Chapter Twenty Four: أسرار من الفردوس
استيقظ دومينيك على وهج خافت ينساب عبر الستائر الثقيلة في جناح ديمون الخاص. كانت رائحة ديمون، مزيجاً من المسك وخشب الصندل، تلتف حوله، دافئة ومُطمئنة، وتذكره بكل ما حدث الليلة الماضية. كان جسده منهكاً، لكنه شعورٌ طيبٌ من الإرهاق. كان يتمدد على ملاءات حريرية داكنة، وشعر بيد ديمون تلامس خصره، وتسحبه بلطف أقرب إلى جسده العاري.
فتح دومينيك عينيه ببطء، ليجد ديمون مستيقظاً بالفعل، مستلقياً على جانبه، وذقنه ترتكز على يده، يراقب دومينيك بنظرة عميقة هادئة. لم تكن نظرة شهوة صريحة، بل نظرة تملك، نظرة "أب" ينظر إلى "صغيره" بعد ليلة طويلة.
"صباح الخير، صغيري،" همس ديمون، صوته خشناً لكنه كان يحمل نبرة حانية نادرة. "نمتَ جيداً؟"
أومأ دومينيك بصعوبة، كانت الكلمات لا تزال عالقة في حلقه. "أجل... جيد جداً، سيدي."
ارتسمت ابتسامة خافتة على شفتي ديمون. "أنتَ تتعلم بسرعة، أليس كذلك؟" مد يده ومررها على شعر دومينيك المتناثر على الوسادة. "أنتَ تبدو رائعاً هكذا... حقيقة... لي بالكامل." كانت لمساته خفيفة، لكنها كانت كافية لإرسال رعشات عبر جسد دومينيك المتعب، لكنه لم يعد يرتعش من الخوف، بل من لذة الملكية.
نهض ديمون ببطء، عارياً بالكامل، وتمايل جسده العضلي القوي في ضوء الصباح الخافت. لم يشعر دومينيك بالخجل هذه المرة، بل بالإعجاب، ورغبة عميقة في استكشاف هذا الجسد الذي أصبح الآن مملكته. سار ديمون نحو النافذة الكبيرة، وأزاح الستائر بكاملها، ليغمر ضوء الصباح الذهبي الغرفة، ويكشف عن مناظر بانورامية خلابة للمدينة من الأعلى، محاطة بحدائق القصر الشاسعة.
"المنظر جميل، أليس كذلك؟" قال ديمون، دون أن يلتفت. "هذا عالمي. وهذا ما أشاركه معك الآن."
نهض دومينيك، وهو يلف الملاءة الحريرية حول خصره، وسار نحو ديمون. وقف بجانبه، يشعر بالرهبة من هذا العالم الجديد الذي فتح له. "إنه... مذهل يا سيدي."
التفت ديمون، ونظر إلى دومينيك. "تعال معي. أعتقد أنك جائع. ليس فقط للذة."
اقتاد ديمون دومينيك إلى غرفة طعام واسعة، كانت تطل أيضاً على الحديقة. كانت الطاولة الطويلة من الخشب الداكن مصقولة بعناية، وعليها مجموعة متنوعة من الأطباق الفاخرة التي لم يرها دومينيك إلا في المجلات: فواكه استوائية، معجنات طازجة، أنواع مختلفة من الجبن الفاخر، وعصائر طبيعية. جلس ديمون على رأس الطاولة، وأشار لدومينيك بالجلوس على يمينه.
"تفضل، صغيري. لا تتردد. كل شيء هنا من أجلك." قال ديمون، وكانت عيناه تراقبان دومينيك وهو يختار طعامه. كان الأمر بسيطاً، عادياً، لكن نبرة ديمون وسيطرته الهادئة جعلت منه فعلاً حميمياً، جزءاً من طقوسهما الجديدة.
بينما كانا يتناولان الإفطار، رن هاتف ديمون بنغمة خافتة. نظر ديمون إلى الشاشة، ثم رفع حاجبه قليلاً. "عذرًا، صغيري. عمل عاجل." نهض من مكانه، وابتعد قليلاً عن الطاولة، متجهاً نحو زاوية الغرفة المطلة على الحديقة. تحدث بنبرة منخفضة جداً، لم يستطع دومينيك فهم أي كلمة، لكنه لاحظ أن صوت ديمون أصبح أكثر حزماً وبرودة. كانت المحادثة قصيرة، انتهت بكلمات سريعة قبل أن يعود ديمون إلى دومينيك، وقد مسح أي أثر للتوتر عن وجهه بمهارة.
