خروج
رَأيِتُ النَاس ، وَ الَأشجَار ، وَ أعمِدَة الإنَارة
تتَراجَع مِن حَولِي ، فَظنَنت أنِي أتَقَدم .
إذاْ بِي أقِف فِيِ نَفس مَكانِي مُنذ سَنوَات ،
وَ العَالَم يَِتحرك باتجَاه مُعاکِسِ !
_____
وَ أبْحَث عَن نَفْسِي : بِقَلبٍ مَخْلُوع ، أجِد نَفسِي عَلى حَافِة الطَرِيق !أمْضُغ خَيْبتِي وَ أعْجِن حُزْنِي بِخَمْرٍ أنِيق ، أعَانِق نَفْسِي بِشِدَة : حَتَى لَا اشْعُر بالوِحْدَه ، ثُم أسْكُب عَلى رَأسِي مَاءً بَارِدًا ، عَلّنِي أسْتَفِيق ! وَ لَا اسْتَفِيق !
يتيمة نوم ودفينة هم..التفكير بكل شيء لا يفارقني دمعتي هي الحضن الذي يحضنني..ضحكتي هي صرختي التي توجعني..احمل هم غيري وهمي يذبحني..واكتم داخلي ويحترق قلبي..الشيء الوحيد الذي يميزني؟قوتي !!ايه قويه لا حدن يهزني...قويه بإذن الله الذي خلقني .. رغم معاناتي هو لم يتركني ..ويدي لارفعتها بحرقتي..اثق بالله انها تجاب دعوتي ماسلم من سهومي من نوى مضرة طفلي .. ها انا هنا بعد ثلاث سنوات من المعاناة والتعب .. لكنها كانت تستحق كل حظة عشتها وتعبت من اجلها ..ولو عاد بي الزمن سأكرر فعلتي .. ثلاث سنوات .. مرت بسرعة ، سنين العمر مرت كلمح البصر لم يعلق في ذاكرتي منها الا محطات قليله ..لاادري هل هو تسارع الزمن ام ندرة اللحظات السعيده ،
وللذكريات لذه اغص بها. .وابتسامة عفوية لااشعر بها..عند سرد الذكريات طيور الفرح تحلق بي،لتجعلني أمر بمدن الذكريات جميعها وأتخيل أن من رحلوا عنها..مازالوا بها بل اراهم حقاً!! وكأن الأحداث تتراجع للخلف!_ولكن بمجرد أن افتح عيني وأكف عن التخيل_ ترمي بي من علو الفرح والسعاده لقاع الحزن والكآبه. .
أنا خائفة عليه ابتساماته التي تبدد ذلك الحزن وكل ما اخشاه كيف سيتعامل معه المجتمع...،
حين يمسك باصبعي اشعر بلمسته الرقيقة رغم تجاعيد يده.. الا ان طفولته وبرائته تترائى لي من خلال عيناه اود لو اقدم نفسي مقابل ان يحصل على حياة هنيئة...
لم ارد عزله عن العالم .. لكن الظروف لها احكام ..ولكن سابذل جهدي ليكون واثقا ويتحدى كل من يستنكره ساحرص على ان يكون قويا وشامخا لايهاب شيئ.. كوالده تماما
كان ينضر للمراة بحيرة ..بينما امشط له شعره واعدل هندامه لكي اخذه في نزهة لاول مرة ! .. فأخير سمح لي نوح بأخذه للخارج .. فقد مضت ثلاث سنوات .. واخيرا وافق بعد عناء ..،
اخذت تتطلع بملامحه شعره الابيض .. وانفه الحاد الذي يشبه انف نوح ، عيناه ذات اللون المميز
بشرته الشاحبة .. ظهره المنحني قليلا .. ، افاقها من شرودها سؤاله الغير متوقع
"امي.. لما انا مختلف عنك.. هل الاطفال كلهم مثلي ؟"
ابعد نظره عن المرآة واخذ يتطلع بعيني بنظرة حائرة مع عقده لحاجبيه دلاله على عدم فهمه ..
ماكان يميزه عقله الكبير.. فقد بدأ يتسائل حول نفس مؤخرا ، وانا ابذل جهدي لاجابته اخفيت توتري عنه ونبرة الألم .. فعقله الكبير سيجلب له المزيد من التعب والهموم التي لا طاقة له على حملها ..
تابعت تنظيم ملابسه وهي تتجنب النظر لعينيه تحاول السيطرة على نفسها حتى.. لا تريد ان تبكي امامه
رفعت راسها للاعلى وتنهدت بصوت منخفض ورسمت ابتسامه صادقة على شفتيها ..
