افاق من شروده ادار وجهه الى الطفل
ووجده نائم في احظانه ! اعاده الى سريره بكل هدوء ، قبل راس زوجته واخذ ملابسه وغادر الغرفة
لم ينتبه لها تلك المتسلله التي كانت تراقبه خلسة وابتسامه رسمت على محياها وهي تراه يكبر باذن صغيرهم وكيف يحمل بخوف وارتباك من ان يؤذيه .. بعد ان راته نام بين يده عادت الى وضعيتها السابقة وهي تمثل النوم .. تسللت راحت عطره خليط من القهوة والسجائر .. قبل راسها بهدوء وحنية وخرج
--
اتجه للمكتب الذي كان مدمر بالصباح ، ابتسم وهو ينظر للمكتب والاثاث الجديد رائحة الطلاء تملأ الغرفة نظر لمكتبه المصنوع من اجود انواع الخشب بجانبه مكتبته الكبيرة التي عليه اكل انواع الكتب السياسية والاقتصادية وبعض كتب الطب . كان من عشاق القرأة ..
بعد ان غير ملابسه بشرود وهو يتذكر ابتسامه هذا الطفل الصغير !. جلس على مكتبه وفتح الملف الذي فيه حالة طفله الصغير .. استند على الكرسي واخذ يقرأ الملف بقلب مقبوض ..
مرض البوريغريا (الطفل المسن )
____
وهي حالة نادرا من الامراض حيث يولد الطفل كبير بالسن
، ومصاب بامراض عديدة لا يصاب بها الا كبار بالسن مثل الشيخوخة ، هشاشة العظام ،ضعف النظر ، ضعف السمع وتختلف الحالة من طفل الى اخر ، فبعضهم يولد اخرس واصم ، وبعضهم لديه ضعف فقط وهنالك احتمال ضعيف ان نظره ممكن ان يعود للطفل بيوم من الايام هذا اذا ضل على قيد الحياة !
لمعت عيناه وهو يقرأ الملف يشعر بنقباض شديد يالله كيف يمكن لطفل تحمل كل هذا .. اعتصر يده واكمل القرأة بغضب وحزن ظاهرين ،
اما عن المشي ، فبعض الحالات غير قادرة على المشي نظرا للسن الذي ولد فيه الطفل فهنالك من يولد ب عمر 90 وهنالك من بعمر 80 ، توجد القليل من هذه الحالات واشهرها ، هو الطفل بنجامين بوتون
حيث ولد الطفل بعمر 80 تحت ظروف غامضة .. وذكرت المصادر انه عاش حياته عكسيا بحيث كلما تقدم بالسن يصغر .. وقالو انه مات رضيعا عندما كبر ! ولكن هذه مصارد غير موثوقة اما المصادر الموثوقه تقول بان الطفل لم يعش سوى ثلاث سنوات وفتكت به الامراض بسبب عدم الاهتمام بصحة الطفل والاهمال
قطع قراته وهو وكلمات " لم يعش سوى ثلاث سنوات "
وقعت هذه الكلمات على راسه كالصاعقة فهو يلاحظ ان زوجته قد تعلقت بالطفل بسرعة ، حتى هو نفسه بدأ يكن مشاعر صغيرة جدا غير معروفه اتجاه الطفل !
_______
جردت الليل من نومي .. فجردني من الاحلام
●
○
●
○
يتبع
هل ترون اني اطبق المنولوج النفسي ؟
علاقة الام والطفل ....؟
نوح الدين ؟
اكثر شيء مؤثر ؟
هل ترون تغيير في هذا الفصل ؟
توضيح (زينب هي الحكيمه ) و (كريمه بتكون الخادمه ) و (حنين الام ) و(ادم هو الطفل المشوه )
سلام ..