"ماذا عن خططك لليوم، صغيري؟" سأل ديمون، وقد عاد تركيزه بالكامل على دومينيك. "هل لديك أي التزامات؟"
"ليس الكثير، سيدي،" أجاب دومينيك، مستغرباً هذا السؤال الذي يشبه سؤال "الحبيب". "كنت سأعود إلى شقتي لأرتب بعض الأمور."
ابتسم ديمون بخبث. "لا. ليس بعد. اليوم أنتَ معي. سأريكَ جزءاً آخر من عالمي. ربما بعض التسوق، وربما نتعشى في مكانٍ فاخر."
شعر دومينيك بوخز من الإثارة. التسوق؟ العشاء؟ هذا هو الجانب "الرومانسي" من علاقتهما، الجانب الذي يحلم به الكثيرون، لكنه بالنسبة لدومينيك، كان مغلفاً بقوة ديمون المطلقة، وبوعد الخضوع اللذيذ.
بعد الإفطار، أخذ ديمون دومينيك في جولة في القصر. كانت كل غرفة تحفة فنية، مليئة بالأعمال الفنية والكتب والأثاث العتيق. كان ديمون يتحدث بهدوء عن كل قطعة، وعن تاريخها، وكأنما كان يكشف عن أجزاء من روحه لدومينيك، أجزاء كانت غنية بالثقافة، لكنها كانت أيضاً غامضة وبعيدة المنال.
في منتصف الجولة، بينما كانا في مكتبة ديمون الفخمة، رن هاتفه بنغمة مميزة لم يسمعها دومينيك من قبل. نظر ديمون إلى الشاشة، وتصلبت ملامحه للحظة، قبل أن يرمق دومينيك بنظرة سريعة يصعب تفسيرها. "عذرًا، صغيري. لدي مكالمة لا يمكن تأجيلها. سأحتاج حوالي ساعة من الوقت. يمكنك أن تنتظرني في غرفة الرسم، أو تتجول في الحديقة إذا أردت. لا تبتعد عن القصر."
أومأ دومينيك، وقد شعر ببعض الإحباط بسبب المقاطعة، لكنه لم يجرؤ على السؤال. ابتعد ديمون بسرعة، وخرج من المكتبة، ثم سمع دومينيك صوت باب يغلق بهدوء في مكان ما. حاول دومينيك إشغال نفسه بتصفح بعض الكتب، لكن عقله كان يتساءل عن هوية المتصل الذي يملك مثل هذه الأهمية ليجعل ديمون يترك كل شيء فجأة، وبتلك النغمة الخاصة.
بعد حوالي ساعة ونصف، عاد ديمون إلى المكتبة. كان مظهره هادئاً كالمعتاد، لكن دومينيك شعر بتغيير طفيف في هالة ديمون، كأنما كان هناك شيء قد حدث، أو تم إنجازه.
"عليك أن تستعد الآن، صغيري،" قال ديمون. "سأرسل لك بعض الملابس من خزانتي. أريدك أن ترتديها."
أومأ دومينيك، وقد ارتسمت على وجهه علامة خضوع فورية. كان هذا جزءاً من اللعبة، جزءاً من الملكية. عندما وصلت الملابس، كانت عبارة عن سروال قماش أنيق، وقميص أسود كلاسيكي، سترة جلدية سوداء أنيقة. كانت القطع تبدو وكأنها صممت خصيصاً لدومينيك، وكأن ديمون يعرف كل انحناءة في جسده.
عندما نزل دومينيك، وجد ديمون ينتظره في البهو. كانت عينا ديمون تتفحصانه من الرأس حتى أخمص القدمين، نظرة مليئة بالرضا، وكأنما كان يرى تحفة فنية قد اكتملت.
"ممتاز، صغيري،" همس ديمون، واقترب منه. "اللون الأسود يناسبك. يبرز جمالك. لكن الأهم، أنه لوني. وهكذا يراك العالم. ملكي."
خرج الاثنان إلى سيارة ديمون الفاخرة، وانطلقا في المدينة. توجه ديمون إلى متجر للملابس الرجالية الفاخرة في أحد الأحياء الراقية. كان المكان هادئاً، أنيقاً، وضم أرقى الماركات العالمية. لم يطلب ديمون من دومينيك أن يختار، بل اختار له عدة قطع من الملابسالداخلية الحريرية، وبعض القمصان الفاخرة، وسراويل أنيقة. كانت الاختيارات جريئة، تبرز جمال دومينيك، لكنها كانت كلها بلمسة ديمون الخاصة، اختيارات تعكس الملكية.