"لما تضن بانك مختلف صغيري انت مثلي تماما"
اجابته بهدوء وامسكت وجنتاه وقرصتها بخفة
"لديك وجه جميل , وعقل ذكي, وعيون زمردية رائعة ، "
اتجهت لشعره بينما بدا غير مقتنع بكلماتها
"وشعر بلون مميز فهل هنالك أجمل من الأبيض .. يبدو كلون قَلبِك ياملاكي "
لازال تعبير الحيرة يعلو محياه لذا اتجهت الى بطنه لأدغدغه بخفة بينما بدا يضحك
" وجسد جميل مثلي ايها الشقي "
اخذت اضحك معه احب صوت ضحكاته لم يكن يتصرف كالاطفال العاديين وانا اريد له حياة طبيعية لا اريد ان يشعر بانه ناقص بشيئ , ياحبيبي الصغير لو كان بيدي لاخفيتك داخل قلبي عن عيون الجميع تؤلمني تلك الحيرة داخل عينيك
اخذت بيده وخرجنا اتجهت الى المتنزه واشتريت بعض الايسكريم واخذنا نتناولها بينما ننضر حولنا كان المكان خالي قليلا مما اعطاه هدوء ساحر مرغوب تذوق ادم الايسكريم لاول مرة في حياته بدأت اراقبه ، يمسكها ويقلبها يمينا ويسار بيده وينظر لها بحيرة ،
وكم يبدو لطيف وهو ياخذ اول قضمة بتردد لتتغير تعابيره الى الرضا والاستحسان ليتناولها بنهم ملوثا وجنتيه وكم شعرت بسعادة وانا اراه يفعل ذلك كاي طفل عادي .. لكن مالبث شعوري ان تغير
فشعرت بالغضب حين رمقه بعض المارة بنضرات بين النفور ..والاستنكار.. والذهول..!! واكثر ما ازعجني الاحتقار شعرت بالعجز والألم لنضراتهم تلك وددت لو اوبخهم لها لكني لا استطيع فقد حذرني نوح .. يجب علي عدم لفت الانتباه والشجار هو أول ما سيجذب الانتباه ..،
اخذت نفسا متجاهلة لهم واعدت تركيزي الى صغيري وقد انهى الايسكريم خاصته بينما وجهه ملطخ بها وبعض من ملابسه نضر لي باسف وهو يقلب شفته السفلة بحزن قائلا
"لقد اتسخ:( " اشار الى ثيابه لابتسم له بهدوء واخرجت من حقيبتي منديل لتنضيف وجهه
"يمكننا معالجة ذلك "
انتهيت من تنظيفه ورأيته ينظر للالعاب بحماس وفضول .. فاخبرته ان يذهب للعب .. لكنه نظر لي بتردد وتمسك بي
" لا تخف ساجلس هنا واراقبك لن ابتعد هيا اذهب بسرعة " نظر لي بتردد ثم ابتسم ابتسامه كبيرة تظهر تجاعيده من السعاده وبدا يركض بسرعة الى الالعاب .. سرعان ما عاد الي مما جعلني اعقد حاجبي بعدم فهم ،
" ماما اريد ان العب بذالك الشيء المسطح " اشار الى الارجوحة ، ابتسمت بسعادة وامسكت يده
" هذه تسمى ارجوحة ياصغيري ، هيا بنا "
كنت اشعر بسعادة غامرة وانا اشاهد استمتاعه وضحكاته الطفولية.. احب ان ارى عيناه تشع فرحا
وكانه يملك الكون باسره ولو كان الامر بيدي لاهديته الكون كله لارى هذه النضرات السعيدة بعينيه
كان بعض الاطفال يقفون حوله يراقبونه بنضرات تقزز وعيون حاقدة... أنزل عينيه بتخاذل عنهم وهو يشعر بالحرج اوقفت ارجحته وقد انتبهت لهم
" اتعرف ماذا ؟! اؤلئك الاطفال يغارون منك " همست له لينضر لي بتساؤل اومئت على سؤاله الغير مطروح
"نعم عزيزي لانني امرجحك والعب معك بينما هم والداتهم لايلاعبنهم , والان انضر الي " استدار ليواجه ابتسامتها الحنونة والمشجعة
" لاتنظر بمثل تلك الطريقة انت رجل قوي "
تسائل ببرأة وهو ينظر لي بأمل "مثل أبي "
اومئت له بهدوء ، واشعر بألم من جملته .."نعم عزيزي ستصبح مثل ابيك كن مرفوع الرأس دوما وواثقا ولاتعر احد اهتمام فالناس يعشقون التركيز بحياتنا وتعكيرها هل ستسمح لهم بذلك "
