Chapter Twenty Seven:تساؤولات مؤرقة و ذوبان الشكوك في لمسات محرمة
بعد الجلسة العميقة التي جمعت ديمون ودومينيك، استيقظ دومينيك على يوم مختلف. لم تكن النشوة وحدها ما يملأ رأسه، بل عاصفة من التساؤلات المؤرقة. كلمات ليو القديمة عن ديمون، ومعرفة ليو الغامضة التي استشعرها بالأمس، بدأت تتشابك مع المشاعر المعقدة التي يثيرها ديمون فيه. كيف يمكن لرجل يظهر اهتمامًا حقيقيًا وحنانًا أن يكون باردًا وغير مبالٍ بالآخرين؟ هل كان اهتمام ديمون مجرد تلاعب؟ هل هو خطير حقاً كما تلمح كلمات ليو؟ قضى دومينيك الصباح كله غارقًا في هذه الأفكار، يمشي جيئة وذهابًا في شقته، يحاول فك شفرة هذا اللغز المعقد، وهو يشعر بالتوتر والقلق يتراكمان في صدره.
في المقهى المعتاد بالقرب من الجامعة، التقى دومينيك بليو، وما زالت الشكوك تثقل كاهله. كانت أجواء المقهى صاخبة كالعادة، لكن دومينيك كان يشعر وكأنه في عالم آخر، محاطاً بهالة من التفكير المفرط.
"مرحباً، يا رجل!" هتف ليو بابتسامة، وهو يلوح لدومينيك من طاولة جانبية. كان ليو يرتدي قميصاً عادياً وسروال جينز، وشعره الفوضوي يمنحه مظهراً مريحاً ومألوفاً. لكن ما لفت انتباه دومينيك على الفور هو تلك البقع الداكنة المتلاشية على جانب رقبة ليو، وأخرى بالكاد مرئية على رسغه. لم تكن كدمات عادية، بل بدت مألوفة بشكل غريب لدومينيك، شبيهة بالآثار التي خلفها ديمون أحياناً على بشرته، وإن كانت أكثر خفة. ارتجف قلب دومينيك بخوف خفي، وتسللت الفكرة إلى ذهنه: هل ليو... في عالم مشابه لعالمي؟
جلس دومينيك، وهو يحاول إخفاء توتره. "مرحباً ليو. آسف على التأخير."
"لا مشكلة. كنت أراجع ملاحظات المحاضرة على أي حال،" قال ليو، ثم ضحك. "ولكن يا صديقي، تبدو... مختلفاً. وكأنك التقيت بشبح."
شعر دومينيك باحمرار خفيف في خديه. "فقط... ليلة طويلة. الكثير من الدراسة."
"كفى أكاذيب يا دومينيك،" قال ليو وهو يدفع كوب القهوة إليه. "وجهك يحكي قصة أخرى تماماً. لقد أصبحت أكثر إشراقاً، ولكن هناك شيء غامض في عينيك. ما الأمر؟ هل ديمون... هل جعلك ترتفع إلى مستوى آخر من الخضوع؟" كانت نبرة ليو حماسية ومرحة، تعكس معرفته بطبيعة علاقة دومينيك وديمون، ولكنه كان يلاحظ شيئاً يتجاوز المعتاد.
تنهد دومينيك، كان يعلم أن ليو يعرف الكثير، لكنه لم يدرك العمق الحقيقي للمشكلة. "الأمر... ليس فقط خضوعاً يا ليو. إنه... ديمون."
اتسعت عينا ليو بفضول، ولكن هذه المرة كان فضوله ممزوجًا ببعض الدهشة. "ديمون؟ هل أخيرًا رأى إمكاناتك الكاملة؟ لقد قلت لك إنه مهتم بك! ولكن ماذا حدث بالضبط؟ هل جعلك تفعل شيئًا لم تتوقعه؟"
"أجل،" قال دومينيك بصوت خافت، "لقد فعل... شيئاً ما."
"وما هو؟ هل أدرك أنك الأفضل؟ هل اكتشف أنك الـ 'خاضع' الذي بحث عنه طويلاً؟" طرح ليو الأسئلة بحماس طفولي، متحمسًا لتطور وضع صديقه، لكنه لم يدرك أن دومينيك كان يتحدث عن شيء أعمق بكثير من مجرد خضوع بدني.
شعر دومينيك بالحرج الشديد. كيف يشرح أن الأمر أصبح يتعلق بمشاعر ديمون غير المتوقعة؟ كيف يصف اللمسات الحانية التي تجاوزت الأوامر، والكلمات التي بدأت تذيب قلبه؟ "الأمر... معقد أكثر من ذلك يا ليو. إنه ليس فقط... عملاً أو تدريباً."
مال ليو إلى الأمام، عيناه تلمعان بفضول حقيقي. "معقد كيف؟ هل هو يطلب منك أشياء... خارج نطاق معرفتك؟ ما الذي يمكن أن يفعله ديمون الغامض الذي لا يمكن لأحد تخيله؟" كان ليو يحاول أن يخمن حدود السيطرة، لكن دومينيك كان يفكر في حدود المشاعر.
"ليس خارج النطاق الذي تعرفه،" تمتم دومينيك، وهو يفرك رقبته. "إنه... شخصي جداً. يتعلق... بالتعلم. بتجربة أشياء جديدة، لكن بطريقة... مختلفة." كانت هذه الكلمات هي الأقرب للحقيقة التي يمكنه قولها، مع تلميح مبهم للجانب العاطفي.
نظر ليو إلى دومينيك نظرة طويلة، ثم ضحك ضحكة قلقة بعض الشيء. "تجربة أشياء جديدة؟" سأل ليو، ثم تلاشت ابتسامته تدريجياً، وبدت على وجهه ملامح جدية لم يعتدها دومينيك. "ديمون... هو ديمون يا دومينيك. لا يظهر أي مشاعر حقيقية. هو بارع في التحكم، لا في الاهتمام. فماذا فعلت أنت لتجعله... يهتم؟ هل بدأ يمنحك وعودًا كاذبة؟"
شعر دومينيك بقشعريرة تسري في جسده. كلمات ليو كانت تضرب على وتر حساس في شكوكه الدفينة. كان ليو يعرف ديمون بطريقة ما، ويبدو أن معرفته كانت أعمق بكثير مما كان يعتقد. قطع دومينيك حديث ليو وسأله مباشرة، وقد علت نبرة صوته قليلاً، وصوته يحمل آثار الشك الذي كان ينمو بداخله طوال اليوم: "ليو، لحظة من فضلك. كيف تعرف كل هذا عنه؟ وكيف تعرفه بهذه الطريقة؟ أنت تتحدث عنه كأنك تعرفه حقًا. عندما طلبت مني أن أكون حذراً، هل تعرف شيئاً... مريباً أو غير عادي عنه؟ شيء يجب أن أعرفه؟" كانت عيناه مثبتتين على ليو، تراقبان أي تغيير في تعابيره، فليو كان يتحدث عن ديمون كأنه جزء لا يتجزأ من حياته.
توقف ليو عن الحركة، وتراجعت ابتسامته قليلاً. كانت نظرة في عينيه، خاطفة ولكنها عميقة، تكشف عن معرفة لم يكن مستعداً للكشف عنها بعد. "ديمون... هو ديمون يا دومينيك. الجميع يعرفون سمعته." كانت كلماته مبهمة، تهدف إلى إنهاء الموضوع، لكنها لم تكن مقنعة لدومينيك.
