Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Eight: العرض
Chapter Eight: العرض
تركت كلمات ديمون بلاكوود دومينيك ريد متجمداً في مكانه، صدى "ثمن لفضولك... ثمن لانحرافك الكامن... المتوقد" يتردد في أذنيه. كانت يد ديمون بلاكوود قد ابتعدت عن مؤخرة رقبته، لكن الإحساس بلمسته ظل عالقاً، وكأن جلده كان قد نُقش بتلك الحرارة المخيفة. كانت نظرة ديمون بلاكوود المثبتة عليه، رغم هدوئها الظاهري، تخترق كل حواجزه، وتُشعل لهيباً غريباً في أحشاء دومينيك، يمزج بين الخوف والرغبة التي لم يعرفها من قبل.
انحراف كامن؟ تساءل دومينيك في ذهنه، بينما تشنجت عضلات جسده بالكامل. هل يرى شيئاً بداخلي لا أراه أنا؟ هل قرأني ككتاب مفتوح، فضح كل سر خفي؟ شعر بالعرى التام، ليس جسدياً، بل نفسياً، وكأن كل أفكاره الأكثر حرمة قد كُشفت أمامه.
مرت لحظات صمت ثقيلة، شعر دومينيك فيها وكأن الزمن توقف. لم يكن قادراً على الكلام، بالكاد على التنفس. كان كل وعيه مركزاً على ديمون بلاكوود، وعلى المعنى العميق الخفي وراء كلماته، والتي بدت وكأنها وعد بجحيم شخصي لا يقاوم.
سحب ديمون بلاكوود يده ببطء من رقبة دومينيك، وكأنما كان يقطع خيطاً غير مرئي من التوتر. تراجع خطوة، لكنه لم يكسر التواصل البصري. "لا تخف يا سيد ريد،" قال ديمون بلاكوود، صوته أصبح أقل همساً، لكنه ما زال يحمل نبرة مخملية. "أنا لا أقول هذا لأدينك، بل لأدعوك. لأدعوك لتجربة شيء حقيقي، شيء حيوي. شيء يوقظ الحواس ويكسر القيود التي لا تعلم أنها تقيدك."
ابتلعت دومينيك ريقه بصعوبة، وقد عاد إليه جزء من قدرته على الكلام. "ماذا تقصد بـ 'أدعو'؟ وأي قيود تتحدث عنها؟" كان صوته أجش، بالكاد يخرج، ويشعر بالحرارة تشتعل في أذنيّه.
ابتسم ديمون بلاكوود ببطء، ابتسامة عريضة هذه المرة، لكنها لم تصل إلى عينيه. كانت نظراته باردة ومحسوبة، كأنها تزن كل تفاعل في جسد دومينيك المتوتر. "أقصد يا سيد ريد، أن هذا الفضول الذي يدفعك، تلك الرغبات الخفية التي تجعلك تقرأ في الظل... كلها تحتاج إلى منفذ. تحتاج إلى توجيه. أنا أستطيع أن أكون هذا التوجيه. أستطيع أن أعطيك الإذن لتكون نفسك، أن تجرب كل ما يثير روحك."
تقدم ديمون بلاكوود مرة أخرى، ووضع يديه على حافة مكتبه، مائلاً بجسده فوق السطح اللامع، مما جعله يبدو ككيان مهيب. "هذه ليست مقابلة عمل، دومينيك. لم تكن أبداً كذلك." كانت نبرته حازمة، قاطعة أي أمل لدومينيك في التظاهر بأن هذا مجرد لقاء مهني. "لقد اجتذبتني فضولك، ونقاوتك، والشرارة التي رأيتها في عينيك. تلك الشرارة التي تتوق إلى الظلام، إلى ما هو أبعد من المألوف. أرغب في استكشافها معك. أرغب في أن أكون دليلك."
شعر دومينيك بأن دماً ساخناً اندفع إلى وجهه، ثم تراجع ليترك بشرته باردة وشاحبة، وقد بدأ جسده يرتجف بشكل طفيف لا يمكن السيطرة عليه. "تستكشف؟ ماذا تستكشف؟" سأل، وكأن لسانه أصبح ثقيلاً.