لمعت عيناه بحماس قبل ان يهز رأسه نفيا لتبتسم اكثر وهي تضع يدها على كتفه مشجعة "احسنت صغيري كن واثق الخطى امشي كالملك والان ارفع رأسك وكن واثقا وابتسم لهم "
فعل ادم كما اخبرته حنين ليرتبك الاطفال من ابتسامته فابتعدو عنه وعُدتُ لارجحته بشكل أقوى كي يستعيد سعادته المعدية لي شعرت ببعض التعب فجلست لارتاح قليلا بينما تركت ادم يلعب أمام ناضري كنت اتأمله بسعادة خائفة عليه .. جدا من المستقبل المجهول له
سقط فجأة وسمعت صرخته لتشعر بهلع شديد وتجري اليه بسرعة وبخوف وصلت عنده لتجثو قربه "ادم انت بخير حبيبي"
هز رأسه سلبا وهو يشير الى ركبته المجروحة بينما بدت عيناه شفافتان حين تكونت بهما دموع , لكنه لم يبكي حملته بين ذراعي الى المقعد وبدأت اضمد له جرحه.. كم يؤلمني رؤية دموعه اتمنى لو بمقدوري اخذ كل ما يؤلم قلبه الصغير ووضعه في قلبي كي لايتألم صغيري أوشكت على البكاء وأنا أسمع انينه الذي يحاول كتمه ، وانهيت تقطيب جرحه لازرع على وجهي ابتسامه تشجيعية لن اجعله يشعر بالخوف والضعف
"لاتخف صغيري ستشفى بسرعة " وضعت يدها على وجهه وهي تتحدث برقة ، وقبلت مكان الجرح بهدوء ، نزلت دمعة صغيرة من عيناه اسرعت بمسحها وكم دموعه تحرقني
واحتضنته حتى زال المه وهدأ "امي انتي رائعة كالجنيات السحرية" نضرت باستغراب لنبرته المتحمسة وابتسامته الكبيرة لتبتسم مثله بينما تتسائل "وكيف ذلك"
"يمكنكي شفاء الالم وتحويل كل شيئ الى امر ممتع ورائع كما انك اجمل جنية في العالم" تابع بسعادة بينما يهز قدميه الصغيرتان بفرح اخفت دموعها لتضحك مرجعة رأسها للخلف
"حسنا اذا ساكون جنيتك ياصغير حتى تصبح كبيرا وتكون اقوى من السحر " اخذت تداعب شعره الابيض الذي أصبح اطول قليلا .. لينضر لها بتساؤل
"هل ستتخلين عن سحرك عندما اكبر! كيف سيمكنني النوم والاطمئنان وكيف اداوي جراحي " انزل رأسه بحزن متخيلا نفسه من دون سحرها وحنانها ولم تعجبه الفكرة امسكت بوجنته بنعومة رافعة وجهه لها
"السحر له وقت ليبطل وحينها ستكون كبيرا وقويا كأبيك ولن تحتاج للسحر ثم انني ساكون بجوارك وانا اشاهدك بفخر تتغلب على مشاكلك وحدك وساشجعك دوما "
لمعت عيناه بحماس أنه يحب ان يكون كوالده ، ويحب ان تخبره انه مثله تشاهد عيناه تراقبانه وتحفضان بهدوء كل شيئ وكل حركة يفعلها نوح
ليقوم بتقليده على الرغم من أن نوح لايداعبه إلا أنه يحبه.. لكنه ينكر هذا عندما اواجهه..! ويبدو ان ادم يشعر بذلك الحب لانه يبتسم بسعادة كلما نضر اليه اباه
امسكت بيده واخذته الى الشاطئ أحببت كيف أنه يقفز فرحا وهو يبلل قدماه بالامواج التي تضرب الشاطئ ثم يهرب منها كان سعيدا لحد لايوصف اخذت تلعب معه بالمياه وترشه به ليقلدها وصوت ضحكهما ينتشر ليضيع مع صوت الامواج كان بداية الخريف لذلك الشاطئ فارغ نسبيا كان الجو مناسب لادم ليستمتع دون اعين متفحصة ومربكة له فمازال صغيرا.. على كل هذا
مرت بجانبنا امرأة لتنظر الى ادم باستنكار ونفور قبل ان تصرخ "وااو انه طفل عجوز " شعرت حنين بالصدمة من وقاحتها والغضب بدا يغلي داخلها بينما بدا ادم حائرا لايفهم ماتعنيه ,
