الفصل الأول (أسيرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
.
الثاني و العشرون من نوفمبر، ١٨٥٢
إحدى القرى لساحل القنال، الساعة الرابعة عصراً،
فرنسا.
<<<<<
تجلس تلك الفتاة في حديقة منزلها المتواضع بعيداً عن ثرثرة أهل القرية تقوم بقرائة إحدى كتبها المفضلة المخصصة عن علم النفس،
هي تعشق هذا النوع من الكتب لأنها تقوم بمساعدتها على فهم الناس و كيفية الرد عليهم و أوه هي قد ولدت بما يسمى بالذاكرة الفوتوغرافية بما يعني أنها تحفظ كل شئٍ تقرأه بسهولة حتى لو كان طويلاً و غير مفهوماً ستقوم بنقله من مخيلتها،
قامت بإرتشاف قليلٍ من كوب الشاي الخاص بها بينما تُكمل قرائة الفصل،مرت دقائق و نادت والدتها عليها و وضعت كوبها جانباً و قامت بثني الصفحة من الأعلى لتكمله لاحقاً،
ذهبت الفتاة لأمها الواقفة عند باب المنزل الخلفي و أبتسمت لها بلطافة،
"أجل أوما؟"
قالت الفتاة بلطافة لأمها التي ربتت على ذراعها،
"لما لا تذهبين للقرية؟ لا أقصد أن أجبركي على شئ و لكنكي وحيدة دون أصدقاء و أنا أشعر بالحزن لكونك وحيدة"
قال الأم بحزن و زفرت الفتاة،
"أوما، هم لا يفهمونني و أيضاً هم لا يحبوننا لا أعرف لما و لكنني لا أهتم فأنا لدي عائلتي اللطيفة و كُتبي و أدوات رسمي فلما أحتاج لأشخاصٍ مزيفين؟ "
قالت الفتاة بعبوسٍ لطيف و قهقهت الأم و ربتت على رأسها بمأن أبنتها أقصر منها بقليل،
"حسناً عزيزتي سونهي و الأن هيا إذهبي لتحضري أخاكي من عند الميناء سيحل الغروب و سيشتد البرد "
قالت الأم مبتسمةً و أومأت سونهي بلطافة و ذهبت ناحية الطريق العُشبي المؤدي للميناء، للأسف مرت بالمزيفين كما تسميهم، تجاهلتهم و صوت قهقهتهم وصل لأذنيها،
"وصلت المنبوذة، هههه أنظرن لملابسها! تبدين كمن يجمع مخلفات الخنازير يا دودة الكتب! "
قالت إحداهن و هي تقهقه على فستان سونهي الذي كان بسيطاً و لكنه كان أنيقاً بالنسبة لسونهي كان مخملياً و لونه لؤلؤي و يحيطه معطفٌ بني دون أكمام،
نظرت سونهي لهن بثقة و قالت:
" أوه أنا فقط أقوم بعملي و هو جمع مخلفات الخنازير التي ظنت أنها للحظة أسودٌ يحكمن هذه المنطقة، أنظرن لنفسكن أولاً لأنني جذابةٌ بشكلٍ يجعل ألسنتكن تذكرني لغيرتكن مني"
غضبت الفتيات و قامت إحداهن لتقف أمام سونهي المبتسمة بثقة،
"إعلمي مع من تتكلمين أيتها المنبوذة!أتعلمين ما مشكلتك؟ أنتي عديمةٌ من الأخلاق لتتكلمي مع من هي أجمل و أعلى مكانةً منكي "
قالت الفتاة و أمسكت بكم سونهي و هي تنظر له بتقزز و قهقهت الفتيات الأخريات،
" أبعدي يدكي القزرة عني، ليس لدي مشكلةٌ في أخلاقي و لكنكي لديكي مشكلةٌ مع أخلاقي و هذه ليست مشكلتي و الأن أبتعدي عن طريقي فلدي حياةٌ أقضيها و أوه! كلنا من تراب سنعود إليه كلنا عند الموت مهما كنتي غنيةً أو فقيرة ستتحولين لهيكلٍ عظمى و لن يمزيكي أحدهم جوليا همم؟"
قالت سونهي و عليها نظرةٌ واثقة و نبرةٍ ثابتة و أبعدت يد الفتاة بقوة التي نظرت لها بخوف،
" لتحترقن جميعاً في الجحيم! "
قالت سونهي مبتسمةً بلطف و هي تلوح لهن و ذهبت لتكمل طريقها للميناء و هي تقهقه على حالها الذي جعلها تتورط مع أشخاصٍ مثلهن، وصلت أخيراً لأخيها ذو الخامسة عشر ربيعاً الذي كان جالساً أمام الميناء القديم المهجور، كان يدندن ببعض الأغاني و يحدق في البحر بشرود،
جلست سونهي بجانبه و أبتسمت بلطف لأخيها الصغير و ربتت عليه،
"ما الذي يشغل بال أخي اللطيف يا تُري؟"
قالت سونهي لأخيها الذي كان يحرك هواء البحر شعره ذو اللون الغرابي القصير نوعاً ما، نظر لأخته بإبتسامةٍ صغيرة و عانقها و ردت له العناق، زفرت لأنها خمنت المشكلة، أخاها لا يعانقها مرةً واحدة دون كلام إلا إن كان قد تنمر عليه أحد،
"هل تنمر عليك رجال القرية مجدداً؟ "
سألت سونهي بحزن و هي تربت على أخاها الذي تمسك بها عندما عرفت ما به و هي أستمرت بالتربيت عليه،
"ل لما يكرهنا الجميع نونا؟ نحن لم نفعل شيئاً خاطئاً"
قال جونغكوك بينما يرتجف محاولاً عدم البكاء من الألم الذي يلحق بقلبه و جسده من ضرب الرجال له عند السوق،
"لا أعلم لما، و لكننا علينا البقاء أقوياء جونغكوكي، من أجل أوما و من أجل جدي فليس لديهم غيرُنا"
قالت سونهي بألم لأخيها الذي دموعه بدأت ببل ملابسها، هي لا تستطيع الدفاع عن أسرتها ضد قريةٍ بأكملها و لكنها تحاول جاهدةً الصمود أمامهم،
"فقط أتمنى تغير كل شئٍ للأفضل و أن أكون سنداً لكي نونا كما تكونين سنداً لي، بجسدي الهزيل هذا لن أستطيع حمايتكم"
قال جونغكوك بينما يمسح دموعه و أبتسمت سونهي له بحنان و ربتت على شعر أخيها،
"كوكي أنت بالفعل سندي، أنا أستمد الطاقة منك لمواجهة هؤلاء الحمقى فلا تكن حزيناً أنا أؤمن بوجود الفرج بعد الضيق لذا لنتحمل معاً حسناً؟ "
قالت سونهي و إبتسم جونغكوك و لكن أختفت إبتسامته سريعاً لملاحظتِه سفينتين مسلحتين كبيرتين يحملان العلم البريطاني تقترب من الميناء الرئيسي المجاور لهما و نظر جونغكوك و سونهي لها بخوف، قطع خوفهما صوت إطلاق مدافع السفينتين على الميناء المجاور و سقط الأثنان من الإنفجار، تأذت قدم سونهي أثر إصتدامها بصخرة و صرخت بألم،
"نونا!!"
