بِدايَة.
لم تَفهمنيْ
تَغيُر
ثَوران.
العِقاب القاسي.
قلق
بُكاء
أهذا هو حقاً
رسالة
يوم مليئ بالمفاجأت.
إهتمام خفي.
إنعدام مشاعر.
النهاية.
إنعدام مشاعر.
لم يَعُد بالشيئ الصادم جداً بالنسبة لي فقد أصبح صفعها لي من عادتها ، وكأنها كعادة الفطور تماماً!.

"لا تظني أنني لم أفهم ما كُتب في الورقة أو حتى أنني لم أعرف كونكِ كُنت تعرفين هذا المدعُو ببدر سابقاً،أترينني غبية أمامكِ؟.قالتها وهي تنظر لي نظرة ملئتها الكره ألهذه الدرجة تكرهني؟.

نظرتُ إليها نظرة جافة ولم أرد كوني بطبيعة الحال فتاة خرساء.

"فوق كل هذا لا تحاولين التبرير حتى بعد خروجك مع رجُل والعودة في هذا الوقت المتأخر! ، حقاً لطالما علمتُ بأنكِ ستتخذين طريق والدك ولكن سأريكِ.."

قالتها لتجرني بعده من شعري خارج غرفتها وترميني لتغلق الباب خلفها وتعود بعدها بثواني وهي حاملة بعصا أشترتها خصيصاً لي كما قالت.
كم هذا مُضحك لقد أصبحت تعاملني كالحمار!.

أصبحت تضربني بقوة وتصفعني مرات متتالية وأنا إكتفيت بالتَكَورِ على نفسي إلى أن نطقت أمي..أقُلتُ أمي؟ ،بل أقصد مدام ليلى قائلة

"عاهرة كوالدك"
أ..أقالت عن والدي عاهراً للتو!!، والدي الذي أحببته أكثر منها!.

نظرت إليها نظرة مليئة بالدهشة ألأنه تركها كونه لم يتحمل العيش معها تناديه هكذا!.

نظرت إلى لتفهم وتقول "نعم هو عاهر .. تماماً مثلكِ!"

رفعت أصبعي نحوها وأشرت لها ب"ويحك!"  حذرتها من عدم تكرار هذه الكلمة لتضحك قائلة

"ما الذي بإمكان فتاة خرساء ،ضعيفة مثلكِ فعلُه وقد تخلي عنها والدها بكل سهولة"

لم أتحمل المزيد، أعماني الغضب ، لا ..لا أستطيع سماعها وهي تنعته بما لا يَصِفه،كيف تنعت ملاكاً بهذه الصفات!.

نظرت بجانبي لأجد مزهرية فوق الطاولة مسكت بها ومن غير أي تفكير ضربت بها رأسها بقوة مراراً وتكراراً لتنكسر وتقع هي على الأرض .. فعلياً أنا لا أهتم فلم يُشفَ غليلي بعد! .

أمكست بالقطع المتناثرة من المزهرية حولي لأوجهها نحو قلبها بالتحديد .. لم أفكر ؛ فلا يجبُ علي ذلك لقد تجاوزت حدودها حقاً تحملتها كثيراً ، صبري زاد عن حده.

أصبحت أتذكر كلمات بدر وهو يقول "لا يمكنك تركها تضربك دائما هكذا ، أنتِ لستِ بصغيرة!"

نعم أنا لست كذلك! ، لن أتركها تفعل ما تشاء بي وأنا أقِفُ كالمذلولة.

وجَهتُ القطعة الحادة نحوها لتخترق قلبها بسهولة لأحس بقطرات الدم على وجهي، أصبحت أعيد ادخاله في قلبها إلا أن أحسست فجأة بتوقف نبضات قلبها..

"أبي ليس بعاهر!" نطقت بها بتقطع وأنا أترجف.

ضحكت ضحكة غير مصدقة .. نعم لقد تخلصت من عذابي وعدتُ أتكلم!،هل اللهُ يكافئني؟أم أن من سببت لي بالعجز ذهَبت فذهبَ العجزُ نفسه؟.

أخرجت بعض الهواء من فمي براحة كبيرة لم أشعُر بها من قبل،أحسستُ بأنني كان يجِبُ عليَ فعلُ هذا من قبل وكنت أحلم بنفسي وأنا أقتلها الكثير من المرات وها قد أصبح الحلم حقيقة، فرحت بهذا أكثر من كوني فرحت بإستعادةِ قدرتي على الكلام!..

نظرت إليها نظرة خالية من أيةِ مشاعر فهل تركت هي مشاعر لأشعر بها من الأساس؟.

ماذا كان بإمكاني أن أفعل حتى .. فالحياةُ هي من إختارتها لي أماً.

تذكرت إستمرارها بإغلاق غرفتها دائما وكأنها تخبئ بداخله كنز عظيم تخاف أن يكتشفه أحد، مررت فوق جثتها بِكُلِ برود لأرمي القطعة المليئة بالدم والشاهِدة الوحيدة على هذه الجريمة ، وأدخُلَ وأوزع بصري على كامل الغرفة لتقع عيناي على الدفتر! ، ذاك الذي كانت تكتب عليه منذ فترة!.

ذهبت ناحيته بعد أن جففت وجهي من دمها القذر لأقلِبه وأفتح أول صفحاته لأجد فقط أربع كلمات خَفِقَ لها قلبي في لحظات.

《إلى إبنتي العزيزة أسيل》..



© زيَنب. ,
книга «قاتِلة والدتِها.».
Коментарі