Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Three: الخطوة الأولى
في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ليلة أمضاها في استخلاص المعلومات من ليو وتثبيت سيطرته في النادي، عاد ديمون بلاكوود إلى مكتبه في الصباح التالي، وعقله يدور حول دومينيك ريد. لقد كشفت المعلومات التي حصل عليها عن ثغرة مثيرة للاهتمام في جدار براءة دومينيك: فضوله الخفي تجاه عالم BDSM. لم يعد دومينيك مجرد طالب صحافة خجول؛ لقد أصبح لغزًا جذابًا ينتظر حله.
لم يكن ديمون يخطط لأي مطاردة سرية أخرى. لقد كانت المراقبة مجرد أداة لجمع البيانات الأولية. الآن، وقد أصبحت الصورة أوضح، كان عليه أن يتخذ خطوة مباشرة، خطوة لا يمكن لدومينيك تجنبها. كان الأمر يتعلق بالتحكم، وديمون كان يفضل دائمًا أن يكون هو من يبدأ الرقصة.
لم يكن ديمون بلاكوود رجلاً يتجاهل الأهداف التي تثير اهتمامه. كانت خطته لدومينيك واضحة في ذهنه، تتشكل بخطوط عريضة من النوايا والسيطرة. لم يكن يريد أن يدفع دومينيك إلى شيء لا يريده؛ بل أراد أن يكشف له العالم الذي يقرأ عنه، وأن يرى ما إذا كانت رغباته النظرية يمكن أن تتجذر في الواقع.
بدلاً من مجرد مكالمة هاتفية رسمية، ارتسمت ابتسامة خفية على شفتي ديمون. كان يعلم أين سيجد دومينيك: في المكتبة. وفي "قسم الخيال"، وتحديداً في الممرات التي وصفها مساعده بـ "ممر الزنا". كانت تلك هي النقطة التي سيبدأ منها. لم يكن ديمون بلاكوود ليخاطر بلقاء يعتمد على الصدفة المحضة؛ لقد كان مهندس المصادفات.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، شق ديمون طريقه إلى مكتبة جامعة أوريليا. لقد كان منظراً غريباً بعض الشيء: رجل الأعمال البارز، في حلته الأنيقة التي تفوح منها رائحة الثراء، يتجول بين أرفف الكتب القديمة. لم يكن يبحث عن كتاب. كانت عيناه تتفحصان الوجوه، يبحثان عن شخص واحد فقط.
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. في الزاوية الأكثر هدوءاً، بين أرفف روايات الخيال، تحديداً في الممر الذي وصفه مساعده بـ "ممر الزنا"، رصد ديمون دومينيك ريد. كان دومينيك غارقاً في البحث عن رواية مثلية كان ليو قد أخبره عنها قبل ساعات قليلة. كان يمرر أصابعه على كعوب الكتب، ووجهه الناعم مضاء بوهج شاشة الحاسوب المحمول المفتوح أمامه، وغالباً ما يكون أيضاً يقرأ من كتاب مطبوع. بدا وكأنه في عالمه الخاص، منغمس تماماً في الصفحات، غير منتبه أبداً لوجود ديمون بلاكوود خلفه مباشرةً.
اقترب ديمون ببطء، خطاه هادئة ومحسوبة على الأرضية الخشبية. لم يكن هناك داعٍ للعجلة. لقد وصل إلى فريسته. كان يفضل الاقتراب بخفة، دون إثارة انتباه مسبق، ليجعل اللقاء يبدو طبيعياً قدر الإمكان، على الأقل بالنسبة لدومينيك.
وبينما كان دومينيك يمد يده ليتناول كتاباً من الرف العلوي، ويدور ليواجه الممر، وجد فجأة ظلًا طويلاً يغطيه. رفع رأسه، ليجد وجه ديمون بلاكوود يقف خلفه مباشرة، قريباً جداً. عينا ديمون السوداوان العميقتان كانتا تحدقان فيه باهتمام حاد، وبابتسامة خفيفة، باردة تقريباً، تلوح على شفتيه.
