10.
"هاري أهذا انت؟...اوه بني كيف كان اول يوم؟" سأل ادوارد بسرعه حالما دخل ابنه المنزل، هو سحبه و اجلسه على الاريكه و جلس بجانبه ناظرا له بعينان آملتان.
نظر هاري لوالده مطولا قبل ان يجيب بإبتسامه "رائع..كان جيدا".
"هاري أحقا تقول؟ أحصلت على اصدقاء؟ اخبرني بني التفاصيل ارجوك" سأل ادوارد مجددا ليدير هاري عيناه.
"ابي اقسم لك يومي كان رائعا لكن اريد الراحه" توسل هاري لوالده ليدعه يرحل تنهد ادوارد و اومئ له.
"شكرا ابي احبك" قال هاري و قبل رأس والده قبل صعوده للاعلى.
هو كان في الحديقه فوق تلك الارجوحة تحديدا، مفكرا بالذي حصل اليوم و آملا بأن يأتي لوي.
الذي حصل اليوم لم يكن من طبعه حتما، هو في كل حياته لم يؤذ نمله و الآن جعل فتا اقوى منه بنية بالسقوط فاقدا وعيه.
هذا فقط كان...واو!
هو كان مخيفا بحق، لو كان احد الطلاب لكان خاف من زمجرته و من ضربه المبرح للفتى.
طلاب الثانوية بالعادة يتشاجرون، لكن باللكمات و الالفاظ الغير لائقه ليس بالضرب المؤلم جدا.
لوي لم يأت بالطبع، هو بدأ يفكر، لما لا يأتي للحديقة الا ليلا و في تمام الثانية عشر في منتصف الليل.
في تلك الساعة تماما يكون امام الارجوحه، هذا امر جعل بدن هاري يقشعر.
هو اراد معرفة المزيد عن لوي، أراد استكشاف من هو هذا الفتى، عينا لوي كانتا تحملان حزنا و الما بداخلهما.
هاري اصبح يعرف لوي منذ ثلاثة شهور، فترة ليست بالطويلة حقا، لكنه فهمه و حفظه، تلك اللعبه التي يلعبها معها، كل يوم معلومه جعلته لا يفوت زيارة الحديقة يوميا!
لوي لديه أخ واحد فقط، والداه انجباه و هم في الثامنة و السادسة عشر، لديه سبع و عشرون وشما لكن طبعا لم يرهم لهاري و هاري لم يستطع رؤيتهم بسبب قميص لوي الواسع الذي يغطي يداه حتى منتصف اصابعه.
استلقى على سريره عندما خلع ملابسه، لم يبقى سوى بملابسه الداخليه، هو فقط استمر بالتفكير بلوي.
كم مرة طلب منه رقمه و لم يقبل إعطائه اياه، و كم مرة وضح لوي له بأنه ليس رفضا له لكنه اصلا ليس لديه هاتف.
جعل لوي يضحك كانت من افضل الاشياء التي يقوم بها هاري، هو يمتلك تلك الضحكه التي تجعلك تود تقبيله، و ابتسامته كانت تزرع الف شوكة بقلب هاري من جمالها.
عيناه كانتا اجمل ما قد رأى، تلك العيون الزرقاء انهما كبحرا خلق دون مرفأ او ميناء، بحر خلق فقط لتغرق به.
و تلك كانت حالة هاري، هو كان يغرق بعينا لوي و بلوي ايضا، إعجابه نحو الفتى الغامض لا زال يزداد شيئا فشيئا.
هو فقط يأمل ان يتخلى لوي عن غموضه لوهلة قصيره و يتحدث مع هاري بوضوح و انفتاح.
لوي له الكثير من الفضل بحياة هاري، هو تقريبا جعله يتعلم مليون شيء و شيء.
هو كان كالدعم لذو الخضراوتان، كان كالسند له، عندما يقع هاري مجرد التفكير بلوي يجعله يقف مجددا و ببساطه.
قلب هاري نفسه ليستلقي على بطنه مفكرا بميوله و بوالده، عليه إخبار والده، هو يجب ان يعلم طبعا.
والده دائما كان ما يدعمه، لكنه خائف، ماذا لو لم يتقبله بأمر كهذا؟ الاعتراف بمثليتك لعائلتك امر مخيف.
و بالنسبة للوي، ذاك الفتى من المقهى يشبهه كثيرا، ربما هو أخاه الذي تحدث عنه!
اغمض عيناه متجنبا افكاره ليريح رأسه، هو فقط اراد اراحة عيناه و انتهى به الامر بالنوم.
....