و تكاد تكره نفسّك بسببها ؟
تلك هي ورقتّك الرابحة في العالم
ونقطة اختلافك في قطيعٍ من التشابُه
لا تُحاربها ، فقط افهمها
و انظر لها بعين المُحاول
ستفهم وقتها أنك أكبر رابح بينهُم
ثم تفرد بإختلافك بذكاءٍ عزيزي."
_________
كأطفال ضائعين و تائهين فى غابة. عندما تكون أمامى وتنظُر إلىّ ، ماذا عساك أن تعرف عن الحُزن الذي بداخلي ، وماذا بوسعي أن أعرف أنا عن أحزانك؟ وإذا إرتميتُ أرضاً باكياً ومُنتحباً وأنا أُخبرك بالمزيد عمّا أُعانّيه ، ما هى الأشياء الجديدة التى ستُدّركها عني أكثر من أن يخبرك شخص عن الجحيم أنه ساخن ومرّوع؟ ولهذا السبب فقط ، يجبُ علينا نحنُ البشر أن ننظر لبعضنا البعض عندما نتواجه ،بنظرات يشوبها الاحترام والتفهُم والحُبّ ، كما لو أن كُل منا ورائهُ جحيم يحترق هو بداخله.
نظر لها بهدوء شديد .. قرر ان يؤجل اخبارها بقراره المهم ! ويمنحها بعض الوقت مع الطفل ، فحالتها النفسية لا تسمح بأي ضغط ...
اقترب منها وقبل راسها بهدوء وبطئ شديد ..
" لدي عمل الان اعذريني .. " رفعت راسها نحوه وهي تبتسم ولمعه غريبة ومألوفة ظهرت بعيناها كانها لمعة فرح !
" حسنا لكن متى ستعود ؟" قالتها بخوف وعيناها تراقب طفلها الصغير في حضنها وتتلمس يده المليئة بالتجاعيد ذات الملمس الخشن وراسه ذات الشعر الخفيف المليء بالشيب !
ابتعد عنها وهو يتجه ناحية الباب بغية الرحيل وهو يتحدث ببرود
" ستبقى الحكيمة معك طوال اليوم حتى اعود واما عن كريمة .. "
نظر لكريمة بنظرة صارمة " انتي المسؤلة عن حنين والط-فل .." قاطع كلامه صوتها الرقيق وهي تتحدث بحنية . وغصة تخفيها بأبتسامه
"ادم .. اسمه ادم يانوح .. " تجمد في مكانه لبعض الوقت سرعان ما عاد لطبيعته .. وارتدى قناع البرود وهو يكمل كلامه بصيغة الامر
" انتي المسؤلة عن حنين وأد-م .. " صمت يشعر بصعوبة نطق الاسم في فمه .. لحظات من الصمت شعر بها تسير ببطئ ..
" احم .. وتحضير طعامهم .. باشراف الحكيمة زينب .. ولا تنسي الادوية "
حمحم بهدوء يبعد الغصة التي ظهرت بجوفه تخنقه بشدة ، فتح الباب وكاد ان يخط خارجا قبل ان يسمع صوتها وهي تتحدث بسرعة واضطراب ...
" نوح لم تُكبر في اذنه مثلما وعدتني .. لم تفعل !" قلتها بعيون دامعه وهي تنظر له بخذلان !!
لم يتحمل هذه النظر منها ! زوجته ومعشوقته
اقترب من الطفل وانحنى ليكبر بأذنه لكنه فزع وتجمد بمكانه بسبب تحرك الطفل .. اخذ يفتح فمه يتثأب فتح عيناه الزمرديتان ! الوسعتان تحيط من جانب عين الصغير التجاعيد التي تطفئ جمال عيناه !
اخذ ادم ينظر لوالده بهدوء وكأنه يعرفه فقط يتطلع بوجهه ..، مد ادم يده الصغيرة المليئة بالتجاعيد وكاد ان يلمس شعر نوح مما جعل من نوح يحني راسه ليستطيع الطفل ان يلمسه اخذ يشد شعره وهو يضحك .. بصوت ابهج قلب زوجته وجعله يشعر بشعور غريب!! .. ما لبث ان نهض بسرعة وابتعد عن الطفل الذي اخذ يبكي بفزع ..
