Synopsis
Chapter One: اللمحة الاولى
Chapter Two: كشف الاسرار
Chapter Three: الخطوة الأولى
Chapter Four :خيوط العنكبوت
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
Chapter Six: في عرين الاسد
Chapter Seven: قواعد اللعبة
Chapter Five: الدعوة الى الشبكة
في أوريليا، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مكالمته المربكة مع ليو، بقي دومينيك واقفاً أمام الباب، نظره معلقاً على الكتاب الذي ما زال ملقى على الأرض. كان عقله يتسابق محاولاً فهم ما حدث. إذا لم يكن ليو، فمن؟ من هو هذا الشخص الذي يمتلك هذه المعرفة الغريبة عنه؟ تنهد بعمق، ثم التقط الكتاب ووضعه جانباً. على الرغم من الفضول الذي أثاره وصول الكتاب، إلا أن شعوراً غريباً بالريبة بدأ يتسلل إليه. من الواضح أن هناك شيئاً خاطئاً، لكنه لم يستطع أن يضع يده عليه.
قرر دومينيك أن يطرد الفكرة من رأسه مؤقتاً، ويعود إلى دراسته. كانت لديه واجبات صحافة لينهيها، وتقرير مهم عن شركات الشحن الدولية لم يكتمل بعد. جلس على مكتبه، وحاول التركيز على شاشة الكمبيوتر، لكن أفكاره ظلت تتشتت بين غلاف الكتاب الصريح، ونبرة ليو المتوترة، ونظرة ديمون بلاكوود الثاقبة في المكتبة. كلما حاول التركيز، كلما شعر بوخز خفيف على مؤخرة رقبته، كأن عيناً خفية تراقبه. هز رأسه، محاولاً نفي الشعور، لكنه ظل عالقاً.
في هذه الأثناء، في مكتب ديمون بلاكوود في وسط أوريليا، كانت زجاجات الويسكي الفاخر تلمع تحت أضواء مكتبه الخافتة. كان ديمون بلاكوود قد أنهى للتو مكالمة قصيرة مع جونيور، الذي أكد له أن الدعوة قد وصلت إلى دومينيك ريد بالفعل. ابتسامة خفيفة، لم تصل إلى عينيه الرماديتين، رسمت على شفتيه. لقد بدأت اللعبة.
"جميل،" تمتم ديمون بلاكوود لنفسه، وهو يرتشف رشفة من الكحول الذهبي. "الآن لنهيئ المسرح بشكل صحيح." كان يتخيل دومينيك وهو يفتح الصندوق، ويتخيل ارتباكه، ثم المكالمة التي أجراها مع ليو. كل خطوة كانت محسوبة، كل رد فعل متوقع. كان يستمتع بهذه الرقصة المعقدة من السيطرة.
رفع ديمون بلاكوود هاتفه مرة أخرى، وهذه المرة اتصل بليو. لم يمر وقت طويل حتى أجاب ليو، وكان صوته يحمل نبرة توتر خفيفة، يعرفها ديمون جيداً.
"ليو، أريدك في مكتبي بعد ساعة،" قال ديمون بلاكوود، صوته هادئ وثابت، لا يترك مجالاً للنقاش.
"في مكتبك، سيدي؟" سأل ليو، وحاول أن يبدو وكأنه يتفاجأ. "هل حدث أي شيء؟"
"ليس شيئاً يخصك، فقط حضورك مطلوب. كن هنا في الوقت المحدد." أنهى ديمون بلاكوود المكالمة دون انتظار رد ليو. لم يكن بحاجة إلى تبريرات.
وصل ليو إلى مكتب ديمون بلاكوود بعد ساعة بالضبط. كان يعرف المبنى جيداً، فلقد زاره عدة مرات من قبل، وفي ظروف مختلفة. طرق الباب بهدوء، ودخل بعد أن سمع إذن ديمون بلاكوود المقتضب. دخل ليو الغرفة، يشعر ببرودة غريبة تلتف حوله رغم دفء المكتب، كأن هواء المكان نفسه كان يحمل ثقل حضور ديمون بلاكوود.