بدأت المرأة بتلمس تجاعيد وجه ادم دون مراعاة قبل ان تقول " انه حقا مشوه كم عمره لما يبدو هكذا كيف تتحملينه " وكانها ضغطت على الزر الاحمر فقد طفح كيل حنين وهي تقول بقلبها فالتذهب قواعد نوح للجحيم !! و امسكت بيد المراة الوقحة وابعدتها بهدوء
" انه قطعة مني ومن روحي هو قرة عيني فلا تحكمي على شكله على الاقل هو لاينضر للناس باستصغار كما تفعلين انستي ارى ان تهتمي بشؤنك وتحمدي الله على نعمتك بعد اذنك "
لم تفقد حنين ابتسامتها الواثقة وهي تجعل تلك المرأة تصمت بينما سحبت ادم من ذراعه ليبتعدا
"امي ماذا تعنيه بانني عجوز ومشوه الست مثلكم كما قلتي" تسائل ادم بحيرة وبدا ان الكلمة لم تعجبه ابتلعت حنين غصتها لتجثو على ركبتيها مقابلا له وتمسك وجهه بين يديها
"هذا يعني انك مميز بختلافك " نضر لها بتساؤل ليهمس
"مميز بختلافي ؟ "
اومئت له بثقة "نعم كالابطال الخارقين والعضماء في التاريخ كان لديهم شيئ مختلف ومميز وكانو يسخرون منه ويلقبونه بالقاب بشعة نابليون بونابرت قائد فرنسي سخرو منه
لانه قصير القامة لكنه سيطر على نصف اوربا وعلى مصر ايضا وكذلك الابطال مثل سبايدر مان وسوبر مان كان المجتمع يخبرهم بذلك قبل ان يكونو عضماء ويحبهم الجميع " اوضحت له بهدوء ونبرة حماسية ويبدو انها نجحت في تبديد تردده لانه قفز بسعادة
"اتعنين انني ساكون شخصا عظيما او بطلا خارق " كان وجهه يشع بالحماس والفرح لتخيل هذا
" نعم يمكنك ان تفعل وتكون ماتريده انا واثقا انك ستكون شخصا عظيم يحبه ويحترمه الجميع لاتضع حدود لاحلامك صغيري يمكنك فعل كل ماتريده ان قررت وحينها سانظر لك بفخر مشيرة الى ان هذا الرائع هو ابني الغالي "
حاولت مجاراة الحماس المشتعل بعينيه ونجحت بذلك لانه احتضنها بشدة قائلا " احبك امي انتِ الاروع " ربتت على ضهره بحنان وهي تشعر بالسعادة من اعترافه البريئ اللطيف لكن وككل مرة تشعر بالقلق عليه من مستقبله المجهول هي تبذل جهدها لزرع الثقة والقوة داخله وزرع القيم الجيدة والاخلاق الحسنة لكم تمنت لو استطاعت البكاء.. تمنت ان تشكي لنوح خوفها على ادم تحتاج دعمه بشدة لكنها تخشى ان يبعده عنها حين يراها ضعيفة لاجله لذا هي فقط ستصمد وتواجه ذلك بعزمها وحدها شددت على احتضان ادم بينما تقبل وجنته وتهمس " وانا ايضا ياصغيري احبك جدا "
●
●
●
الليل الساعة 9:00 p,m --غرفة ادم
في أخر الليل..! يهدأ المَكان، يعود الكل ل مأواهــــم... البعض يغمض عينه ف يَنــــام، والاخر يموت شوقا لأيام لن تعــــود.. كانت تتنغم وهي تروي لطفلها قصصًا من السِّيرة النبوية العطِرة، كما عوَّدتهُ كلَّ ليلة قبل أن يغمض أجفانه، على حين تبقى عيونها تحرسه وتتأمل ملامحه دون أنْ تَذوقَ طيب الكرى، أو تهجع غير ساعةٍ من ليل ... بعيد عن ضجيج هذا العالم ..
●
●
●
●
______
هَا أنَا أوَاجِه اللّيْل بِمفْرَدِي ،
يمْضغُنِي ، يبْصِقني، يَدُوس عَلي ..
آه كَم هَذا شَنِيع وَ مُؤلِم ،
أنِي أمُوت بوَضَاعة ، أتَمزَق ، وَ أتَلاشَى مِثْل حَشَرة صغِيرَة ..
---
أيُهَا الطَبِيب الأصْلَع،
هَل تذْكُر عِندَما سَألْتُك عَن أمِي وَ قُلت لَك هَلْ هِي بخَيْر ؟
وأَ خَذْت تهِز رَأسَك لِلأعْلَى وَ الأسْفَل؟
كُنْت أعْرِف حِينَها أنَك تَكْذِب يَا سَافِل
■
■
■
يتبع
البارت كان من وجهة نظر حنين اغلب الوقت ..
اعتقد من هذا الفصل اكتشفتم قرار حنين ..
