الفصل الخامس (عواصف و أوراق)
بسم الله الرحمن الرحيم
.
أحياناً تكون المصائب أتيةً لتعلمنا درساً من دروس الحياة، كما العواصف التي تأتي و تجر معها تراب الأرض و أوراق الشجر المتساقطة،
ما تعلمنا أياه كل عاصفة هو أن تنتبه على أي خطرٍ سيأتيك في أي وقت، عندما تعلم أن الخريف قادم قم بتأمين نفسك و من كان ك الوريد في حياتك من عاصفةٍ لا تدري ماذا قد تحمل معها،
العاصفة التي أتت على هالزي فرانجبين كانت تجر معها أوراق الموت الحادة ك حِدة قاطعة الرؤوس عند يوم الإعدام،
كان هناك خياران لها فقط لا غير، أن تحمي من كان ك الوريد في حياتها بإخفاء الحقيقة، أو أن تقف في وجه تلك العاصفة وحدها بعد إخبار الحقيقة،
هالزي إختارت إخفاء الحقيقة عن سيوكجين حتى تستطيع أن تجعل الأمور تعود لمجاريها و يبقى الجميع بأمان،
حتى الأن هي لم تفعل شيئاً غير أنها أرسلت لملك فرنسا رسالةً بما تحمله لعبة الملكة من حقيقة و هدفٍ بشع و حتى يخبر تايهيونج بالأمر ،
و هي الأن منتظرة إستيقاظ سونهي لتخبرها بما ستفعله حتى تتحسن الأمور، أجل هالزي لم تستطع النوم بعد ما سمعته،
هي لا تستطيع التصديق أن سيوكجين، والده، القصر كله كان لعبةً في أيدي تلك المشعوذة و الملكة ذات قلبٍ سوادهُ كالفحم، و الأسوء أنها ستختار أحداً من فلذ كبدها لكي تضحي به لكي تجعل اللعنة أقوى و هذا قد يضع حياة سيوكجين و سونهي على حبلٍ حادٍ رفيع،
أتعلمون كيف إنتهى بها الأمر كجاسوسة؟ كانت في إحدى الأيام منذ ٥ سنوات خارج القصر تبكي بسبب إنفصالها عن من ظنته أنه حبيبها 'جيرالد' ،
كانت محطمةً للغاية و كانت تظن أن السبب الذي جعلها يمل منها هو أنها قبيحة أو أنها لا تدعه يكسر الحدود معها،
بينما كانت في أحزانه حاول شخصٌ سَكير التحرش بها و لكن حزنها تحول للحظة غضب و أمسكت بزجاجة خمرٍ فارغة و حطمتها على رأسه و هربت و لكنها لم تدري أن نامجون كان يراقبها بصمت،
قابلته أول مرة عندما ذهبت لأعلي سطح مبنى لكي تحاول أن تهدأ و وجدته جالساً بعيداً عنها بقليل، أخبرها أنه إن أرادت أن تصبح أقوى عليها أن تتمرن بجد،
لكنها أخبرته أنها مجرد فتاة تعمل في القصر الإنجليزي و لن تستطيع الخروج إلا لحالاتٍ معينة،
فعرض عليها أن يقوم بتمرينها بمأنه يعمل في الجيش و سيستفاد الأثنان، هي وافقت بعد تفكيرٍ عميق،
هي تحتاج لحماية أسرتها و لتستطيع الدفاع عن نفسها، بالطبع نامجون أخبرها أن تُبقي الأمر سراً حتى لا يُكشفا،
بالفعل أصبحت هالزي تتمرن لديه و كانت إرادتها قوية و كانت تقوم بتمريناتها جيداً رغم الصعاب، أخبرها نامجون أنها يمكنها العمل لملك فرنسا،
طبعاً تفاجأت هالزي بالأمر و أعترضت في البداية لكن.. بعد ما فعلته اللعنة لملك بريطانيا وافقت على الفور،
ما زاد الطين بلة هو أن والدتها هي و سيوكجين ماتت على يد ملك بريطانيا لذا هذا زرع رغبة الإنتقام في حديقة روحها التي تبدلت كل أزهارها البريئة بأشواك الإنتقام و الغضب،
أصبحت عميلةً لداِ ملك فرنسا، أصبحت تنقل له أهم ما يخطط له الملكة و الملك و أصبحت تحمي سيوكجين و كل من يحتاج الحماية،
على مدار السنوات نامجون لم يتركها أبداً لوحدها، كان يقوم بمساعدتها و تدريبها متى إحتاجت و كان يقف بجانبها دائماً، إنه صديقٌ مخلص و لكن هناك بعض الفراشات اللطيفة تجتاح معدتها عندما تفكر به،
لربما يصبح هذا الصديق شيئاً أعظم في المستقبل؟
لربما هي لديها بعض المشاعر ناحيته؟
من يعلم..؛
أصبحت الساعة الخامسة فجراً و النوم لم يتخضن أعين هالزي و لم يشفق القدر عليها بشئ، أنتبهت لإستيقاظ سونهي أخيراً و أشارت لها أن تأتي خلفها،
بالفعل بعد أن أغتسلت سونهي و أرتدت ملابس عملها أتت خلف هالزي التي تحمل ملامحاً جديةً على وجهها،
ذهبا خارج القصر حتى لا تتصنت عليهما أذان و أعين جواسيس الملكة، وقف الأثنان عند حديقةٍ صغيرة كانت شبه خالية من أي بشري،
"سيدة هالزي، هل كل شئٍ على ما يرام؟ هل أتركبت خطئاً بالأمس؟ هل صديقتكي بخير؟! "
سألت سونهي بقلق و ألتفتت لها هالزي و إبتسمت لها ب لطف ثم عانقتها، تفاجأت سونهي مما فعلته هالزي و لكنها ردت لها العناق شاعرةً أن هناك شيئاً خاطئاً،
"لا، الأمور ليست بخير، أنتي لم تفعلي شيئاً خاطئاً بل فعلتي شيئاً أدين لكي عمري لأجله، الأمر فقط*زفير* يتعلق بمصيركي أنتى و سيوكجين، حياتكما في خطر.. "
قالت هالزي و فصلت العناق لتنظر لملامح سونهي القلقة و أبتسمت لها لكي تحاول جعلها تطمئن،
" لكنني سأفعل ما في وسعي لحمايتكما فقط سأطلب منكي طلباً صعباً و لكنه ليس مستحيلاً و أرجوكي أن تنفذيه"
قالت هالزي بنبرةٍ شبه مترجية لسونهي التي أومأت، ستفعل أي شئ لكي تحمي صديقها المقرب كما وعدا بعضهما ليلة أمس،
"أريدكي أن تتعاملي مع سيوكجين معاملة الغرباء و سوف أخبر نامجون بأن يجعل تمريناتكما منفصلة، لا أريدُكي أن تظهري أمام الناس أنكما تعرفان بعضكما أعلم أن الأمر صعب و لكن هذا لأجل حمايتكما"
قالت هالزي و إبتسمت سونهي و أومأت لها،
"نحن نفعل هذا بالفعل، لا تقلقي علينا"
قالت سونهي و قهقهت هالزي و ربتت على رأسها،
" جيد، إنكما محظوظان ببعضكما فقط تحملا هذا الفترة حتى أستطيع تزييف جنسيتكِ و حتى نغير مكان تدريبكما و نجعله خارج القصر"
قالت هالزي و تعجبت سونهي، لما قد تزييف جنسيتها؟ لاحظت هالزي تعجب سونهي و زفرت،
" أعدكي أنني سأخبركي بما تريدين سماعه في الوقت المناسب، فقط إنتبهي على نفسك و كوني بخير حسناً؟ "
قالت هالزي و أومأت سونهي مبتسمةً و عانقت هالزي التي تفاجأت،
" شكراً سيدتي، كوني كذلك بخير لأجلي أيضاً"
قالت سونهي بلطافة و إستأذنت لتعود للقصر حتى لا يتم توبيخها و أومأت هالزي و قررت أن تجلس لوحدها قليلاً في الحديقة الصامتة و نسيم الفجر العليل،
هي شعرت بشعورٍ لطيف عندما عانقتها سونهي، كأن سونهي إبنتها أو أختها أو شئٌ من هذا القبيل، زفرت هالزي و ذهبت لتشتري دفتر رسمٍ جديد من المتجر، دخلت المتجر ذو التصميم البسيط و لكن فريدٌ من نوعه،

"مرحباً سيدتي هل ترغبين بشئٍ معينٍ هنا؟"
قالت صاحبة المتجر الشابة، كانت تبدو أنها إقتربت من العشرين، شعرٍ بنيٌ قصير و عينان بنيتان واسعتان و نظاراتٍ مستدرية بنية اللون و صغيرة،
"أجل، هل تبيعون دفاتر رسمٍ هنا؟"
"أجل سيدتي، بأي حجمٍ تريدين؟"
"متوسط"
"حسناً، إنتظري هنا للحظة"
" حسناً"
قالت هالزي و ظلت تنتظر حتى لفت إنتباهها طفلةٌ ذو بشرةٍ غامقة و شعرها كان مقسوماً لكعكتان كانت مع أمها أمام المحل ، كان المنظر لطيفاً،
"أمي هل لي أن أشتري دفتر رسمٍ و ألوان، الجميع لديه دفاتر عداي"
قالت الطفلة بحزن،
"أسفةٌ عزيزتي، لكننا بالكاد نحضر طعام الغذاء "
قالت الأم بحزن و نظرت هالزي لهما بحزن و أتت صاحبة المتجر أخيراً،
"أسفةٌ سيدتي أخذت وقتاً، هذا أخر دفتر رسمٍ هنا"
"حسناً كم ثمنه؟ "
" ٢٠ يورو، معه علبة ألوانٍ هديةً! "
" حسناً أشكركي، تفضلي النقود"
"نهاراً سعيداً! "
" و لكي أيضاً"
دفعت هالزي النقود و ذهبت إلى الفتاة الصغيرة و أبتسمت لها بحنان،
"تفضلي يا صغيرة، لا تدعي العالم يقتل أمالِك و أحلامك، أبدعي فالعالم يحتاج للتغيير "
قالت هالزي للطفلة التي أشرقت ملامحها لرؤية ما كانت تتمناه لمدةٍ طويلة و دمعت عيناها العسليتان بفرح،
" شكراً لكي سيدتي، لكن من تكونين؟"
سألت الطفلة ببراءة،
"أنا العرافة الطيبة التي تأتي لتحقيق أماني اللطيفين مثلك و في نفس الوقت أدافع عن بلادي من الأشرار! "
قالت هالزي بنبرةٍ لطيفة للتي ضحكت ببرأة،