" سأُكبر باذنه عندما اعود اعذريني فقد تاخرت .. و زينب الحقي بي اريد شيء منك "
قالها وهو يخرج من الغرفة ولم ينسى ان يلقي نظرة لطفله الصغير وهو يبكي وزوجته التي اكتسح الحزن ملامح وجهها من جديد .. وهي تحاول ان تهديء الصغير ..
من اكثر الابتسامات غموضآ وحرقة ، هي تلك التي تصدر منا عندما يخذلنا من كان أقرب الناس إلينا ! ، هي ابتسامة لم أفهم معناها حتى الان !
(الحكيمه ) الطبيبة : مالامر ياباشا !!
" اريد منك تقرير كاملا عن حالة اد-م اقصد الطفل .. واريد ان اعرف كل المعلومات عن الاطفال الذين بمثل حالته ! اريد التقرير اليوم مساءا هل فهمتي "
امر بهدوء وصرامه وتعجبت الطبيبة من طلبه فهي تظن انه يريد ان يتخلص من الطفل !!
وهو ايضا تعجب من نفسه اكثر من الطبيبة .. ماذا يحصل معه ..
خرج من المنزل للشركه وهو يشغل نفسه بالعمل متجاهلًا الجميع كعادته ..
______ في غرفتها بعد عدة ساعات _______
" ثمة ما يشبه الحرق على سطح قلبي يا صغيري ، اعلم ان الايام ستجرفه سريعا - كما فعلت بحروقي السابقة - لكنه الان طازج , ويمعني في تذكيري بنفسه كلما هممت بتعليقه على مشجب الباب .. ونسيانه هناك في الخارج الى ان يبرد قليلا .. "
اخذت تتحدث بكل حنان وهي تحركه بين يديها وتبتسم .. صحيح انه ليس بالطفل الجميل لكنه يبقى طفلها الصغير الذي يحتاجها
وبشده ..
" سأحميك يا صغيري .. سأبعدك عن اعين الناس ..لن يضر بك احد ابدا ما دمت موجوده ..لن اسمح لاحد بجرحك يا صغيري .. سأكون ملاذك والحجر الذي تلجأ اليه دائما ... "
اخذ ينظر لها بهدوء ونعاس وكانه يفهمها وابتسامه صغيرة تزين تجاعيده !
" اسفة على ردة فعلي ياصغيري .. كنت مصدومه .. انا اعتذر يا ملاكي اعتذر سامحني .. لايهمني ان كنت مسن ! او كنت مشوه انت طفلي وهذا هو الاهم ولا اعتراض على حكم الرب .. جعل لكل شيء سبب " اخذت تحتضنه وهي تدندن له الالحان وتهزه بين ذراعيها حتى ينام
اكثر المشاعر تعبا هي : انك لست حزين ، لكن الاشياء المركونة في صدرك تحتاج الى عناق لتبكي ..!
نام الطفل بيدها بكل هدوء على صوتها الحنين ..
" اغمض عينيك واطمئن بين ذراعي ارصد أحلامي وامالي الكبيرة للمستقبل شاهدها فكلها تدور حولك .. في كل نبضة انت يا فؤادي ياقطعة مني .. يازينة حياتي "
تقدمت كريمه واخذت ادم من يدها وهي تضعه على السرير المخصص له ،
دقائق غيابك : ساعات مميته ..تسير ببطء شديد ،كعجوز هرم مريض ! اين انت يا نوح ؟! اخذت تنظر للساعة بقلق شديد
فالساعة تعدت 11:30 كان من عادته اذا تأخر يتصل بها !
