مقدمة
الفصل الأول (أسيرة)
الفصل الثاني (اللقاء)
الفصل الثالث (البداية لكل شئ)
الفصل الرابع (تحت الظلال)
الفصل الخامس (عواصف و أوراق)
الفصل السادس (شعلة تحت الرماد)
الفصل السابع (طعنة من الظهر)
الفصل الثامن (حربٌ باردة)
الفصل التاسع ( الخديعة)
الفصل العاشر ( الصعود)
الفصل الحادي عشر ( الفراق و التلاقي)
الفصل الثاني عشر (الغروب)
الفصل الثالث عشر ( أختبار القدر الأسود)
الفصل الثالث (البداية لكل شئ)
بسم الله الرحمن الرحيم

.

فلاش باك منذ عشرون عاماً،

القصر الملكي، الرابع من ديسمبر ١٨٣٢، منتصف الليل،

بريطانيا،

~°~°~°

في ذلك القصر الكبير تحديداً في غرفة الخادمات كل ما كان مسموعاً هو صراخ تلك المرأة المدعوة ب كيم نايون (رئيسة الخدم) لأنه قد أتى ميعاد ولادتها و كان الخدم يهرولون لإحضار المتطلبات الخاصة لأجل ذلك اليوم،

"سيدتي أصمدي قليلاً لقد وصلت القابلة!"

قالت إحدى الخادمات لسيدتها و أتت القابلة أي السيدة التي تقوم بتوليد النساء،

"أحضروا ماءاً ساخناً بسرعة!"

قالت القابلة ذات الشعر الأشيب و جلست لكي تبدأ في توليد السيدة نايون،مرت ساعتان، كانت نايون تشعر بأن روحها ستصعد للسماء في أي لحظة، وجهها كان يبدأ في أن يصبح شاحباً و كانت الخادمات قلقات،

"تحملي القليل هيا الطفل على وشك الخروج، تنفسي بسرعة و بعدها أضغطي بقوة"

قالت القابلة و فعلت نايون ما طلبته منها و أنتهي صوت صراخها و أتى عوضاً عنه صوت بكاء طفلٍ رضيع،

"مباركٌ لكي، أبنُكي سيصبح وسيماً أشعر بذلك هاها"

قالت القابلة و أمسكت الرضيع بعد أن قامت بفعل ما تفعله القابلات مع الرُضَع و بعدها أعطته لأمه التي أشرقت ملامحها المتعبة و المُتعرقة، أمسكت به و هي تنظر له بعينان دامعتان،

"مرحباً صغيري ، أُمكَ كانت تطوق للقائك"

قالت نايون بعينان دامعتان للرضيع الذي كان يبكي،

"مباركٌ سيدتي!"

قالت الخادمات و أومأت نايون،

"دعوها ترتاح هيا أخرجوا!"

قالت القابلة و خرجت الخادمات و كانوا ينتحبن لرؤية الرضيع، و كانت نايون تُرضعه و تفكر في إسمٍ له و نظرت القابلة لها بحزن،

" لا أعلم ماذا ستكون ردة فعل الملك إن علِمَ أنكي لم تقومي بقتل الطفل، هل أنتي متأكدة أنكي لازلتي تريدين الأحتفاظ به؟ "

قالت القابلة و هي تجفف رأس و جسد نايون المتعرق،

"لا يهمُني ما سيفعله ثيودور، هذا إبني أي قطعةٌ من روحي لن أتخلى عنه و حتي لو واجهت العالم كله"

قالت نايون و هي تُحسس على وجه أبنها الذي بدأ ينام،

" *زفير* حسناً كما تريدين، و لكن ماذا ستقولين للطفل إن سأل عن هوية والده عندما يكبر؟ تعلمين أنه حتى الأن لم تُنجب فيكتوريا ولداً، و إبنُكي هو يُعتبر حالياً وريث عرش بريطانيا "

قالت القابلة،

"لا أُخطط لأخباره الحقيقة في سنٍ مبكر، فقد سأخبره أن والده الحقيقي قد مات قبل ولادته حتى تتحسن الأوضاع و أخبره بكل شئ، لا أُريده أن يكون وسط الأفاعي و هو لم يقوي بعد ليقطع رؤوسها"

قالت نايون،

" حسناً، لننسي هذا كله الأن ماذا ستسمينهُ؟ "

سألت القابلة مبتسمة و نظرت نايون للقمر المُكتمل الذي ظهر بعد إنتهاء المطر و أبتسمت ثم نظرت لصغيرها،

" سأسميه سيوكجين، هو يعني الكنز العظيم أو الذهب بلغتي الأم، هو كالقمر المُكتمل الذي أنار حياتي المظلمة"

قالت نايون و الإبتسامة تشق وجهها و أومأت القابلة و إستأذنت و ذهبت؛

.....

مرت ١٥ سنة..