لم يتراجع دومينيك. فكلمات ليو الأخيرة، "ديمون لا يهتم بأحد"، ونصيحته الدائمة بالحذر، كانت تثير تساؤلات أعمق وتزيد من الشكوك التي كانت تساوره. ضغط دومينيك أكثر: "لكن كلامك ليس مجرد 'سمعة' يا ليو. كلامك يدل على معرفة شخصية. عندما طلبت مني أن أكون حذراً، هل تعرف شيئاً... مريباً أو غير عادي عنه؟ شيء يجب أن أعرفه؟" كانت عينا دومينيك تحملان طلباً حقيقياً للمعرفة، ممزوجاً ببعض الخوف الذي جعله يتجاهل إحراج الموقف.
نظر ليو إلى دومينيك نظرة طويلة، شعرية، ثم أطلق تنهيدة خفيفة. "ديمون... معقد يا دومينيك. إنه رجل يمتلك الكثير من الأسرار، وله أسباب لكل شيء يفعله. فقط كن حذراً ألا تضيع نفسك في عالمه. هذا كل ما يمكنني قوله." كانت إجابته تحمل مزيجاً من التحذير والاعتراف بمعرفة أعمق، دون أن يفصح عن تفاصيلها.
"أنا بخير،" أجاب دومينيك، لكن صوته خانه قليلاً. "أعتقد... أنني بخير." كان يرى أن ليو يشعر بالقلق، وهذا جعله يشعر بالوحدة في هذا العالم الجديد الذي دخله. لم يستطع أن يشاركه هذا الجزء من حياته، ليس بعد. كان ليو يعرف جزءًا من الصورة، لكن الجزء الأعمق والأكثر إرباكًا كان خاصًا بدومينيك وحده. ومع ذلك، فإن إدراكه الجديد لمعرفة ليو العميقة بديمون أضاف طبقة أخرى من الغموض والتساؤلات.
غير ليو الموضوع، وبدأ يتحدث عن المحاضرات القادمة وامتحانات منتصف الفصل، في محاولة واضحة لتخفيف التوتر. انخرط دومينيك في المحادثة، لكن جزءاً من ذهنه ظل معلقاً في القصر، ومع ديمون، وفي الأسرار الجديدة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته. في خضم حديثهما، استنشق دومينيك الهواء، وتسللت إليه رائحة خفيفة من عطر مألوف. عطر ديمون، برائحته القوية المميزة، كان يملأ ذاكرة دومينيك بجميع تفاصيل ليلتهما الماضية. لكن ما استغربه، هو وجود أثر خفيف جدًا من نفس هذا العطر على ليو. لم يكن واضحًا بما يكفي ليثير شكوكًا مباشرة حول علاقة بينهما، بل كان مجرد لمسة حسية غريبة، أضافت طبقة أخرى من التشتت إلى أفكاره المربكة بالفعل. هل تخيل ذلك؟ أم أن ديمون كان قد زار ليو لسبب ما؟ لم يتمكن دومينيك من ربط النقاط، لكن هذا التفصيل الصغير زاد من شعوره العام بالارتباك حول كل شيء. عاد دومينيك إلى شقته، وشكوكه تتضخم مع كل خطوة. كان رأسه مليئًا بالتساؤلات حول ديمون، ولماذا ليو يعرف عنه كل هذا، ولماذا بدا ليو قلقًا للغاية. استمر في التفكير والتحليل، محاولًا ربط النقاط، حتى حل الظلام، ولم يجد أي إجابات مقنعة.
عندما وصل دومينيك إلى قصر ديمون في المساء، كان ما زال غارقاً في دوامة الشكوك. كانت كلمات ليو تتردد في أذنه، وصورة ديمون الغامضة التي رسمها ليو تلتصق بذهنه. هل كان يقدم نفسه إلى خطر حقيقي؟ هل هذا الرجل الذي يثير فيه هذا الشغف الخطر حقاً؟
بمجرد أن دلف إلى غرفة ديمون الخاصة، تبددت كل أفكاره فوراً. كان ديمون واقفاً في المنتصف، يرتدي قميصاً أسود حريرياً مفتوح الأزرار، وشعره الداكن منسدل قليلاً على جبينه. لم يكن هناك أي أثر للبرود أو الغموض الذي تحدث عنه ليو. كانت عينا ديمون ثابتتين على دومينيك، تحملان نظرة شديدة التركيز، عميقة، كأنها تخترق روحه.
"دومينيك،" قال ديمون بصوت خفيض، ليس أمراً، بل دعوة. كانت نبرته دافئة، تحمل وعوداً باللذة والأمان.
خطا ديمون خطوات بطيئة نحو دومينيك، وكل خطوة كانت تزيد من دقات قلب دومينيك. لم يكن هناك مجال للشكوك أو القلق عندما يكون ديمون قريباً جداً. اقترب ديمون حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى أنفاسهما. مد يده، لم يلمس دومينيك بعد، بل مرر أطراف أصابعه على طول خط فكه، ثم على رقبته، في لمسة خفيفة بالكاد شعر بها دومينيك، لكنها أثارت قشعريرة في جسده، إعلاناً ضمنياً بالملكية، علامة خفية تقول "أنت لي".
"ما الأمر يا صغيري؟" سأل ديمون بصوت خفيض، عيناه تراقبان دومينيك عن كثب. "تبدو شاحباً. هل أزعجك شيء؟" كانت نبرته تحمل مزيجاً من القلق والسيطرة الخفية، كأنه يقرأ روحه، ويدرك أعمق أفكاره قبل أن ينطق بها.
تلاشت بعض شكوك دومينيك أمام هذا الاهتمام المباشر، لكن أثر كلمات ليو كان لا يزال عالقاً في مكان ما بعيد في ذهنه. "فقط... بعض الأفكار يا سيدي،" همس، صوته مرتعشاً قليلاً.
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة هادئة وحزينة قليلاً، لم يراها دومينيك من قبل. وضع يده على وجنة دومينيك، إبهامه يداعب خده بنعومة آسرة. "أعلم أنك تفكر كثيراً يا دومينيك. لكنني أريدك أن تضع كل أفكارك جانباً عندما تكون معي. أريدك أن تشعر، لا أن تفكر." كانت هذه اللمسة، على بساطتها، تحمل ثقلاً عاطفياً غير متوقع. لم تكن مجرد لمسة جسدية، بل شعرت وكأنها احتواء، كأن ديمون يمسح بلطف كل مخاوف دومينيك، يمنحه شعوراً مؤقتاً بالراحة في هذا العالم الغريب الذي أدخله إليه.
ثم نظر ديمون مباشرة إلى عيني دومينيك، وكثف نظرته. "هنا، معي، أنا المسؤول عن كل شيء. عن سلامتك، عن متعتك. عن عدم ترك مجال لأي شكوك أو قلق. ألا تشعر بذلك؟" كانت عينا ديمون ثابتتين، كأنهما يمتصان كل التفكير من عقل دومينيك، يعدانه بملاذ آمن حيث لا توجد مسؤولية سوى الاستسلام.