صرخ جونغكوك و ألتفت خلفه ليري العساكر البريطانية و على رأسها قائد الكتيبة يقول شيئاً بالإنجليزية،
"أحضروا الفتيات الصغيرات و أقتلوا الرجال الذين يقفون في طريقكم!"
أمر الرئيس و جري الجنود يطلقون النار على التجار الواقفين، وعي جونغكوك و سونهي لما يحدث و قام جونغكوك بحمل أخته ليجري بها بصعوبة ناحية البيت و الجثث من حولهم تقع، لكنه تعرقل و سقط هو و أخته أمام المنزل لكن هناك جنديٌ قام بملاحظتهما و ذهب و معه جنديان أخران،
قاما الجنديان بسحب سونهي التي كانت تصرخ و حاول جونغكوك سحبها منهما و لكن أحد العساكر قام بإطلاق الرصاص على قدم و ذراع جونغكوك الأيسر الذي كان يقاوم و الدموع تنزل من عينيه،
"جونغكوك!!!"
صرخت سونهي بخوف و هي تبكي و هي تنظر لأخيها المغشى عليه،
و إقتحم الجنود المنزل ليبحثوا داخله عن أحدهم و وجدوا الأم و الجد الذي قاموا يجعله يغشي عليه لأنهم لن يقتلوا كبيراً في السن و قاموا بمحاولة أخذ الأم الذي كانت تصرخ من الخوف لرؤية إبنتها مقيدة و إبنها المصاب الذي كانت تنزل الدماء منه،
"أتركوا هذه السيدة هي ليست شابةً بما يكفي لنأخذ الفتاة التي أمسكنا بها للسفينة بسرعة!"
قال أحد الجنود و تركوا الأم التي كانت تبكي و ذهبوا بسونهي التي كانت تقاوم الذهاب حاولت الأم إنقاذ إبنتها و لكني قيدها أحد الجنود ،
" أومااا!! "
صرخت سونهي و تحاول مد يدها لأمها قام الجندي بجعلها يغشي عليها بضربها خلف رأسها و سقطت الأم أرضاً و هي تنظر لأبنتها قبل أن تفقد وعيها و حاولت أن تتحرك و عيناها كانت تزرف الدموع، مدت يدها ناحية الجنود الذين بدأو في التلاشي و سقطت يدها دليلاً على فقدان وعيها،
"أتركوني أيها اللعناء!! ماذا فعلنا لكم لتفعلوا هذا بنا!؟!!"
كانت سونهي تصرخ على الجنديان الذان قيدا يدها و قاما برميها مع باقي الفتيات في السفينة و دخل الجنود و ذهبت السفينة بعيداً عن الأنظار متجهةً لبريطانيا،
الأم قامت بصعوبة بعد ساعة لحسن حظها لم يضربها العسكري بقوةٍ كبيرة و قامت بألم لتنظر لإبنها بخوف و تقوم إليه بسرعة و تتفقد تنفسه لتجده ضعيفاً ذلك لفقده دماءً كثيرة و ذهبت بسرعة للمنزل لتحضر علبة الإسعافات الأولية في الطريق إطمانت على الجد الذي كان تنفسه طبيعياً ثم هرولت لأبنها و قامت بقطع كم قميصه،
و قامت بمحاولة تسخين سكينٍ صغير عن طريق جمع كومة حطبٍ و إشعالها، بالطبع هي كانت ترتجف و لكنها تحاول أن تهدأ لأن الخوف لن ينقذ إبنها،
قامت بتسخين السكين و عادت إلى إبنها و قامت بإخراج الرصاصة بصعوبة فقد مرت سنوات على عدم فعلها هذا، فعلت نفس الشئ لقدمه المصابة و قامت بخياطة الجروح و هي تدعو أن يكون إبنها بخير،
بعد أن إنتهت من تضميده قامت بوضع ذراعه على ظهرها و قامت بإسناده بصعوبة للسرير الخاص بها لأنها لن تستطيع الصعود به لغرفته في الطابق العلوي و أحضرت كوباً وضعت به بعض الحليب ليعوض الذي فقده من الدماء و فتح جونغكوك عينيه بألم و ذهبت الأم نحوه و وضعت الكوب جانباً و أمسكت يده بيديها و عيناها دامعتان،
"ج جونغكوكاه"
قالت الأم و زادت دموعها و وضعت جبينها على يداه،
"أ أوما، س سونهي أين سونهي؟ "
قال جونغكوك و قام بألم و عيناه دامعتان و نظرت له الأم بألمٍ أكبر،
"ل لقد أخذوها ك كوك"
قالت الأم و هي تشهق و تبكي بحرقة و نزلت دموع جونغكوك و قام بصدم الجدار المجاور بيده بألم و هو لا يقل حالاً عن أمه،
"يا لي من مثيرٍ للشفقة!! لما لم أستطع أن أحميها لما؟؟!"
قال جونغكوك معاتباً نفسه و هو يبكي و أستيقظ الجد لينظر حوله،
" و ويندي، كوك ماذا حدث؟"
سأل الجد بخوف و نظر حوله ليلحظ عدم وجود حفيدته الكبرى، تذكر ما حدث قبل أن يُغشي عليه و بكي بصمت و الصدمة تعتلي وجهه لتقوم الأم لتجر الكرسي المتحرك الخاص بالجد ناحية سريرها الذي ينام عليه جونغكوك الذي لم تتوقف دموعه و نظر الجد لحفيده و وضع يده الخشنة بسبب الزمن على يد حفيده الذي نظر إليه بحزن،
"ك كوك هذا ليس خطأك و ليس خطأ ويندي، لم يكن بإمكاننا فعل شئٍ حينها، لقد قاومت بكل ما لديك و لكنك يجب أن تكون قوياً حتى لا يتكرر الأمر مجدداً، الحزن و الندم لن يعيد سونهي إلينا"
قال الجد و هو يربت على يد حفيده و مسح دموعه، فلقد شهد على موت زوجته و إبنه، الزمن لم يرأف به و لكنه لا يزال قوياً،
" هيا لنثبت للقدر أننا يمكننا فعلها، الأخطاء لها قوة تحولك لشئٍ أفضل مما كنت عليه قبلاً"
قال الجد مبتسماً بحزن،متذكراً كيف كان حاله عند وفاة من كان عزيزاً على قلبه،
مأساة الحياة أننا نكبر بسرعة و نصبح حكماء بعد فوات الأوان،
أراد الجد تفقيه حفيده لكي لا يندم كما ندم هو يوماً، قام جونغكوك بالإيماء على كلام جده و قام ليحتضن أمه الذي عانقته و لم تهدأ دموعها، ربت عليها و تحولت نظراته من الحزن إلى الغضب الهادئ،
"من كان سبباً في نزول دموعكما يوماً سيدفع الثمن قريباً"
قال جونغكوك و أومأ الجد و نزل الحفيد و أمه ليعانقهما الجد و يربت عليهما؛
(عند سونهي)
*سونهي بوڨ عند الميناء البريطاني*
أجلس و الخوف يحيطني و أمواج البحر تُخفي صوت بكاء قلبي و أنا و من معي من فتيات القرية على عابرة البحار المتجهة لبلدٍ لم أعهدها في حياتي،
أحاول المحافظة على تركيزي و أن أكون قوية لأنني وحدي لأحد سيكون معي و يحميني في هذه الرحلة غير خالقي ثم نفسي،
سأحاول التأقلم مع الأحداث حتى تتسنى لي الفرصة المناسبة للهرب و لكنني لن أستطيع تحقيق مرادي الأن بسبب إصابة قدمي البالغة،
سمعت الحراس يقولون شيئاً باللغة الإنجليزية، أشكر الله أنني جيدةً في تلك اللغة لقد قالوا شيئاً عن أننا سنصبح خدماً للملك الجديد؟ ما لعنتهم لقد وُلدت حرة! كوني سأخضع لهم و أصبح خادمة هذا سيكون مؤقتاً لأنني عازمةٌ على الهرب من بلاد الدخان تلك!
