15. The End.
اهداء للكل
"مرحباً سيدي، اين هاري؟"
"هو خرج منذ قليلٍ بني، يمكنني اخذ رساله له ان اردت" قال ادوار داعكاً اسفل جبينه بين عينيه بخفه.
"أيمكنني الصعود لغرفته خمس دقائق فقط"
-
***
"هاري، قد بحثنا انا و والدك في سجلات البلده بالمكتبه، و لوي...لوي قد مات منذ اربع سنوات" تحدث عمر بحرص.
"ماذا؟ أتمزحون معي الآن؟ ان كنتم تفعلون فأنا اسف لأن نكاتكم فاشله...اعذروني فلدي موعد مهم" قال هاري مستهزئا.
"هاري انت لن تخرج من هذا المنزل الا لمكتب عمر" قال ادوارد بإنفعال بسبب نبرة ابنه الوقحه، و بسبب خوفه عليه ايضا، هو قرأ مذكرات هاري و عرف انه ذاهب للوي، عرف عن ميول ابنه و الامر حقا لم يشغل باله، ما يهمه الآن هو فقط ابنه.
"حقا؟ لا يصح لك التحكم بي...انا راحل" قال هاري و اتجه للباب ليلحقه والده.
"هاري و اللعنه، انا قلت لا خروج من المنزل" صرخ ادوارد و جر هاري من يده لمكتبه، اخذ الكتاب الكبير الذي الطاوله و ارى هاري الصفحه التي كانت مفتوحه بالفعل.
"أهذا هو لوي؟ ها؟ هذا هو أليس كذلك؟ انظر لتاريخ ميلاده و وفاته هاري...هو انتحر قتل نفسه عند تلك الارجوحه اللعينه" صاح ادوارد بولده المشتت، نظر للكتاب و بالفعل هو لوي، هذا لوي، اعني نفس العينين، نفس الشفاه و نفس الشعر و نفس الابتسامه.
الامور بدأت تتضح بعقله، اختفاء لوي و ظهوره المفاجئ، معرفته لأشياء كثيره تخص هاري، عدم ظهوره الا في منتصف الليل، اسلوبه البارد، كلام ارنست و الاستاذ دايمند و الطلاب..الامر اتضح، ربما هو فقط من نسج خياله؟ لكن أهذا ممكنٌ حتى؟ لكن هو رآه، ماذا يعني هذا؟ هو ليس بمجنون؟
ماذا كان لوي اذا؟ شبح؟ الاشباح ليس لها وجود.. الشخص الذي كان يتحدث له هاري يوميا ما هو ؟
هز رأسه و ابعد الافكار التي ظنها غبيه عن عقله، هو لن يصدقهم، هو عليه الذهاب للوي و التأكد من كل هذا.
سحب يده بقوه من بين يد والده و نظر له بحقد، "سأذهب" قال هاري و خرج من مكتب والده ضاربا كتفه بكتف عمر.
"هاري لا لن تخرج" صرخ ادوارد بأقوى صوتٍ لديه، مع قوة صوته هاري لم يعره انتباه، هو نظر له ببرود و خرج من منزله بهدوء تام.
سار هاري بشوارع البلده بنظرةٍ فارغةٍ من المشاعر على وجهه، شعر كما لو ان لوي خانه، ان كان لوي اصلاً، و لكن ان لم يكن لوي، من يكون؟ هو شعر برأسه يؤلمه.
أراد الذهاب بحافله، او بسيارة اجره، لكن وقوف سيارة اودي سوداء بجانبه قاطعت شروده.
"مرحبا هاري" قال سيد دايمند مطلا برأسه من نافذة سيارته التي كانت مفتوحه بالاساس.
تنهد هاري " اهلا سيد دايمند، اود الحديث حقا، لكن اعذرني علي الذهاب" قال هاري مستعجلا.
"الى اين انت ذاهب؟ ان كنت بوجهتي سأوصلك ربما" قال دايمند و نظر له هاري مطولاً قبل ان يُجيب.
"شكرا على عرضك، لكن لا اريد ان اكون متطف-.."، "لا بأس هاري فقط اخبرني" هاري تنهد عالماً بأن لا مفر له من فضول استاذه، هو كان يريد السير وحده لهناك او اخذ سيارة اجرة، يريد ان يكون بعيداً عن اي شخصٍ يعرفه.
"ذاهبٌ للمدينه" همس هاري لتتسع ابتسامة استاذه، "هذا رائع انا ذاهبٌ لها ايضاً، هيا اصعد".