اجتاحت موجة من المشاعر دومينيك. نبرة ديمون الدافئة، لمسته الحانية التي وعدت بمزيد من اللذة، وإصراره على أن كل شيء "حقيقي" وآمن... هذه الكلمات كانت قوية جداً لدرجة أنها بدأت تزيل الغموض. ليو لم يكن يعرف ديمون بهذه الطريقة، ليو لم يجرب لمسات ديمون، لم يشعر بلهفته، أو اهتمامه المفاجئ. بدأ دومينيك يشعر بالخجل من شكوكه، بل وشعر بالذنب تجاه ديمون لأنه فكر فيه بتلك الطريقة. كيف يمكنه أن يشك في رجل يبدو بهذه الصراحة والاهتمام، والذي تفيض عينيه بنوع من... الحنان؟
"ما بيننا خاص، يا دومينيك،" همس ديمون، وهو يقرب وجهه أكثر، أنفاسه الدافئة تلامس شفتي دومينيك. "لا أحد يفهم هذا الرابط سوانا. أنت لي، وأنا... أعتني بك." كانت هذه الكلمات، مصحوبة بنظرة عميقة وحنونة، تخلق وهماً بالارتباط العاطفي العميق. لم تكن "أنا أحبك" بالمعنى التقليدي، بل كانت تأكيداً على الملكية والرعاية، بطريقة شخصية ومكثفة، تغذي حاجة دومينيك للقبول والحماية. شعر دومينيك في تلك اللحظة بنوع من الدفء الغريب ينتشر في صدره، شعور أشبه بالراحة العميقة التي يشعر بها الطفل في حضن والديه، لكنه كان مشوباً بإحساس طاغٍ بالخضوع.
ثم، انحنى ديمون وقبّل دومينيك. كانت قبلة عميقة، مسيطرة، لاذعة. شفاه ديمون تلتقم شفاه دومينيك بقوة، ولسانه يقتحم فمه بجرأة، مستكشفاً كل زاوية، غير تارك لدومينيك أي مجال للتفكير أو للمقاومة. شعر دومينيك بأن كل خلية في جسده تستيقظ، تستسلم لهذه القوة الغاشمة التي تسيطر عليه. كان يتنهد بين القبلات، ويرفع يديه ليمسك بكتفي ديمون القويين، يتشبث به كغريق يتعلق بلوح خشبي. لم تكن مجرد قبلة، بل إعلان استسلام، يمسح من عقله كل أثر لليو أو لشكوكه.
وبينما كانت كلمات ديمون تتردد في أذني دومينيك، بدأت يدا ديمون تتحركان ببطء وثقة. انزلقت إحدى يديه من وجنته لتستقر على كتفه، بينما بدأت الأخرى ببطء في فك أزرار قميص دومينيك، وكأنها تكشف عن كنز خاص به وحده. كانت كل حركة بطيئة ومدروسة، تزيد من الترقب والإحساس بالانكشاف. شعر دومينيك ببشرته تنتفض تحت لمسات ديمون، إحساس بالضعف اللذيذ يغمره، ورغبة ملحة في المزيد.
عندما انكشف صدر دومينيك، انحنى ديمون قليلاً، ومرر شفتيه برفق على ترقوته، ثم صعد ببطء نحو أذنه، وهمس بصوت أجش: "سأجعلك تنسى كل شيء، دومينيك. كل شك، كل قلق. لن يكون هناك سوى أنت وأنا." ثم عض شحمة أذنه برفق، موجة من اللذة الحادة اخترقت جسد دومينيك، إحساس بالسيطرة المطلقة التي تجعله يفقد أي زمام لأفكاره.
بدأت الأوامر تتدفق بصوت ديمون العميق، كلمات قليلة لكنها تحمل سلطة لا تقاوم. "اركع." "المسني هنا." "انظر إليّ." ومع كل أمر، كان جسد دومينيك يستجيب على الفور، وكأن إرادته قد تبخرت تماماً. كان هناك نوع من النشوة الغريبة في هذا التسليم الكامل، في إلقاء كل المسؤولية على ديمون، في التوقف عن التفكير والاكتفاء بالشعور.
قاد ديمون دومينيك إلى وسط الغرفة حيث كان هناك مقعد خشبي مبطن، أمَرَه بالجلوس عليه. ثم بدأ في ربط معصمي دومينيك برفق إلى مساند المقعد بأصفاد جلدية ناعمة، لم تكن ضيقة بما يكفي لتؤلمه، بل لتثبته، لتعلن سيطرته. كان دومينيك يشعر بارتعاش خفيف في جسده وهو يرى أصفاد جلدية أخرى على كاحليه. لم يكن خائفاً، بل كان يشعر بإثارة غريبة، بإحساس الانكشاف المطلق. كان ديمون يبني مملكته الخاصة، ودومينيك كان على وشك أن يتوج ملكاً فيها.
انحنى ديمون مرة أخرى، هذه المرة مرت يداه على فخذي دومينيك، وارتفعت ببطء حتى وصلت إلى خصره، حيث بدأ بفك حزام بنطاله. كان كل جزء من دومينيك يصرخ بالترقب. ثم سحب ديمون بنطاله وملابسه الداخلية ببطء، كاشفاً عن عضو دومينيك المنتصب بقوة، والذي كان ينتفض بالفعل في انتظار لمسة. مرر ديمون أصابعه على طول طوله، ببطء، بدأت أنفاس دومينيك تتسارع، وأطلق أنيناً خافتاً لا إرادياً. ارتفعت حرارته، وشعر بالدماء تندفع بقوة في عروقه. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، تتوسلان للمزيد.
"جيد، صغيري،" همس ديمون، صوته كان عميقاً، يملأ الغرفة، وكأنه يلامس كل وتر في جسد دومينيك. "هذا ما أريد أن أراه. استسلامك المطلق." ثم، انحنى ديمون وبدأ يلامس عضو دومينيك بشفتيه، يمتصه ببطء وثقة، يثيره حتى أقصى درجات الجنون. لم يعد دومينيك قادراً على إصدار سوى همهمات مكتومة، وعقله فارغ تماماً إلا من الإحساس. كان يشعر بالخجل واللذة تتصارعان داخله، لكن اللذة كانت تفوز في كل مرة. كانت يده تضغط على رأس دومينيك، توجهه، لتضمن أنه لا يفكر إلا في اللذة التي يمنحها له.
تنوعت اللمسات بين النعومة الشديدة والعنف اللذيذ. مرت أصابع ديمون على بشرة دومينيك كأنها تعزف لحناً سرياً، ثم تحولت فجأة إلى قبضات ضاغطة تثير أنين المتعة والألم في آن واحد. كان دومينيك يشعر وكأن جسده لم يعد ملكاً له، بل هو ملك لديمون يفعل به ما يشاء، وهذا الشعور، الممزوج باللذة، كان يمحو كل أثر للشك.
رفع ديمون رأسه، ونظر إلى دومينيك، عيناه تلمعان. "أريدك أن تلمسني، دومينيك. أريدك أن تكون جزءاً من هذا." أومأ دومينيك، كانت يداه لا تزالان مقيدتين، لكن ديمون حرر إحداهما، وأمر: "المسني." ارتجفت يد دومينيك وهي تتحرك ببطء نحو ديمون. وضعت يده على خصر ديمون، ثم صعدت ببطء لتلامس بطنه الصلب تحت القميص الحريري المفتوح، وشعر بنسيج بشرة ديمون الدافئة. ثم، أمره ديمون بلمس عضوه المنتصب، والذي كان صلباً وكبيراً تحت القميص. تردد دومينيك للحظة، لكن نظرة ديمون كانت لاذعة. أغمض عينيه، ومد يده، لمس صلابة ديمون، وشعر بقوة نبضه، فأطلق ديمون تنهيدة مكتومة، لم تكن مجرد تنهيدة، بل كانت همهمة عميقة، تعبيراً عن اللذة الغاشمة التي كان يتلقاها. شعر دومينيك بارتفاع في ثقته، وبنوع من القوة، لأن لمسته أثارت ديمون. كان ديمون يرد على لمسة دومينيك بهدير خفيض من حلقه، صوت عميق يتردد في صدره، يضيف إلى نشوة دومينيك الملاحظة بأن قوته قد أثارت هذا الرجل المسيطر.