بعد التسوق، توجه ديمون ودومينيك إلى مطعم فاخر لتناول العشاء. كانت الأجواء راقية، هادئة، والموسيقى الكلاسيكية تملأ المكان. كان ديمون يتحدث عن العمل، وعن الفن، وعن حياته، ودومينيك كان يستمع باهتمام، يشعر بأنه جزء من عالمه الآن.
لكن في منتصف العشاء، رن هاتف ديمون بنغمة خاصة جداً. نظر ديمون إلى الشاشة، وعبس بوضوح. اعتدلت قامته، ثم نهض، وبصوت خافت سمعه دومينيك بوضوح، قال بحدة: "ما هذا؟ أنا حالياً في موعد. لقد قلتُ لك أنني سأتصل بك عندما أجد وقتاً مناسباً. لا تتصل بي هكذا مجدداً."
صمت ديمون للحظة، يستمع للطرف الآخر، ثم تنهد بضيق. "أنا أفهم. ولكن ليس الآن. سأرسل لك رسالة لتحديد موعد لاحقاً. لا تتصل بي." أغلق ديمون الهاتف، وعاد إلى الطاولة، وبدت عليه ابتسامة مصطنعة قليلاً. "عمل طارئ، صغيري. لا شيء يدعو للقلق." لكن دومينيك لاحظ أن نظرة ديمون أصبحت أكثر بعداً، وكأن عقله في مكان آخر. لقد سمع نبرة ديمون الحادة، تلك النبرة التي لم يسبق أن وجهها له. وشعر بوخز بارد في معدته. من يمكن أن يجرؤ على إزعاج ديمون بهذه الطريقة، وبتلك النبرة الخاصة، خارج نطاق العمل الواضح؟ بدأ شعور غامض بالريبة ينمو بداخله.
بعد العشاء، عاد الاثنان إلى القصر. كانت الأجواء قد تغيرت قليلاً، أصبح هناك توتر خفي في الهواء. دخل ديمون ودومينيك إلى جناح ديمون مرة أخرى.
"هل أنتَ متعب، صغيري؟" سأل ديمون، صوته يحمل نبرة اختبار.
"ليس بعد، سيدي،" أجاب دومينيك، وهو يحاول أن يبدو قوياً، مستعداً للمزيد.
ابتسم ديمون، وتلك الابتسامة لم تصل إلى عينيه. "جيد. لدي شيء آخر لك اليوم. شيء يجب أن تتعلمه."
اتجه ديمون نحو طاولة جانبية، ورفع عنها صندوقاً خشبياً صغيراً، مزخرفاً. فتحه، وسحب منه طوقاً رفيعاً من الجلد الأسود، مزيناً بإبزيم فضي. كان الطوق يبدو بسيطاً، لكنه كان يحمل معنى عميقاً.
"هذا لك، صغيري،" قال ديمون، وقدم الطوق لدومينيك. "هذا يرمز لملكيتي لك. إنه تذكير بأنك الآن لي. عندما ترتديه، ستكون خاضعاً بالكامل لي. ستكون 'صغيري' الخاص، 'الفتى' الذي أتحكم به. هل تفهم معنى ذلك؟"
أومأ دومينيك، وقد شعر بأن قلبه ينبض بعنف في صدره. كان هذا يمثل خطوة جديدة، خطوة عميقة في عالم الخضوع. "أفهم، سيدي."
"ممتاز،" قال ديمون. "الآن، ارتديه. أريدك أن تشعر به. أريدك أن تعرف أنك ملكي بالكامل."
ارتعشت أصابع دومينيك وهو يمسك بالطوق. كان بارداً، لكنه كان يحمل ثقلاً رمزياً هائلاً. أدخله حول عنقه، ثم قام بتثبيت الإبزيم ببطء. شعر بالجلد يلامس بشرته، دافئاً، ملكياً. كان الطوق يختنق قليلاً، لكنه لم يكن خنقاً جسدياً، بل كان خنقاً للشك، للحرية الماضية.
"انظر إلي، صغيري،" أمر ديمون.
