part 27
الحب خارطة الحياه..والشوق مؤشر الموت...
.
.
.
انفاس تاى كانت تخرج ثقيله ومرتجفه
تاى لم يكن يتوقع يوماً ان تطلب منه سانا هذا الامر
ان يعود الى حبيبه الغرابى ويتخلى عنها وعن هذه العلاقه
تاى يعلم بحب سانا الشديد له،والان قد ادرك الى اى
مدى قد يصل حبها..
الى التخلى عنه..والتضحيه به!
اردف تاى بعد ان ابتلع بصعوبه"سانا،هل انتِ تعى الى ما تقولين؟!"
اومأت سانا برأسها بخفه ونظرت اليه بعينان دامعه
فهذا الامر صعب عليها مردفه بضعف
"اجل،اعى ما اقول جيداً..لنحصل على الطلاق تاى
واذهب الى جونغكوك،انا اعلم جيداً انك تحبه كثيراً
حبكما لبعضكما كبيراً للغايه،يستطيع اى شخص معرفه
ذلك فقط من النظر اليكما"
اغمضت سانا عيناها للحظات ثم تنهدت مردفه
"زواجنا من البدايه كان خطأ تاى،انت تحب جونغكوك
وتنتمى اليه لكنك تستمر بالهرب من الامر
انت تقوم بأفساد كل شئ بأبتعادك عنه"
تاى لم يكن يستطيع التحدث مطلقاً
لسانه قد عقد،ودموعه قد توقفت بعيناه وتأبى النزول
فقط ينظر الى طفله النائم على فخذه بعمق وراحه
وتاى يقوم بالتمسيد على رأسه بحنان ودفئ
ذلك المخلوق البرئ الذى لا يعلم ما يدور حوله
تاى لا يستطيع التخلى عنه مطلقاً
لقد اضحى حياته بأكملها.....
تاى كان يتسآل بداخله ماذا سيحدث اذا ذهب لجونغكوك
وترك طفله خلفه؟!!
هو لن يستطع العيش!
وماذا سيقول عنه طفله عندما يكبر ويدرك كل شئ؟!
الكثير من الافكار كانت تغزو رأسه....
لكن....
وكأن سانا تقرأ ما بعقله،فأبتسمت بدفئ وهى تنظر الى
ملامح زوجها المشتت الذى ينظر هنا وهناك بأرتباك
مردفه بهمس"تاى!"
رفع تاى عيناه البندقيه اليها التى دائماً ما كانت نقطه ضعفها
ولازالت كما السابق
كان تاى ينظر اليها بحيره وضعف
فأردف بنبره مرتجفه"ماذا..ماذا عن الصغير؟!!"
ابتسمت سانا مردفه برقه"انه طفلك تاى،انا لا استطيع اخذه منك
انت عالمه بأكمله..ارى ان هذا افضل له
لا اريده ان ينشأ وسط عائله ينقصها الحب تاى
ألين سيكبر يوماً ما وسيعلم كل شئ"
ثم امسكت بيد تاى مردفه"وسيكون فخوراً بوالده للغايه
والده الذى يحبه ويهتم لأمر
الذى لم يتركه خلفه ويفر هارباً من مخاوفه"
تاى قد فهم الامر
هو سينفصل عن زوجته،لكنه لن يترك طفله
سانا قد اراحت قلبه كثيراً بحديثها
لكنه مايزال مشوش للغايه
هل عودته الى جونغكوك هو الامر الصائب؟!
هل سيكون كل شئ بخير؟؟
انتهت تلك الليه وتاى ينام وبين احضانه صغيره
وسانا نائمه بغرفه اخرى
ولكن التفكير لم يترك تاى تلك الليله
وهو ينظر الى طفله النائم بين ذراعيه
فأكثر شئ يهمه هو راحه ملاكه الجميل
.
.
قد مضى اسبوع
وسانا وألين برفقه تاى بتلك المدينه البارده
تاى كان سعيد للغايه بهذا الامر،وقد قام بأخذ عطله من عمله
لكى يمضى تلك الايام برفقه طفله الصغير
كانا قد استمتعا سوياً
تاى كان كل ليله يقوم بأخذ صغيره للخارج لكى يمرح
كان وقت الصغير بين الذهاب الى الملاهى
وتناول الايس كريم،وتناول الحلوى المفضله لديه
والده كان يقوم بتدليله كالعاده....
تاى كان مستمتعاً برفقه صغيره كثيراً
كان يتناسى كل ما يفكر به،وكل مايؤلمه!
لكنه يعلم ان ألين لن يبقى برفقته طويلاً
وها هو الان يقف امام الطائره الخاصه بزوجته
التى ستحلق متجه الى كوريا الجنوبيه
كان تاى يقوم بتوديع صغيره وزوجته بحزن
لكنه كان يحاول جاهداً اخفاء ذلك
لكن ذلك لم يخفى عن عينان سانا مطلقاً
ادرفت سانا بنبره هادئه"تاى،اعتذر حقاً على ذهابِ
لكن قد حدث امراً طارئاً بالعمل..وعلىّ الذهاب!"
تاى بنبره ممتنه"كلا،لا تقولِ ذلك سانا
فأنا حقاً ممتناً لكِ كثيراً،لقدومكِ بالصغير الى هنا
وترك كل شئ خلفك..حقاً اشكركِ"
ابتسمت سانا بخفه وهى تضع بعض خصلات شعرها
الاسود اللامع خلف اذنها
فجثى تاى على ركبته ليكون بمستوى طفله
الذى يمسك بيد والدته ويعبس بلطف
اردف تاى بحنان"مابه ملاكى عابس هكذا!"
أردف ألين بهمس حزين"هل..هل ابا سيترك ألين مجدداً
هل ألين لن يرى ابا مره اخرى؟!"
كوب تاى وجنتى صغيره الممتلئه واردف بدفئ
"ابا لا يستطيع العيش بدون ألين
لا يستطيع تركه ابداً،اعدك صغيرى اننى سأعود لك
ولن اتركك مطلقاً"
رفع ألين اصبعه الصغير امام والده"تعدنى!"