"جيد، صغيري،" تمتم ديمون بصوت أجش، يداه تعودان لتسيطران على جسد دومينيك. كان ديمون قد أعد مسبقًا مادة مزلقة دافئة على إحدى يديه. كانت حركات ديمون قوية، سريعة، دقيقة. قام بتحرير دومينيك من المقعد، وأمره بالانبطاح على الأرض، على سجادة فاخرة. أغمض دومينيك عينيه، يستسلم بالكامل. شعر بيد ديمون الصلبة تمر بين فخذيه، ثم بضغط لطيف على مؤخرته، ثم بليونة دافئة تخترق جسده من الخلف، ببطء وثبات، تعده لما هو قادم. لم يكن هناك ألم، بل كانت مجرد إحساس بامتلاء عميق، وبسيطرة مطلقة. أطلق دومينيك أنيناً حاداً، ليس من الألم، بل من الإحساس الغامر، من معرفة أن ديمون يتغلغل فيه بالكامل. شعر بعضو ديمون الصلب يملأه، يتمدد فيه، يسيطر على كل انش في داخله. بدأ ديمون في التحرك ببطء، ثم ازدادت حركاته قوة وسرعة، يغرق دومينيك في موجات من اللذة. كان ديمون يهمس بكلمات تشجيعية، وتوجيهات حسية، "أنت جيد، دومينيك... تشعر بي، أليس كذلك؟" "استسلم لي أكثر..." "هذا مكانك..." كانت كل كلمة تزيد من عمق الإحساس وتجعل دومينيك يغرق أعمق في جنون اللذة، مما يجعله يستسلم بالكامل دون خوف.
في لحظات الذروة المتصاعدة، كان دومينيك يئن ويتلوى تحت ديمون، وعقله فارغ تماماً إلا من الإحساس المطلق. كان يشعر بنوع من الحب المشوه، حباً يمتلكه فيه ديمون بالكامل، حباً يسلبه إرادته ولكنه يمنحه في المقابل شعوراً بالانتماء العميق، حتى لو كان هذا الانتماء إلى سيد. ارتجف جسد دومينيك كله، وعض على شفتيه حتى كاد يدميها، بينما وصل إلى ذروته بقوة طاغية، صرخة مكتومة تكاد لا تسمع، تلتها تشنجات عنيفة في جسده. بعد لحظات قليلة، شعر بانفجار ديمون بداخله أيضاً، إحساس دافئ يغمر روحه، ختماً للسيطرة الكاملة.
عندما انتهت الجلسة، وكان دومينيك يرتعش منهكاً، غارقاً في تأثير ديمون، كان أي أثر للشك قد تلاشى تماماً من عقله. لم يتبق سوى الخضوع والامتنان والتعلق العميق بديمون. كانت شكوك النهار مجرد ذكرى بعيدة، طغت عليها حقيقة ديمون الساحرة والمهيمنة. كان جسده يؤلمه ويبتهج في الوقت نفسه، وعقله كان صافياً من أي تفكير مستقل.
كان ديمون يجلس بجانبه، يمرر أصابعه برفق على شعره المبلل بالعرق. "هل أنت بخير، صغيري؟" سأل بصوت هادئ، نبرة تحمل نوعاً من الرضا والملكية.
"أجل... يا سيدي،" همس دومينيك بصوت مرتجف، وهو يتشبث بملاءة السرير. كان يشعر بنوع من الامتنان الغريب لديمون، لأنه جعله ينسى كل مخاوفه، حتى لو كان ذلك للحظات قليلة.
ابتسم ديمون ابتسامة خفيفة، لم تصل إلى عينيه بالكامل، لكنها كانت كافية لتهدئة دومينيك. "تذكر دائماً، دومينيك، هنا أنت آمن. هنا، لا يوجد مكان للشك." ثم انحنى وقبل جبين دومينيك بلطف، ختماً ضمنياً على هذا الوعد، وعلى ملكيته له.
في تلك الليلة، نام دومينيك في حضن ديمون نوماً عميقاً خالياً من الأحلام، عقله خالياً تماماً من أي أثر لشكوك النهار. لقد نجح ديمون مرة أخرى في محو كل الظلال، تاركاً دومينيك أعمى تماماً عن أي خطر محتمل، ومستمراً في الاعتقاد بأن هذا النوع الغريب من "الحب" هو كل ما يحتاجه.
في صباح اليوم التالي، بعد ساعات قليلة من نوم دومينيك الهادئ في جناحه الخاص بقصر ديمون، رن هاتف ديمون. كانت شاشته تظهر اسم "ليو". أمسك ديمون الهاتف، وكان يفكر بالفعل في ضرورة إجراء هذه المكالمة. يبدو أن ليو قد شعر بذلك أيضًا.
"صباح الخير، ليو." قال ديمون، وصوته يخلو من أي ود. كان هدوؤه يسبق العاصفة، نبرة حاسمة، لا تحمل أي أثر للرضا الذي كان عليه الليلة الماضية مع دومينيك.
على الطرف الآخر، بدا ليو متفاجئًا بعض الشيء. "ديمون؟ هل كل شيء على ما يرام؟"
"ليس تماماً،" أجاب ديمون بهدوء مخيف. "أظن أن لديك بعض الأفكار... أو التحذيرات... التي شاركتها مع دومينيك. أليس كذلك؟" كانت نبرة ديمون تحمل تلميحاً واضحاً بالتهديد، مما جعل ليو يرتجف على الطرف الآخر من الخط. كان ديمون نادراً ما يتصل به بهذه الجدية، وبهذه الحدة، وخاصة بخصوص "أحد ملكياته".
صمت ليو للحظة، ثم قال بصوت أكثر حذراً: "كنت فقط أحاول... أن أقدم له بعض النصائح، ديمون. دومينيك جديد على هذا العالم..."
قاطعه ديمون بحدة: "دومينيك ليس بحاجة إلى نصائحك، ليو. وليس بحاجة إلى شكوكك أو مخاوفك. ما يحدث بيني وبينه هو شأني وحدي. أي تدخل منك في علاقته بي، مهما كان دافعه، لن يكون مقبولاً. ما أزرعه في روحه ليس لك أن تحاول اقتلاعه." كانت كل كلمة تخرج من فمه كضربة قاضية، خالية من أي عاطفة، تركز فقط على حماية ما يعتبره ملكاً له.
تنهد ليو، وبدت نبرته أكثر استسلاماً. "أفهم، ديمون. لم أقصد أي ضرر. كنت قلقاً عليه فحسب."
"قلقك ليس له مكان هنا،" قال ديمون ببرود. "دومينيك آمن معي. بل هو آمن أكثر مما كان عليه في أي وقت مضى. وأنا أعتني به. إذا سمعت كلمة واحدة أخرى منك، أو علمت بأي محاولة للتأثير عليه بأي شكل من الأشكال... ستكون هناك عواقب، ليو. عواقب لا أظن أنك تود تجربتها." كانت نبرته الأخيرة حاسمة، تركت ليو في حالة من الصدمة، مدركًا حجم الغضب الذي أثاره ديمون بكلماته.
