بِدايَة.
لم تَفهمنيْ
تَغيُر
ثَوران.
العِقاب القاسي.
قلق
بُكاء
أهذا هو حقاً
رسالة
يوم مليئ بالمفاجأت.
إهتمام خفي.
إنعدام مشاعر.
النهاية.
إهتمام خفي.
عِندما قال يُوسف ذلك قامَ بدر بِهدوء وكَأنه يعلمُ بِأن يوسف سَيطلب هذا مني ، بل وكَأنهُ هو من طلب مِنه أن يفعل ذلك ، إتجهَ نحوي وأخذ مِعطفه من ورائي ولبِس حذائهُ ونظرَ نحويّ ليرفعَ يدهُ ويَقول

"تفضلي آنستي" من غير أيةِ كلمة خرجتُ من الباب لأنني إرتحت لنظراته.

خرجت وإنتظرتُه خارجاً سَمعت صوت إغلاق الباب ، لأسمعَ بعدها أصوات أقدام تدُقُ على الأرض بعنف ، إلتففت لأراه يهرول نحوي بسرعة وهو يَضحك .. ما به!

أمسَك بيدي لتُساوِرنيِ رعشة جميلة إحتَلت جِسمي ، قال بصوتٍ ضاحك "ماذا تنتظرين؟هيا بسرعة قبل أن يداهمنا الوقت!"

أحببتُ إبتسامتهُ حقاً يالجَمالها.

إتجهنا نحو سَيارته ركبتٌ معهُ ونظرتُ إليهِ وهو يُشغل مُحرك السيارة مسَكت بيده ليتَوقف شَعرت بِرعشة أخرى غريبة بل وجَميلة أيضاً ، نظَر لي نظرة حَنونة وأجابني وكأنه يعرف سؤالي "لا تخافي سنذهب للطبيب فقط لنكشِف على أحبالِكِ الصوتية"

قالها ليشْغل السيارة بعدَها ويتجِه نحو المشفى ، لم أعارضهُ لأنني حقاً كنت أريد الذهاب للمشفى ولكن لا مال معي ولن تسمح لي أمي بذلك حتى!

في كل ثانية تَكبُرُ مكانة بدر في عيني ، يا له من صديق ، حتى في هذه الحالة لم يتركني! ، صَدُقَ مَن قال أن الأصدِقاء هُم الذين يَبقون وقتَ الشدائِد.

وصَلنا للمشفى كنت سأفتحُ باب السيارة لأسّمعهُ يَقول "إنتظري!" فتح بابه وخرج لأراهُ يتجهُ نحوي ليفتح الباب لي خَرجت ليُمسك بدي ،ما به مع يدي اليوم بل وما هي هذه الرعشة اللتي تأتيني في كل مره يُمسك فيها يدي!!.

دخلنا للمشفى ودخل فوراً وسَأل عن الطبيب يُوسف أخبرته الممرضة أن يَتفضل معها دخلنا لغرفة الطبيب ، ليقوم ويسلم على بَدر بِحرارة .

"هذه هي الفتاة التي أخبرتك عنها أيها الطبيب" قالها بدر للدكتور خالد، أأخبره عني فعلاً؟بل ماذا قال؟.

"أهلا إبنتي كيف حالك" قالها لِي بلغة الإشارة!!

أجبته ببخير أخبرني بأن أجلس أمامه ليكشف علي بعد ان طلب من بدر الخروج.

"لقد إنتهينا يمكُنكِ الخروج الآن ومناداةِ بدر" أشار إلى ناطقاً بها لأخرج وأعود مع بدر.

"طمئنا يا دكتور" قالها بدر بصوت هادئ.

"إطمئن، أظن سبب خرسها هو بسبب أنها تعرضت لصدمة أو قوية أو سمعت خبر مفاجئ ، الخبر الجيد هنا أنها في غضون أبام قليلة ستستطيع التحدث" يا إلهى !! ، أ..أنا سأسطتيع التحدث مرة أخرى ، لن أبقى خرساء للأبد!.