رفع دومينيك عينيه، ليجد ديمون يقف أمامه، ينظر إليه بنظرة حادة، متملكة، لكنها كانت تحمل أيضاً عمقاً من الرضا الخفي. مد ديمون يده، ولامس الطوق بلطف، ثم مرر إبهامه على عنق دومينيك فوق الجلد.
"أنتَ جميل هكذا،" همس ديمون. "ومُلكي."
اقترب ديمون أكثر، وسحب دومينيك برفق، قبل أن ينحني ويطبع قبلة عميقة على شفتيه، لكنها كانت هذه المرة أطول وأكثر حيوية، وكأنما يستعيد ما انقطع. تنهد دومينيك بعمق في فمه، وبدأ يضغط ببطء على شفتي ديمون بقبلته، يستسلم بالكامل. سرت رعشة قوية في جسده. أمسك ديمون بيده، ثم سحبها ببطء نحو خصره، إلى أسفل سرواله القماشي. كان دومينيك يرتدي ملابسه الداخلية الحريرية الجديدة التي اشتراها ديمون له. شعر بأصابع ديمون التي كانت تداعب حافة القماش، ثم انزلقت بمهارة إلى الداخل. بدأ ديمون في مداعبة قضيبه، وسمع دومينيك نفسه يأنّ من أعماق حلقه، يلتصق بجسد ديمون أكثر، ويرغب في قربه أكثر. ثم انزلقت أصابعه بثقة نحو الخلف، متجهة إلى مؤخرة دومينيك. أخذ دومينيك نفساً عميقاً، وشعر بالدغدغة المألوفة، ثم استجاب بالدفع بخصره نحو يد ديمون، طالباً المزيد دون وعي. كانت أنفاسه تتسارع، وجسده يتشنج قليلاً مع كل لمسة. كان ديمون يراقب عينيه، ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيه وهو يرى تأثيره. استمرت هذه اللحظات، وتضاعفت الإثارة، حتى شعر دومينيك بأن جسده ينتفض برعشة قوية، وسمع أنيناً خافتاً يخرج من صدره وهو يصل إلى ذروته، وشعر بالدفء ينتشر في داخله. أغمض عينيه بإحكام من شدة الأحاسيس التي اجتاحته، ثم تلاشت القوة من جسده تدريجياً.
مد ديمون يده الأخرى وسحب مناديل ورقية ناعمة من صندوق قريب. مسح بها ببطء ولطف أي أثر للفوضى من على جسد دومينيك، ثم نظف أصابعه بعناية. تأكد أن دومينيك مرتاح تماماً، وقبل جبهته بلطف. بعد ذلك، غط دومينيك في نوم عميق، ما زال جسده يستسلم للذته.
بعد أن غط دومينيك في النوم، سحبه ديمون بلطف أكبر إلى السرير، وغطاه بالغطاء الحريري. جلس ديمون بجانبه لبرهة، يتأمل وجهه النائم، وقد عادت نظرة الملكية الهادئة إلى عينيه. كان يده تلمس الطوق حول عنق دومينيك، كأنما يتأكد من مكانه. في هذه اللحظة، رن هاتف ديمون مرة أخرى. كانت النغمة ذاتها التي رنت خلال العشاء، نغمة خاصة لم يستخدمها لأي شخص آخر. نظر ديمون إلى الشاشة، وظهرت على وجهه علامات الضيق الواضح، لكنه بدا أيضاً ملزماً بشكل لا يقاوم. التقط الهاتف بسرعة، وتحدث بنبرة منخفضة ومستعجلة، حريصاً على ألا يوقظ دومينيك النائم. "ماذا تريد الآن؟ أنا لا أستطيع... لا، لا يمكن أن نناقش هذا عبر الهاتف. قلت لك سأجد وقتاً... لا، لا أفهم. أنتَ تبالغ... ولكن لا يمكن أن أكون في مكانين في نفس الوقت! حسناً، حسناً! سأكون هناك. انتظرني."
أغلق ديمون الهاتف، وتنهد بعمق، ورفع يده ليمررها على شعره بقلق. كانت نظرة عينيه حادة، مزيجاً من الغضب والاستسلام. نهض من السرير، وتوجه إلى مكتبه الصغير في الجناح. سحب ورقة ومذكرة صغيرة، وكتب عليها بضع كلمات سريعة بخط يده الأنيق. وضع المذكرة على الوسادة بجانب رأس دومينيك. ثم ارتدى ملابسه بسرعة، وحمل هاتفه. ألقى نظرة أخيرة على دومينيك النائم، نظرة لم يتمكن دومينيك من فك شفرتها لو كان مستيقظاً، ثم انطلق خارج الجناح، وتلاشى صوت خطاه السريعة.