ااه يا ايها الحنين اذهب اليه .. ! ادخل غرفته على اطراف اصابعك .. ولا تزعجه ضع تلك الباقة من اشواقي بجواره وعد الي لتخبرني ايذكرني في احلامه ..!
_______ في الشركه ____
مُتعبْ أنا ..- مِنهُم ، مِنكِ ، مِن الحَظ ، مِن النصَيبْ ، مِن الحُزن- مِن الرّوح التيْ مَ عَادتْ لها قدرة عَلىْ شَيء- مِن العُمر الذيْ لا يُريد أن يتوقفْ- مِن الخُذلان ، مِن المُجاملَة- مِن الصّبر ، مِن الخُبث فِ وُجوههم- مِن المَاضي ، مِن الغَد الذي ليس لَه ملامِح- مِن الإنتظَار ، مِن الإختِناقْ ، مِن الأحَلام البرِيئة- مِن قُوة التحمُل ، مِن .. مِن .. مِن .. مِن كُل شيءْ علىْ هذهِ الأرضْ- لكنيْ ، اجزمْ أن بعد كُل عُسراً يُسرا- الحمدُلله علىْ كُل شيءْ...
- أتعتقد ان المزيد من العمل قد يصلح من نفسك؟
- لا اعلم،
اريد فقط قتل ايامي كي لا اقتل نفسي بها.
- اتَعلمُ شيئاً يَافتى..
اللاشئ سيقتُلك يوماً ما ، ولكن بِدون دِماء ولا حتى قاتِل.
-مُحتار بين الصُراخ او السُكوتْ.. اما انْ يقتلنتي صوتي ..او من تلقاء صمتي اموت
اخذ يحادث مساعده بهدوء وهالة الحزن تطغى عليه .. يتكلم بقهر فالكلام اقل ما يستطيع فعله بعد ان قرأ الملف الذي بعثته الحكيمة زينب شعر بثقل كبير يوضع على عاتقه ..
كيف سيربي طفل مسن ! وفوق هذا مريض لديه هشاشة بالعظام ونظره ضعيف جدا وسمعه ضعيف كانه رجل ب 90 من عمره !
استدار بكرسيه نحو الجدار ليواجه اللوحة ، صاح :
-الجحيم الوحيد هو ان يجد مخلوق نفسه معلقا بين هاتين القنطرتين ، فلا هو على قيد الحياة فيحيا حياة الاحياء ..، ولا هو في عداد الاموات فيسكن سكينه الاموات !
--منتصف الليل ساعة 2:00 صباحا --
عاد الى منزله وهو يشعر بثقل على كاهله .. ليلة سوداء كغيرها .. يسير بكل شموخ وعيناه فارغة .. لا يوجد فيها غير الالم .. دخل غرفتهم بهدوء وجدها نائمه على سريرها بثوبها الاسود ! وبقايا دموع عالقة بعيناها تحتضن وسادته ! بشدة ... وبجانبها سرير طفله ، تقدم بهدوء واتجه ناحية أدم اقترب منه واستند على سرير الطفل ، وجده مستيقظ ! وينظر للسقف ..
لا يذهب تمامًا ولا يقترب، مترددٌ ثائر ويحنّ، يخاف اللحظة ويريد ان يعيشها! .. يناقض نفسه باستمرار،
مد يده بأرتجاف نحو طفله ! وحمله بحذر شديد وارتباك ! .. ابتسم الطفل وكأنه يعرفه مما اثار استغراب نوح ! اخذ يقول في نفسه
" هل هو طفل حقا ! انه ذكي ويميز الاشخاص هذا عجيب مع الحالة التي هو فيها كيف يبتسم بوجهي كلما رأني !! ربما عقله بكبر شكله ! "
اخذ يتمتم بافكار حمقاء مالبث ان هز راسه يبعد الحماقة التي يفكر بها
قرب راسه ناحيه اذن الطفل واخذ يكبر في اذنه اليمنى ويقيم الصلاة باذنه اليسرى ..