شابك تاى اصبعه الكبير بأصبع طفله
مردفاً بأبتسامه"ابا يعدك ملاكى الجميل"
قام تاى بتقبيل طفله واحتضانه بقوه
ثم نهض وهو ينظر اليهم يصعدون درج الطائره
لكن توقفت سانا بمنتصفه ونظرت الى وجه زوجها
اصبحت تتأمل ملامحه التى وقعت فى عشقها اعوام
تحت استغراب تاى الى تلك النظرات الموجهه له
الا ان اردفت سانا بصوت مسموع
وعيناها لامعه من الدموع"اتمنى ان تفعل ما اخبرتك به تاى
اتمنى من اعماق قلبى ان تظل سعيداً طوال حياتك
اينما كنت..."
اومأ تاى لها وعيناه مليئه بالدموع
وعلى ثغره ابتسامه جميله صغيره
ثم قام بالتلويح لها بيده
الى ان حلقت الطائره وسط السحب التى تملئ السماء
.
.
عاد تاى الى منزله مره اخرى وحيداً
منذ الان افتقد قهقات طفله،رائحته،ملامحه
طريقه نومه..كل شئ يخصه!
جلس على الاريكه التى تقبع بغرفه معيشته
لكن لفت نظره ورقه بيضاء مطويه توضع على الطاوله
قام تاى بأخذها وقرآءه ما بها
وجد ان سانا قد قامت بكتابه عنوان منزل جونغكوك
وشركته بالهونغ كونغ
تنهد تاى ووضع الورقه بمكانها
ما لا تعلمه سانا ان تاى يعلم كل ذلك
فعندما ذهب الى هونغ كونغ من اجل العمل، لكن جونغكوك
قام بأختطافه،حينها كانت كل المعلومات التى بالملف
الخاص بالعمل صحيحه،سوى اسم جونغكوك الغير حقيقى!
تاى الان عليه ان يحسم الامر
أيذهب الى معشوق قلبه؟!
ام يظل هارباً من كل شئ؟!
.
.
كوريا الجنوبيه
الساعه4:00 عصراً
قد مضى اسبوعاً منذ ان اتت سانا من لندن برفقه طفلها
والان جيمين ويونغى قاما بزيارتها لكى يطمئنا
عليها هى وألين
حيث انها بعد ان سافرت اتى اليها جيمين العديد من المرات
لكنه لم يجدها!!
وهنا قد بدأ القلق يتغلغل الى قلبه على زوجة شقيقه
وطفله الصغير
ولكن ها هما يجلسون على الاريكه بغرفه المعيشه
وامامهما سانا على الاريكه الاخرى
كان جيمين يداعب ألين الذى يمكث بين احضانه
ثم بعد قليل نهض الصغير ليلعب بألعابه بغرفته
نظر جيمين الى سانا مردفاً"أين اختفتِ انتِ وألين
لتلك المده الطويله؟!"
ارتبكت سانا لكنها قامت بأخفاء ذلك جيداً مردفه بأبتسامه
هادئه"انت تعلم كيف هى طبيعه عملى جيمين!!
لذلك كان علىّ الذهاب لحضور احد عروض الازياء الهامه
لأحد العملاء الخاصين بى!"
اردف جيمين بتسآل"ولما قمتِ بأخذ الصغير؟!
لما لم تتركِه برفقتنا؟!"
اردف يونغى بمزاح"ما بك جيمين؟!!
تبدو كمحقق شرطه!!"
بالفعل جيمين كان يبدو كالشرطى الذى يحقق بقضيه ما
فقد انهال على سانا بالاسئله الكثيره
وهى كانت تشعر بالارتباك الشديد
لا تريد ان تخبرهم بأمر تاى،فهذه كانت رغبته!
وهى لا تريد ان تخيب ظنه بها...
ابتسمت سانا مردفه"الامر فقط اننى اردت ان
اجعل الصغير سعيد بعض الشئ واقضى معه بعض الوقت
فكما تعلما كم هو يشتاق الى والده كثيراً"
اردف يونغى بهدوء"لا عليكِ سانا،اننا فقط قد شعرنا
بالقلق عند غيابكما فجأه!"
ابتسمت سانا وأومأ برأسها
ثم اتجهت الى المطبخ لتحضر بعض العصير والكعك
حينها اردف يونغى بصوت هامس"ما بك جيمين؟!
لما كنت جاد بحديثك برفقتها؟!"
جيمين اردف"انا لم اكن اقصد،تعلم انا فقط كنت قلق
لا اعلم لما شعرت ان جونغكوك قد يكون خلف اختفائهما!"
تنهد يونغى مردفاً"فالتنسى امر جونغكوك
هو لن يفكر فى فعل امر كهذا مره اخرى"
قطب جيمين بين حاجباه مردفاً"ولما؟!"
يونغى اردف بجديه"فكر قليلاً..تاى قد ذهب بعيداً
وليس عنه فقط بل عن عائلته ايضاً
مؤكد جونغكوك لن يفعل امراً يجعل الامر يسوء بينه
وبين تاى اكثر من ذلك...فهذا اخر ما يريده!"
جيمين اردف نبره حاده"كلا،انت مخطأ شخص حقير
مثل جيون ذلك..سيفعل اكثر من ذلك حتى يحصل
على مايريده..ولن يفكر بالعواقب"
تنهد يونغى واردف"ولما لا تكون انت المخطأ؟!
انه عاشق جيمين!
هل تفهم هذا؟!
الا ترى كيف كانت حالته عندما اطلقت الرصاص
على تاى بالخطأ؟!"
صمت جيمين ولم يجيب
فيونغى قد ذكره بأمر يحاول جيمين ان ينساه للابد
يريد محو هذه اللحظه من حياته
قطع هذا الصمت صوت خطوات صغيره تقترب منهما
ولم يكن غير ألين
الذى جلس بجانب جيمين مردفاً وهو يمسك دميته
"عمى جيمين انظر الى دميتى الجديده"
ابتسم جيمين بدفئ مردفاً وهو ينظر الى دميه النمر
الخاصه بالصغير"جميله للغايه صغيرى"
نظر ألين بعينان جيمين مردفاً ببرائه
"ابا قد قام بشرائها لى واخبرنى انه عندما كان صغيراً
كان يملك دميه تشبهها كثيراً،هل هذا صحيح؟!"
سقطت ابتسامه جيمين مردفاً بصدمه
"ماذا؟!!أين رأيت والدك صغيرى؟!!"
اردف ألين"اوما من اخذتنى اليه"
نظر جيمين الى يونغى الذى كان ينظر اليه بهدوء
كاد ان يتحدث لكن قد أتيت سانا وهى تحمل العصير
والكعك ثم قامت بوضعهم على الطاوله
فأردف جيمين بهمس"سانا"
رفعت نظرها اليه مردفه"ماذا هناك جيمين؟!"