ركب بالسياره و ذكره ريتشارد بوضع حزام الامان، كان يريد قلب عينيه لكنه تراجع عن فعل ذلك لأنه سيكون وقحتً جداً
الطريق كان مليئا بأحاديث ريتشارد التي ظنها هاري انها ستريحه و تشتته، هو حالما دخل السياره ازتاد توترا فحسب، في الواقع اي نسمة هواء كانت لتضايقه الآن.
وصلا بعد ربع ساعه بسبب الطريق المختصره التي ذهب منها ريتشارد، عندما وصلا كانت الساعه الثالثه تماما، تنهد هاري بقوه و نظر للمباني العاليه من خلف زجاج السياره.
"حسنا، متأكد بأن هذا هو المكان؟" سأل ريتشارد، لينظر هاري لهاتفه و يومئ، "نعم هو، هذه هي الشركه التي كتبها في العنوان" قال هاري ليبتسم ريتشارد له متمنيا له حظا جيدا.
خرج هاري من سيارته بعد توديعه لريتشارد الذي اخبره ان احتاج اي شيء ليهاتفه فقط.
وقف على الرصيف بجانب مبنى ضخم لشركة ما، كان الشارع مزدحم بحق، و الاناس يمشون ايابا و ذهابا دون توقف، ضجيج و ازعاج بكل زاويه من هذا المكان، مباني عاليه جد و ناطحات سحاب و شقق مقابلها مقبره، مقبره كبيره جدا، هي كانت جميلة بشكل ما، اللون الاخضر يسيطر عليها و الحجاره البيضاء تحرس قبور الاشخاص هنا معلنتا عن هويتهم قبل رحيلهم، سور اسود كان يحيط بالمقبره جاعلا لها مساحتها الخاصه.
نظر حوله باحثا بعيناه عن لوي، هو لم يره و قد مر بالفعل عشر دقائق منذ وصوله، و الآن تحولت العشره للحادية عشر.
القى نظرة خاطفة على المقبره التي كان يتجنب النظر اليها لسبب ما لم يعرفه هو، كان لوي هناك، ينظر لقبر، كان يبدو شارد الذهن، نظر له هاري من بعيد و خطفت انفاسه من التوتر، هو لم يراه بعد.
اخذ نفساً عميقاً و جر قدميه للمقبره و لذلك القبر المحدد الذي يقف عنده لوي ساكنا، قطع الشارع مفكرا بحوار بعقله، هو علم انه حينما يرى "فتى اعين المحيط" سينسى كل ما تدرب عليه بعقله، لكن لما لا يحاول؟
عندما دخل المقبره شعر بقلبه يؤلمه، احساس غريب ساوره، هو الآن متردد جدا، أحقا يريد رؤية لوي ام ماذا؟ .
تنهد مجددا و كالعاده و سار بخطوات غير واثقه للوي، اراد الرجوع لكن فات الاوان هو يقف أمامه الآن.
نظر له بعينان شبه مغلقتان بسبب اشعة الشمس القويه، شعر بنبضات قلبه تخفق بقوه، أراد الكلام و التحدث لكن من امامه يمنعه بطريقة ما، هو حدد لون بشرته اخيرا، لون شعره و تأمل رموشه الطويله، بينما لوي كان شاردا بذاك القبر، عكس هاري الذي كان شارداً به.
تذكر هاري ما حدث و هز رأسه بقوه، تنفس بعمق بعد ان شعر بأنه لم يتنفس منذ ساعات.
"لوي ما الذي يحدث معك؟ تقابلني بمقبره، حقا؟ الجميع يخبرني بأنك ميت في البلده، كيف هذا اعني انت امامي حي ترزق، لا تقل لي بأنك شبيهه او شيء كهذا، أإنتحلت شخصيته؟ ارجوك لوي اخبرني" قال هاري بسرعه شاعرا بقلبه يؤلمه مجددا.
رفع لوي رأسه عن القبر و نظر لعينا هاري الذابله، عينا لوي كانتا مكسورتان، مليئتان بأحزان هذا العالم بأجمعه، هو لم يرد ترك الفتى الأصغر هكذا، لكن حدث ما حدث، و هو نادم بشده.
"لوي ارجوك تحدث، لا تحدق بي هكذا فحسب" قال هاري بنبرة باكيه.
نظر لوي مجددا للقبر "أتذكر عندما سألتني ما هو اكثر شيئا اجيد فعله؟ لم أُجبك وقتها بسبب لعبتي السخيفه، لكن ان ما زلت تريد سماع اجابتي، هي بسيطه" صمت لوي و رفع بصره بعيدا عن القبر ناظرا للـ...لا شيء!