ضل يحمل الطفل قليلا وهو يفكر بشرود ثم شعر بثقل على كتفه افاق من شروده ادار وجهه الى الطفل
ووجده نائم في احظانه ! اعاده الى سريره بكل هدوء ، قبل راس زوجته واخذ ملابسه وغادر الغرفة
لم ينتبه لها تلك المتسلله التي كانت تراقبه خلسة وابتسامه رسمت على محياها وهي تراه يكبر باذن صغيرهم وكيف يحمل بخوف وارتباك من ان يؤذيه .. بعد ان راته نام بين يده عادت الى وضعيتها السابقة وهي تمثل النوم .. تسللت راحت عطره خليط من القهوة والسجائر .. قبل راسها بهدوء وحنية وخرج
--
اتجه للمكتب الذي كان مدمر بالصباح ، ابتسم وهو ينظر للمكتب والاثاث الجديد رائحة الطلاء تملأ الغرفة نظر لمكتبه المصنوع من اجود انواع الخشب بجانبه مكتبته الكبيرة التي عليه اكل انواع الكتب السياسية والاقتصادية وبعض كتب الطب . كان من عشاق القرأة ..
بعد ان غير ملابسه بشرود وهو يتذكر ابتسامه هذا الطفل الصغير !. جلس على مكتبه وفتح الملف الذي فيه حالة طفله الصغير .. استند على الكرسي واخذ يقرأ الملف بقلب مقبوض ..
مرض البوريغريا (الطفل المسن )
____
وهي حالة نادرا من الامراض حيث يولد الطفل كبير بالسن
، ومصاب بامراض عديدة لا يصاب بها الا كبار بالسن مثل الشيخوخة ، هشاشة العظام ،ضعف النظر ، ضعف السمع وتختلف الحالة من طفل الى اخر ، فبعضهم يولد اخرس واصم ، وبعضهم لديه ضعف فقط وهنالك احتمال ضعيف ان نظره ممكن ان يعود للطفل بيوم من الايام هذا اذا ضل على قيد الحياة !
لمعت عيناه وهو يقرأ الملف يشعر بنقباض شديد يالله كيف يمكن لطفل تحمل كل هذا .. اعتصر يده واكمل القرأة بغضب وحزن ظاهرين ،
اما عن المشي ، فبعض الحالات غير قادرة على المشي نظرا للسن الذي ولد فيه الطفل فهنالك من يولد ب عمر 90 وهنالك من بعمر 80 ، توجد القليل من هذه الحالات واشهرها ، هو الطفل بنجامين بوتون
حيث ولد الطفل بعمر 80 تحت ظروف غامضة .. وذكرت المصادر انه عاش حياته عكسيا بحيث كلما تقدم بالسن يصغر .. وقالو انه مات رضيعا عندما كبر ! ولكن هذه مصارد غير موثوقة اما المصادر الموثوقه تقول بان الطفل لم يعش سوى ثلاث سنوات وفتكت به الامراض بسبب عدم الاهتمام بصحة الطفل والاهمال
قطع قراته وهو وكلمات " لم يعش سوى ثلاث سنوات "
وقعت هذه الكلمات على راسه كالصاعقة فهو يلاحظ ان زوجته قد تعلقت بالطفل بسرعة ، حتى هو نفسه بدأ يكن مشاعر صغيرة جدا غير معروفه اتجاه الطفل !
_______
جردت الليل من نومي .. فجردني من الاحلام
●
○
●
○
يتبع
هل ترون اني اطبق المنولوج النفسي ؟
علاقة الام والطفل ....؟
نوح الدين ؟
اكثر شيء مؤثر ؟
هل ترون تغيير في هذا الفصل ؟
توضيح (زينب هي الحكيمه ) و (كريمه بتكون الخادمه ) و (حنين الام ) و(ادم هو الطفل المشوه )
سلام ..
Коментарі