اي استفسار ؟
اكتبو اسئلتكم هنا #
اسم الشخصية التي توجه لها سؤال +منش لي بالتعليق
تتَراجَع مِن حَولِي ، فَظنَنت أنِي أتَقَدم .
إذاْ بِي أقِف فِيِ نَفس مَكانِي مُنذ سَنوَات ،
وَ العَالَم يَِتحرك باتجَاه مُعاکِسِ !
_____
وَ أبْحَث عَن نَفْسِي : بِقَلبٍ مَخْلُوع ، أجِد نَفسِي عَلى حَافِة الطَرِيق !أمْضُغ خَيْبتِي وَ أعْجِن حُزْنِي بِخَمْرٍ أنِيق ، أعَانِق نَفْسِي بِشِدَة : حَتَى لَا اشْعُر بالوِحْدَه ، ثُم أسْكُب عَلى رَأسِي مَاءً بَارِدًا ، عَلّنِي أسْتَفِيق ! وَ لَا اسْتَفِيق !
يتيمة نوم ودفينة هم..التفكير بكل شيء لا يفارقني دمعتي هي الحضن الذي يحضنني..ضحكتي هي صرختي التي توجعني..احمل هم غيري وهمي يذبحني..واكتم داخلي ويحترق قلبي..الشيء الوحيد الذي يميزني؟قوتي !!ايه قويه لا حدن يهزني...قويه بإذن الله الذي خلقني .. رغم معاناتي هو لم يتركني ..ويدي لارفعتها بحرقتي..اثق بالله انها تجاب دعوتي ماسلم من سهومي من نوى مضرة طفلي .. ها انا هنا بعد ثلاث سنوات من المعاناة والتعب .. لكنها كانت تستحق كل حظة عشتها وتعبت من اجلها ..ولو عاد بي الزمن سأكرر فعلتي .. ثلاث سنوات .. مرت بسرعة ، سنين العمر مرت كلمح البصر لم يعلق في ذاكرتي منها الا محطات قليله ..لاادري هل هو تسارع الزمن ام ندرة اللحظات السعيده ،
وللذكريات لذه اغص بها. .وابتسامة عفوية لااشعر بها..عند سرد الذكريات طيور الفرح تحلق بي،لتجعلني أمر بمدن الذكريات جميعها وأتخيل أن من رحلوا عنها..مازالوا بها بل اراهم حقاً!! وكأن الأحداث تتراجع للخلف!_ولكن بمجرد أن افتح عيني وأكف عن التخيل_ ترمي بي من علو الفرح والسعاده لقاع الحزن والكآبه. .
أنا خائفة عليه ابتساماته التي تبدد ذلك الحزن وكل ما اخشاه كيف سيتعامل معه المجتمع...،
حين يمسك باصبعي اشعر بلمسته الرقيقة رغم تجاعيد يده.. الا ان طفولته وبرائته تترائى لي من خلال عيناه اود لو اقدم نفسي مقابل ان يحصل على حياة هنيئة...
لم ارد عزله عن العالم .. لكن الظروف لها احكام ..ولكن سابذل جهدي ليكون واثقا ويتحدى كل من يستنكره ساحرص على ان يكون قويا وشامخا لايهاب شيئ.. كوالده تماما
كان ينضر للمراة بحيرة ..بينما امشط له شعره واعدل هندامه لكي اخذه في نزهة لاول مرة ! .. فأخير سمح لي نوح بأخذه للخارج .. فقد مضت ثلاث سنوات .. واخيرا وافق بعد عناء ..،
اخذت تتطلع بملامحه شعره الابيض .. وانفه الحاد الذي يشبه انف نوح ، عيناه ذات اللون المميز
بشرته الشاحبة .. ظهره المنحني قليلا .. ، افاقها من شرودها سؤاله الغير متوقع
"امي.. لما انا مختلف عنك.. هل الاطفال كلهم مثلي ؟"
ابعد نظره عن المرآة واخذ يتطلع بعيني بنظرة حائرة مع عقده لحاجبيه دلاله على عدم فهمه ..
ماكان يميزه عقله الكبير.. فقد بدأ يتسائل حول نفس مؤخرا ، وانا ابذل جهدي لاجابته اخفيت توتري عنه ونبرة الألم .. فعقله الكبير سيجلب له المزيد من التعب والهموم التي لا طاقة له على حملها ..
تابعت تنظيم ملابسه وهي تتجنب النظر لعينيه تحاول السيطرة على نفسها حتى.. لا تريد ان تبكي امامه
رفعت راسها للاعلى وتنهدت بصوت منخفض ورسمت ابتسامه صادقة على شفتيها ..