يتبع.....
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
فتح دومينيك عينيه ببطء، ليجد ديمون مستيقظاً بالفعل، مستلقياً على جانبه، وذقنه ترتكز على يده، يراقب دومينيك بنظرة عميقة هادئة. لم تكن نظرة شهوة صريحة، بل نظرة تملك، نظرة "أب" ينظر إلى "صغيره" بعد ليلة طويلة.
"صباح الخير، صغيري،" همس ديمون، صوته خشناً لكنه كان يحمل نبرة حانية نادرة. "نمتَ جيداً؟"
أومأ دومينيك بصعوبة، كانت الكلمات لا تزال عالقة في حلقه. "أجل... جيد جداً، سيدي."
ارتسمت ابتسامة خافتة على شفتي ديمون. "أنتَ تتعلم بسرعة، أليس كذلك؟" مد يده ومررها على شعر دومينيك المتناثر على الوسادة. "أنتَ تبدو رائعاً هكذا... حقيقة... لي بالكامل." كانت لمساته خفيفة، لكنها كانت كافية لإرسال رعشات عبر جسد دومينيك المتعب، لكنه لم يعد يرتعش من الخوف، بل من لذة الملكية.
نهض ديمون ببطء، عارياً بالكامل، وتمايل جسده العضلي القوي في ضوء الصباح الخافت. لم يشعر دومينيك بالخجل هذه المرة، بل بالإعجاب، ورغبة عميقة في استكشاف هذا الجسد الذي أصبح الآن مملكته. سار ديمون نحو النافذة الكبيرة، وأزاح الستائر بكاملها، ليغمر ضوء الصباح الذهبي الغرفة، ويكشف عن مناظر بانورامية خلابة للمدينة من الأعلى، محاطة بحدائق القصر الشاسعة.
"المنظر جميل، أليس كذلك؟" قال ديمون، دون أن يلتفت. "هذا عالمي. وهذا ما أشاركه معك الآن."
نهض دومينيك، وهو يلف الملاءة الحريرية حول خصره، وسار نحو ديمون. وقف بجانبه، يشعر بالرهبة من هذا العالم الجديد الذي فتح له. "إنه... مذهل يا سيدي."
التفت ديمون، ونظر إلى دومينيك. "تعال معي. أعتقد أنك جائع. ليس فقط للذة."
اقتاد ديمون دومينيك إلى غرفة طعام واسعة، كانت تطل أيضاً على الحديقة. كانت الطاولة الطويلة من الخشب الداكن مصقولة بعناية، وعليها مجموعة متنوعة من الأطباق الفاخرة التي لم يرها دومينيك إلا في المجلات: فواكه استوائية، معجنات طازجة، أنواع مختلفة من الجبن الفاخر، وعصائر طبيعية. جلس ديمون على رأس الطاولة، وأشار لدومينيك بالجلوس على يمينه.
"تفضل، صغيري. لا تتردد. كل شيء هنا من أجلك." قال ديمون، وكانت عيناه تراقبان دومينيك وهو يختار طعامه. كان الأمر بسيطاً، عادياً، لكن نبرة ديمون وسيطرته الهادئة جعلت منه فعلاً حميمياً، جزءاً من طقوسهما الجديدة.
بينما كانا يتناولان الإفطار، رن هاتف ديمون بنغمة خافتة. نظر ديمون إلى الشاشة، ثم رفع حاجبه قليلاً. "عذرًا، صغيري. عمل عاجل." نهض من مكانه، وابتعد قليلاً عن الطاولة، متجهاً نحو زاوية الغرفة المطلة على الحديقة. تحدث بنبرة منخفضة جداً، لم يستطع دومينيك فهم أي كلمة، لكنه لاحظ أن صوت ديمون أصبح أكثر حزماً وبرودة. كانت المحادثة قصيرة، انتهت بكلمات سريعة قبل أن يعود ديمون إلى دومينيك، وقد مسح أي أثر للتوتر عن وجهه بمهارة.
"ماذا عن خططك لليوم، صغيري؟" سأل ديمون، وقد عاد تركيزه بالكامل على دومينيك. "هل لديك أي التزامات؟"
"ليس الكثير، سيدي،" أجاب دومينيك، مستغرباً هذا السؤال الذي يشبه سؤال "الحبيب". "كنت سأعود إلى شقتي لأرتب بعض الأمور."