سمعت إحدى الفتيات تتحدث عن كم أن ولي العهد وسيمٌ و أشياءً مثل هذا القبيل، مقزز! ،
ألا يهمهم قلق أهاليهم؟ لا يهمونني الأن لقد وصلنا و فتح الحراس الباب و أخرجونا و كأننا ماشية و قيدوا أيدينا و قسمونا لمجموعات لكي ندخل العربات،
ركبت العربة مع فتيات مجموعتي؛ أوه أُدعي جيون سونهي و نصف فرنسية من أمي و نصف كورية من أبي المرحوم و لم لكنني لم أعرف أن ذهابي لتلك البلاد سيقلب حياتي رأساً على عقب و سيتغير كل شئ.
*سونهي بوڨ أنتهي*
( الثالث و العشرون من نوفمبر في القصر الملكي، بريطانيا الساعة العاشرة صباحاً)
كان الأمير الأكبر يتمرن على المبارزة مع الأمير الأصغر و قام الأكبر بالفوز على أخيه الصغير،
"لقد هزمتَني مجدداً همممم!"
قال الأمير الصغير ذو السابعة عشر ربيعاً و وضع سيفه جانباً و ذهب ليجلس بتعب،
"حسناً أنت كسولاٌ في حصص المبارزة لا تلمني تايهيونجي هاها"
قال الأمير الأكبر و هو يضع السيف مكانه و جلس بجانب أخيه الذي كان يجلس بفوضوية، قدمان و ذراعان مبسوطان للسماء، قهقه الأمير الأكبر على منظر أخيه اللطيف و بعثر شعر الأصغر الذي نظر له بعبوسٍ لطيف،
"لم أكن كسولاً هيونج هذا بسبب أن أمي تجعلني أقرأ و أُذاكر كي لا أتبارز معك"
قال الأمير الصغير بحزن و زفر الأكبر و عانقه،
"لا بأس تاي تاي أنا لا أغضب عليك بسبب أسبابٍ كهذه المهم فقط أن تكون بصحةٍ جيدة و أن تكون سعيداً"
قال الأكبر متفهماً و رد الأصغر له العناق بلطافة،
"أنا سعيدٌ معك هيونج لا أحب كوني سأصبح ولي عهد بريطانيا أنت أكثر كُفئاً عني"
قال الأصغر بحزن و فصل الأكبر العناق لينظر لأخيه الحزين،
"لا تايهيونجي لا تقل هذا، أنت أمير بريطانيا اللطيف و أيضاً أنت ذو دمٍ ملكيٍ طاهر و لست هجيناً مثلي و بريطانيا بالفعل تحبك و أنت طيب القلب و ذكي فمن الأقل كفئاً هنا؟ "
قال الأكبر و هو يضحك و لكن الأصغر نظر له بجدية و بنظرة معناها'لما تمقط نفسك هكذا؟'،
" تاي أنا فقط.. الأمر صعبٌ أن تحب نفسك و أنت قد عشت مكروهاً من الجمي-"
قبل أن يكمل الأكبر قام الأصغر بوضع سبابته على شفته،
" أنت أخي المفضل سيوكجين أنت فقط لا تعرف كم أنت مميز و رائع ستقول في ماذا سأخبرك إن قدرت نفسك ستعرف مميزاتك جيداً، كلنا من دمٍ واحد و من أدم و حواء لا يعني أن البشر قد أتخذوا بلدانً أن الدماء قد تغيرت"
قال الأصغر مربتاً على ذراع الأكبر،
"الشخص المناسب الذي ستقابله يوماً سيجعلك تقع في حب نفسك أيضاً فقط أصتبر"
قال الأصغر و قام ليغتسل، بقا الأكبر يفكر فيما قاله أخيه،
" علي أن أحب نفسي و أقويها حتى أستطيع مواجهة ما يحدث و كي أستطيع الصمود"
قال الأكبر في نفسه و قام متجهاً من خارج ساحة التدريب ليذهب للقاعة الرئيسية لكي يذهب إلى غرفته و لكنه رأي الملكة أو كما يسميها بأكلة لحوم الأطفال لأنها تبدو مخيفةً له منذ أن كان صغيراً،
نظرت له بتقزز و إبتسم الأمير بجانبية،
"هل على صباحي أن يُفسد كل يومٍ برؤية وجهك القبيح هذا؟"
قالت الملكة بتقزز و قهقه الأمير،
"أتعلمين أنا لا أكرهكي فعلياً و لكن إن كنتي تحترقين و كان معي برميل مياه كنت سأشربه كله دون أُطفئكي بقطرة"
قال الأمير بثقة و شهق الخدم و نظرت الملكة له بغضب،
"اللعنة لا أفهم لما جعلك ثيودور تعيش في القصر! "
تساءلت الملكة بغضب و نظر الأمير لها بإبتسامةٍ صفراء و خبيثة،
" لكي أُفسد صباحكي المحترِق بوجودي مولاتي! هذا هو عملي و الأن Bye Bye "
قال الأمير بفخر و مشي بعيداً عن التي كانت تشتم في سرها و لاحظ محاولة سيدة الخدم هالزي في أن لا تضحك و نظر لها بثقة و أكمل طريقه و لكن هالزي ذهبت ناحيته و هي تتسلل رافعةً فستانها ذو اللون الأزرق الغامق و ذو الأكمام الشفافة نوعاً ما و همست،
"هل أنفي بخير أم أن الملكة قد أحترقت غيظاً؟ "
همست هالزي للأمير و هي تضحك بعيداً عن أنظار الملكة،
"هذه أمنيتي أن تحترق أو تغرق أو أي شئ المهم أن أخذ حق والدتي منها"
قال الأمير بثبات و أومأت هالزي و ربتت على ذراعه،
"السيدة نايون فخورةٌ بك، أخي في القانون هيهي"
قالت هالزي بلطافة و قهقه الأمير،
"شكراً أختي في القانون، هيا الأن أذهبي قبل أن يراكي أحد و أوه قد يراكي نامجون هو لا يعرف أننا أصدقاء طفولة و قد يسوء ظنه هيا هيا"