كان ديمون بلاكوود يقف بجانب النافذة الكبيرة، يطل على منظر المدينة الصاخب. لم يلتفت إلى ليو عندما تحدث. "لقد أرسلت دعوة للسيد دومينيك ريد. سيأتي لإجراء مقابلة في مكتبي قريباً."
شعر ليو بقشعريرة تسري في عموده الفقري. لم يقل شيئاً، فقط أومأ برأسه، على الرغم من أن ديمون لم يكن يراه. كان عرق بارد يتجمع على جبينه.
استدار ديمون بلاكوود ببطء، وعيناه الرماديتان تخترقان ليو. كانت تلك العيون بلا مشاعر، تزن كل شيء. "وقد تلقى الكتاب الذي كان يقرأه. لقد تحدثت معه."
تجمد ليو، وابتلع ريقه بصعوبة. شعر بقلبه يدق بعنف في أضلاعه. "سيدي... أنا... لقد حاولت..."
رفع ديمون بلاكوود يداً واحدة، مقاطعاً إياه. "أعلم ما حاولت. ونجحت في ذلك، على ما يبدو. وهذا جيد. لكن أكرر تحذيري، ليو. دومينيك ليس جزءاً من لعبتك العادية. أي كلمة، أي تلميح، أي إشارة منك قد تفسد خططي، وستكون العواقب وخيمة عليك. أنت تفهمني جيداً، أليس كذلك؟" كانت نبرة ديمون بلاكوود هادئة، لكنها كانت محملة بتهديد لا لبس فيه، وتذكر ليو الأيام المظلمة التي مرت بها علاقتهما منذ خمس سنوات. كان صوته، على الرغم من هدوئه، مثل الحبل المشدود حول عنقه.
"أفهم تماماً يا سيدي. لن يخرج مني أي شيء. سأكون حذراً للغاية." قال ليو، صوته بالكاد مسموع، وعيناه لا تجرؤان على الابتعاد عن ديمون بلاكوود، الذي بدا كالصقر الجارح الذي يراقب فريسته.
"جيد." قال ديمون بلاكوود، وعاد بنظره إلى المدينة. "يمكنك الانصراف الآن."
تنفس ليو الصعداء الذي لم يكن يعلم أنه كان يحبسه، وانسحب من المكتب بسرعة، تاركاً ديمون بلاكوود وحده يخطط لخطواته التالية، وهو يبتسم ابتسامة خفية، يدرك أن قبضته على ليو أصبحت أشد من أي وقت مضى.
وفي اليوم التالي، وبينما كان دومينيك يغادر قاعة المحاضرات، توقف عند صندوق بريده في قسم الصحافة. تفاجأ بوجود مظروف أبيض سميك، يحمل شعاراً فضياً لامعاً في زاويته. لم يكن هذا بريداً جامعياً عادياً. أخذ المظروف، وقلبه يدق بفضول. في تلك اللحظة، شعر للحظة وكأن هناك عيناً تراقبه من بعيد، لكن عندما التفت، لم يرَ أحداً.
عندما فتحه، سقطت منه بطاقة فاخرة مطبوعة بخط أنيق، ورقة رسالة رسمية. كانت الدعوة التي أعدها جونيور.
"السيد دومينيك ريد المحترم،" بدأ النص، وقد كُتب بحبر داكن على ورقة ذات نوعية ممتازة، "بناءً على اهتمامكم ببحثكم حول الشركات الكبرى وتأثيرها على الاقتصاد المحلي، وخاصة مجال الشحن والتجارة الدولية، يسرنا أن ندعوكم إلى مقابلة خاصة مع السيد ديمون بلاكوود، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكوود العالمية. نؤمن بأن هذه الفرصة ستقدم لكم رؤى قيمة لمشروعكم. يرجى الاتصال بمكتبنا لتأكيد الموعد المناسب لسيادتكم."
التوقيع كان بخط جريء: "ديمون بلاكوود، الرئيس التنفيذي، بلاكوود العالمية."