اردف جيمين بنبره مرتجفه"أين تاى؟!!
ارجوكِ اخبرينى!!"
اردفت سانا بتوتر"ما..ما الذى تقوله؟!!"
اردف جيمين بنبره حاده مرتجفه قليلاً"لقد اخبرنى الصغير
انكِ قد اخذته لرؤيه تاى"
اردف يونغى وهو يضع يده على فخذ جيمين بهمس
"اهدأ ليس امام الصغير"
تنهدت سانا ثم نظرت الى طفلها الذى يقف ويحتضن دميته
خوفاً من الصراخ"اذهب الى غرفتك صغيرى"
اومأ الصغير برأسه ثم ركض سريعاً الى غرفته
اردف جيمين مره اخرى بغضب
"اذا كل تلك المده لقد كنتِ برفقه تاى أليس كذلك؟!!
انتِ تعرفين اين هو ولم تخبرينى!!"
تنهدت سانا مردفه"الامر ليس هكذا
لقد قام تاى بالاتصال بى ذات ليله ليطلب منى
رؤيه الصغير لانه قد اشتاق اليه،لكنه لا يستطع ان يأتى لرؤيته
لذا قمت بتلبيه رغبته..
لان ألين ايضاً كانت حالته سيئه للغايه لغياب تاى عنه"
جيمين اردف بحده"ولما لم تخبرينى؟!!"
اردفت سانا"لانه لم يكن يريد ان يعلم احد!"
اردف جيمين بغضب"اخبرينى الان،أين هو واللعنه
اريد رؤيته"
أنزلت سانا نظرها الى الاسفل مردفه"اسفه جيمين
انا لا استطيع اخبارك بأى شئ
لكن لا تقلق هو بخير!"
جيمين بصراخ"كيف لا اقلق واللعنه؟؟
انه منذ شهور مختفى ولا اعلم اى شئ عنه
وتخبرينى الا اقلق؟!"
اردف يونغى بحده"اهدأ جيمين،الامور لن تحل بالصراخ"
اردفت سانا بهدوء"هو ليس مستعد لرؤيه اى شخص
بل هو يتهرب حتى من نفسه!
واظن ان كان يريدك ان تعلم بمكانه لكان قام بالاتصال بك"
هنا صمت جيمين ولم يجيب مطلقاً
هى على حق!!
ولكن هذا قد ألم جيمين كثيراً
كون شقيقه لم يقوم بالاتصال به ليجعله يطمئن عليه
وبالمقابل هنا جيمين يكاد يموت قلقاً
لكن ما لا يعلمه ان شقيقه الاصغر يشعر بالضياع
و لا يعلم اى قرار صائب يجب عليه اتخاذه!!
اردفت سانا بحزن مقاطعه افكاره
"أعلم انك حزين وقلق،لكن صدقنى اكثر شخص يعانى ويتألم
هو تاى،واتمنى حقاً ان يتخذ قراره سريعاً"
قطب يونغى حاجباه مردفاً"اى قرار؟!"
تنهدت سانا بخفه
ثم قامت بسرد كل شئ حدث والحديث الذى دار بينها
وبين زوجها
اردف يونغى بعد ان انتهت"هل انتِ متأكده من هذا؟!
أهذا ماتريدين؟!"
كان هذا اول شئ يتفوه به يونغى بعد ان اخبرتهم سانا
انها تريد ان يعود تاى الى معشوقه الغرابى
ويحصلا على الطلاق
وبهذا تنتهى علاقتهم كزوجين!!
اومأت سانا برأسها وهى تبتسم والدموع تملئ عيناها
"اجل،اريده فقط ان يكون سعيداً
وسعادته برفقه جونغكوك انا اعلم بذلك
لطالما كانا ينتميا الى بعضهم البعض..
وليس اننى اتخلى عنه اننى لا احبه
تاى كان حبى الاول وسيظل!"
اردف جيمين بنبره هادئه"اعتذر سانا..لم اقصد الصراخ.."
قاطعته سانا وهى تبتسم"لا عليك جيمين
انا اعلم كل شئ،واعلم كم انك تهتم لتاى كثيراً
لكن..."
ابتسمت بصعوبه مردفه"كل شئ سيكون بخير قريباً"
.
.
.
هونغ كونغ
صاحب العينان البندقيه قد اتى من لندن الى هونغ كونغ
منذ يومان
فها هو يمكث بأحد الفنادق البسيطه التى تقبع بجانب
العديد من الحدائق الجميله المليئه بالاشجار
والزهور المختلفه العطره
تاى كان يقف امام النافذه والهواء يداعب بشرته الحنطيه
فأغمض عيناه مستمتعاً بتلك الاجواء الهادئه
ثم تنهد وقام بفتح عيناه متذكراً لما اتى الى هذه المدينه؟!!
تاى لا يعلم كيف سيذهب الى صاحب الشعر الغرابى؟
ماذا سيقول له؟!
هل جونغكوك بالفعل ينتظره؟!!
هل سيكونا بخير معاً..دون عقبات؟!!
الكثير والكثير كان يدور بعقل تاى
ما جعل تاى يأتى الى هنا
هو انه فكر كثيراً بحديث سانا،هو اذا بقى معها
لن يكون زوجاً جيداً لها مره اخرى
تاى منذ ان قام جونغكوك بلمس جسده بتلك الطريقه
وهو يشعر بشئ مختلف حدث به!!
ربما شئ لا يستطيع اى شخص رؤيته
لكنه قادر على الاحساس به!
وتاى لا يريد ان يكون غير كافياً لسانا
او ناقصاً بنظرها..
يكفى انها قد وافقت ان تتزوجه وقد ضحت بحياتها
وهى تعلم ان قلبه ملكاً لشخص اخر!
هى قد تزوجته لانه قد طلب ذلك منها لمساعدته على حفظ
وعده لوالدته!
اى شخص اخر لم يكن ليقبل هذا الامر
لكن الحب الذى تكنه سانا لتاى جعلها لا تفكر بأى شئ
سوى مساعدته وبناء حياه جديده برفقته!
والان ايضاً هذا الحب جعلها تتخلى عنه من اجل سعادته..