"أعذريني الأن أيتها اللطيفة ف عملي يناديني، تذكري لا تيأسي أبداً في تحقيق حلمك و كوني شيئاً تفتخر نفسكي و عائلتكي به! "
قالت هالزي و قامت لتتوجه إلى القصر و لكن أوقفها سؤال الطفلة الذي لمس وتراً حساساً في ألة قلبها،
"سيدتي بمأنكي التي تحققين أمنيات الناس و تحمين الأبرياء، من الذي يحقق أمنياتكِ و يحميكي من الأشرار؟ "
سألت الطفلة ببراءة غير عالمة بما قد أحدث من ألم و حزن في قلب هالزي، من يحميها و يحقق لها أمنياتها؟ لا أحد، هي المسؤولة عن نفسها، شعرت السيدة بأن هالزي وحيدة فهي لها خبرةٌ في فهم الناس من لغة جسدهم،
"غايا، لا يجب أن نتدخل في شئون الناس هكذا، أعتذر إن كان السؤال قد أزعجي و أشكركي على ما فعلته لأجل إبنتي"
قالت السيدة و أومأت هالزي بهدوء و ربتت السيدة على ذراعها،
"سأدعو الرب أن يوفققي في عملكي و أن تجدي من يحقق لكي أمنياتك و يحميكي كما تفعلين"
"سأكون ممتنةً لذلك.. "
قالت هالزي مبتسمةً بأمتنان و ذهبت للقصر دون إحضار دفترها و لكنها كانت سعيدةً أن أحداً سيقوم بملئه بما سيكون من ذكرياتٍ ينظر لها عندما يكبر و يحقق حلمه و ينظر على ما كانت رسوماته البريئة تخبر و كيف أنه حققها،
(في مكانٍ ما خارج أوروبا)
حيث الشتاء يكون أسمه فصل البرودة القارصة و فصل تجمد شرايين حياة هذه البلاد، يقبع قصرٌ في عاصمتها الثالثة التي تميزت بقصرها المسمى ب 'قصر الشتاء' ،

سانت بطرسبرغ
ثالث عاصمة للأمبراطورية الروسية، أكبر دولةٍ في العالم من حيث المساحة، و يسميها البعض 'بلاد الأسلحة' لأنها مصدرةٌ لمعظم أنواع الأسلحة التي يستعملها الجنود حول العالم،
لا يوجد دولةٌ في العالم إلا و بها سلاحٌ من تلك البلد، فأسلحتها تعد عالية الجودة و صعبة المنال في الوقت الحالي لوجود الحرب القائمة بينها و بين الدولة العثمانية، فرنسا، بريطانيا و مملكة سردينيا،
تظنون أن الغلبة بكثرة العدد؟ لا، برأيكم هل سيستطيع الطرف المعادي لروسيا 'بلاد الأسلحة' أن يهزمها بأسلحةٍ غير متطورة؟ كمثال أنت تقاتل ببندقية تحتوي علي رصاصتين و الطرف المعادي يقاتل برشاش،
من سيربح برأيكم؟
إن أرادت بريطانيا و فرنسا و من معها الفوز على الأمبراطورية الروسية في هذه الحرب،
سيحتاجون لمعجزة أو أن يتم الموضوع بالسلام و إلا سيضيع شرف تلك البلدان و تصبح عالةً عليهم،
ملك هذه الأمبراطورية القوية : نيكولاي الأول، كان معروفاً بين البلاد أجمع أنه له هيبةً تجعل القوي ينهار ضعفاً أمام ركبتيه، معروفٌ أيضاً لكن نفسه فقط التي تعرف،
أنه كان طفلاً بريئاً كان كل هدفه العودة لعائلته الصغيرة التي تركها في بريطانيا منذ سنوات،
كان جالساً في غرفته الكبيرة التي كانت تكفى لنوم ١٠ أشخاصٍ فيها، جدرانٌ باللون الأحمر الدموي تزينها زخارفٌ باللون الذهبي، الأبيض و اللون التركوازي،
يهتم بأزهار القرنفل الملونة خاصته ذات اللون الأصفر، الأحمر و البنفسجي، رائحة هذه الأزهار تذكره بشخصٍ عزيزٍ عليه لذا هو يهتم بها جيداً،
تذكر عندما ذهب لبريطانيا مع والديه و تركاه هناك لثلاثة أشهر و عندها قابل أعز أصدقائه و أخلصهم، لا يزال يندم أنه ذهب و تركه هو و عائلته، لأنه عندما ذهب
عاد كملكٍ على روسيا بسبب أغتيال والديه عند الميناء رمياً بالرصاص،
و حينها أختفي كانغ شونو و أتى عوضاً عنه نيكولاي الأول قيصر الأمبراطورية الروسية العظمي،
لقد عاني كثيراً سواءً جسدياً أو نفسياً بسبب الوزراء الذين يجبرونه على ما يريدونه من أوامر بإختصار هو ملكٌ لكن صورياً فقط،
حتى زواجه كان إجبارياً من دوقةٍ كان هدفها أن تصبح ملكةً و تغتني و تصبح عالية المقام،
لوهلةٍ نسي البشر أنهم من طين ليسُ من نور،
لديه إبنٌ وحيد، ألكسندر أون وو البالغ من عمره الخامسة أجل الملك تزوج و هو في الخامسة عشر و هو حالياً في العشرين، حسناً علاقته بزوجته و إبنه ليست جيدةً جداً بسبب زوجته التي تقوم بقرارتٍ متهورةٍ دون إذنه و إبنه يشعر أنه يريد أن يبتعد عن المشاكل التي تحصل،
هو فقط يتمنى أن يشعر بالحب المتبادل حتى لو لمرةٍ واحدة في حياته..،
أنتهي من العناية بأزهاره و قام من مكانه ليذهب في الحديقة الثلجية ليأخذ أنفاسه، هو يشعر بالإختناق فهناك الكثير يتحمله و سيكون هناك المزيد،
وقف الملك مغمضاً عيناه مستشعراً الهواء البارد يحتضن جسده، يتحرك ردائه و خصلاته الشقراء بفعل الهواء الذي يتمنى أن يزيح همومه من على صدره،
هو فقط سأل نفسه، هل إذا إنتصرت في هذه الحرب هل سيتقبلني الناس ك ملكٍ عليهم؟ و هل سيفتخر بي إبني الوحيد؟ و هل إذا تمت هزيمتي هل سيحزن أحدهم؟
زفر بحزن لأنه يعلم الإجابة لكل هذه الأسئلة،
لا
لن يتقبلك الناس ك ملك، لن يفتخر بك إبنُك، لن يحزن أحدٌ على موتك،
أنت مجرد دمية معلقةٍ بين أيدي الوزراء، لن يحبك أحد إلا إذا كنت ذو منفعةٍ له،
حاول الملك تجاهل تلك الأفكار، هو لا يزال متمسكاً بالحياة و يحاول أن يتفاءل كما أخبرته من و ستظل في مقام والدته،
هو قرر أن يفكر في أمر الحرب جيداً، في النهاية أكثر من دولةٍ ستكون ضده لذا عليه أن يفكر خارج الصندوق،
سيعطيهم أخر فرصةٍ لعقد مؤتمر يحسمون فيه أمرهم،
"سأقرر عقد مؤتمرٍ لحسم الأمور، لكن بعد أن تتفرغ الدول، فرنسا مشغولةٌ حالياً داخلياً و بريطانيا صراع العروش فيها قائم، أونهيوك أرسل ل سفراء الدول المتحاربة بهذا الأمر"
قال الملك لمساعدهٍ الذي يرتجف من برودة الطقس الذي أومأ و كان يلعن حظه الذي جعله يسير وراء الملك الذي لا يشعر بالبرد،
(ما شاء الله عليه elsa)
" أ أ ءء أمرك م مم مولاي"
قال أونهيوك و هو يحاول تدفئة نفسه و ذهب الأثنان للداخل و أونهيوك المسكين جري على أول مدفأةٍ تقابله و الملك ذهب متجاهلاً زوجته التي نظراتها تخترقه حرفياً ذاهباً لمكانه السري الذي يذهب له عندما يريد أن يحاول التفاؤل و عندما يريد أن يشجع نفسه،
كانت بيضاء اللون مزينةٌ بزخارفٍ ذهبية و رسوماتٍ لأطفالٍ على السقف و بها بيانو أبيض به زخارف مشابهة للغرفة،

جلس أمام النافذة و لاحظ أنه جلس على شئٍ صلب و نظر إلى القلادة و قهقه،
"كدت أنسى أمرك، على أن أحافظ عليكي لكي أعطيكي لصاحبتك"
قال ممسكاً القلادة بحرص متذكراً صاحبتها،
"شكراً للرب أنني عرفت شخصاً مثلها في حياتي، لكن هل ستتقبل كوني ملكاً؟ أعني.. هي جاسوسةٌ لدولةٍ ستحاربني.. المسكينة لا تعلم أنني من تتجسس عليه"
قال مبتسماً بحزن و هو يرفع القلادة أمام النافذة،
" أتمنى أن لا تحزني عندما تعرفين الحقيقة المُرة، بارك تشايونج، اتمنى أن تَريني ك شونو أكثر من ثيودور قيصر روسيا "
قال قابضاً يده على القلادة ثم وضعها ناحيته و قبلها،
" أشتقت لكي، كثيراً"
قال و وضع القلادة في مكانٍ آمن و ظل يتأمل الثلج المتناثر على أرض الحديقة يعطيها منظراً رائعاً، كحبيبات الكريستال المنثورة بين العشب الأخضر، يزينه زهورٌ حمراء عليها بضعة كريستالات، قررت الشمس المشاركة في هذه اللوحة اللطيفة معطيةً بنورها دفئاً و إنعكاساً بديعاً على الثلوج؛

(قلادة تشايونج)
........
(في فرنسا، أحد المقاهي، ليون، الساعة الواحدة عصراً، الثامن و العشرون من نوفمبر )
يجلس مينهو، تشايونج، بيكهيون و يونا في مقهىً بسيط في إحدي شوارع مدينة ليون الفرنسية،
قرر الأربعة الخروج لتغيير جو القتال و التدريب و كانوا جالسين يتناقشون مواقفهم المضحكة أثناء مهماتهم، كلهم عدا تشايونج السارحة في السماء الصافية،
إن لم تكن عميلةً لدي ملك فرنسا فسيظن الناس لوهلة أنها أميرة،
"تشاايونججج، بماذا أنتي سارحة أنا أناديكي من خمس دقائق و ٣٠ ثانية!"