قال الأمير و هو يدفع هالزي من أمام غرفته، ضحكت و ذهبت بعد أن ودعا بعضهما و دخل غرفته الكبيرة ذات اللون الأبيض،حوائطها مرسومةٌ بالنقوش ذات اللون الذهبي، ذهب عند سريره الواسع ذو الأعمدةِ الذهبية و ذو الملائات الحريرية باللون الأبيض القريب للذهبي،
جلس أميرُنا يتأمل من نافذة غرفته التي لطالما كانت سجناً و ملاذاً له في نفس الوقت، أستنشق بعمق هواء الصباح، رائحة العشب و زهور اللافندر تسللت إلى صدره و زفر براحة،
لديه الكثير يشغل باله كمخططاته في إفساد خطط الملكة التي تحث الملك على الفساد و كيفية حب نفسه و أشياء أخرى،
و لكن قطع تفكيره مجئ ٣ عربات كبيرة ناحية باب الخدم و نظر لها الأمير بتمعن،
"هذه ليست عربات تحميل الأغذية"
قال الأمير في نفسه و لاحظ خروج فتيات مقيدات و ينظرن للأسفل بحزن و تفاجئ الأمير من معاملة الحرس القاسية لهن،
"هه إذن قد نفذت الملكة اللعينة ما في رأسها و أرسلت لأخذ الفتيات من فرنسا، ستحدث مشاكل عما قريب أنا متأكد"
قال الأمير صافعاً رأسه بخيبة و فكر قليلاً ليقطع تفكيره مجدداً صوتٌ أنثوي بالأسفل،
"لا تلمسني أيها اللعين!! أعرف حدودك و إلا قمت بجعلك تندم!"
قالت سونهي بالأسفل و هي تبتعد عن الحارس الذي نظر لها بسخرية،
" كيف سأندم يا تُري يا صغيرة؟ أريد أن أرى ذلك من ضعيفةٍ مثلك"
قال الحارس و هو يتلمس ذراعها بطريقةٍ قذرة و لكن سونهي أبتعدت عنه بسرعة و قامت بركله أسفل الحزام و سقط الحارس متألما، قامت سونهي بوضع سلاسل قيودها على رقبته لتقوم بمحاولة خنقه و رفع الحرس الأخرون بنادقهم ناحيتها،
"صحيح أتينا لنصبح خدماً و لكنني لن أدعك تلمسني أو تلمس غيري كما تريد أيها اللعين!!"
قالت سونهي بغضب و هي تقوم بشد سلاسلها أكثر على رقبة الحارس الذي كان يختنق و يحاول منعها و لكن أنتهي المطاف بلكم حارسٍ أخر لها بقوة و سقطت أرضاً بألم، أتت هالزي و معها مساعدتها جرياً ناحيتهم،
" ما اللعنة التي تحصل!؟! "
سألت هالزي بغضب و أبتعد الحراس بسرعة و مسحت سونهي دماء فمها مكان وقوعها،
"هؤلاء الحراس حاولوا التحرش بي و لقنتهم درساً"
قالت سونهي بهدوء و بالطبع حاول الحراس تبرئة أنفسهم و لكن هالزي أمرتهم بالتوقف،
"ما أسمكي يا فتاة؟"
سألت هالزي،
" جيون سونهي، سيدتي"
قالت سونهي بهدوء و أومأت هالزي،
"سيتصرف نامجون بشأن الحراس و الأن ييلينا خذي الفتيات لغرفة الخدم و سونهي تعالي معي"
قالت هالزي بهدوء و أنحنت ييلينا لهالزي و ذهبن مع الفتيات و سونهي ذهبت مع هالزي و هي تدعو أن يمر الأمر على خير، توقفت هالزي عند مكتبها و نظرت لسونهي التي أرتجفت للحظة و قهقهت هالزي ،
"أهدأي لن أعاقبكي تعالي لنعالج قدمكي المصابة و تلك اللكمة"
قالت هالزي مبتسمةً و ذهبا للعيادة و تم تضميد سونهي التي كانت تتسائل عما سيحدث،
"أمم سيدتي أشكركي على العلاج أنا أقدره"
قالت سونهي بتوتر و أبتسمت هالزي و أومأت،
"لا داعي للشكر فنحن من نفس البلاد و لكنني أتيت إلى هنا و أنا أصغر منكي"
قالت هالزي و نظرت سونهي لها بصدمة،
" ألم تفكري في الهرب من قبل سيدتي؟ أعني الفرصة متاحةٌ لكي"
قالت سونهي و نظرت لها هالزي بهدوء،
" أنا يتيمةٌ و ليس لدي منزل غير هذا المكان"
قالت هالزي بهدوء و عبست سونهي لأنها ظنت أنها قد تساعدها في الهروب و نظرت هالزي لعبوسها و ضحكت و أنحنت لمكان سونهي الجالسة على السرير،
"لا يمكنكي الهروب من هنا سونهي لقد دخلتي إلى الجحيم و أنتي على قيد الحياة"
قالت هالزي و نظرت سونهي لها بخوف،
"يا إلهي أحب أخافتك تبدين مضحكة أمزح معكي إهدأي! "
قالت هالزي لسونهي التي تمسك نفسها من إفتعال جريمة،
"و أوه صحيح لا يليق عليكي كون خادمة على الأطلاق و لكنكي متضطرةٌ لأن تصبحي كذلك لأن هذه أوامر الملكة و لكن لدي فكرة"
قالت هالزي و نظرت لها سونهي بتعجب،
" ماذا تقصدين سيدتي؟ "
سألت سونهي و نظرت لها ذات البشرة القمحية و الشعر الأسود الطويل بإبتسامة،
(سيتم تدريبُكي على القتال كل يومٍ بعد إنهاء عملك، يمكنكي العمل بجد و التمرن لكي يعلو منصبُكي لكي تستطيعي الخروج من القصر و الذهاب أينما تريدين)
يتبع..
أنيو!
رأيكم في الفصل؟
Prends soin de toi, mes lunes 💜🌺🌙
(إنتبهوا على نفسكم، أقماري💜🌺🌙)
.
الثاني و العشرون من نوفمبر، ١٨٥٢
إحدى القرى لساحل القنال، الساعة الرابعة عصراً،
فرنسا.