تنهد تاى ثم قام بتبديل ملابسه مقرراً
انه سيذهب لتناول الفطور بأحد المقاهى
دقائق وكان يسير بالطرقات ويتصفح الخريطه التى توجد
على هاتفه لترشده للطريق الصحيح
كان الوقت مبكراً للغايه والاجواء هادئه
والهواء منعش ويلفح بشرته الناعمه
ليجعل ابتسامه خفيفه ترتسم على ثغره
سار تاى كثيراً مستمتعاً بالاجواء الصباحيه
ومبتعداً كثيراً عن الفندق الذى يمكث به..
الى ان وقف امام مقهى بسيط للغايه به حديقه اماميه
واسعه مليئه بالورود المختلفه
وكان به نوافذ كبيره زجاجيه والمقهى بأكمله مصنوع من الخشب
تقدم تاى الى الداخل وجلس على احد الطاولات البعيده للغايه
كانت توجد بأخر المقهى بجانب المدفئه
ابتسم تاى لتلك الاجواء الدافئه
وقد طلب بعض الكعك بالشكولاته
بجانب كوب من القهوه بالكراميل
كان تاى يستمتع بتناول فطوره وهو يقرأ احد الكتب
الذى كان معه ليقرأ به قليلاً
مضت مده قصيره وتاى يقرأ بكتابه
الا ان صدع صون الجرس الذى يقبع فوق باب المقهى
ليعلن عن دخول زبون جديد
فرفع تاى نظره نحو الباب
فأتسعت عيناه البندقيه بقوه،عندما التقطت انظاره هيئه
جعلت نبضات قلبه تتسارع كأنه يجرى آلاف الاميال
ولم يكن غير معشوق الذى وبالصدفه كان زبون دائم للمقهى
وقد عرف من طريقه حديث النادل معه
وابتسامه معشوقه الغرابى للنادل بخفه
جونغكوك كان يجلس على طاوله بجانب النافذه
وهنا تاى تنفس الصعداء لانه بعيداً عن الانظار
تاى كان غارقاً بتفاصيل محبوبه بشده
ولم يكن يعلم ان مجرد رؤيته سيجعله بذلك الاضطراب
ليس خوفاً بل شوقاً!
تاى قد اشتاق الى صاحب الخصلات الداكنه كثيراً
قد عشق ملامحه الرجوليه تلك..
خصلات شعره المتناثر بعضها على جبهته
عيناه السوداء اللامعه كنجمه فريده بالسماء
تلك الشامه اسفل شفتاه الحمراء
كل شئ تاى كان غارقاً به كالغريق الذى ليس هناك فرصه لنجاته
جونغكوك كان يرتشف من قهوته وتاى ابتسم
لانه كان يعلم انها قهوه بدون سكر
هذا هو نوع جونغكوك المفضل من القهوه
وفطائر محلاه بجانب القهوه
تاى ابتسم بحب لتلك الاشياء التى لم تتغير بجونغكوك
رغم مرور تلك السنوات!
تاى كان يفتقد كل تلك الاشياء
صاحب العينان البندقيه ظل يراقب تحركات معشوقه خلسه
لكن بالمقابل جونغكوك كان يشعر بعدم الراحه
كان يشعر بنظرات تخترقه
لذلك رفع عيناه السوداء ينظر بأرجاء المقهى
ولكن سريعاً وقد وضع تاى الكتاب الخاص به امام كامل وجهه
وبذلك حجب رؤيه جونغكوك له!
هو لا يريد الامر ان يكون هكذا..
هو يشعر بالتوتر ،ليس مستعداً بعد!
مضى الوقت سريعاً
ونهض جونغكوك امام انظار معشوقه الصغير المختبئ
وصعد الى سيارته السوداء متجهاً الى شركته
لكن بداخله كان لا يريد الذهاب
شعر انه قد نسى شئ ما!
لكنه دعى نفسه بالحمق على ما يشعر به!
هو لم يعلم ان قلبه قد شعر بوجود معشوقه الذى يتمنى رؤيته
ربما عينان جونغكوك لم ترى تاى
لكن...قلبه قد شعر به!!
.
.
هونغ كونغ
الساعه8:00مساءً
صاحب الشعر الغرابى كان مايزال بشركته
يقوم بمراجعه بعض الاوراق الهامه
رغم ان العديد من الموظفين قد ذهبوا الى منازلهم
الا ان صاحب الشعر الغرابى يغرق نفسه بالعمل
فقد أصبح هذا حاله بعد ان تركه معشوقه
جونغكوك اصبح يشعر بالاختناق وحده
وبمنزله البارد الموحش
قطع مراجعته للاوراق صوت طرق باب مكتبه
اردف جونغكوك وهو ينظر الى الاوراق"ادخل"
دخلت جاندى مساعدته ووقفت امام رئيسها الذى لم ينظر اليها
بل منشغل ببعض الاوراق
اردف جونغكوك بنبره هادئه"ماذا هناك جاندى؟!!
لما لم تذهبِ الى الان!!
ألم اخبركِ بعدم انتظارى!!"
اردفت جاندى"كنت ذاهبه سيدى،لكن أتى شخص ما
ويرغب برؤيتك الان ويقول ان الامر ضرورى"
قطب جونغكوك بين حاجباه ونظر اليها
مردفاً"هل أخذ موعد مسبقاً؟!"
اردفت جاندى"كلا سيدى،انها المره الاولى له بالقدوم للشركه
لم اراه مطلقاً"
اومأ جونغكوك مردفاً"حسنا..ادخليه"
انحنت جاندى بأحترام ثم ذهبت للخارج
اما صاحب الشعر الغرابى نهض من مقعده
وتوجه الى الحائط الزجاجى الكبير الذى يقبع بمكتبه
ثم وقف امامه وهو يتنهد ويلقى ظهره لباب مكتبه
ثوانى وسمع طرق على باب مكتبه
ثم خطوات بطيئه تدل على دخول شخص ما..
لكن ما زاد من سرعه نبضات قلب صاحب الشعر الغرابى
هو ذلك العطر الذى انتشر بمكتبه ووصل الى ثقوب انفه
ذلك العطر الذى كان مدمن عليه لسنوات طويله
انه عطر فريد للغايه كما يضعه صاحبه
انه يشبه رائحه احد الزهور البريه العطره
التى لا مثيل لها...
كما معشوقه الملائكى الذى لا مثيل له!
...............................
اهلا فرولاتى الصغيره✋🍓
اشتقت ليكم كتير
بارت جديد بأحداث جديده
اتمنى تستمتعوا
اتمنى تقدموا لى الدعم
والبارت ينال اعجابكوا
والقادم احلى كتير
استمتعوا
see you💙✋
.
.
.