"لما تضن بانك مختلف صغيري انت مثلي تماما"
اجابته بهدوء وامسكت وجنتاه وقرصتها بخفة
"لديك وجه جميل , وعقل ذكي, وعيون زمردية رائعة ، "
اتجهت لشعره بينما بدا غير مقتنع بكلماتها
"وشعر بلون مميز فهل هنالك أجمل من الأبيض .. يبدو كلون قَلبِك ياملاكي "
لازال تعبير الحيرة يعلو محياه لذا اتجهت الى بطنه لأدغدغه بخفة بينما بدا يضحك
" وجسد جميل مثلي ايها الشقي "
اخذت اضحك معه احب صوت ضحكاته لم يكن يتصرف كالاطفال العاديين وانا اريد له حياة طبيعية لا اريد ان يشعر بانه ناقص بشيئ , ياحبيبي الصغير لو كان بيدي لاخفيتك داخل قلبي عن عيون الجميع تؤلمني تلك الحيرة داخل عينيك
اخذت بيده وخرجنا اتجهت الى المتنزه واشتريت بعض الايسكريم واخذنا نتناولها بينما ننضر حولنا كان المكان خالي قليلا مما اعطاه هدوء ساحر مرغوب تذوق ادم الايسكريم لاول مرة في حياته بدأت اراقبه ، يمسكها ويقلبها يمينا ويسار بيده وينظر لها بحيرة ،
وكم يبدو لطيف وهو ياخذ اول قضمة بتردد لتتغير تعابيره الى الرضا والاستحسان ليتناولها بنهم ملوثا وجنتيه وكم شعرت بسعادة وانا اراه يفعل ذلك كاي طفل عادي .. لكن مالبث شعوري ان تغير
فشعرت بالغضب حين رمقه بعض المارة بنضرات بين النفور ..والاستنكار.. والذهول..!! واكثر ما ازعجني الاحتقار شعرت بالعجز والألم لنضراتهم تلك وددت لو اوبخهم لها لكني لا استطيع فقد حذرني نوح .. يجب علي عدم لفت الانتباه والشجار هو أول ما سيجذب الانتباه ..،
اخذت نفسا متجاهلة لهم واعدت تركيزي الى صغيري وقد انهى الايسكريم خاصته بينما وجهه ملطخ بها وبعض من ملابسه نضر لي باسف وهو يقلب شفته السفلة بحزن قائلا
"لقد اتسخ:( " اشار الى ثيابه لابتسم له بهدوء واخرجت من حقيبتي منديل لتنضيف وجهه
"يمكننا معالجة ذلك "
انتهيت من تنظيفه ورأيته ينظر للالعاب بحماس وفضول .. فاخبرته ان يذهب للعب .. لكنه نظر لي بتردد وتمسك بي
" لا تخف ساجلس هنا واراقبك لن ابتعد هيا اذهب بسرعة " نظر لي بتردد ثم ابتسم ابتسامه كبيرة تظهر تجاعيده من السعاده وبدا يركض بسرعة الى الالعاب .. سرعان ما عاد الي مما جعلني اعقد حاجبي بعدم فهم ،
" ماما اريد ان العب بذالك الشيء المسطح " اشار الى الارجوحة ، ابتسمت بسعادة وامسكت يده
" هذه تسمى ارجوحة ياصغيري ، هيا بنا "
كنت اشعر بسعادة غامرة وانا اشاهد استمتاعه وضحكاته الطفولية.. احب ان ارى عيناه تشع فرحا
وكانه يملك الكون باسره ولو كان الامر بيدي لاهديته الكون كله لارى هذه النضرات السعيدة بعينيه
كان بعض الاطفال يقفون حوله يراقبونه بنضرات تقزز وعيون حاقدة... أنزل عينيه بتخاذل عنهم وهو يشعر بالحرج اوقفت ارجحته وقد انتبهت لهم
" اتعرف ماذا ؟! اؤلئك الاطفال يغارون منك " همست له لينضر لي بتساؤل اومئت على سؤاله الغير مطروح
"نعم عزيزي لانني امرجحك والعب معك بينما هم والداتهم لايلاعبنهم , والان انضر الي " استدار ليواجه ابتسامتها الحنونة والمشجعة
" لاتنظر بمثل تلك الطريقة انت رجل قوي "
تسائل ببرأة وهو ينظر لي بأمل "مثل أبي "
اومئت له بهدوء ، واشعر بألم من جملته .."نعم عزيزي ستصبح مثل ابيك كن مرفوع الرأس دوما وواثقا ولاتعر احد اهتمام فالناس يعشقون التركيز بحياتنا وتعكيرها هل ستسمح لهم بذلك "