قالت يونا بتذمر و أنتبهت تشايونج،
"أ أوه أسفةٌ يونا، أنا فقط لا أستطيع التركيز و رأسي منشغل"
"بماذا روزييي؟؟ أعتذر و لكن الفضول يأكلني هيهي"
قال بيكهيون بنبرةٍ لطيفة و أومأت يونا بسرعة و قهقه مينهو لأنه يعرف ما الأمر و زفرت تشايونج بيأس،
" حسناً سأخبركم، تتذكرون عندما ذهبت في مهمةٍ في روسيا أنا و مينهو و الباقي منذ أشهر؟ "
" أجل أجل! "
قال يونا و بيكهيون و ضحكت تشايونج للطافتهما،
" كانت مهمتنا هي أن نرى إلى ما يرمي إليه رئيس مجلس النواب من قرارات و حدثت أشياء لم تخطر على بالي..
&فلاش باك، منذ ٥ أشهر، روسيا تحديداً مدينة موسكو &
كانت مجموعة عملاء ملك فرنسا جالسين في أحد الحفلات الفخمة التي يقيمها رئيس مجلس النواب لعيد ميلاد إبنته لورين،
كانت المجموعة في أوج أناقتها و تنكرها، مينهو، جيمين و جونغ يو يرتدون البذلات الفخمة و تشايونج كانت ترتدي فستاناً خاصاً بالباليه بمأنها ستؤدي رقصةً حتى تشغل الحضور بينما يؤدي الفتيان مهمتهم،
أتى دورها لأداء الرقصة التي كانت على مقطوعة بحيرة البجع للمايسترو العظيم بيتر إليتش تشايكوفسكي،
فستان تشايونج كأنها بجعةٌ بيضاء جميلة ستقوم بالطيران في وسط السماء السوداء،
لملمت خصيلات شعرها السوداء لكعكةٍ و أرتدت قناعها الأبيض المغطي بالريش و الجواهر،

وقفت في وسط المسرح و بدأت في الرقص تزامُناً مع بدء الأغنية، الأغنية حركت الكثير من المشاعر داخلها، تشايونج كانت تعبر عن كل مشاعرها بتعابيرها التي تجعل من الرقصة مؤثرةً في أعين الجميع،
كبجعةٍ بيضاء رقصت و عبرت، و كبجعةٍ سوداء حولتها الحياة،
في منتصف الرقصة دخلت الراقصات الباقيات لكن كانوا يرتدين ملابس مختلفة، زيُ باليه باللون الأبيض لكن بدرجة مائلةٍ للذهبي قليلاً و أتى راقصٌ أخر لكنه كان يرتدي بذلةً سوداء بنقوشٍ ذهبية و بقناعٍ ذهبي،
دموع تشايونج بدأت بالهبوط أسفل قناعها بسبب تغزل الرجال الموجودين في الحفل بطريقةٍ قذرة لها،
قام الراقص برفعها و اللف بها بإحترافية و همس في إذنها شيئاً صدمها،
" إن أرادت البجعة ذات الأجنحة الملائكية التحرر من هذا الجحيم عليها أن تزيف مشاعرها أمام الشياطين و عندما تنتهي الرقصة تقضي عليهم"
همس الراقص الأشقر و شعرت تشايونج بقشعريرةٍ من صوته العميق لكنه كان على حق، لا يجب أن تظهر شبراً من مشاعرها أمام هؤلاء الناس،
يجب أن تظهر أمامهم كملاكٍ برئ لكن في الحقيقة هي تحمل مسدساً خلفها،
أنتهت الرقصة بموت البجعة بسبب فقدانها لشغفها و حسناً الناس كانت تبكي بسبب العرض، كان مؤثراً و للغاية،
ذهب الراقص المجهول خلف الكواليس و لحقته تشايونج بدواعي فضولها و لكي تشكره،
"إنتظر!"
قالت تشايونج للراقص الذي وقف مكانه و ألتفت لتشايونج التي كانت تلهث بسبب ركضها خلفه،
"أ أشكرك على نصيحتك، أ أعتذر إن أفسدت الرقصة بدموعي"
"أنا لم أرى بعيناي مجرد راقصة و لكنني رأيت قصةً حزينة عبرت عنها الحياة برقصة، لا تقلقي دموعك لم تفسدها"
قال الراقص مبتسماً بجانبية و خجلت تشايونج، هذه أول يمدح رقصها بعيداً عن ملامح وجهها او جسدها،
" أشكرك أيها السيد، هذا يعني لي الكثير"
" لا داعي للشكر، هل أنتي أسيويةٌ ربما؟ "
" أوه أجل والداي من كوريا"
" والدتي كورية كذلك، شعورٌ غريب أن أجد شخصاً أسيوياً بعد مدةٍ طويلة.."
"واه لم أكن أعرف أنك نصف أسيوي، القناع لا يظهر الكثير"
"هاها أعتذر عن ذلك أنا فقط أنطوائيٌ قليلاً عندما يتعلق الأمر بالكشف عن وجهي، أسلوب رقصكي فريد هل هذا باليه فرنسي؟ "
سأل الراقص و حسناً تشايونج لن تكشف عن جنسيتها الحقيقية لرجلٍ لا تعرف نواياه،
" والدي سافر بنا لفرنسا عندما كنت صغيرة حينها عرفت الباليه لأول مرة و عشقته، سافرنا دولاً كثيرة و أنتهي بي المطاف هنا! على الأعتراف الباليه الروسي شئٌ رائع و فريد، يبدو أن لك خبرةً في أنواع الباليه أليس كذلك؟ "
" هاها أجل، أنا من عائلةٍ غنية من أصولٍ فنلندية نصف كورية، لكنني لست من النوع الذي يختار مجالاً واحداً في حياته، أنا أعزف البيانو، ألعب الباليه الروسي و أرسم في المعارض كل عام"
" هذا شئٌ رائع! أنت شخصٌ أتوق للتعرف عليه، أُدعي روزاين بارك و لكن يمكنك أن تناديني ب روزي أتمنى أن نصبح صديقين"
قالت تشايونج مبتسمةً و مدت يدها للذي صافحها،
" أتوق للتعرف عليكي أيضاً روزاين، أدعي كانغ شونو، أتمنى أن نصبح صديقين كذلك "
قال شونو بنبالة و قبل يد تشايونج التي قهقهت،
" أظن أنه ليس هناك داعيٍ لإخفاء الأوجه على الأصدقاء صحيح؟ "
" معكي حق، هيا لنخلعها لنرى ملامح وجههنا و بعدها نعيده فالحفل لم ينتهي بعد"
قال شونو و خلع الأثنان الأقنعة سريعاً و حسناً هذا أحدث ألماً لطيفاً في معدتهما،
ملامح تشايونج البريئة و ضحكتها كانت تُشعر شونو أن العالم لا يزال على ما يرام،
و ملامح شونو الرجولية الباردة نوعاً ما كانت تشعر تشايونج بأنه شخصٌ حطمه العالم و لم يرحمه و لكنه لا يزال صادماً لسببٍ مجهول،
"هل ملامحي كانت مخيفة؟"
"لا! كانت لطيفة!"
قالت تشايونج و ضحك شونو، ضحكته لسببٍ ما أسعدتها،
"لم أضحك هكذا منذ سنوات، أنتي اللطيفة هنا روزاين"
قال شونو و مسح دموع ضحكه من أسفل القناع و لكنه لاحظ عبوس تشايونج،
"لما العبوس؟"
"أخبرتك أنه يمكنك أن تناديني ب روزي "
قالت تشايونج بعبوس و حسناً شونو لم يقاوم قرص خداها المنفوخان بلطافة أثر عبوسها،
" يييي أترك خداي صديقٌ سئ! "
" أعذريني أنستي اللطيفة و لكنني أحب إسمَكي الحقيقي أكثر"
قال شونو و ترك خداها و أومأت تشايونج بخجل،
" حسناً لقد فزت علي، هيا لنذهب لأخي و باقي أصدقائي أريد أن أعرفك عليهم!"
"حسناً هيا بنا"
قال شونو و ذهب الإثنان خارج المكان و حسناً جيمين كان سيصره في وجه تشايونج و لكن شونو جعله يتراجع عن قراره، عندما عرفهم شونو بنفسه تقبلاه مينهو و جونغ يو قليلاً لأنه سيكون ذو منفعةٍ لهم لاحقاً و جيمين...،
هو يكره أي شخصٍ أطول منه، شونو يجعل جيمين يشعر أنه طفله بسبب فرق الطول المشرف و هذا ليس جيداً؛
لكن تأقلم الخمسة معاً بسرعة و أصبحت علاقتهم جيدة، و أصبحت تشايونج أقربهم له، شونو أستطاع معرفة أنها جاسوسة لفرنسا هي و مجموعتها و لكنه لم يبين لأحدٍ أنه يعرف الحقيقة،
أراد التأكد أن هذه صداقةٌ حقيقية بينه و بين تشايونج و أيضاً فضوله يقوده لمعرفة إلى ما ينوون إليه، بالطبع لم يعرف أحدهم أنه ملك روسيا،
حرص على إخفاء الأمر جيداً؛ مرت ٣ أشهر.. و أقترب ميعاد عودتها لفرنسا لكن عليهم القيام بمهمةٍ أخيرة قبل الذهاب،
(سانت بطرسبرغ، الساعة الرابعة عصراً)
كانت تشايونج جالسةً في إحدى الحدائق العامة التي كانت قريبةً من قصر الشتاء،
مهمتها ستكون أنها ستساعد مينهو و جونغ يو و جيمين في العبور من عند الميناء الساعة الخامسة، هم حالياً يسرقون بعض الملفات الحربية،
تشايونج كانت حزينةً للغاية، هي ستترك صديقها المقرب و ستعود للوطن و لن تزور روسيا لمدةٍ طويلة بسبب الحرب،
قاطع تفكيرها نقر شونو لكتفها، نظر لها بدفئ و فتح لها ذراعاه،
"عناقٌ مجاني، إنه لكي فقط"
قال شونو و همس في أخر جملة و قهقهت تشايونج و عانقته ،
"أستشعر الحزن و الألم منكي، ما الأمر؟"
" علي العودة أنا و الباقي لفرنسا، لأجل أهلنا هناك و لأجل الحرب.. لما لا تأتي معنا؟ سيحبك الجميع هناك! "
قالت تشايونج و حسناً، شونو يرغب بالذهاب و لكنه لا يستطيع إخبارها ب حقيقة أنه عدو بلادها الأول و أنه سيكون سبب موت الكثير من الناس حينها،
"أتمنى لو أستطيع الذهاب معكم، و لكنني لا أستطيع أنا مكلفٌ بأن أحارب ضدكم، أنا أسف للغاية.. "
قال شونو بحزن مستشعراً دموع تشايونج التي بدأت تبلل رقبته،
"أعدكي إن تحسنت الأوضاع سأستغل أقرب فرصة لأتي إليكي، أريد أيضاً زيارة صديق عمري في بريطانيا كذلك"
قال شونو و حسناً هو لن يفوت فرصةً كتلك إذا حصلت،
" في هذه الفترة عِدني أنك ستكون بخير.. أرجوك، أنت شخصٌ يستحق أن تعيش بسلام و تحقق أحلامك"
قالت تشايونج و تشبتت بشونو الذي أرخي رأسه على ذراعها،
" برأيكي أنا شخصٌ جيد؟ "
" بالطبع شونو، مهما حاول العالم إثبات العكس قف في وجهه- شونو هل تبكي؟!"