أغلق ديمون الخط دون انتظار رد من ليو، ثم وضع الهاتف جانباً. لم يكن هناك أي شعور بالذنب، فقط رضا خفي بأن "المشكلة" قد تم التعامل معها. نظر إلى نافذة مكتبه، عيناه تلمعان ببرودة وحساب. "أنت ملكي، يا دومينيك،" همس في الفراغ، متخيلاً وجه دومينيك النائم. "وأنا أعتني بملكياتي بعناية." كان هذا هو نوع الحب الذي كان ديمون يعرفه: ملكية مطلقة، وسيطرة كاملة، وإزالة أي عقبات تعترض طريقه في بناء عالمه الخاص مع دومينيك.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
في المقهى المعتاد بالقرب من الجامعة، التقى دومينيك بليو، وما زالت الشكوك تثقل كاهله. كانت أجواء المقهى صاخبة كالعادة، لكن دومينيك كان يشعر وكأنه في عالم آخر، محاطاً بهالة من التفكير المفرط.
"مرحباً، يا رجل!" هتف ليو بابتسامة، وهو يلوح لدومينيك من طاولة جانبية. كان ليو يرتدي قميصاً عادياً وسروال جينز، وشعره الفوضوي يمنحه مظهراً مريحاً ومألوفاً. لكن ما لفت انتباه دومينيك على الفور هو تلك البقع الداكنة المتلاشية على جانب رقبة ليو، وأخرى بالكاد مرئية على رسغه. لم تكن كدمات عادية، بل بدت مألوفة بشكل غريب لدومينيك، شبيهة بالآثار التي خلفها ديمون أحياناً على بشرته، وإن كانت أكثر خفة. ارتجف قلب دومينيك بخوف خفي، وتسللت الفكرة إلى ذهنه: هل ليو... في عالم مشابه لعالمي؟
جلس دومينيك، وهو يحاول إخفاء توتره. "مرحباً ليو. آسف على التأخير."
"لا مشكلة. كنت أراجع ملاحظات المحاضرة على أي حال،" قال ليو، ثم ضحك. "ولكن يا صديقي، تبدو... مختلفاً. وكأنك التقيت بشبح."
شعر دومينيك باحمرار خفيف في خديه. "فقط... ليلة طويلة. الكثير من الدراسة."
"كفى أكاذيب يا دومينيك،" قال ليو وهو يدفع كوب القهوة إليه. "وجهك يحكي قصة أخرى تماماً. لقد أصبحت أكثر إشراقاً، ولكن هناك شيء غامض في عينيك. ما الأمر؟ هل ديمون... هل جعلك ترتفع إلى مستوى آخر من الخضوع؟" كانت نبرة ليو حماسية ومرحة، تعكس معرفته بطبيعة علاقة دومينيك وديمون، ولكنه كان يلاحظ شيئاً يتجاوز المعتاد.
تنهد دومينيك، كان يعلم أن ليو يعرف الكثير، لكنه لم يدرك العمق الحقيقي للمشكلة. "الأمر... ليس فقط خضوعاً يا ليو. إنه... ديمون."
اتسعت عينا ليو بفضول، ولكن هذه المرة كان فضوله ممزوجًا ببعض الدهشة. "ديمون؟ هل أخيرًا رأى إمكاناتك الكاملة؟ لقد قلت لك إنه مهتم بك! ولكن ماذا حدث بالضبط؟ هل جعلك تفعل شيئًا لم تتوقعه؟"
"أجل،" قال دومينيك بصوت خافت، "لقد فعل... شيئاً ما."
"وما هو؟ هل أدرك أنك الأفضل؟ هل اكتشف أنك الـ 'خاضع' الذي بحث عنه طويلاً؟" طرح ليو الأسئلة بحماس طفولي، متحمسًا لتطور وضع صديقه، لكنه لم يدرك أن دومينيك كان يتحدث عن شيء أعمق بكثير من مجرد خضوع بدني.
شعر دومينيك بالحرج الشديد. كيف يشرح أن الأمر أصبح يتعلق بمشاعر ديمون غير المتوقعة؟ كيف يصف اللمسات الحانية التي تجاوزت الأوامر، والكلمات التي بدأت تذيب قلبه؟ "الأمر... معقد أكثر من ذلك يا ليو. إنه ليس فقط... عملاً أو تدريباً."
مال ليو إلى الأمام، عيناه تلمعان بفضول حقيقي. "معقد كيف؟ هل هو يطلب منك أشياء... خارج نطاق معرفتك؟ ما الذي يمكن أن يفعله ديمون الغامض الذي لا يمكن لأحد تخيله؟" كان ليو يحاول أن يخمن حدود السيطرة، لكن دومينيك كان يفكر في حدود المشاعر.
"ليس خارج النطاق الذي تعرفه،" تمتم دومينيك، وهو يفرك رقبته. "إنه... شخصي جداً. يتعلق... بالتعلم. بتجربة أشياء جديدة، لكن بطريقة... مختلفة." كانت هذه الكلمات هي الأقرب للحقيقة التي يمكنه قولها، مع تلميح مبهم للجانب العاطفي.
نظر ليو إلى دومينيك نظرة طويلة، ثم ضحك ضحكة قلقة بعض الشيء. "تجربة أشياء جديدة؟" سأل ليو، ثم تلاشت ابتسامته تدريجياً، وبدت على وجهه ملامح جدية لم يعتدها دومينيك. "ديمون... هو ديمون يا دومينيك. لا يظهر أي مشاعر حقيقية. هو بارع في التحكم، لا في الاهتمام. فماذا فعلت أنت لتجعله... يهتم؟ هل بدأ يمنحك وعودًا كاذبة؟"
شعر دومينيك بقشعريرة تسري في جسده. كلمات ليو كانت تضرب على وتر حساس في شكوكه الدفينة. كان ليو يعرف ديمون بطريقة ما، ويبدو أن معرفته كانت أعمق بكثير مما كان يعتقد. قطع دومينيك حديث ليو وسأله مباشرة، وقد علت نبرة صوته قليلاً، وصوته يحمل آثار الشك الذي كان ينمو بداخله طوال اليوم: "ليو، لحظة من فضلك. كيف تعرف كل هذا عنه؟ وكيف تعرفه بهذه الطريقة؟ أنت تتحدث عنه كأنك تعرفه حقًا. عندما طلبت مني أن أكون حذراً، هل تعرف شيئاً... مريباً أو غير عادي عنه؟ شيء يجب أن أعرفه؟" كانت عيناه مثبتتين على ليو، تراقبان أي تغيير في تعابيره، فليو كان يتحدث عن ديمون كأنه جزء لا يتجزأ من حياته.
توقف ليو عن الحركة، وتراجعت ابتسامته قليلاً. كانت نظرة في عينيه، خاطفة ولكنها عميقة، تكشف عن معرفة لم يكن مستعداً للكشف عنها بعد. "ديمون... هو ديمون يا دومينيك. الجميع يعرفون سمعته." كانت كلماته مبهمة، تهدف إلى إنهاء الموضوع، لكنها لم تكن مقنعة لدومينيك.
لم يتراجع دومينيك. فكلمات ليو الأخيرة، "ديمون لا يهتم بأحد"، ونصيحته الدائمة بالحذر، كانت تثير تساؤلات أعمق وتزيد من الشكوك التي كانت تساوره. ضغط دومينيك أكثر: "لكن كلامك ليس مجرد 'سمعة' يا ليو. كلامك يدل على معرفة شخصية. عندما طلبت مني أن أكون حذراً، هل تعرف شيئاً... مريباً أو غير عادي عنه؟ شيء يجب أن أعرفه؟" كانت عينا دومينيك تحملان طلباً حقيقياً للمعرفة، ممزوجاً ببعض الخوف الذي جعله يتجاهل إحراج الموقف.
