لي اسم كما تعلمون !
سماء السوداء
بسخرية قاسية
صراع تسبقه الصدمة
بصيص أمل
العاصفة
خذلان
خروج
عقاب
ذكريات
مسك الختام
صراع تسبقه الصدمة

"- كانت تبدو كـَ نص ادبي في كتاب بغلاف فاخر مطبوعةبعناية وخالية من الاخطاء الاملائية !
- وانا كنت ابدو ؟ كرسالة انتحار مكتوبة بيد رجل سكير يقف على الحافة !"

_________

سمعت صوت عربة  صغيرة ! مما اثار استغرابها يفتح الباب وتدخل منه الخادمة وهي تدفع العربة ومعها الحكيمه .. نظرت للعربة بكل لهفة وسعادة شعور الشوق لرؤته طفلها يخنقها ، فقد انتظرته طويلا تسعة اشهر وهي تنتظر هذه اللحظة .. شعرت بأن الوقت يسير ببطئ ، رغبت  باحتضانه بلمس يده .. الكثير من المشاعر شعرت بها في هذه اللحظه الكثير من الاحلام الكثير من الحب والفرح .. لمعت عيناها بلهفة سرعان ما تحولت هذه المشاعر الى صدمة ، هلع  ، ذعر ،  وشهقة متألمة هي كل ما خرج منها..

اتعلمون هذا الشعور .. لوهلة اخيرا خرجت من الماء .. عثرتم علي انفاسكم المفقودة .. اصبح كل شيء بخير .. اصبح الطريق سالك .. ثم ما ان تاخذ اول خطوة لاكمال طريقكم .. يجذبكم شيئا ما للأسفل .. الي الاعماق .. يعم الظلام شيئا فشيئاً .. ثم تدرك .. انك ذهبت .. لقد سقطت من علي حافة الهاوية ..

عينان متسعتان .. دموع مسبوقة بالشهقات .. اخذت تهز راسها بضطراب وسرعة وهي تصرخ بصوت مبحوح ..

" لا لا هذا ليس طفلي !من المستحيل ان يكون طفلي .. هذا ليس طفلي احظرو لي طفلي الان .. "

اخذت تتحرك ودموعها تجري على خدها ، دخلت في حالة من النكران بسبب الصدمة ، ضمت نفسها وهي تصرخ بصوت ضعيف ومهزوز

" ليس طفلي ، ليس طفلي !"

نظر نوح الى صغيرته وقلبه يعتصره من الالم , اخذ يلقي اوامره عليهم بقسوة وبرود وسرعان ما تحول الى غضب لم يستطع كبته

" ابعدوه عنها الان ،واعتنو به لن اقبل بأي تقصير ، ولا يدخل احد الى هنا حتى انادي عليكم هل فهمتم ! والان اخرجوا جميعا بسرعة "

بعد ان خرج الجميع تاركين هذه الام ترتجف وتبكي بحرقة تقطع القلب عيناها قد تورمت من كثرة البكاء وانفهما احمر ، ويداها ترتجف وتغطي بها وجهها ، صوتها ضعيف جدا ، تتمتم بكلمات غير مفهومه

اتجه نوح ناحيتها وجلس على مقربة منها واخذ راسها بين احضانه بدا صوت نحيبها يعلو اكثر وكل دمعه من عيناها تحطمه وتقسم قلبه الى انصاف ، شد على عناقها بينما تحادثه بصوت متشحرج مليء بالبكاء ، صوت يضخ الالم لمسامعنا لو سمعناه ..

" نوح هذا ليس طفلي ، اريد طفلي ، انت تمزح صحيح هذا ليس ابننا " اخذ ينظر للفراغ يحاول ترتيب كلماته ،

" اهدئي فقط حسنا لا تقلقي كل شيء بخير فقط اهدئي "

اخذ تنفسها يقل امامه بسبب كثرة البكاء وبنيتها الضعيفة ، نسيت كيف تتنفس من هول الصدمة !
، نظر لها بصدمة  افاق منها سريعا وهو يراها تحاول ان تلتقط انفاسها .. ، امسك كتفها وبدأ يهزها بخفة

" حنين اهدئي واللعنة اهدئي ، فقط تفسي تنفسي ياحنين توقفي عن تعذيبي .. ساجد حل لا تقلقي اتركي الامر علي ، فقط تنفسي لا تتركيني حني--ن!! "

نظر لها فاقدة للوعي بين يديه عيناها مغمضة ، وسقطت اخر دمعة وهي تتمتم بصوت متقطع ، اريد طفلي يانوح

حملها بين يديه ووضعها على السرير ، واخذ يصفعها بخفة حتى تفيق ، ويفرك يدها الصغيرة بين يديه وهو يصرخ ، واخذ قرار بالتخلص من الطفل خصوصا بعد روأية ردة فعلها ..

" كريمة نادي الحكيمة زينب بسرعة وقسما اذا تاخرتي ساعلقك من رقبتك على عتبة المنزل "

اسرعت الخادمة وهي ترتعد من الخوف وهي تنادي الحكيمة التي اتت بسرعة ، غضب نوح يعني دمار الجميع لذالك الجميع يفضل تجنبه عند الغضب ،









" مثلما توقعت ياسيدي اصيبت بنهيار عصبي ، بسبب تأثير الصدمة ، ستفيق بعد قليل .. يفضل ايضا عندما تستيقظ ان ترتاح جيدا وتتناول الطعام بنتظام فصحتها سيئة وهي في حالة اضطراب نفسي شديد وتحت تأثير الضغط تحتاج للراحة نفسيا وجسديا"

كانت تتحدث معه بكل خوف ورهبة فهذا نوح الدين الذي تتحدث معه خطأ واحد ويطير راسها ،

تنهد بحزن لما تمر به صغيرته.. ، يشعر بان حياته الان على الهاوية لن يسامح نفسه اذا حدث لها شيء .. يلوم نفسة الف مرة على الساعة التي وافق بها ان تحمل رغم معرفته بحالتها الصحية ، وكانه يستطيع ان يرفض لها طلب !