نزلت دمعة من عيني لأحس بيد كبيرة تمسحها برقة وجدته بدر إبتسمت له إبتسامة واسعة ليردها لي بواحدة أوسع.

خرجنا من المشفى بعد أن شكرنا الطبيب ، مازالت إبتسامتي تنير وجهي للأن أبتسم للجميع كالمجنونة، ركبنا السيارة وقال بدر بعد سكوت طال طويلاً.

"أسيل ، لقد رأيت ما كانت ستفعله أمك اليوم..لا يمكنك تركها تضربك دائما هكذا ، أنتي لستِ بصغيرة!"

سمعت كلامه لأنظر أليه وأراه ينظر للطريق بتركيز ، سكتت فماذا سأفعل غير ذلك هو لا يفعم لغة الإشارة وأنا لا أستطيع التحدث.

أوقف السيارة فجأة في منتصف الطريق وأمسك بيدي وأشار بيده قائلا "أنا أفهم لغة الإشارة يمكِنُك التحدث بها"

م..ماذا؟أحقا ما أراه حقيقة..ولكنه لم يخبرني قبل أنه يعرف التحدث بها.

"لقد تعلمتها من أجلِك في الخمسة أيامِ الماضية"

هذا لا يصدق! نظرت إليه بعدم تصديق ليرفع يدي ويقول "تكلمي معي أجيبني" لم اعرف ماذا أقول له لهذا قررت الإجابة علي كلامه عن امي.

"هي أمي .. أي يمكنها فعل ما تريد بي ، أسفة ولكِنني لن أسمح لأحد أياً كان كيف أتعامل معها" أخبرته بلغة الإشارة لتعقد حاجباه بتعجب وكانه يقول ما بال هذه الخرقاء أتعلم ما تتفوه به الأن؟!.

ولكنني حقاً لا أهتم بكلامه ... لا أهتم ولو حتى بمثقال ذرة.

قاد بسيارته نحو المنزل ، مرت العشر دقائق بهدوء لم يتفوه أحد منا بشيئ ،وصلنا البيت دخلنا سوياً لنجد يوسف وخلود يستعدان للخروج سوياً ولا يوجد أي أثر لأمي.

"هل أعجبتك المنطقة يا بدر؟!" سألت خلود بفضول ليجيب قائلا

"للأسف" قالها مبتسماً ليوسف إبتسامة إمتنان ، كما توقعت لقد إتفقوا على فعل ذلك.

"أخبري أمي أننا ذاهبون هي بغرفتها ذهبت لترتاح قليلاً" قالتها لتمسك بيد زوجها ويخرجا سوياً .

"حتى وإن لم تقبلي كلامي سأعيده على مَسمعِكِ ، لا تتركِيها تضربك..أنتي لم تعودي صغيرة" قالها ليطبع قبلة صغيرة على خدي ويخرج.

نظرت إلى ظهره وهو يخرج بشرود ، رفعت يدي لا أرادياً لأضعها على خدي وأبتسم إبتسامة واسعة.

خرجت من سرحاني وأغلقت الباب بسرعة ، خلعت حذائي ومعطفي وإتجهت نحو غرفتي .

مررتُ من امام غرفة والدتي تَسألتُ عن أذا يجب علي أن أطمئن عليها أو أخبرها بعودتي أم لا ، ترددت قليلاً ولكن حسمت أمري بعدها ودخلت.

رأيتُ والدتي جالسة علي سريرها بهدوء وتكتب على دفترها البني لطالما أزعَجَني فُضولي الذي أرادَ أن يَعرِف ما الذي أصبحت تكتبهُ منذ فترة عليه ، ولكن لم أتجرأ ولو لمرة أن أفتحه مع أنه يتاح لي الفرصة كثيراً.

أخرجني من شرودي صفعة قوية على خدي!!.

© زيَنب. ,
книга «قاتِلة والدتِها.».
إنعدام مشاعر.
Коментарі