لمعت عيناه بحماس قبل ان يهز رأسه نفيا لتبتسم اكثر وهي تضع يدها على كتفه مشجعة "احسنت صغيري كن واثق الخطى امشي كالملك والان ارفع رأسك وكن واثقا وابتسم لهم "
فعل ادم كما اخبرته حنين ليرتبك الاطفال من ابتسامته فابتعدو عنه وعُدتُ لارجحته بشكل أقوى كي يستعيد سعادته المعدية لي شعرت ببعض التعب فجلست لارتاح قليلا بينما تركت ادم يلعب أمام ناضري كنت اتأمله بسعادة خائفة عليه .. جدا من المستقبل المجهول له
سقط فجأة وسمعت صرخته لتشعر بهلع شديد وتجري اليه بسرعة وبخوف وصلت عنده لتجثو قربه "ادم انت بخير حبيبي"
هز رأسه سلبا وهو يشير الى ركبته المجروحة بينما بدت عيناه شفافتان حين تكونت بهما دموع , لكنه لم يبكي حملته بين ذراعي الى المقعد وبدأت اضمد له جرحه.. كم يؤلمني رؤية دموعه اتمنى لو بمقدوري اخذ كل ما يؤلم قلبه الصغير ووضعه في قلبي كي لايتألم صغيري أوشكت على البكاء وأنا أسمع انينه الذي يحاول كتمه ، وانهيت تقطيب جرحه لازرع على وجهي ابتسامه تشجيعية لن اجعله يشعر بالخوف والضعف
"لاتخف صغيري ستشفى بسرعة " وضعت يدها على وجهه وهي تتحدث برقة ، وقبلت مكان الجرح بهدوء ، نزلت دمعة صغيرة من عيناه اسرعت بمسحها وكم دموعه تحرقني
واحتضنته حتى زال المه وهدأ "امي انتي رائعة كالجنيات السحرية" نضرت باستغراب لنبرته المتحمسة وابتسامته الكبيرة لتبتسم مثله بينما تتسائل "وكيف ذلك"
"يمكنكي شفاء الالم وتحويل كل شيئ الى امر ممتع ورائع كما انك اجمل جنية في العالم" تابع بسعادة بينما يهز قدميه الصغيرتان بفرح اخفت دموعها لتضحك مرجعة رأسها للخلف
"حسنا اذا ساكون جنيتك ياصغير حتى تصبح كبيرا وتكون اقوى من السحر " اخذت تداعب شعره الابيض الذي أصبح اطول قليلا .. لينضر لها بتساؤل
"هل ستتخلين عن سحرك عندما اكبر! كيف سيمكنني النوم والاطمئنان وكيف اداوي جراحي " انزل رأسه بحزن متخيلا نفسه من دون سحرها وحنانها ولم تعجبه الفكرة امسكت بوجنته بنعومة رافعة وجهه لها
"السحر له وقت ليبطل وحينها ستكون كبيرا وقويا كأبيك ولن تحتاج للسحر ثم انني ساكون بجوارك وانا اشاهدك بفخر تتغلب على مشاكلك وحدك وساشجعك دوما "
لمعت عيناه بحماس أنه يحب ان يكون كوالده ، ويحب ان تخبره انه مثله تشاهد عيناه تراقبانه وتحفضان بهدوء كل شيئ وكل حركة يفعلها نوح
ليقوم بتقليده على الرغم من أن نوح لايداعبه إلا أنه يحبه.. لكنه ينكر هذا عندما اواجهه..! ويبدو ان ادم يشعر بذلك الحب لانه يبتسم بسعادة كلما نضر اليه اباه
امسكت بيده واخذته الى الشاطئ أحببت كيف أنه يقفز فرحا وهو يبلل قدماه بالامواج التي تضرب الشاطئ ثم يهرب منها كان سعيدا لحد لايوصف اخذت تلعب معه بالمياه وترشه به ليقلدها وصوت ضحكهما ينتشر ليضيع مع صوت الامواج كان بداية الخريف لذلك الشاطئ فارغ نسبيا كان الجو مناسب لادم ليستمتع دون اعين متفحصة ومربكة له فمازال صغيرا.. على كل هذا
مرت بجانبنا امرأة لتنظر الى ادم باستنكار ونفور قبل ان تصرخ "وااو انه طفل عجوز " شعرت حنين بالصدمة من وقاحتها والغضب بدا يغلي داخلها بينما بدا ادم حائرا لايفهم ماتعنيه ,
بدأت المرأة بتلمس تجاعيد وجه ادم دون مراعاة قبل ان تقول " انه حقا مشوه كم عمره لما يبدو هكذا كيف تتحملينه " وكانها ضغطت على الزر الاحمر فقد طفح كيل حنين وهي تقول بقلبها فالتذهب قواعد نوح للجحيم !! و امسكت بيد المراة الوقحة وابعدتها بهدوء