سألت تشايونج بتفاجؤ و نظرت لشونو الذي كان يبكي،
" لقد وقفت في وجه العالم كثيراً و لم يرحمني و لكن لم أكن أشعر بأي ألم، لما ضعفت الأن؟! لما سقطت؟! لما؟!! "
" شونو.. كلنا بشر، كلنا ننهار و لكن هناك من يختار أن يبقى محطماً و هناك من يبني من حطامه درعاً و سيفاً أقوى من قبل ليواجه ألامه"
قالت و بدأت في مسح دموعه بإبهامها ثم أمسكت وجهه برقة،
" أنت شخص تستحق الحب، شونو "
" شكراً للرب أنني أستحققتكِ، لا أعرف ما الذي فعلته لأستحققكي و لكنني سأواظب على فعله طول حياتي"
" هييي هدئ شد عناقك سأختنق! "
" أوه أعتذر "
" هيهي لا بأس، هيا أيها الثغر الجميل لصاحبٍ أجمل، تبسم فالعالم يحتاج أملاً و سعادة نحن لم نجني من الحزن سوي الغم و البأس! "
قالت تشايونج بلطافة و إبتسم شونو ممسكاً كفيها اللذان كانا على خدِه،
هل سبق لكم و أعددتم سيناريو معيناً في رأسكم و تعلمون أنه لن يحدث أبداً و لكنه يجعلكم سعداء للغاية؟
بعد عدة دقائق وصل جيمين و جونغ يو الذي كان يحمل مينهو المصاب، تم طعنه في أعلى ذراعه الأيمن مما سبب شللاً في ذراعه بأكمله،
بالطبع هرول شونو و تشايونج إليه و حاولوا تضميده جيداً حتى يستطيعوا الذهاب إلى السفينة المتجهة لفرنسا دون أي قلق،
ذهبوا إلى الميناء، و كان شونو واقفاً ينظر لهم، جيمين و جونغ يو جعلا مينهو يستريح في غرفةٍ خاصة و جيمين أصبح مراقباً عليه،
تشايونج بالطبع قامت بالذهاب لتوديع شونو، نزلت من على السفينة و قفزت لتعانقه و هو حملها،
"سأشتاق إليك كثيراً"
"أنا أكثر، روزاين بارك"
"ياه ما هذه الرسمية؟! "
"عندما أراكي مجدداً سأغير لقبكي"
"إلى ماذا ستغيره؟"
"ستعرفين حينها"
"ييي سأنتظر طويلاً الفضول يأكلني"
"سأدعو أن يقصر الرب فترة غيابنا لكي أخبركي، إلى اللقاء، روزي"
"إلى اللقاء، شونو "
قالت تشايونج و فصلا العناق و صعدت السفينة، لوحت له من هناك حتى أختفت عن الأنظار تماماً، لاحظ شونو تعلق قلادة تشايونج بقميصه، لابد من أنها علقت عندما تعانقا، وعد شونو حينها أنه سيضعها على رقبتها عندما يقابلها و سيناديها ب عزيزة قلبي؛
&فلاش باك إنتهي&
" و هكذا قابلته، ربما سقطت قلادتي هناك أيضاً لا أعرف"
قالت تشايونج و حسناً طول المدة التي كانت تحكي فيها كان بيكهيون و يونا يمسحان دموعها و مخاط أنفهما لدرجة أن مناديلهما القماشية تطالب بالرحمة،
" تشايونج اللعنة لما تركتي الوسيم في روسيا و اتيتأ وحدكي،*شهقة* أريد رجلاً وسيماً ينير حياتي العانسة! اللعنة أنتما رائعان معاً! *شهقة* أريد رجلاً! "
قالت يونا و هي تمسح دموعها و شعر مينهو بالخجل من نفسه و ضحكت تشايونج بخجل،
" اللعنة على الحرب الملعونة التي فرقت هذان القلبين البريئين!"
قال بيكهيون و زاد بكاء يونا معه،
"تشاي إبتعدت عن حبها الأول و أنا خسرت ذراعي لا بأس الحياة ليست عادلة"
قال مينهو و هو يشرب عصيره بهدوء،
" صحيح أنت كنت موجوداً معهما لما لم تخبرنا بما حدث أيها الخائن؟! "
قالت يونا بغضب،
" و لما أخبركم بأي حال؟ هذا شئٌ يخصهما، لا أحد يهتم بي إهئ"
قال مينهو بهدوء و ضحك الأثنان،
" هيا لقد تأخر الوقت علينا العودة للقصر"
قالت تشايونج بهدوء و ذهب الأربعة للقصر؛
(في بريطانيا، القصر الملكي، لندن، الساعة الثانية عصراً)
سونهي و سيوكجين إلتزما بما قالته هالزي لهما، حتى أصبحت الملكة لا تذوق طعم الراحة أبداً و هي تعلم أن هناك من عرف بما تخطط لها،
بالنسبة لتايهيونج، هو أصبح يعلم بالأمر بالفعل و يحاول هو و هالزي شغل أنظار الملكة عن سونهي لحمايتها،
لكن في النهاية هناك بمن علم أن سونهي ذهبت لسيوكجين في تلك الليلة،
جوليا بورغوندي،
إستغلت جوليا كون الجميع كان مشغولا و تسللت عند غرفة الملكة و نظرت للحرس،
" أخبروا مولاتي الملكة أنني أحمل لكي خبراً مهماً هل يمكنني الدخول؟"
قالت جوليا للحراس و دخل أحدهم على الملكة و أخبرها،
"أي نوعٍ من الأخبار؟"
سألت خادمة الملكة الشخصية :فيرينا ويلوز،
" هناك فتاةٌ بالأمس تسللت و صعدت إلى غرفة الأمير سيوكجين أريد إخبار مولاتي عنها"
قالت جوليا ببراءة و أدخلها الخادمة بسرعة،
" قولي ما عندك"
قالت الملكة،
"مولاتي، ليلة أمس خرجت إحدى الخادمات من مكان المبيت دون إستأذان رئيس الخدم و رأيتها تصعد لغرفة الأمير سيوكجين"
قالت جوليا،
" لكن إطمإني مولاتي أعرف من هي فلقد تتبعتها خفيةً و رأيت وجهها، أنا خفت أن ترتكب شيئاً يضر بسمعة المملكة"
" ما إسمها؟!"
قالت الخادمة بغضب ممزوج بقلق،
(إسمها جيون سونهي مولاتي)
.......
" اللعنةةةةةةة على جوليا و على الملكة و على من قام بإنجاب هذه الأشكال اللعينة! "
" ياه إهدأي هم أشخاصٌ مينون منذ زمن! "
" كيف أهدأ أخبرني كيف أهدأ! و سونهي في خطر؟! "
"هاها يبدو أنكي تعلقتي بها كثيراً"
"بل تعلقت بكل الشخصيات الحالية و القادمة!"
"هاهاها هذه أول مرة يعطيني أحدٌ هذا التعليق اللطيف، إسمعيني جيداً هذه القصة حقيقية لأشخاصٍ لطالما حلمت أن أقابلهم في الحقيقة، أمي دائماً كانت تخبرني عنهم و كنت مغرماً بسماع هذه الحكايات عنهم"
" واااه هل هذا يعني أنك أمي؟ "
" ياه! لست أمك أنا رجل! "
" هيهي إهدأ كنت أمزح، المهم الأن لا أعرف ماذا أسألك من كثرة حماسي! "
" أوووه~ شكراً! أتمنى لو أستطيع حكي هذه القصص للجميع"
" ستفعل! بعد أن تنهيها لي أولاً و بعدها سنستغل الفرصة و نخبرها للجميع في أقرب وقت! "
" أتمنى ذلك أيضاً، شكراً لوقوفِكي بجانبي طول هذه المدة، أعلم أن بعض أحداث القصة تزعجك قليلاً و لكنني أخبركي ما تم نقله لسنواتٍ طويلة، لا يمكنني تغيير شئ"
" أيجووو لا بأس بالعكس هذه يزيد حماسي اكثر! لا تشكرني لأنني سأقف بجانبك دائماً أيها الجميل! "
" هاهاهاها لا تتغزلي بي أيتها الشقية أعلم أنني وسيم و لكنني أخجل منكي"
" حسناً سأتوقف الأن و لكنني لا أضمن الأيام القادمة هيهي"
" سأحمسكي أكثر بأنني سأخبركي إننا سندخل على أحداثٍ أكثر حماساً! "
" اووووه!! "
" سأخبركي غداً لأن الأستاذ سيعلقنا على باب القاعة غداً إن وصلنا متأخراً هيا لنذهب للنوم"
" اوه صحيح ليس المعلم بقدونس، تصبح على خير! "
" هاهاهاها و أنتي بخير"
...
يتبع..
أنيو!
أسفة لو كان الفصل مش بالمستوى المطلوب بس إن شاء الله هحاول أنظم تنزيل الفصول بعد كدا،
أشوفكم على خير ان شاء الله 💜
Prends soin de toi, mes lunes 🌙💜🌺
(إنتبهوا على أنفسكم، أقماري🌙💜🌺)
.
