يوم زفاف
صدمة
من أنا
بلا هوية
تَحّول
ذنب
إصلاح
عرض
تعرُف
رسالة غامضة
شخص مجهول الهوية
حيرة
إنفجار
ذنب
يشعر أن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة . عقارب الساعة قد توقفت وأذناه لم تستمع سوى آخر ما قاله الآن ، زكريات كثيرة تجري أمام عينيه ، صوت ضحكاتها التي كانت تملئ قلبه بالبهجة ، أبتسامتها ، صوتها ، ملامحها ، شقاوتها ، حتى بكائها يتذكره ، كل شئ بها يراه أمامه الآن ، هو السبب بكل ما حدث لها ، يتمنى أن يرجع بالزمن لذلك اليوم ويقوم بأحتضانها ويطمأنها أنه يصدقها ، لقد دعى أبنته بالعاهرة !! ولم يستمع لها حتى .

صرخ بيكهيون وهو يقوم بأمساك كريس من تلابيب قميصه بقوة
" أنتَ تكذب ، سولي بخير ، أنا أعلم أنها بخير ."

"وماذا إن أخبرتك أنهم وجدوا قطعة قماش من فستانها التي كانت ترتديه وقد كانت مليئة بالدماء ؟"

هل هذا كابوس ؟ نعم بالطبع هذا كابوس ، لا يمكن أن يكون ما يحدث حقيقية ، سولي ماتت ؟ ، تلك الفتاة التي كنا نقوم بتوديعها لأنها ستتزوج ، الآن سنودعها للأبد ! ولماذا كل ذلك ؟ ، بسبب ذلك الفيديو اللعين الذي جعلنا جميعا نكرهها دون أن نفهم هل هذا صحيح أم لا .

" بي....بيكهيون "
أتى ذلك الصوت من الخلف ليجد جدته تقف متصنمة أمام ما سمعته ، هي تسمع خبر موت حفيدتها الوحيدة .
" بيكهيون هذا ليس صحيح أليس كذلك !"

كل شئ قد تحطم بهذا القصر ، السيد كيم يقف لا يتحرك أو ينظر لأحد هو فقط يتنفس ، جدتها أخذت تصرخ وتبكي بشدة حتى فقدت وعيها ، بيكهيون يحاول الأتصال بالأسعاف وهو يبكي ولا يعرف ماذا يفعل ، كل شئ أصبح محطم بالكامل .

••••••••••••

فتح عينيه تدريجيا ليجد نفسه مازال نائما على سريره ويحتضن تلك الصورة ، نهض بجزعة يحاول أستيعاب ما يحدث حوله ثم نظر بساعته التي بيده ليجدها الرابعة صباحا والشمس مازالت لم تشرق بعد ، لقد نام كثيرا حتى أنه يشعر بتثاقل بجسده .

تذكر ما حدث بالأمس لتتوسع عينيه عتدما تذكر أن كاثرين قد خرجت من المنزل بالأمس عندما قام بالصراخ عليها . هل عادت ؟

خرج من غرفته وأخذ ينظر بكل مكان بالمنزل بحثا عنها ولكنه لم يجدها ، أنها بالخارج منذ الأمس ولم تعد بعد ، أين ستكون الآن ؟ .

مرر يديه على وجهه بقوة يحاول التفكير فيما سيفعله الآن ، هل يبحث عنها بهذا الوقت المتأخر ؟ .

لم يبقى له حل سوى ذلك .
أمسك بمفاتيح سيارته وخرج من المنزل وأغلق الباب.
وقف أمام باب المصعد ينتظره ولكنه سمع صوت شهقات خفيفة ، المكان معتم ولا شئ مضئ سوى أزرار المصعد الحمراء .

قام بتشغيل أضاءة هاتفه ثم أخذ يقترب من مصدر الصوت ليجدها تجلس على أحدى درجات السلم ، تنكمش على نفسها وتضم ركبتيها إلى صدرها وتخبأ وجهها لأسفل وتبكي .

حتى أنها لم ترى ضوء هاتفه ولا تنظر له ، هي تبدو خائفة للغاية وأطراف أقدامها ترتجف .

شعر بشئ ما ضرب قلبه عندما رآها بتلك الحالة ، أقترب منها بهدوء حتى لا تشعر بالفزع وتصرخ .

جلس بجانبها بكل هدوء وقرب ضوء الهاتف من وجهها لتشهق بخفة عندما رأت الضوء . رفعت رأسها لتجده يجلس بجانبها .

وجهها متعرق كثيرا وعينيها حمروتان للغاية بسبب كثرة البكاء ، لا يتوقع أن ذلك ما سيحدث لها عندما يصرخ عليها .

" أنا آسفة شيومين ، لم أقصد بأن أقوم بكسر تلك الصورة ، أنا حقا آسفة لا...........