" انه قطعة مني ومن روحي هو قرة عيني فلا تحكمي على شكله على الاقل هو لاينضر للناس باستصغار كما تفعلين انستي ارى ان تهتمي بشؤنك وتحمدي الله على نعمتك بعد اذنك "
لم تفقد حنين ابتسامتها الواثقة وهي تجعل تلك المرأة تصمت بينما سحبت ادم من ذراعه ليبتعدا
"امي ماذا تعنيه بانني عجوز ومشوه الست مثلكم كما قلتي" تسائل ادم بحيرة وبدا ان الكلمة لم تعجبه ابتلعت حنين غصتها لتجثو على ركبتيها مقابلا له وتمسك وجهه بين يديها
"هذا يعني انك مميز بختلافك " نضر لها بتساؤل ليهمس
"مميز بختلافي ؟ "
اومئت له بثقة "نعم كالابطال الخارقين والعضماء في التاريخ كان لديهم شيئ مختلف ومميز وكانو يسخرون منه ويلقبونه بالقاب بشعة نابليون بونابرت قائد فرنسي سخرو منه
لانه قصير القامة لكنه سيطر على نصف اوربا وعلى مصر ايضا وكذلك الابطال مثل سبايدر مان وسوبر مان كان المجتمع يخبرهم بذلك قبل ان يكونو عضماء ويحبهم الجميع " اوضحت له بهدوء ونبرة حماسية ويبدو انها نجحت في تبديد تردده لانه قفز بسعادة
"اتعنين انني ساكون شخصا عظيما او بطلا خارق " كان وجهه يشع بالحماس والفرح لتخيل هذا
" نعم يمكنك ان تفعل وتكون ماتريده انا واثقا انك ستكون شخصا عظيم يحبه ويحترمه الجميع لاتضع حدود لاحلامك صغيري يمكنك فعل كل ماتريده ان قررت وحينها سانظر لك بفخر مشيرة الى ان هذا الرائع هو ابني الغالي "
حاولت مجاراة الحماس المشتعل بعينيه ونجحت بذلك لانه احتضنها بشدة قائلا " احبك امي انتِ الاروع " ربتت على ضهره بحنان وهي تشعر بالسعادة من اعترافه البريئ اللطيف لكن وككل مرة تشعر بالقلق عليه من مستقبله المجهول هي تبذل جهدها لزرع الثقة والقوة داخله وزرع القيم الجيدة والاخلاق الحسنة لكم تمنت لو استطاعت البكاء.. تمنت ان تشكي لنوح خوفها على ادم تحتاج دعمه بشدة لكنها تخشى ان يبعده عنها حين يراها ضعيفة لاجله لذا هي فقط ستصمد وتواجه ذلك بعزمها وحدها شددت على احتضان ادم بينما تقبل وجنته وتهمس " وانا ايضا ياصغيري احبك جدا "
●
●
●
الليل الساعة 9:00 p,m --غرفة ادم
في أخر الليل..! يهدأ المَكان، يعود الكل ل مأواهــــم... البعض يغمض عينه ف يَنــــام، والاخر يموت شوقا لأيام لن تعــــود.. كانت تتنغم وهي تروي لطفلها قصصًا من السِّيرة النبوية العطِرة، كما عوَّدتهُ كلَّ ليلة قبل أن يغمض أجفانه، على حين تبقى عيونها تحرسه وتتأمل ملامحه دون أنْ تَذوقَ طيب الكرى، أو تهجع غير ساعةٍ من ليل ... بعيد عن ضجيج هذا العالم ..
●
●
●
●
______
هَا أنَا أوَاجِه اللّيْل بِمفْرَدِي ،
يمْضغُنِي ، يبْصِقني، يَدُوس عَلي ..
آه كَم هَذا شَنِيع وَ مُؤلِم ،
أنِي أمُوت بوَضَاعة ، أتَمزَق ، وَ أتَلاشَى مِثْل حَشَرة صغِيرَة ..
---
أيُهَا الطَبِيب الأصْلَع،
هَل تذْكُر عِندَما سَألْتُك عَن أمِي وَ قُلت لَك هَلْ هِي بخَيْر ؟
وأَ خَذْت تهِز رَأسَك لِلأعْلَى وَ الأسْفَل؟
كُنْت أعْرِف حِينَها أنَك تَكْذِب يَا سَافِل
■
■
■
يتبع
البارت كان من وجهة نظر حنين اغلب الوقت ..
اعتقد من هذا الفصل اكتشفتم قرار حنين ..
اي استفسار ؟
اكتبو اسئلتكم هنا #
اسم الشخصية التي توجه لها سؤال +منش لي بالتعليق
Коментарі