أحياناً تكون المصائب أتيةً لتعلمنا درساً من دروس الحياة، كما العواصف التي تأتي و تجر معها تراب الأرض و أوراق الشجر المتساقطة،
ما تعلمنا أياه كل عاصفة هو أن تنتبه على أي خطرٍ سيأتيك في أي وقت، عندما تعلم أن الخريف قادم قم بتأمين نفسك و من كان ك الوريد في حياتك من عاصفةٍ لا تدري ماذا قد تحمل معها،
العاصفة التي أتت على هالزي فرانجبين كانت تجر معها أوراق الموت الحادة ك حِدة قاطعة الرؤوس عند يوم الإعدام،
كان هناك خياران لها فقط لا غير، أن تحمي من كان ك الوريد في حياتها بإخفاء الحقيقة، أو أن تقف في وجه تلك العاصفة وحدها بعد إخبار الحقيقة،
هالزي إختارت إخفاء الحقيقة عن سيوكجين حتى تستطيع أن تجعل الأمور تعود لمجاريها و يبقى الجميع بأمان،
حتى الأن هي لم تفعل شيئاً غير أنها أرسلت لملك فرنسا رسالةً بما تحمله لعبة الملكة من حقيقة و هدفٍ بشع و حتى يخبر تايهيونج بالأمر ،
و هي الأن منتظرة إستيقاظ سونهي لتخبرها بما ستفعله حتى تتحسن الأمور، أجل هالزي لم تستطع النوم بعد ما سمعته،
هي لا تستطيع التصديق أن سيوكجين، والده، القصر كله كان لعبةً في أيدي تلك المشعوذة و الملكة ذات قلبٍ سوادهُ كالفحم، و الأسوء أنها ستختار أحداً من فلذ كبدها لكي تضحي به لكي تجعل اللعنة أقوى و هذا قد يضع حياة سيوكجين و سونهي على حبلٍ حادٍ رفيع،
أتعلمون كيف إنتهى بها الأمر كجاسوسة؟ كانت في إحدى الأيام منذ ٥ سنوات خارج القصر تبكي بسبب إنفصالها عن من ظنته أنه حبيبها 'جيرالد' ،
كانت محطمةً للغاية و كانت تظن أن السبب الذي جعلها يمل منها هو أنها قبيحة أو أنها لا تدعه يكسر الحدود معها،
بينما كانت في أحزانه حاول شخصٌ سَكير التحرش بها و لكن حزنها تحول للحظة غضب و أمسكت بزجاجة خمرٍ فارغة و حطمتها على رأسه و هربت و لكنها لم تدري أن نامجون كان يراقبها بصمت،
قابلته أول مرة عندما ذهبت لأعلي سطح مبنى لكي تحاول أن تهدأ و وجدته جالساً بعيداً عنها بقليل، أخبرها أنه إن أرادت أن تصبح أقوى عليها أن تتمرن بجد،
لكنها أخبرته أنها مجرد فتاة تعمل في القصر الإنجليزي و لن تستطيع الخروج إلا لحالاتٍ معينة،
فعرض عليها أن يقوم بتمرينها بمأنه يعمل في الجيش و سيستفاد الأثنان، هي وافقت بعد تفكيرٍ عميق،
هي تحتاج لحماية أسرتها و لتستطيع الدفاع عن نفسها، بالطبع نامجون أخبرها أن تُبقي الأمر سراً حتى لا يُكشفا،
بالفعل أصبحت هالزي تتمرن لديه و كانت إرادتها قوية و كانت تقوم بتمريناتها جيداً رغم الصعاب، أخبرها نامجون أنها يمكنها العمل لملك فرنسا،
طبعاً تفاجأت هالزي بالأمر و أعترضت في البداية لكن.. بعد ما فعلته اللعنة لملك بريطانيا وافقت على الفور،
ما زاد الطين بلة هو أن والدتها هي و سيوكجين ماتت على يد ملك بريطانيا لذا هذا زرع رغبة الإنتقام في حديقة روحها التي تبدلت كل أزهارها البريئة بأشواك الإنتقام و الغضب،
أصبحت عميلةً لداِ ملك فرنسا، أصبحت تنقل له أهم ما يخطط له الملكة و الملك و أصبحت تحمي سيوكجين و كل من يحتاج الحماية،
على مدار السنوات نامجون لم يتركها أبداً لوحدها، كان يقوم بمساعدتها و تدريبها متى إحتاجت و كان يقف بجانبها دائماً، إنه صديقٌ مخلص و لكن هناك بعض الفراشات اللطيفة تجتاح معدتها عندما تفكر به،
لربما يصبح هذا الصديق شيئاً أعظم في المستقبل؟
لربما هي لديها بعض المشاعر ناحيته؟
من يعلم..؛
أصبحت الساعة الخامسة فجراً و النوم لم يتخضن أعين هالزي و لم يشفق القدر عليها بشئ، أنتبهت لإستيقاظ سونهي أخيراً و أشارت لها أن تأتي خلفها،
بالفعل بعد أن أغتسلت سونهي و أرتدت ملابس عملها أتت خلف هالزي التي تحمل ملامحاً جديةً على وجهها،
ذهبا خارج القصر حتى لا تتصنت عليهما أذان و أعين جواسيس الملكة، وقف الأثنان عند حديقةٍ صغيرة كانت شبه خالية من أي بشري،
"سيدة هالزي، هل كل شئٍ على ما يرام؟ هل أتركبت خطئاً بالأمس؟ هل صديقتكي بخير؟! "
سألت سونهي بقلق و ألتفتت لها هالزي و إبتسمت لها ب لطف ثم عانقتها، تفاجأت سونهي مما فعلته هالزي و لكنها ردت لها العناق شاعرةً أن هناك شيئاً خاطئاً،
"لا، الأمور ليست بخير، أنتي لم تفعلي شيئاً خاطئاً بل فعلتي شيئاً أدين لكي عمري لأجله، الأمر فقط*زفير* يتعلق بمصيركي أنتى و سيوكجين، حياتكما في خطر.. "
قالت هالزي و فصلت العناق لتنظر لملامح سونهي القلقة و أبتسمت لها لكي تحاول جعلها تطمئن،
" لكنني سأفعل ما في وسعي لحمايتكما فقط سأطلب منكي طلباً صعباً و لكنه ليس مستحيلاً و أرجوكي أن تنفذيه"
قالت هالزي بنبرةٍ شبه مترجية لسونهي التي أومأت، ستفعل أي شئ لكي تحمي صديقها المقرب كما وعدا بعضهما ليلة أمس،
"أريدكي أن تتعاملي مع سيوكجين معاملة الغرباء و سوف أخبر نامجون بأن يجعل تمريناتكما منفصلة، لا أريدُكي أن تظهري أمام الناس أنكما تعرفان بعضكما أعلم أن الأمر صعب و لكن هذا لأجل حمايتكما"
قالت هالزي و إبتسمت سونهي و أومأت لها،
"نحن نفعل هذا بالفعل، لا تقلقي علينا"
قالت سونهي و قهقهت هالزي و ربتت على رأسها،
" جيد، إنكما محظوظان ببعضكما فقط تحملا هذا الفترة حتى أستطيع تزييف جنسيتكِ و حتى نغير مكان تدريبكما و نجعله خارج القصر"
قالت هالزي و تعجبت سونهي، لما قد تزييف جنسيتها؟ لاحظت هالزي تعجب سونهي و زفرت،
" أعدكي أنني سأخبركي بما تريدين سماعه في الوقت المناسب، فقط إنتبهي على نفسك و كوني بخير حسناً؟ "
قالت هالزي و أومأت سونهي مبتسمةً و عانقت هالزي التي تفاجأت،
" شكراً سيدتي، كوني كذلك بخير لأجلي أيضاً"
قالت سونهي بلطافة و إستأذنت لتعود للقصر حتى لا يتم توبيخها و أومأت هالزي و قررت أن تجلس لوحدها قليلاً في الحديقة الصامتة و نسيم الفجر العليل،
هي شعرت بشعورٍ لطيف عندما عانقتها سونهي، كأن سونهي إبنتها أو أختها أو شئٌ من هذا القبيل، زفرت هالزي و ذهبت لتشتري دفتر رسمٍ جديد من المتجر، دخلت المتجر ذو التصميم البسيط و لكن فريدٌ من نوعه،

"مرحباً سيدتي هل ترغبين بشئٍ معينٍ هنا؟"
قالت صاحبة المتجر الشابة، كانت تبدو أنها إقتربت من العشرين، شعرٍ بنيٌ قصير و عينان بنيتان واسعتان و نظاراتٍ مستدرية بنية اللون و صغيرة،
"أجل، هل تبيعون دفاتر رسمٍ هنا؟"
"أجل سيدتي، بأي حجمٍ تريدين؟"
"متوسط"
"حسناً، إنتظري هنا للحظة"
" حسناً"
قالت هالزي و ظلت تنتظر حتى لفت إنتباهها طفلةٌ ذو بشرةٍ غامقة و شعرها كان مقسوماً لكعكتان كانت مع أمها أمام المحل ، كان المنظر لطيفاً،
"أمي هل لي أن أشتري دفتر رسمٍ و ألوان، الجميع لديه دفاتر عداي"
قالت الطفلة بحزن،
"أسفةٌ عزيزتي، لكننا بالكاد نحضر طعام الغذاء "
قالت الأم بحزن و نظرت هالزي لهما بحزن و أتت صاحبة المتجر أخيراً،
"أسفةٌ سيدتي أخذت وقتاً، هذا أخر دفتر رسمٍ هنا"
"حسناً كم ثمنه؟ "
" ٢٠ يورو، معه علبة ألوانٍ هديةً! "
" حسناً أشكركي، تفضلي النقود"
"نهاراً سعيداً! "
" و لكي أيضاً"
دفعت هالزي النقود و ذهبت إلى الفتاة الصغيرة و أبتسمت لها بحنان،
"تفضلي يا صغيرة، لا تدعي العالم يقتل أمالِك و أحلامك، أبدعي فالعالم يحتاج للتغيير "
قالت هالزي للطفلة التي أشرقت ملامحها لرؤية ما كانت تتمناه لمدةٍ طويلة و دمعت عيناها العسليتان بفرح،
" شكراً لكي سيدتي، لكن من تكونين؟"
سألت الطفلة ببراءة،
"أنا العرافة الطيبة التي تأتي لتحقيق أماني اللطيفين مثلك و في نفس الوقت أدافع عن بلادي من الأشرار! "
قالت هالزي بنبرةٍ لطيفة للتي ضحكت ببرأة،