<<<<<
تجلس تلك الفتاة في حديقة منزلها المتواضع بعيداً عن ثرثرة أهل القرية تقوم بقرائة إحدى كتبها المفضلة المخصصة عن علم النفس،
هي تعشق هذا النوع من الكتب لأنها تقوم بمساعدتها على فهم الناس و كيفية الرد عليهم و أوه هي قد ولدت بما يسمى بالذاكرة الفوتوغرافية بما يعني أنها تحفظ كل شئٍ تقرأه بسهولة حتى لو كان طويلاً و غير مفهوماً ستقوم بنقله من مخيلتها،
قامت بإرتشاف قليلٍ من كوب الشاي الخاص بها بينما تُكمل قرائة الفصل،مرت دقائق و نادت والدتها عليها و وضعت كوبها جانباً و قامت بثني الصفحة من الأعلى لتكمله لاحقاً،
ذهبت الفتاة لأمها الواقفة عند باب المنزل الخلفي و أبتسمت لها بلطافة،
"أجل أوما؟"
قالت الفتاة بلطافة لأمها التي ربتت على ذراعها،
"لما لا تذهبين للقرية؟ لا أقصد أن أجبركي على شئ و لكنكي وحيدة دون أصدقاء و أنا أشعر بالحزن لكونك وحيدة"
قال الأم بحزن و زفرت الفتاة،
"أوما، هم لا يفهمونني و أيضاً هم لا يحبوننا لا أعرف لما و لكنني لا أهتم فأنا لدي عائلتي اللطيفة و كُتبي و أدوات رسمي فلما أحتاج لأشخاصٍ مزيفين؟ "
قالت الفتاة بعبوسٍ لطيف و قهقهت الأم و ربتت على رأسها بمأن أبنتها أقصر منها بقليل،
"حسناً عزيزتي سونهي و الأن هيا إذهبي لتحضري أخاكي من عند الميناء سيحل الغروب و سيشتد البرد "
قالت الأم مبتسمةً و أومأت سونهي بلطافة و ذهبت ناحية الطريق العُشبي المؤدي للميناء، للأسف مرت بالمزيفين كما تسميهم، تجاهلتهم و صوت قهقهتهم وصل لأذنيها،
"وصلت المنبوذة، هههه أنظرن لملابسها! تبدين كمن يجمع مخلفات الخنازير يا دودة الكتب! "
قالت إحداهن و هي تقهقه على فستان سونهي الذي كان بسيطاً و لكنه كان أنيقاً بالنسبة لسونهي كان مخملياً و لونه لؤلؤي و يحيطه معطفٌ بني دون أكمام،
نظرت سونهي لهن بثقة و قالت:
" أوه أنا فقط أقوم بعملي و هو جمع مخلفات الخنازير التي ظنت أنها للحظة أسودٌ يحكمن هذه المنطقة، أنظرن لنفسكن أولاً لأنني جذابةٌ بشكلٍ يجعل ألسنتكن تذكرني لغيرتكن مني"
غضبت الفتيات و قامت إحداهن لتقف أمام سونهي المبتسمة بثقة،
"إعلمي مع من تتكلمين أيتها المنبوذة!أتعلمين ما مشكلتك؟ أنتي عديمةٌ من الأخلاق لتتكلمي مع من هي أجمل و أعلى مكانةً منكي "
قالت الفتاة و أمسكت بكم سونهي و هي تنظر له بتقزز و قهقهت الفتيات الأخريات،
" أبعدي يدكي القزرة عني، ليس لدي مشكلةٌ في أخلاقي و لكنكي لديكي مشكلةٌ مع أخلاقي و هذه ليست مشكلتي و الأن أبتعدي عن طريقي فلدي حياةٌ أقضيها و أوه! كلنا من تراب سنعود إليه كلنا عند الموت مهما كنتي غنيةً أو فقيرة ستتحولين لهيكلٍ عظمى و لن يمزيكي أحدهم جوليا همم؟"
قالت سونهي و عليها نظرةٌ واثقة و نبرةٍ ثابتة و أبعدت يد الفتاة بقوة التي نظرت لها بخوف،
" لتحترقن جميعاً في الجحيم! "
قالت سونهي مبتسمةً بلطف و هي تلوح لهن و ذهبت لتكمل طريقها للميناء و هي تقهقه على حالها الذي جعلها تتورط مع أشخاصٍ مثلهن، وصلت أخيراً لأخيها ذو الخامسة عشر ربيعاً الذي كان جالساً أمام الميناء القديم المهجور، كان يدندن ببعض الأغاني و يحدق في البحر بشرود،
جلست سونهي بجانبه و أبتسمت بلطف لأخيها الصغير و ربتت عليه،
"ما الذي يشغل بال أخي اللطيف يا تُري؟"
قالت سونهي لأخيها الذي كان يحرك هواء البحر شعره ذو اللون الغرابي القصير نوعاً ما، نظر لأخته بإبتسامةٍ صغيرة و عانقها و ردت له العناق، زفرت لأنها خمنت المشكلة، أخاها لا يعانقها مرةً واحدة دون كلام إلا إن كان قد تنمر عليه أحد،
"هل تنمر عليك رجال القرية مجدداً؟ "
سألت سونهي بحزن و هي تربت على أخاها الذي تمسك بها عندما عرفت ما به و هي أستمرت بالتربيت عليه،
"ل لما يكرهنا الجميع نونا؟ نحن لم نفعل شيئاً خاطئاً"
قال جونغكوك بينما يرتجف محاولاً عدم البكاء من الألم الذي يلحق بقلبه و جسده من ضرب الرجال له عند السوق،
"لا أعلم لما، و لكننا علينا البقاء أقوياء جونغكوكي، من أجل أوما و من أجل جدي فليس لديهم غيرُنا"
قالت سونهي بألم لأخيها الذي دموعه بدأت ببل ملابسها، هي لا تستطيع الدفاع عن أسرتها ضد قريةٍ بأكملها و لكنها تحاول جاهدةً الصمود أمامهم،
"فقط أتمنى تغير كل شئٍ للأفضل و أن أكون سنداً لكي نونا كما تكونين سنداً لي، بجسدي الهزيل هذا لن أستطيع حمايتكم"
قال جونغكوك بينما يمسح دموعه و أبتسمت سونهي له بحنان و ربتت على شعر أخيها،
"كوكي أنت بالفعل سندي، أنا أستمد الطاقة منك لمواجهة هؤلاء الحمقى فلا تكن حزيناً أنا أؤمن بوجود الفرج بعد الضيق لذا لنتحمل معاً حسناً؟ "
قالت سونهي و إبتسم جونغكوك و لكن أختفت إبتسامته سريعاً لملاحظتِه سفينتين مسلحتين كبيرتين يحملان العلم البريطاني تقترب من الميناء الرئيسي المجاور لهما و نظر جونغكوك و سونهي لها بخوف، قطع خوفهما صوت إطلاق مدافع السفينتين على الميناء المجاور و سقط الأثنان من الإنفجار، تأذت قدم سونهي أثر إصتدامها بصخرة و صرخت بألم،
"نونا!!"