نظر ليو إلى دومينيك نظرة طويلة، شعرية، ثم أطلق تنهيدة خفيفة. "ديمون... معقد يا دومينيك. إنه رجل يمتلك الكثير من الأسرار، وله أسباب لكل شيء يفعله. فقط كن حذراً ألا تضيع نفسك في عالمه. هذا كل ما يمكنني قوله." كانت إجابته تحمل مزيجاً من التحذير والاعتراف بمعرفة أعمق، دون أن يفصح عن تفاصيلها.
"أنا بخير،" أجاب دومينيك، لكن صوته خانه قليلاً. "أعتقد... أنني بخير." كان يرى أن ليو يشعر بالقلق، وهذا جعله يشعر بالوحدة في هذا العالم الجديد الذي دخله. لم يستطع أن يشاركه هذا الجزء من حياته، ليس بعد. كان ليو يعرف جزءًا من الصورة، لكن الجزء الأعمق والأكثر إرباكًا كان خاصًا بدومينيك وحده. ومع ذلك، فإن إدراكه الجديد لمعرفة ليو العميقة بديمون أضاف طبقة أخرى من الغموض والتساؤلات.
غير ليو الموضوع، وبدأ يتحدث عن المحاضرات القادمة وامتحانات منتصف الفصل، في محاولة واضحة لتخفيف التوتر. انخرط دومينيك في المحادثة، لكن جزءاً من ذهنه ظل معلقاً في القصر، ومع ديمون، وفي الأسرار الجديدة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته. في خضم حديثهما، استنشق دومينيك الهواء، وتسللت إليه رائحة خفيفة من عطر مألوف. عطر ديمون، برائحته القوية المميزة، كان يملأ ذاكرة دومينيك بجميع تفاصيل ليلتهما الماضية. لكن ما استغربه، هو وجود أثر خفيف جدًا من نفس هذا العطر على ليو. لم يكن واضحًا بما يكفي ليثير شكوكًا مباشرة حول علاقة بينهما، بل كان مجرد لمسة حسية غريبة، أضافت طبقة أخرى من التشتت إلى أفكاره المربكة بالفعل. هل تخيل ذلك؟ أم أن ديمون كان قد زار ليو لسبب ما؟ لم يتمكن دومينيك من ربط النقاط، لكن هذا التفصيل الصغير زاد من شعوره العام بالارتباك حول كل شيء. عاد دومينيك إلى شقته، وشكوكه تتضخم مع كل خطوة. كان رأسه مليئًا بالتساؤلات حول ديمون، ولماذا ليو يعرف عنه كل هذا، ولماذا بدا ليو قلقًا للغاية. استمر في التفكير والتحليل، محاولًا ربط النقاط، حتى حل الظلام، ولم يجد أي إجابات مقنعة.
عندما وصل دومينيك إلى قصر ديمون في المساء، كان ما زال غارقاً في دوامة الشكوك. كانت كلمات ليو تتردد في أذنه، وصورة ديمون الغامضة التي رسمها ليو تلتصق بذهنه. هل كان يقدم نفسه إلى خطر حقيقي؟ هل هذا الرجل الذي يثير فيه هذا الشغف الخطر حقاً؟
بمجرد أن دلف إلى غرفة ديمون الخاصة، تبددت كل أفكاره فوراً. كان ديمون واقفاً في المنتصف، يرتدي قميصاً أسود حريرياً مفتوح الأزرار، وشعره الداكن منسدل قليلاً على جبينه. لم يكن هناك أي أثر للبرود أو الغموض الذي تحدث عنه ليو. كانت عينا ديمون ثابتتين على دومينيك، تحملان نظرة شديدة التركيز، عميقة، كأنها تخترق روحه.
"دومينيك،" قال ديمون بصوت خفيض، ليس أمراً، بل دعوة. كانت نبرته دافئة، تحمل وعوداً باللذة والأمان.
خطا ديمون خطوات بطيئة نحو دومينيك، وكل خطوة كانت تزيد من دقات قلب دومينيك. لم يكن هناك مجال للشكوك أو القلق عندما يكون ديمون قريباً جداً. اقترب ديمون حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى أنفاسهما. مد يده، لم يلمس دومينيك بعد، بل مرر أطراف أصابعه على طول خط فكه، ثم على رقبته، في لمسة خفيفة بالكاد شعر بها دومينيك، لكنها أثارت قشعريرة في جسده، إعلاناً ضمنياً بالملكية، علامة خفية تقول "أنت لي".
"ما الأمر يا صغيري؟" سأل ديمون بصوت خفيض، عيناه تراقبان دومينيك عن كثب. "تبدو شاحباً. هل أزعجك شيء؟" كانت نبرته تحمل مزيجاً من القلق والسيطرة الخفية، كأنه يقرأ روحه، ويدرك أعمق أفكاره قبل أن ينطق بها.
تلاشت بعض شكوك دومينيك أمام هذا الاهتمام المباشر، لكن أثر كلمات ليو كان لا يزال عالقاً في مكان ما بعيد في ذهنه. "فقط... بعض الأفكار يا سيدي،" همس، صوته مرتعشاً قليلاً.
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة هادئة وحزينة قليلاً، لم يراها دومينيك من قبل. وضع يده على وجنة دومينيك، إبهامه يداعب خده بنعومة آسرة. "أعلم أنك تفكر كثيراً يا دومينيك. لكنني أريدك أن تضع كل أفكارك جانباً عندما تكون معي. أريدك أن تشعر، لا أن تفكر." كانت هذه اللمسة، على بساطتها، تحمل ثقلاً عاطفياً غير متوقع. لم تكن مجرد لمسة جسدية، بل شعرت وكأنها احتواء، كأن ديمون يمسح بلطف كل مخاوف دومينيك، يمنحه شعوراً مؤقتاً بالراحة في هذا العالم الغريب الذي أدخله إليه.
ثم نظر ديمون مباشرة إلى عيني دومينيك، وكثف نظرته. "هنا، معي، أنا المسؤول عن كل شيء. عن سلامتك، عن متعتك. عن عدم ترك مجال لأي شكوك أو قلق. ألا تشعر بذلك؟" كانت عينا ديمون ثابتتين، كأنهما يمتصان كل التفكير من عقل دومينيك، يعدانه بملاذ آمن حيث لا توجد مسؤولية سوى الاستسلام.
اجتاحت موجة من المشاعر دومينيك. نبرة ديمون الدافئة، لمسته الحانية التي وعدت بمزيد من اللذة، وإصراره على أن كل شيء "حقيقي" وآمن... هذه الكلمات كانت قوية جداً لدرجة أنها بدأت تزيل الغموض. ليو لم يكن يعرف ديمون بهذه الطريقة، ليو لم يجرب لمسات ديمون، لم يشعر بلهفته، أو اهتمامه المفاجئ. بدأ دومينيك يشعر بالخجل من شكوكه، بل وشعر بالذنب تجاه ديمون لأنه فكر فيه بتلك الطريقة. كيف يمكنه أن يشك في رجل يبدو بهذه الصراحة والاهتمام، والذي تفيض عينيه بنوع من... الحنان؟
"ما بيننا خاص، يا دومينيك،" همس ديمون، وهو يقرب وجهه أكثر، أنفاسه الدافئة تلامس شفتي دومينيك. "لا أحد يفهم هذا الرابط سوانا. أنت لي، وأنا... أعتني بك." كانت هذه الكلمات، مصحوبة بنظرة عميقة وحنونة، تخلق وهماً بالارتباط العاطفي العميق. لم تكن "أنا أحبك" بالمعنى التقليدي، بل كانت تأكيداً على الملكية والرعاية، بطريقة شخصية ومكثفة، تغذي حاجة دومينيك للقبول والحماية. شعر دومينيك في تلك اللحظة بنوع من الدفء الغريب ينتشر في صدره، شعور أشبه بالراحة العميقة التي يشعر بها الطفل في حضن والديه، لكنه كان مشوباً بإحساس طاغٍ بالخضوع.