قالت ذلك بين شهقاتها المتلاحقة ليقوم بوضع أصبعه على شفتيها حتى تتوقف عن الكلام .
نظر لعينيها للحظات ودون أن يشعر جزبها ناحبته بشدة حتى يقوم بأحتضانها بقوة وهي أخذت تبكي أكثر .

" كنت خائفة كثيرا شيومين ، أنا أخاف كثيرا من العتمة وكنت أنتظرك ، لما تركتني وحدي كثيرا هكذا أنا لا أعرف أحدا بهذا العالم سواك"

أمسك برأسها من الخلف ليقوم بدفنها برقبته وأخذ يملس على شعرها بهدوء وبخفة حتى توقفت عن البكاء تماما وقد هدأت .

" لن أترككِ ثانيا ، أعدُكِ بذلك "

أستمر في التمليس على شعرها حتى شعر أنها راحت بنومٍ عميق ، بالطبع هي لم تنام منذ الأمس بسبب خوفها .

يعترف أنه يشعر بالذنب كثيرا ، بالرغم من أنه كان ينوي أن يفعل بها مثلما فعل كريس بلارا ، ولكنه لا يستطيع ، هي لا تتذكر شئ ولا أحد سواه ، هو كل شئ بالنسبة لها .

حملها برفق لينهض ويدخل منزله ثم أغلق الباب .
دخل غرفته ليقوم بوضعها بهدوء ورفق على السرير ثم يقوم بوضع الغطاء عليها .

جلس أمامها يتفقدها ويتذكر كيف كان غاضبا بالأمس ، هي لا تعرف شئ عن الحياة ، أنها كالمولود الذي قد نزل من رحم أمه للتو ، فكيف يقسو عليها بتلك الطريقة المخيفة .

هل سيأخذ حق زوحته وأبنه من شخص ليس له ذنب بما حدث بدلا من أن ينتقم من كريس نفسه ، كريس هو الذي قام بتحطيم قلبه وليست هي ، فإذا لما سيفعل معها ذلك ؟"
.
.

.
•••••••
.
.

" أنتِ عاهرة "

" أذهبي من ذلك المنزل وسيكون بخير "

" أبنتي قد ماتت "

...

أستيقظت وهي تشهق بقوة ثم زفرت أنفاسها براحة عندما علمت أنه كان مجرد حلم .

" كاثرين ! أنتِ بخبر ؟"

قال لها ذلك وهو يجلس بالكرسي الذي بجوار سريرها لتومأ له
" نعم بخير ... لكن راودني كابوس أخافني كثيرا "

"ما هذا الكابوس ؟"

صمتت كاثرين قليلا تتذكر تفاصيل الكابوس لتتبع
" رأيت نفسي أبكي كثيرا ، شخص قد صفعني بقوة ودعاني بالعاهرة وشخصا آخر قال لي أنني يجب أن أذهب من المنزل و....

قاطعها شيومين قائلا
" حسنا أهدئي ، هذا مجرد حلم "

هو يعلم أن ذلك ليس مجرد حلم ، أنها ذكرة سيئة مدفونة بزاكرتها ، هل يمكن أن تتذكر كل شئ ؟ ، أتمنى ألا يحدث ذلك .

" ماذا كنتي ترتدين بهذا الحلم؟"

فكرت كاثرين قليلا لتردف
" فستان أبيض طويلا ، يبدو مشابه للفستان التي لبسته بطلة الدراما التي شاهدتها بالأمس ، كان فستان لحفل زفاف زواجها "

هذا ليس حلم ، هو حدث بالفعل ، يوم زفافها تحطم بالكامل بسببه ، هو السبب بكل ما حدث لها ، ولكنه بالنهاية قام بأنقاذها من الموت ، لولاه لكانت ماتت .

سمع صوت جرس الباب لينهض ويرى من الذي أتاه ، فتح الباب ليجد مارك أمامه .
" مارك ! لما أتيت الآن ؟"

" سمعت ما حدث ؟"
عقد حاجبيه ليجيب " لا"

" الشرطة قد وجدت قطعة قماش ممزقة من فستان سولي بالنهر وبها دم ، وأيضا وجدو تاج كانت ترتديه يوم زفافها بالنهر أيضا "

" معنى ذلك أنهم ظنوها قد أنتحرت ؟"

ومأ له مارك ليتأكد من ظنه .
ما هذه العائلة الغريبة ؟ قاموا بطرد أبنتهم بسبب فيديو ليس له أي مصدر صحة ، وقاموا بتصديق خبر موتها بدون أدله كافية ، أنهم حقا شياطين وليسوا من البشر .

" شيومين ، سولي يجب أن تبقى معك للأبد ، إذا رآها أحداً سيقبضون عليك بتهمة أختطاف ."

" حسنا لا تقلق ، هي ستكون معي للأبد "

" ولا تنسى أنها زوجتك أيضا "

شعر بضربه في صدره عندما سمع تلك الجملة ، لقد نسى تماما شأن عقد الزواج الذي وقعا عليه ، هي الآن زوجته .