"أعذريني الأن أيتها اللطيفة ف عملي يناديني، تذكري لا تيأسي أبداً في تحقيق حلمك و كوني شيئاً تفتخر نفسكي و عائلتكي به! "
قالت هالزي و قامت لتتوجه إلى القصر و لكن أوقفها سؤال الطفلة الذي لمس وتراً حساساً في ألة قلبها،
"سيدتي بمأنكي التي تحققين أمنيات الناس و تحمين الأبرياء، من الذي يحقق أمنياتكِ و يحميكي من الأشرار؟ "
سألت الطفلة ببراءة غير عالمة بما قد أحدث من ألم و حزن في قلب هالزي، من يحميها و يحقق لها أمنياتها؟ لا أحد، هي المسؤولة عن نفسها، شعرت السيدة بأن هالزي وحيدة فهي لها خبرةٌ في فهم الناس من لغة جسدهم،
"غايا، لا يجب أن نتدخل في شئون الناس هكذا، أعتذر إن كان السؤال قد أزعجي و أشكركي على ما فعلته لأجل إبنتي"
قالت السيدة و أومأت هالزي بهدوء و ربتت السيدة على ذراعها،
"سأدعو الرب أن يوفققي في عملكي و أن تجدي من يحقق لكي أمنياتك و يحميكي كما تفعلين"
"سأكون ممتنةً لذلك.. "
قالت هالزي مبتسمةً بأمتنان و ذهبت للقصر دون إحضار دفترها و لكنها كانت سعيدةً أن أحداً سيقوم بملئه بما سيكون من ذكرياتٍ ينظر لها عندما يكبر و يحقق حلمه و ينظر على ما كانت رسوماته البريئة تخبر و كيف أنه حققها،
(في مكانٍ ما خارج أوروبا)
حيث الشتاء يكون أسمه فصل البرودة القارصة و فصل تجمد شرايين حياة هذه البلاد، يقبع قصرٌ في عاصمتها الثالثة التي تميزت بقصرها المسمى ب 'قصر الشتاء' ،

سانت بطرسبرغ
ثالث عاصمة للأمبراطورية الروسية، أكبر دولةٍ في العالم من حيث المساحة، و يسميها البعض 'بلاد الأسلحة' لأنها مصدرةٌ لمعظم أنواع الأسلحة التي يستعملها الجنود حول العالم،
لا يوجد دولةٌ في العالم إلا و بها سلاحٌ من تلك البلد، فأسلحتها تعد عالية الجودة و صعبة المنال في الوقت الحالي لوجود الحرب القائمة بينها و بين الدولة العثمانية، فرنسا، بريطانيا و مملكة سردينيا،
تظنون أن الغلبة بكثرة العدد؟ لا، برأيكم هل سيستطيع الطرف المعادي لروسيا 'بلاد الأسلحة' أن يهزمها بأسلحةٍ غير متطورة؟ كمثال أنت تقاتل ببندقية تحتوي علي رصاصتين و الطرف المعادي يقاتل برشاش،
من سيربح برأيكم؟
إن أرادت بريطانيا و فرنسا و من معها الفوز على الأمبراطورية الروسية في هذه الحرب،
سيحتاجون لمعجزة أو أن يتم الموضوع بالسلام و إلا سيضيع شرف تلك البلدان و تصبح عالةً عليهم،
ملك هذه الأمبراطورية القوية : نيكولاي الأول، كان معروفاً بين البلاد أجمع أنه له هيبةً تجعل القوي ينهار ضعفاً أمام ركبتيه، معروفٌ أيضاً لكن نفسه فقط التي تعرف،
أنه كان طفلاً بريئاً كان كل هدفه العودة لعائلته الصغيرة التي تركها في بريطانيا منذ سنوات،
كان جالساً في غرفته الكبيرة التي كانت تكفى لنوم ١٠ أشخاصٍ فيها، جدرانٌ باللون الأحمر الدموي تزينها زخارفٌ باللون الذهبي، الأبيض و اللون التركوازي،
يهتم بأزهار القرنفل الملونة خاصته ذات اللون الأصفر، الأحمر و البنفسجي، رائحة هذه الأزهار تذكره بشخصٍ عزيزٍ عليه لذا هو يهتم بها جيداً،
تذكر عندما ذهب لبريطانيا مع والديه و تركاه هناك لثلاثة أشهر و عندها قابل أعز أصدقائه و أخلصهم، لا يزال يندم أنه ذهب و تركه هو و عائلته، لأنه عندما ذهب
عاد كملكٍ على روسيا بسبب أغتيال والديه عند الميناء رمياً بالرصاص،
و حينها أختفي كانغ شونو و أتى عوضاً عنه نيكولاي الأول قيصر الأمبراطورية الروسية العظمي،
لقد عاني كثيراً سواءً جسدياً أو نفسياً بسبب الوزراء الذين يجبرونه على ما يريدونه من أوامر بإختصار هو ملكٌ لكن صورياً فقط،
حتى زواجه كان إجبارياً من دوقةٍ كان هدفها أن تصبح ملكةً و تغتني و تصبح عالية المقام،
لوهلةٍ نسي البشر أنهم من طين ليسُ من نور،
لديه إبنٌ وحيد، ألكسندر أون وو البالغ من عمره الخامسة أجل الملك تزوج و هو في الخامسة عشر و هو حالياً في العشرين، حسناً علاقته بزوجته و إبنه ليست جيدةً جداً بسبب زوجته التي تقوم بقرارتٍ متهورةٍ دون إذنه و إبنه يشعر أنه يريد أن يبتعد عن المشاكل التي تحصل،
هو فقط يتمنى أن يشعر بالحب المتبادل حتى لو لمرةٍ واحدة في حياته..،
أنتهي من العناية بأزهاره و قام من مكانه ليذهب في الحديقة الثلجية ليأخذ أنفاسه، هو يشعر بالإختناق فهناك الكثير يتحمله و سيكون هناك المزيد،
وقف الملك مغمضاً عيناه مستشعراً الهواء البارد يحتضن جسده، يتحرك ردائه و خصلاته الشقراء بفعل الهواء الذي يتمنى أن يزيح همومه من على صدره،
هو فقط سأل نفسه، هل إذا إنتصرت في هذه الحرب هل سيتقبلني الناس ك ملكٍ عليهم؟ و هل سيفتخر بي إبني الوحيد؟ و هل إذا تمت هزيمتي هل سيحزن أحدهم؟
زفر بحزن لأنه يعلم الإجابة لكل هذه الأسئلة،
لا
لن يتقبلك الناس ك ملك، لن يفتخر بك إبنُك، لن يحزن أحدٌ على موتك،
أنت مجرد دمية معلقةٍ بين أيدي الوزراء، لن يحبك أحد إلا إذا كنت ذو منفعةٍ له،
حاول الملك تجاهل تلك الأفكار، هو لا يزال متمسكاً بالحياة و يحاول أن يتفاءل كما أخبرته من و ستظل في مقام والدته،
هو قرر أن يفكر في أمر الحرب جيداً، في النهاية أكثر من دولةٍ ستكون ضده لذا عليه أن يفكر خارج الصندوق،
سيعطيهم أخر فرصةٍ لعقد مؤتمر يحسمون فيه أمرهم،
"سأقرر عقد مؤتمرٍ لحسم الأمور، لكن بعد أن تتفرغ الدول، فرنسا مشغولةٌ حالياً داخلياً و بريطانيا صراع العروش فيها قائم، أونهيوك أرسل ل سفراء الدول المتحاربة بهذا الأمر"
قال الملك لمساعدهٍ الذي يرتجف من برودة الطقس الذي أومأ و كان يلعن حظه الذي جعله يسير وراء الملك الذي لا يشعر بالبرد،
(ما شاء الله عليه elsa)
" أ أ ءء أمرك م مم مولاي"
قال أونهيوك و هو يحاول تدفئة نفسه و ذهب الأثنان للداخل و أونهيوك المسكين جري على أول مدفأةٍ تقابله و الملك ذهب متجاهلاً زوجته التي نظراتها تخترقه حرفياً ذاهباً لمكانه السري الذي يذهب له عندما يريد أن يحاول التفاؤل و عندما يريد أن يشجع نفسه،
كانت بيضاء اللون مزينةٌ بزخارفٍ ذهبية و رسوماتٍ لأطفالٍ على السقف و بها بيانو أبيض به زخارف مشابهة للغرفة،

جلس أمام النافذة و لاحظ أنه جلس على شئٍ صلب و نظر إلى القلادة و قهقه،
"كدت أنسى أمرك، على أن أحافظ عليكي لكي أعطيكي لصاحبتك"
قال ممسكاً القلادة بحرص متذكراً صاحبتها،
"شكراً للرب أنني عرفت شخصاً مثلها في حياتي، لكن هل ستتقبل كوني ملكاً؟ أعني.. هي جاسوسةٌ لدولةٍ ستحاربني.. المسكينة لا تعلم أنني من تتجسس عليه"
قال مبتسماً بحزن و هو يرفع القلادة أمام النافذة،
" أتمنى أن لا تحزني عندما تعرفين الحقيقة المُرة، بارك تشايونج، اتمنى أن تَريني ك شونو أكثر من ثيودور قيصر روسيا "
قال قابضاً يده على القلادة ثم وضعها ناحيته و قبلها،
" أشتقت لكي، كثيراً"
قال و وضع القلادة في مكانٍ آمن و ظل يتأمل الثلج المتناثر على أرض الحديقة يعطيها منظراً رائعاً، كحبيبات الكريستال المنثورة بين العشب الأخضر، يزينه زهورٌ حمراء عليها بضعة كريستالات، قررت الشمس المشاركة في هذه اللوحة اللطيفة معطيةً بنورها دفئاً و إنعكاساً بديعاً على الثلوج؛

(قلادة تشايونج)
........
(في فرنسا، أحد المقاهي، ليون، الساعة الواحدة عصراً، الثامن و العشرون من نوفمبر )
يجلس مينهو، تشايونج، بيكهيون و يونا في مقهىً بسيط في إحدي شوارع مدينة ليون الفرنسية،
قرر الأربعة الخروج لتغيير جو القتال و التدريب و كانوا جالسين يتناقشون مواقفهم المضحكة أثناء مهماتهم، كلهم عدا تشايونج السارحة في السماء الصافية،
إن لم تكن عميلةً لدي ملك فرنسا فسيظن الناس لوهلة أنها أميرة،
"تشاايونججج، بماذا أنتي سارحة أنا أناديكي من خمس دقائق و ٣٠ ثانية!"