"فقط توقف استيقظت" تمتم هاري بغضب و اطفئ المنبه، فتح عيناه ببطء ليعتاد على ضوء غرفته المزعج، عليه تخفيف الإضاءه بها.
اخذ هاتفه و نظر للساعه، كانت تشير للثانية عشر إلا ربع قبل منتصف الليل، نهض عن سريره بسرعه و ارتدى ملابس اخرى غير التي خلعها صباحا.
اخذ هاتفه و نزل للأسفل بهدوء، هو يعلم ان والده نائم الآن او ربما في عمله، لكن عليه اخذ حرصه.
حالما وقف امام باب المنزل اتت اليه رغبة غريبة بالأكل، لديه الآن شهية تكفي لأكل بقره على حالها!
عقد حاجبه و ضغط على بطنه، معدته آلمته كثيرا من الجوع، استعاد شهيته فجأة، اراد الخروج و لقاء لوي لكن ألم بطنه يمنعه عن الحركه فقط بإتجاه الباب.
فكر هاري بما اللعنه التي تحصل معه، قدماه حرفيا و دون ارادته قادتاه للمطبخ، وقف بالمطبخ قليلا ليستوعب الذي يحصل له، هذا غريب و مرعب!
فتح باب الثلاجة و نظر له مطولا قبل أن يأخذ خبز التوست و زبدة الفول السوداني، صنع شطيرة صغيرة و وضعها امام فمه ليتذوقه، هو أراد البكاء، لا يريد الأكل و هو يفعل هذا مكرها.
مضغ الطعام دون همة لفعل ذلك، الشطيرة لذيذه عليه الاعتراف، هو لم يأكل منذ مدة..لكن تبا هو لا يريد الاكل.
حالما انهى اخر لقمة في الشطيرة اراد الخروج، لكن و مجددا قدماه تشنجتا على ارضية المطبخ، هو بدأ بالصراخ و الشتم و البكاء.
"ماذا الآن؟" صرخ بقوه و ضرب بقدمه الأرض، قادتاه قدماه مجددا للثلاجة فتحها و اخر عصير ليمون و كيوي..هو يكره الكيوي!
"لا لا لا لا، ارجوك الا الكيوي" تمتم بترجي ل..لا احد، ربما لنفسه!
هو لا يعلم ما اللعنه التي تصيبه، ليس هو من يتحكم بجسده، هو يشعر بذلك هنالك احد اخر يفعل، و هذا اخافه جدا.
اخرج كأس من الخزانة التي فوق رأسه و سكب العصير بها، امسك بالكأس مجددا و شرب العصير دفعة واحده، اغلق عيناه بقوه عندما تذوق طعم الكيوي المقرف بالنسبة له.
وضع الكأس جانبا و مسح العصير عن بقايا فمه، شهق بقوة عندما شعر بأن سيطرة جسده عادت له، هو رفع يده بالهواء و نظر لها بإستغراب كما لو انه يراها اول مرة.
"ما اللعنه التي حدثت لي؟" تمتم بخوف و خرج من المطبخ مسرعا ملتقطا معطفه الخفيف عن الشماعة التي عند الباب.
سار بصدمة نحو الحديقه و هو يفكر بما حدث له، شخص ما او شيء ما كان يتحكم بجسده و هذا افزعه جدا، بالطبع سيفزعه هذا مرعب!
حالما وصل الحديقه سمع شيء يتحرك خلفه، نظر حوله و لم يكن هناك شيء، سار بخطوات اسرع نحو الارجوحة و وجد لوي هناك ينظر للسور كالعاده.
"مرحبا" تمتم هاري و هو يلتقط انفاسه.
"ما بك؟ تبدو كالملبوس" قال لوي بسخريه و ابتسامة غريبة على شفتاه.
"ربما انا كذلك" همس هاري و قهقه لوي، "لا شيء..فقط كنت اركض!" قال هاري و اومئ لوي و تلك الابتسامة الغريبه لا زالت على شفتيه.
"كيف كانت شطيرتك؟" سأل لوي و رفع ناظريه للسماء، نظر له هاري بصدمة و فمه مفتوح على وسعه.
"ماذا؟ كيف علمت اني أكلت شطيرة؟" سأل هاري بصوت مرتفع و خائف.
ضحك لوي بقوة و نظرة هاري الخائف لا زالت معلقه عليه.
"هن- هناك القليل من بقايا الطعام على فمك" قال لوي و تنهد هاري بقوه ماسحا فمه بمنديل ورقي كان قد وجده في جيبه.
"لا تسخر..لا زلت اظن انك مخيف او ربما تتعامل مع العالم الاخر" تحدث هاري و اعاد المنديل لجيبه.