"أستكشف حدودك،" قال ديمون بلاكوود، كلماته تخرج ببطء، كل منها تحمل وزناً خاصاً. "أستكشف عمق رغباتك، حتى تلك التي تخجل منها أو تنكرها على نفسك. أستكشف إلى أي مدى أنت مستعد للذهاب من أجلي، ومن أجل ذاتك الحقيقية. أنا أستطيع أن أعطيك المتعة التي لم تعرفها، وأن أحررك من تلك القيود التي تراها حرية، لكنها في الواقع سجن لذاتك الحقيقية. هل ترغب في تلك الحرية، دومينيك؟ الحرية من كل ما يحدك؟ الحرية لتجرب كل شيء؟"
كانت عينا ديمون بلاكوود تحدقان في دومينيك بعمق، كأنه يمزق روحه. كانت هذه الكلمات ليست فقط مثيرة جنسياً، بل كانت تهديداً مباشراً لعالم دومينيك الذي يعرفه. كانت تدعوه لكسر كل حاجز، لتجاوز كل الحدود، للدخول إلى المجهول.
لم يستطع دومينيك أن ينكر الوقع الغريب لتلك الكلمات عليه. كانت مخيفة، مرعبة، لكنها في الوقت نفسه كانت تطلق عناناً لفضول جامح، لرغبة عميقة كان يخفيها حتى عن نفسه. لقد شعر وكأن ديمون بلاكوود يرى أعمق أسراره ويقبلها، بل ويرغب في تعزيزها، في إشعالها. كان جسده يتوق إلى شيء لا يفهمه، ينجذب نحو قوة ديمون بلاكوود التي لا تقاوم.
"ماذا يتطلب هذا؟" سأل دومينيك، صوته بالكاد يمثل همساً، وكان قلبه ينبض بقوة تكاد تخرج من صدره، ويشعر بأن أنفاسه أصبحت قصيرة ومتقطعة. "ماذا تريد مني بالضبط، سيدي بلاكوود؟"
ابتسم ديمون بلاكوود، وكانت تلك الابتسامة هذه المرة تحمل نبرة من الانتصار المخيف، ورضا عميق. "أريدك أن تستسلم لي، دومينيك. أن تخضع لي. أن تثق بي لأريك عالماً لم تحلم بوجوده. عالماً ستحصل فيه على كل ما تريده، ولكن وفقاً لشروطي. سأحدد القواعد، وأنت ستتبعها. سأرسم الحدود، وأنت ستلتزم بها. سأمتلك جسدك، وروحك... بكل ما يحملانه من خفايا ورغبات. وفي المقابل، سأمنحك كل ما يمكنني أن أقدمه، كل متعة، كل معرفة، كل إشباع لأعمق رغباتك."
تقدم ديمون بلاكوود وفتح درجاً من مكتبه، وأخرج منه مظروفاً سميكاً. "هذا، دومينيك، ليس مجرد عرض. إنه اتفاق. اتفاق يتطلب منك شجاعة نادرة لتقبله. شجاعة لتواجه نفسك الحقيقية. سأمنحك وقتاً للتفكير. عد إلى منزلك، اقرأه بتمعن، وفكر فيما تريده حقاً من الحياة، ومني. لا تقبل إلا إذا كنت مستعداً حقاً لترك عالمك القديم خلف ظهرك، والدخول إلى عالمي. لا تخذلني، دومينيك."
وضع ديمون بلاكوود المظروف بهدوء على المكتب بينهما. لم يفتحه، لكن دومينيك استطاع أن يرى حافة ورقة سميكة من الداخل. كان يعلم، بطريقة غريزية، أن ما بداخل هذا المظروف سيغير حياته إلى الأبد.