ابتسم ديمون بخبث. "لا. ليس بعد. اليوم أنتَ معي. سأريكَ جزءاً آخر من عالمي. ربما بعض التسوق، وربما نتعشى في مكانٍ فاخر."
شعر دومينيك بوخز من الإثارة. التسوق؟ العشاء؟ هذا هو الجانب "الرومانسي" من علاقتهما، الجانب الذي يحلم به الكثيرون، لكنه بالنسبة لدومينيك، كان مغلفاً بقوة ديمون المطلقة، وبوعد الخضوع اللذيذ.
بعد الإفطار، أخذ ديمون دومينيك في جولة في القصر. كانت كل غرفة تحفة فنية، مليئة بالأعمال الفنية والكتب والأثاث العتيق. كان ديمون يتحدث بهدوء عن كل قطعة، وعن تاريخها، وكأنما كان يكشف عن أجزاء من روحه لدومينيك، أجزاء كانت غنية بالثقافة، لكنها كانت أيضاً غامضة وبعيدة المنال.
في منتصف الجولة، بينما كانا في مكتبة ديمون الفخمة، رن هاتفه بنغمة مميزة لم يسمعها دومينيك من قبل. نظر ديمون إلى الشاشة، وتصلبت ملامحه للحظة، قبل أن يرمق دومينيك بنظرة سريعة يصعب تفسيرها. "عذرًا، صغيري. لدي مكالمة لا يمكن تأجيلها. سأحتاج حوالي ساعة من الوقت. يمكنك أن تنتظرني في غرفة الرسم، أو تتجول في الحديقة إذا أردت. لا تبتعد عن القصر."
أومأ دومينيك، وقد شعر ببعض الإحباط بسبب المقاطعة، لكنه لم يجرؤ على السؤال. ابتعد ديمون بسرعة، وخرج من المكتبة، ثم سمع دومينيك صوت باب يغلق بهدوء في مكان ما. حاول دومينيك إشغال نفسه بتصفح بعض الكتب، لكن عقله كان يتساءل عن هوية المتصل الذي يملك مثل هذه الأهمية ليجعل ديمون يترك كل شيء فجأة، وبتلك النغمة الخاصة.
بعد حوالي ساعة ونصف، عاد ديمون إلى المكتبة. كان مظهره هادئاً كالمعتاد، لكن دومينيك شعر بتغيير طفيف في هالة ديمون، كأنما كان هناك شيء قد حدث، أو تم إنجازه.
"عليك أن تستعد الآن، صغيري،" قال ديمون. "سأرسل لك بعض الملابس من خزانتي. أريدك أن ترتديها."
أومأ دومينيك، وقد ارتسمت على وجهه علامة خضوع فورية. كان هذا جزءاً من اللعبة، جزءاً من الملكية. عندما وصلت الملابس، كانت عبارة عن سروال قماش أنيق، وقميص أسود كلاسيكي، سترة جلدية سوداء أنيقة. كانت القطع تبدو وكأنها صممت خصيصاً لدومينيك، وكأن ديمون يعرف كل انحناءة في جسده.
عندما نزل دومينيك، وجد ديمون ينتظره في البهو. كانت عينا ديمون تتفحصانه من الرأس حتى أخمص القدمين، نظرة مليئة بالرضا، وكأنما كان يرى تحفة فنية قد اكتملت.
"ممتاز، صغيري،" همس ديمون، واقترب منه. "اللون الأسود يناسبك. يبرز جمالك. لكن الأهم، أنه لوني. وهكذا يراك العالم. ملكي."
خرج الاثنان إلى سيارة ديمون الفاخرة، وانطلقا في المدينة. توجه ديمون إلى متجر للملابس الرجالية الفاخرة في أحد الأحياء الراقية. كان المكان هادئاً، أنيقاً، وضم أرقى الماركات العالمية. لم يطلب ديمون من دومينيك أن يختار، بل اختار له عدة قطع من الملابسالداخلية الحريرية، وبعض القمصان الفاخرة، وسراويل أنيقة. كانت الاختيارات جريئة، تبرز جمال دومينيك، لكنها كانت كلها بلمسة ديمون الخاصة، اختيارات تعكس الملكية.