قالت يونا بتذمر و أنتبهت تشايونج،
"أ أوه أسفةٌ يونا، أنا فقط لا أستطيع التركيز و رأسي منشغل"
"بماذا روزييي؟؟ أعتذر و لكن الفضول يأكلني هيهي"
قال بيكهيون بنبرةٍ لطيفة و أومأت يونا بسرعة و قهقه مينهو لأنه يعرف ما الأمر و زفرت تشايونج بيأس،
" حسناً سأخبركم، تتذكرون عندما ذهبت في مهمةٍ في روسيا أنا و مينهو و الباقي منذ أشهر؟ "
" أجل أجل! "
قال يونا و بيكهيون و ضحكت تشايونج للطافتهما،
" كانت مهمتنا هي أن نرى إلى ما يرمي إليه رئيس مجلس النواب من قرارات و حدثت أشياء لم تخطر على بالي..
&فلاش باك، منذ ٥ أشهر، روسيا تحديداً مدينة موسكو &
كانت مجموعة عملاء ملك فرنسا جالسين في أحد الحفلات الفخمة التي يقيمها رئيس مجلس النواب لعيد ميلاد إبنته لورين،
كانت المجموعة في أوج أناقتها و تنكرها، مينهو، جيمين و جونغ يو يرتدون البذلات الفخمة و تشايونج كانت ترتدي فستاناً خاصاً بالباليه بمأنها ستؤدي رقصةً حتى تشغل الحضور بينما يؤدي الفتيان مهمتهم،
أتى دورها لأداء الرقصة التي كانت على مقطوعة بحيرة البجع للمايسترو العظيم بيتر إليتش تشايكوفسكي،
فستان تشايونج كأنها بجعةٌ بيضاء جميلة ستقوم بالطيران في وسط السماء السوداء،
لملمت خصيلات شعرها السوداء لكعكةٍ و أرتدت قناعها الأبيض المغطي بالريش و الجواهر،

وقفت في وسط المسرح و بدأت في الرقص تزامُناً مع بدء الأغنية، الأغنية حركت الكثير من المشاعر داخلها، تشايونج كانت تعبر عن كل مشاعرها بتعابيرها التي تجعل من الرقصة مؤثرةً في أعين الجميع،
كبجعةٍ بيضاء رقصت و عبرت، و كبجعةٍ سوداء حولتها الحياة،
في منتصف الرقصة دخلت الراقصات الباقيات لكن كانوا يرتدين ملابس مختلفة، زيُ باليه باللون الأبيض لكن بدرجة مائلةٍ للذهبي قليلاً و أتى راقصٌ أخر لكنه كان يرتدي بذلةً سوداء بنقوشٍ ذهبية و بقناعٍ ذهبي،
دموع تشايونج بدأت بالهبوط أسفل قناعها بسبب تغزل الرجال الموجودين في الحفل بطريقةٍ قذرة لها،
قام الراقص برفعها و اللف بها بإحترافية و همس في إذنها شيئاً صدمها،
" إن أرادت البجعة ذات الأجنحة الملائكية التحرر من هذا الجحيم عليها أن تزيف مشاعرها أمام الشياطين و عندما تنتهي الرقصة تقضي عليهم"
همس الراقص الأشقر و شعرت تشايونج بقشعريرةٍ من صوته العميق لكنه كان على حق، لا يجب أن تظهر شبراً من مشاعرها أمام هؤلاء الناس،
يجب أن تظهر أمامهم كملاكٍ برئ لكن في الحقيقة هي تحمل مسدساً خلفها،
أنتهت الرقصة بموت البجعة بسبب فقدانها لشغفها و حسناً الناس كانت تبكي بسبب العرض، كان مؤثراً و للغاية،
ذهب الراقص المجهول خلف الكواليس و لحقته تشايونج بدواعي فضولها و لكي تشكره،
"إنتظر!"
قالت تشايونج للراقص الذي وقف مكانه و ألتفت لتشايونج التي كانت تلهث بسبب ركضها خلفه،
"أ أشكرك على نصيحتك، أ أعتذر إن أفسدت الرقصة بدموعي"
"أنا لم أرى بعيناي مجرد راقصة و لكنني رأيت قصةً حزينة عبرت عنها الحياة برقصة، لا تقلقي دموعك لم تفسدها"
قال الراقص مبتسماً بجانبية و خجلت تشايونج، هذه أول يمدح رقصها بعيداً عن ملامح وجهها او جسدها،
" أشكرك أيها السيد، هذا يعني لي الكثير"
" لا داعي للشكر، هل أنتي أسيويةٌ ربما؟ "
" أوه أجل والداي من كوريا"
" والدتي كورية كذلك، شعورٌ غريب أن أجد شخصاً أسيوياً بعد مدةٍ طويلة.."
"واه لم أكن أعرف أنك نصف أسيوي، القناع لا يظهر الكثير"
"هاها أعتذر عن ذلك أنا فقط أنطوائيٌ قليلاً عندما يتعلق الأمر بالكشف عن وجهي، أسلوب رقصكي فريد هل هذا باليه فرنسي؟ "
سأل الراقص و حسناً تشايونج لن تكشف عن جنسيتها الحقيقية لرجلٍ لا تعرف نواياه،
" والدي سافر بنا لفرنسا عندما كنت صغيرة حينها عرفت الباليه لأول مرة و عشقته، سافرنا دولاً كثيرة و أنتهي بي المطاف هنا! على الأعتراف الباليه الروسي شئٌ رائع و فريد، يبدو أن لك خبرةً في أنواع الباليه أليس كذلك؟ "
" هاها أجل، أنا من عائلةٍ غنية من أصولٍ فنلندية نصف كورية، لكنني لست من النوع الذي يختار مجالاً واحداً في حياته، أنا أعزف البيانو، ألعب الباليه الروسي و أرسم في المعارض كل عام"
" هذا شئٌ رائع! أنت شخصٌ أتوق للتعرف عليه، أُدعي روزاين بارك و لكن يمكنك أن تناديني ب روزي أتمنى أن نصبح صديقين"
قالت تشايونج مبتسمةً و مدت يدها للذي صافحها،
" أتوق للتعرف عليكي أيضاً روزاين، أدعي كانغ شونو، أتمنى أن نصبح صديقين كذلك "
قال شونو بنبالة و قبل يد تشايونج التي قهقهت،
" أظن أنه ليس هناك داعيٍ لإخفاء الأوجه على الأصدقاء صحيح؟ "
" معكي حق، هيا لنخلعها لنرى ملامح وجههنا و بعدها نعيده فالحفل لم ينتهي بعد"
قال شونو و خلع الأثنان الأقنعة سريعاً و حسناً هذا أحدث ألماً لطيفاً في معدتهما،
ملامح تشايونج البريئة و ضحكتها كانت تُشعر شونو أن العالم لا يزال على ما يرام،
و ملامح شونو الرجولية الباردة نوعاً ما كانت تشعر تشايونج بأنه شخصٌ حطمه العالم و لم يرحمه و لكنه لا يزال صادماً لسببٍ مجهول،
"هل ملامحي كانت مخيفة؟"
"لا! كانت لطيفة!"
قالت تشايونج و ضحك شونو، ضحكته لسببٍ ما أسعدتها،
"لم أضحك هكذا منذ سنوات، أنتي اللطيفة هنا روزاين"
قال شونو و مسح دموع ضحكه من أسفل القناع و لكنه لاحظ عبوس تشايونج،
"لما العبوس؟"
"أخبرتك أنه يمكنك أن تناديني ب روزي "
قالت تشايونج بعبوس و حسناً شونو لم يقاوم قرص خداها المنفوخان بلطافة أثر عبوسها،
" يييي أترك خداي صديقٌ سئ! "
" أعذريني أنستي اللطيفة و لكنني أحب إسمَكي الحقيقي أكثر"
قال شونو و ترك خداها و أومأت تشايونج بخجل،
" حسناً لقد فزت علي، هيا لنذهب لأخي و باقي أصدقائي أريد أن أعرفك عليهم!"
"حسناً هيا بنا"
قال شونو و ذهب الإثنان خارج المكان و حسناً جيمين كان سيصره في وجه تشايونج و لكن شونو جعله يتراجع عن قراره، عندما عرفهم شونو بنفسه تقبلاه مينهو و جونغ يو قليلاً لأنه سيكون ذو منفعةٍ لهم لاحقاً و جيمين...،
هو يكره أي شخصٍ أطول منه، شونو يجعل جيمين يشعر أنه طفله بسبب فرق الطول المشرف و هذا ليس جيداً؛
لكن تأقلم الخمسة معاً بسرعة و أصبحت علاقتهم جيدة، و أصبحت تشايونج أقربهم له، شونو أستطاع معرفة أنها جاسوسة لفرنسا هي و مجموعتها و لكنه لم يبين لأحدٍ أنه يعرف الحقيقة،
أراد التأكد أن هذه صداقةٌ حقيقية بينه و بين تشايونج و أيضاً فضوله يقوده لمعرفة إلى ما ينوون إليه، بالطبع لم يعرف أحدهم أنه ملك روسيا،
حرص على إخفاء الأمر جيداً؛ مرت ٣ أشهر.. و أقترب ميعاد عودتها لفرنسا لكن عليهم القيام بمهمةٍ أخيرة قبل الذهاب،
(سانت بطرسبرغ، الساعة الرابعة عصراً)
كانت تشايونج جالسةً في إحدى الحدائق العامة التي كانت قريبةً من قصر الشتاء،
مهمتها ستكون أنها ستساعد مينهو و جونغ يو و جيمين في العبور من عند الميناء الساعة الخامسة، هم حالياً يسرقون بعض الملفات الحربية،
تشايونج كانت حزينةً للغاية، هي ستترك صديقها المقرب و ستعود للوطن و لن تزور روسيا لمدةٍ طويلة بسبب الحرب،
قاطع تفكيرها نقر شونو لكتفها، نظر لها بدفئ و فتح لها ذراعاه،
"عناقٌ مجاني، إنه لكي فقط"
قال شونو و همس في أخر جملة و قهقهت تشايونج و عانقته ،
"أستشعر الحزن و الألم منكي، ما الأمر؟"
" علي العودة أنا و الباقي لفرنسا، لأجل أهلنا هناك و لأجل الحرب.. لما لا تأتي معنا؟ سيحبك الجميع هناك! "
قالت تشايونج و حسناً، شونو يرغب بالذهاب و لكنه لا يستطيع إخبارها ب حقيقة أنه عدو بلادها الأول و أنه سيكون سبب موت الكثير من الناس حينها،
"أتمنى لو أستطيع الذهاب معكم، و لكنني لا أستطيع أنا مكلفٌ بأن أحارب ضدكم، أنا أسف للغاية.. "
قال شونو بحزن مستشعراً دموع تشايونج التي بدأت تبلل رقبته،
"أعدكي إن تحسنت الأوضاع سأستغل أقرب فرصة لأتي إليكي، أريد أيضاً زيارة صديق عمري في بريطانيا كذلك"
قال شونو و حسناً هو لن يفوت فرصةً كتلك إذا حصلت،
" في هذه الفترة عِدني أنك ستكون بخير.. أرجوك، أنت شخصٌ يستحق أن تعيش بسلام و تحقق أحلامك"
قالت تشايونج و تشبتت بشونو الذي أرخي رأسه على ذراعها،
" برأيكي أنا شخصٌ جيد؟ "
" بالطبع شونو، مهما حاول العالم إثبات العكس قف في وجهه- شونو هل تبكي؟!"