الحادي عشر من شهر يناير، ١٨٤٣، الساعة الثامنة و النصف مساءاً،

خلال تلك السنوات كانت نايون قد أستطاعت إقناع الجميع أنها كانت متزوجة قبل أن تأتي لبريطانيا كخادمة و قبل يتم تعيينها كرئيسةٍ للخدم،

و بالطبع إبنها سيوكجين كانت جميع الخادمات تحب اللعب معه و مرافقته متى فرغوا، بالطبع هو لم يبخل عليهم بمساعدتهم بأقل الأشياء كتشجيعهن، عناقهن و محاولته اللطيفة في تقليدهن،

أصبح الأن سيوكجين في الخامسة عشر و حسناً ذكائه لم يكن كذكاء طفلٍ في عمره، هو كان يعشق الإستكشاف و معرفة العالم و بمأنه غير متاحٍ له الخروج من القصر كان يقرأ في المكتبة عندما لا تتواجد الخادمات لتلعب معه،

أكثر نوعٍ كان يحبه من الكتب كانت : الروايات التي كانت تحكي عن أبطال التاريخ، كتب اللغات و أخيراً كان يقرأ الكتب التي كانت تريه خريطة القصر و هندسته،رغم ذكائه و لطافته و جماله هو لم يولد مثالياً،

هو فقط يعاني من مجموعة من الاضطرابات الوراثية تصيب النسيج الضامي وتضعفه وتجعل الجلد و العضلات و المفاصل هشه وغير مستقرة،الأعراض هي ارتخاء المفاصل وهشاشه العظام والجلد الناعم ومخملي الملمس وسريع الإصابة والكدمات و فرط حركة المفاصل وفرط مرونة الجلد،

و لكنه مع ذلك لم يستسلم لمرضه و كان يتدرب على القتال خفيةً حتى يُشعر أمه أنه رجُلها الصغير و أنها يمكنها الإعتماد عليه،

اليوم والدته أخبرته أنها ستذهب للسوق لتحضر بعض الخضار، فهو الأن عليه الإلتزام بتعليمات أمه و هي : ألا يظهر أمام العائلة الملكية مهما حدث،

لم يفهم لما أمرته أمه بذلك و لكنه لم يعترض على كلامها، هو فقط أكتفي بالجلوس و قراءة كتبه المفضلة حتى شعر بالملل، حتى قطع تفكيره صوت فتاً صغير يبكي بشدة خارج الغرفة و قاضه فضوله للخروج لرؤية ما الأمر،

تسحب بهدوء و وجد الفتى الذي يبدو في مثل مرحلة عمره يبكي و كأنه يبحث عن شخصٍ ما، نظر سيوكجين إليه بتعجب و أنحني لمستوى الفتي الأشقر الباكي،

"ما الخطب أأنت بخير؟ أتبحث عن شخص؟"

سأل سيوكجين الفتي الأشقر ذو البشرة القمحية الذي أحمرت عيناه و أنفه و فوق شفته من البكاء،

"أ أنا لا أجد والدتي و و بحثت في كل مكان ربما تركتني و ذهبت"

قال الفتي و أزداد بكائه و إبتسم سيوكجين بحنان و ربت عليه،

"الخادمات يعملن لدي أمي هيا لنذهب و نسألهن إذا كُنّ رأينَ والدتك!"

قال سيوكجين مبتسماً و مسح الفتى دموعه و نظر له بإشراق،

"حقاً؟! شكراً لك! "

قال الفتي مبتسماً و قام ليعانق سيوكجين المتفاجئ،

"هيهي عفواً و الأن ما إسم والدتك و ما ملامحها لأسأل الخدم؟"

سأل سيوكجين الفتى الأشقر،

" جيهيو! كانغ جيهيو! هي لديها شعرٌ بني قصير طويل و بشرةٌ بيضاء و كانت ترتدي فستانً أحمر"

قال الفتى و اومأ سيوكجين،

"حسناً لنذهب يا ممم ما هو أسمُك؟"

سأل سيوكجين الفتى،

" هيون _وو! إذا كان إسمي الكوري صعباً يمكنك مناداتي ب شونو! أعلم الأسم قد يكون مضحكاً نوعاً ما للأجانب و لكنني أحبه و أنا في الخامسة عشر! "

قال الفتى مبتسماً و أومأ سيوكجين و مد يده له،

" حسناً شونو إسمك لطيف أنا أُدعي سيوكجين و أنا في مثل عمرك! "

قال سيوكجين و صافحه و ذهب الإثنان ناحية الخادمات الثلاث الذين إبتسموا لرؤية سيوكجين،

" مرحباً أجوماز! أبحث عن سيدةّ تُدعي كانغ جيهيو هل سمعتُنّ بهذا الإسم هنا؟ "

سأل سيوكجين و نظرن الخادمات لبعضهن ثم نظرن لسيوكجين،

"أتقصد زوجة السيد دانيال التي أتى اليوم؟ هي ذهبت في رحلة هي و زوجها مع الملك في رحلة حول بريطانيا و يقومون ببعض الأعمال، سيعودون للقصر بعد ٣ أشهر"

قالت الخادمة و إنطفأت ملامح شونو و أمتلأت عيناه بالدموع و نظر سيوكجين له بحزن و خطرت له فكرة،

"يمكنك البقاء معي حتى يأتي والداك! ليس لدي شخصٌ لألعب معه و ليس لدي إخوة "

قال سيوكجين و أشرقت شونو و عانق سيوكجين الذي قهقه،

" شكراً سيوكجين! قلبك كالذهب! "

قال شونو و ربت عليه سيوكجين،

"عفواً شونو! هيا لغرفتي لنلعب قليلاً و حتى ننتظر والدتي"

قال سيوكجين و أمسك بيد شونو و ودع الخادمات التي كنّ يبكين من فرط اللطافة،

"كم أنا سعيدةٌ لأنه أصبح لديه صديق في مثل عمره عيني و أنفي بكى من اللطافة أهععع"

قالت الخادمة مينا بفرح و ربتت عليها الخادمة سانا،

" صحيح ما معنى قيصر؟ هل هي رتبةٌ في الجيش؟"

سألت الخادمة سورا و نفت سانا،

"لا القيصر هو -"

قبل أن تكمل سانا صرخ عليهم رئيس الخدم بأن يكملوا عملهن و ذهبن بسرعة ليعملن،

&عند سيوكجين و شونو&

كان سيوكجين قد إستطاع إسعاد شونو و جعله ينسى ألامه لمدة بفضل مواساته و دغدغته و تشجيعه له،مرت نصف ساعة و أتت نايون لقاعة الخدم و رفعت فستانها الأزرق الطويل بأكمامٍ متوسطة الطول و أرجعت خصلاتها البنية القصيرة للخلف و كانت تأمر الخادمات بتجهيز حمامٍ للفتاة التي معها،

"أوه أوما قد أتت!"