"ربما انا كذلك" همس لوي و قلب هاري عيناه عالما بأن لوي يقلده.
"اذا أيها الجميل..ألن تسألني عن يومي الاول بالمدرسه؟" سأل هاري و عيناه تشعان حماسا.
"ماذا حدث؟" قال بغير اهتمام و نفس الابتسامة الغريبه كانت على شفتاه.
"لقد ضربتهم ضربا مبرحا..حسنا ليس كلهم لكن واحد، ونعم وقع ارضا و خاف الجميع مني، حتى انا خفت من نفسي و كسر أنفي و فقط" القى هاري على لوي ما حدث له بحماس و بسرعه و دون حتى اخذ نفس واحد.
نظر له لوي نظرة غريبة، عيناه كانتا تلمعان بقوه، لوي ظن ان هاري ظريفا جدا و قابل للأكل، لكن شيئا ما صفعه و اعاده للحقيقه..شيء ما يشبه الواقع.
"هذا اذن سبب اللاصق و تورم انفك...جيد انا فخور بك" قال لوي و حاول جعل نبرته تبدو غير مهتمه، لكنه و للأسف لم ينجح.
هو لا يستطيع التمثيل جيدا امام هاري، هذا الامر حيره، سابقا هو كان ممثل رائع و لكن الآن و بعد مدة من معرفته بالفتى هو اصبح لا يستطيع التظاهر هو فقط على حقيقته..و هذا ليس بجيد.
"اعلم انك كذلك" قال هاري بتباهي و ابتسم لوي مجددا، و لكن هذه المرة بإفتتان.
"اي صداقات جديده؟" سأل لوي متظاهرا بأنه لا يعلم.
"امم للأسف لا..لقد اخفتهم جميعا" قال هاري و نظر ارضا.
شعر لوي بالذنب يأكله، هو كان غاضبا جدا هناك و لم يسيطر على نفسه، لو كان اكثر هدوءا لكن الامر جيدا.
نظر له لوي بغير رضا، و نهض عن الارجوحه بتردد، جلس على ركبتاه امام ارجوحة هاري الذي نظر له بخجل و اعاد نظره للأسفل.
وضع لوي سبابته اسفل ذقن هاري و رفعه ببطء و بتردد لتحمر وجنتا الفتى الأصغر بقوه، اقشعر جسده بالكامل و نظر للعينان الزرقوتان التان أسرتاه.
"لا بأس لطيفي..صدقني غدا ستكون صداقات تعد و لا تحصى" همس لوي و هو ينظر لعينا الاصغر.
"لا اعتقد ذلك لوي..هم يهابوني بسبب شكلي" قال هاري و اقترب منه لوي اكثر.
"لا هم لا يفعلون، لو كانوا يهابونك لما اقترب منك ذاك الزاك" تحدث لوي و اومئ هاري له قبل ان ينظر له بشك.
"كيف علمت عن زاك؟" سأل هاري و نهض لوي بسرعه عائدا لارجوحته.
"انت اخبرتني" قال لوي و عادت نبرة البرود لصوته.
"لا لم افعل" قال هاري و عقد حاجباه محاولا تذكر متى اخبر صديقه.
"بلى هاري فعلت" اختصر لوي و نظر له هاري بشك قبل ان ينظر للسور.
القى هاري نظرة على هاتفه و كانت الساعه تشير للثانية عشر و خمس و اربعون دقيقه.
وجد رسالة من والده تقول له بأن يعود للمنزل حالا بسبب امر طارئ.
تنهد بقوه و علم بأن الامر طارئ هذا سيكون سيء، هو كان سعيدا لتوه، لوي ناداه لطيفي..قلبه لا زال ينبض و بقوه على ما حدث.
كيف ان انامل لوي ناعمه و بارده لمست ذقنه بلطف، اقشعر جسده مجددا بسبب الذكرى و ابتسم بهدوء.
"علي العوده" قال هاري فجأة و وقف من مكانه شاعرا بمؤخرته تؤلمه.
"الوقت لا زال باكرا" تحدث لوي و نظر لهاري و هو يعقد حاجباه.
"ابي يريدني لأمر ما" قال هاري و اومئ له لوي متحدثا "اتمنى ان يكون شيء جيد" .
"هه انا و شيء جيد؟ ارجوك لوي" سخر هاري و قلب لوي عيناه.
"فقط اصمت ايها الاحمق" قال لوي و اومئ هاري بغير اهتمام.
"حسنا وداعا جميل" لوح هاري بيداه للوي و يبتعد عنه.
"وداعا لطيف" ابتسم هاري شاعرا بشفتاه تتمزقان، هو معجب بالفتى كثيرا هو حتما كذلك.
Коментарі