" حسنا ، اخبري كريمة بالاطعمه التي يجب ان تتناولها ، واعطيها الارشادات كاملة حول الاهتمام بصحتها ، وايضا شددي عدم ذكر الطفل او التحدث عنه في اي مكان او الى اي احد ، اذا سمعت بأن احد علم بالامر رؤسكم هي من ستطير ..وعلى يدي شخصيا "

اخذ يلقي اوامره وتهديداته ، بكل قسوة غير مهتم بالحكيمة التي ترتعد من الخوف امامه ، فقد اعتاد على نظرة الخوف التي تملأ عيون كل من ينظر له ..

-بعد عدة ساعات -

يجلس امامها بكل هدوء ورزانه يطالع ملامحها الذابلة ببرود ومع لمعة الحزن في عينيه التي يحاول ان يخفيها .. يتسأل بينه وبين نفسه ، ترى كيف ستكون ردة فعلها بعد معرفة قراره . ؟

فتحت عيناها ببطئ وهدوء ..امتلأت عيناها بالدموع ،وهي تتكلم بحشرجه

" لم يكن حلما صح ! ، اجبني يانوح اجبني "

تحدثت  بضياع وسكون غريب شعرت بألم يضاعف الام الولادة ..علمت انه لم يكن حلما ولكن تمنت ان يكذب عليها ! وتمنت ان يقول الحقيقة .. كانت مشتته ارادت ان تعرف .. ولم ترد بنفس الوقت .. حالة تناقض غريبة "

تأكدت من اجابته بعد ان راته ادار وجهه للجهة الاخرى وعيناه تلمع ، ضغطت على يده وهي تقول بهدوء

"اريد رؤيته يا نوح " ادار راسه بسرعة وهو ينظر لها بصدمه سرعان ما غطاها بالبرود ، واجابها بجفاف

" لا ، لن تريه يكفي ما حدث انتي مازلتي متعبة ، لن اعيد ما حدث قبل قليل"

نظرت له بألم ، تجاهل نظرتها التي حطمت قلبه ،اكمل كلامه بهدوء وهو يضغط على يدها

"يجب عليكي ان تأكلي " نظرت له بعناد والم ..

"لا اريد ، انا لا اشتهي شيء ، اريد ان اراه فقط ،" تحدثت بعناد وصوت خافت تملئه الخيبة !

" لن تريه الا بعد ان تنهي طعامك هل فهمتي ! والا لن اجعلك تريه مطلقا "

نظرت له بصدمة ، تعرف انه يستطيع فعلها ..

".. حسنا .." تكلمت بكسران وكأن الكون اتفق على كسرانها اليوم ! فحتى زوجها وحبيبها يعاملها باسلوب غريب ،

نادى على كريمة وطلب منها احضار الطعام ، وقلبه يعتصره من الالم لرؤيتها بهذا الحال .. لا يستطيع تحمل هذه النظرة منها عليه .. هو يحاول حمايتها فقط .. هي عنيدة وراسها يابس كالحجر ، لن تستمع لكلامه الا اذا تحدث بهذا الاسلوب

انهت اكلها بسرعة ، وهي تنظر له وكأنها تحدثه بعينها ،

" اهدئي ولا تنفعلي فقط .. حسنا  ؟ " اومئت براسها بسرعة

نادى على الحكيمة واخبرها اذا حدث انفعال منها تخرج الطفل بسرعة ..

تقدمت الخادمه وحملت الطفل النائم بسكون وهدوء.. لا يعلم ما تخبئ له الحياة يبدو كملاك صغير بريئ من الابرياء الذين ستظلمهم الحياة ..

مدت اناملها الناعمة بارتجاف وهي تحمل وليدها من يد الخادمة تنظر له بهدوء وهو بحضنها نائم ، دموعها جرت على خدها بصمت .. مازالت تحت تاثير الصدمة ، اخذت تكلمه بهدوء يحمل في طياته ألمًا ..شعرت بسكاكين تقطع قلبها .. وخناجر بحنجرتها ،
ماتت الكلمات في فمها لا تعرف ماذا تفعل او تقول..

‏"وددت يا سِحْر قلبي وضياءه، أن أعانقك عناقًا طويلًا تغيب فيه الشمس, وتشرق من جديد، وددت يا خير عمري كله، أن أميل إليك، قبل أن يميل بي الطريق.."

اخذت تكلمه بقهر وحسرة وهي تبكي وتشهق ، شدت على حظنه وهي تحادثه بحنان وشرود ، صمت رهيب حل بالغرفة احترام لهذه المرآة العظيمه ..وصوت الرعد هو كل ما يسمع ..

" يا موجعي حدَّ التهدّمِ والغرقْ ... يا موسعي طعناً بظهر الروح قطعاً عند خاصرة القلق ... انظر إليّ الآن يا روحي غدوت على الدروب تشتتاً مِزقاً مزق ... قد كنت أملك مقلتيك فخانتا صدقي وأنت قسوتَ يا بعضي فَـ رِق ... ضاقت بي الدنيا بما رحبت وأنت تقول للزمن الذي أخشاه ضِق "


________

تلك المسكينة , للتوّ - فقط للتوّ - أدركت أنها هرمت واقفة تطرق الباب الخطأ , في انتظار أن يُفتح لها *

© Mr Black,
книга «شُـبًيِّهّـ بًنِجّـأّمًيِّنِ بًوٌتٌـوٌنِ».
Коментарі