بعد التسوق، توجه ديمون ودومينيك إلى مطعم فاخر لتناول العشاء. كانت الأجواء راقية، هادئة، والموسيقى الكلاسيكية تملأ المكان. كان ديمون يتحدث عن العمل، وعن الفن، وعن حياته، ودومينيك كان يستمع باهتمام، يشعر بأنه جزء من عالمه الآن.
لكن في منتصف العشاء، رن هاتف ديمون بنغمة خاصة جداً. نظر ديمون إلى الشاشة، وعبس بوضوح. اعتدلت قامته، ثم نهض، وبصوت خافت سمعه دومينيك بوضوح، قال بحدة: "ما هذا؟ أنا حالياً في موعد. لقد قلتُ لك أنني سأتصل بك عندما أجد وقتاً مناسباً. لا تتصل بي هكذا مجدداً."
صمت ديمون للحظة، يستمع للطرف الآخر، ثم تنهد بضيق. "أنا أفهم. ولكن ليس الآن. سأرسل لك رسالة لتحديد موعد لاحقاً. لا تتصل بي." أغلق ديمون الهاتف، وعاد إلى الطاولة، وبدت عليه ابتسامة مصطنعة قليلاً. "عمل طارئ، صغيري. لا شيء يدعو للقلق." لكن دومينيك لاحظ أن نظرة ديمون أصبحت أكثر بعداً، وكأن عقله في مكان آخر. لقد سمع نبرة ديمون الحادة، تلك النبرة التي لم يسبق أن وجهها له. وشعر بوخز بارد في معدته. من يمكن أن يجرؤ على إزعاج ديمون بهذه الطريقة، وبتلك النبرة الخاصة، خارج نطاق العمل الواضح؟ بدأ شعور غامض بالريبة ينمو بداخله.
بعد العشاء، عاد الاثنان إلى القصر. كانت الأجواء قد تغيرت قليلاً، أصبح هناك توتر خفي في الهواء. دخل ديمون ودومينيك إلى جناح ديمون مرة أخرى.
"هل أنتَ متعب، صغيري؟" سأل ديمون، صوته يحمل نبرة اختبار.
"ليس بعد، سيدي،" أجاب دومينيك، وهو يحاول أن يبدو قوياً، مستعداً للمزيد.
ابتسم ديمون، وتلك الابتسامة لم تصل إلى عينيه. "جيد. لدي شيء آخر لك اليوم. شيء يجب أن تتعلمه."
اتجه ديمون نحو طاولة جانبية، ورفع عنها صندوقاً خشبياً صغيراً، مزخرفاً. فتحه، وسحب منه طوقاً رفيعاً من الجلد الأسود، مزيناً بإبزيم فضي. كان الطوق يبدو بسيطاً، لكنه كان يحمل معنى عميقاً.
"هذا لك، صغيري،" قال ديمون، وقدم الطوق لدومينيك. "هذا يرمز لملكيتي لك. إنه تذكير بأنك الآن لي. عندما ترتديه، ستكون خاضعاً بالكامل لي. ستكون 'صغيري' الخاص، 'الفتى' الذي أتحكم به. هل تفهم معنى ذلك؟"
أومأ دومينيك، وقد شعر بأن قلبه ينبض بعنف في صدره. كان هذا يمثل خطوة جديدة، خطوة عميقة في عالم الخضوع. "أفهم، سيدي."
"ممتاز،" قال ديمون. "الآن، ارتديه. أريدك أن تشعر به. أريدك أن تعرف أنك ملكي بالكامل."
ارتعشت أصابع دومينيك وهو يمسك بالطوق. كان بارداً، لكنه كان يحمل ثقلاً رمزياً هائلاً. أدخله حول عنقه، ثم قام بتثبيت الإبزيم ببطء. شعر بالجلد يلامس بشرته، دافئاً، ملكياً. كان الطوق يختنق قليلاً، لكنه لم يكن خنقاً جسدياً، بل كان خنقاً للشك، للحرية الماضية.
"انظر إلي، صغيري،" أمر ديمون.
رفع دومينيك عينيه، ليجد ديمون يقف أمامه، ينظر إليه بنظرة حادة، متملكة، لكنها كانت تحمل أيضاً عمقاً من الرضا الخفي. مد ديمون يده، ولامس الطوق بلطف، ثم مرر إبهامه على عنق دومينيك فوق الجلد.
"أنتَ جميل هكذا،" همس ديمون. "ومُلكي."
