الفصل السابع (طعنة من الظهر)
بسم الله الرحمن الرحيم
.
هناك أنواعٌ كثيرة من العلاقات لكن جميعها تنقسم إلى إثنين أساسيين، حقيقية و مزيفة، الحقيقة تكون أتيةً عن قلب صادق و عقلٍ شغوف و تكون هذه العلاقة غير قابلةٍ للإنكسار بأي شئ و كأنها أقوى معادن الأرض و أجملها و أكثر روعة،
أما عن المزيفة.. قد يكون الطرفان ذو قلبٍ سئ أو واحدٌ منهما فقط ليبقى الثاني يعاني منه للأبد، و هذا النوع من العلاقات دائماً يطعن الطيب من ظهره و يشعر أنه غير مرغوب، بائس، حزين و محطم و لكن..
ماذا إذا كان رزقك هو حب ﷲ لك؟
-سيبقى ضوء الشمس عند كل شروق علامةً من ربك على أنه ما زال أمامك فرصةٌ لبدايةٍ جديدة، إستند أيها الضعيف على من يفتح لك قلبه قبل ذراعه،
عندها يا أيها الإنسان أغتم فرصك جيداً قبل فوات الأوان و أيضاً، أنصت و إستمع لكلام أعدائك ف بهِ جزءٌ من الحقائق التي أخفاها غيرك عنك!
هذا ما لم يعلمه كيم تايهيونج حينها، أن ما سيقوله ملك روسيا له بعد شهرين في مؤتمر السلام شئٌ تم إخفاؤه عنه لسنوات...
أجل سوف يذهب نيابةً عن والده الملك ثيودور كيم، والده حالياً مريض و لا يستطيع تحمل السفر الطويل لذا سيذهب نيابةً عنه،
أكثر ما أقلق تايهيونج هو أنه سيترك أخيه لوحده لمدة، هل ستخطط أمه لشئٍ جديد؟ هل سيحصل شئٌ سئ في غيابه؟ هذا ما كان يشعر به و لكن ليس بيديه شئ سوا التضرع لربه لأجل أن يحمي أخيه،
هو لا يعلم أنه عندما سيذهب لروسيا سيحدث العجب في بريطانيا... سواءاً مما سيقوله والده لأخيه أو الحقيقة التي سيُكشف عنها الستار لاحقاً،
(الخامس من نوفمبر، الساعة التاسعة صباحاً)
ذهب تايهيونج لحزم حقائبه بمساعدة الخدم و بالطبع كانت العجوز المزعجة 'الملكة' تقوم بأخباره أن يتعرف على من سيفيدونه عندما سيصبح ملكاً،
ألا تعلم بما سيقول القدر؟
هي و للأسف كأي إنسانٍ مثلها لا تدري بما ينتظرها من مفاجأتٍ.... سيئة،
ذهب تايهيونج مع حارسه للميناء مرتدياً بذلةً ملكية حمراء بها عدة شارات، رأي أخيه ينتظره بإبتسامةٍ لطيفة و إبتسم تايهيونج لذلك،
"ظننت أنك لن تودعني.."
" أتمزح معي تاي تاي هذا أخر شئٍ قد أنساه! أنت أخي و رفيقي و صديقي؛ أرجوك إهتم بنفسك جيداً البرد هناك قارص أنت تعلم روسيا"
قال سيوكجين و هز زراعيه من القشعريرة و قهقه تايهيونج و عانق أخيه الذي كان أطول منه بقليل،
"أرجوك إنتبه على نفسك جيداً أنت أيضاً هيونج، أنا سأتركك وسط الأفاعي السامة لوحدك"
" لا تقلق تايهيونج، أمي ولدتني لأقطع رأسهم السام و ها أنا مستعد"
قال سيوكجين مربتاً على ظهر أخيه الذي شد على عناقه، شعوره أن شيئاً سيئاً سيحدث لم يغب عنه و لكنه سيضع ثقته بربه و يدعو فحسب،
" حسناً هيونج، سأذهب الأن قبل أن تسبقني السفينة و ترحل و حينها سأبكي على حظي العثر"
قال تايهيونج فاصلاً العناق و ضحك سيوكجين و لوح للذي صعد السفينة،
"بالتوفيق، أخي"
قال سيوكجين منزلاً يده واضعاً إياها في جيب معطفه الملكي البني متجهاً ناحية العربة الملكية المتجهة للقصر؛
(في غرفة الملكة)
كانت جالسةً تحاول إستيعاب ما قالته الساحرة عندما ذهبت عندها اليوم،
أخبرتها أنه أمامها ٣ أشهر لتختار أياً من أبنائها ستضحي به لأجل أن تكون اللعنة قاتلة لمن تريد و عندما تختار ستعطيها للساحرة في يوم الأحباء بحيث يكون الجميع مشغولاً و لكي لا ينتبه الناس لما سيحدث،
كانت فيرينا خادمتها الشخصية قد أخبرتها أنه يمكنها أن تختار الأقل محبةً لقلبها أو أكثرهم تمرداً،
فكرت الملكة جيداً و بعد ساعةٍ من التفكير العميق و التأكد من كل الأحتمالات أختارت،
داهيون
هي ليست إبنتها الحقيقية هي إبنة أختها المتوفية التي وصتها بأن تهتم بها و لكن هل لفيكتوريا قلبٌ عندما يتعلق الأمر بمصلحتها؟ بالطبع لا،
داهيون كانت أكثرها تعلقاً بها و كانت تنفذ جميع ما تأمره به الملكة و لكن مع الأسف هي عليها فعل ذلك لأجل أن تحيا بسلام دون سيوكجين أو غيره،
يوم الأحباء يصادف يوم عيد ميلاد إبنتها أليس ييري، في يوم الخامس من مارس سيكون يوم قلب الموازين؛
(عند سيوكجين، في الحديقة الملكية، الساعة التاسعة و الربع صباحاً)
كان جالساً يقرأ إحدى روايات شكسبير و هو يرتدي نظاراتٍ بنية مستديرة و صغيرة و كان يرتدي قميصاً أبيض يحيطه معطفٌ بني و بنطالاً بنياً فضفاضاً،
هو يريد محادثة والده و لكنه متوتر، خصوصاً بوجود تلك الملكة اللعينة في القصر، أخذ نفساً عميقاً و أغلق كتابه و ذهب لغرفته ليرتدي زياً رسمياً خاصاً بالأمراء،
سيحادث والده رغماً عما تقوله الملكة، سيطلب منه منزلاً بعيداً عن القصر حتى يبتعد عن الإزعاج و لكي يكون قريباً من مكان تدريبه الجديد، و حتى يتقابل مع سونهي براحة بما أنها لديها شهران أجازة،
أرتدي بذلةً حمراء اللون و وضع شاراته التي نالها بمجهوده و بعدها أرجع شعره الغرابي الحريري للخلف ليُظهر جبهته و بعدها أرتدي تاجه،
توجه ناحية قاعة العرش و كما توقع وجد العجوز الشريرة تتحدث مع أبيه، نظرت له بتقزز و هو رد لها النظر بإبتسامةٍ أخافتها و نظر له الملك،
" لماذا أتيت دون ميعاد؟ ماذا تريد؟ ألا تعلم أن الملك مشغول؟! "
سألت الملكة بإبتسامةٍ صفراء و نظر سيوكجين لها بتقزز،
"جلالة الملك لديه لسانٌ ليتكلم به لا داعي لأن تفردي ريشك الأسود كالغربان أمام الطاووس"
قال سيوكجين بأبتسامةٍ صفراء للذي غضبت و قهقه الملك في سره و بعدها حمحم،
" ثيودور أدب ذلك اللعين! "
" إذهبي أنتي الأن، سنتحدث لاحقاً"
قال الملك للتي لم تهدأ،
" قلت لك أدبه! "
قالت الملكة بغضب و سعل الملك بقوة واضعاً منديلاً على فمه مما أثار قلق سيوكجين رغم كرهه له،
"س سأقوم بتأديبه لاحقاً، إذهبي أنتي الأن حسناً؟"
قال الملك بألم و ذهبت أخيراً،
" يستحسن أن تفعل"
قالت الملكة و أعطت ظهرها لهم و ذهبت و أعاد الملك نظره لإبنه الذي كان ينظر له بقلق،
"هل أُحضر الطبيب؟ ه هناك دماءٌ على منديلك"
قال سيوكجين بقلق و إبتسم الملك بيأس،
" دعك من هذا الأن، لماذا أتيت؟ ليس من عادتك أن تأتي إلى هكذا دون ميعاد، هل تريد شيئاً؟ "
قال الملك و زفر سيوكجين و بعدها أومأ،
" أجل، أريد بيتاً بعيداً عن القصر، أعتقد أنك ستوافق لأنك تريد التخلص مني على أية حال"
قال سيوكجين مبتسماً بسخرية و زفر والده،
" لما لم تطلب قصراً؟ ، أنت أمير لما تطلب بيتاً؟ "
سأل الملك،
" لست أميراً أنا إبن رئيسة الخدم السابقة، لا أعتبرك والدي، و أوه أجعل أموالك للدولة لا لنفقات زوجتك اللامتناهية"
قال سيوكجين ببرود و أنزل الملك تاجه و أرجع خصلاته الفحمية للخلف و زفر،
"أولاً لا تتدخل بشئونٍ لا تعنيك، ثانياً لك البيت الذي تريده، فقط أختار المكان الذي تريده أو إذا كان هناك بيتاٌ تريد شرائه قل لهنري و سيدفع لك المبلغ"
قال الملك و أومأ سيوكجين،
" كيف لا يعنيني و أنا أرى بلادي تتدهور و أنا صامت؟ ، كيف لا يعنيني أنك تغيرت منذ ٥ سنوات و أصبحت ظالماً بعد أن كنت قدوتي؟! كيف لا يعنيني و أنت قمت بقتل أمي أمام عيناي و أقتلعت روحي البريئة التي كان كل هدفها أن تعيش مع أسرتها بسلام؟!! كيف لا يعيني ها أجبني كيف؟!! "
قال سيوكجين بغضب غير شاعراً بدموعه التي كانت تنهمر بلا توقف و الملك أكتفي بالصمت،
" قلت أجبني كيف لا يعنيني؟ أنت تتصرف معي بكل برودٍ و قسوة و لا كأنك قمت بوعدي أنك ستكون أباً صالحاً و تحميني أنا و أمي و أشلي من بطش تلك الشمطاء، انظر لنفسك الأن أصبحت دميتها! هاهاها و أنظر إلي أصبحت محطماً و مكروهاً بسببك! أنا أدين لنفسي بأكبر أعتذار لوضعها مع من لا تستحقه من ألم"
قال سيوكجين و هو يمسح دموعه بمنديله القماشي،
" لا يعنيك لأنك ضعيف، لا يعنيك لأنك لا تقوى على ما أنا فيه، لا يعنيك لأنك لن تفهم، لا يعنيك لأنك لا تنتمي إلى هنا "
قال الملك ببرود و نظر له سيوكجين بتفاجؤ و بعدها ضحك بصوتٍ عالي،
" مخذولٌ و لكن لست متفاجئاً، عن إذنك الأن يا جلالة الملك المعظم"
قال سيوكجين بسخرية و أنحني و رحل، بعدما رحل نزلت دموع الملك على وجهه البارد كان يتمنى لو إستطاع إكمال جملته،
لا يعينك لأنك ضعيفٌ أمام من يتحكم بي، لا يعنيك لأنك لا تقوى على ما انا فيه من ألم و تحطُم، لا يعنيك لأنك لن تفهم ذلك لأنك لم تجرب ما انا فيه، تخيل شعور أنه يوجد شئٌ يجعلك تنزف ألماً عندما تدافع عن إبنك أو تفعل له شيئاً جيداً أنا حتى لم أستطع ان أهنئك بعيد مولدك بالأمس بني سامحني، لا يعنيك لأنك لا تنتمي إلى هنا لأنكي أنقى و أفضل من أن تكون وسط القتلى، أنت تنتمي لأن تكون مع والدتك حب حياتي التي لم أقم بقتلها بل أصبتها بالرصاص في ذراعها حتى تؤخذ لمكانٍ أمن بعيداً عن القصر لأحميها من فيكتوريا.. و مني؛
هو فقط لم يقدر على قول ذلك، عندما قال للملكة ان تذهب عندما أخبرته أن يعاقب سيوكجين نزف لسببٍ مجهول بالنسبة له،
إن علم أنه تحت تأثير السحر الأسود الذي وضعته زوجته الذي أُجبر على الزواج منها سيقتلها بيديه،
....
(عند البيت الذي أختاره سيوكجين، ولاية برايتون الساعة الحادية عشر ظهراً)
سيوكجين كان يقف داخل بيته الذي لم يتم دهانه بعد و وضع الأثاث به بعد، سمع صوت حصانٍ بالخارج و رأي من النافذة، سونهي و معها أرماندو؟
سمع صوت طرق الباب و نزل ليفتحه ليجد سونهي تلهث بتعب و أرماندو دخل بدون قول مرحباً ،
"أ أولاً صباح الخير، ثانياً أسفةٌ لأخافتك، ث ثالثاً لماااااذا أعني بمعنى الكلمة لماااذا لم تخبرني أن يوم مولدك كان بالأمس أيها الخائن ألسنا صديقين؟! و أيضاً ظللت أسأل عنك في القصر حتى أخبرتني السيدة هالزي أنك ذهبت لمنزلٍ بعيد و أتضررت لأسرق حصانها لأتي"
قالت سونهي بتعب و سيوكجين شعر بالخجل من نفسه قليلاً، هو بنفسه نسي أن عيد مولده كان بالأمس من قلة أحتفاله به،
" أدخلي أولاً عندها يمكننا أن نتحدث "
قال سيوكجين بإحراج و دخلت سونهي لتجلس على كرسيٍ خشبي كان في منتصف المنزل،

(دا بيت من البيوت اللي أتبنت عل الطراز اللي كان في العصر دا ساعتها، متستغربوش كان في بيوت جميلة كتير)
"بالمناسبة منزلٌ جميل، يحتاج فقط لأعادة دهانٍ لحوائطه و أثاث"
قالت سونهي و جلس سيوكجين على الأرضية مستنداً على الحائط ينظر للسقف مع سونهي،
"ياه أنا حزينةٌ لأنك لم تخبرني أنك ستأتي إلى هنا و لكن أنا أعذرك، القصر بالرغم من جماله و لكن الطاقة به سيئة و كئيبة، من حقك أن ترتاح خصوصاً بعد كل ما حدث"
قالت سونهي بهدوء و نظر سيوكجين لها،
"هناك الكثير أريد إخباركي به، أنا فقط لم أعتاد أن أفتح حديثاً و أن أُخرج ما بجعبتي"
" هيي لا بأس، كأنني الأجتماعية هنا أنا لم يكن لدي أصدقاءٌ حتى، كنت أحياناً أتحدث مع أمي أو أخي أو جدي و أحياناً ينتهي بي الأمر حاكيةً همومي للبحر ههه"
قالت سونهي و نزلت على الأرض بجانب سيوكجين و نظرت إليه ،
" خلاصة الأمر عندما تشعر أنك تريد الحديث عن شئٍ ما يحزنك يمكنك التكلم معي، لست بخبيرةٍ في معالجة الأمور و لكنني أدمنت قراءة كتب علم النفس و المنطق "
قالت سونهي و أومأ سيوكجين و أسندت سونهي رأسها على كتف سيوكجين و أعادت نظرها للسقف و أسند رأسه على رأس سونهي و أمسك بيدها،
" أعدك سأحاول الإنفتاح أكثر"
" جيد و الأن هل يمكنُني مساعدتك في دهان المنزل؟ لم أخبرك بهذا مسبقاً و لكنني أعشق الرسم انا لا أطلب هذا تطوعاً بل لأنني أريد أن أرسم"
قالت سونهي و رفع سيوكجين رأسه و نظر لها بدهشة،
"وااه حقاً؟! هذا رائع لن أضتطر لأن أحضر نقاشاً يفعل لي المنزل و يطلب نقوداً كثيرة على شئٍ لا يعجبني"
قال سيوكجين و ضحكت سونهي،
" بغض النظر أن رأسك كانت تدفئ رأسي و أنت قمت من مكانك جعلتني أشعر بالبرد على القول أنك صديقٌ إستغلالي"
قالت سونهي و ضحك سيوكجين بقوة لدرجة أن صدا صوته وصل لأرماندو الذي كان يلعب في الدور العلوي،
" ياه نونا هلا توقفتي عن مسح الزجاج بقوة؟ هذا الصوت مرعب!"
قال أرماندو و هذه المرة سونهي هي التي كانت تضحك بقوة و تتقلب على الأرض و سيوكجين ينظر لها بعبوس،
" اه يا معدتي سأولد أعضائي هاههاهاا"
قالت سونهي و ضحك سيوكجين على ما قالته سونهي و أنتهي بهما الأمر مستلقيان على الأرضية و ينظران لبعضهما و يقهقهان،
" إذن كيف تريدين تلوين المنزل؟ ماذا سترسمين أولاً؟"
قال سيوكجين و قامت سونهي لتريه كيف سترسم و أعتدل سيوكجين من على الأرض ليستند على الحائط مجدداً و لكنه كان ينظر لسونهي،
"سوف نضع أولاً ورق حائطٍ باللون الذهبي به زخارف بيضاء عند مكان السلالم في الطابق العلوي الذي سنلون سورها باللون الأبيض و البني و بعدها.. "
كانت سونهي تتحدث بحماس و تلف القاعات لتخبره بما ستفعل، سيوكجين لم يكن منتبهاً جداً مع حديثها لأن كل جل أهتمامه على ملامحها البريئة عندما تحكي عن ماذا ستفعل، كانت أحياناً تقفز على البلاط الأبيض و تتجنب الخشب و كأنها طفلةٌ صغيرة،
نظر لها بإبتسامةٍ صغيرة عندما كانت تصرخ من الحماس لرؤية المطبخ، و كانت تشير على أنه مطبخ أحلامها و تذهب لمعانقة الحوائط و كان سيوكجين كانت قد تغيرت نظراته قليلاً، لأخرى واهمة،
ربما هو كان يشتاق لها قبل أن يتقابلا ؟
عندما إنتهت سونهي من شرحها جرت ناحيته كالأطفال و هي ترفع فستانها الأبيض المخملي الطويل و تقفز على البلاط مجدداً،
"أخيراً وصلت لك كان العبور شاقاً، المهم الأن لم أعرف أن لديك جيران يعزفون الكمان! هيا لنرقص و نحن ننظف! و بالمرة سأنادي على أرماندو لكي يساعدنا"
قالت سونهي و إنتبه سيوكجين على ما قالته و أومأ و أحضر أدوات التنظيف و أصبح الثلاثة يستمتعون معاً في التنظيف،
على مدار الشهرين، كانت سونهي دائماً تزور سيوكجين و تساعده في التلوين و الرسم على الجدران و بالطبع أحضرت هالزي التي فرحت لهذه الفكرة و قررت عن تتطوع للمساعدة،
و نامجون الذي كان لا يفهم الذي يجري و لكنه تطوع للمساعدة في نقل الأثاث و أحضر هوسوك معه حتى يساعده في النقل و يقوم بجعل الجو مبهجاً،
و أحتفل الستة بعيد ميلاد سيوكجين الذي كان سيبكي فرحاً و تمنى أنه يريد أن يعيش تلك اللحظات الجميلة لكن دون مشاكل و أن يكون الجميع بخير،
كانوا أحياناً يرمون الألوان على بعضهم و أحياناً عندما يأخذون إستراحة يغنون معاً و يشتري نامجون الطعام أو هوسوك و أحياناً سيوكجين ،
بالطبع كان يشتري لنفسه حصةً أكبر هو سينسي الجميع عندما يتعلق الأمر بالطعام،
و أيضاً نامجون طلب هوسوك للمساعدة حتى يشرف هوسوك أنه لن يكسر الخشب او الأثاث أو حتى الحوائط الخاصة بالمنزل،
و عندما إنتهوا قام أرماندو بالخطأ بوضع كفه المليئة بالألوان على جدار المطبخ فقرر الجميع حينها وضع أيديهم في الألوان و طبع بصمتهم الخاصة،
و بالنسبة لعلاقة سيوكجين و سونهي،
أصبحت أقوى خصوصاً أنهما بدئا يشعران ببعض المشاعر اللطيفة تجاه بعضهما،
لربما تكون شيئاً كبيراً في المستقبل؛
(في روسيا، سانت بطرسبرغ، الرابع من يناير، الساعة السابعة مساءاً)
وصل تايهيونج و باقي النائبون عن بلادهم أخيراً لمدينة سانت بطرسبرغ و كان الملك نيكولاي الأول في إستقبالهم و تعجب تايهيونج أنه لا يرتدي ملابس كثيرة،
"أهذا الرجل لا يشعر بالبرد إطلاقاً؟ اه صحيح الروسيون معتادون على درجة الحرارة الباردة تلك اللعنةةة سأتجمددد"
قال تايهيونج في نفسه غير واعياً أن الملك قد سمعه بالفعل و يحاول عدم الضحك،
"تفضلوا للداخل رجاءاً أنتَ غير معتادون على شتاء روسيا"
قال الملك محاولاً عدم الضحك على مناظرهم المضحكة خصوصاً نائب فرنسا الذي كان يشبه كرة الصوف و التي لا يظهر من وجهه سوا عينيه،
"أ أنا الأمير كيم متجمد تايهيونج و أنت؟"
"أنا نائب فرنسا بارك بردان جيمين، شرفٌ لي مقابلتك و هذه أختي تشايونج التي تجمدت بالفعل هي مساعدتي"
قال جيمين مشيراً لتشايونج التي لوحت و حسناً كان تايهيونج لن يستطيع التفريق بينهم لولا أن جيمين بدأ و أخبره الفرق أنه يبدو ككرة الصوف و تشايونج تبدو كالسوشي،
تعرف تايهيونج فعلاً على أسامي باقي النواب و عندما دخلوا القصر كانوا مبهورين بجماله الأخاد،

دخل كُلٌ منهم لمكان مبيته بعد أخذ الإذن من الملك أنهم متعبون و يحتاجون النوم من أجل مؤتمر غد و حسناً تايهيونج جري لغرفته و أغتسل و غط في النوم سريعاً و كذلك مع باقي النواب،
بالنسبة لنائب فرنسا و أخته لم يناما، جيمين أجزم أن هيئة الملك مألوفة و كذلك تشايونج،
"تشاي، هل تفكرين فيما أفكر فيه"
"أجل تشيم تشيم، هيئة الملك مألوفة و للغاية، هل يجب علينا أن نخرج و نتحدث إليه؟"
"أجل ف فضولي يأكلني و أيضاً هو لا يزال مستيقظاً رأيته في قاعة العرش قبل أن أدخل"
"حسناً لنذهب معاً"
"حسناً تشاي هيا بنا لكن أذهبي و أرتدي ثوباَ جيداً في تلك الغرفة "
"حسناً و أنت أرتدي شيئاً جيداً فهذا ملك روسيا"
" ياه كأنني لا أعلم"
قال جيمين و ضحك الإثنان و ذهبٌ كلٌ منهما لغرفة تغييره الخاصة و خرج الإثنان متألقان للغاية،
جيمين كان ببذلةٍ زرقاء قاتمة اللون بها و بنطالٌ أبيض اللون فضفاض و تشايونج أرتدت فستاناً ذهبياً طويلاً و ثقيل نوعاً ما لبرودة الجو و تركت شعرها مسترسلاً مع وضع أكسسوارٍ في شعرها،
وصل الإثنان لقاعة العرش و أخبرا الحارس أنهما يريدان رؤية الملك،
دخل الحارس للملك الذي عندما سمع الخبر شعر أنه غير مستعدٍ لرؤية تشايونج تكرهه هي و جيمين، شعر بكف إبنه الصغير أون وو على كفه الكبيرة و نظر إبنه له ببراءة،
"أبا لم أنت خائف؟ لم أعهدك هكذا"
".. صغيري أنا فقط متوتر"
"لماذا؟"
"سأقابل شخصاً عزيزاً علي"
"أليس من المفترض أن تكون سعيداً؟ لطالما تمنيت أن يأتي يومٌ لا تزعجك أوما فيه و أن تقابل شخصاً يحبك و تحبه "
"أون وو.."
"هيا تشجع أبا! سأشجعك من خلف كرسي عرشك! "
" هاها حسناً عزيزي"
قال الملك لطفله الصغير ذو الخصلات البنية الغامقة و العينان الغرابيتان البريئتان الذي أختبأ خلف كرسي أبيه،
" أدخلهم ستيفان"
قال الملك ببرود و أومأ الحارس و أدخلهم و أشار له الملك بأن يخرج و يدعهم لوحدهم، دخل جيمين و تشايونج منحنيان للملك و عندما أعتدلوا ألتقت عيناهم التي تفاجأت بعيناه الحزينة،
"دعوني أشرح لكما"
"ت تشرح ماذا؟! "
قالت تشايونج التي تحاول عدم البكاء،
" أنا-"
"أريد الخروج من هنا أرجوك"
" إسمعيني للنهاية و عندها يمكنكي الخروج"
قال الملك بهدوء عكس الفوضى التي بداخله،
" أولاً كنت سأخبركي بالأمر عند حديقة القصر و لكنكي فاجئتني أنكي سترحلين، أجل أنا ملكُ روسيا و التي كانت بالخارج زوجتي و لدي إبن"
قال الملك نظراً بألم ل تشايونج التي دموعها تنزل كالشلالات على وجهها الهادئ بشكلّ مرعب،
"لما تصر على تحطيمي؟ أنت أوقعتني في شباكك و أنت لا تدري! أنت متزوج و لديك إبن لما تفعل هذا بي؟! "
قالت تشايونج بألم و شونو حرفياً يحاول أن لا ينهار أمامها، هي نقطة ضعفه،
"لكن لستي وحدكي من تتألمين، كنت طول ذلك الوقت كنت أحب ذكرى، ذكرى رؤيتكي تعبرين ببراعة عن قصتكِ الحزينة عندها ألتقت عيناي ذلك الضعيف بمن أستحوزت على عقله و قلبه"
قال الملك و نظر له جيمين و تشايونج بتفاجؤ،
"أتعلمين أن إبني أحبكي عندما كنت أحكي له عنكي؟ هو وجد فيكي شيئاً لن يجده في من التي تسمى والدته، الذي أملكه معكي لا أريده أن يكون مع شخصٍ أخر"
قال الملك و خرج إبنه أون وو من خلف العرش و تفاجئ جيمين و تشايونج و لكهما قهقها على منظر أون وو اللطيف، حتى جري ناحيتهما و عانق قدميهما،
" مرحباً أنا أون وو و ذلك الوسيم هناك هو والدي"
قال أون وو بلطافة و ضحك الإثنان و عانقاه،
" مرحباً أون وو اللطيف أنا تشايونج و هذا أخي التوأم جيمين"
قالت تشايونج و أشرقت ملامح أون وو و لمعت بندقيتاه بفرح،
" أنتي عزيزة قلب أبا! هو حكا الكثير عنكي لي هيهي"
قال أون وو و أنفجر جيمين ضحكاً على ردة فعل الملك و تشايونج،
"إلهي لقد أحببتك يا فتى! "
قال جيمين و حمله و قبل خد الذي قهقه،
" هيا خذني عند تلك النافورة هناك أريد أن يخرج أبي ما بداخله هو حزين هذه الأيام كثيراً"
قال أون وو مشيراً للنافورة التي كانت بعيدةً عنهم قليلاً و أومأ جيمين و لوح لتشايونج التي لا فرق بينها و بين الطماطم بخبث و رحل،
" ء ءءء ل لا أعرف بماذا سأرد بعد ما سمعت "
" أ أعذريني أبني يحب الحديث كثيراً"
" لا لا بأس هو لطيف، كوالده"
قالت تشايونج للذي نظر لها بتعجب،
"أنا؟ لطيف؟ حقاً روزاين أو تشايونج"
قال الملك بتعجب و أومأت تشايونج،
"أنا أحادث كانغ شونو الذي أحببته ليس نيكولاي الأول "
" و لكننا واحد"
"شونو لطيفٌ أكثر لهذا وقعت له أولاً بالنسبة القيصر العظيم لا أعرف ماذا سأفعل معه لأنه سيحارب ضد بلادي.."
"*زفير* سنتحدث عن هذا الأمر غداً في المؤتمر، أتمنى أن نصل لإتفاق"
قال الملك بهدوء و أومأت تشايونج،
" أنا أيضاً، مشاعري حالياً مشوشة و لا أعرف كيف ستكون نهاية علاقتي معك، أنت ملكٌ ستحاربه بلادي و أنا مجرد نائبة "
قالت تشايونج تحاول عدم البكاء بضغطها على فستانها الذهبي، قام الملك من على عرشه متجهاً ناحيتها و عانقها، هي صغيرةٌ بالنسبة لجسده المعضل،
"أريدكي أن تعلمي شيئاً، مهما كان الذي سنتفق عليه غداً في المؤتمر سواء الحرب أو السلام، القدر لن يرحمكي إن أصبحتي مِلكي، ليس يعني أنني ملك أنه سيصبح كل شئ على ما يرام، أنتي لا تعلمين بالخبث و الكراهية و الدماء التي تسيل هنا كل يوم"
قال شونو مربتاً على التي تبكي بصمت في حضنه و تتشبت به،
" أ أرجوكي حاولي تخطي مشاعركي ناحيتي، لا مستقبل لكي مع شخصٍ مثلي، إن فزت أو خسرت في تلك الحرب سأُقتل لأن الصراع على السلطة قائم، أعلم أن الأمر صعب و لكن يجب أن تفعلي ذلك أرجوكي"
قال شونو للتي زاد بكائها تزاماً مع بداية هطول دموعه أيضاً،
"أعلمي أنني لو ولدت مجدداً، في مكانٍ و وقتٍ أخر و عندما يجمعني القدر بكى مجدداً سأتشبت بكي و لن أترككي أبداً "
قال و رفع وجه الحسناء الباكية برقة بين يديه الخشنة و مسح دموعها بإبهاميه،
" أنا أعشقكي حسناً؟ لذلك لن أدعكي تتأذين حتى لو كان ذلك على حساب حياتي أو سعادتي، فاليعلم ذلك القلب البرئ أنه أعظم ما تلقيت طوال عمري"
قال الملك واضعاً جبينه على خاصتها،
" عيشي مع من يصونُكي و يحفظ روحك، لا تدعي شخصاً يُغيركي إلى ما يريده بل يجب أن يقابلكي و يحبكي ثم يعشقكي ك روزاين بارك، أدعو الرب بأن يحميكي و يُسعدكي"
قال الملك و قبل رأس تشايونج و عانقها،
" حالياً دعيني أحفظ ملامح وجهكِ الملائكي لأحفرها في قلبي قبل عقلي، لينشغل كلانا بما يحب"
قال الملك و رفعت تشايونج ذراعاها لتحتضن رقبة الملك و تضع رأسها على صدره،
" أنا بك و أنت بي"
" أجل"
قال الملك و حسناً هو لم يعلم أن جيمين و أون وو كانا يبكيان بسببهما، هما حزينان لأجلهما، بعد فترة ذهب كل شخص لمضجعه بقلبٍ متألم و قلق،
(في قاعة المؤتمرات، الساعة التاسعة صباحاً)
دخل جميع المتناقشين القاعة و بعدها دخل الملك بهالته المخيفة التي جعلت الكل يقشعر و تايهيونج كان بارداً بشكلٍ غريب،
"الملوك و الأمراء و النواب، كان شرفاً لي و لروسيا أن تأتوا إليها، طبعاً كانت ستكون الزيارة أكثر لطفاً لو لم تكن لأجل إصلاح المشاكل الراهنة بين بلادنا"
قال الملك و كان نظره موجهاً للنائب العثماني الذي كان يشعر بالأختناق،
"كما أرسلت لكم، هذا المؤتمر فرصةٌ لعقد السلام بين الأطراف المتحاربة هل لدي أحدٌ أي أعتراض؟ "
سأل الملك و رفع النائب العثماني و النمسي يدهما،
" أجل لدي أعتراض، الأراضي المقدسة كالقدس تحت قيادة العثمانيين لا يجب أن تكون تحت قيادة الأجانب"
قال النائب العثماني و نظر له الملك بغضبٍ قشعر الغرفة،
" إذن لما قمتم بإعطاء القيادة لفرنسا؟ أنتم لا تتعاملون المسيحيين الأرثوذكسيين جيداً في بلادكم، كما أن بريطانيا وقفت معكم على أنها لستم معها علي وفاقٍ أساساً"
قال الملك ضاغطاً على أسنانه بغضب و أرتجف من في الغرفة خوفاً، رفع تايهيونج يده مطالباً بالحديث،
" أيها القيصر، كل البلدان التي أتت لأجل معاهدة السلام أتت لأنها لا تريد سفك الدماء و تريد إصلاح الأمور، يمكننا الإتفاق على شروطٍ تُرضي الجميع"
قال تايهيونج و ذُهل الجميع من رده،
"أولها بالطبع معاملة جميع الأديان بسواسية، كلنا ذو ربٍ واحد في نهاية المطاف"
قال تايهيونج و أومأ الملك مبتسماً بجانبية و قائد الجيش بدأ يشعر أنه فعلاً سيتوافقون و هذا ليس جيداً له، رفع القائد يده ليأذن بالحديث،
" أطالب بإستراحةٍ قصيرة حتى يتفق الجميع على الشروط "
قال القائد بإبتسامةٍ صفراء و أومأ الجميع موافقاً،
" إستراحةٌ لمدة ١٠ دقائق"
قال الملك و ذهب بعض النواب بجانب بعضهم لكي يتناقشوا و البعض قام لقضاء حاجته من الخوف الذي كانوا فيه من دقائق،
جيمين إتجه ناحية تايهيونج ليربت عليه،
" أحسنت أيها الأمير، ستكون ملكاً رائعاً"
قال جيمين بإبتسامةٍ صغيرة و إبتسم تايهيونج و أومأ، هو لا يريد أن يكون ملكاً،
"سأذهب لأخبر الملك بشئ و أعود"
قال تايهيونج و قام من مضجعه و ذهب ناحية الملك الذي كان يحادث الوزير،
"أسفٌ على المقاطعة جلالة القيصر، لكنني أريد أن أحادثك على إنفراد فهل تسمح؟ "
قال الأمير و أومأ الملك و ذهب الأثنان بعيداً عن أذان المستمعين،
"فمذا تريدُني؟ "
قال الملك و تعجب تايهيونج من طريقة كلامه، أليس الملك عندما يحادث أخيراً يناديه برسمية؟
" أنا أعرفك، أنت كانغ شونو صديق أخي سيوكجين "
قال تايهيونج و أبتسم الملك،
" كيف حاله؟"
"بخير و لكن لديه مشاكلٌ عائلية و لكنه بخير"
"جيد، هل تريد ما تقول قوله؟"
"أجل، هل جزيرة القرم بها شئٌ تحتاجه؟ بلادي مستعدة لإعطائك ما تريد"
" نحتاج مواردها و لا أحتاج شفقة بريطانيا"
" أرجوك، هل ترضى بموت كل هؤلاء الأبرياء؟ لأجل أخي و لأجل من شعبك و لأجل تشايونج، فكر جيداً"
قال تايهيونج و نظر الملك له بصدمة و بعدها إبتسم بخبث،
" تصرفٌ نبيل من أميرٍ مزيف، لما لم يأتي أخيك؟ أليس هو ولي العهد؟ على الأقل هو إبن الملك "
" م ماذا تقصد بكلامك؟ "
قال تايهيونج بتوتر و إنحني الملك ليهمس شيئاً في إذن تايهيونج جعل بشرته تصبح شاحبةٍ من الخوف،
إبتعد الملك ليري ملامحه الخائفة و المصدومة ليبتسم بجانبية،
" من قال لك أنني لا أفكر في السلام لأجل من أحب؟ لا تحاول التدخل في حياتي الشخصية مجدداً حسناً؟ "
قال الملك و لم يتحرك تايهيونج، هو لا يزال غير مستوعباً لما سمعه، مر الملك بجانبه و جلس مكانه و بعدها تايهيونج سقط على قدميه من الرعب،
"ل لما على تلقى الصدمات هكذا دون إنذار"
قال تايهيونج متذكراً كلام الملك،
" أنت متبنى من تلك الملكة التي إتعقدت أنها أمك، إنها أكثر شخصٍ أذاك في حياتك بقتل أهلك كلهم لأجل أن تكون ولي عهدٍ على بلادٍ غير بلادك، إسأل عن خادمتها السابقة و ستتأكد بنفسك"
تمالك تايهيونج نفسه و عاد لمكانه لأجل مناقشة أمور السلام،
"هل أتفقتم جميعاً على الشروط؟ "
قال تايهيونج و أومأ الجميع،
" ستقسم جزيرة القرم بين الروس و العثمانيين و سيتم معاملة الجميع بسواسية"
قالت تشايونج و أومأ تايهيونج،
" هل لدي أحدٌ رأيٌ أخر؟"
قال تايهيونج و رفع ملك روسيا و نائب الدولة العثمانية،
" من سيشرف على التقسيم؟ "
سأل النائب،
" سيكون الإشراف جماعياً حتى لا يتم سرقة الأراضي من أحد الطرفين"
قال تايهيونج و إبتسم جيمين لأن الجميع يبدو على وفاق، قطع شروده صوت وقوع شئ و ألتفت الجميع لقائد الجيش الروسي الذي إبتسم،
"أعتذر سقط قلمي، أكملوا أكملوا "
قال القائد و أنحني ليمثل أنه يبحث عن قلمه و لكنه يشير للقناص خلفه أن يتجهز لإطلاق النار و كان القائد متعمداً أن يتأخر في البحث حتي لا تصيبه الرصاصة،
" هل وصلنا لإتفاق جلالة القيصر"
قال تايهيونج و كان القيصر سيتحدث و لكن قطعه و قطع الجميع،
صوت إطلاق نار
"تايهيونج!!!"
صرخ جيمين لرؤية تايهيونج ينزف على الأرض، نزل الجميع ناحيته و شعر الملك بالصدمة مما حدث و تجهز الحرس ليبحثوا عن مصدر إطلاق النار،
" تايهيونج أجبني!! تايهيونج!!"
صرخ جيمين و فتح تايهيونج عيناه بألم،
"أ أنا بخير الطلقة أتت في ذراعي ل لا تقلق"
قال تايهيونج الذي أتى طاقم الإسعاف ليسعفوه،
"هل أحضرنا قيصر روسيا هنا ليقتلنا؟! طبعاً هو كان يبدو عليه أنه كان غير موافقاً على الشروط لذا قرر أن يقتلنا هنا لكي يفوز! دولتي ستكون مع العثمانيين ضدهُ!!"
قال نائب النمسة و هاج باقي النواب و نظرت تشايونج للملك بصدمة ممزوجةٍ بالحزن و زفر الملك و أعاد ملامحه الباردة،
" نريد الحرب! "
قال نائب الدولة العثمانية و وافق الباقي و كان تايهيونج و جيمين و تشايونج حزينون و لا يصدقون ما يحدث،
" إذن فهي الحرب"
قال ملك روسيا و إبتسم القائد بخبث، هو لن يوقف شره و طمعه عند ذلك الحد،
(سيشعل تلك الحرب أكثر و لكن.. من جهة بريطانيا و فرنسا بطريقته الخاصة بما أنهم أقوى جهتين يحاربانه)
.......
"اللعنةةةةة على هذا الوزير اللعين الذي أذى تايهيونج، اللعنةةةةة على الملكة فيكتوريا التي دمرت تايهيونج و سيوكجين و الباقي الذي نسيت إسمهم أتمنى أن يتكهربوا و يختنقوا و يحترقوا و يتعفنوا و تأكلهم البكتيريا"
"الرحمةةة معدتي!! هاهاهاهاها"
"أنت تضحك على حزني أيها الشرير"
"ليس الأمر كذلك و لكن كل شخصٍ أفتعل خطيئةً كبيرة مات بطريقةٍ بشعة و هم متعفنون في قبورهم الأن و أنتي دعواتك لا ترحمهم لذلك أضحك هيهيهي"
" ظننت أنني المجنونة الوحيدة هنا، حمداً للرب لست لوحدي"
" ياه! المهم الأن برأيكي كيف سيشعل الوزير الحرب؟ "
" لا أعلم لم أكن معه لأعرف"
" *صفع رأسه* "
" هيي لا تلمني منذ المرة الماضية التي حكيت لي بها القصة أصبحت تتراكم على الواجبات و أصبحت لا أستطيع التركيز، مر إسبوعٌ و ها أنا هنا أمامك أشعر بالتعب"
"*يعانقها و يقبل رأسها* فتاتي مجتهدة عليكي أن تستريحي و سأكون موجوداً لأجلك في أي وقت"
" *ترد له العناق* شكراً لك لتحملي"
" لا داعي للشكر المهم أن تكوني بخير، ما رأيكي في علاقة سيوكجين و سونهي؟ "
" هي لطيفةٌ للغاية أتمنى أن لا يحصل شئ و يفرقهما"
"مع الأسف ستخدث أشياء "
" أليس هناك جانبٌ مشرق في قصتك؟ كل مرة تظهر مصيبة أو عائق الرحمةةة! "
" سأحرق لكي و أقول أنهما تخطيا كل الصعوبات حتى أصبحت هنا أمامك"
" ماذا تقصد؟ "
" أنا حفيد حفيدهما، هما جداي الكبيران"
" اععاااا أنت أمير؟! "
" ليس فعلياً، على مدار الأحداث ستفهمين لما لست غنياً "
" اهااا حسناً تعجبت قليلاً عندما أخبرتني بأنهم أجدادك و لكنني شعرت أن لك صلةٍ بهم بسبب أن إسمك هو سيوكجين"
" هاها أجل أمي كانت تحب سماع القصص عن قدوتها لذلك سمتني بإسمه"
" أليس من المفروض أنكم تقروبون لملكة بريطانيا بصلة؟ أعني أنتم من العائلة الملكية"
" لا أريد أن أخبركي السبب حالياً لأن القصة ستخبركي بأشياءٍ ربما لن تصدقيها و لكنها الحقيقة"
" أتعلم، الأمر غريبٌ للغاية و لكنه رائع، أسمكَ سيوكجين و أنا سونهي، ربما القدر جمعنا لسبب"
" معكي حق "
" لم أتخيل في حياتي أنني سأتزوج أميراً دعوات امي أستُجيبت أخيراً! "
" ياه لست أميراً بالإضافة أننا لسنا متزوجين! "
" لقد تزوج جين و سونهي في القرن التاسع عشر إذن مقدرٌ لنا الزواج! "
" أحبكي، و لكن لا تعتمدي على توقعاتٍ لا صحة لها، سأتزوجكي صحيح و لكن على أساس أن أجدادي الذين يحملون نفس الإسم قد تزوجوا، بل لإنني وجدت فيكي ما يمكنني تسميته : مواصفات فتاة أحلامي "
"هيهيهي و أنا وجدت شخصاً أريد ازعجه طوال حياتي "
" ياه! "
" هيهي أمزح، كيف لا أحب عيناً تراني في كل حالاتي جميلة؟ صحيح أننا كنا صديقان منذ الطفولة و لكنني كنت أملك إعجاباً كبيراً ناحيتك لهذا كنت أزعجك حتى تنتبه لي"
" أوه~ حقاً؟ ظننت أنكي كنتي تكرهينني"
" ياه أنا من كان يضع لك رسائل مشجعةً في خزانتك و أكتب عوضاً عن إسمي : صديقك الحميم"
" هاهاها حقاً؟! "
" أجل و لن أتحدث أكثر من هذا حتى لا أصبح حبة طماطم من قصص الماضي المفضحة"
" *يقبل خدها* حسناً حبيبتي عليكي أن تذهبي لغرفتكي لتنامي حتى لا ترى المعلم بقدونس يضع عصاه أمامك"
" حسناً حبيبي تصبح على خير! أراك بعد الأختبارات! "
" و أنتي بخير، حبيبتي"
......
يتبع...
حلو الفصل،
اشوفكم على خير ان شاء الله💜
Prends soin de toi, mes lunes 🌙💜🌺
(إنتبهوا على أنفسكم، أقماري🌙💜🌺)
.
هناك أنواعٌ كثيرة من العلاقات لكن جميعها تنقسم إلى إثنين أساسيين، حقيقية و مزيفة، الحقيقة تكون أتيةً عن قلب صادق و عقلٍ شغوف و تكون هذه العلاقة غير قابلةٍ للإنكسار بأي شئ و كأنها أقوى معادن الأرض و أجملها و أكثر روعة،
أما عن المزيفة.. قد يكون الطرفان ذو قلبٍ سئ أو واحدٌ منهما فقط ليبقى الثاني يعاني منه للأبد، و هذا النوع من العلاقات دائماً يطعن الطيب من ظهره و يشعر أنه غير مرغوب، بائس، حزين و محطم و لكن..
ماذا إذا كان رزقك هو حب ﷲ لك؟
-سيبقى ضوء الشمس عند كل شروق علامةً من ربك على أنه ما زال أمامك فرصةٌ لبدايةٍ جديدة، إستند أيها الضعيف على من يفتح لك قلبه قبل ذراعه،
عندها يا أيها الإنسان أغتم فرصك جيداً قبل فوات الأوان و أيضاً، أنصت و إستمع لكلام أعدائك ف بهِ جزءٌ من الحقائق التي أخفاها غيرك عنك!
هذا ما لم يعلمه كيم تايهيونج حينها، أن ما سيقوله ملك روسيا له بعد شهرين في مؤتمر السلام شئٌ تم إخفاؤه عنه لسنوات...
أجل سوف يذهب نيابةً عن والده الملك ثيودور كيم، والده حالياً مريض و لا يستطيع تحمل السفر الطويل لذا سيذهب نيابةً عنه،
أكثر ما أقلق تايهيونج هو أنه سيترك أخيه لوحده لمدة، هل ستخطط أمه لشئٍ جديد؟ هل سيحصل شئٌ سئ في غيابه؟ هذا ما كان يشعر به و لكن ليس بيديه شئ سوا التضرع لربه لأجل أن يحمي أخيه،
هو لا يعلم أنه عندما سيذهب لروسيا سيحدث العجب في بريطانيا... سواءاً مما سيقوله والده لأخيه أو الحقيقة التي سيُكشف عنها الستار لاحقاً،
(الخامس من نوفمبر، الساعة التاسعة صباحاً)
ذهب تايهيونج لحزم حقائبه بمساعدة الخدم و بالطبع كانت العجوز المزعجة 'الملكة' تقوم بأخباره أن يتعرف على من سيفيدونه عندما سيصبح ملكاً،
ألا تعلم بما سيقول القدر؟
هي و للأسف كأي إنسانٍ مثلها لا تدري بما ينتظرها من مفاجأتٍ.... سيئة،
ذهب تايهيونج مع حارسه للميناء مرتدياً بذلةً ملكية حمراء بها عدة شارات، رأي أخيه ينتظره بإبتسامةٍ لطيفة و إبتسم تايهيونج لذلك،
"ظننت أنك لن تودعني.."
" أتمزح معي تاي تاي هذا أخر شئٍ قد أنساه! أنت أخي و رفيقي و صديقي؛ أرجوك إهتم بنفسك جيداً البرد هناك قارص أنت تعلم روسيا"
قال سيوكجين و هز زراعيه من القشعريرة و قهقه تايهيونج و عانق أخيه الذي كان أطول منه بقليل،
"أرجوك إنتبه على نفسك جيداً أنت أيضاً هيونج، أنا سأتركك وسط الأفاعي السامة لوحدك"
" لا تقلق تايهيونج، أمي ولدتني لأقطع رأسهم السام و ها أنا مستعد"
قال سيوكجين مربتاً على ظهر أخيه الذي شد على عناقه، شعوره أن شيئاً سيئاً سيحدث لم يغب عنه و لكنه سيضع ثقته بربه و يدعو فحسب،
" حسناً هيونج، سأذهب الأن قبل أن تسبقني السفينة و ترحل و حينها سأبكي على حظي العثر"
قال تايهيونج فاصلاً العناق و ضحك سيوكجين و لوح للذي صعد السفينة،
"بالتوفيق، أخي"
قال سيوكجين منزلاً يده واضعاً إياها في جيب معطفه الملكي البني متجهاً ناحية العربة الملكية المتجهة للقصر؛
(في غرفة الملكة)
كانت جالسةً تحاول إستيعاب ما قالته الساحرة عندما ذهبت عندها اليوم،
أخبرتها أنه أمامها ٣ أشهر لتختار أياً من أبنائها ستضحي به لأجل أن تكون اللعنة قاتلة لمن تريد و عندما تختار ستعطيها للساحرة في يوم الأحباء بحيث يكون الجميع مشغولاً و لكي لا ينتبه الناس لما سيحدث،
كانت فيرينا خادمتها الشخصية قد أخبرتها أنه يمكنها أن تختار الأقل محبةً لقلبها أو أكثرهم تمرداً،
فكرت الملكة جيداً و بعد ساعةٍ من التفكير العميق و التأكد من كل الأحتمالات أختارت،
داهيون
هي ليست إبنتها الحقيقية هي إبنة أختها المتوفية التي وصتها بأن تهتم بها و لكن هل لفيكتوريا قلبٌ عندما يتعلق الأمر بمصلحتها؟ بالطبع لا،
داهيون كانت أكثرها تعلقاً بها و كانت تنفذ جميع ما تأمره به الملكة و لكن مع الأسف هي عليها فعل ذلك لأجل أن تحيا بسلام دون سيوكجين أو غيره،
يوم الأحباء يصادف يوم عيد ميلاد إبنتها أليس ييري، في يوم الخامس من مارس سيكون يوم قلب الموازين؛
(عند سيوكجين، في الحديقة الملكية، الساعة التاسعة و الربع صباحاً)
كان جالساً يقرأ إحدى روايات شكسبير و هو يرتدي نظاراتٍ بنية مستديرة و صغيرة و كان يرتدي قميصاً أبيض يحيطه معطفٌ بني و بنطالاً بنياً فضفاضاً،
هو يريد محادثة والده و لكنه متوتر، خصوصاً بوجود تلك الملكة اللعينة في القصر، أخذ نفساً عميقاً و أغلق كتابه و ذهب لغرفته ليرتدي زياً رسمياً خاصاً بالأمراء،
سيحادث والده رغماً عما تقوله الملكة، سيطلب منه منزلاً بعيداً عن القصر حتى يبتعد عن الإزعاج و لكي يكون قريباً من مكان تدريبه الجديد، و حتى يتقابل مع سونهي براحة بما أنها لديها شهران أجازة،
أرتدي بذلةً حمراء اللون و وضع شاراته التي نالها بمجهوده و بعدها أرجع شعره الغرابي الحريري للخلف ليُظهر جبهته و بعدها أرتدي تاجه،
توجه ناحية قاعة العرش و كما توقع وجد العجوز الشريرة تتحدث مع أبيه، نظرت له بتقزز و هو رد لها النظر بإبتسامةٍ أخافتها و نظر له الملك،
" لماذا أتيت دون ميعاد؟ ماذا تريد؟ ألا تعلم أن الملك مشغول؟! "
سألت الملكة بإبتسامةٍ صفراء و نظر سيوكجين لها بتقزز،
"جلالة الملك لديه لسانٌ ليتكلم به لا داعي لأن تفردي ريشك الأسود كالغربان أمام الطاووس"
قال سيوكجين بأبتسامةٍ صفراء للذي غضبت و قهقه الملك في سره و بعدها حمحم،
" ثيودور أدب ذلك اللعين! "
" إذهبي أنتي الأن، سنتحدث لاحقاً"
قال الملك للتي لم تهدأ،
" قلت لك أدبه! "
قالت الملكة بغضب و سعل الملك بقوة واضعاً منديلاً على فمه مما أثار قلق سيوكجين رغم كرهه له،
"س سأقوم بتأديبه لاحقاً، إذهبي أنتي الأن حسناً؟"
قال الملك بألم و ذهبت أخيراً،
" يستحسن أن تفعل"
قالت الملكة و أعطت ظهرها لهم و ذهبت و أعاد الملك نظره لإبنه الذي كان ينظر له بقلق،
"هل أُحضر الطبيب؟ ه هناك دماءٌ على منديلك"
قال سيوكجين بقلق و إبتسم الملك بيأس،
" دعك من هذا الأن، لماذا أتيت؟ ليس من عادتك أن تأتي إلى هكذا دون ميعاد، هل تريد شيئاً؟ "
قال الملك و زفر سيوكجين و بعدها أومأ،
" أجل، أريد بيتاً بعيداً عن القصر، أعتقد أنك ستوافق لأنك تريد التخلص مني على أية حال"
قال سيوكجين مبتسماً بسخرية و زفر والده،
" لما لم تطلب قصراً؟ ، أنت أمير لما تطلب بيتاً؟ "
سأل الملك،
" لست أميراً أنا إبن رئيسة الخدم السابقة، لا أعتبرك والدي، و أوه أجعل أموالك للدولة لا لنفقات زوجتك اللامتناهية"
قال سيوكجين ببرود و أنزل الملك تاجه و أرجع خصلاته الفحمية للخلف و زفر،
"أولاً لا تتدخل بشئونٍ لا تعنيك، ثانياً لك البيت الذي تريده، فقط أختار المكان الذي تريده أو إذا كان هناك بيتاٌ تريد شرائه قل لهنري و سيدفع لك المبلغ"
قال الملك و أومأ سيوكجين،
" كيف لا يعنيني و أنا أرى بلادي تتدهور و أنا صامت؟ ، كيف لا يعنيني أنك تغيرت منذ ٥ سنوات و أصبحت ظالماً بعد أن كنت قدوتي؟! كيف لا يعنيني و أنت قمت بقتل أمي أمام عيناي و أقتلعت روحي البريئة التي كان كل هدفها أن تعيش مع أسرتها بسلام؟!! كيف لا يعيني ها أجبني كيف؟!! "
قال سيوكجين بغضب غير شاعراً بدموعه التي كانت تنهمر بلا توقف و الملك أكتفي بالصمت،
" قلت أجبني كيف لا يعنيني؟ أنت تتصرف معي بكل برودٍ و قسوة و لا كأنك قمت بوعدي أنك ستكون أباً صالحاً و تحميني أنا و أمي و أشلي من بطش تلك الشمطاء، انظر لنفسك الأن أصبحت دميتها! هاهاها و أنظر إلي أصبحت محطماً و مكروهاً بسببك! أنا أدين لنفسي بأكبر أعتذار لوضعها مع من لا تستحقه من ألم"
قال سيوكجين و هو يمسح دموعه بمنديله القماشي،
" لا يعنيك لأنك ضعيف، لا يعنيك لأنك لا تقوى على ما أنا فيه، لا يعنيك لأنك لن تفهم، لا يعنيك لأنك لا تنتمي إلى هنا "
قال الملك ببرود و نظر له سيوكجين بتفاجؤ و بعدها ضحك بصوتٍ عالي،
" مخذولٌ و لكن لست متفاجئاً، عن إذنك الأن يا جلالة الملك المعظم"
قال سيوكجين بسخرية و أنحني و رحل، بعدما رحل نزلت دموع الملك على وجهه البارد كان يتمنى لو إستطاع إكمال جملته،
لا يعينك لأنك ضعيفٌ أمام من يتحكم بي، لا يعنيك لأنك لا تقوى على ما انا فيه من ألم و تحطُم، لا يعنيك لأنك لن تفهم ذلك لأنك لم تجرب ما انا فيه، تخيل شعور أنه يوجد شئٌ يجعلك تنزف ألماً عندما تدافع عن إبنك أو تفعل له شيئاً جيداً أنا حتى لم أستطع ان أهنئك بعيد مولدك بالأمس بني سامحني، لا يعنيك لأنك لا تنتمي إلى هنا لأنكي أنقى و أفضل من أن تكون وسط القتلى، أنت تنتمي لأن تكون مع والدتك حب حياتي التي لم أقم بقتلها بل أصبتها بالرصاص في ذراعها حتى تؤخذ لمكانٍ أمن بعيداً عن القصر لأحميها من فيكتوريا.. و مني؛
هو فقط لم يقدر على قول ذلك، عندما قال للملكة ان تذهب عندما أخبرته أن يعاقب سيوكجين نزف لسببٍ مجهول بالنسبة له،
إن علم أنه تحت تأثير السحر الأسود الذي وضعته زوجته الذي أُجبر على الزواج منها سيقتلها بيديه،
....
(عند البيت الذي أختاره سيوكجين، ولاية برايتون الساعة الحادية عشر ظهراً)
سيوكجين كان يقف داخل بيته الذي لم يتم دهانه بعد و وضع الأثاث به بعد، سمع صوت حصانٍ بالخارج و رأي من النافذة، سونهي و معها أرماندو؟
سمع صوت طرق الباب و نزل ليفتحه ليجد سونهي تلهث بتعب و أرماندو دخل بدون قول مرحباً ،
"أ أولاً صباح الخير، ثانياً أسفةٌ لأخافتك، ث ثالثاً لماااااذا أعني بمعنى الكلمة لماااذا لم تخبرني أن يوم مولدك كان بالأمس أيها الخائن ألسنا صديقين؟! و أيضاً ظللت أسأل عنك في القصر حتى أخبرتني السيدة هالزي أنك ذهبت لمنزلٍ بعيد و أتضررت لأسرق حصانها لأتي"
قالت سونهي بتعب و سيوكجين شعر بالخجل من نفسه قليلاً، هو بنفسه نسي أن عيد مولده كان بالأمس من قلة أحتفاله به،
" أدخلي أولاً عندها يمكننا أن نتحدث "
قال سيوكجين بإحراج و دخلت سونهي لتجلس على كرسيٍ خشبي كان في منتصف المنزل،

(دا بيت من البيوت اللي أتبنت عل الطراز اللي كان في العصر دا ساعتها، متستغربوش كان في بيوت جميلة كتير)
"بالمناسبة منزلٌ جميل، يحتاج فقط لأعادة دهانٍ لحوائطه و أثاث"
قالت سونهي و جلس سيوكجين على الأرضية مستنداً على الحائط ينظر للسقف مع سونهي،
"ياه أنا حزينةٌ لأنك لم تخبرني أنك ستأتي إلى هنا و لكن أنا أعذرك، القصر بالرغم من جماله و لكن الطاقة به سيئة و كئيبة، من حقك أن ترتاح خصوصاً بعد كل ما حدث"
قالت سونهي بهدوء و نظر سيوكجين لها،
"هناك الكثير أريد إخباركي به، أنا فقط لم أعتاد أن أفتح حديثاً و أن أُخرج ما بجعبتي"
" هيي لا بأس، كأنني الأجتماعية هنا أنا لم يكن لدي أصدقاءٌ حتى، كنت أحياناً أتحدث مع أمي أو أخي أو جدي و أحياناً ينتهي بي الأمر حاكيةً همومي للبحر ههه"
قالت سونهي و نزلت على الأرض بجانب سيوكجين و نظرت إليه ،
" خلاصة الأمر عندما تشعر أنك تريد الحديث عن شئٍ ما يحزنك يمكنك التكلم معي، لست بخبيرةٍ في معالجة الأمور و لكنني أدمنت قراءة كتب علم النفس و المنطق "
قالت سونهي و أومأ سيوكجين و أسندت سونهي رأسها على كتف سيوكجين و أعادت نظرها للسقف و أسند رأسه على رأس سونهي و أمسك بيدها،
" أعدك سأحاول الإنفتاح أكثر"
" جيد و الأن هل يمكنُني مساعدتك في دهان المنزل؟ لم أخبرك بهذا مسبقاً و لكنني أعشق الرسم انا لا أطلب هذا تطوعاً بل لأنني أريد أن أرسم"
قالت سونهي و رفع سيوكجين رأسه و نظر لها بدهشة،
"وااه حقاً؟! هذا رائع لن أضتطر لأن أحضر نقاشاً يفعل لي المنزل و يطلب نقوداً كثيرة على شئٍ لا يعجبني"
قال سيوكجين و ضحكت سونهي،
" بغض النظر أن رأسك كانت تدفئ رأسي و أنت قمت من مكانك جعلتني أشعر بالبرد على القول أنك صديقٌ إستغلالي"
قالت سونهي و ضحك سيوكجين بقوة لدرجة أن صدا صوته وصل لأرماندو الذي كان يلعب في الدور العلوي،
" ياه نونا هلا توقفتي عن مسح الزجاج بقوة؟ هذا الصوت مرعب!"
قال أرماندو و هذه المرة سونهي هي التي كانت تضحك بقوة و تتقلب على الأرض و سيوكجين ينظر لها بعبوس،
" اه يا معدتي سأولد أعضائي هاههاهاا"
قالت سونهي و ضحك سيوكجين على ما قالته سونهي و أنتهي بهما الأمر مستلقيان على الأرضية و ينظران لبعضهما و يقهقهان،
" إذن كيف تريدين تلوين المنزل؟ ماذا سترسمين أولاً؟"
قال سيوكجين و قامت سونهي لتريه كيف سترسم و أعتدل سيوكجين من على الأرض ليستند على الحائط مجدداً و لكنه كان ينظر لسونهي،
"سوف نضع أولاً ورق حائطٍ باللون الذهبي به زخارف بيضاء عند مكان السلالم في الطابق العلوي الذي سنلون سورها باللون الأبيض و البني و بعدها.. "
كانت سونهي تتحدث بحماس و تلف القاعات لتخبره بما ستفعل، سيوكجين لم يكن منتبهاً جداً مع حديثها لأن كل جل أهتمامه على ملامحها البريئة عندما تحكي عن ماذا ستفعل، كانت أحياناً تقفز على البلاط الأبيض و تتجنب الخشب و كأنها طفلةٌ صغيرة،
نظر لها بإبتسامةٍ صغيرة عندما كانت تصرخ من الحماس لرؤية المطبخ، و كانت تشير على أنه مطبخ أحلامها و تذهب لمعانقة الحوائط و كان سيوكجين كانت قد تغيرت نظراته قليلاً، لأخرى واهمة،
ربما هو كان يشتاق لها قبل أن يتقابلا ؟
عندما إنتهت سونهي من شرحها جرت ناحيته كالأطفال و هي ترفع فستانها الأبيض المخملي الطويل و تقفز على البلاط مجدداً،
"أخيراً وصلت لك كان العبور شاقاً، المهم الأن لم أعرف أن لديك جيران يعزفون الكمان! هيا لنرقص و نحن ننظف! و بالمرة سأنادي على أرماندو لكي يساعدنا"
قالت سونهي و إنتبه سيوكجين على ما قالته و أومأ و أحضر أدوات التنظيف و أصبح الثلاثة يستمتعون معاً في التنظيف،
على مدار الشهرين، كانت سونهي دائماً تزور سيوكجين و تساعده في التلوين و الرسم على الجدران و بالطبع أحضرت هالزي التي فرحت لهذه الفكرة و قررت عن تتطوع للمساعدة،
و نامجون الذي كان لا يفهم الذي يجري و لكنه تطوع للمساعدة في نقل الأثاث و أحضر هوسوك معه حتى يساعده في النقل و يقوم بجعل الجو مبهجاً،
و أحتفل الستة بعيد ميلاد سيوكجين الذي كان سيبكي فرحاً و تمنى أنه يريد أن يعيش تلك اللحظات الجميلة لكن دون مشاكل و أن يكون الجميع بخير،
كانوا أحياناً يرمون الألوان على بعضهم و أحياناً عندما يأخذون إستراحة يغنون معاً و يشتري نامجون الطعام أو هوسوك و أحياناً سيوكجين ،
بالطبع كان يشتري لنفسه حصةً أكبر هو سينسي الجميع عندما يتعلق الأمر بالطعام،
و أيضاً نامجون طلب هوسوك للمساعدة حتى يشرف هوسوك أنه لن يكسر الخشب او الأثاث أو حتى الحوائط الخاصة بالمنزل،
و عندما إنتهوا قام أرماندو بالخطأ بوضع كفه المليئة بالألوان على جدار المطبخ فقرر الجميع حينها وضع أيديهم في الألوان و طبع بصمتهم الخاصة،
و بالنسبة لعلاقة سيوكجين و سونهي،
أصبحت أقوى خصوصاً أنهما بدئا يشعران ببعض المشاعر اللطيفة تجاه بعضهما،
لربما تكون شيئاً كبيراً في المستقبل؛
(في روسيا، سانت بطرسبرغ، الرابع من يناير، الساعة السابعة مساءاً)
وصل تايهيونج و باقي النائبون عن بلادهم أخيراً لمدينة سانت بطرسبرغ و كان الملك نيكولاي الأول في إستقبالهم و تعجب تايهيونج أنه لا يرتدي ملابس كثيرة،
"أهذا الرجل لا يشعر بالبرد إطلاقاً؟ اه صحيح الروسيون معتادون على درجة الحرارة الباردة تلك اللعنةةة سأتجمددد"
قال تايهيونج في نفسه غير واعياً أن الملك قد سمعه بالفعل و يحاول عدم الضحك،
"تفضلوا للداخل رجاءاً أنتَ غير معتادون على شتاء روسيا"
قال الملك محاولاً عدم الضحك على مناظرهم المضحكة خصوصاً نائب فرنسا الذي كان يشبه كرة الصوف و التي لا يظهر من وجهه سوا عينيه،
"أ أنا الأمير كيم متجمد تايهيونج و أنت؟"
"أنا نائب فرنسا بارك بردان جيمين، شرفٌ لي مقابلتك و هذه أختي تشايونج التي تجمدت بالفعل هي مساعدتي"
قال جيمين مشيراً لتشايونج التي لوحت و حسناً كان تايهيونج لن يستطيع التفريق بينهم لولا أن جيمين بدأ و أخبره الفرق أنه يبدو ككرة الصوف و تشايونج تبدو كالسوشي،
تعرف تايهيونج فعلاً على أسامي باقي النواب و عندما دخلوا القصر كانوا مبهورين بجماله الأخاد،

دخل كُلٌ منهم لمكان مبيته بعد أخذ الإذن من الملك أنهم متعبون و يحتاجون النوم من أجل مؤتمر غد و حسناً تايهيونج جري لغرفته و أغتسل و غط في النوم سريعاً و كذلك مع باقي النواب،
بالنسبة لنائب فرنسا و أخته لم يناما، جيمين أجزم أن هيئة الملك مألوفة و كذلك تشايونج،
"تشاي، هل تفكرين فيما أفكر فيه"
"أجل تشيم تشيم، هيئة الملك مألوفة و للغاية، هل يجب علينا أن نخرج و نتحدث إليه؟"
"أجل ف فضولي يأكلني و أيضاً هو لا يزال مستيقظاً رأيته في قاعة العرش قبل أن أدخل"
"حسناً لنذهب معاً"
"حسناً تشاي هيا بنا لكن أذهبي و أرتدي ثوباَ جيداً في تلك الغرفة "
"حسناً و أنت أرتدي شيئاً جيداً فهذا ملك روسيا"
" ياه كأنني لا أعلم"
قال جيمين و ضحك الإثنان و ذهبٌ كلٌ منهما لغرفة تغييره الخاصة و خرج الإثنان متألقان للغاية،
جيمين كان ببذلةٍ زرقاء قاتمة اللون بها و بنطالٌ أبيض اللون فضفاض و تشايونج أرتدت فستاناً ذهبياً طويلاً و ثقيل نوعاً ما لبرودة الجو و تركت شعرها مسترسلاً مع وضع أكسسوارٍ في شعرها،
وصل الإثنان لقاعة العرش و أخبرا الحارس أنهما يريدان رؤية الملك،
دخل الحارس للملك الذي عندما سمع الخبر شعر أنه غير مستعدٍ لرؤية تشايونج تكرهه هي و جيمين، شعر بكف إبنه الصغير أون وو على كفه الكبيرة و نظر إبنه له ببراءة،
"أبا لم أنت خائف؟ لم أعهدك هكذا"
".. صغيري أنا فقط متوتر"
"لماذا؟"
"سأقابل شخصاً عزيزاً علي"
"أليس من المفترض أن تكون سعيداً؟ لطالما تمنيت أن يأتي يومٌ لا تزعجك أوما فيه و أن تقابل شخصاً يحبك و تحبه "
"أون وو.."
"هيا تشجع أبا! سأشجعك من خلف كرسي عرشك! "
" هاها حسناً عزيزي"
قال الملك لطفله الصغير ذو الخصلات البنية الغامقة و العينان الغرابيتان البريئتان الذي أختبأ خلف كرسي أبيه،
" أدخلهم ستيفان"
قال الملك ببرود و أومأ الحارس و أدخلهم و أشار له الملك بأن يخرج و يدعهم لوحدهم، دخل جيمين و تشايونج منحنيان للملك و عندما أعتدلوا ألتقت عيناهم التي تفاجأت بعيناه الحزينة،
"دعوني أشرح لكما"
"ت تشرح ماذا؟! "
قالت تشايونج التي تحاول عدم البكاء،
" أنا-"
"أريد الخروج من هنا أرجوك"
" إسمعيني للنهاية و عندها يمكنكي الخروج"
قال الملك بهدوء عكس الفوضى التي بداخله،
" أولاً كنت سأخبركي بالأمر عند حديقة القصر و لكنكي فاجئتني أنكي سترحلين، أجل أنا ملكُ روسيا و التي كانت بالخارج زوجتي و لدي إبن"
قال الملك نظراً بألم ل تشايونج التي دموعها تنزل كالشلالات على وجهها الهادئ بشكلّ مرعب،
"لما تصر على تحطيمي؟ أنت أوقعتني في شباكك و أنت لا تدري! أنت متزوج و لديك إبن لما تفعل هذا بي؟! "
قالت تشايونج بألم و شونو حرفياً يحاول أن لا ينهار أمامها، هي نقطة ضعفه،
"لكن لستي وحدكي من تتألمين، كنت طول ذلك الوقت كنت أحب ذكرى، ذكرى رؤيتكي تعبرين ببراعة عن قصتكِ الحزينة عندها ألتقت عيناي ذلك الضعيف بمن أستحوزت على عقله و قلبه"
قال الملك و نظر له جيمين و تشايونج بتفاجؤ،
"أتعلمين أن إبني أحبكي عندما كنت أحكي له عنكي؟ هو وجد فيكي شيئاً لن يجده في من التي تسمى والدته، الذي أملكه معكي لا أريده أن يكون مع شخصٍ أخر"
قال الملك و خرج إبنه أون وو من خلف العرش و تفاجئ جيمين و تشايونج و لكهما قهقها على منظر أون وو اللطيف، حتى جري ناحيتهما و عانق قدميهما،
" مرحباً أنا أون وو و ذلك الوسيم هناك هو والدي"
قال أون وو بلطافة و ضحك الإثنان و عانقاه،
" مرحباً أون وو اللطيف أنا تشايونج و هذا أخي التوأم جيمين"
قالت تشايونج و أشرقت ملامح أون وو و لمعت بندقيتاه بفرح،
" أنتي عزيزة قلب أبا! هو حكا الكثير عنكي لي هيهي"
قال أون وو و أنفجر جيمين ضحكاً على ردة فعل الملك و تشايونج،
"إلهي لقد أحببتك يا فتى! "
قال جيمين و حمله و قبل خد الذي قهقه،
" هيا خذني عند تلك النافورة هناك أريد أن يخرج أبي ما بداخله هو حزين هذه الأيام كثيراً"
قال أون وو مشيراً للنافورة التي كانت بعيدةً عنهم قليلاً و أومأ جيمين و لوح لتشايونج التي لا فرق بينها و بين الطماطم بخبث و رحل،
" ء ءءء ل لا أعرف بماذا سأرد بعد ما سمعت "
" أ أعذريني أبني يحب الحديث كثيراً"
" لا لا بأس هو لطيف، كوالده"
قالت تشايونج للذي نظر لها بتعجب،
"أنا؟ لطيف؟ حقاً روزاين أو تشايونج"
قال الملك بتعجب و أومأت تشايونج،
"أنا أحادث كانغ شونو الذي أحببته ليس نيكولاي الأول "
" و لكننا واحد"
"شونو لطيفٌ أكثر لهذا وقعت له أولاً بالنسبة القيصر العظيم لا أعرف ماذا سأفعل معه لأنه سيحارب ضد بلادي.."
"*زفير* سنتحدث عن هذا الأمر غداً في المؤتمر، أتمنى أن نصل لإتفاق"
قال الملك بهدوء و أومأت تشايونج،
" أنا أيضاً، مشاعري حالياً مشوشة و لا أعرف كيف ستكون نهاية علاقتي معك، أنت ملكٌ ستحاربه بلادي و أنا مجرد نائبة "
قالت تشايونج تحاول عدم البكاء بضغطها على فستانها الذهبي، قام الملك من على عرشه متجهاً ناحيتها و عانقها، هي صغيرةٌ بالنسبة لجسده المعضل،
"أريدكي أن تعلمي شيئاً، مهما كان الذي سنتفق عليه غداً في المؤتمر سواء الحرب أو السلام، القدر لن يرحمكي إن أصبحتي مِلكي، ليس يعني أنني ملك أنه سيصبح كل شئ على ما يرام، أنتي لا تعلمين بالخبث و الكراهية و الدماء التي تسيل هنا كل يوم"
قال شونو مربتاً على التي تبكي بصمت في حضنه و تتشبت به،
" أ أرجوكي حاولي تخطي مشاعركي ناحيتي، لا مستقبل لكي مع شخصٍ مثلي، إن فزت أو خسرت في تلك الحرب سأُقتل لأن الصراع على السلطة قائم، أعلم أن الأمر صعب و لكن يجب أن تفعلي ذلك أرجوكي"
قال شونو للتي زاد بكائها تزاماً مع بداية هطول دموعه أيضاً،
"أعلمي أنني لو ولدت مجدداً، في مكانٍ و وقتٍ أخر و عندما يجمعني القدر بكى مجدداً سأتشبت بكي و لن أترككي أبداً "
قال و رفع وجه الحسناء الباكية برقة بين يديه الخشنة و مسح دموعها بإبهاميه،
" أنا أعشقكي حسناً؟ لذلك لن أدعكي تتأذين حتى لو كان ذلك على حساب حياتي أو سعادتي، فاليعلم ذلك القلب البرئ أنه أعظم ما تلقيت طوال عمري"
قال الملك واضعاً جبينه على خاصتها،
" عيشي مع من يصونُكي و يحفظ روحك، لا تدعي شخصاً يُغيركي إلى ما يريده بل يجب أن يقابلكي و يحبكي ثم يعشقكي ك روزاين بارك، أدعو الرب بأن يحميكي و يُسعدكي"
قال الملك و قبل رأس تشايونج و عانقها،
" حالياً دعيني أحفظ ملامح وجهكِ الملائكي لأحفرها في قلبي قبل عقلي، لينشغل كلانا بما يحب"
قال الملك و رفعت تشايونج ذراعاها لتحتضن رقبة الملك و تضع رأسها على صدره،
" أنا بك و أنت بي"
" أجل"
قال الملك و حسناً هو لم يعلم أن جيمين و أون وو كانا يبكيان بسببهما، هما حزينان لأجلهما، بعد فترة ذهب كل شخص لمضجعه بقلبٍ متألم و قلق،
(في قاعة المؤتمرات، الساعة التاسعة صباحاً)
دخل جميع المتناقشين القاعة و بعدها دخل الملك بهالته المخيفة التي جعلت الكل يقشعر و تايهيونج كان بارداً بشكلٍ غريب،
"الملوك و الأمراء و النواب، كان شرفاً لي و لروسيا أن تأتوا إليها، طبعاً كانت ستكون الزيارة أكثر لطفاً لو لم تكن لأجل إصلاح المشاكل الراهنة بين بلادنا"
قال الملك و كان نظره موجهاً للنائب العثماني الذي كان يشعر بالأختناق،
"كما أرسلت لكم، هذا المؤتمر فرصةٌ لعقد السلام بين الأطراف المتحاربة هل لدي أحدٌ أي أعتراض؟ "
سأل الملك و رفع النائب العثماني و النمسي يدهما،
" أجل لدي أعتراض، الأراضي المقدسة كالقدس تحت قيادة العثمانيين لا يجب أن تكون تحت قيادة الأجانب"
قال النائب العثماني و نظر له الملك بغضبٍ قشعر الغرفة،
" إذن لما قمتم بإعطاء القيادة لفرنسا؟ أنتم لا تتعاملون المسيحيين الأرثوذكسيين جيداً في بلادكم، كما أن بريطانيا وقفت معكم على أنها لستم معها علي وفاقٍ أساساً"
قال الملك ضاغطاً على أسنانه بغضب و أرتجف من في الغرفة خوفاً، رفع تايهيونج يده مطالباً بالحديث،
" أيها القيصر، كل البلدان التي أتت لأجل معاهدة السلام أتت لأنها لا تريد سفك الدماء و تريد إصلاح الأمور، يمكننا الإتفاق على شروطٍ تُرضي الجميع"
قال تايهيونج و ذُهل الجميع من رده،
"أولها بالطبع معاملة جميع الأديان بسواسية، كلنا ذو ربٍ واحد في نهاية المطاف"
قال تايهيونج و أومأ الملك مبتسماً بجانبية و قائد الجيش بدأ يشعر أنه فعلاً سيتوافقون و هذا ليس جيداً له، رفع القائد يده ليأذن بالحديث،
" أطالب بإستراحةٍ قصيرة حتى يتفق الجميع على الشروط "
قال القائد بإبتسامةٍ صفراء و أومأ الجميع موافقاً،
" إستراحةٌ لمدة ١٠ دقائق"
قال الملك و ذهب بعض النواب بجانب بعضهم لكي يتناقشوا و البعض قام لقضاء حاجته من الخوف الذي كانوا فيه من دقائق،
جيمين إتجه ناحية تايهيونج ليربت عليه،
" أحسنت أيها الأمير، ستكون ملكاً رائعاً"
قال جيمين بإبتسامةٍ صغيرة و إبتسم تايهيونج و أومأ، هو لا يريد أن يكون ملكاً،
"سأذهب لأخبر الملك بشئ و أعود"
قال تايهيونج و قام من مضجعه و ذهب ناحية الملك الذي كان يحادث الوزير،
"أسفٌ على المقاطعة جلالة القيصر، لكنني أريد أن أحادثك على إنفراد فهل تسمح؟ "
قال الأمير و أومأ الملك و ذهب الأثنان بعيداً عن أذان المستمعين،
"فمذا تريدُني؟ "
قال الملك و تعجب تايهيونج من طريقة كلامه، أليس الملك عندما يحادث أخيراً يناديه برسمية؟
" أنا أعرفك، أنت كانغ شونو صديق أخي سيوكجين "
قال تايهيونج و أبتسم الملك،
" كيف حاله؟"
"بخير و لكن لديه مشاكلٌ عائلية و لكنه بخير"
"جيد، هل تريد ما تقول قوله؟"
"أجل، هل جزيرة القرم بها شئٌ تحتاجه؟ بلادي مستعدة لإعطائك ما تريد"
" نحتاج مواردها و لا أحتاج شفقة بريطانيا"
" أرجوك، هل ترضى بموت كل هؤلاء الأبرياء؟ لأجل أخي و لأجل من شعبك و لأجل تشايونج، فكر جيداً"
قال تايهيونج و نظر الملك له بصدمة و بعدها إبتسم بخبث،
" تصرفٌ نبيل من أميرٍ مزيف، لما لم يأتي أخيك؟ أليس هو ولي العهد؟ على الأقل هو إبن الملك "
" م ماذا تقصد بكلامك؟ "
قال تايهيونج بتوتر و إنحني الملك ليهمس شيئاً في إذن تايهيونج جعل بشرته تصبح شاحبةٍ من الخوف،
إبتعد الملك ليري ملامحه الخائفة و المصدومة ليبتسم بجانبية،
" من قال لك أنني لا أفكر في السلام لأجل من أحب؟ لا تحاول التدخل في حياتي الشخصية مجدداً حسناً؟ "
قال الملك و لم يتحرك تايهيونج، هو لا يزال غير مستوعباً لما سمعه، مر الملك بجانبه و جلس مكانه و بعدها تايهيونج سقط على قدميه من الرعب،
"ل لما على تلقى الصدمات هكذا دون إنذار"
قال تايهيونج متذكراً كلام الملك،
" أنت متبنى من تلك الملكة التي إتعقدت أنها أمك، إنها أكثر شخصٍ أذاك في حياتك بقتل أهلك كلهم لأجل أن تكون ولي عهدٍ على بلادٍ غير بلادك، إسأل عن خادمتها السابقة و ستتأكد بنفسك"
تمالك تايهيونج نفسه و عاد لمكانه لأجل مناقشة أمور السلام،
"هل أتفقتم جميعاً على الشروط؟ "
قال تايهيونج و أومأ الجميع،
" ستقسم جزيرة القرم بين الروس و العثمانيين و سيتم معاملة الجميع بسواسية"
قالت تشايونج و أومأ تايهيونج،
" هل لدي أحدٌ رأيٌ أخر؟"
قال تايهيونج و رفع ملك روسيا و نائب الدولة العثمانية،
" من سيشرف على التقسيم؟ "
سأل النائب،
" سيكون الإشراف جماعياً حتى لا يتم سرقة الأراضي من أحد الطرفين"
قال تايهيونج و إبتسم جيمين لأن الجميع يبدو على وفاق، قطع شروده صوت وقوع شئ و ألتفت الجميع لقائد الجيش الروسي الذي إبتسم،
"أعتذر سقط قلمي، أكملوا أكملوا "
قال القائد و أنحني ليمثل أنه يبحث عن قلمه و لكنه يشير للقناص خلفه أن يتجهز لإطلاق النار و كان القائد متعمداً أن يتأخر في البحث حتي لا تصيبه الرصاصة،
" هل وصلنا لإتفاق جلالة القيصر"
قال تايهيونج و كان القيصر سيتحدث و لكن قطعه و قطع الجميع،
صوت إطلاق نار
"تايهيونج!!!"
صرخ جيمين لرؤية تايهيونج ينزف على الأرض، نزل الجميع ناحيته و شعر الملك بالصدمة مما حدث و تجهز الحرس ليبحثوا عن مصدر إطلاق النار،
" تايهيونج أجبني!! تايهيونج!!"
صرخ جيمين و فتح تايهيونج عيناه بألم،
"أ أنا بخير الطلقة أتت في ذراعي ل لا تقلق"
قال تايهيونج الذي أتى طاقم الإسعاف ليسعفوه،
"هل أحضرنا قيصر روسيا هنا ليقتلنا؟! طبعاً هو كان يبدو عليه أنه كان غير موافقاً على الشروط لذا قرر أن يقتلنا هنا لكي يفوز! دولتي ستكون مع العثمانيين ضدهُ!!"
قال نائب النمسة و هاج باقي النواب و نظرت تشايونج للملك بصدمة ممزوجةٍ بالحزن و زفر الملك و أعاد ملامحه الباردة،
" نريد الحرب! "
قال نائب الدولة العثمانية و وافق الباقي و كان تايهيونج و جيمين و تشايونج حزينون و لا يصدقون ما يحدث،
" إذن فهي الحرب"
قال ملك روسيا و إبتسم القائد بخبث، هو لن يوقف شره و طمعه عند ذلك الحد،
(سيشعل تلك الحرب أكثر و لكن.. من جهة بريطانيا و فرنسا بطريقته الخاصة بما أنهم أقوى جهتين يحاربانه)
.......
"اللعنةةةةة على هذا الوزير اللعين الذي أذى تايهيونج، اللعنةةةةة على الملكة فيكتوريا التي دمرت تايهيونج و سيوكجين و الباقي الذي نسيت إسمهم أتمنى أن يتكهربوا و يختنقوا و يحترقوا و يتعفنوا و تأكلهم البكتيريا"
"الرحمةةة معدتي!! هاهاهاهاها"
"أنت تضحك على حزني أيها الشرير"
"ليس الأمر كذلك و لكن كل شخصٍ أفتعل خطيئةً كبيرة مات بطريقةٍ بشعة و هم متعفنون في قبورهم الأن و أنتي دعواتك لا ترحمهم لذلك أضحك هيهيهي"
" ظننت أنني المجنونة الوحيدة هنا، حمداً للرب لست لوحدي"
" ياه! المهم الأن برأيكي كيف سيشعل الوزير الحرب؟ "
" لا أعلم لم أكن معه لأعرف"
" *صفع رأسه* "
" هيي لا تلمني منذ المرة الماضية التي حكيت لي بها القصة أصبحت تتراكم على الواجبات و أصبحت لا أستطيع التركيز، مر إسبوعٌ و ها أنا هنا أمامك أشعر بالتعب"
"*يعانقها و يقبل رأسها* فتاتي مجتهدة عليكي أن تستريحي و سأكون موجوداً لأجلك في أي وقت"
" *ترد له العناق* شكراً لك لتحملي"
" لا داعي للشكر المهم أن تكوني بخير، ما رأيكي في علاقة سيوكجين و سونهي؟ "
" هي لطيفةٌ للغاية أتمنى أن لا يحصل شئ و يفرقهما"
"مع الأسف ستخدث أشياء "
" أليس هناك جانبٌ مشرق في قصتك؟ كل مرة تظهر مصيبة أو عائق الرحمةةة! "
" سأحرق لكي و أقول أنهما تخطيا كل الصعوبات حتى أصبحت هنا أمامك"
" ماذا تقصد؟ "
" أنا حفيد حفيدهما، هما جداي الكبيران"
" اععاااا أنت أمير؟! "
" ليس فعلياً، على مدار الأحداث ستفهمين لما لست غنياً "
" اهااا حسناً تعجبت قليلاً عندما أخبرتني بأنهم أجدادك و لكنني شعرت أن لك صلةٍ بهم بسبب أن إسمك هو سيوكجين"
" هاها أجل أمي كانت تحب سماع القصص عن قدوتها لذلك سمتني بإسمه"
" أليس من المفروض أنكم تقروبون لملكة بريطانيا بصلة؟ أعني أنتم من العائلة الملكية"
" لا أريد أن أخبركي السبب حالياً لأن القصة ستخبركي بأشياءٍ ربما لن تصدقيها و لكنها الحقيقة"
" أتعلم، الأمر غريبٌ للغاية و لكنه رائع، أسمكَ سيوكجين و أنا سونهي، ربما القدر جمعنا لسبب"
" معكي حق "
" لم أتخيل في حياتي أنني سأتزوج أميراً دعوات امي أستُجيبت أخيراً! "
" ياه لست أميراً بالإضافة أننا لسنا متزوجين! "
" لقد تزوج جين و سونهي في القرن التاسع عشر إذن مقدرٌ لنا الزواج! "
" أحبكي، و لكن لا تعتمدي على توقعاتٍ لا صحة لها، سأتزوجكي صحيح و لكن على أساس أن أجدادي الذين يحملون نفس الإسم قد تزوجوا، بل لإنني وجدت فيكي ما يمكنني تسميته : مواصفات فتاة أحلامي "
"هيهيهي و أنا وجدت شخصاً أريد ازعجه طوال حياتي "
" ياه! "
" هيهي أمزح، كيف لا أحب عيناً تراني في كل حالاتي جميلة؟ صحيح أننا كنا صديقان منذ الطفولة و لكنني كنت أملك إعجاباً كبيراً ناحيتك لهذا كنت أزعجك حتى تنتبه لي"
" أوه~ حقاً؟ ظننت أنكي كنتي تكرهينني"
" ياه أنا من كان يضع لك رسائل مشجعةً في خزانتك و أكتب عوضاً عن إسمي : صديقك الحميم"
" هاهاها حقاً؟! "
" أجل و لن أتحدث أكثر من هذا حتى لا أصبح حبة طماطم من قصص الماضي المفضحة"
" *يقبل خدها* حسناً حبيبتي عليكي أن تذهبي لغرفتكي لتنامي حتى لا ترى المعلم بقدونس يضع عصاه أمامك"
" حسناً حبيبي تصبح على خير! أراك بعد الأختبارات! "
" و أنتي بخير، حبيبتي"
......
يتبع...
حلو الفصل،
اشوفكم على خير ان شاء الله💜
Prends soin de toi, mes lunes 🌙💜🌺
(إنتبهوا على أنفسكم، أقماري🌙💜🌺)
Коментарі