قال سيوكجين عندما سمع والدته تأمر الخادمات و فتح باب غرفته يستقبلها بعناق معدتها بمأنه صغيرٌ بالنسبة لها،

"مرحباً بعودة السيدة ماما!"

قال سيوكجين بصوتٍ لطيف و قهقهت نايون و نزلت لمستواه و عانقته و نظرت للأشقر الذي كان يبتسم إبتسامةً صغيرة و ينظر لهما،

"سيوكجيني من الفتى الذي معك؟"

همست نايون،

"صديقٌ جديد، كان يبكي عند باب غرفتي لضياعه من والديه و هو الأن معي، إسمه شونو هو لطيف"

همس سيوكجين لوالدته التي أومأت و نظرت لشونو و إبتسمت،

"مرحباً! أدعي كيم نايون أعتبرني مثل والدتك، ملامحك أسيويةٌ قليلاً هل أنت أسيويٌ مثلي أنا و سيوكجيني؟"

قالت نايون بنبرةٍ لطيفة و أومأ شونو بخجل هو يجد نايون جميلةً للغاية ،

" أ أجل أمي كورية و أبي من فنلندا"

قال شونو و أومأت نايون و حملت الأشقر المتفاجئ و وضعته بجانب سيوكجين،

" حسناً و الأن كنت سأخبر سيوكجين أنه سيصبح لديه أختٌ كبيرة و لكن يبدو أنها ستجد أن لديها أخوان بدل واحد!"

قالت نايون بإبتسامتها التي تشبه الأرانب و دخلت فتاةٌ يبدو عليها أنها في ربيعها السابع عشر، ذات عينان بندقيتان و نمشٌ يغطي وجهها القمحي و شعرٍ أسود متسرسل طويل ناعم و ترتدي فستانٍ لونه أبيض بأكمامٍ طويلة و يتوسطه شريطٍ أخصر على خصرها،

" سيوكجين، شونو رحبا بأشلي فرانجبين ستكون أختكما الكبيرة في القانون! شونو لديه والداه و لكن يمكنكم الأنسجام معاً كإخوة!"

قالت نايون مبتسمة و أقتربت أشلي منهما و أنحنت إنحنأةً بسيطةً لهما،

"م مرحباً أتمنى أن أكون أختاً جيدة"

قالت أشلي بخجل و نزل سيوكجين من على السرير و عانقها و أتى شونو بخجل و عانقها ك سيوكجين، هما قصيران بالنسبة لها فرأسهما وصل لصدرها، و بالطبع نايون شاركتهم بلطافة،

قلب أشلي لم يكن معتاداً على هذا الفرط من الحنين لذا هي كانت على وشك البكاء و لكنها تمالكت نفسها،

"شكراً سيدة ن نايون على هذه النعمة، إ إشتقت لشعور العائلة"

قالت أشلي و هي تحبس بكائها و أبتسمت نايون لها بحنان و ربتت عليها،

"لا بأس أشلي، القدر أحياناً يجمعنا بمن يداوي قلوبنا المتألمة و يقوم بتدفئة روحنا بالحنان، أنتي فتاةٌ جيدة لذا وهبكي الرب بعائلةٍ جديدة أدعو أن أصبح أماً صالحةً و أراكم في أكثر لحظاتكم فرحاً"

قالت نايون و ضمت الثلاثة في حضنها،

"حتي عندما يعود والدا شونو لن أقطع أخباري عنه لذا لا داعي لأن تشعر أنك مختلف"

قالت نايون قاصدةً شونو الذي إبتسم بسعادة و شد على عناقه، نايون أشارات لشونو أن يذهب للنوم بجانب سيوكجين بعد أن يرتدي ملابس النوم التي أعطيتها له بينما ستقوم بدفع السرير الخاص بها ليلتصق بخاصتهم لكي ينام الأربعة معاً،

جلست هي في المنتصف و جعلت سيوكجين و شونو على يمينها و أشلي على يسارها و كان السريران مقابلان للنافذة حيث سيقومون بإطلاق الألعاب النارية ليوم مولد الأميرة سويونج،

ظلت نايون تغني لهم بعض التهويدات حتى ناموا جميعاً بسلام،

(كانت بتغني only longing grows)

مرت الأيام سريعاً و أنسجم الثلاثة معاً جيداً، علم سيوكجين أن شونو أبنٌ من عائلةٍ غنية في فنلندا،

و علم أن أشلي تيتمت في سنٍ صغير و تبنتها عائلةٌ قاسية و لكنها هربت بعد عامين و أصبحت مشردة لكن لحسن حظها وجدتها نايون تحاول سرقة رغيف خبز و كانت ستعاقب و لكن نايون تكفلت بثمنه و أصبحت الأن أشلي جزءاً أساساً في عائلة سيوكجين،

كان كل شئٍ طبيعياً حتى يومٍ ما..