انفاس تاى كانت تخرج ثقيله ومرتجفه
تاى لم يكن يتوقع يوماً ان تطلب منه سانا هذا الامر
ان يعود الى حبيبه الغرابى ويتخلى عنها وعن هذه العلاقه
تاى يعلم بحب سانا الشديد له،والان قد ادرك الى اى
مدى قد يصل حبها..
الى التخلى عنه..والتضحيه به!
اردف تاى بعد ان ابتلع بصعوبه"سانا،هل انتِ تعى الى ما تقولين؟!"
اومأت سانا برأسها بخفه ونظرت اليه بعينان دامعه
فهذا الامر صعب عليها مردفه بضعف
"اجل،اعى ما اقول جيداً..لنحصل على الطلاق تاى
واذهب الى جونغكوك،انا اعلم جيداً انك تحبه كثيراً
حبكما لبعضكما كبيراً للغايه،يستطيع اى شخص معرفه
ذلك فقط من النظر اليكما"
اغمضت سانا عيناها للحظات ثم تنهدت مردفه
"زواجنا من البدايه كان خطأ تاى،انت تحب جونغكوك
وتنتمى اليه لكنك تستمر بالهرب من الامر
انت تقوم بأفساد كل شئ بأبتعادك عنه"
تاى لم يكن يستطيع التحدث مطلقاً
لسانه قد عقد،ودموعه قد توقفت بعيناه وتأبى النزول
فقط ينظر الى طفله النائم على فخذه بعمق وراحه
وتاى يقوم بالتمسيد على رأسه بحنان ودفئ
ذلك المخلوق البرئ الذى لا يعلم ما يدور حوله
تاى لا يستطيع التخلى عنه مطلقاً
لقد اضحى حياته بأكملها.....
تاى كان يتسآل بداخله ماذا سيحدث اذا ذهب لجونغكوك
وترك طفله خلفه؟!!
هو لن يستطع العيش!
وماذا سيقول عنه طفله عندما يكبر ويدرك كل شئ؟!
الكثير من الافكار كانت تغزو رأسه....
لكن....
وكأن سانا تقرأ ما بعقله،فأبتسمت بدفئ وهى تنظر الى
ملامح زوجها المشتت الذى ينظر هنا وهناك بأرتباك
مردفه بهمس"تاى!"
رفع تاى عيناه البندقيه اليها التى دائماً ما كانت نقطه ضعفها
ولازالت كما السابق
كان تاى ينظر اليها بحيره وضعف
فأردف بنبره مرتجفه"ماذا..ماذا عن الصغير؟!!"
ابتسمت سانا مردفه برقه"انه طفلك تاى،انا لا استطيع اخذه منك
انت عالمه بأكمله..ارى ان هذا افضل له
لا اريده ان ينشأ وسط عائله ينقصها الحب تاى
ألين سيكبر يوماً ما وسيعلم كل شئ"
ثم امسكت بيد تاى مردفه"وسيكون فخوراً بوالده للغايه
والده الذى يحبه ويهتم لأمر
الذى لم يتركه خلفه ويفر هارباً من مخاوفه"
تاى قد فهم الامر
هو سينفصل عن زوجته،لكنه لن يترك طفله
سانا قد اراحت قلبه كثيراً بحديثها
لكنه مايزال مشوش للغايه
هل عودته الى جونغكوك هو الامر الصائب؟!
هل سيكون كل شئ بخير؟؟
انتهت تلك الليه وتاى ينام وبين احضانه صغيره
وسانا نائمه بغرفه اخرى
ولكن التفكير لم يترك تاى تلك الليله
وهو ينظر الى طفله النائم بين ذراعيه
فأكثر شئ يهمه هو راحه ملاكه الجميل
.
.
قد مضى اسبوع
وسانا وألين برفقه تاى بتلك المدينه البارده
تاى كان سعيد للغايه بهذا الامر،وقد قام بأخذ عطله من عمله
لكى يمضى تلك الايام برفقه طفله الصغير
كانا قد استمتعا سوياً
تاى كان كل ليله يقوم بأخذ صغيره للخارج لكى يمرح
كان وقت الصغير بين الذهاب الى الملاهى
وتناول الايس كريم،وتناول الحلوى المفضله لديه
والده كان يقوم بتدليله كالعاده....
تاى كان مستمتعاً برفقه صغيره كثيراً
كان يتناسى كل ما يفكر به،وكل مايؤلمه!
لكنه يعلم ان ألين لن يبقى برفقته طويلاً
وها هو الان يقف امام الطائره الخاصه بزوجته
التى ستحلق متجه الى كوريا الجنوبيه
كان تاى يقوم بتوديع صغيره وزوجته بحزن
لكنه كان يحاول جاهداً اخفاء ذلك
لكن ذلك لم يخفى عن عينان سانا مطلقاً
ادرفت سانا بنبره هادئه"تاى،اعتذر حقاً على ذهابِ
لكن قد حدث امراً طارئاً بالعمل..وعلىّ الذهاب!"
تاى بنبره ممتنه"كلا،لا تقولِ ذلك سانا
فأنا حقاً ممتناً لكِ كثيراً،لقدومكِ بالصغير الى هنا
وترك كل شئ خلفك..حقاً اشكركِ"
ابتسمت سانا بخفه وهى تضع بعض خصلات شعرها
الاسود اللامع خلف اذنها
فجثى تاى على ركبته ليكون بمستوى طفله
الذى يمسك بيد والدته ويعبس بلطف
اردف تاى بحنان"مابه ملاكى عابس هكذا!"
أردف ألين بهمس حزين"هل..هل ابا سيترك ألين مجدداً
هل ألين لن يرى ابا مره اخرى؟!"
كوب تاى وجنتى صغيره الممتلئه واردف بدفئ
"ابا لا يستطيع العيش بدون ألين
لا يستطيع تركه ابداً،اعدك صغيرى اننى سأعود لك
ولن اتركك مطلقاً"
رفع ألين اصبعه الصغير امام والده"تعدنى!"
شابك تاى اصبعه الكبير بأصبع طفله
مردفاً بأبتسامه"ابا يعدك ملاكى الجميل"
قام تاى بتقبيل طفله واحتضانه بقوه
ثم نهض وهو ينظر اليهم يصعدون درج الطائره
لكن توقفت سانا بمنتصفه ونظرت الى وجه زوجها
اصبحت تتأمل ملامحه التى وقعت فى عشقها اعوام
تحت استغراب تاى الى تلك النظرات الموجهه له
الا ان اردفت سانا بصوت مسموع
وعيناها لامعه من الدموع"اتمنى ان تفعل ما اخبرتك به تاى
اتمنى من اعماق قلبى ان تظل سعيداً طوال حياتك
اينما كنت..."