في تلك اللحظة، صرخ دومينيك غير مصدق، بصوت خافت لم يقصده أن يكون صوتاً عالياً، لكنه كان صرخة مفاجأة حقيقية: "آه!!!" تراجعت خطواته، وكاد يسقط على ظهره لولا أن ديمون مد يده بخفة، ممسكاً بساعده ليثبته.
بعد لحظة من الصدمة، اتسعت عينا دومينيك، وتلعثم اسمه الذي ما زال يثير فيه الرهبة والارتباك. "سيد بلاكوود؟" كانت الكلمة تساؤلاً، همساً، وكأن عقله يحاول استيعاب وجود هذا الرجل القوي في هذا المكان غير المتوقع، وفي هذه اللحظة بالذات. الخجل من صرخته المفاجئة، والذهول من لقائه بديمون، تغلبت عليه تماماً.
ارتسمت على وجه ديمون تعابير ندم خفيف، مصطنعة ببراعة. سحب يده من ذراع دومينيك، حافظًا على مسافة مناسبة، لكن عيناه لم تفارقاه. "أعتذر عن إخافتك، سيد ريد،" قال ديمون، صوته الهادئ العميق يملأ الممر، "لم أكن أقصد ذلك على الإطلاق." ثم أضاف، بلهجة مبررة بشكل سلس، "كنت أبحث عن شيء ما... وفي الحقيقة، لاحظتك هنا." ألقى نظرة سريعة على الرفوف التي كان دومينيك يتصفحها، ثم عاد بنظره إلى وجه دومينيك المتورد، محافظًا على مظهره البريء. "كان يبدو أنك منغمس تماماً في بحثك. لم أرد أن أزعجك، لكن يبدو أني فعلت."
تنهد دومينيك، وقد بدأت حمرة الخجل تخبو قليلاً عن وجنتيه. "أوه، أتفهم ذلك، سيدي،" قال بصوت خافت، "وأنا آسف على الصراخ في وجهك هكذا." بينما كان دومينيك يتحدث، لم تفته نظرة ديمون الخاطفة إلى غلاف الكتاب الذي كان دومينيك يحمله في يده اليمنى، والذي كان واضحاً أنه رواية مثلية بامتياز. لكن ديمون، بذكاءه المعهود، قرر ألا يتحدث عن الأمر بعد. ابتسم ديمون بابتسامة خفيفة، مؤكداً بروح طيبة، "لا بأس على الإطلاق يا سيد ريد. كان يجب عليّ أن أقول شيئاً أولاً."
ثم، بعد صمت قصير لم يدم طويلاً، واصل ديمون بنبرة فضولية ولكن مهذبة، ونظرته لا تزال تتأرجح بين وجه دومينيك والكتاب في يده: "هل وجدت شيئاً مثيراً للاهتمام هنا في هذا القسم؟"
تصلبت عضلات دومينيك، وشعر بلسعة من الخجل تحرق وجنتيه مرة أخرى. لسبب ما، لم يشعر بالراحة في الكشف عن طبيعة اهتماماته لديمون بلاكوود. "حسناً، لا... ليس بعد،" قال دومينيك، صوته يعلو قليلاً بالكذبة البيضاء، بينما يحاول إخفاء الكتاب الذي بين يديه ببعض الحركات المتوترة. لم يرد أن يحكم عليه هذا الرجل القوي، أو أن ينتقده. "أمم... ماذا عنك، سيد بلاكوود؟ هل وجدت ما كنت تبحث عنه؟" حاول دومينيك تغيير الموضوع، متسائلاً عن سبب وجود رجل مثله في مكتبة جامعية.
ظهرت ابتسامة خفيفة، بارعة، على شفتي ديمون. كانت ابتسامة تحمل ألف معنى، لم يدركها دومينيك. "حسناً، نعم،" قال ديمون، صوته يحمل نبرة واثقة، "لقد وجدت شيئاً مثيراً للاهتمام بالفعل." كانت عيناه تثبتان على دومينيك، ثم انتقلت نظرة خاطفة إلى الكتاب الذي حاول دومينيك إخفاءه، ثم عادت بسرعة إلى وجه دومينيك، كل ذلك في جزء من الثانية، دون أن يترك ديمون أي أثر للريبة. بدا وكأنه يتحدث عن اكتشاف شخصي بحت، ليس له علاقة بدومينيك أو ما كان يفعله. "في الحقيقة، أظن أنني وجدت ما سيبدأ لي يوماً مثمراً للغاية."
شعر دومينيك ببعض الارتياح من رد ديمون الغامض. "حسناً،" قال، صوته لا يزال خافتاً بعض الشيء، "أتمنى أن يعجبك... أمم، حسناً، يجب أن أذهب الآن، سيد بلاكوود. الوقت متأخر بالفعل، وأنا... أه، عليّ الذهاب إلى صفي الآن." بينما كان يتحدث، وبحركة سلسة ومحاولة يائسة للتستر، أعاد دومينيك الكتاب الذي كان في يده إلى الرف، بمهارة حاول بها إخفاء غلافه "المنحرف" عن أنظار ديمون، متمنياً أن يكون قد نجح في ذلك. كانت كل كلمة يقولها مليئة بالتلعثم، وكان يتوق للفرار من هذا الرجل الذي يثير فيه هذا القدر من الارتباك والرهبة.
لم تفته أي حركة من حركات دومينيك، ولا أي تلعثم. ابتسم ديمون بضحكة مكتومة خفيفة، لم تكن عالية بما يكفي لتثير الشك، لكنها حملت الكثير من التسلية والرضا. نظر إليه مباشرة، وعيناه الثاقبتان تخترقان دفاعات دومينيك ببراعة، ثم قال بهدوء، نبرة صوته تحمل وعداً مبطناً: "حسناً إذن، يا سيد ريد. أراك قريباً."
وبينما كان دومينيك يومئ بسرعة ويغادر الممر مسرعاً، وكأنه يهرب من شبح، لم يمر سوى ثوانٍ معدودة حتى مد ديمون يده بهدوء وأخذ الكتاب من الرف الذي وضعه فيه دومينيك. أدار الكتاب في يده، يتأمل الغلاف الذي حاول دومينيك إخفاءه. ابتسم ديمون بابتسامة واسعة، حقيقية هذه المرة، لكنها كانت باردة وذات مغزى. رفع الكتاب قليلاً، كأنه يوزنه، ثم أطلقه بضحكة مكتومة خرجت من أعماق صدره.
"إنه بريء تماماً بالفعل،" همس ديمون لنفسه، وعيناه تتأملان الغلاف "المنحرف" الذي كشف عن اهتمامات دومينيك السرية. "ولكن... منحرف أيضاً. هذا مثير للاهتمام حقاً، يا سيد ريد." كان الأمر كله جزءًا من خطته. كان يعلم تماماً ما كان يقرأه دومينيك، والآن تأكد أن رغبات دومينيك الخفية تتوافق تماماً مع عالمه.
اندفع دومينيك خارج المكتبة، قلبه يدق بعنف في صدره، ووجهه لا يزال يحمل آثار الخجل والارتباك. كيف لديمون بلاكوود أن يكون هنا؟ وفي هذا الوقت بالذات؟ كان الأمر أكثر من مجرد مصادفة بالنسبة لدومينيك. حاول إبعاد الفكرة من رأسه بينما كان يشق طريقه بسرعة عبر ممرات جامعة أوريليا نحو قاعة المحاضرات.
عندما دخل قاعة المحاضرات، وجد صديقه المقرب، ليو، جالساً في مكانه المعتاد في الصف الأمامي. ابتسامة عريضة كانت تعلو وجه ليو، لكن ما لفت انتباه دومينيك هو الكم الهائل من العلامات والعضات التي كانت تغطي عنق ليو وكتفيه المكشوفين جزئياً تحت قميصه. كانت آثار ليلة صاخبة، مليئة بممارسات BDSM، والتي تجاهلها دومينيك تماماً، كونه لا يرى أو يفكر في هذا النوع من العلاقات.
رفع ليو رأسه، ورأى دومينيك يدخل، ووجهه لا يزال محمرًا بشكل غريب، ويديه متوترة. اتسعت عينا ليو بدهشة، وانحنى قليلاً ناحية دومينيك الذي كان يقترب منه.
"واو!" همس ليو، وعيناه تلمعان بمزيج من التسلية والقلق. "ما الخطب؟ لماذا تبدو هكذا؟"
تنفس دومينيك بعمق، محاولاً استعادة رباطة جأشه، لكن الكلمات خرجت متقطعة، تحمل في طياتها الصدمة والذهول. "إنه... كان هنا..." قال دومينيك، ثم تلعثم وبلع ريقه بصعوبة، وعيناه تتجنبان ليو وتنظران إلى أي مكان آخر في القاعة. "سيد بلاكوود... كان هنا..."
قفز ليو من مكانه تقريباً، وعيناه تتسع بصدمة أكبر من دومينيك نفسه. "ماذا؟!" صرخ ليو، صوته يعلو قليلاً فوق همسات الطلاب الآخرين. "سيد بلاكوود نفسه كان هنا؟ أين؟ كيف قابلته؟ ماذا حدث؟" انحنى ليو أقرب إلى دومينيك، يكاد لا يصدق الكلمات التي سمعها، متجاهلاً تماماً مظهره الذي يكاد يكون "بشكل فاضح" بآثار ليلة أمس.
"في المكتبة... في المكتبة!" تمتم دومينيك، كأن مجرد ذكر المكان يزيد من ارتباكه. "رآني هناك... وأنا أحمل الكتاب الذي أخبرتني عنه،" قال دومينيك، ثم تجمعت الكلمات في فمه مرة واحدة، وتصاعدت حدة التلعثم في صوته، "وأمممم... لا أعرف إذا كان قد لاحظه... أرجو أن يكون لم يلاحظه!" كان واضحاً أن القلق من افتضاح أمره بخصوص الكتاب كان يسيطر عليه تماماً.
اتسعت عينا ليو، ثم ضاقتا، وفغر فاهه للحظة. "إنه مهووس بك بشكل واضح!" قال ليو بشكل عفوي، صوته يحمل مزيجاً من الإثارة والذهول، لكنه توقف فجأة، الكلمات خانته، وقد تذكر للتو تحذير ديمون بلاكوود الصارم بعدم الكشف عن أي شيء لدومينيك بخصوص ليلة أمس. حاول ليو تدارك الموقف، لكن الأوان كان قد فات.
"كيف عرفت ذلك؟" سأل دومينيك على الفور، عيناه تضيقان بارتياب، وتوقفت كل علامات الخجل على وجهه لتفسح المجال للدهشة والتساؤل. كانت كلماته أقل تلعثماً هذه المرة، كأن السؤال المباشر قد منحه بعض التركيز. لقد تجاوز الأمر مجرد الصدفة الآن، وبدأ يشعر بأن هناك شيئاً ما يحدث وراء الكواليس.
هز ليو كتفيه بشكل غير مبالٍ، محاولاً أن يبدو طبيعياً قدر الإمكان، لكن حركات جسده كانت متوترة بعض الشيء. "لا أعرف،" قال، صوته يحمل نبرة عادية جداً، وكأنه يفكر بصوت عالٍ. "إنها مجرد فكرة مبتذلة من الروايات التي تقرأها، أليس كذلك؟ الرجل القوي، يظهر فجأة في حياة شخص ما... لا تقلق بشأن ذلك، لا شيء حقيقي." ثم ابتسم ابتسامة مطمئنة، لكنها بدت متوترة قليلاً على أطراف شفتيه، وحاول تغيير الموضوع.
دومينيك، الذي لا يميل إلى التشكيك كثيراً أو التدقيق في التفاصيل الدقيقة، وبسبب صدمته من لقاء ديمون وحرجه من موضوع الكتاب، لم يلاحظ توتر ليو أو التحول المفاجئ في نبرة صوته. تنهد بارتياح نسبي، ولو أنه ما زال يشعر ببعض القلق. "حسناً، إذا كنت تقول ذلك..." تمتم دومينيك، ثم جلس بجانب ليو، وعيناه لا تزالان تتساءلان، لكنه لم يضغط على ليو أكثر.


يتبع......

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Коментарі