صرخ جونغكوك و ألتفت خلفه ليري العساكر البريطانية و على رأسها قائد الكتيبة يقول شيئاً بالإنجليزية،
"أحضروا الفتيات الصغيرات و أقتلوا الرجال الذين يقفون في طريقكم!"
أمر الرئيس و جري الجنود يطلقون النار على التجار الواقفين، وعي جونغكوك و سونهي لما يحدث و قام جونغكوك بحمل أخته ليجري بها بصعوبة ناحية البيت و الجثث من حولهم تقع، لكنه تعرقل و سقط هو و أخته أمام المنزل لكن هناك جنديٌ قام بملاحظتهما و ذهب و معه جنديان أخران،
قاما الجنديان بسحب سونهي التي كانت تصرخ و حاول جونغكوك سحبها منهما و لكن أحد العساكر قام بإطلاق الرصاص على قدم و ذراع جونغكوك الأيسر الذي كان يقاوم و الدموع تنزل من عينيه،
"جونغكوك!!!"
صرخت سونهي بخوف و هي تبكي و هي تنظر لأخيها المغشى عليه،
و إقتحم الجنود المنزل ليبحثوا داخله عن أحدهم و وجدوا الأم و الجد الذي قاموا يجعله يغشي عليه لأنهم لن يقتلوا كبيراً في السن و قاموا بمحاولة أخذ الأم الذي كانت تصرخ من الخوف لرؤية إبنتها مقيدة و إبنها المصاب الذي كانت تنزل الدماء منه،
"أتركوا هذه السيدة هي ليست شابةً بما يكفي لنأخذ الفتاة التي أمسكنا بها للسفينة بسرعة!"
قال أحد الجنود و تركوا الأم التي كانت تبكي و ذهبوا بسونهي التي كانت تقاوم الذهاب حاولت الأم إنقاذ إبنتها و لكني قيدها أحد الجنود ،
" أومااا!! "
صرخت سونهي و تحاول مد يدها لأمها قام الجندي بجعلها يغشي عليها بضربها خلف رأسها و سقطت الأم أرضاً و هي تنظر لأبنتها قبل أن تفقد وعيها و حاولت أن تتحرك و عيناها كانت تزرف الدموع، مدت يدها ناحية الجنود الذين بدأو في التلاشي و سقطت يدها دليلاً على فقدان وعيها،
"أتركوني أيها اللعناء!! ماذا فعلنا لكم لتفعلوا هذا بنا!؟!!"
كانت سونهي تصرخ على الجنديان الذان قيدا يدها و قاما برميها مع باقي الفتيات في السفينة و دخل الجنود و ذهبت السفينة بعيداً عن الأنظار متجهةً لبريطانيا،
الأم قامت بصعوبة بعد ساعة لحسن حظها لم يضربها العسكري بقوةٍ كبيرة و قامت بألم لتنظر لإبنها بخوف و تقوم إليه بسرعة و تتفقد تنفسه لتجده ضعيفاً ذلك لفقده دماءً كثيرة و ذهبت بسرعة للمنزل لتحضر علبة الإسعافات الأولية في الطريق إطمانت على الجد الذي كان تنفسه طبيعياً ثم هرولت لأبنها و قامت بقطع كم قميصه،
و قامت بمحاولة تسخين سكينٍ صغير عن طريق جمع كومة حطبٍ و إشعالها، بالطبع هي كانت ترتجف و لكنها تحاول أن تهدأ لأن الخوف لن ينقذ إبنها،
قامت بتسخين السكين و عادت إلى إبنها و قامت بإخراج الرصاصة بصعوبة فقد مرت سنوات على عدم فعلها هذا، فعلت نفس الشئ لقدمه المصابة و قامت بخياطة الجروح و هي تدعو أن يكون إبنها بخير،
بعد أن إنتهت من تضميده قامت بوضع ذراعه على ظهرها و قامت بإسناده بصعوبة للسرير الخاص بها لأنها لن تستطيع الصعود به لغرفته في الطابق العلوي و أحضرت كوباً وضعت به بعض الحليب ليعوض الذي فقده من الدماء و فتح جونغكوك عينيه بألم و ذهبت الأم نحوه و وضعت الكوب جانباً و أمسكت يده بيديها و عيناها دامعتان،
"ج جونغكوكاه"
قالت الأم و زادت دموعها و وضعت جبينها على يداه،
"أ أوما، س سونهي أين سونهي؟ "
قال جونغكوك و قام بألم و عيناه دامعتان و نظرت له الأم بألمٍ أكبر،
"ل لقد أخذوها ك كوك"
قالت الأم و هي تشهق و تبكي بحرقة و نزلت دموع جونغكوك و قام بصدم الجدار المجاور بيده بألم و هو لا يقل حالاً عن أمه،
"يا لي من مثيرٍ للشفقة!! لما لم أستطع أن أحميها لما؟؟!"
قال جونغكوك معاتباً نفسه و هو يبكي و أستيقظ الجد لينظر حوله،
" و ويندي، كوك ماذا حدث؟"
سأل الجد بخوف و نظر حوله ليلحظ عدم وجود حفيدته الكبرى، تذكر ما حدث قبل أن يُغشي عليه و بكي بصمت و الصدمة تعتلي وجهه لتقوم الأم لتجر الكرسي المتحرك الخاص بالجد ناحية سريرها الذي ينام عليه جونغكوك الذي لم تتوقف دموعه و نظر الجد لحفيده و وضع يده الخشنة بسبب الزمن على يد حفيده الذي نظر إليه بحزن،
"ك كوك هذا ليس خطأك و ليس خطأ ويندي، لم يكن بإمكاننا فعل شئٍ حينها، لقد قاومت بكل ما لديك و لكنك يجب أن تكون قوياً حتى لا يتكرر الأمر مجدداً، الحزن و الندم لن يعيد سونهي إلينا"
قال الجد و هو يربت على يد حفيده و مسح دموعه، فلقد شهد على موت زوجته و إبنه، الزمن لم يرأف به و لكنه لا يزال قوياً،
" هيا لنثبت للقدر أننا يمكننا فعلها، الأخطاء لها قوة تحولك لشئٍ أفضل مما كنت عليه قبلاً"
قال الجد مبتسماً بحزن،متذكراً كيف كان حاله عند وفاة من كان عزيزاً على قلبه،
مأساة الحياة أننا نكبر بسرعة و نصبح حكماء بعد فوات الأوان،
أراد الجد تفقيه حفيده لكي لا يندم كما ندم هو يوماً، قام جونغكوك بالإيماء على كلام جده و قام ليحتضن أمه الذي عانقته و لم تهدأ دموعها، ربت عليها و تحولت نظراته من الحزن إلى الغضب الهادئ،
"من كان سبباً في نزول دموعكما يوماً سيدفع الثمن قريباً"
قال جونغكوك و أومأ الجد و نزل الحفيد و أمه ليعانقهما الجد و يربت عليهما؛
(عند سونهي)
*سونهي بوڨ عند الميناء البريطاني*
أجلس و الخوف يحيطني و أمواج البحر تُخفي صوت بكاء قلبي و أنا و من معي من فتيات القرية على عابرة البحار المتجهة لبلدٍ لم أعهدها في حياتي،
أحاول المحافظة على تركيزي و أن أكون قوية لأنني وحدي لأحد سيكون معي و يحميني في هذه الرحلة غير خالقي ثم نفسي،
سأحاول التأقلم مع الأحداث حتى تتسنى لي الفرصة المناسبة للهرب و لكنني لن أستطيع تحقيق مرادي الأن بسبب إصابة قدمي البالغة،
سمعت الحراس يقولون شيئاً باللغة الإنجليزية، أشكر الله أنني جيدةً في تلك اللغة لقد قالوا شيئاً عن أننا سنصبح خدماً للملك الجديد؟ ما لعنتهم لقد وُلدت حرة! كوني سأخضع لهم و أصبح خادمة هذا سيكون مؤقتاً لأنني عازمةٌ على الهرب من بلاد الدخان تلك!
سمعت إحدى الفتيات تتحدث عن كم أن ولي العهد وسيمٌ و أشياءً مثل هذا القبيل، مقزز! ،
ألا يهمهم قلق أهاليهم؟ لا يهمونني الأن لقد وصلنا و فتح الحراس الباب و أخرجونا و كأننا ماشية و قيدوا أيدينا و قسمونا لمجموعات لكي ندخل العربات،
ركبت العربة مع فتيات مجموعتي؛ أوه أُدعي جيون سونهي و نصف فرنسية من أمي و نصف كورية من أبي المرحوم و لم لكنني لم أعرف أن ذهابي لتلك البلاد سيقلب حياتي رأساً على عقب و سيتغير كل شئ.
*سونهي بوڨ أنتهي*
( الثالث و العشرون من نوفمبر في القصر الملكي، بريطانيا الساعة العاشرة صباحاً)
كان الأمير الأكبر يتمرن على المبارزة مع الأمير الأصغر و قام الأكبر بالفوز على أخيه الصغير،
"لقد هزمتَني مجدداً همممم!"
قال الأمير الصغير ذو السابعة عشر ربيعاً و وضع سيفه جانباً و ذهب ليجلس بتعب،
"حسناً أنت كسولاٌ في حصص المبارزة لا تلمني تايهيونجي هاها"
قال الأمير الأكبر و هو يضع السيف مكانه و جلس بجانب أخيه الذي كان يجلس بفوضوية، قدمان و ذراعان مبسوطان للسماء، قهقه الأمير الأكبر على منظر أخيه اللطيف و بعثر شعر الأصغر الذي نظر له بعبوسٍ لطيف،
"لم أكن كسولاً هيونج هذا بسبب أن أمي تجعلني أقرأ و أُذاكر كي لا أتبارز معك"
قال الأمير الصغير بحزن و زفر الأكبر و عانقه،
"لا بأس تاي تاي أنا لا أغضب عليك بسبب أسبابٍ كهذه المهم فقط أن تكون بصحةٍ جيدة و أن تكون سعيداً"
قال الأكبر متفهماً و رد الأصغر له العناق بلطافة،
"أنا سعيدٌ معك هيونج لا أحب كوني سأصبح ولي عهد بريطانيا أنت أكثر كُفئاً عني"
قال الأصغر بحزن و فصل الأكبر العناق لينظر لأخيه الحزين،
"لا تايهيونجي لا تقل هذا، أنت أمير بريطانيا اللطيف و أيضاً أنت ذو دمٍ ملكيٍ طاهر و لست هجيناً مثلي و بريطانيا بالفعل تحبك و أنت طيب القلب و ذكي فمن الأقل كفئاً هنا؟ "
قال الأكبر و هو يضحك و لكن الأصغر نظر له بجدية و بنظرة معناها'لما تمقط نفسك هكذا؟'،
" تاي أنا فقط.. الأمر صعبٌ أن تحب نفسك و أنت قد عشت مكروهاً من الجمي-"
قبل أن يكمل الأكبر قام الأصغر بوضع سبابته على شفته،
" أنت أخي المفضل سيوكجين أنت فقط لا تعرف كم أنت مميز و رائع ستقول في ماذا سأخبرك إن قدرت نفسك ستعرف مميزاتك جيداً، كلنا من دمٍ واحد و من أدم و حواء لا يعني أن البشر قد أتخذوا بلدانً أن الدماء قد تغيرت"
قال الأصغر مربتاً على ذراع الأكبر،
"الشخص المناسب الذي ستقابله يوماً سيجعلك تقع في حب نفسك أيضاً فقط أصتبر"
قال الأصغر و قام ليغتسل، بقا الأكبر يفكر فيما قاله أخيه،
" علي أن أحب نفسي و أقويها حتى أستطيع مواجهة ما يحدث و كي أستطيع الصمود"
قال الأكبر في نفسه و قام متجهاً من خارج ساحة التدريب ليذهب للقاعة الرئيسية لكي يذهب إلى غرفته و لكنه رأي الملكة أو كما يسميها بأكلة لحوم الأطفال لأنها تبدو مخيفةً له منذ أن كان صغيراً،
نظرت له بتقزز و إبتسم الأمير بجانبية،
"هل على صباحي أن يُفسد كل يومٍ برؤية وجهك القبيح هذا؟"
قالت الملكة بتقزز و قهقه الأمير،
"أتعلمين أنا لا أكرهكي فعلياً و لكن إن كنتي تحترقين و كان معي برميل مياه كنت سأشربه كله دون أُطفئكي بقطرة"
قال الأمير بثقة و شهق الخدم و نظرت الملكة له بغضب،
"اللعنة لا أفهم لما جعلك ثيودور تعيش في القصر! "
تساءلت الملكة بغضب و نظر الأمير لها بإبتسامةٍ صفراء و خبيثة،
" لكي أُفسد صباحكي المحترِق بوجودي مولاتي! هذا هو عملي و الأن Bye Bye "
قال الأمير بفخر و مشي بعيداً عن التي كانت تشتم في سرها و لاحظ محاولة سيدة الخدم هالزي في أن لا تضحك و نظر لها بثقة و أكمل طريقه و لكن هالزي ذهبت ناحيته و هي تتسلل رافعةً فستانها ذو اللون الأزرق الغامق و ذو الأكمام الشفافة نوعاً ما و همست،
"هل أنفي بخير أم أن الملكة قد أحترقت غيظاً؟ "
همست هالزي للأمير و هي تضحك بعيداً عن أنظار الملكة،
"هذه أمنيتي أن تحترق أو تغرق أو أي شئ المهم أن أخذ حق والدتي منها"
قال الأمير بثبات و أومأت هالزي و ربتت على ذراعه،
"السيدة نايون فخورةٌ بك، أخي في القانون هيهي"
قالت هالزي بلطافة و قهقه الأمير،
"شكراً أختي في القانون، هيا الأن أذهبي قبل أن يراكي أحد و أوه قد يراكي نامجون هو لا يعرف أننا أصدقاء طفولة و قد يسوء ظنه هيا هيا"
قال الأمير و هو يدفع هالزي من أمام غرفته، ضحكت و ذهبت بعد أن ودعا بعضهما و دخل غرفته الكبيرة ذات اللون الأبيض،حوائطها مرسومةٌ بالنقوش ذات اللون الذهبي، ذهب عند سريره الواسع ذو الأعمدةِ الذهبية و ذو الملائات الحريرية باللون الأبيض القريب للذهبي،
جلس أميرُنا يتأمل من نافذة غرفته التي لطالما كانت سجناً و ملاذاً له في نفس الوقت، أستنشق بعمق هواء الصباح، رائحة العشب و زهور اللافندر تسللت إلى صدره و زفر براحة،
لديه الكثير يشغل باله كمخططاته في إفساد خطط الملكة التي تحث الملك على الفساد و كيفية حب نفسه و أشياء أخرى،
و لكن قطع تفكيره مجئ ٣ عربات كبيرة ناحية باب الخدم و نظر لها الأمير بتمعن،
"هذه ليست عربات تحميل الأغذية"
قال الأمير في نفسه و لاحظ خروج فتيات مقيدات و ينظرن للأسفل بحزن و تفاجئ الأمير من معاملة الحرس القاسية لهن،
"هه إذن قد نفذت الملكة اللعينة ما في رأسها و أرسلت لأخذ الفتيات من فرنسا، ستحدث مشاكل عما قريب أنا متأكد"
قال الأمير صافعاً رأسه بخيبة و فكر قليلاً ليقطع تفكيره مجدداً صوتٌ أنثوي بالأسفل،
"لا تلمسني أيها اللعين!! أعرف حدودك و إلا قمت بجعلك تندم!"
قالت سونهي بالأسفل و هي تبتعد عن الحارس الذي نظر لها بسخرية،
" كيف سأندم يا تُري يا صغيرة؟ أريد أن أرى ذلك من ضعيفةٍ مثلك"
قال الحارس و هو يتلمس ذراعها بطريقةٍ قذرة و لكن سونهي أبتعدت عنه بسرعة و قامت بركله أسفل الحزام و سقط الحارس متألما، قامت سونهي بوضع سلاسل قيودها على رقبته لتقوم بمحاولة خنقه و رفع الحرس الأخرون بنادقهم ناحيتها،
"صحيح أتينا لنصبح خدماً و لكنني لن أدعك تلمسني أو تلمس غيري كما تريد أيها اللعين!!"
قالت سونهي بغضب و هي تقوم بشد سلاسلها أكثر على رقبة الحارس الذي كان يختنق و يحاول منعها و لكن أنتهي المطاف بلكم حارسٍ أخر لها بقوة و سقطت أرضاً بألم، أتت هالزي و معها مساعدتها جرياً ناحيتهم،
" ما اللعنة التي تحصل!؟! "
سألت هالزي بغضب و أبتعد الحراس بسرعة و مسحت سونهي دماء فمها مكان وقوعها،
"هؤلاء الحراس حاولوا التحرش بي و لقنتهم درساً"
قالت سونهي بهدوء و بالطبع حاول الحراس تبرئة أنفسهم و لكن هالزي أمرتهم بالتوقف،
"ما أسمكي يا فتاة؟"
سألت هالزي،
" جيون سونهي، سيدتي"
قالت سونهي بهدوء و أومأت هالزي،
"سيتصرف نامجون بشأن الحراس و الأن ييلينا خذي الفتيات لغرفة الخدم و سونهي تعالي معي"
قالت هالزي بهدوء و أنحنت ييلينا لهالزي و ذهبن مع الفتيات و سونهي ذهبت مع هالزي و هي تدعو أن يمر الأمر على خير، توقفت هالزي عند مكتبها و نظرت لسونهي التي أرتجفت للحظة و قهقهت هالزي ،
"أهدأي لن أعاقبكي تعالي لنعالج قدمكي المصابة و تلك اللكمة"
قالت هالزي مبتسمةً و ذهبا للعيادة و تم تضميد سونهي التي كانت تتسائل عما سيحدث،
"أمم سيدتي أشكركي على العلاج أنا أقدره"
قالت سونهي بتوتر و أبتسمت هالزي و أومأت،
"لا داعي للشكر فنحن من نفس البلاد و لكنني أتيت إلى هنا و أنا أصغر منكي"
قالت هالزي و نظرت سونهي لها بصدمة،
" ألم تفكري في الهرب من قبل سيدتي؟ أعني الفرصة متاحةٌ لكي"
قالت سونهي و نظرت لها هالزي بهدوء،
" أنا يتيمةٌ و ليس لدي منزل غير هذا المكان"
قالت هالزي بهدوء و عبست سونهي لأنها ظنت أنها قد تساعدها في الهروب و نظرت هالزي لعبوسها و ضحكت و أنحنت لمكان سونهي الجالسة على السرير،
"لا يمكنكي الهروب من هنا سونهي لقد دخلتي إلى الجحيم و أنتي على قيد الحياة"
قالت هالزي و نظرت سونهي لها بخوف،
"يا إلهي أحب أخافتك تبدين مضحكة أمزح معكي إهدأي! "
قالت هالزي لسونهي التي تمسك نفسها من إفتعال جريمة،
"و أوه صحيح لا يليق عليكي كون خادمة على الأطلاق و لكنكي متضطرةٌ لأن تصبحي كذلك لأن هذه أوامر الملكة و لكن لدي فكرة"
قالت هالزي و نظرت لها سونهي بتعجب،
" ماذا تقصدين سيدتي؟ "
سألت سونهي و نظرت لها ذات البشرة القمحية و الشعر الأسود الطويل بإبتسامة،
(سيتم تدريبُكي على القتال كل يومٍ بعد إنهاء عملك، يمكنكي العمل بجد و التمرن لكي يعلو منصبُكي لكي تستطيعي الخروج من القصر و الذهاب أينما تريدين)
يتبع..
أنيو!
رأيكم في الفصل؟
Prends soin de toi, mes lunes 💜🌺🌙
(إنتبهوا على نفسكم، أقماري💜🌺🌙)
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
الفصل الأول (أسيرة)
فصل قمر ♥️♥️♥️💭
Відповісти
2020-07-25 23:03:11
1
الفصل الأول (أسيرة)
حلو اوي💜💜💜
Відповісти
2020-08-29 15:54:04
1