اومأ تاى لها وعيناه مليئه بالدموع
وعلى ثغره ابتسامه جميله صغيره
ثم قام بالتلويح لها بيده
الى ان حلقت الطائره وسط السحب التى تملئ السماء
.
.
عاد تاى الى منزله مره اخرى وحيداً
منذ الان افتقد قهقات طفله،رائحته،ملامحه
طريقه نومه..كل شئ يخصه!
جلس على الاريكه التى تقبع بغرفه معيشته
لكن لفت نظره ورقه بيضاء مطويه توضع على الطاوله
قام تاى بأخذها وقرآءه ما بها
وجد ان سانا قد قامت بكتابه عنوان منزل جونغكوك
وشركته بالهونغ كونغ
تنهد تاى ووضع الورقه بمكانها
ما لا تعلمه سانا ان تاى يعلم كل ذلك
فعندما ذهب الى هونغ كونغ من اجل العمل، لكن جونغكوك
قام بأختطافه،حينها كانت كل المعلومات التى بالملف
الخاص بالعمل صحيحه،سوى اسم جونغكوك الغير حقيقى!
تاى الان عليه ان يحسم الامر
أيذهب الى معشوق قلبه؟!
ام يظل هارباً من كل شئ؟!
.
.
كوريا الجنوبيه
الساعه4:00 عصراً
قد مضى اسبوعاً منذ ان اتت سانا من لندن برفقه طفلها
والان جيمين ويونغى قاما بزيارتها لكى يطمئنا
عليها هى وألين
حيث انها بعد ان سافرت اتى اليها جيمين العديد من المرات
لكنه لم يجدها!!
وهنا قد بدأ القلق يتغلغل الى قلبه على زوجة شقيقه
وطفله الصغير
ولكن ها هما يجلسون على الاريكه بغرفه المعيشه
وامامهما سانا على الاريكه الاخرى
كان جيمين يداعب ألين الذى يمكث بين احضانه
ثم بعد قليل نهض الصغير ليلعب بألعابه بغرفته
نظر جيمين الى سانا مردفاً"أين اختفتِ انتِ وألين
لتلك المده الطويله؟!"
ارتبكت سانا لكنها قامت بأخفاء ذلك جيداً مردفه بأبتسامه
هادئه"انت تعلم كيف هى طبيعه عملى جيمين!!
لذلك كان علىّ الذهاب لحضور احد عروض الازياء الهامه
لأحد العملاء الخاصين بى!"
اردف جيمين بتسآل"ولما قمتِ بأخذ الصغير؟!
لما لم تتركِه برفقتنا؟!"
اردف يونغى بمزاح"ما بك جيمين؟!!
تبدو كمحقق شرطه!!"
بالفعل جيمين كان يبدو كالشرطى الذى يحقق بقضيه ما
فقد انهال على سانا بالاسئله الكثيره
وهى كانت تشعر بالارتباك الشديد
لا تريد ان تخبرهم بأمر تاى،فهذه كانت رغبته!
وهى لا تريد ان تخيب ظنه بها...
ابتسمت سانا مردفه"الامر فقط اننى اردت ان
اجعل الصغير سعيد بعض الشئ واقضى معه بعض الوقت
فكما تعلما كم هو يشتاق الى والده كثيراً"
اردف يونغى بهدوء"لا عليكِ سانا،اننا فقط قد شعرنا
بالقلق عند غيابكما فجأه!"
ابتسمت سانا وأومأ برأسها
ثم اتجهت الى المطبخ لتحضر بعض العصير والكعك
حينها اردف يونغى بصوت هامس"ما بك جيمين؟!
لما كنت جاد بحديثك برفقتها؟!"
جيمين اردف"انا لم اكن اقصد،تعلم انا فقط كنت قلق
لا اعلم لما شعرت ان جونغكوك قد يكون خلف اختفائهما!"
تنهد يونغى مردفاً"فالتنسى امر جونغكوك
هو لن يفكر فى فعل امر كهذا مره اخرى"
قطب جيمين بين حاجباه مردفاً"ولما؟!"
يونغى اردف بجديه"فكر قليلاً..تاى قد ذهب بعيداً
وليس عنه فقط بل عن عائلته ايضاً
مؤكد جونغكوك لن يفعل امراً يجعل الامر يسوء بينه
وبين تاى اكثر من ذلك...فهذا اخر ما يريده!"
جيمين اردف نبره حاده"كلا،انت مخطأ شخص حقير
مثل جيون ذلك..سيفعل اكثر من ذلك حتى يحصل
على مايريده..ولن يفكر بالعواقب"
تنهد يونغى واردف"ولما لا تكون انت المخطأ؟!
انه عاشق جيمين!
هل تفهم هذا؟!
الا ترى كيف كانت حالته عندما اطلقت الرصاص
على تاى بالخطأ؟!"
صمت جيمين ولم يجيب
فيونغى قد ذكره بأمر يحاول جيمين ان ينساه للابد
يريد محو هذه اللحظه من حياته
قطع هذا الصمت صوت خطوات صغيره تقترب منهما
ولم يكن غير ألين
الذى جلس بجانب جيمين مردفاً وهو يمسك دميته
"عمى جيمين انظر الى دميتى الجديده"
ابتسم جيمين بدفئ مردفاً وهو ينظر الى دميه النمر
الخاصه بالصغير"جميله للغايه صغيرى"
نظر ألين بعينان جيمين مردفاً ببرائه
"ابا قد قام بشرائها لى واخبرنى انه عندما كان صغيراً
كان يملك دميه تشبهها كثيراً،هل هذا صحيح؟!"
سقطت ابتسامه جيمين مردفاً بصدمه
"ماذا؟!!أين رأيت والدك صغيرى؟!!"
اردف ألين"اوما من اخذتنى اليه"
نظر جيمين الى يونغى الذى كان ينظر اليه بهدوء
كاد ان يتحدث لكن قد أتيت سانا وهى تحمل العصير
والكعك ثم قامت بوضعهم على الطاوله
فأردف جيمين بهمس"سانا"
رفعت نظرها اليه مردفه"ماذا هناك جيمين؟!"
اردف جيمين بنبره مرتجفه"أين تاى؟!!
ارجوكِ اخبرينى!!"
اردفت سانا بتوتر"ما..ما الذى تقوله؟!!"
اردف جيمين بنبره حاده مرتجفه قليلاً"لقد اخبرنى الصغير
انكِ قد اخذته لرؤيه تاى"
اردف يونغى وهو يضع يده على فخذ جيمين بهمس
"اهدأ ليس امام الصغير"
تنهدت سانا ثم نظرت الى طفلها الذى يقف ويحتضن دميته
خوفاً من الصراخ"اذهب الى غرفتك صغيرى"
اومأ الصغير برأسه ثم ركض سريعاً الى غرفته
اردف جيمين مره اخرى بغضب
"اذا كل تلك المده لقد كنتِ برفقه تاى أليس كذلك؟!!
انتِ تعرفين اين هو ولم تخبرينى!!"
تنهدت سانا مردفه"الامر ليس هكذا
لقد قام تاى بالاتصال بى ذات ليله ليطلب منى
رؤيه الصغير لانه قد اشتاق اليه،لكنه لا يستطع ان يأتى لرؤيته
لذا قمت بتلبيه رغبته..
لان ألين ايضاً كانت حالته سيئه للغايه لغياب تاى عنه"
جيمين اردف بحده"ولما لم تخبرينى؟!!"
اردفت سانا"لانه لم يكن يريد ان يعلم احد!"
اردف جيمين بغضب"اخبرينى الان،أين هو واللعنه
اريد رؤيته"
أنزلت سانا نظرها الى الاسفل مردفه"اسفه جيمين
انا لا استطيع اخبارك بأى شئ
لكن لا تقلق هو بخير!"
جيمين بصراخ"كيف لا اقلق واللعنه؟؟
انه منذ شهور مختفى ولا اعلم اى شئ عنه
وتخبرينى الا اقلق؟!"
اردف يونغى بحده"اهدأ جيمين،الامور لن تحل بالصراخ"
اردفت سانا بهدوء"هو ليس مستعد لرؤيه اى شخص
بل هو يتهرب حتى من نفسه!
واظن ان كان يريدك ان تعلم بمكانه لكان قام بالاتصال بك"
هنا صمت جيمين ولم يجيب مطلقاً
هى على حق!!
ولكن هذا قد ألم جيمين كثيراً
كون شقيقه لم يقوم بالاتصال به ليجعله يطمئن عليه
وبالمقابل هنا جيمين يكاد يموت قلقاً
لكن ما لا يعلمه ان شقيقه الاصغر يشعر بالضياع
و لا يعلم اى قرار صائب يجب عليه اتخاذه!!
اردفت سانا بحزن مقاطعه افكاره
"أعلم انك حزين وقلق،لكن صدقنى اكثر شخص يعانى ويتألم
هو تاى،واتمنى حقاً ان يتخذ قراره سريعاً"
قطب يونغى حاجباه مردفاً"اى قرار؟!"
تنهدت سانا بخفه
ثم قامت بسرد كل شئ حدث والحديث الذى دار بينها
وبين زوجها
اردف يونغى بعد ان انتهت"هل انتِ متأكده من هذا؟!
أهذا ماتريدين؟!"
كان هذا اول شئ يتفوه به يونغى بعد ان اخبرتهم سانا
انها تريد ان يعود تاى الى معشوقه الغرابى
ويحصلا على الطلاق
وبهذا تنتهى علاقتهم كزوجين!!
اومأت سانا برأسها وهى تبتسم والدموع تملئ عيناها
"اجل،اريده فقط ان يكون سعيداً
وسعادته برفقه جونغكوك انا اعلم بذلك
لطالما كانا ينتميا الى بعضهم البعض..
وليس اننى اتخلى عنه اننى لا احبه
تاى كان حبى الاول وسيظل!"
اردف جيمين بنبره هادئه"اعتذر سانا..لم اقصد الصراخ.."
قاطعته سانا وهى تبتسم"لا عليك جيمين
انا اعلم كل شئ،واعلم كم انك تهتم لتاى كثيراً
لكن..."
ابتسمت بصعوبه مردفه"كل شئ سيكون بخير قريباً"
.
.
.
هونغ كونغ
صاحب العينان البندقيه قد اتى من لندن الى هونغ كونغ
منذ يومان
فها هو يمكث بأحد الفنادق البسيطه التى تقبع بجانب
العديد من الحدائق الجميله المليئه بالاشجار
والزهور المختلفه العطره
تاى كان يقف امام النافذه والهواء يداعب بشرته الحنطيه
فأغمض عيناه مستمتعاً بتلك الاجواء الهادئه
ثم تنهد وقام بفتح عيناه متذكراً لما اتى الى هذه المدينه؟!!
تاى لا يعلم كيف سيذهب الى صاحب الشعر الغرابى؟
ماذا سيقول له؟!
هل جونغكوك بالفعل ينتظره؟!!
هل سيكونا بخير معاً..دون عقبات؟!!
الكثير والكثير كان يدور بعقل تاى
ما جعل تاى يأتى الى هنا
هو انه فكر كثيراً بحديث سانا،هو اذا بقى معها
لن يكون زوجاً جيداً لها مره اخرى
تاى منذ ان قام جونغكوك بلمس جسده بتلك الطريقه
وهو يشعر بشئ مختلف حدث به!!
ربما شئ لا يستطيع اى شخص رؤيته
لكنه قادر على الاحساس به!
وتاى لا يريد ان يكون غير كافياً لسانا
او ناقصاً بنظرها..
يكفى انها قد وافقت ان تتزوجه وقد ضحت بحياتها
وهى تعلم ان قلبه ملكاً لشخص اخر!
هى قد تزوجته لانه قد طلب ذلك منها لمساعدته على حفظ
وعده لوالدته!
اى شخص اخر لم يكن ليقبل هذا الامر
لكن الحب الذى تكنه سانا لتاى جعلها لا تفكر بأى شئ
سوى مساعدته وبناء حياه جديده برفقته!
والان ايضاً هذا الحب جعلها تتخلى عنه من اجل سعادته..
تنهد تاى ثم قام بتبديل ملابسه مقرراً
انه سيذهب لتناول الفطور بأحد المقاهى
دقائق وكان يسير بالطرقات ويتصفح الخريطه التى توجد
على هاتفه لترشده للطريق الصحيح
كان الوقت مبكراً للغايه والاجواء هادئه
والهواء منعش ويلفح بشرته الناعمه
ليجعل ابتسامه خفيفه ترتسم على ثغره
سار تاى كثيراً مستمتعاً بالاجواء الصباحيه
ومبتعداً كثيراً عن الفندق الذى يمكث به..