نظر دومينيك إلى الاسم، ثم رفع نظره إلى ليو الذي كان يقف بجانبه، ينظر بفضول. "لا أصدق هذا!" تمتم دومينيك، وقد غلبت الدهشة على صوته. "ديمون بلاكوود يريد مقابلتي!"
اتسعت عينا ليو للحظة، ثم حاول أن يبتسم ببرود. "ديمون بلاكوود؟ أهلاً بك في عالم الكبار يا دومينيك. يبدو أن تقاريرك الصحفية بدأت تجذب الانتباه." كانت نبرته تبدو عادية، لكن دومينيك لم يلحظ الرعشة الخفية في يد ليو وهو يعدل حقيبته.
"هل هذا طبيعي؟" سأل دومينيك، وهو لا يزال مصدوماً من حجم الفرصة. "هل رؤساء الشركات الكبرى يدعون طلاب الصحافة لإجراء مقابلات هكذا؟"
هز ليو كتفيه. "إذا كان بحثك جيداً بما يكفي لجذب انتباهه، فربما. إنها فرصة العمر يا دومينيك. بلاكوود العالمية إمبراطورية." حاول ليو أن يبدو مرحاً، لكن عقله كان يصرخ بالتحذير. كان ديمون بلاكوود يلعب لعبته.
في طريقه إلى المنزل، قرأ دومينيك الدعوة مرات عديدة. بدأت الإثارة تتغلب على الإحراج القديم. إنها فرصة هائلة لمستقبله المهني. لم يفكر في أن هذه الدعوة قد تكون مرتبطة بأي شكل من الأشكال بوصول الكتاب. بالنسبة له، كان هذان حدثين منفصلين تماماً. كان الكتاب لغزاً مزعجاً، أما هذه الدعوة فكانت تذكرة إلى النجاح. ومع كل خطوة خطاها نحو مسكنه، شعر بأن تلك الوخزة على مؤخرة رقبته تعود، وكأن عيناً تراقبه. التفت عدة مرات، ولكن لا شيء سوى الوجوه المألوفة لطلاب الجامعة.
بمجرد وصوله إلى مسكنه، ألقى حقيبته وبدأ في البحث عن ديمون بلاكوود وشركته، بلاكوود العالمية، عبر الإنترنت. كانت النتائج مذهلة. مقالات لا حصر لها تتحدث عن إمبراطورية بلاكوود التي تمتد عبر الشحن، العقارات، التكنولوجيا، والطاقة. مقالات عن ثروته الهائلة، ونفوذه السياسي، وتأثيره في السوق العالمية.
كما وجد بعض المقالات القديمة التي تتحدث عن صعوده السريع، وأحياناً بأساليب "لا ترحم" أو "عدوانية". كان هناك تلميحات، دون تفاصيل محددة، عن صفقات غامضة أو استحواذات قاسية أدت إلى سقوط منافسين. ظهرت بعض الصور له: يظهر في معظمها بملامح باردة، عيون رمادية حادة، وشفتين مشدودتين. كان رجلاً يمتلك السلطة، ولا يخاف من استخدامها.
كلما قرأ دومينيك أكثر، كلما شعر بمزيج من الإعجاب والرهبة. هذا الرجل كان وحشاً في عالم الأعمال، وسوف يقابله شخصياً. لم يخطر بباله مطلقاً أن نظرة ديمون بلاكوود تلك في المكتبة كانت تحمل أي معنى أعمق. لقد كانت مجرد لمحة عابرة، الآن لديه فرصة لمقابلة أحد أقوى الرجال في أوريليا.
قضى دومينيك بقية اليوم والليلة التالية في التحضير للمقابلة. أعد قائمة بالأسئلة، وتعمق في تاريخ الشركة، وحتى تدرب على حركات جسده وكيف يتحدث بثقة. كان عازماً على ترك انطباع إيجابي. لم يكن يعلم أن ديمون بلاكوود لا يبحث عن انطباع مهني، بل يبحث عن إحكام قبضته.

يتبع......

اذا اعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
© Minami Haruka,
книга «Fifty Shades Of Reed».
Chapter Six: في عرين الاسد
Коментарі