" هيا إلعبوا معاً في الحديقة بينما أُحضر الغذاء، شونو و أشلي أنتبها على سيوكجين لأنه قد يشعر بالتعب أحياناً و لا تظهروا أمام الملكة حتى لا تحدث مشاكل ، هيا إستمتعوا! "

قالت نايون بحنان و أومأ الثلاثة بفرح و خرجوا بيلعبوا في الحديقة و أتفقوا أن يقيموا مسابقةً لمن يصطاد حمامتين من أجل الغذاء و بمأن أشلي لا تعرف كيفية الصيد هي ستكون الحكم بينهم،

" شونو أنت فاشل في إصطياد الحمام كيف سنأكل غراباناً على الغذاء؟ "

قال سيوكجين للأشقر العابس،

"الحمام في بلادي أسود كيف لي أن أعرف؟ أرني أيها الفهيم كيف تصطاد"

قال شونو للذي أرجع شعره بتفاخر،

"أنظر و تعلم من الوسيم سيوكجيني"

قال سيوكجين و صوب قوسه بمهارة على حمامةٍ سقطت عند الجهة الشمالية للحديقة،

" ها لقد أصطادتها! سأذهب لأحضرها و أعود"

قال سيوكجين بحماس و ذهب ناحية الحمامة و ربتت أشلي على ذراع شونو،

"أتمنى أن أستطيع الصيد مثلكما و لكن لا بأس أنا أشجعكما دون تفريق"

قالت أشلي مبتسمة و أبتسم شونو و كان سيشكرها لكن قطع كلامه تواجد الملكة في طريق سيوكجين،  نظر شونو و أشلي بصدمة لسيوكجين الذي حرفياً كان أمام الملكة،

"أ أوه لا هيا لنذهب له!"

قالت أشلي بخوف و جرت هي و شونو ناحيته،

عند سيوكجين كان يبحث بعينيه عن الحمامة و وجدها أمام حشدٍ من الذي يبدو أنهم ذو منزلةٍ عالية فتسحب و أخذ الحمامة و لكنه تعرقل من فستان سيدةٍ و سقط و نظرت السيدة له بغضب،

"أيها المتعجرف الصغير ما الذي! - م ما هذا؟"

قالت الملكة بغضب ممسكةً فستانها الأبيض العريق و لكنها تجمدت عند رؤية ملامح سيوكجين،

هو كان يشبه زوجها الملك ثيودور حرفياً و لكن سيوكجين كانت عيناه مختلفةً قليلاً و لون شعره و عيناه كخاصة زوجها ، بدأت الملكة تشعر بالشك الكبير ناحية زوجها و لكن قطع تفكيرها وقوف سيوكجين بسرعة و إنحنائه المفاجئ،

" أ أسفٌ مولاتي لم أقصد أن أتعرقل بفستانك ك كنت فقط أصطاد للغذاء لا أكثر و سقطت الحمامة عند جلالتكِ أطلب السماح و لن أعيدها مجدداً"

قال سيوكجين برعب بسبب ما فعله و بسبب ملامحها المخفية كما يزعم كانت تشبه الرجال في هيبتهم و ربما في ملامحهم؟ ،

قررت الملكة أستغلال خوفه لمعرفة نسبهِ الذي يشككها بزوجها،

" لا بأس يا فتى سأعفو عنك و لكن بشرط أن تتناول معي الغذاء"

قالت الملكة بإبتسامةٍ صفراء و شعر سيوكجين أن ورائها شئ فقرر مجاراتها لمعرفة ما تريد و يمكنه الهرب في أقرب فرصة و لكن ليس الأن حتى لا يُقتل،

"أي شئٍ لغفران مولاتي لسذاجتي"

قال سيوكجين بنبالة و بنفس الإبتسامة الصفراء و ذهب وراء الملكة، و حسناً بطل قصتنا كان فكه سيقع من كمية الطعام الموجودة على المائدة خصوصاً أنه شخصٌ أكول و يحب فقرة تناول الطعام في حياته،

"هيا أجلس يا فتى، تناول ما تريد"

قالت الملكة و نظر سيوكجين لها بشك،

"و كيف أضمن أن مولاتي لن تقتلني؟"

قال سيوكجين و أبتسمت الملكة إبتسامةً جانبية على ذكائه و أشارت للمتذوق بأن يأكل قضمةً صغيرة من طعامه و يشرب القليل من شرابه حتى تضمن له أنها لن تؤذيه،

إبتسم سيوكجين برضا و بدأ بتناول طعامه بلذة، هو لم يتناول اللحم المشوي في حياته، هو وجده رائعاً و بالطبع هو أخذ بعضه بخفية في كيسٍ قماشي للطوارئ ليعطيه لعائلته عندما يعود لهم،

"أخبرني يا فتى، من أين أنت؟ من هما والداك؟"

قالت الملكة بينما تتناول طعامها بهدوء و تذكر سيوكجين كلام والدته عن الحديث للغرباء فأتت له فكرة!

"أممم.. مولاتي لا أشعر أنني بخير.."

قال سيوكجين بينما يمسك معدته بألمٍ مزيف و لكنه بدا حقيقياً للملكة التي تعجبت،

" هل أنت بخير؟ ماذا جري؟ "

سألت الملكة و نفي سيوكجين سريعاً مما أثار ريبة الملكة،

"يبدو أن لدي حساسيةٌ من شئٍ ما كان في السلطة، أ أعتقد أنه البقدونس، أحتاج الطبيب أنا أموت ألماً!"

قال سيوكجين بينما يتلوي في مكانه و يصرخ بألمٍ مزيف و نادت الملكة على الطبيب الملكي و تم نقله للعيادة، بينما الطبيب كان في الخارج مع ممرضاته يحضر شيئاً نظر سيوكجين للنافذة فوقه و وجد أن هذه فرصته للهرب من أكلة لحوم الأطفال كما أسماها قبل قليل،

فتح النافذة و نظر الأسفل ليجد أن الأرتفاع ليس عالياً و زفر براحة و قفز منها ليهبط على قدميه و لكن للأسف مرضه لم يساعده إلا بجعل ألم سقوطه مضاعفاً، قام سيوكجين بالمشي بألم حتى وصل لغرفته وسط الخدم و دخل على أمه القلقة و إخوته،

"سيوكجين هل أنت بخير؟! هل أذتك الملكة؟!"

قالت نايون بقلق و هي تتفحصه و أخبرها سيوكجين بكل ما حصل و تفاجأت نايون في البداية و لكنها ضحكت،

"يا إلهي ههه، سيوكجين أنت تستطيع قيادة بلدٍ بعقلك هذا! أيها الشقي لا تفعلها مجدداً قلبي وقع في معدتي عندما دخل شونو و أشلي بدونك"

قالت نايون بينما تحتضنه هي و أشلي و شونو الذي تفاجئ سيوكجين أنه يبكي، قهقه سيوكجين على منظر شونو اللطيف و دعا ربه أنه يحفظ له عائلته؛

وصلنا للشهر الثالث لوجود شونو مع عائلته الثانية، سيوكجين و كانا كأنهما توأم كلٌ منهما يعرف تفكير الأخر، يقومان بمساعدة الخدم و فعل المقالب لأشلي و أحياناً يتسللان مع الحارس هوسوك للسوق،

أتى ميعاد ذهاب شونو لوالديه اللذان كانا عند الملك بالقاعة الملكية و التي كان يمكن رؤيتها بنافذةٍ صغيرة في غرفة نايون، كان شونو يقف عند تلك النافذة و ينظر لوالديه بقلق و أشتياق بسبب ملامحهما المتعبة قليلاً أثناء السفر،

"هيا لتذهب لهم ل لقد أنتظرت طويلاً"

قال سيوكجين مبتسماً بحزن لشونو الذي نظر له بنفس الحزن،

"لكن.. كنت أريد أن تأتي معي أنت و أوما نايون و أشلي نونا.."

قال شونو بحزن و يمسك بكلتا يدي سيوكجين،

"سيكون من الصعب أن نذهب لبلادٍ لا نعرف لغتها، و أيضاً لا نريد إتعاب والداك، لن أقطع أخباري بك أبداً شونو أصبح لك مكانٌ في قلبي و لن أنساك مهما حدث"

قال سيوكجين بأعينٍ دامعة،

" أ أنت تعلم أيضاً أن أمي سيدة الخدم بأمر الملكة، ل لن تستطيع الذهاب، س سأشتاق إليك كثيراً"

قال سيوكجين الذي كانت شهقاته تؤلم قلب شونو،

" خ خذ هذا وعداً مني سيوكجين، سنتقابل مجدداً ربما بعد سنة.. أثنان أو حتى عندما تتحول خصلات شعرنا للأبيض، سنتقابل مجدداً و حينما يأتي ذلك الوقت، سأضمك بشدة ه هيونج لذا إبقى قوياً"

قال شونو و هو يمسح دموع صديقه بإبهامه،

" أريد عندما أراك حينها أن تكون ذو هيبةً بين الناس و أن يهابك الجميع و يحترمك"

قال شونو و تعجب سيوكجين،

" لِما؟ "

سأل سيوكجين و أبتسم شونو،

" لأن تفكيرك و عقلك كالملوك يجب أن يهابه الجميع"

قال شونو و قهقه سيوكجين و فتح شونو له ذراعه،

"هيا يا صديقي ذراعاي مفتوحان لك دائماً "

قال شونو و عانقه سيوكجين غير واعيان بأنه سيكون العناق الأخير..

لا أحد يعلم كم كانت المدة التي ظلا يتعانقان بها و لكنها لم تكن كفيلةً لتهدأة ألمهما،

" على أن أذهب الأن قبل أن تأتي نايون أوما و أشلي نونا ليبدأ الأثنان بالبكاء لكي لا أرحل ، إلى اللقاء.. صديقي "

قال شونو و لوح لسيوكجين الذي كان يحاول أن لا يدخل في نوبة بكاء، قرر سيوكجين التسلل لرؤية شونو و هو يرحل و أختباً وسط الخادمات التي كُنّ يودعن السيد دانيال و السيدة جيهيو،

كان سيوكجين يبتسم لرؤية شونو الذي والداه يضمانه و يبكيان و شونو لم يكن أقل منهما، رأي السيد دانيال يربت على ذراع إبنه عندما كان يتكلم و يبدو أنه كان يبرر سبب ضياعه من والديه،

تسائل سيوكجين حينها لو كان والده حياً كيف سيكون شعوره؟ أو ماذا سوف يحدث له؟ لطالما أراد أن يسمع شيئاً عن والده من أمه و لكنها كانت تغير الموضوع دائماً لذا هو كان يعذرها لأنه لا يعرف إن كان والده شخصاً أرادت أمه الزواج به أم لا،

عندما أختفي صديق عمره من أمامه أي أنه ذهب هو و عائلته لبيتهم كما يظن كان سيذهب لغرفته و لكنه شعر أنه أصتدم بشخصٍ ما رفع رأسه ليجد ملك بريطانيا ينظر له بتعجب و عندما رفع سيوكجين رأسه نظر له الملك بعدها بصدمة،

هو لم يتوقع وجود نسخةٍ صغيرةٍ عنه في القصر، لسببٍ ما شعر الملك بشفقةٍ و حزن عندما رأي أن سيوكجين كان يبكي خوفاً من المساعدين الذين نظروا له بغضب أنه قام بالأرتطام بملك بريطانيا،

أنحني الملك لمستوى الطفل الخائف و نظر له مبتسماً،

"لما أنت خائفٌ يا فتى؟ أنت لم ترتكب جريمة الكل يتعرقل أحياناً خصوصاً أن الحياة مليئةٌ بالصعاب"

قال الملك و هدأ توتر سيوكجين و مسح دموعه بكفيه و حسناً شعر الملك أنه يشبهه عندما كان في صغره، أشار للمساعدين المخيفين للفتي بالرجوع للقاعة بينما يأتي لهم لاحقاً، قطع تركيز الملك ما قاله سيوكجين الذي صدم الملك بقوله،

" مولاي.. لما نشبه بعضنا لدرجة سؤال ملكة بريطانيا عن نسلي؟"

قال سيوكجين و نظر الملك له بصدمة و بعدها قهقه،

" أتعلم كنت سأسألك نفس السؤال يا فتى، فيكتوريا ظلت ترمي بأسألتها علي و لا كأنني عدت من سفرٍ حول البلاد هاها"

قال الملك و ضحك الأثنان،

"يااه لم أضحك هكذا منذ أعوام، ما أسمك يا فتى؟ "
سأل الملك و تبدلت ملامح سيوكجين المبتسمة لأخرى قلقة، تعجب الملك من قلقه و شعر أن الفتى خائفٌ منه لذا هو أراد أن يجعله يثق به قليلاً بمأنه أحب وجود نسخته الصغيرة،

" هي أتعلم أن أسمى الحقيقي هو كيم سيجونغ؟ أنا نصف أسيوي مثلك ربما هيي لا تخبر أحداً عن سرنا الصغير حسناً؟ "

همس الملك لسيوكجين الذي كاد فكه أن يسقط،

"حقاً؟! أنت نصف أسيويٍ مثلي! أمي كورية و حسناً أنا لا أعرف شيئاً عن أبي.. لكنني أعد مولاي أنني لن أخبر أحداً أبداً أبداً! "

همس سيوكجين و أومأ الملك بتفهم،

"لا أعرف لما و لكن لسببٍ ما.. أشعر أنك ممم لا تهتم"

قال الملك و حسناً هو قرر البحث في أمر هذا الفتى لذا سمح له بالذهاب، أمر الملك أن يتم تتبعه من أفضل حراسه خفيةً ليعرف ما قصة هذا الفتى،

مر أسبوعان و ٣ أيام دون معرفة نسل نسخة الملك الصغيرة كما يدّعي الملك، كان الملك سييأس من أمره و لكن شعلة أمله أُنيرت عندما دخله حارسه و معه ورقة،

"مولاي، هذه معلومات عن سيدة الخدم"

قال الحارس و أخذ الملك الورقة و نظر للحارس بتعجب،

"أنا لم أطلب معلوماتٍ عن سيدة الخدم بل عن ذلك الفتى الذي تراقبه"

قال الملك بقلة صبر،

"مولاي، سيدة الخدم هي والدة ذلك الفتى"

"أأنت متأكد؟!"

"أجل، و أيضاً الفتى يدعي سيوكجين"

قال الحارس و بدأ الملك في قراءة الورقة حتى إستوقفه إسم سيدة الخدم،

"مهلاً أسمها كيم نا- ن نايون؟ "

قال الملك و شعر أنه يرى ذكرى مشوشة و عندما إستوعب ما كان يتذكره صرخ و وضع يمناه على قلبه، أنزل تاجه الذهبي المرصع بالجواهر و أرجع خصلاته الفحمية للخلف تزامناً مع رجوع جسده ليستند على عرشه الذهبي ذو الوسائد البيضاء،

"م م مولاي أأنت بخير هل أنادي على الطبيب جاك؟"

"سيوكجين إبني"

"م ماذا؟؟!!"

"سيوكجين و اللعنة إبني، أنا لدي إبنٌ من نايون، وريث عرش بريطانيا هو سيوكجين"

قال الملك بينما يبتسم للسقف و حسناً الحارس قرر عدم التفوه بأي شئ لكل لا يتم قطع لسانه أو رأسه،

" كيف لم ألحظ الشبه الكبير بينه و بيني، علي الذهاب لنايون"

قال الملك و قام مسرعاً من مكانه و معه الحارس الذي يخبره ان لا يتهور حتى لا يتم لفت الإنتباه، وقف الملك مكانه مفكراً فيما قاله الحارس،

ما سيفعله سيتسبب في خطرٍ كبير لهما و خصوصاً من زوجته لذا هو قرر حمايتهما دون أن يعلما، هو سيفعل المستحيل ليري إبنه و أم إبنه بخيرٍ سالمين و سعداء،

كان ملك بريطانيا قد ألغى عن نايون الضرائب و عندما تشتري أي شئٍ من السوق سيعطيها البائع ما تريد بالمجان،

هذا جعل نايون تشعر بالريبة، شعرت أيضاً أنها يجب أن تذهب هي و أبنها و أبنتها بعيداً عن القصر و لكن تحطمت أمالها عندما رفض رئيس الخدم ذهابها بأمرٍ من الملك،

في هذه اللحظة علمت حينها أنه حان وقت إخبار سيوكجين بحقيقة والده،

الساعة السادسة مساءاً، الثالث و العشرين من شهر أبريل ١٨٤٣،

عادت نايون من السوق و كانت سعيدة لأنها أشترت كميةً وفيرة من دواء إبنها الذي كان وجوده نادراً في السوق و أيضاً كانت ستفاجئ أشلي بدفتر رسمٍ جديد و معه أدواتٌ جديدة من فَراشٍ و ألوانٍ جديدة و سيوكجين بحلواه المفضلة،

دخلت من باب الخدم و كانت ستخبر أطفالها بالمفاجأة و لكن قلبها وقع في أقدامها عندما رأت ملك بريطانيا في غرفتها جالسٌ يتحدث مع فلذة كبدها و فتاتها الشابة،

ألتقت بندقيتاها الخائفتان بخاصة سودويتا الملك التي كانت تخبر الكثير، من أسفٍ و ندم و ربما حزنٌ،

"مم مرحباً؟"

قال الملك ملوحاً بقلق،

"م م ك كيف متى ماذا و لماذا؟! "

قالت نايون بخوف و زفر الملك و قامت أشلي ناحيتها و عانقتها،

"أمي أظن أنه الوقت، علي أن أذهب الأن لخصوصية الأمر بينكم"

قالت أشلي مبتسمةً و أومأت نايون لها،

"حسناً و لكن لا تذهبي لجيرالد أنا لا أحب ذلك الفتى إذهبي لسانا بينما ننهي الأمر"

قالت نايون و أومأت أشلي و ذهبت و بقى الثلاثة في الغرفة،

"أوما ملك بريطانيا شخصٌ لطيف! لكن لا أفهم لما أمر بذهاب كل الخادمات للجناح الاحتياطي هذا غريب"

قال سيوكجين بينما يوجه نظره لأمه الحائرة تارة و للملك الذي ينظر لها بحزن تارةً أخرى،

" ما الأمر لما السكوت؟ و ماذا قصدت أشلي بلقد حان الوقت؟"

سأل سيوكجين ببراءة و نظرت له أمه و زفرت،

" سيوكجيناه، أشلي قصدت أنه حان الوقت لمقابلة والدك الحقيقي"

" حقاً؟! أ أبا حي لم يمت؟! هذا رائع أين هو و من يكون؟!"

قال سيوكجين بحماس و نظر ملك بريطانيا له بإبتسامةٍ حنونة،

" أنا والدك، سيوكجين "

" م ماذا؟؟! مستحيل أن يكون ملك بريطانيا والد شخصٍ مثلي! "

قال سيوكجين نافياً و لكن ما قالته والدته ألجمه من الحديث،

"أسفةٌ لم أخبرك بهذا منذ زمن، فعلت هذا لحمايتك من الملكة و من أي شخص، أ أسفةٌ إن شعرت بالخذلان مني"

قالت نايون بألم و حسناً سكوت سيوكجين أقلق نايون و ملك بريطانيا، إنحني الملك أمام سيوكجين الصامت و أمسك بكفيه،

"أنا من يجب عليه الأعتذار، أنا لم أكن هنا بجانبك طول هذا المدة عندما كنت تحتاجُني، لكنني أعدك أنني سأجعلك تشعر بالحنان الذي أفتقدته مني"

قال الملك بحزن و لكن ما أثار فزعه هو و نايون هو كتمه لبكائه،

" أ أنا أتألم، ا الدواء"

قال سيوكجين و هرولت أمه سريعاً لتحضر كيس دوائه القماشي و أحضرت كوب ماءٍ له،

" إشرب دوائك عزيزي هيا"

" ل لا أشعر بذراعاي و ل لاحتي قدماي أنا خائف"

قال سيوكجين و هو يبكي بألم و تجمعت الدموع في عينا نايون و الملك،

"ن نايون ما خطب إبننا؟ كيف يمكننا معالجته؟"

"لديه متلازمة دانوس ل لا يمكننا علاجه أنا فقط أعطيه المسكنات و بعض المغذيات هو سيلازمه طول حياته"

قالت نايون بنبرةٍ مكتومة من كثرة الألم على حال إبنها و الملك قام بوضع إبنه المتألم في حضنه و ظل يربت على ذراعه و يقبل رأسه بعمق و الدموع تتدحرج على خده الأهبق،

" أنا معك سيوكجين لا تخف، كلنا نتألم و لكن دائماً يجمعنا القدر بمن يداوي و يقلل و ربما يخفي ذلك الألم، والداك معك الأن"

قال الملك بنبرةٍ شبه باكية و هدأ بكاء سيوكجين و قام بتحريك ذراعه قليلاً ليمسك بكأس الماء و وضعت أمه حبة الدواء في فمه و شرب سيوكجين الكأس كله،

" أفضل قليلاً؟ "

سأل الملك و أومأ سيوكجين مبتسماً و زفر والداه براحة،

" سعيدٌ بوجودكما معي، شعورٌ غريب و لكنني أحبه"

قال سيوكجين و وضعه والده على سريره ليجلس بوضعيةٍ مريحة،

"هل أنت متدايقٌ أنني والدك؟"

"لا، أنت شخصٌ جيد.. أبا"

"هذا أجمل أبا سمعتها في حياتي أه يا قلبي الصغير! "

قال الملك بدرامية و وضع يده على قلبه و ضحك سيوكجين، و نايون كانت تنظر لإبنها بإبتسامةٍ من قلبها هي سعيدةٌ لرؤية رجلُها الصغير سعيداً حتى قطع تركيزها وقوف الملك و نظرته لها،

" نايون، أنا مدينٌ لكي بأعتذار، ربما لن أستطيع الرجوع للماضي و إصلاح ما حدث و لكننا الأن سعيدان لوجود سيوكجين في حياتنا، أطلب منكي السماح ليس لأجلي بل لملاكِنا الصغير، أريده أن يشعر بشعور العائلة المُحبة لبعضها، سأحميكما عن أعين فيكتوريا و عن من ينوي أذيتكما، يمكننا على الأقل أن نصبح صديقين إن كنتي ما زلتي متدايقةً مني؟ "

" لا بأس، فقط كن أباً صالحاً لسيوكجين و لأشلي كذلك، هذا هو شَرطي، و يمكننا أن نصبح صديقي- وااه!؟ "

" اععهههه نايوناه أنتي ملاكٌ لطيف لا عجب أنكي أُم ذلك الملاك الصغير! "

قال الملك بينما يحتضن نايون المتفاجئة التي زفرت بيأس و ربتت على ظهره بينما سيوكجين ينظر لهما بقلبٍ سعيد،

" هيا ل نلعب مع أطفالنا"

قال الملك مبتسماً بسعادة بينما يمسك بيد نايون التي لاحظت أن إبتسامته تشبه صغيرها في برائتها، نادت على أشلي ليمرح الأربعة معاً، حكو القصص و لعبوا قليلاً و أنتهي بهم النوم بجانب بعضهم،

حسناً نايون و أشلي هما التي ناما بينما الملك و شِبلهُ الصغير مستيقظان ينظران لسطوع القمر وسط العتمة و يشعران بنسمات الليل تحتضنهما،

"أبا"

"روح أبا؟"

"منذ أن رأيتك أول مرة وقعت عيني على تاجك، هو جميل"

"هاهاها، ذلك التاج الجميل سأضعه على رأسك عندما تبلغ و يشد عودُك"

"حقاً؟! لكنني لست ذو دمٍ نقي كيف سأصبح ملِكاً؟"

"إسمع هذا مني سيوكجين، الملك لا يتم الحكم عليه من دمائه بل من إنجازاته التي خططها عقله و طيبته التي يعطيها قلبه لشعبه مهما أختلفت طبقاتهم، كن عطوفاً و رحيماً لتعطف على من يحتاج عطائك و كن شرساً قوياً على من يؤذي أعز ما تملك و هو وطنك، الوطن هو العائلة التي سيُفرض عليك الدفاع و الحفاظ عليها بكل ما تملك"

" سأفعل أبا، سأجعلك أنت و أوما تفتخران بي! "

" هذا هو إبني! "

قال الملك بينما يحتضن إبنه و ينظران للوحة الخالق البديعة، سماءٌ سوداء دو قمرٍ منير و حوله النجوم تعطي الأمل لعابري الطريق التائهين،

*فلاش باك إنتهي*

" بجدية عيني و أنفي يبكيان كالخادمة مينا حالياً إهئ إهي"

" أرجوكي حاولت لنصف ساعة إيقاف نوبة بكائك"

"ماذا أفعل هم لطيفين اهعععع لما الملك أصبح قاسياً مع إبنه في المستقبل لمااا؟!! "

"حسناً هل إنتبهتي لحديث الملكة في المرة السابقة عندما أخبرت خادمتها أنهم سيذهبون للسوق"

" أجل ما علاقة هذا بسؤالي؟ "

" الملكة وضعت القصر الملكي تحت لعنة السحر الأسود"

" يا إلهي ماذا؟! لما قد تفعل شيئاً كهذا؟!! هي عرضت نفسها و القصر لخطرٍ كبير! "

" فعلت هذا ليكره الملك نايون و سيوكجين، حسناً لقد نجحت لعنتها لكن تذكري أن كل شئٍ له ثمن و أن هناك تفكيكٌ لكل لعنة"

" ماذا دفعت لتحصل اللعنة و ما هو حل فكها؟ "

" دفعت بحياة أحد أطفالها، الأميرة ييري لها توأم لكنها باعت روحه لساحرةٍ لكي تصيب اللعنة جميع من في القصر، طريقة فكها هو أن يتوج سيوكجين ملكاً على بريطانيا عندها سيزاح غطاء الكره و الحقد من على أعين الناس"

" اللعنة عليها في قبرها، كيف تبيع طفلها لأجل شئٍ كهذا؟! "

" الغيرة تفعل أي شئ، خصوصاً أنها لم تنجب ولداً و نايون أجمل و أفضل منها بكثير، فقط ترقبي ما ستفعله بخصلات الشعر التي معها"

" لما لم تخبرني بقصة العملاء لقد وعدتني أيها اللعين من كثرة حماسي لم أنم و قام الأستاذ بتوبيخي على نومي في الحصص و انا لم انل مرادي كاملاً! "

" العملاء و حكايتهم تحتاج يوماً كاملاً لحكايتهم و انتي بدأتي في أن تنامي علي"

" لا لست نعسانة*تثاؤب*"

" لقد جاوب على أسئلتكي لليوم و سأحكي الباقي لكي غداً حتى تستريحي و الأن هيا تعالي لننم"

" *تثاؤب* حسناً لكن لا تنسى و إلا سأقوم بركل مؤخرتك بينما أنت نائم"

" هههه حسناً تصبحين على خير "

" و أنت بخير "

يتبع..


حلو الفصل؟


توقعاتكم للي جاي؟

معلومة : الناس اللي كان عندها ١٥ سنة زمان غير دلوقتي خالص، لو لاحظتم كمان أن جواز القاصرين كانت حاجة شائعة في الوقت دا فدا واحد من الأسباب اللي خلت اللي عندهم ١٥ سنة يبقوا كأنهم عندهم ٢١،

أشوفكم على خير إن شاء الله! ♥️

Prends soin de toi, mes lunes 🌙🌺💜

إنتبهوا على نفسكم أقماري 🌙🌺💜

© Salma Eltahan,
книга «MY KING مَلِكي(KIM SEOKJIN)».
الفصل الرابع (تحت الظلال)
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
KIM YONA
الفصل الثالث (البداية لكل شئ)
⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩💭 جامد كالعاده
Відповісти
2020-07-25 23:04:00
1