" نعم ، أتذكر ، لا تقلق مارك سأكون حريصا "

"حسنا سأذهب الآن "

•••••••••••
.
.

" جدتي لا تتركيني أرجوكِ ، لا تفعلي "

جاء الطبيب ليقوم بتبليغ بيكهيون بخبر موت جدته نتيجة صدمة قلبيه بعد سماعها لخبر موت سولي .

" سيد بيكهيون أرجوك أهدأ "
قالت ذلك أحدى الممرضات

" كيف أهدأ ؟...جدتي هيا أنهضي معي ، سنعود للمنزل وستكونين بخير ، أرجوكِ لا تتركيني مثلما فعلت سولي ."

•••••••

يجلسان على الطاولة ويتناولان الفطور بهدوء ولا أحدا منهم يردف بشئ .

كاثرين مازالت تفكر بذلك الحلم ، ما حدث لها تشعر أنه حدث لها من قبل ، والأشخاص الذي كانو بالحلم أيضا تشعر أنها رأتهم من قبل ، تحاول الوصول لأي شئ حتى تذكرت
" أبنتي قد ماتت "
تذكرت تلك الجملة التي قالها شخصا ما لها كبيرا بالسن ، هل هي أبنته ؟

حاولت الضغط على عقلها وتحاول تذكر أي شئ لتعاندها رأسها بألم شديد جعلها تترك أعواد الطعام من يديها وأنكمشت ملامحها وأمسكت رأسها وأخذت تضغط عليها من شدة الألم .

لاحظ شيومين ذلك لينهض ويقترب منها بقلق
" كاثرين ماذا يحدث لكِ ، أنتِ بخير ؟"

نظرت برأسها لتردف
" رأسي تؤلمني كثيرا ، كلما أحاول تذكر شئ تؤلمني هكذا "

غضب شيومين ليردف
" ولما تحاولين تذكر أي شئ ، قلت لكِ أنكِ ستتذكرين مع مرور الأيام وستعرفين كل شئ "

نهض ودخل غرفته ليحضر لها دواء لألم الرأس وأعطاه لها
" هذا الدواء جيد لآلام الرأس "

أمسكت بالدواء لتضعه بفمها ثم أحضر لها شيومين كأسا من الماء لتقوم بأرتشاف البعض منه .

" لا تفعلي ذلك مجددا "

" حسنا "

عاد شيومين يجلس بالكرسي المقابل لها ونظر لها

" ما الذي كنتي تحاولين تذكره ؟"

تنهدت كاثرين ترأسها لأسفل ليردف

" لا أعرف ، لقد سأمت من نفسي، كلما أحاول أن أستعيد زاكرتي محاولتي تنتهي بالفشل ، أشعر بالفراغ ، الملل ، الوحدة، لدي الملايين من الأسئلة التي تدور برأسي ، كيف نشأت ؟ من هم عائلتي ؟ هل كنت فتاة جيدة أم سيئة ؟ هل كان لدي أصدقاء ؟ كيف كانت دراستي ؟ ، وغيرهم كثيرا من الأسئلة التي أريد أن أجد لها إجابات ، لا أريد أن يسرد أحدا لي كيف كانت حياتي ، أريد أن أتذكر كل شئ ، حتى أنتَ شيومين أريد إن أتذكرك ، كيف كانت صداقتنا ، وبالطبع لدينا لحظات سعيدة سوياً أريد تذكرها .....عقلي فارغ تماما ولا أعرف إلى متى سأظل هكذا بلا ماضي "

أنها لا تعرف أن تذكرها لماضيها سيجعلها اسوأ، الله جعلها تفقد ذاكرتها حتى لا تلاحقها ذلك اليوم الذي تحطمت فيه ، أنها الآن محمية من نظرات الناس لها والذين يدعونها بالعاهرة ، النسيان في بعض الأحيان ليس سئ ، يمكن أن يصبح دواء .

" لا تخافي ، أنا معكِ "

شعرت ببعض الأطمئنان لسماعها ذلك لتبتسم أبتسامة خفيفة ثم أكملت تناول طعامها .

سمعا أحداً ما يطرق الباب بقوة

" كاثرين ، أدخلي الغرفة ولا خارجين منها ولا تصدري أي صوت أتفهمين ؟"

" حسنا "

جرت كاثرين نحو الغرفة وأغلقت الباب وحالما أطمأن أنها قد دخلت قام بفتح الباب وكأنه كان يشعر أنه هو بالفعل كما ظن ، أبتسم أبتسامة جانبيه ليردف

"كريس ! لقد مر وقت طويل "

______________________________________

يتبع..

《ملحوظة 》

[[[ كاثرين = سولي



© B.O.M .I.N,
книга «| بِلا ماضي | KMS».
Коментарі