نهض دومينيك من كرسيه، يشعر وكأن جسده أصبح أثقل عدة مرات. أشار ديمون بلاكوود بيده نحو الباب، إشارة واضحة بأن وقت المقابلة قد انتهى. خرج دومينيك من المكتب في شبه ذهول، عابراً الممر الطويل والمصعد الفاخر دون أن يرى أي شيء حقاً، عقله مشتت تماماً. كانت يده ترتجف قليلاً وهو يمسك بالمظروف الثقيل الذي أعطاه إياه ديمون بلاكوود.
وصل إلى شقته ، وأغلق الباب خلفه بقوة، كأنما يحاول عزل نفسه عن العالم الذي تركه للتو. ألقى المظروف على الطاولة، وتراجع عنه لبضع خطوات، يتنفس بصعوبة. كان قلبه يدق بعنف، وكل حواسه متيقظة. كان هذا المظروف ليس مجرد ورقة، بل كان مفتاحاً لبوابة، وراءها عالم مجهول، ومخيف، ومثير بشكل لا يصدق.
ماذا لو كان هذا خطأ؟ فكر. ماذا لو كان فخاً؟ لكن في المقابل، كانت هناك نداء تلك الفضول الذي تحدث عنه ديمون بلاكوود، وشعور الرغبة الكامن الذي أيقظه بكلماته.
بعد دقائق بدت وكأنها ساعات، مد دومينيك يده المرتجفة نحو المظروف. كانت مادة الورقة سميكة وناعمة تحت أصابعه. فتحها ببطء شديد، وكأنما يفتح صندوق باندورا. سحب الأوراق من الداخل. كانت عدة صفحات، مطبوعة بخط واضح ورسمي، وتحمل شعاراً أسود وفضياً لامعاً في الأعلى: شعار بلاكوود العالمية.
عيناه جابت الكلمات الأولى في الصفحة الأولى، والتي كانت مكتوبة بخط عريض ومذهل، جعل قلبه يغوص إلى أسفل صدره:
"اتفاقية علاقة السيطرة/الخضوع"
شعر دومينيك بأن الأرض تدور به. هذا ما كان يعنيه ديمون بلاكوود! لم يكن الأمر يتعلق بالعمل، بل بهذا. بهذا العالم السري الذي قرأ عنه في الخفاء. بدأت يداه ترتجفان بشكل لا إرادي. دفعة من الخوف اجتاحته، لكن تحتها كان هناك تيار خفي من الإثارة المحظورة، يدفعه لقراءة المزيد.
"لا يمكن..." تمتم دومينيك، صوته بالكاد مسموع. أغمض عينيه بقوة، ثم فتحهما مرة أخرى، وكأن الكلمات ستختفي. لكنها لم تفعل. كانت واضحة، حقيقية، ومخيفة.
انزلق هاتفه من جيبه. ليو. كان ليو هو الوحيد الذي يمكنه التحدث إليه عن هذا. ليو الذي كان يعرف عن الكتاب. ليو الذي كان يعرف ديمون بلاكوود بطريقة ما.
بأصابع مرتعشة، ضغط دومينيك على اسم ليو في قائمة جهات الاتصال الخاصة به. دقة واحدة. دقة واحدة. ثم أجاب ليو، صوته مفعم بالقلق.
"دومينيك؟ هل أنت بخير؟" سأل ليو.
"ليو!" قال دومينيك، صوته يكاد يكون صرخة، ممزوجاً بالرعب والذهول. "أنا... أنا لا أعرف ماذا أفعل! لقد... لقد أعطاني ديمون بلاكوود شيئاً! إنه... إنه..." لم يستطع أن يكمل، كانت الكلمات عالقة في حلقه.
"ماذا؟ ماذا أعطاك؟" نبرة ليو كانت متوترة للغاية، وكأنما كان يتوقع شيئاً سيئاً.
"اتفاقية... اتفاقية علاقة..." تتردد دومينيك، ثم أخيراً نطقها، صوته يرتجف. "السيطرة/ الخضوع. ليو، ما هذا بحق الجحيم؟ ماذا يجب أن أفعل؟"

يتبع .....

إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Коментарі