سألت تشايونج بتفاجؤ و نظرت لشونو الذي كان يبكي،
" لقد وقفت في وجه العالم كثيراً و لم يرحمني و لكن لم أكن أشعر بأي ألم، لما ضعفت الأن؟! لما سقطت؟! لما؟!! "
" شونو.. كلنا بشر، كلنا ننهار و لكن هناك من يختار أن يبقى محطماً و هناك من يبني من حطامه درعاً و سيفاً أقوى من قبل ليواجه ألامه"
قالت و بدأت في مسح دموعه بإبهامها ثم أمسكت وجهه برقة،
" أنت شخص تستحق الحب، شونو "
" شكراً للرب أنني أستحققتكِ، لا أعرف ما الذي فعلته لأستحققكي و لكنني سأواظب على فعله طول حياتي"
" هييي هدئ شد عناقك سأختنق! "
" أوه أعتذر "
" هيهي لا بأس، هيا أيها الثغر الجميل لصاحبٍ أجمل، تبسم فالعالم يحتاج أملاً و سعادة نحن لم نجني من الحزن سوي الغم و البأس! "
قالت تشايونج بلطافة و إبتسم شونو ممسكاً كفيها اللذان كانا على خدِه،
هل سبق لكم و أعددتم سيناريو معيناً في رأسكم و تعلمون أنه لن يحدث أبداً و لكنه يجعلكم سعداء للغاية؟
بعد عدة دقائق وصل جيمين و جونغ يو الذي كان يحمل مينهو المصاب، تم طعنه في أعلى ذراعه الأيمن مما سبب شللاً في ذراعه بأكمله،
بالطبع هرول شونو و تشايونج إليه و حاولوا تضميده جيداً حتى يستطيعوا الذهاب إلى السفينة المتجهة لفرنسا دون أي قلق،
ذهبوا إلى الميناء، و كان شونو واقفاً ينظر لهم، جيمين و جونغ يو جعلا مينهو يستريح في غرفةٍ خاصة و جيمين أصبح مراقباً عليه،
تشايونج بالطبع قامت بالذهاب لتوديع شونو، نزلت من على السفينة و قفزت لتعانقه و هو حملها،
"سأشتاق إليك كثيراً"
"أنا أكثر، روزاين بارك"
"ياه ما هذه الرسمية؟! "
"عندما أراكي مجدداً سأغير لقبكي"
"إلى ماذا ستغيره؟"
"ستعرفين حينها"
"ييي سأنتظر طويلاً الفضول يأكلني"
"سأدعو أن يقصر الرب فترة غيابنا لكي أخبركي، إلى اللقاء، روزي"
"إلى اللقاء، شونو "
قالت تشايونج و فصلا العناق و صعدت السفينة، لوحت له من هناك حتى أختفت عن الأنظار تماماً، لاحظ شونو تعلق قلادة تشايونج بقميصه، لابد من أنها علقت عندما تعانقا، وعد شونو حينها أنه سيضعها على رقبتها عندما يقابلها و سيناديها ب عزيزة قلبي؛
&فلاش باك إنتهي&
" و هكذا قابلته، ربما سقطت قلادتي هناك أيضاً لا أعرف"
قالت تشايونج و حسناً طول المدة التي كانت تحكي فيها كان بيكهيون و يونا يمسحان دموعها و مخاط أنفهما لدرجة أن مناديلهما القماشية تطالب بالرحمة،
" تشايونج اللعنة لما تركتي الوسيم في روسيا و اتيتأ وحدكي،*شهقة* أريد رجلاً وسيماً ينير حياتي العانسة! اللعنة أنتما رائعان معاً! *شهقة* أريد رجلاً! "
قالت يونا و هي تمسح دموعها و شعر مينهو بالخجل من نفسه و ضحكت تشايونج بخجل،
" اللعنة على الحرب الملعونة التي فرقت هذان القلبين البريئين!"
قال بيكهيون و زاد بكاء يونا معه،
"تشاي إبتعدت عن حبها الأول و أنا خسرت ذراعي لا بأس الحياة ليست عادلة"
قال مينهو و هو يشرب عصيره بهدوء،
" صحيح أنت كنت موجوداً معهما لما لم تخبرنا بما حدث أيها الخائن؟! "
قالت يونا بغضب،
" و لما أخبركم بأي حال؟ هذا شئٌ يخصهما، لا أحد يهتم بي إهئ"
قال مينهو بهدوء و ضحك الأثنان،
" هيا لقد تأخر الوقت علينا العودة للقصر"
قالت تشايونج بهدوء و ذهب الأربعة للقصر؛
(في بريطانيا، القصر الملكي، لندن، الساعة الثانية عصراً)
سونهي و سيوكجين إلتزما بما قالته هالزي لهما، حتى أصبحت الملكة لا تذوق طعم الراحة أبداً و هي تعلم أن هناك من عرف بما تخطط لها،
بالنسبة لتايهيونج، هو أصبح يعلم بالأمر بالفعل و يحاول هو و هالزي شغل أنظار الملكة عن سونهي لحمايتها،
لكن في النهاية هناك بمن علم أن سونهي ذهبت لسيوكجين في تلك الليلة،
جوليا بورغوندي،
إستغلت جوليا كون الجميع كان مشغولا و تسللت عند غرفة الملكة و نظرت للحرس،
" أخبروا مولاتي الملكة أنني أحمل لكي خبراً مهماً هل يمكنني الدخول؟"
قالت جوليا للحراس و دخل أحدهم على الملكة و أخبرها،
"أي نوعٍ من الأخبار؟"
سألت خادمة الملكة الشخصية :فيرينا ويلوز،
" هناك فتاةٌ بالأمس تسللت و صعدت إلى غرفة الأمير سيوكجين أريد إخبار مولاتي عنها"
قالت جوليا ببراءة و أدخلها الخادمة بسرعة،
" قولي ما عندك"
قالت الملكة،
"مولاتي، ليلة أمس خرجت إحدى الخادمات من مكان المبيت دون إستأذان رئيس الخدم و رأيتها تصعد لغرفة الأمير سيوكجين"
قالت جوليا،
" لكن إطمإني مولاتي أعرف من هي فلقد تتبعتها خفيةً و رأيت وجهها، أنا خفت أن ترتكب شيئاً يضر بسمعة المملكة"
" ما إسمها؟!"
قالت الخادمة بغضب ممزوج بقلق،
(إسمها جيون سونهي مولاتي)
.......
" اللعنةةةةةةة على جوليا و على الملكة و على من قام بإنجاب هذه الأشكال اللعينة! "
" ياه إهدأي هم أشخاصٌ مينون منذ زمن! "
" كيف أهدأ أخبرني كيف أهدأ! و سونهي في خطر؟! "
"هاها يبدو أنكي تعلقتي بها كثيراً"
"بل تعلقت بكل الشخصيات الحالية و القادمة!"
"هاهاها هذه أول مرة يعطيني أحدٌ هذا التعليق اللطيف، إسمعيني جيداً هذه القصة حقيقية لأشخاصٍ لطالما حلمت أن أقابلهم في الحقيقة، أمي دائماً كانت تخبرني عنهم و كنت مغرماً بسماع هذه الحكايات عنهم"
" واااه هل هذا يعني أنك أمي؟ "
" ياه! لست أمك أنا رجل! "
" هيهي إهدأ كنت أمزح، المهم الأن لا أعرف ماذا أسألك من كثرة حماسي! "
" أوووه~ شكراً! أتمنى لو أستطيع حكي هذه القصص للجميع"
" ستفعل! بعد أن تنهيها لي أولاً و بعدها سنستغل الفرصة و نخبرها للجميع في أقرب وقت! "
" أتمنى ذلك أيضاً، شكراً لوقوفِكي بجانبي طول هذه المدة، أعلم أن بعض أحداث القصة تزعجك قليلاً و لكنني أخبركي ما تم نقله لسنواتٍ طويلة، لا يمكنني تغيير شئ"
" أيجووو لا بأس بالعكس هذه يزيد حماسي اكثر! لا تشكرني لأنني سأقف بجانبك دائماً أيها الجميل! "
" هاهاهاها لا تتغزلي بي أيتها الشقية أعلم أنني وسيم و لكنني أخجل منكي"
" حسناً سأتوقف الأن و لكنني لا أضمن الأيام القادمة هيهي"
" سأحمسكي أكثر بأنني سأخبركي إننا سندخل على أحداثٍ أكثر حماساً! "
" اووووه!! "
" سأخبركي غداً لأن الأستاذ سيعلقنا على باب القاعة غداً إن وصلنا متأخراً هيا لنذهب للنوم"
" اوه صحيح ليس المعلم بقدونس، تصبح على خير! "
" هاهاهاها و أنتي بخير"
...
يتبع..
أنيو!
أسفة لو كان الفصل مش بالمستوى المطلوب بس إن شاء الله هحاول أنظم تنزيل الفصول بعد كدا،
أشوفكم على خير ان شاء الله 💜
Prends soin de toi, mes lunes 🌙💜🌺
(إنتبهوا على أنفسكم، أقماري🌙💜🌺)
Коментарі