ثم، انحنى ديمون وقبّل دومينيك. كانت قبلة عميقة، مسيطرة، لاذعة. شفاه ديمون تلتقم شفاه دومينيك بقوة، ولسانه يقتحم فمه بجرأة، مستكشفاً كل زاوية، غير تارك لدومينيك أي مجال للتفكير أو للمقاومة. شعر دومينيك بأن كل خلية في جسده تستيقظ، تستسلم لهذه القوة الغاشمة التي تسيطر عليه. كان يتنهد بين القبلات، ويرفع يديه ليمسك بكتفي ديمون القويين، يتشبث به كغريق يتعلق بلوح خشبي. لم تكن مجرد قبلة، بل إعلان استسلام، يمسح من عقله كل أثر لليو أو لشكوكه.
وبينما كانت كلمات ديمون تتردد في أذني دومينيك، بدأت يدا ديمون تتحركان ببطء وثقة. انزلقت إحدى يديه من وجنته لتستقر على كتفه، بينما بدأت الأخرى ببطء في فك أزرار قميص دومينيك، وكأنها تكشف عن كنز خاص به وحده. كانت كل حركة بطيئة ومدروسة، تزيد من الترقب والإحساس بالانكشاف. شعر دومينيك ببشرته تنتفض تحت لمسات ديمون، إحساس بالضعف اللذيذ يغمره، ورغبة ملحة في المزيد.
عندما انكشف صدر دومينيك، انحنى ديمون قليلاً، ومرر شفتيه برفق على ترقوته، ثم صعد ببطء نحو أذنه، وهمس بصوت أجش: "سأجعلك تنسى كل شيء، دومينيك. كل شك، كل قلق. لن يكون هناك سوى أنت وأنا." ثم عض شحمة أذنه برفق، موجة من اللذة الحادة اخترقت جسد دومينيك، إحساس بالسيطرة المطلقة التي تجعله يفقد أي زمام لأفكاره.
بدأت الأوامر تتدفق بصوت ديمون العميق، كلمات قليلة لكنها تحمل سلطة لا تقاوم. "اركع." "المسني هنا." "انظر إليّ." ومع كل أمر، كان جسد دومينيك يستجيب على الفور، وكأن إرادته قد تبخرت تماماً. كان هناك نوع من النشوة الغريبة في هذا التسليم الكامل، في إلقاء كل المسؤولية على ديمون، في التوقف عن التفكير والاكتفاء بالشعور.
قاد ديمون دومينيك إلى وسط الغرفة حيث كان هناك مقعد خشبي مبطن، أمَرَه بالجلوس عليه. ثم بدأ في ربط معصمي دومينيك برفق إلى مساند المقعد بأصفاد جلدية ناعمة، لم تكن ضيقة بما يكفي لتؤلمه، بل لتثبته، لتعلن سيطرته. كان دومينيك يشعر بارتعاش خفيف في جسده وهو يرى أصفاد جلدية أخرى على كاحليه. لم يكن خائفاً، بل كان يشعر بإثارة غريبة، بإحساس الانكشاف المطلق. كان ديمون يبني مملكته الخاصة، ودومينيك كان على وشك أن يتوج ملكاً فيها.
انحنى ديمون مرة أخرى، هذه المرة مرت يداه على فخذي دومينيك، وارتفعت ببطء حتى وصلت إلى خصره، حيث بدأ بفك حزام بنطاله. كان كل جزء من دومينيك يصرخ بالترقب. ثم سحب ديمون بنطاله وملابسه الداخلية ببطء، كاشفاً عن عضو دومينيك المنتصب بقوة، والذي كان ينتفض بالفعل في انتظار لمسة. مرر ديمون أصابعه على طول طوله، ببطء، بدأت أنفاس دومينيك تتسارع، وأطلق أنيناً خافتاً لا إرادياً. ارتفعت حرارته، وشعر بالدماء تندفع بقوة في عروقه. كانت عيناه مثبتتين على ديمون، تتوسلان للمزيد.
"جيد، صغيري،" همس ديمون، صوته كان عميقاً، يملأ الغرفة، وكأنه يلامس كل وتر في جسد دومينيك. "هذا ما أريد أن أراه. استسلامك المطلق." ثم، انحنى ديمون وبدأ يلامس عضو دومينيك بشفتيه، يمتصه ببطء وثقة، يثيره حتى أقصى درجات الجنون. لم يعد دومينيك قادراً على إصدار سوى همهمات مكتومة، وعقله فارغ تماماً إلا من الإحساس. كان يشعر بالخجل واللذة تتصارعان داخله، لكن اللذة كانت تفوز في كل مرة. كانت يده تضغط على رأس دومينيك، توجهه، لتضمن أنه لا يفكر إلا في اللذة التي يمنحها له.
تنوعت اللمسات بين النعومة الشديدة والعنف اللذيذ. مرت أصابع ديمون على بشرة دومينيك كأنها تعزف لحناً سرياً، ثم تحولت فجأة إلى قبضات ضاغطة تثير أنين المتعة والألم في آن واحد. كان دومينيك يشعر وكأن جسده لم يعد ملكاً له، بل هو ملك لديمون يفعل به ما يشاء، وهذا الشعور، الممزوج باللذة، كان يمحو كل أثر للشك.
رفع ديمون رأسه، ونظر إلى دومينيك، عيناه تلمعان. "أريدك أن تلمسني، دومينيك. أريدك أن تكون جزءاً من هذا." أومأ دومينيك، كانت يداه لا تزالان مقيدتين، لكن ديمون حرر إحداهما، وأمر: "المسني." ارتجفت يد دومينيك وهي تتحرك ببطء نحو ديمون. وضعت يده على خصر ديمون، ثم صعدت ببطء لتلامس بطنه الصلب تحت القميص الحريري المفتوح، وشعر بنسيج بشرة ديمون الدافئة. ثم، أمره ديمون بلمس عضوه المنتصب، والذي كان صلباً وكبيراً تحت القميص. تردد دومينيك للحظة، لكن نظرة ديمون كانت لاذعة. أغمض عينيه، ومد يده، لمس صلابة ديمون، وشعر بقوة نبضه، فأطلق ديمون تنهيدة مكتومة، لم تكن مجرد تنهيدة، بل كانت همهمة عميقة، تعبيراً عن اللذة الغاشمة التي كان يتلقاها. شعر دومينيك بارتفاع في ثقته، وبنوع من القوة، لأن لمسته أثارت ديمون. كان ديمون يرد على لمسة دومينيك بهدير خفيض من حلقه، صوت عميق يتردد في صدره، يضيف إلى نشوة دومينيك الملاحظة بأن قوته قد أثارت هذا الرجل المسيطر.