اقترب ديمون أكثر، وسحب دومينيك برفق، قبل أن ينحني ويطبع قبلة عميقة على شفتيه، لكنها كانت هذه المرة أطول وأكثر حيوية، وكأنما يستعيد ما انقطع. تنهد دومينيك بعمق في فمه، وبدأ يضغط ببطء على شفتي ديمون بقبلته، يستسلم بالكامل. سرت رعشة قوية في جسده. أمسك ديمون بيده، ثم سحبها ببطء نحو خصره، إلى أسفل سرواله القماشي. كان دومينيك يرتدي ملابسه الداخلية الحريرية الجديدة التي اشتراها ديمون له. شعر بأصابع ديمون التي كانت تداعب حافة القماش، ثم انزلقت بمهارة إلى الداخل. بدأ ديمون في مداعبة قضيبه، وسمع دومينيك نفسه يأنّ من أعماق حلقه، يلتصق بجسد ديمون أكثر، ويرغب في قربه أكثر. ثم انزلقت أصابعه بثقة نحو الخلف، متجهة إلى مؤخرة دومينيك. أخذ دومينيك نفساً عميقاً، وشعر بالدغدغة المألوفة، ثم استجاب بالدفع بخصره نحو يد ديمون، طالباً المزيد دون وعي. كانت أنفاسه تتسارع، وجسده يتشنج قليلاً مع كل لمسة. كان ديمون يراقب عينيه، ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيه وهو يرى تأثيره. استمرت هذه اللحظات، وتضاعفت الإثارة، حتى شعر دومينيك بأن جسده ينتفض برعشة قوية، وسمع أنيناً خافتاً يخرج من صدره وهو يصل إلى ذروته، وشعر بالدفء ينتشر في داخله. أغمض عينيه بإحكام من شدة الأحاسيس التي اجتاحته، ثم تلاشت القوة من جسده تدريجياً.
مد ديمون يده الأخرى وسحب مناديل ورقية ناعمة من صندوق قريب. مسح بها ببطء ولطف أي أثر للفوضى من على جسد دومينيك، ثم نظف أصابعه بعناية. تأكد أن دومينيك مرتاح تماماً، وقبل جبهته بلطف. بعد ذلك، غط دومينيك في نوم عميق، ما زال جسده يستسلم للذته.
بعد أن غط دومينيك في النوم، سحبه ديمون بلطف أكبر إلى السرير، وغطاه بالغطاء الحريري. جلس ديمون بجانبه لبرهة، يتأمل وجهه النائم، وقد عادت نظرة الملكية الهادئة إلى عينيه. كان يده تلمس الطوق حول عنق دومينيك، كأنما يتأكد من مكانه. في هذه اللحظة، رن هاتف ديمون مرة أخرى. كانت النغمة ذاتها التي رنت خلال العشاء، نغمة خاصة لم يستخدمها لأي شخص آخر. نظر ديمون إلى الشاشة، وظهرت على وجهه علامات الضيق الواضح، لكنه بدا أيضاً ملزماً بشكل لا يقاوم. التقط الهاتف بسرعة، وتحدث بنبرة منخفضة ومستعجلة، حريصاً على ألا يوقظ دومينيك النائم. "ماذا تريد الآن؟ أنا لا أستطيع... لا، لا يمكن أن نناقش هذا عبر الهاتف. قلت لك سأجد وقتاً... لا، لا أفهم. أنتَ تبالغ... ولكن لا يمكن أن أكون في مكانين في نفس الوقت! حسناً، حسناً! سأكون هناك. انتظرني."
أغلق ديمون الهاتف، وتنهد بعمق، ورفع يده ليمررها على شعره بقلق. كانت نظرة عينيه حادة، مزيجاً من الغضب والاستسلام. نهض من السرير، وتوجه إلى مكتبه الصغير في الجناح. سحب ورقة ومذكرة صغيرة، وكتب عليها بضع كلمات سريعة بخط يده الأنيق. وضع المذكرة على الوسادة بجانب رأس دومينيك. ثم ارتدى ملابسه بسرعة، وحمل هاتفه. ألقى نظرة أخيرة على دومينيك النائم، نظرة لم يتمكن دومينيك من فك شفرتها لو كان مستيقظاً، ثم انطلق خارج الجناح، وتلاشى صوت خطاه السريعة.
يتبع.....
إذا أعجبكم الفصل لا تنسو تحطو فوت و كومنتس
Коментарі