كانت تتمشي في إحد الممرات بعد أن ودعت صديقتها أيرين لتذهب إلى المنزل لكن كان الموقت مُتأخر ..

وكان الممر مٌظلم ولا يوجد به أحد وكان المصدر الوحيد للضوء هو القمر المُكتمل في السماء ينير طريقها لتشعُر ببعض الأمان..

لكن ذلك الشعور لَمْ يدوم طويلاً فلقد شعرت بأحد يسير خلفها

استدارت فجاءه بخوف نظر في الانحاء ولَمْ تجد أحد لتتنهد براحه وتُبعد يدها عن قلبها الذي اضطرب من خوفها ..

تابعت طريقها وهي تنهد لتخفف عن نفسها التوتر حتي شعرت هذه المره بواقع أكثر من قدم تركض نحوها

اِلتَفَتَت لتجد ثلات رجال متوسطي البنيه يخفون وجههم ويرتدون زي أسود اللون يتقدمون نحوها

هي هرعت تركض سرعه بعيداً عنهم

لكن أحدهم لحق بيها وكتف يديها وأخر وضع قطعه من القماش علي فمها حتي يكتم صوتها

وهي ستموت من الرعب في تلك اللحظه وأول ما خطر علي بالها هي والدتها الراحلة

ودعوت بداخلها لينجدها أحد

حتي أستمعت لصوت أحدهم يوقع علي الأرض بقوه وكان هذا الشخص الثالث وقع الأرض متألماً بسبب اللكمه التي تناولها من ذلك الشخص الوقف أمامهم

يلهث من تعب الركض ثمَ ركل الشخص الثالث في بطنه ثمَ تقدم نحوهم ليكشف ضوء القمر عن وجهه وكان هذا الشخص هو الأستاذ كريس ..

.حلَ بعض الاطمئنان علي قلبها فور تعرفها عليه ..

ارتعب الرجُلان من منظر صديقهم علي الأرض ثمَ تقدم واحد منهم الي كريس بتردد

ثمَ أحكم قبضته يوجهها نحو وجه كريس لكن كريس صدها بذراعه ومسك معصم الرجل ولفه حول ظهره والصق وجهه بالجدار

ثمَ ركله في مؤخرته ليلتوي الرجل من الألم ثم ضربه بشده علي قدمه حتي جثم الرجُل علي الأرض ...

تجاهل كريس ذلك الرجُل واتجه الي الرجُل الممسك بـ هيلين

لقد دب الرعب في قلبه

ليفلتها ويهم بالركض بعيداً تاركاً اصدقائه في وضع لا يحسدوا عليه ...

كان كريس سيلحق بالرجُل لكنه تركه ليتوجه ليها ...

كانت مصدومه ولَمْ تتحدث بكلمه فقط كانت تبكي وتنظر للاستاذ كريس الذي أقترب منها ليهدئها ويرتب علي شعرها برفق ويتمتم بصوته الحنون

:"لا تقلقي كُل شئ بخير أنا معكِ الآن"

اخفضت انظارها وهي متشبثه بقميصه وتبكي بقوة ...

حملها الأستاذ كريس

ووضعها في سيارته واتجه بيها الي المنزل ....

.

.

.

بعد أن رأى الصورة كان الرعب يدب بداخله لكن ظاهرياً تظاهر بالبرود ...

نظر لوالدته ببرود وقال

:"وماذا بعد؟"

نظرت والدته بابتسامه جانبيه وقالت

:"يجب أن تدخل الآن حياتها بطريقه غير مشكوك فيها "

ثمَ أحتلت عيناها نظره خبيثه وقالت

:"يجب أن يشعر والدها بالخوف عليها الآن ليكون الوضع طبيعي أن هُناك تهديد علي حياة ابنته منذ فترة قبل تتدخلك"

نظر إليها بملامح فارغه ليشير اليها أن تُكمل ..

تنهدت بابتسامه خبيثه واردفت

:"الآن أنا كلفت ثلاثه من رجالي ليخطفوها"

وقعت هذه الجمله علي مسمع سيهون بصدمه

لكن والدته لَمْ تلاحظ ذلك لانشغالها بالتفكير فالخطوه القادمه قال لها بلا مبالاه

:"تعرفين أين هم الآن "

رفعت حاجبها باستغراب لسؤال ابنها لكنها ردت عليه

:"إنها فالطريق الي المنزل هُناك ممرات عديده هُناك مظلمه ستسهل عليهم مهمتهم "

همهم سيهون ثمَ نظر لساعته وقعد حاجبه وقال

:"عليّ أن أذهب الآن أمي وأنتِ كذلك حتي لا يشك بيكِ زوجك سيده أي "

ابتسمت والدته ابتسامه جانبيه ثمَ قامت وحملت حقيبتها وقالت

:"معكَ حق ...وداعاً الآن بني "..

اتجهت السيدة "أي" لسيارتها

ثمَ خرج سيهون مسرعاً الي موقع هيلين وركض إلى هناك يتفقد الممرات حتي شاهدها

و رائ ما يفعله الأستاذ كريس للثلاث رجال ليتنهد براحه وظل يُراقب حتي رأى الاستاذ كريس يحملها بين ذراعيه متجه لسيارته ..

انعقد حاجباي سيهون بإستياء ثمَ هز رأسه وعاد اللي منزله بعد أن اطمئن عليها..

فتح بيكيهون الباب وصُدم بالاستاذ كريس وهو يحمل شقيقته وهي فاقدة للوعي وصرخ بزعر

:"نونا ..ما بها "

أفسح الطريق للاستاذ كريس ليدخل ويضعها علي الاريكة وهو يلهث من التعب ثمَ جلس بالكرسي المقابل ..

ركض بيكيهون نحوها وبدأ بوضع يده برفق علي وجنتهت يُحاول إيقاظها برفق

:"نونا ..نوناا ماذا حدث ستفيقي رجاءً نونا "

ثمَ ألتفت الي كريس ومعالم القلق تمزق وجهه ليسأله

:"ما بها نونا ماذا حدث"

نظر إليه كريس ليمسك بيده ليهدئه

:"لا تخف هيلين بخير إنّها فقد فقدت وعيها من الصدمه" ..

:"صدمه ماذا حدث؟"

كان ذلك والدها الذي اتجه إليها وخلفه السيدة أي ثمثل دور زوجة الأب القلقه حتي الموت علي ابنة زوجها الحبيبة رد عليه كريس

:"لقد حاول ثلاث رجال اختطافها في إحدى الممرات القريبه من هُنا ..لكن لحسن الحظ أنا رأيتها "

زاد القلق علي وجه كٌلاً من بيكيهون ووالدها لتفكر زوجة والدها بـ خيبة أمل

"الحمقى الثلاث لا أستطيع الإعتماد عليهم في شئ"...

لتقول بصوت عالي متجهه نحو هيلين

:"يالهي عزيزتي هيلين هؤلاء الاشرار "

نهض والدها ليشكر الأستاذ كريس الذي اصر أن يبقي الي أن يطمئن عليها و حتي تفيق ..

بعد أن تم نقلها الي غرقتها استعدت وعيها بعد مرور ساعه من الحادث

فتحت عيناها بصعوبه

تنظر حولها حتي ادركت أنها بغرفتها و وجدت ذاتها في حضن والدها وبيكيهون في الجانب الآخر من السرير

ومعالم الفرحه دبت أخيراً في وجوههم بعد ذلك القلق

انحني والدها نحوها وقال لها بصوته الحنون الدافئ

:"أميرتي الصغيرة كيف حالكِ الآن "

أخذت نفس عميق ثمَ حاولت الحديث بصعوبه

:"أنا بخير لا تقلق ..ماذا حدث"

ثمَ تذكرت ما حدث وفزعت حينما تذكرت الأستاذ كريس ونهضت من مكانها تتسأل بصوت جهور

:"الأستاذ كريس ؟ ..هل هو بخير أين هو ؟"

ضحك بيكيهون ثمَ أمسك بيدها ليخبرها بهدوء

:"لا تخافي نونا إنّه بالاسفل كان ينتظر حتي يطمئن عليكِ"

تنهدت بارتياح واحكمت قبضتها علي يد بيكيهون لتشعر بالأمان ..

ثمَ طرق الباب ليدخل الأستاذ كريس بابتسامة مشرقه حينما رأها بخير ..

أبتسمت لهُ بإمتنان

:"أنا لا أعلم من دونكَ كيف سيكون حالي في ذلك الحين ..أنا حقًا ممتنه لك أستاذ كريس"

أبتسم الأستاذ كريس وأمسك يدها واردف بصوته الهادئ المتزن

:"لا داعِ للشكر هيلين هذا واجبي وأنا سأظل دائمًا بجواركِ"

توترت بداخلها وشعرت بالحزن لأنها تعلم بحقيقة مشاعره ولا تستطيع مبادلتها ..

إستقام كريس ليودع هيلين وعائلتها ليغادر ..

ثمَ جاء والدها ومعه زوجته وجلس أمامها وتحمحم ليجلب انتباها لهُ ثمَ مسك يدها ليحدث

:"هيلين الذي حدث اليوم لَمْ يكن اختطاف عادي بل كُنتِ مستهدفه عزيزتي "..

اتسعت عيناها هي وبيكيهون لتتسأل بـ استغراب

:"ماذا تقصد بمستهدفه؟".

******