الى ان وقف امام مقهى بسيط للغايه به حديقه اماميه
واسعه مليئه بالورود المختلفه
وكان به نوافذ كبيره زجاجيه والمقهى بأكمله مصنوع من الخشب
تقدم تاى الى الداخل وجلس على احد الطاولات البعيده للغايه
كانت توجد بأخر المقهى بجانب المدفئه
ابتسم تاى لتلك الاجواء الدافئه
وقد طلب بعض الكعك بالشكولاته
بجانب كوب من القهوه بالكراميل
كان تاى يستمتع بتناول فطوره وهو يقرأ احد الكتب
الذى كان معه ليقرأ به قليلاً
مضت مده قصيره وتاى يقرأ بكتابه
الا ان صدع صون الجرس الذى يقبع فوق باب المقهى
ليعلن عن دخول زبون جديد
فرفع تاى نظره نحو الباب
فأتسعت عيناه البندقيه بقوه،عندما التقطت انظاره هيئه
جعلت نبضات قلبه تتسارع كأنه يجرى آلاف الاميال
ولم يكن غير معشوق الذى وبالصدفه كان زبون دائم للمقهى
وقد عرف من طريقه حديث النادل معه
وابتسامه معشوقه الغرابى للنادل بخفه
جونغكوك كان يجلس على طاوله بجانب النافذه
وهنا تاى تنفس الصعداء لانه بعيداً عن الانظار
تاى كان غارقاً بتفاصيل محبوبه بشده
ولم يكن يعلم ان مجرد رؤيته سيجعله بذلك الاضطراب
ليس خوفاً بل شوقاً!
تاى قد اشتاق الى صاحب الخصلات الداكنه كثيراً
قد عشق ملامحه الرجوليه تلك..
خصلات شعره المتناثر بعضها على جبهته
عيناه السوداء اللامعه كنجمه فريده بالسماء
تلك الشامه اسفل شفتاه الحمراء
كل شئ تاى كان غارقاً به كالغريق الذى ليس هناك فرصه لنجاته
جونغكوك كان يرتشف من قهوته وتاى ابتسم
لانه كان يعلم انها قهوه بدون سكر
هذا هو نوع جونغكوك المفضل من القهوه
وفطائر محلاه بجانب القهوه
تاى ابتسم بحب لتلك الاشياء التى لم تتغير بجونغكوك
رغم مرور تلك السنوات!
تاى كان يفتقد كل تلك الاشياء
صاحب العينان البندقيه ظل يراقب تحركات معشوقه خلسه
لكن بالمقابل جونغكوك كان يشعر بعدم الراحه
كان يشعر بنظرات تخترقه
لذلك رفع عيناه السوداء ينظر بأرجاء المقهى
ولكن سريعاً وقد وضع تاى الكتاب الخاص به امام كامل وجهه
وبذلك حجب رؤيه جونغكوك له!
هو لا يريد الامر ان يكون هكذا..
هو يشعر بالتوتر ،ليس مستعداً بعد!
مضى الوقت سريعاً
ونهض جونغكوك امام انظار معشوقه الصغير المختبئ
وصعد الى سيارته السوداء متجهاً الى شركته
لكن بداخله كان لا يريد الذهاب
شعر انه قد نسى شئ ما!
لكنه دعى نفسه بالحمق على ما يشعر به!
هو لم يعلم ان قلبه قد شعر بوجود معشوقه الذى يتمنى رؤيته
ربما عينان جونغكوك لم ترى تاى
لكن...قلبه قد شعر به!!
.
.
هونغ كونغ
الساعه8:00مساءً
صاحب الشعر الغرابى كان مايزال بشركته
يقوم بمراجعه بعض الاوراق الهامه
رغم ان العديد من الموظفين قد ذهبوا الى منازلهم
الا ان صاحب الشعر الغرابى يغرق نفسه بالعمل
فقد أصبح هذا حاله بعد ان تركه معشوقه
جونغكوك اصبح يشعر بالاختناق وحده
وبمنزله البارد الموحش
قطع مراجعته للاوراق صوت طرق باب مكتبه
اردف جونغكوك وهو ينظر الى الاوراق"ادخل"
دخلت جاندى مساعدته ووقفت امام رئيسها الذى لم ينظر اليها
بل منشغل ببعض الاوراق
اردف جونغكوك بنبره هادئه"ماذا هناك جاندى؟!!
لما لم تذهبِ الى الان!!
ألم اخبركِ بعدم انتظارى!!"
اردفت جاندى"كنت ذاهبه سيدى،لكن أتى شخص ما
ويرغب برؤيتك الان ويقول ان الامر ضرورى"
قطب جونغكوك بين حاجباه ونظر اليها
مردفاً"هل أخذ موعد مسبقاً؟!"
اردفت جاندى"كلا سيدى،انها المره الاولى له بالقدوم للشركه
لم اراه مطلقاً"
اومأ جونغكوك مردفاً"حسنا..ادخليه"
انحنت جاندى بأحترام ثم ذهبت للخارج
اما صاحب الشعر الغرابى نهض من مقعده
وتوجه الى الحائط الزجاجى الكبير الذى يقبع بمكتبه
ثم وقف امامه وهو يتنهد ويلقى ظهره لباب مكتبه
ثوانى وسمع طرق على باب مكتبه
ثم خطوات بطيئه تدل على دخول شخص ما..
لكن ما زاد من سرعه نبضات قلب صاحب الشعر الغرابى
هو ذلك العطر الذى انتشر بمكتبه ووصل الى ثقوب انفه
ذلك العطر الذى كان مدمن عليه لسنوات طويله
انه عطر فريد للغايه كما يضعه صاحبه
انه يشبه رائحه احد الزهور البريه العطره
التى لا مثيل لها...
كما معشوقه الملائكى الذى لا مثيل له!
...............................
اهلا فرولاتى الصغيره✋🍓
اشتقت ليكم كتير
بارت جديد بأحداث جديده
اتمنى تستمتعوا
اتمنى تقدموا لى الدعم
والبارت ينال اعجابكوا
والقادم احلى كتير
استمتعوا
see you💙✋
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
part 27
واااو متحمسة للجاي
بارت لطيف مررة زي صاحبته 💜💜💜
Відповісти
2019-01-14 04:20:26
1