"جيد، صغيري،" تمتم ديمون بصوت أجش، يداه تعودان لتسيطران على جسد دومينيك. كان ديمون قد أعد مسبقًا مادة مزلقة دافئة على إحدى يديه. كانت حركات ديمون قوية، سريعة، دقيقة. قام بتحرير دومينيك من المقعد، وأمره بالانبطاح على الأرض، على سجادة فاخرة. أغمض دومينيك عينيه، يستسلم بالكامل. شعر بيد ديمون الصلبة تمر بين فخذيه، ثم بضغط لطيف على مؤخرته، ثم بليونة دافئة تخترق جسده من الخلف، ببطء وثبات، تعده لما هو قادم. لم يكن هناك ألم، بل كانت مجرد إحساس بامتلاء عميق، وبسيطرة مطلقة. أطلق دومينيك أنيناً حاداً، ليس من الألم، بل من الإحساس الغامر، من معرفة أن ديمون يتغلغل فيه بالكامل. شعر بعضو ديمون الصلب يملأه، يتمدد فيه، يسيطر على كل انش في داخله. بدأ ديمون في التحرك ببطء، ثم ازدادت حركاته قوة وسرعة، يغرق دومينيك في موجات من اللذة. كان ديمون يهمس بكلمات تشجيعية، وتوجيهات حسية، "أنت جيد، دومينيك... تشعر بي، أليس كذلك؟" "استسلم لي أكثر..." "هذا مكانك..." كانت كل كلمة تزيد من عمق الإحساس وتجعل دومينيك يغرق أعمق في جنون اللذة، مما يجعله يستسلم بالكامل دون خوف.
في لحظات الذروة المتصاعدة، كان دومينيك يئن ويتلوى تحت ديمون، وعقله فارغ تماماً إلا من الإحساس المطلق. كان يشعر بنوع من الحب المشوه، حباً يمتلكه فيه ديمون بالكامل، حباً يسلبه إرادته ولكنه يمنحه في المقابل شعوراً بالانتماء العميق، حتى لو كان هذا الانتماء إلى سيد. ارتجف جسد دومينيك كله، وعض على شفتيه حتى كاد يدميها، بينما وصل إلى ذروته بقوة طاغية، صرخة مكتومة تكاد لا تسمع، تلتها تشنجات عنيفة في جسده. بعد لحظات قليلة، شعر بانفجار ديمون بداخله أيضاً، إحساس دافئ يغمر روحه، ختماً للسيطرة الكاملة.
عندما انتهت الجلسة، وكان دومينيك يرتعش منهكاً، غارقاً في تأثير ديمون، كان أي أثر للشك قد تلاشى تماماً من عقله. لم يتبق سوى الخضوع والامتنان والتعلق العميق بديمون. كانت شكوك النهار مجرد ذكرى بعيدة، طغت عليها حقيقة ديمون الساحرة والمهيمنة. كان جسده يؤلمه ويبتهج في الوقت نفسه، وعقله كان صافياً من أي تفكير مستقل.
كان ديمون يجلس بجانبه، يمرر أصابعه برفق على شعره المبلل بالعرق. "هل أنت بخير، صغيري؟" سأل بصوت هادئ، نبرة تحمل نوعاً من الرضا والملكية.
"أجل... يا سيدي،" همس دومينيك بصوت مرتجف، وهو يتشبث بملاءة السرير. كان يشعر بنوع من الامتنان الغريب لديمون، لأنه جعله ينسى كل مخاوفه، حتى لو كان ذلك للحظات قليلة.
ابتسم ديمون ابتسامة خفيفة، لم تصل إلى عينيه بالكامل، لكنها كانت كافية لتهدئة دومينيك. "تذكر دائماً، دومينيك، هنا أنت آمن. هنا، لا يوجد مكان للشك." ثم انحنى وقبل جبين دومينيك بلطف، ختماً ضمنياً على هذا الوعد، وعلى ملكيته له.
في تلك الليلة، نام دومينيك في حضن ديمون نوماً عميقاً خالياً من الأحلام، عقله خالياً تماماً من أي أثر لشكوك النهار. لقد نجح ديمون مرة أخرى في محو كل الظلال، تاركاً دومينيك أعمى تماماً عن أي خطر محتمل، ومستمراً في الاعتقاد بأن هذا النوع الغريب من "الحب" هو كل ما يحتاجه.
في صباح اليوم التالي، بعد ساعات قليلة من نوم دومينيك الهادئ في جناحه الخاص بقصر ديمون، رن هاتف ديمون. كانت شاشته تظهر اسم "ليو". أمسك ديمون الهاتف، وكان يفكر بالفعل في ضرورة إجراء هذه المكالمة. يبدو أن ليو قد شعر بذلك أيضًا.
"صباح الخير، ليو." قال ديمون، وصوته يخلو من أي ود. كان هدوؤه يسبق العاصفة، نبرة حاسمة، لا تحمل أي أثر للرضا الذي كان عليه الليلة الماضية مع دومينيك.
على الطرف الآخر، بدا ليو متفاجئًا بعض الشيء. "ديمون؟ هل كل شيء على ما يرام؟"
"ليس تماماً،" أجاب ديمون بهدوء مخيف. "أظن أن لديك بعض الأفكار... أو التحذيرات... التي شاركتها مع دومينيك. أليس كذلك؟" كانت نبرة ديمون تحمل تلميحاً واضحاً بالتهديد، مما جعل ليو يرتجف على الطرف الآخر من الخط. كان ديمون نادراً ما يتصل به بهذه الجدية، وبهذه الحدة، وخاصة بخصوص "أحد ملكياته".
صمت ليو للحظة، ثم قال بصوت أكثر حذراً: "كنت فقط أحاول... أن أقدم له بعض النصائح، ديمون. دومينيك جديد على هذا العالم..."
قاطعه ديمون بحدة: "دومينيك ليس بحاجة إلى نصائحك، ليو. وليس بحاجة إلى شكوكك أو مخاوفك. ما يحدث بيني وبينه هو شأني وحدي. أي تدخل منك في علاقته بي، مهما كان دافعه، لن يكون مقبولاً. ما أزرعه في روحه ليس لك أن تحاول اقتلاعه." كانت كل كلمة تخرج من فمه كضربة قاضية، خالية من أي عاطفة، تركز فقط على حماية ما يعتبره ملكاً له.
تنهد ليو، وبدت نبرته أكثر استسلاماً. "أفهم، ديمون. لم أقصد أي ضرر. كنت قلقاً عليه فحسب."
"قلقك ليس له مكان هنا،" قال ديمون ببرود. "دومينيك آمن معي. بل هو آمن أكثر مما كان عليه في أي وقت مضى. وأنا أعتني به. إذا سمعت كلمة واحدة أخرى منك، أو علمت بأي محاولة للتأثير عليه بأي شكل من الأشكال... ستكون هناك عواقب، ليو. عواقب لا أظن أنك تود تجربتها." كانت نبرته الأخيرة حاسمة، تركت ليو في حالة من الصدمة، مدركًا حجم الغضب الذي أثاره ديمون بكلماته.
أغلق ديمون الخط دون انتظار رد من ليو، ثم وضع الهاتف جانباً. لم يكن هناك أي شعور بالذنب، فقط رضا خفي بأن "المشكلة" قد تم التعامل معها. نظر إلى نافذة مكتبه، عيناه تلمعان ببرودة وحساب. "أنت ملكي، يا دومينيك،" همس في الفراغ، متخيلاً وجه دومينيك النائم. "وأنا أعتني بملكياتي بعناية." كان هذا هو نوع الحب الذي كان ديمون يعرفه: ملكية مطلقة، وسيطرة كاملة، وإزالة أي عقبات تعترض طريقه في بناء عالمه الخاص مع دومينيك.
يتبع......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі