Chapter Twenty Eight: اعتراف في غياهب الظلال
بعد تلك الليلة المكثفة، التي أُخمدت فيها شكوك دومينيك ببراعة ديمون المطلقة، استيقظ دومينيك في صباح اليوم التالي، جسده منهك لكن روحه غارقة في هدر غريب من الإحساس. كانت تحذيرات ليو قد تلاشت، وأصبحت مجرد همس بعيد لا يقوى على اختراق جدار الثقة الذي بناه ديمون حوله. لقد ربطه ديمون به، ليس فقط بالجسد، بل بالروح.
مباشرة بعد الليلة السابقة، استدعى ديمون دومينيك إلى مكتبه. لم يكن هناك حديث عن العقد، أو عن البنود، بل كانت مجرد كلمات هادئة ذات نبرة مالكة. "دومينيك،" قال ديمون، وهو يمسك فنجان قهوة، "أريدك أن تفهم شيئاً. ما بيننا... خاص. إنه يتجاوز الكلمات أو العقد. أنا أهتم بك. أنا أعتني بك. وهذا يعني أنني لن أسمح لأي شيء أو أي شخص بتخريب ما نبنيه." كانت عيناه مثبتتين على دومينيك، نظرة شديدة التركيز جعلت دومينيك يرتجف، ليس خوفاً، بل من قوة ديمون الجذابة. "أريدك أن تنسى كل التحذيرات، كل الشكوك. هنا، أنت في أمان. أنت ملك لي، وأنا أحمي ملكياتي." كانت هذه الكلمات، التي جاءت بعد جلسة حسية بالغة القوة، كافية لتسكن أي صوت داخلي متبقٍ من الشك. كانت نبرة ديمون، على الرغم من سيطرتها، تحمل لمسة من الاهتمام لم يكن دومينيك ليتوقعها من رجل مثل ديمون. لقد أصبحت تلك الكلمات هي الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها.
مرت الأيام والأسابيع بعد تلك الليلة، وتحديدا أسبوعان كاملان. في كل يوم، كان دومينيك يغرق أعمق في عالم ديمون. لم تكن جلساتهما مجرد طقوس خضوع، بل تطورت لتصبح أكثر حميمية وتعقيداً، حيث دمج ديمون بين السيطرة المطلقة واللمسات التي بدت لدومينيك "حانية" و"مهتمة".
كان ديمون يمارس سيطرته ببراعة، ليس فقط في غرفة اللعب، بل في كل جانب من حياة دومينيك. كانت اتصالاته شبه منتظمة، يطمئن عليه، يسأل عن دراسته، عن يومه. بدا وكأنه يراقبه، لكن دومينيك فسر ذلك على أنه اهتمام حقيقي. "هل تناولت فطورك، دومينيك؟" "هل ذاكرت جيدًا للامتحان؟" "لا ترهق نفسك." هذه الجمل البسيطة، التي كانت في الأساس طرقاً لضمان سيطرته الكاملة ومراقبة تفاصيل حياة دومينيك، اعتبرها دومينيك إشارات رومانسية. لم تكن مجرد أسئلة من سيد لخاضع، بل كانت من وجهة نظره تعبيراً عن قلق عميق، عن حنان يتجاوز حدود علاقتهما المعلنة.
تخللت الجلسات الجنسية القوية لحظات من التقارب غير المتوقع. بعد كل جلسة، كان ديمون يحتضن دومينيك، يمرر أصابعه في شعره، يقبّل جبينه. كانت هذه اللمسات، التي كانت في الأساس جزءاً من "الرعاية اللاحقة" التي يقوم بها السيد مع خاضعه، تبدو لدومينيك كقمة الحميمية. لم تكن مجرد جسدية، بل كانت تلامس روحه، وتجعله يشعر بالأمان والحب. كان ديمون يُظهِر "أوجهاً" لم يكن يتوقعها: أحياناً كان يقرأ بصمت بينما دومينيك بجانبه، أو يتناولان وجبة خفيفة معاً في وقت متأخر من الليل، أو يناقشان فكرة أكاديمية خطرت لدومينيك. هذه اللحظات العابرة، الخالية من الأوامر المباشرة، هي التي رسخت في ذهن دومينيك فكرة أن ديمون يكن له مشاعر تتجاوز السيطرة.
خلال هذين الأسبوعين، تحولت أفكار دومينيك تماماً. لقد اختفى شبح تحذيرات ليو وغموض رائحة ديمون عليه تماماً. كان ديمون يملأ كل مساحة في قلبه وعقله. أدرك دومينيك أنه قد وقع في حب هذا الرجل المعقد، هذا السيد الغامض الذي يُظهر له جانباً من الحنان لم يتوقعه. كان الحب الذي يشعر به قوياً، ساحقاً، ومربكاً في آن واحد. كان يعلم أن ديمون لم يستخدم كلمة "أحبك" قط، لكنه كان مقتنعاً بأن أفعال ديمون، ونظراته، واهتمامه به، كانت تعادل ألف كلمة حب.
في صباح اليوم الأخير من الأسبوعين، استيقظ دومينيك بقلب يفيض بمشاعر لم يعد بإمكانه كبتها. الحب لديمون لم يعد مجرد شعور، بل أصبح حقيقة راسخة في كيانه. كان بحاجة إلى التعبير عنها، إلى الاعتراف بها، حتى لو كانت العلاقة بينهما غير تقليدية. شعر بأن الاعتراف بحبه لديمون سيأخذ علاقتهما إلى مستوى جديد، مستوى من الشفافية والعمق، يتجاوز حدود السيطرة والخضوع.
كانت فكرة الاعتراف بالحب لديمون، الذي كان يسيطر عليه بكل معنى الكلمة، مخيفة بقدر ما هي محفزة. ما هو رد فعله؟ هل سيتقبل ذلك؟ هل سيعتبره ضعفاً؟ أم أنه سيُظهر جانباً آخر من شخصيته لم يره دومينيك بعد؟ قضى دومينيك اليوم كله في حالة من الترقب، يراجع الكلمات المناسبة، ويُعيد صياغتها في ذهنه. كان يعلم أن هذه اللحظة ستغير كل شيء بينهما. كان يخاطر بكل شيء، لكنه لم يستطع أن يفعل غير ذلك. فالحب الذي يشعر به لديمون كان أقوى من أي خوف أو تردد.
عندما وصل إلى قصر ديمون في المساء، كان التوتر يسيطر على كل خلية في جسده. كانت الأضواء الخافتة في المدخل، والهدوء الذي يلف المكان، يزيدان من إحساسه بضخامة هذه اللحظة.
دلف دومينيك إلى غرفة ديمون، التي بدت أكثر فخامة وهدوءًا من أي وقت مضى. كان ديمون واقفًا أمام نافذة كبيرة تطل على حديقة القصر، يرتدي قميصًا داكنًا أنيقًا. بدا كأنه يتأمل شيئًا بعيدًا، وهالته المعتادة من الغموض والقوة تحيط به.
"مساء الخير، سيدي،" قال دومينيك، صوته يحمل اهتزازًا طفيفًا لم يستطع إخفاءه.
استدار ديمون ببطء، وعيناه العميقتان التقتا بعيني دومينيك. لم يكن فيهما أي شيء سوى الهدوء المعتاد، والتركيز. "مساء الخير، دومينيك. هل أنت مستعد لجلسة اليوم؟" كانت نبرته هادئة، خالية من أي توتر، وكأن هذا المساء سيكون كأي مساء آخر.
لكن دومينيك لم يكن مستعداً لجلسة عادية. كانت الكلمات تتجمع على طرف لسانه، تشق طريقها للخروج. أخذ نفسًا عميقًا، وخطا خطوة إلى الأمام، وقلبه يدق بعنف في صدره.
"في الواقع، سيدي... هناك شيء أريد أن أتحدث معك فيه أولاً،" قال دومينيك. كانت كلماته تخرج بصعوبة، لكنه كان مصمماً.
رفع ديمون أحد حاجبيه ببطء، نظرة فضول خفيفة ارتسمت على وجهه. "أمر؟" كانت كلمة باردة، لا ترحب بأي انحراف عن الروتين المعتاد.
بلع دومينيك ريقه. حان الوقت.
"سيدي..." بدأ دومينيك، صوته بالكاد مسموع، لكنه اكتسب قوة مع كل كلمة. "في هذه الأسابيع... لقد شعرت... لقد شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. لقد علمتني الكثير. وقد... لقد وقعت في حبك، يا ديمون."
ساد صمت عميق في الغرفة. كانت كلمات دومينيك تتردد في الهواء، ثقيلة، حقيقية، وعارية تمامًا. نظر ديمون إلى دومينيك نظرة طويلة، عميقة، لا يمكن لدومينيك أن يقرأها. لم تكن هناك مفاجأة في عينيه، ولا صدمة، فقط... هدوء شديد. كان ديمون واقفًا بثبات، يداه متشابكتان خلف ظهره، وكأنه تمثال من الرخام.
تحول الصمت إلى ما هو أشبه بالضغط، وكل ثانية تمر كانت تزيد من توتر دومينيك. هل أخطأ؟ هل كان هذا الخطأ الذي لا يُغتفر؟
ثم، تحرك ديمون ببطء. خطا خطوة، ثم أخرى، حتى أصبح أمام دومينيك مباشرة. مد يده، ورفع ذقن دومينيك بإصبع واحد، ليرفعه ليواجه عينيه. كانت نظرة ديمون مكثفة، وكأنه يخترق روح دومينيك، يقرأ كل أفكاره ومشاعره.
"الحب،" قال ديمون، وصوته خفيض جدًا، عميق، وكأنه همسة قادمة من أعماق الأرض. لم تكن كلمة سؤال، بل بيان، تأكيد. "الحب هو كلمة معقدة يا دومينيك. كلمة تُساء فهمها غالبًا في عالمك. لكنني أرى ما تقصده."
مرر ديمون إبهامه برفق على شفتي دومينيك المرتجفتين، في لمسة أرسلت قشعريرة عبر جسد دومينيك كله.
"أرى ثقتك بي،" تابع ديمون، وهو يثبت عينيه في عيني دومينيك. "أرى استسلامك الكامل. أرى كيف أصبحت تنتمي لي بكل جزء في كيانك. وهذا... هذا هو ما كنت أبحث عنه يا دومينيك. هذا هو جوهر علاقتنا. أن تكون لي، وأن أعتني بك بكل طريقة ممكنة. هذا هو رابطنا الخاص."
لم يقل "أنا أحبك". لم يستخدم كلمة "حب" ليرد بها على اعتراف دومينيك. بدلاً من ذلك، أعاد ديمون تعريف "الحب" ضمن سياق علاقتهما الخاصة. لقد حول اعتراف دومينيك إلى تأكيد على الخضوع، والملكية، والثقة المطلقة، وهي الأمور التي يراها ديمون "حبًا" من وجهة نظره المسيطرة. لكن نبرته كانت دافئة، ولطيفة بما يكفي ليفسرها دومينيك على أنها موافقة.
"نعم، سيدي،" همس دومينيك، وقد غلبه الانفعال. كانت عيناه تلمعان بالدموع. "أنا... أنا لك."
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة نصر خفية، لكنها بدت لدومينيك ابتسامة فهم وحنان.
"إذن... لنقم بذلك يا دومينيك،" قال ديمون، وهو يمسك بيد دومينيك ويوجهها نحو خصره. "لتثبت لي مدى عمق انتمائك لي الليلة." كانت هذه عودة مباشرة إلى طبيعة علاقتهما الجسدية والسيطرة، ولكن دومينيك لم يرَ فيها سوى تأكيد على القبول والتقارب.
تلاشى كل توتر دومينيك، وانساب في جسده شعور عميق بالسكينة. لقد اعترف بحبه، وديمون قبله، بطريقته الخاصة، وأعاد التأكيد على الرابط بينهما. كان كل شيء على ما يرام. أو هكذا اعتقد دومينيك.
بخطوات واثقة ومسيطرة، قاد ديمون دومينيك إلى وسط الغرفة. لم يكن هناك حديث إضافي، فقط نظرات مركزة وأوامر صامتة نقلتها يداه. سحب ديمون قميص دومينيك من فوق رأسه بلطف، ثم انحنى ليخلع حذاءه وجواربه. كانت كل لمسة مُلكية، وكل حركة مدروسة، وكأن ديمون يؤكد سيطرته على دومينيك ليس فقط بكلماته، بل بوجوده، بلمساته، وبطريقته في جعله ينقاد دون تفكير.
"اجلس هنا،" أمر ديمون بصوت أجش، مشيرًا إلى كرسي جلد أسود أنيق، مختلف عن المقعد الخشبي المعتاد. كان الكرسي مريحًا وواسعًا، ولكنه أيضًا كان يحد من حركة دومينيك. عندما جلس دومينيك، شعر بيد ديمون تدس من خلف ظهره، تربط معصميه برفق إلى مساند الذراعين بوشاح حريري ناعم. لم تكن قيودًا قاسية، بل كانت تثبيتًا لطيفًا، وعدًا بأن هذه الليلة ستكون مختلفة قليلاً، أكثر حميمية، أكثر "رومانسية" بطريقة ديمون.
انحنى ديمون أمامه، وأزاح شعر دومينيك عن جبينه، ثم قبل رأسه برفق. "كل شيء سيكون على ما يرام، يا صغيري. أنت ملك لي." هذه الجملة، التي كانت تختتم كل جلسة تقريبًا، حملت هذه المرة معنى أعمق لدومينيك. لقد أصبحت تعني "أنا أقبلك كما أنت، بمشاعرك، لأنك لي."
بدأ ديمون في تدليك قدمي دومينيك ببطء، بلمسات احترافية هادئة. لم يكن هذا جزءًا من روتينهم المعتاد، وكان هذا الاهتمام غير المتوقع يجعل قلب دومينيك ينبض بقوة أكبر. كانت لمسات ديمون عميقة ودافئة، تسرق أي توتر متبقٍ في عضلات دومينيك. استلقى دومينيك في الكرسي، مستسلمًا تمامًا، وأغمض عينيه، مستمتعًا بالهدوء الغريب الذي اجتاحه. كان ديمون هنا، يعتني به، يقبله.
"أنت متوتر،" همس ديمون، يده تنتقل من قدم دومينيك لتصعد ببطء على طول ساقه. "دعني أحررك من ذلك."
مررت يدا ديمون على فخذي دومينيك، ثم إلى خصره، حيث فك رباط بنطاله ببطء وبمهارة. انزلق البنطال والملابس الداخلية عن جسد دومينيك، ليكشفا عن عضوه المنتصب بالفعل. هذه المرة، لم يكن هناك أمر صريح بالاستسلام، بل كان هناك انتظار. كان ديمون يراقب دومينيك، يدرس رد فعله، وكأنه يختبر عمق استسلامه الجديد.
ثم، انحنى ديمون وقبّل عضو دومينيك، قبلة طويلة، عميقة، ممتدة. كان هذا الفعل، الذي أتبعه بلمسات فمه ولسانه، أعمق من مجرد إثارة جسدية. شعر دومينيك وكأن ديمون يبتلعه بالكامل، يمتلكه. كانت أنفاسه تتسارع، وجسده ينتفض في الكرسي. كان ديمون بارعاً في إغراقه بالمتعة، ليمحو أي أثر للشك أو التفكير من ذهنه.
وبينما كانت المتعة تتصاعد، همس ديمون بصوت أجش، كلمات كانت أشبه بوعود غير مكتملة، وعود بالملكية المطلقة التي كانت تترجم في ذهن دومينيك كحب: "أنت ملكي، يا دومينيك... فقط لي... لا يوجد شيء آخر... لا أحد آخر."
كانت هذه الأمسية تختلف عن سابقاتها. لم تكن هناك أدوات قاسية، أو أوامر صريحة تذكر. كانت اللذة تُقدم بلمسات حانية، وعناية دقيقة، ونظرات عميقة. كان ديمون يستخدم الحب الذي اعترف به دومينيك كأداة لربطه أعمق به، لجعله يشعر بأنه "محبوب" من خلال الخضوع المطلق، ومن خلال اهتمام ديمون المتملّك.
عندما وصل دومينيك إلى ذروته، كان جسده يرتعش بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وعقله خالٍ تمامًا من أي فكر سوى ديمون. كان يئن باسمه، ويتشبث بالوشاح الحريري الذي يقيد معصميه، بينما كان ديمون يمتص كل تنهيدة، كل شهقة، وكأنها تأكيد لانتصاره.
بعد أن هدأت التشنجات، بقي ديمون يحتضن دومينيك في الكرسي. فك الوشاح الحريري عن معصميه، وساعده على الانتقال إلى السرير. نام دومينيك تلك الليلة في أحضان ديمون، يشعر بالأمان، وبالانتماء، وبالحب. لم يكن هناك أي مجال للشك في قلبه. لقد كان مقتنعًا بأن ديمون يبادله المشاعر، بطريقته الخاصة، وبأن هذا هو نوع الحب الذي كان مقدراً له أن يجده.
في صباح اليوم التالي، استيقظ دومينيك ليشعر بذراع ديمون تحيط بخصره. كانت هذه اللحظات من التقارب الجسدي بعد الجلسات هي التي رسخت في ذهنه فكرة "العلاقة الرومانسية" التي كان يراها. ديمون، الذي كان غامضًا وباردًا مع العالم، كان دافئًا وحانيًا معه.
نظر دومينيك إلى وجه ديمون النائم، ملامحه هادئة ومسترخية بشكل غير معتاد. مد يده ولمس شعره برفق. شعر بنبضة من الحب النقي في صدره. لم يندم على اعترافه. بل شعر أنه قد اتخذ القرار الصحيح، وأن هذا الاعتراف سيجعل علاقتهما أقوى. كان يدرك أن علاقتهما ليست "طبيعية" بمعايير العالم الخارجي، لكنها كانت طبيعية تمامًا بالنسبة له الآن. كانت هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تهمه.
بعد بضع ساعات، بينما كان دومينيك في الجامعة لحضور محاضرته الصباحية، قرر أن يشتري قهوة من المقهى القريب. كانت خطواته خفيفة، وقلبه يفيض بالرضا والسعادة بعد ليلته مع ديمون. كان العالم يبدو أكثر إشراقاً، وكأن اعترافه بالحب قد أزال كل الغيوم.
عندما اقترب من المقهى، ورفع عينيه ليلقي نظرة خاطفة من خلال النافذة الزجاجية، تجمد في مكانه. سقطت ابتسامته، وتوقفت دقات قلبه.
من خلال النافذة، رأى ديمون جالسًا على طاولة جانبية في زاوية شبه مخفية. لكنه لم يكن وحده. كان يجلس قبالته ليو.
شعر دومينيك بصدمة عميقة. ماذا يفعلان معًا؟ هنا؟ في مقهى عادي؟ والأهم من ذلك، لماذا يبدوان... قريبين إلى هذا الحد؟
تجمد دومينيك مكانه، واختبأ خلف عمود إنارة، يراقبهما دون أن يراه أحد. كان ليو يميل إلى الأمام، يتحدث بحماس، وديمون يستمع إليه بانتباه، بوجه هادئ وخالٍ من أي تعابير تقريباً. لكن ما أثار قلق دومينيك، وما ضرب في صميم سعادته التي كان يشعر بها قبل لحظات، هو أنه لاحظ شيئًا: كان ديمون يبتسم ابتسامة خفيفة، نادرة، لم يرها دومينيك كثيرًا إلا عندما يكونان وحدهما، أو في لحظات نادرة جدًا من الحنان الموجه إليه. وما أضاف إلى اضطرابه، هو أن ليو مد يده عبر الطاولة، وربت على ذراع ديمون بلطف، ثم سحب يده بسرعة وكأنه لاحظ شيئًا. كانت حركة عابرة، لكنها بدت حميمة بشكل مزعج في نظر دومينيك. لم يكن هناك أي شيء صريح يشير إلى علاقة رومانسية بينهما، لكن قربهما، والابتسامة النادرة لديمون التي لم يكن يشاركها بسهولة، واللمسة العابرة، كانت كافية لتوقظ أقدم مخاوف دومينيك وتؤججها بقوة مضاعفة.
كانت هذه الصورة تضرب في صميم كل ما اختبره دومينيك الليلة الماضية، وفي صميم كل ما اعترف به لديمون. هل كان كل شيء مجرد خدعة؟ هل ديمون يعامل ليو بنفس الطريقة؟ هل هذا هو السبب وراء معرفة ليو العميقة بديمون؟ هل الحب الذي أظهره ديمون له... هو مجرد جزء من لعبة يمارسها مع الجميع؟
انسحب دومينيك بهدوء من أمام المقهى قبل أن يراه أي منهما. سار عائدًا إلى شقته، وشعور بالخيانة المؤلمة ينهش قلبه، تتداخل مع نشوة الحب التي كان يشعر بها قبل دقائق. كان رأسه يدور. كيف يمكن لديمون أن يكون هادئًا ولطيفًا معه، ثم يبتسم تلك الابتسامة الخاصة لصديقه؟ كانت هذه المرة، الشكوك أقوى وأكثر قسوة، لأنها جاءت بعد أن أفرغ دومينيك قلبه، وبعد أن شعر بأنه "محبوب" بطريقة ديمون.
لقد عاد دومينيك إلى نقطة الصفر، أو ربما إلى ما هو أسوأ. فقد أصبح الآن يحمل عبء الحب الذي اعترف به، مع عبء الشك الذي لم يستطع أن يطرد شبحه.
أغلق دومينيك باب شقته خلفه بقوة، وكأن الأقفال قادرة على احتواء العاصفة التي تضرب داخل روحه. سقط على أقرب مقعد، يمسك رأسه بين يديه، وصورة ديمون وليو تتردد في ذهنه بلا هوادة. كانت تلك الابتسامة، تلك اللمسة، تلك القرب... كخنجر غرز في قلبه الدافئ، الذي كان يفيض بالحب قبل لحظات.
"لا يمكن... لا يمكن أن يكون!" تمتم بصوت خافت، محاولًا إقناع نفسه. لكن الكلمات لم تكن كافية. كانت الحقيقة القاسية التي رآها تتناقض بشدة مع كل ما اختبره مع ديمون. ديمون، الرجل الذي لا يبتسم، الرجل الذي نادراً ما يظهر العاطفة، كان يشارك تلك اللحظة الحميمة مع ليو. ليو، الذي حذره منه مراراً وتكراراً.
بدأ دومينيك يراجع كل شيء. هل كانت "رعاية" ديمون مجرد تلاعب؟ هل "حبه" له كان مجرد وسيلة للسيطرة؟ هل كانت الكلمات التي استخدمها، "ملكية"، "انتماء"، "أمان"، مجرد قناع يخبئ وراءه نفس التعامل مع الآخرين؟ تذكر كلمات ليو القديمة عن أن ديمون "لا يظهر مشاعر حقيقية"، وأن "اهتمامه مجرد تلاعب". كم كانت هذه الكلمات حقيقية، وكم كان دومينيك أعمى؟
شعر بغضب يتصاعد داخله، غضب من ديمون لخداعه، وغضب من نفسه لكونه ساذجًا جدًا. لقد كشف عن قلبه، عن أعمق مشاعره، ثم اكتشف هذا. كان يشعر بالذل، وبالاستغلال. كل لحظة من اللذة، كل كلمة حانية، كل لمسة دافئة، بدت الآن وكأنها جزء من خطة محكمة لربطه به، بينما كان ديمون يحتفظ بأسراره، وربما بمشاعر حقيقية لشخص آخر.
رفض دومينيك فتح هاتفه، خشية أن يرى رسالة من ديمون. لم يكن يعرف كيف سيتصرف عندما يرى وجه ديمون مرة أخرى. هل سيكذب عليه؟ هل سيخبره أنه رآه؟ وهل سيكشف ديمون عن حقيقته؟ أم أنه سيستمر في التظاهر بأن كل شيء طبيعي؟
بقية اليوم قضى دومينيك في حلقة مفرغة من التفكير. لم يستطع الدراسة، لم يستطع الأكل. كان الضوء يتقلص خارج نافذته، لكن الظلام في قلبه كان يتزايد. هل يجب أن يواجه ديمون؟ هل يجب أن يطالبه بتفسير؟ أم يجب أن ينسحب، ويختفي من حياته؟ لكن فكرة الابتعاد عن ديمون كانت مؤلمة بقدر فكرة البقاء معه والخوف من الخداع. لقد وقع في الحب، وهذا الحب، حتى لو كان موجهاً لرجل بارع في التلاعب، كان حقيقياً بالنسبة له.
كانت هذه الصدمة بمثابة استيقاظ مؤلم لدومينيك. لقد أدرك أن عالم ديمون ليس بسيطًا كما جعله يعتقد، وأن هناك طبقات من الأسرار والتعقيدات لم يفهمها بعد. وكانت هذه الطبقات تتضمن، بشكل غير متوقع، صديقه المقرب، ليو.
مع حلول الليل، وتلقيه رسالة ديمون المعتادة: "جاهز للجلسة؟"، شعر دومينيك ببرودة في عموده الفقري. لم يكن يعرف كيف سيواجه ديمون الليلة، وماذا سيخبره، أو كيف سيتصرف. كانت تلك اللحظة التي سيتعين عليه فيها مواجهة الحقيقة التي رآها، وحقيقة مشاعره المتضاربة.
بعد تردد مرير، حزم دومينيك أمره. لم يكن يستطع الاستمرار في هذه الدوامة من الشك. كان عليه أن يواجه ديمون، أن يرى رد فعله، وأن يحاول فهم ما يجري. لم يكن يعرف ما الذي سيقوله، أو كيف سيبدأ، لكن جسده كان يتحرك من تلقاء نفسه نحو قصر ديمون، مدفوعاً بفضول مؤلم وحاجة ملحة للوضوح.
وصل إلى القصر، ودخل كالمعتاد. لم يكن هناك أحد في المدخل، مما زاد من شعوره بالتوتر. صعد السلالم إلى جناح ديمون، قلبه يدق بعنف في صدره. فتح الباب ببطء.
كان ديمون واقفًا في منتصف الغرفة، يرتدي بنطالًا أسود وقميصًا حريريًا مفتوح الأزرار، يبدو هادئًا وقويًا كالعادة. رفع رأسه عندما سمع صوت الباب، وعيناه العميقتان التقت بعيني دومينيك. لم يكن هناك أي ترحيب خاص، فقط تلك النظرة المعتادة من التركيز والملكية.
"أهلاً بك، دومينيك،" قال ديمون، صوته رتيبًا. "كنت أنتظرك."
لم يكن دومينيك يعرف كيف يبدأ. الكلمات تلاشت من حلقه. بقي واقفًا عند المدخل، عاجزًا عن الحركة.
نظر ديمون إليه نظرة طويلة، ثم خطى خطوة نحو دومينيك. "ما الأمر، صغيري؟ تبدو مضطربًا. هل حدث شيء؟" كانت نبرته هادئة، لكنها كانت تحمل تلميحًا بالوعيد، وكأنه يقرأ الأفكار.
أخذ دومينيك نفسًا عميقًا، وحشد كل شجاعته. "سيدي..." بدأ، صوته بالكاد مسموع. "لقد رأيتك اليوم."
توقف ديمون عن الحركة. ظلت تعابير وجهه جامدة، لكن هناك وميضًا خفيًا مر في عينيه. "رأيتني؟ أين؟" كانت نبرته لا تزال هادئة بشكل مخيف.
"في المقهى،" قال دومينيك، وقد اكتسبت كلماته بعض القوة. "مع ليو."
ساد صمت ثقيل. كانت عينا ديمون ثابتتين على دومينيك، تراقبان كل رد فعل. لم يحاول ديمون إنكار الأمر، بل بقي صامتًا، يدرس دومينيك.
"ماذا كنت تفعلان هناك؟" سأل دومينيك، صوته يحمل مزيجًا من الألم والاتهام. "ولماذا لم تخبرني؟ ولماذا... لماذا كنت تبتسم له هكذا؟" كانت كلماته الأخيرة تخرج بسرعة، كأنها تيار من الغيرة المكبوتة. "كنت تبتسم له... بنفس الطريقة التي تبتسم لي بها عندما نكون وحدنا!"
لم تكن نظرة ديمون تحمل غضبًا، بل كانت أقرب إلى... الإدراك. كأنه كان يتوقع هذا السؤال، وخطط له مسبقًا.
خطا ديمون خطوة أخرى نحو دومينيك، ووضع يده بقوة على كتف دومينيك، يضغط بلطف، لكن بقوة. "دومينيك،" قال ديمون، وصوته عميق، وكل كلمة كانت تحمل قوة لا تقاوم. "ما تراه... ليس كل ما هو موجود. وهل يعقل أن تشك في ولائي لك بعد كل ما قدمته لك؟ بعد كل ما أخبرتك به؟"
"ولائك؟" سأل دومينيك، صوته يرتفع، الألم يتحول إلى إصرار. "كيف يمكنك أن تتحدث عن الولاء عندما تمنح تلك الابتسامة، تلك اللحظات الخاصة بنا، لشخص آخر؟ هذا ليس مجرد 'عمل' يا سيدي! أنا أعرف الفرق. الابتسامة التي رأيتها على وجهك... كانت خاصة! واللمسة على ذراعك... كان لها معنى. أنت تمنح ليو جزءًا من الحميمية التي أخبرتني أنها حصريًا لي! هذا... هذه خيانة، يا ديمون!"
كلمة "خيانة" ضربت في جو الغرفة. وجه ديمون، الذي كان جامدًا، تحول إلى قسوة. عيناه تضيقت، لكنه لم يصرخ. "أنت تبالغ في رد فعلك. أنت لا تفهم عالمي. وهذا ليس من شأنك."
"بل هو من شأني!" صرخ دومينيك، متجاهلاً التهديد الخفي في نبرة ديمون. "لقد اعترفت لك بحبي! وقد 'قبلت' ذلك، بطريقتك! أخبرتني أنني ملكك، وأنني آمن، وأن ما بيننا لا يشاركه أحد. لكنك تمنح أجزاء من 'ما بيننا' لصديقي المفضل! هذا ليس ولاءً، وهذا ليس حباً! هذا هو... هذا تلاعب!"
تقدم ديمون خطوة أخرى، وهالته أصبحت مظلمة ومهددة. "أنت تتجاوز حدودك، دومينيك. أنت تتحدى سيدك."
"أنا لا أتحدى سيدًا يخون ثقتي!" قال دومينيك، وعيناه تلمعان بالدموع لكنه لم يعد يرتجف. "أنا لا أفهم! لماذا تفعل هذا؟ لماذا تجعلني أشعر بأنني الوحيد، ثم أرى ذلك؟ أنا أؤمن بما شعرت به، وبما قلته لك. ولكنك... أنت تكذب علي. أنت تتلاعب بي. لا يمكنني... لا يمكنني الاستمرار هاضمًا كل هذا."
نظر ديمون إليه، وكانت عيناه الباردتان تدرسان وجه دومينيك بحدة. لم يعتد على هذا التمرد. "دومينيك،" قال ديمون، وصوته أصبح مخيفًا، "عليك أن تثق بي. ما رأيته..."
"لا!" قاطعه دومينيك بحدة لم يسبق لها مثيل. "لقد ثقت بك! لقد منحتك كل ما أملك! لكنك كذبت علي بشأن التفرد. لا أستطيع أن أثق بك عندما أرى هذا. لم أعد أستطيع."
ساد صمت طويل، كثيف، في الغرفة. كان ديمون ينظر إلى دومينيك، كأنه يرى شخصًا غريبًا أمامه. هذه ليست الطاعة التي اعتادها، ولا الخضوع الذي طالما زرعه. لقد كسر دومينيك حاجز الخوف، وتحدى سيطرته.
"إذن ماذا تقترح أن تفعل، يا دومينيك؟" سأل ديمون، صوته خفيض، لكنه يحمل تهديدًا لم يتم تلوينه بالكامل.
أخذ دومينيك نفسًا عميقًا، وشعر بقوة غريبة تسري في عروقه. ربما كان الحب الذي يشعر به هو مصدر هذه القوة، القوة التي جعلته يرفض أن يُخدع أكثر. "أنا... أنا لا أستطيع أن أكون هنا الآن،" قال دومينيك، بصوت أكثر ثباتًا مما توقعه هو نفسه. "لا أستطيع أن أكون معك وأنا أشك في كل كلمة تقولها، وكل لمسة تمنحها. ما رأيته اليوم... غير كل شيء. أنا بحاجة إلى... إلى أن أبتعد. لأفهم ما هو حقيقي وما هو مجرد كذبة."
لم يتحرك ديمون. كانت عيناه تتبعان دومينيك وهو يلتفت، متجاهلاً سيطرة ديمون المطلقة، متجاهلاً وجوده المهدد. مشى دومينيك نحو الباب، يشعر بقلبه ينزف، لكن بعزم غير متوقع.
"دومينيك!" نادى ديمون بصوت عالٍ، لأول مرة فيه غضب صريح. "لا يمكنك المغادرة هكذا!"
لكن دومينيك لم يتوقف. أمسك بمقبض الباب، وشعور مؤلم بالحرية، مختلطًا بالخسارة، يغمره. "لا أستطيع أن أبقى، يا ديمون،" قال دومينيك، دون أن يستدير. "حتى تفهمني... أو حتى أتمكن أنا من فهمك."
فتح الباب، وخرج من الغرفة، وترك ديمون واقفاً في صمت الغرفة، يراقب اختفاءه، معبرًا عن غضب وقوة لم تكن لتُستفز عادة. كان هذا انفصالًا، ليس فقط جسديًا، بل روحيًا. وكان دومينيك يعلم أنه، لأول مرة منذ وقت طويل، قد اتخذ قرارًا خاصًا به تمامًا.
صوت إغلاق الباب تردد في أرجاء الجناح الواسع، وكأنه رعد أصم داخل جمجمة ديمون. بقي ديمون واقفًا في مكانه لثوانٍ، جامدًا، لا يصدق ما حدث للتو. لقد غادر دومينيك. غادر.
ارتعشت زاوية فم ديمون بشكل لا يكاد يرى. لم يكن يتوقع هذا. لم يتوقع هذه الدرجة من التحدي، وهذا الرفض المطلق لسلطته. لم يسبق لأحد أن تجرأ على تحديه بهذا الشكل، ناهيك عن التراجع عن قبضته. كان دومينيك ملكه. قطعة الأثاث التي صاغها بعناية، الكائن الذي أفرغ روحه فيه ليمتلئ بديمون فقط.
وفجأة، تحول وجه ديمون إلى تعابير لا يعرفها دومينيك. تلاشت الصلابة الهادئة، وحل محلها غضب مظلم، بارد، مدمر. تضيقت عيناه السوداوان، واشتد فكه لدرجة أن عضلاته برزت بوضوح.
"لا يمكن أن يغادر،" همس ديمون، صوته أجش، يحمل نبرة تهديد عميق، ليس لدومينيك الغائب، بل للعالم الذي سمح بحدوث هذا. "لا يمكنه أن يتركني."
في لحظة من الغضب المكبوت، لكم ديمون الحائط المجاور له بقوة هائلة. ترددت ضربة مدوية في الغرفة، وظهر صدع خفيف في الجص. لم يشعر ديمون بالألم. كان الألم الحقيقي يكمن في إدراك أن سيطرته قد فشلت. أن ما كان يعتبره ملكية مطلقة قد اهتز. لقد اعترف دومينيك بحبه له، وهذا كان من المفترض أن يربطه به للأبد، يجعله أكثر خضوعًا. لكن بدلاً من ذلك، استخدم دومينيك هذا الحب ليواجهه، ليتحدى، ليهرب.
مرر ديمون يده على وجهه، ثم رفع رأسه، ينظر إلى الباب المغلق بنظرة مفترس فقد فريسته الأثمن. لم يكن الأمر يتعلق بالسيطرة الجسدية فقط، بل بالسيطرة النفسية والعاطفية الكاملة التي بناها ببراعة حول دومينيك. لقد شعر وكأنه فقد جزءًا من نفسه، جزءًا كان يعتقد أنه يمتلكه بالكامل. كانت الخسارة حقيقية، لاذعة، وأثارت فيه غضبًا وحشيًا لم يكن يظهره كثيرًا.
ثم، في لحظة من اليأس الغريب الذي لم يسمح لنفسه به قط، سار ديمون بسرعة إلى البار، سكب لنفسه كأساً من الويسكي، وجرعه دفعة واحدة. لم يساعد. رماه على الأرض، فتحطم الزجاج بصوت عالٍ.
تراجع ديمون ببطء إلى وسط الغرفة، ونظر حوله. كل شيء كان في مكانه. الفخامة، السيطرة، القوة. لكن هناك فراغًا لا يرى بالعين. فراغ حيث كان يجب أن يكون دومينيك، خاضعًا، مستسلمًا، عاشقًا.
"دومينيك،" همس ديمون مرة أخرى، اسمه يخرج كحشرجة من أعماق صدره. لم يكن هذا مجرد غضب، بل إحساس بالخسارة الكاملة، كما لو أن شيئًا ثمينًا وهشًا قد تحطم بين يديه. "لن تنجو بهذا. أنت ملك لي. وستعود."
كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها ديمون بأن السيطرة قد أفلتت من بين يديه بهذا الشكل. لقد كان واثقاً من أن دومينيك سيستسلم، لكنه اختار التمرد. كانت هذه لحظة مفصلية لديمون، حيث شعر لأول مرة بطعم حقيقي للخسارة، ولرفض من شخص كان يظنه في قبضته تمامًا. لقد فقد دومينيك. وهذا، في عالمه، كان إهانة لا تغتفر، وخسارة لا يمكن احتمالها.
يتبع.......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
مباشرة بعد الليلة السابقة، استدعى ديمون دومينيك إلى مكتبه. لم يكن هناك حديث عن العقد، أو عن البنود، بل كانت مجرد كلمات هادئة ذات نبرة مالكة. "دومينيك،" قال ديمون، وهو يمسك فنجان قهوة، "أريدك أن تفهم شيئاً. ما بيننا... خاص. إنه يتجاوز الكلمات أو العقد. أنا أهتم بك. أنا أعتني بك. وهذا يعني أنني لن أسمح لأي شيء أو أي شخص بتخريب ما نبنيه." كانت عيناه مثبتتين على دومينيك، نظرة شديدة التركيز جعلت دومينيك يرتجف، ليس خوفاً، بل من قوة ديمون الجذابة. "أريدك أن تنسى كل التحذيرات، كل الشكوك. هنا، أنت في أمان. أنت ملك لي، وأنا أحمي ملكياتي." كانت هذه الكلمات، التي جاءت بعد جلسة حسية بالغة القوة، كافية لتسكن أي صوت داخلي متبقٍ من الشك. كانت نبرة ديمون، على الرغم من سيطرتها، تحمل لمسة من الاهتمام لم يكن دومينيك ليتوقعها من رجل مثل ديمون. لقد أصبحت تلك الكلمات هي الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها.
مرت الأيام والأسابيع بعد تلك الليلة، وتحديدا أسبوعان كاملان. في كل يوم، كان دومينيك يغرق أعمق في عالم ديمون. لم تكن جلساتهما مجرد طقوس خضوع، بل تطورت لتصبح أكثر حميمية وتعقيداً، حيث دمج ديمون بين السيطرة المطلقة واللمسات التي بدت لدومينيك "حانية" و"مهتمة".
كان ديمون يمارس سيطرته ببراعة، ليس فقط في غرفة اللعب، بل في كل جانب من حياة دومينيك. كانت اتصالاته شبه منتظمة، يطمئن عليه، يسأل عن دراسته، عن يومه. بدا وكأنه يراقبه، لكن دومينيك فسر ذلك على أنه اهتمام حقيقي. "هل تناولت فطورك، دومينيك؟" "هل ذاكرت جيدًا للامتحان؟" "لا ترهق نفسك." هذه الجمل البسيطة، التي كانت في الأساس طرقاً لضمان سيطرته الكاملة ومراقبة تفاصيل حياة دومينيك، اعتبرها دومينيك إشارات رومانسية. لم تكن مجرد أسئلة من سيد لخاضع، بل كانت من وجهة نظره تعبيراً عن قلق عميق، عن حنان يتجاوز حدود علاقتهما المعلنة.
تخللت الجلسات الجنسية القوية لحظات من التقارب غير المتوقع. بعد كل جلسة، كان ديمون يحتضن دومينيك، يمرر أصابعه في شعره، يقبّل جبينه. كانت هذه اللمسات، التي كانت في الأساس جزءاً من "الرعاية اللاحقة" التي يقوم بها السيد مع خاضعه، تبدو لدومينيك كقمة الحميمية. لم تكن مجرد جسدية، بل كانت تلامس روحه، وتجعله يشعر بالأمان والحب. كان ديمون يُظهِر "أوجهاً" لم يكن يتوقعها: أحياناً كان يقرأ بصمت بينما دومينيك بجانبه، أو يتناولان وجبة خفيفة معاً في وقت متأخر من الليل، أو يناقشان فكرة أكاديمية خطرت لدومينيك. هذه اللحظات العابرة، الخالية من الأوامر المباشرة، هي التي رسخت في ذهن دومينيك فكرة أن ديمون يكن له مشاعر تتجاوز السيطرة.
خلال هذين الأسبوعين، تحولت أفكار دومينيك تماماً. لقد اختفى شبح تحذيرات ليو وغموض رائحة ديمون عليه تماماً. كان ديمون يملأ كل مساحة في قلبه وعقله. أدرك دومينيك أنه قد وقع في حب هذا الرجل المعقد، هذا السيد الغامض الذي يُظهر له جانباً من الحنان لم يتوقعه. كان الحب الذي يشعر به قوياً، ساحقاً، ومربكاً في آن واحد. كان يعلم أن ديمون لم يستخدم كلمة "أحبك" قط، لكنه كان مقتنعاً بأن أفعال ديمون، ونظراته، واهتمامه به، كانت تعادل ألف كلمة حب.
في صباح اليوم الأخير من الأسبوعين، استيقظ دومينيك بقلب يفيض بمشاعر لم يعد بإمكانه كبتها. الحب لديمون لم يعد مجرد شعور، بل أصبح حقيقة راسخة في كيانه. كان بحاجة إلى التعبير عنها، إلى الاعتراف بها، حتى لو كانت العلاقة بينهما غير تقليدية. شعر بأن الاعتراف بحبه لديمون سيأخذ علاقتهما إلى مستوى جديد، مستوى من الشفافية والعمق، يتجاوز حدود السيطرة والخضوع.
كانت فكرة الاعتراف بالحب لديمون، الذي كان يسيطر عليه بكل معنى الكلمة، مخيفة بقدر ما هي محفزة. ما هو رد فعله؟ هل سيتقبل ذلك؟ هل سيعتبره ضعفاً؟ أم أنه سيُظهر جانباً آخر من شخصيته لم يره دومينيك بعد؟ قضى دومينيك اليوم كله في حالة من الترقب، يراجع الكلمات المناسبة، ويُعيد صياغتها في ذهنه. كان يعلم أن هذه اللحظة ستغير كل شيء بينهما. كان يخاطر بكل شيء، لكنه لم يستطع أن يفعل غير ذلك. فالحب الذي يشعر به لديمون كان أقوى من أي خوف أو تردد.
عندما وصل إلى قصر ديمون في المساء، كان التوتر يسيطر على كل خلية في جسده. كانت الأضواء الخافتة في المدخل، والهدوء الذي يلف المكان، يزيدان من إحساسه بضخامة هذه اللحظة.
دلف دومينيك إلى غرفة ديمون، التي بدت أكثر فخامة وهدوءًا من أي وقت مضى. كان ديمون واقفًا أمام نافذة كبيرة تطل على حديقة القصر، يرتدي قميصًا داكنًا أنيقًا. بدا كأنه يتأمل شيئًا بعيدًا، وهالته المعتادة من الغموض والقوة تحيط به.
"مساء الخير، سيدي،" قال دومينيك، صوته يحمل اهتزازًا طفيفًا لم يستطع إخفاءه.
استدار ديمون ببطء، وعيناه العميقتان التقتا بعيني دومينيك. لم يكن فيهما أي شيء سوى الهدوء المعتاد، والتركيز. "مساء الخير، دومينيك. هل أنت مستعد لجلسة اليوم؟" كانت نبرته هادئة، خالية من أي توتر، وكأن هذا المساء سيكون كأي مساء آخر.
لكن دومينيك لم يكن مستعداً لجلسة عادية. كانت الكلمات تتجمع على طرف لسانه، تشق طريقها للخروج. أخذ نفسًا عميقًا، وخطا خطوة إلى الأمام، وقلبه يدق بعنف في صدره.
"في الواقع، سيدي... هناك شيء أريد أن أتحدث معك فيه أولاً،" قال دومينيك. كانت كلماته تخرج بصعوبة، لكنه كان مصمماً.
رفع ديمون أحد حاجبيه ببطء، نظرة فضول خفيفة ارتسمت على وجهه. "أمر؟" كانت كلمة باردة، لا ترحب بأي انحراف عن الروتين المعتاد.
بلع دومينيك ريقه. حان الوقت.
"سيدي..." بدأ دومينيك، صوته بالكاد مسموع، لكنه اكتسب قوة مع كل كلمة. "في هذه الأسابيع... لقد شعرت... لقد شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. لقد علمتني الكثير. وقد... لقد وقعت في حبك، يا ديمون."
ساد صمت عميق في الغرفة. كانت كلمات دومينيك تتردد في الهواء، ثقيلة، حقيقية، وعارية تمامًا. نظر ديمون إلى دومينيك نظرة طويلة، عميقة، لا يمكن لدومينيك أن يقرأها. لم تكن هناك مفاجأة في عينيه، ولا صدمة، فقط... هدوء شديد. كان ديمون واقفًا بثبات، يداه متشابكتان خلف ظهره، وكأنه تمثال من الرخام.
تحول الصمت إلى ما هو أشبه بالضغط، وكل ثانية تمر كانت تزيد من توتر دومينيك. هل أخطأ؟ هل كان هذا الخطأ الذي لا يُغتفر؟
ثم، تحرك ديمون ببطء. خطا خطوة، ثم أخرى، حتى أصبح أمام دومينيك مباشرة. مد يده، ورفع ذقن دومينيك بإصبع واحد، ليرفعه ليواجه عينيه. كانت نظرة ديمون مكثفة، وكأنه يخترق روح دومينيك، يقرأ كل أفكاره ومشاعره.
"الحب،" قال ديمون، وصوته خفيض جدًا، عميق، وكأنه همسة قادمة من أعماق الأرض. لم تكن كلمة سؤال، بل بيان، تأكيد. "الحب هو كلمة معقدة يا دومينيك. كلمة تُساء فهمها غالبًا في عالمك. لكنني أرى ما تقصده."
مرر ديمون إبهامه برفق على شفتي دومينيك المرتجفتين، في لمسة أرسلت قشعريرة عبر جسد دومينيك كله.
"أرى ثقتك بي،" تابع ديمون، وهو يثبت عينيه في عيني دومينيك. "أرى استسلامك الكامل. أرى كيف أصبحت تنتمي لي بكل جزء في كيانك. وهذا... هذا هو ما كنت أبحث عنه يا دومينيك. هذا هو جوهر علاقتنا. أن تكون لي، وأن أعتني بك بكل طريقة ممكنة. هذا هو رابطنا الخاص."
لم يقل "أنا أحبك". لم يستخدم كلمة "حب" ليرد بها على اعتراف دومينيك. بدلاً من ذلك، أعاد ديمون تعريف "الحب" ضمن سياق علاقتهما الخاصة. لقد حول اعتراف دومينيك إلى تأكيد على الخضوع، والملكية، والثقة المطلقة، وهي الأمور التي يراها ديمون "حبًا" من وجهة نظره المسيطرة. لكن نبرته كانت دافئة، ولطيفة بما يكفي ليفسرها دومينيك على أنها موافقة.
"نعم، سيدي،" همس دومينيك، وقد غلبه الانفعال. كانت عيناه تلمعان بالدموع. "أنا... أنا لك."
ابتسم ديمون ببطء، ابتسامة نصر خفية، لكنها بدت لدومينيك ابتسامة فهم وحنان.
"إذن... لنقم بذلك يا دومينيك،" قال ديمون، وهو يمسك بيد دومينيك ويوجهها نحو خصره. "لتثبت لي مدى عمق انتمائك لي الليلة." كانت هذه عودة مباشرة إلى طبيعة علاقتهما الجسدية والسيطرة، ولكن دومينيك لم يرَ فيها سوى تأكيد على القبول والتقارب.
تلاشى كل توتر دومينيك، وانساب في جسده شعور عميق بالسكينة. لقد اعترف بحبه، وديمون قبله، بطريقته الخاصة، وأعاد التأكيد على الرابط بينهما. كان كل شيء على ما يرام. أو هكذا اعتقد دومينيك.
بخطوات واثقة ومسيطرة، قاد ديمون دومينيك إلى وسط الغرفة. لم يكن هناك حديث إضافي، فقط نظرات مركزة وأوامر صامتة نقلتها يداه. سحب ديمون قميص دومينيك من فوق رأسه بلطف، ثم انحنى ليخلع حذاءه وجواربه. كانت كل لمسة مُلكية، وكل حركة مدروسة، وكأن ديمون يؤكد سيطرته على دومينيك ليس فقط بكلماته، بل بوجوده، بلمساته، وبطريقته في جعله ينقاد دون تفكير.
"اجلس هنا،" أمر ديمون بصوت أجش، مشيرًا إلى كرسي جلد أسود أنيق، مختلف عن المقعد الخشبي المعتاد. كان الكرسي مريحًا وواسعًا، ولكنه أيضًا كان يحد من حركة دومينيك. عندما جلس دومينيك، شعر بيد ديمون تدس من خلف ظهره، تربط معصميه برفق إلى مساند الذراعين بوشاح حريري ناعم. لم تكن قيودًا قاسية، بل كانت تثبيتًا لطيفًا، وعدًا بأن هذه الليلة ستكون مختلفة قليلاً، أكثر حميمية، أكثر "رومانسية" بطريقة ديمون.
انحنى ديمون أمامه، وأزاح شعر دومينيك عن جبينه، ثم قبل رأسه برفق. "كل شيء سيكون على ما يرام، يا صغيري. أنت ملك لي." هذه الجملة، التي كانت تختتم كل جلسة تقريبًا، حملت هذه المرة معنى أعمق لدومينيك. لقد أصبحت تعني "أنا أقبلك كما أنت، بمشاعرك، لأنك لي."
بدأ ديمون في تدليك قدمي دومينيك ببطء، بلمسات احترافية هادئة. لم يكن هذا جزءًا من روتينهم المعتاد، وكان هذا الاهتمام غير المتوقع يجعل قلب دومينيك ينبض بقوة أكبر. كانت لمسات ديمون عميقة ودافئة، تسرق أي توتر متبقٍ في عضلات دومينيك. استلقى دومينيك في الكرسي، مستسلمًا تمامًا، وأغمض عينيه، مستمتعًا بالهدوء الغريب الذي اجتاحه. كان ديمون هنا، يعتني به، يقبله.
"أنت متوتر،" همس ديمون، يده تنتقل من قدم دومينيك لتصعد ببطء على طول ساقه. "دعني أحررك من ذلك."
مررت يدا ديمون على فخذي دومينيك، ثم إلى خصره، حيث فك رباط بنطاله ببطء وبمهارة. انزلق البنطال والملابس الداخلية عن جسد دومينيك، ليكشفا عن عضوه المنتصب بالفعل. هذه المرة، لم يكن هناك أمر صريح بالاستسلام، بل كان هناك انتظار. كان ديمون يراقب دومينيك، يدرس رد فعله، وكأنه يختبر عمق استسلامه الجديد.
ثم، انحنى ديمون وقبّل عضو دومينيك، قبلة طويلة، عميقة، ممتدة. كان هذا الفعل، الذي أتبعه بلمسات فمه ولسانه، أعمق من مجرد إثارة جسدية. شعر دومينيك وكأن ديمون يبتلعه بالكامل، يمتلكه. كانت أنفاسه تتسارع، وجسده ينتفض في الكرسي. كان ديمون بارعاً في إغراقه بالمتعة، ليمحو أي أثر للشك أو التفكير من ذهنه.
وبينما كانت المتعة تتصاعد، همس ديمون بصوت أجش، كلمات كانت أشبه بوعود غير مكتملة، وعود بالملكية المطلقة التي كانت تترجم في ذهن دومينيك كحب: "أنت ملكي، يا دومينيك... فقط لي... لا يوجد شيء آخر... لا أحد آخر."
كانت هذه الأمسية تختلف عن سابقاتها. لم تكن هناك أدوات قاسية، أو أوامر صريحة تذكر. كانت اللذة تُقدم بلمسات حانية، وعناية دقيقة، ونظرات عميقة. كان ديمون يستخدم الحب الذي اعترف به دومينيك كأداة لربطه أعمق به، لجعله يشعر بأنه "محبوب" من خلال الخضوع المطلق، ومن خلال اهتمام ديمون المتملّك.
عندما وصل دومينيك إلى ذروته، كان جسده يرتعش بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وعقله خالٍ تمامًا من أي فكر سوى ديمون. كان يئن باسمه، ويتشبث بالوشاح الحريري الذي يقيد معصميه، بينما كان ديمون يمتص كل تنهيدة، كل شهقة، وكأنها تأكيد لانتصاره.
بعد أن هدأت التشنجات، بقي ديمون يحتضن دومينيك في الكرسي. فك الوشاح الحريري عن معصميه، وساعده على الانتقال إلى السرير. نام دومينيك تلك الليلة في أحضان ديمون، يشعر بالأمان، وبالانتماء، وبالحب. لم يكن هناك أي مجال للشك في قلبه. لقد كان مقتنعًا بأن ديمون يبادله المشاعر، بطريقته الخاصة، وبأن هذا هو نوع الحب الذي كان مقدراً له أن يجده.
في صباح اليوم التالي، استيقظ دومينيك ليشعر بذراع ديمون تحيط بخصره. كانت هذه اللحظات من التقارب الجسدي بعد الجلسات هي التي رسخت في ذهنه فكرة "العلاقة الرومانسية" التي كان يراها. ديمون، الذي كان غامضًا وباردًا مع العالم، كان دافئًا وحانيًا معه.
نظر دومينيك إلى وجه ديمون النائم، ملامحه هادئة ومسترخية بشكل غير معتاد. مد يده ولمس شعره برفق. شعر بنبضة من الحب النقي في صدره. لم يندم على اعترافه. بل شعر أنه قد اتخذ القرار الصحيح، وأن هذا الاعتراف سيجعل علاقتهما أقوى. كان يدرك أن علاقتهما ليست "طبيعية" بمعايير العالم الخارجي، لكنها كانت طبيعية تمامًا بالنسبة له الآن. كانت هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تهمه.
بعد بضع ساعات، بينما كان دومينيك في الجامعة لحضور محاضرته الصباحية، قرر أن يشتري قهوة من المقهى القريب. كانت خطواته خفيفة، وقلبه يفيض بالرضا والسعادة بعد ليلته مع ديمون. كان العالم يبدو أكثر إشراقاً، وكأن اعترافه بالحب قد أزال كل الغيوم.
عندما اقترب من المقهى، ورفع عينيه ليلقي نظرة خاطفة من خلال النافذة الزجاجية، تجمد في مكانه. سقطت ابتسامته، وتوقفت دقات قلبه.
من خلال النافذة، رأى ديمون جالسًا على طاولة جانبية في زاوية شبه مخفية. لكنه لم يكن وحده. كان يجلس قبالته ليو.
شعر دومينيك بصدمة عميقة. ماذا يفعلان معًا؟ هنا؟ في مقهى عادي؟ والأهم من ذلك، لماذا يبدوان... قريبين إلى هذا الحد؟
تجمد دومينيك مكانه، واختبأ خلف عمود إنارة، يراقبهما دون أن يراه أحد. كان ليو يميل إلى الأمام، يتحدث بحماس، وديمون يستمع إليه بانتباه، بوجه هادئ وخالٍ من أي تعابير تقريباً. لكن ما أثار قلق دومينيك، وما ضرب في صميم سعادته التي كان يشعر بها قبل لحظات، هو أنه لاحظ شيئًا: كان ديمون يبتسم ابتسامة خفيفة، نادرة، لم يرها دومينيك كثيرًا إلا عندما يكونان وحدهما، أو في لحظات نادرة جدًا من الحنان الموجه إليه. وما أضاف إلى اضطرابه، هو أن ليو مد يده عبر الطاولة، وربت على ذراع ديمون بلطف، ثم سحب يده بسرعة وكأنه لاحظ شيئًا. كانت حركة عابرة، لكنها بدت حميمة بشكل مزعج في نظر دومينيك. لم يكن هناك أي شيء صريح يشير إلى علاقة رومانسية بينهما، لكن قربهما، والابتسامة النادرة لديمون التي لم يكن يشاركها بسهولة، واللمسة العابرة، كانت كافية لتوقظ أقدم مخاوف دومينيك وتؤججها بقوة مضاعفة.
كانت هذه الصورة تضرب في صميم كل ما اختبره دومينيك الليلة الماضية، وفي صميم كل ما اعترف به لديمون. هل كان كل شيء مجرد خدعة؟ هل ديمون يعامل ليو بنفس الطريقة؟ هل هذا هو السبب وراء معرفة ليو العميقة بديمون؟ هل الحب الذي أظهره ديمون له... هو مجرد جزء من لعبة يمارسها مع الجميع؟
انسحب دومينيك بهدوء من أمام المقهى قبل أن يراه أي منهما. سار عائدًا إلى شقته، وشعور بالخيانة المؤلمة ينهش قلبه، تتداخل مع نشوة الحب التي كان يشعر بها قبل دقائق. كان رأسه يدور. كيف يمكن لديمون أن يكون هادئًا ولطيفًا معه، ثم يبتسم تلك الابتسامة الخاصة لصديقه؟ كانت هذه المرة، الشكوك أقوى وأكثر قسوة، لأنها جاءت بعد أن أفرغ دومينيك قلبه، وبعد أن شعر بأنه "محبوب" بطريقة ديمون.
لقد عاد دومينيك إلى نقطة الصفر، أو ربما إلى ما هو أسوأ. فقد أصبح الآن يحمل عبء الحب الذي اعترف به، مع عبء الشك الذي لم يستطع أن يطرد شبحه.
أغلق دومينيك باب شقته خلفه بقوة، وكأن الأقفال قادرة على احتواء العاصفة التي تضرب داخل روحه. سقط على أقرب مقعد، يمسك رأسه بين يديه، وصورة ديمون وليو تتردد في ذهنه بلا هوادة. كانت تلك الابتسامة، تلك اللمسة، تلك القرب... كخنجر غرز في قلبه الدافئ، الذي كان يفيض بالحب قبل لحظات.
"لا يمكن... لا يمكن أن يكون!" تمتم بصوت خافت، محاولًا إقناع نفسه. لكن الكلمات لم تكن كافية. كانت الحقيقة القاسية التي رآها تتناقض بشدة مع كل ما اختبره مع ديمون. ديمون، الرجل الذي لا يبتسم، الرجل الذي نادراً ما يظهر العاطفة، كان يشارك تلك اللحظة الحميمة مع ليو. ليو، الذي حذره منه مراراً وتكراراً.
بدأ دومينيك يراجع كل شيء. هل كانت "رعاية" ديمون مجرد تلاعب؟ هل "حبه" له كان مجرد وسيلة للسيطرة؟ هل كانت الكلمات التي استخدمها، "ملكية"، "انتماء"، "أمان"، مجرد قناع يخبئ وراءه نفس التعامل مع الآخرين؟ تذكر كلمات ليو القديمة عن أن ديمون "لا يظهر مشاعر حقيقية"، وأن "اهتمامه مجرد تلاعب". كم كانت هذه الكلمات حقيقية، وكم كان دومينيك أعمى؟
شعر بغضب يتصاعد داخله، غضب من ديمون لخداعه، وغضب من نفسه لكونه ساذجًا جدًا. لقد كشف عن قلبه، عن أعمق مشاعره، ثم اكتشف هذا. كان يشعر بالذل، وبالاستغلال. كل لحظة من اللذة، كل كلمة حانية، كل لمسة دافئة، بدت الآن وكأنها جزء من خطة محكمة لربطه به، بينما كان ديمون يحتفظ بأسراره، وربما بمشاعر حقيقية لشخص آخر.
رفض دومينيك فتح هاتفه، خشية أن يرى رسالة من ديمون. لم يكن يعرف كيف سيتصرف عندما يرى وجه ديمون مرة أخرى. هل سيكذب عليه؟ هل سيخبره أنه رآه؟ وهل سيكشف ديمون عن حقيقته؟ أم أنه سيستمر في التظاهر بأن كل شيء طبيعي؟
بقية اليوم قضى دومينيك في حلقة مفرغة من التفكير. لم يستطع الدراسة، لم يستطع الأكل. كان الضوء يتقلص خارج نافذته، لكن الظلام في قلبه كان يتزايد. هل يجب أن يواجه ديمون؟ هل يجب أن يطالبه بتفسير؟ أم يجب أن ينسحب، ويختفي من حياته؟ لكن فكرة الابتعاد عن ديمون كانت مؤلمة بقدر فكرة البقاء معه والخوف من الخداع. لقد وقع في الحب، وهذا الحب، حتى لو كان موجهاً لرجل بارع في التلاعب، كان حقيقياً بالنسبة له.
كانت هذه الصدمة بمثابة استيقاظ مؤلم لدومينيك. لقد أدرك أن عالم ديمون ليس بسيطًا كما جعله يعتقد، وأن هناك طبقات من الأسرار والتعقيدات لم يفهمها بعد. وكانت هذه الطبقات تتضمن، بشكل غير متوقع، صديقه المقرب، ليو.
مع حلول الليل، وتلقيه رسالة ديمون المعتادة: "جاهز للجلسة؟"، شعر دومينيك ببرودة في عموده الفقري. لم يكن يعرف كيف سيواجه ديمون الليلة، وماذا سيخبره، أو كيف سيتصرف. كانت تلك اللحظة التي سيتعين عليه فيها مواجهة الحقيقة التي رآها، وحقيقة مشاعره المتضاربة.
بعد تردد مرير، حزم دومينيك أمره. لم يكن يستطع الاستمرار في هذه الدوامة من الشك. كان عليه أن يواجه ديمون، أن يرى رد فعله، وأن يحاول فهم ما يجري. لم يكن يعرف ما الذي سيقوله، أو كيف سيبدأ، لكن جسده كان يتحرك من تلقاء نفسه نحو قصر ديمون، مدفوعاً بفضول مؤلم وحاجة ملحة للوضوح.
وصل إلى القصر، ودخل كالمعتاد. لم يكن هناك أحد في المدخل، مما زاد من شعوره بالتوتر. صعد السلالم إلى جناح ديمون، قلبه يدق بعنف في صدره. فتح الباب ببطء.
كان ديمون واقفًا في منتصف الغرفة، يرتدي بنطالًا أسود وقميصًا حريريًا مفتوح الأزرار، يبدو هادئًا وقويًا كالعادة. رفع رأسه عندما سمع صوت الباب، وعيناه العميقتان التقت بعيني دومينيك. لم يكن هناك أي ترحيب خاص، فقط تلك النظرة المعتادة من التركيز والملكية.
"أهلاً بك، دومينيك،" قال ديمون، صوته رتيبًا. "كنت أنتظرك."
لم يكن دومينيك يعرف كيف يبدأ. الكلمات تلاشت من حلقه. بقي واقفًا عند المدخل، عاجزًا عن الحركة.
نظر ديمون إليه نظرة طويلة، ثم خطى خطوة نحو دومينيك. "ما الأمر، صغيري؟ تبدو مضطربًا. هل حدث شيء؟" كانت نبرته هادئة، لكنها كانت تحمل تلميحًا بالوعيد، وكأنه يقرأ الأفكار.
أخذ دومينيك نفسًا عميقًا، وحشد كل شجاعته. "سيدي..." بدأ، صوته بالكاد مسموع. "لقد رأيتك اليوم."
توقف ديمون عن الحركة. ظلت تعابير وجهه جامدة، لكن هناك وميضًا خفيًا مر في عينيه. "رأيتني؟ أين؟" كانت نبرته لا تزال هادئة بشكل مخيف.
"في المقهى،" قال دومينيك، وقد اكتسبت كلماته بعض القوة. "مع ليو."
ساد صمت ثقيل. كانت عينا ديمون ثابتتين على دومينيك، تراقبان كل رد فعل. لم يحاول ديمون إنكار الأمر، بل بقي صامتًا، يدرس دومينيك.
"ماذا كنت تفعلان هناك؟" سأل دومينيك، صوته يحمل مزيجًا من الألم والاتهام. "ولماذا لم تخبرني؟ ولماذا... لماذا كنت تبتسم له هكذا؟" كانت كلماته الأخيرة تخرج بسرعة، كأنها تيار من الغيرة المكبوتة. "كنت تبتسم له... بنفس الطريقة التي تبتسم لي بها عندما نكون وحدنا!"
لم تكن نظرة ديمون تحمل غضبًا، بل كانت أقرب إلى... الإدراك. كأنه كان يتوقع هذا السؤال، وخطط له مسبقًا.
خطا ديمون خطوة أخرى نحو دومينيك، ووضع يده بقوة على كتف دومينيك، يضغط بلطف، لكن بقوة. "دومينيك،" قال ديمون، وصوته عميق، وكل كلمة كانت تحمل قوة لا تقاوم. "ما تراه... ليس كل ما هو موجود. وهل يعقل أن تشك في ولائي لك بعد كل ما قدمته لك؟ بعد كل ما أخبرتك به؟"
"ولائك؟" سأل دومينيك، صوته يرتفع، الألم يتحول إلى إصرار. "كيف يمكنك أن تتحدث عن الولاء عندما تمنح تلك الابتسامة، تلك اللحظات الخاصة بنا، لشخص آخر؟ هذا ليس مجرد 'عمل' يا سيدي! أنا أعرف الفرق. الابتسامة التي رأيتها على وجهك... كانت خاصة! واللمسة على ذراعك... كان لها معنى. أنت تمنح ليو جزءًا من الحميمية التي أخبرتني أنها حصريًا لي! هذا... هذه خيانة، يا ديمون!"
كلمة "خيانة" ضربت في جو الغرفة. وجه ديمون، الذي كان جامدًا، تحول إلى قسوة. عيناه تضيقت، لكنه لم يصرخ. "أنت تبالغ في رد فعلك. أنت لا تفهم عالمي. وهذا ليس من شأنك."
"بل هو من شأني!" صرخ دومينيك، متجاهلاً التهديد الخفي في نبرة ديمون. "لقد اعترفت لك بحبي! وقد 'قبلت' ذلك، بطريقتك! أخبرتني أنني ملكك، وأنني آمن، وأن ما بيننا لا يشاركه أحد. لكنك تمنح أجزاء من 'ما بيننا' لصديقي المفضل! هذا ليس ولاءً، وهذا ليس حباً! هذا هو... هذا تلاعب!"
تقدم ديمون خطوة أخرى، وهالته أصبحت مظلمة ومهددة. "أنت تتجاوز حدودك، دومينيك. أنت تتحدى سيدك."
"أنا لا أتحدى سيدًا يخون ثقتي!" قال دومينيك، وعيناه تلمعان بالدموع لكنه لم يعد يرتجف. "أنا لا أفهم! لماذا تفعل هذا؟ لماذا تجعلني أشعر بأنني الوحيد، ثم أرى ذلك؟ أنا أؤمن بما شعرت به، وبما قلته لك. ولكنك... أنت تكذب علي. أنت تتلاعب بي. لا يمكنني... لا يمكنني الاستمرار هاضمًا كل هذا."
نظر ديمون إليه، وكانت عيناه الباردتان تدرسان وجه دومينيك بحدة. لم يعتد على هذا التمرد. "دومينيك،" قال ديمون، وصوته أصبح مخيفًا، "عليك أن تثق بي. ما رأيته..."
"لا!" قاطعه دومينيك بحدة لم يسبق لها مثيل. "لقد ثقت بك! لقد منحتك كل ما أملك! لكنك كذبت علي بشأن التفرد. لا أستطيع أن أثق بك عندما أرى هذا. لم أعد أستطيع."
ساد صمت طويل، كثيف، في الغرفة. كان ديمون ينظر إلى دومينيك، كأنه يرى شخصًا غريبًا أمامه. هذه ليست الطاعة التي اعتادها، ولا الخضوع الذي طالما زرعه. لقد كسر دومينيك حاجز الخوف، وتحدى سيطرته.
"إذن ماذا تقترح أن تفعل، يا دومينيك؟" سأل ديمون، صوته خفيض، لكنه يحمل تهديدًا لم يتم تلوينه بالكامل.
أخذ دومينيك نفسًا عميقًا، وشعر بقوة غريبة تسري في عروقه. ربما كان الحب الذي يشعر به هو مصدر هذه القوة، القوة التي جعلته يرفض أن يُخدع أكثر. "أنا... أنا لا أستطيع أن أكون هنا الآن،" قال دومينيك، بصوت أكثر ثباتًا مما توقعه هو نفسه. "لا أستطيع أن أكون معك وأنا أشك في كل كلمة تقولها، وكل لمسة تمنحها. ما رأيته اليوم... غير كل شيء. أنا بحاجة إلى... إلى أن أبتعد. لأفهم ما هو حقيقي وما هو مجرد كذبة."
لم يتحرك ديمون. كانت عيناه تتبعان دومينيك وهو يلتفت، متجاهلاً سيطرة ديمون المطلقة، متجاهلاً وجوده المهدد. مشى دومينيك نحو الباب، يشعر بقلبه ينزف، لكن بعزم غير متوقع.
"دومينيك!" نادى ديمون بصوت عالٍ، لأول مرة فيه غضب صريح. "لا يمكنك المغادرة هكذا!"
لكن دومينيك لم يتوقف. أمسك بمقبض الباب، وشعور مؤلم بالحرية، مختلطًا بالخسارة، يغمره. "لا أستطيع أن أبقى، يا ديمون،" قال دومينيك، دون أن يستدير. "حتى تفهمني... أو حتى أتمكن أنا من فهمك."
فتح الباب، وخرج من الغرفة، وترك ديمون واقفاً في صمت الغرفة، يراقب اختفاءه، معبرًا عن غضب وقوة لم تكن لتُستفز عادة. كان هذا انفصالًا، ليس فقط جسديًا، بل روحيًا. وكان دومينيك يعلم أنه، لأول مرة منذ وقت طويل، قد اتخذ قرارًا خاصًا به تمامًا.
صوت إغلاق الباب تردد في أرجاء الجناح الواسع، وكأنه رعد أصم داخل جمجمة ديمون. بقي ديمون واقفًا في مكانه لثوانٍ، جامدًا، لا يصدق ما حدث للتو. لقد غادر دومينيك. غادر.
ارتعشت زاوية فم ديمون بشكل لا يكاد يرى. لم يكن يتوقع هذا. لم يتوقع هذه الدرجة من التحدي، وهذا الرفض المطلق لسلطته. لم يسبق لأحد أن تجرأ على تحديه بهذا الشكل، ناهيك عن التراجع عن قبضته. كان دومينيك ملكه. قطعة الأثاث التي صاغها بعناية، الكائن الذي أفرغ روحه فيه ليمتلئ بديمون فقط.
وفجأة، تحول وجه ديمون إلى تعابير لا يعرفها دومينيك. تلاشت الصلابة الهادئة، وحل محلها غضب مظلم، بارد، مدمر. تضيقت عيناه السوداوان، واشتد فكه لدرجة أن عضلاته برزت بوضوح.
"لا يمكن أن يغادر،" همس ديمون، صوته أجش، يحمل نبرة تهديد عميق، ليس لدومينيك الغائب، بل للعالم الذي سمح بحدوث هذا. "لا يمكنه أن يتركني."
في لحظة من الغضب المكبوت، لكم ديمون الحائط المجاور له بقوة هائلة. ترددت ضربة مدوية في الغرفة، وظهر صدع خفيف في الجص. لم يشعر ديمون بالألم. كان الألم الحقيقي يكمن في إدراك أن سيطرته قد فشلت. أن ما كان يعتبره ملكية مطلقة قد اهتز. لقد اعترف دومينيك بحبه له، وهذا كان من المفترض أن يربطه به للأبد، يجعله أكثر خضوعًا. لكن بدلاً من ذلك، استخدم دومينيك هذا الحب ليواجهه، ليتحدى، ليهرب.
مرر ديمون يده على وجهه، ثم رفع رأسه، ينظر إلى الباب المغلق بنظرة مفترس فقد فريسته الأثمن. لم يكن الأمر يتعلق بالسيطرة الجسدية فقط، بل بالسيطرة النفسية والعاطفية الكاملة التي بناها ببراعة حول دومينيك. لقد شعر وكأنه فقد جزءًا من نفسه، جزءًا كان يعتقد أنه يمتلكه بالكامل. كانت الخسارة حقيقية، لاذعة، وأثارت فيه غضبًا وحشيًا لم يكن يظهره كثيرًا.
ثم، في لحظة من اليأس الغريب الذي لم يسمح لنفسه به قط، سار ديمون بسرعة إلى البار، سكب لنفسه كأساً من الويسكي، وجرعه دفعة واحدة. لم يساعد. رماه على الأرض، فتحطم الزجاج بصوت عالٍ.
تراجع ديمون ببطء إلى وسط الغرفة، ونظر حوله. كل شيء كان في مكانه. الفخامة، السيطرة، القوة. لكن هناك فراغًا لا يرى بالعين. فراغ حيث كان يجب أن يكون دومينيك، خاضعًا، مستسلمًا، عاشقًا.
"دومينيك،" همس ديمون مرة أخرى، اسمه يخرج كحشرجة من أعماق صدره. لم يكن هذا مجرد غضب، بل إحساس بالخسارة الكاملة، كما لو أن شيئًا ثمينًا وهشًا قد تحطم بين يديه. "لن تنجو بهذا. أنت ملك لي. وستعود."
كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها ديمون بأن السيطرة قد أفلتت من بين يديه بهذا الشكل. لقد كان واثقاً من أن دومينيك سيستسلم، لكنه اختار التمرد. كانت هذه لحظة مفصلية لديمون، حيث شعر لأول مرة بطعم حقيقي للخسارة، ولرفض من شخص كان يظنه في قبضته تمامًا. لقد فقد دومينيك. وهذا، في عالمه، كان إهانة لا تغتفر، وخسارة لا يمكن احتمالها.
يتبع.......
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі