رسالة غامضة
ألقى مايكل بنظره إلى كاثرين ولكنه الوحيد الذي نظر لها بوجه مبتسم وليس عابس كالباقي
" أهلا بكِ أبنتي، أنتِ كاثرين أليس كذلك"
تعجبت من معرفته بأسمها وأيضا ليسا والسيدة جونغهيون تعجبا من معرفته بها لتتسائل كاثرين بتعجب.
" هل تعرف أسمي؟"
أجابها بإبتسامة قائلا
" نعم، شيومين أخبرني بكل شئ وبشأن زواجكما "
" زواج!!!!!"
خرجت تلك الكلمة التي كانت مشحونة بالأستنكار والصدمة معا من فاه السيدة جونغهيون وليسا معا بنفس الوقت
" شيومين هل حقا ما سمعته؟ أنت تزوجتها؟ هل وجودنا بحياتك لهذه الدرجة ليس مهما؟ "
كانت ذلك جونهيون تقول ذلك وعينيها تلمع ببريق أنها على وشك أن تدمع عينيها ثمأتى صوت ليسا وهي تصرخ
" شيو أنت تزوجت؟ حقا لا أصدق! وأنت يا أبي كنت تعلم ولم تخبرني بذلك؟ "
كانت كاثرين تراقب تلك الأجواء التي شعرت بأنها ربما السبب بذلك الحزن ولكن قطع ذلك صوت شيومين قائلا
" هذا ما حدث هي الآن زوجتي "
" ولماذا تزوجتها إذا؟"
كان ذلك سؤال السيدة جونغهيون بصوت باكي ليصمت شيومين قليلا ثم ألقى بنظره خاطفة بطرف عينيه على تلك المسكينة التي تقف ويديها ترتجف كونها لا تفهم شئ مما حدث، بكاء السيدة حونغهيون وصراخ ليسا وكل ذلك، هي مشتتة ولا تعرف ماذا تفعل بتلك اللحظة، هل هي أرتكبت شئ ما خاطئ، هل هي السبب بذلك الحزن على وجه والدته؟.
عاد لينظر لوالدته ولا يعرف ماذا يقول لها، هل يخربها أنه تزوجها بسبب أنه السبب الرئيسي لتعاسة حياتها؟ هل سيخبرها بأنه قد دمر حياتها كليا ومستقبلها ودمر ذلك اليوم الذي من المفترض أنه أجمل يوم بحياتها؟ بغض النظر عن كريس ونواياه ولكن ما ذنبها بكل ذلك؟ .
" أمي هناك الكثير من الأشياء سأخبركم بها في الوقت المناسب، دعينا نرتاح قليلا فقط فأنتِ تعلمين بأن المسافة كانت كبيرة "
قال ذلك لتهدأ السيدة جونغهيون قليلا وهي تومأ له بخفة وهي تلقي نظرة على كاثرين التي مازالت تقف بزهول لا تفهم شئ مما يحدث.
" لقد أمرت الخادمات بتجهيز غرفتك وهي جاهزة الآن "
قال ذلك مايكل بأبتسامته وهو ينظر لكاثرين يحاول أن يجعلها تهدأ من حالة الأستنكار التي تبدو عليها لتبتسم له بخفة ثم صعدت الغرفة برفقة شيومين الذي كان يحدق بها.
وصلا للغرفة لتتوسع عيني كاثرين بصدمة عند رؤيتها لغرفة شيومين، يوجد صورة لفتاة تبدو بآخر العشرين من عمرها أو ربما أصغر من ذلك ، كانت صورها تملأ أرجاء الغرفة وبكل مكان حتى أنها تحجب لون الحيطان من كثرتها ولفت أنتباهها تلك الصورة الكبيرة التي كانت معلقة فوق السرير، كانت صورة تجمعها بشيومين وهي ترتدي فستان الزفاف وشيومين يرتدي بذلته الرسمية لتقطع الشك باليقين وتدرك أنها " لارا " زوجته التي قد ماتت، لا تعلم ولكنها شعرت بأن شئ ما قد ضرب قلبها بقوة عند رؤيتها لتلك الصورة شعور غريب لم ينتابها من قبل، لا تعرف قد مر من الوقت هي مازالت تحدق بتلك الصورة وبالأخص إلى لارا، كانت تبدو جميلة بتلك الصورة، شعرها طويل ينسدل على ظهرها وترتدي تاج لطيف يزين رأسها وعينيها الزرقاء التي كاتت تلمع وكانت ترتسم على ثغرها أبتسامة جعلتها تزداد جمالا أكثر من باقي الصور بينما وكذلك شيومين أيضا كان يحتضنها من الخلف ويبتسم بفرح.
قاطع شرودها صوت الحقيبة التي وقعت من يديها دون شعور لتقوم بألتقاطها من الأرض ثم لاحظت وقوف شيومين أمام تلك الصورة الصغيرة الموضوعة على مكتبه .
أقتربت قليلا تحاول رؤية الصورة لتجدها مشابهة لوضعية الصورة الكبيرة ولكن بأختلاف أن هذه كانت بالحديقة وكانت ترتدي لارا ملابس فضفاضة ويبدو أنها كانت بأواخر شهور حملها كون بطنها ممتلئة وشيومين يحتضنها.
شعرت بتلك الضربة من جديد عندمل رأت شيومين يبتسم بشرود وهو يتأمل تلك الصورة حتى عينيه على وشك أن تدمع ثم قفز بذهنها ذلك السؤال التي ترددت كثيرا قبل أن تسأله له ولكنها لم تستطيع
" لماذا تزوجتني؟ "
ذلك السؤال قد قطع شرود وتفكير شيومين لينظر لها ويجدها بأنها يبدو عليها التعجب وعينيها كانت تلمع ببريق غريب رغم نبرة صوتها الجادة.
" ما سبب ذلك السؤال الآن لقد أخبرتك من قبل بأنني....................
" بأنك تريد البقاء معي للأبد؟ هذا ما قلته لي! ولكن ما رأيته اليوم لم أفهمه.. أنت أخبرتني بأننا..أصدقاء منذ سنوات كثيرا ومقربان من بعضنا ولكن ..كيف والدتك لا تعرفني ولا ليسا؟ ويبدو أنها الزيارة الأولى لي لهذا المنزل.. والعم مايكل الذي يبدو بأنه المرة الأولى التي يراني بها برغم معرفته بأسمي ولكن نظرته لي حين رآني لم تقل لي ذلك.. لا أفهم شئ... لماذا والدتك قد بكت بحرقة حين علمت بالأمر؟ وليسا أخذت تصرخ بوجهي ؟ و..........تلك الصور التي هي لزوجتك لارا..... أنت كنت تحبها لهذه الدرجة..إذا لما تزوجتني؟ .... يوجد شئ لم أفهمه.. في بداية الأمر قد وافقت على ذلك الزواج وكنت أظن بأننا كنا متفقين على ذلك قبل أن أفقد زاكرتي..ولكن كل ما رأيته حتى الآن لا يدل على ذلك.. أرجوك أشرح لي ماذا يحدث للتو؟"
ألقت بتلك الجمل على مسامعه ولم تستطع منع نفسها في البكاء في آخر جملة بينما هو يقف أمامها لا حول به ولا قوة، ماذا يجب أن يشرح لها؟ وبماذا يخبرها؟
" كاثرين.......... سأخبرك بكل شئ أعدك بذلك ولكن ليس الآن "
ثم أتى صوت دق الباب ليأذن شيومين له بالدخول وكاثرين تقوم بمسح تلك الدموع التي أنسابت على وجنتيها
" سيدي... السيدة جونغهيون تخبركما بأن الغداء جاهز الآن وتطلب منكما أن تنزلا لكي تتناولان الطعام "
" حسنا سنأتي على الفور "
قال ذلك شيومين لتومأ له الخادمة وذهبت ثم عاد ينظر لكاثرين التي كانت تشيح بوجهها عنه بغضب
" بدلي ثيابك وأتبعيني إلى الأسفل "
قال ذلك قبل أن ينصرف وتركها وحدها غارقة بأسئلتها التي لم تأتي بأجابة نافعة لهم ثم ألقت نظرة أخيرة على تلك الصورة الكبيرة.
..
Kathrin POV
أنتهيت من تبديل ثيابي ، أرتديت فستانا فضفاضا باللون البني، كان بسيطا للغابة وكذلك مريحا وجعلت شعري منسدلا ونظرت لنفسي بالمرآة برضى عن مظهري.
وقبل أن أقوم بفتح الباب ألقيت نظرة على الصورة تلك التي تلفت أنتباهي دائما ولكنني لم أهتم وتركت الغرفة ونزلت.
وجدتهم يجلسون على الطاولة ويتناولون الطعام، كان مايكل يجلس رأس الطاولة وعلى يمينه شيومين وعلى يساره السيدة جونغهيون وبجانبها ليسا وفتى لم أراه من قبل، كان وسيما ويقوم بأمساك هاتفه.
عندما أقتربت منهم كان الجميع ينظر لي حتى ذلك الفتى الذي كان مشغولا بهاتفه قد رفع نظره لي مما جعلني أشعر بالأرتباك وبالطبع ليسا كانت ترمقني بنظرات كأنها ستقوم بالأنقضاض علي وألتهامي للتو وهذا قد زاد من أرتباكي.
" أهلا عزيزتي هيا أجلسي بجانب زوجك "
نعم..زوجي..كم هذا مضحك بحق، جلست بجانب شيومين ولم أكلف نفسي وأنظر له ولا هو أيضا لم ينظر لي لثانية مما زاد من غضبي .
جلست وكان ذلك الفتى يجلس بمقابلتي ومازال ينظر لي لأعقد حاجباي بعدم فهم وأنظر له أيضا
" أنتِ كاثرين أليس كذلك؟"
قال ذلك الفتى وهو يمد لي يده ليصافحني بأبتسامة لطيفة لأصافحة أيضا بذات الأبتسامة قائلة
" نعم أنا "
" أنا تشين أبن عم شيومين والأخ الأكبر لليسا وأدرس بالحقوق "
" سررت بالتعرف عليك"
كنت أظنه بالمرحلة المتوسطة كونه يبدو صغيرا، ولكنه وسيم وملامحه لطيفة للغاية على عكس أخته العابسة دائما.
كانت الأجواء لطيفة إلى حدا ما وكان شيومين والسيد مايكل يتبادلان الحديث حول العمل وقد علمت أن شيومين يقوم بأدارة شركة أستيراد وتصدير كبيرة قد أنشأها بنفسه ولكنه قد أخذ أجازة وسيعود للعمل بها من جديد.
ولكن ذلك الحديث قد أنقطع عندما تقدم شابا كان طويل القامة ويرتدي بذلة سوداء ويرفع شعره البني كشعر شيومين والسيدة جونغهيون، تقدم ليجلس بجانب تشين
" صباح الخير أمي، صباح الخير عمي "
أ...أمي !!!!! هل هذا يكون أخ لشيومين!!! لا أصدق.. ولكن.... شيومين لم يذكر أسمه لي بالأمس.. هذا غريب حتى أنه لم يلقى التحية على شيومين الذي من المفترض أنه كان غائب عن المنزل لفترة طويلة والأغرب أن شيومين لم يبالي.
لم أنكر أن أخاه ذاك كان وسيما للغاية كشيومين وتشين أيضا وكان لديه هالة مميزة، رفع نظره نحوي لأشعر بالأرتباك ولكنني تفاجئت حين أبتسم لي قائلا
" أنتَ كاثرين! لقد أخبرني عمي مايكل بالأمس، مبارك لكما الزواج "
أسلوبة بالحديث كان جامدا بعض الشئ ولكن الغريب أن شيومين لم ينظر له للحظة واحدة بل أنه نهض من على الطاولة معلنا أنه قد أنتهى من تناول الطعام ولاحظت نظرة ذلك الشاب لعمه مايكل وكانت نظرة تحمل خيبة أمل. هل هما متخاصمان؟
" لم أعرفكي بنفسي، أنا بارك تشانيول الأخ الأكبر لشيومين "
قال ذلك بنبرته الجامدة تلك التي تجعلني أنتفض من مكاني لأرسم أبتسامة مصطنعة قائلة
" مسررت بالتعرف بك تشانيول "
" تشين أخبرتك مرارا بأن تترك الهاتف أثناء تناولك للطعام "
قال ذلك تشانيول لتشين وهو يضربه ضربة خفيفه على رأسه من الخلف ليدعي تشين بأنها آلمته قائلا
" ماذا؟ لقد جعلتني أخسر بهذه الجولة لقد كانت الأخيره "
" أنكَ طفل ولن تكبر أبدا "
" دعك من تشين الآن يا تشانيول ، هل مازلت بشجار مع شيومين..........
قالت ذلك السيدة جونغهيون لأتأكد بأنها متخاصمان فعلا كما ظننت
" أمي أرجوك لا أريد سماع ذلك كل يوم، شيومين رأسه كالحجر الصلب الذي لن يلين ، هو لن ينسى ما حدث مهما فعلت "
••••••••
مرت أربعة ساعات منذ أن أنتهيت من تناول الغداء وأنا أمكث بالغرفة لم أخرج منها، شاردة وأنظر للاشئ بينما شيومين قد خرج ولا أعلم إلى أين ذهب ولم أهتم.
نهضت من على الأريكة لأنني قد مملت من مشاهدة التلفاز كل ذلك الوقت وأتجهت ناحية الشرفة الكبيرة تلك التي كانت تطل على الحديقة الواسعة، أنها جميلة للغاية وأستطعت رؤية قرص الشمس البرتقالي الذي يغرب وكان يوجد أرجوحة كبيرة باللون البني.
وفجأة وجدت ورقة على الأرض ومكتوب عليها بالخط الكببر (( أفتحي تلك الورقة ))
تعجبت كثيرا بل أنتفضت ،هل يقصدني أنا؟ نظرت حولي وبالحديقة قبل أن ألتقط تلك الورقة من الأرض وفتحتها وأنا أسطيع سماع صوت خفقان قلبي من شدة الخوف لأجد أنه ليس مكتوب بها شئ سوى جملة جعلتني أصعق من الصدمة
((إذا أردتي معرفة كل شئ حول حياتك بالسابق، أنتظريني الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في الحديقة الخلفية للقصر ))
_______________________________
يتبع...
ما الذي حدث بين تشانيول وشيومين ليجعلهما متخاصمان؟
من صاحب تلك الرسالة الغامضة وماذا ستفعل كاثرين؟
" أهلا بكِ أبنتي، أنتِ كاثرين أليس كذلك"
تعجبت من معرفته بأسمها وأيضا ليسا والسيدة جونغهيون تعجبا من معرفته بها لتتسائل كاثرين بتعجب.
" هل تعرف أسمي؟"
أجابها بإبتسامة قائلا
" نعم، شيومين أخبرني بكل شئ وبشأن زواجكما "
" زواج!!!!!"
خرجت تلك الكلمة التي كانت مشحونة بالأستنكار والصدمة معا من فاه السيدة جونغهيون وليسا معا بنفس الوقت
" شيومين هل حقا ما سمعته؟ أنت تزوجتها؟ هل وجودنا بحياتك لهذه الدرجة ليس مهما؟ "
كانت ذلك جونهيون تقول ذلك وعينيها تلمع ببريق أنها على وشك أن تدمع عينيها ثمأتى صوت ليسا وهي تصرخ
" شيو أنت تزوجت؟ حقا لا أصدق! وأنت يا أبي كنت تعلم ولم تخبرني بذلك؟ "
كانت كاثرين تراقب تلك الأجواء التي شعرت بأنها ربما السبب بذلك الحزن ولكن قطع ذلك صوت شيومين قائلا
" هذا ما حدث هي الآن زوجتي "
" ولماذا تزوجتها إذا؟"
كان ذلك سؤال السيدة جونغهيون بصوت باكي ليصمت شيومين قليلا ثم ألقى بنظره خاطفة بطرف عينيه على تلك المسكينة التي تقف ويديها ترتجف كونها لا تفهم شئ مما حدث، بكاء السيدة حونغهيون وصراخ ليسا وكل ذلك، هي مشتتة ولا تعرف ماذا تفعل بتلك اللحظة، هل هي أرتكبت شئ ما خاطئ، هل هي السبب بذلك الحزن على وجه والدته؟.
عاد لينظر لوالدته ولا يعرف ماذا يقول لها، هل يخربها أنه تزوجها بسبب أنه السبب الرئيسي لتعاسة حياتها؟ هل سيخبرها بأنه قد دمر حياتها كليا ومستقبلها ودمر ذلك اليوم الذي من المفترض أنه أجمل يوم بحياتها؟ بغض النظر عن كريس ونواياه ولكن ما ذنبها بكل ذلك؟ .
" أمي هناك الكثير من الأشياء سأخبركم بها في الوقت المناسب، دعينا نرتاح قليلا فقط فأنتِ تعلمين بأن المسافة كانت كبيرة "
قال ذلك لتهدأ السيدة جونغهيون قليلا وهي تومأ له بخفة وهي تلقي نظرة على كاثرين التي مازالت تقف بزهول لا تفهم شئ مما يحدث.
" لقد أمرت الخادمات بتجهيز غرفتك وهي جاهزة الآن "
قال ذلك مايكل بأبتسامته وهو ينظر لكاثرين يحاول أن يجعلها تهدأ من حالة الأستنكار التي تبدو عليها لتبتسم له بخفة ثم صعدت الغرفة برفقة شيومين الذي كان يحدق بها.
وصلا للغرفة لتتوسع عيني كاثرين بصدمة عند رؤيتها لغرفة شيومين، يوجد صورة لفتاة تبدو بآخر العشرين من عمرها أو ربما أصغر من ذلك ، كانت صورها تملأ أرجاء الغرفة وبكل مكان حتى أنها تحجب لون الحيطان من كثرتها ولفت أنتباهها تلك الصورة الكبيرة التي كانت معلقة فوق السرير، كانت صورة تجمعها بشيومين وهي ترتدي فستان الزفاف وشيومين يرتدي بذلته الرسمية لتقطع الشك باليقين وتدرك أنها " لارا " زوجته التي قد ماتت، لا تعلم ولكنها شعرت بأن شئ ما قد ضرب قلبها بقوة عند رؤيتها لتلك الصورة شعور غريب لم ينتابها من قبل، لا تعرف قد مر من الوقت هي مازالت تحدق بتلك الصورة وبالأخص إلى لارا، كانت تبدو جميلة بتلك الصورة، شعرها طويل ينسدل على ظهرها وترتدي تاج لطيف يزين رأسها وعينيها الزرقاء التي كاتت تلمع وكانت ترتسم على ثغرها أبتسامة جعلتها تزداد جمالا أكثر من باقي الصور بينما وكذلك شيومين أيضا كان يحتضنها من الخلف ويبتسم بفرح.
قاطع شرودها صوت الحقيبة التي وقعت من يديها دون شعور لتقوم بألتقاطها من الأرض ثم لاحظت وقوف شيومين أمام تلك الصورة الصغيرة الموضوعة على مكتبه .
أقتربت قليلا تحاول رؤية الصورة لتجدها مشابهة لوضعية الصورة الكبيرة ولكن بأختلاف أن هذه كانت بالحديقة وكانت ترتدي لارا ملابس فضفاضة ويبدو أنها كانت بأواخر شهور حملها كون بطنها ممتلئة وشيومين يحتضنها.
شعرت بتلك الضربة من جديد عندمل رأت شيومين يبتسم بشرود وهو يتأمل تلك الصورة حتى عينيه على وشك أن تدمع ثم قفز بذهنها ذلك السؤال التي ترددت كثيرا قبل أن تسأله له ولكنها لم تستطيع
" لماذا تزوجتني؟ "
ذلك السؤال قد قطع شرود وتفكير شيومين لينظر لها ويجدها بأنها يبدو عليها التعجب وعينيها كانت تلمع ببريق غريب رغم نبرة صوتها الجادة.
" ما سبب ذلك السؤال الآن لقد أخبرتك من قبل بأنني....................
" بأنك تريد البقاء معي للأبد؟ هذا ما قلته لي! ولكن ما رأيته اليوم لم أفهمه.. أنت أخبرتني بأننا..أصدقاء منذ سنوات كثيرا ومقربان من بعضنا ولكن ..كيف والدتك لا تعرفني ولا ليسا؟ ويبدو أنها الزيارة الأولى لي لهذا المنزل.. والعم مايكل الذي يبدو بأنه المرة الأولى التي يراني بها برغم معرفته بأسمي ولكن نظرته لي حين رآني لم تقل لي ذلك.. لا أفهم شئ... لماذا والدتك قد بكت بحرقة حين علمت بالأمر؟ وليسا أخذت تصرخ بوجهي ؟ و..........تلك الصور التي هي لزوجتك لارا..... أنت كنت تحبها لهذه الدرجة..إذا لما تزوجتني؟ .... يوجد شئ لم أفهمه.. في بداية الأمر قد وافقت على ذلك الزواج وكنت أظن بأننا كنا متفقين على ذلك قبل أن أفقد زاكرتي..ولكن كل ما رأيته حتى الآن لا يدل على ذلك.. أرجوك أشرح لي ماذا يحدث للتو؟"
ألقت بتلك الجمل على مسامعه ولم تستطع منع نفسها في البكاء في آخر جملة بينما هو يقف أمامها لا حول به ولا قوة، ماذا يجب أن يشرح لها؟ وبماذا يخبرها؟
" كاثرين.......... سأخبرك بكل شئ أعدك بذلك ولكن ليس الآن "
ثم أتى صوت دق الباب ليأذن شيومين له بالدخول وكاثرين تقوم بمسح تلك الدموع التي أنسابت على وجنتيها
" سيدي... السيدة جونغهيون تخبركما بأن الغداء جاهز الآن وتطلب منكما أن تنزلا لكي تتناولان الطعام "
" حسنا سنأتي على الفور "
قال ذلك شيومين لتومأ له الخادمة وذهبت ثم عاد ينظر لكاثرين التي كانت تشيح بوجهها عنه بغضب
" بدلي ثيابك وأتبعيني إلى الأسفل "
قال ذلك قبل أن ينصرف وتركها وحدها غارقة بأسئلتها التي لم تأتي بأجابة نافعة لهم ثم ألقت نظرة أخيرة على تلك الصورة الكبيرة.
..
Kathrin POV
أنتهيت من تبديل ثيابي ، أرتديت فستانا فضفاضا باللون البني، كان بسيطا للغابة وكذلك مريحا وجعلت شعري منسدلا ونظرت لنفسي بالمرآة برضى عن مظهري.
وقبل أن أقوم بفتح الباب ألقيت نظرة على الصورة تلك التي تلفت أنتباهي دائما ولكنني لم أهتم وتركت الغرفة ونزلت.
وجدتهم يجلسون على الطاولة ويتناولون الطعام، كان مايكل يجلس رأس الطاولة وعلى يمينه شيومين وعلى يساره السيدة جونغهيون وبجانبها ليسا وفتى لم أراه من قبل، كان وسيما ويقوم بأمساك هاتفه.
عندما أقتربت منهم كان الجميع ينظر لي حتى ذلك الفتى الذي كان مشغولا بهاتفه قد رفع نظره لي مما جعلني أشعر بالأرتباك وبالطبع ليسا كانت ترمقني بنظرات كأنها ستقوم بالأنقضاض علي وألتهامي للتو وهذا قد زاد من أرتباكي.
" أهلا عزيزتي هيا أجلسي بجانب زوجك "
نعم..زوجي..كم هذا مضحك بحق، جلست بجانب شيومين ولم أكلف نفسي وأنظر له ولا هو أيضا لم ينظر لي لثانية مما زاد من غضبي .
جلست وكان ذلك الفتى يجلس بمقابلتي ومازال ينظر لي لأعقد حاجباي بعدم فهم وأنظر له أيضا
" أنتِ كاثرين أليس كذلك؟"
قال ذلك الفتى وهو يمد لي يده ليصافحني بأبتسامة لطيفة لأصافحة أيضا بذات الأبتسامة قائلة
" نعم أنا "
" أنا تشين أبن عم شيومين والأخ الأكبر لليسا وأدرس بالحقوق "
" سررت بالتعرف عليك"
كنت أظنه بالمرحلة المتوسطة كونه يبدو صغيرا، ولكنه وسيم وملامحه لطيفة للغاية على عكس أخته العابسة دائما.
كانت الأجواء لطيفة إلى حدا ما وكان شيومين والسيد مايكل يتبادلان الحديث حول العمل وقد علمت أن شيومين يقوم بأدارة شركة أستيراد وتصدير كبيرة قد أنشأها بنفسه ولكنه قد أخذ أجازة وسيعود للعمل بها من جديد.
ولكن ذلك الحديث قد أنقطع عندما تقدم شابا كان طويل القامة ويرتدي بذلة سوداء ويرفع شعره البني كشعر شيومين والسيدة جونغهيون، تقدم ليجلس بجانب تشين
" صباح الخير أمي، صباح الخير عمي "
أ...أمي !!!!! هل هذا يكون أخ لشيومين!!! لا أصدق.. ولكن.... شيومين لم يذكر أسمه لي بالأمس.. هذا غريب حتى أنه لم يلقى التحية على شيومين الذي من المفترض أنه كان غائب عن المنزل لفترة طويلة والأغرب أن شيومين لم يبالي.
لم أنكر أن أخاه ذاك كان وسيما للغاية كشيومين وتشين أيضا وكان لديه هالة مميزة، رفع نظره نحوي لأشعر بالأرتباك ولكنني تفاجئت حين أبتسم لي قائلا
" أنتَ كاثرين! لقد أخبرني عمي مايكل بالأمس، مبارك لكما الزواج "
أسلوبة بالحديث كان جامدا بعض الشئ ولكن الغريب أن شيومين لم ينظر له للحظة واحدة بل أنه نهض من على الطاولة معلنا أنه قد أنتهى من تناول الطعام ولاحظت نظرة ذلك الشاب لعمه مايكل وكانت نظرة تحمل خيبة أمل. هل هما متخاصمان؟
" لم أعرفكي بنفسي، أنا بارك تشانيول الأخ الأكبر لشيومين "
قال ذلك بنبرته الجامدة تلك التي تجعلني أنتفض من مكاني لأرسم أبتسامة مصطنعة قائلة
" مسررت بالتعرف بك تشانيول "
" تشين أخبرتك مرارا بأن تترك الهاتف أثناء تناولك للطعام "
قال ذلك تشانيول لتشين وهو يضربه ضربة خفيفه على رأسه من الخلف ليدعي تشين بأنها آلمته قائلا
" ماذا؟ لقد جعلتني أخسر بهذه الجولة لقد كانت الأخيره "
" أنكَ طفل ولن تكبر أبدا "
" دعك من تشين الآن يا تشانيول ، هل مازلت بشجار مع شيومين..........
قالت ذلك السيدة جونغهيون لأتأكد بأنها متخاصمان فعلا كما ظننت
" أمي أرجوك لا أريد سماع ذلك كل يوم، شيومين رأسه كالحجر الصلب الذي لن يلين ، هو لن ينسى ما حدث مهما فعلت "
••••••••
مرت أربعة ساعات منذ أن أنتهيت من تناول الغداء وأنا أمكث بالغرفة لم أخرج منها، شاردة وأنظر للاشئ بينما شيومين قد خرج ولا أعلم إلى أين ذهب ولم أهتم.
نهضت من على الأريكة لأنني قد مملت من مشاهدة التلفاز كل ذلك الوقت وأتجهت ناحية الشرفة الكبيرة تلك التي كانت تطل على الحديقة الواسعة، أنها جميلة للغاية وأستطعت رؤية قرص الشمس البرتقالي الذي يغرب وكان يوجد أرجوحة كبيرة باللون البني.
وفجأة وجدت ورقة على الأرض ومكتوب عليها بالخط الكببر (( أفتحي تلك الورقة ))
تعجبت كثيرا بل أنتفضت ،هل يقصدني أنا؟ نظرت حولي وبالحديقة قبل أن ألتقط تلك الورقة من الأرض وفتحتها وأنا أسطيع سماع صوت خفقان قلبي من شدة الخوف لأجد أنه ليس مكتوب بها شئ سوى جملة جعلتني أصعق من الصدمة
((إذا أردتي معرفة كل شئ حول حياتك بالسابق، أنتظريني الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في الحديقة الخلفية للقصر ))
_______________________________
يتبع...
ما الذي حدث بين تشانيول وشيومين ليجعلهما متخاصمان؟
من صاحب تلك الرسالة الغامضة وماذا ستفعل كاثرين؟
Коментарі