أردف بعد صمتٍ دام لثواني كان كليالٍ بالنسبة لهاري "افضل ما اجيد فعله هو الهروب، انا كنت و لا زلت اهرب من كل شيء، هربت من مسؤلياتي سابقا، و هربت منها الآن، هربت من ابواي، تهربت من اجابات اسئلتك، و هربت من واقعي و حياتي دون مواجهتهما" .
"م- ماذا تقصد؟" سأل هاري.
"هاري..انا اسف، انا احمق و نذل فاشل..انا فقط لا استطيع الحصول عليك و لا انت تستطيع الحصول علي، نحن لم نكن لبعضنا و لن نكون...حياتك لن تتوقف علي هاري انا فقط لا استطيع اكمال هذا" اكمل لوي و ثم ابتسم بألم، "قرأ ارنست الظرف" قال الفتى الاكبر.
"لوي انا لم افهم، عن ماذا تتحدث؟ و الظرف ليست بحوزة أرنست بل بغرفتي.." قال هاري بسرعه و هو عاقد حاجباه.
اقترب لوي من هاري مكوبا وجنتاه بكفيه، "هاري سامحني" قال لوي بسرعه ناظرا لخلفه.
"ل- لما ماذا يحدث؟...لوي ارجوك صارحني انا اهتم بك لوي فقط اخبرني ماذا يحدث معك؟" قال هاري بتأتئه و بتشتت واضح.
اغلق جفناه عند سماعه لكلمات هاري هذه، اراد تقبيله و احتضانه، لكن هو ليس نذلا لهذه الدرجه، قبله واحده قد تزيد مشاعر الصغير اتجاهه.
ارتجفت شفتاه للحظه ثم ابتسم مُكرهاً بسرعه، اشار للقبر الذي بجانبهما بعيناه لينظر له هاري بسرعه.
ابتلع الصغير غصة كانت قد تكونت في حنجرته، قرآ الاحرف المنحوته على الصليب اكثر من سبع مرات فقط ليتأكد مما تقرأه عيناه الآن، عندما رفع عيناه عن القبر ليرى لوي...كان قد اختفى...
"لويس ويليام توملنسن ١٩٩١-٢٠١٤"
"مرحباً سيدي، اين هاري؟"
"هو خرج منذ قليلٍ بني، يمكنني اخذ رساله له ان اردت" قال ادوار داعكاً اسفل جبينه بين عينيه بخفه.
"أيمكنني الصعود لغرفته خمس دقائق فقط"
-
***
"هاري، قد بحثنا انا و والدك في سجلات البلده بالمكتبه، و لوي...لوي قد مات منذ اربع سنوات" تحدث عمر بحرص.
"ماذا؟ أتمزحون معي الآن؟ ان كنتم تفعلون فأنا اسف لأن نكاتكم فاشله...اعذروني فلدي موعد مهم" قال هاري مستهزئا.
"هاري انت لن تخرج من هذا المنزل الا لمكتب عمر" قال ادوارد بإنفعال بسبب نبرة ابنه الوقحه، و بسبب خوفه عليه ايضا، هو قرأ مذكرات هاري و عرف انه ذاهب للوي، عرف عن ميول ابنه و الامر حقا لم يشغل باله، ما يهمه الآن هو فقط ابنه.
"حقا؟ لا يصح لك التحكم بي...انا راحل" قال هاري و اتجه للباب ليلحقه والده.
"هاري و اللعنه، انا قلت لا خروج من المنزل" صرخ ادوارد و جر هاري من يده لمكتبه، اخذ الكتاب الكبير الذي الطاوله و ارى هاري الصفحه التي كانت مفتوحه بالفعل.
"أهذا هو لوي؟ ها؟ هذا هو أليس كذلك؟ انظر لتاريخ ميلاده و وفاته هاري...هو انتحر قتل نفسه عند تلك الارجوحه اللعينه" صاح ادوارد بولده المشتت، نظر للكتاب و بالفعل هو لوي، هذا لوي، اعني نفس العينين، نفس الشفاه و نفس الشعر و نفس الابتسامه.
الامور بدأت تتضح بعقله، اختفاء لوي و ظهوره المفاجئ، معرفته لأشياء كثيره تخص هاري، عدم ظهوره الا في منتصف الليل، اسلوبه البارد، كلام ارنست و الاستاذ دايمند و الطلاب..الامر اتضح، ربما هو فقط من نسج خياله؟ لكن أهذا ممكنٌ حتى؟ لكن هو رآه، ماذا يعني هذا؟ هو ليس بمجنون؟
ماذا كان لوي اذا؟ شبح؟ الاشباح ليس لها وجود.. الشخص الذي كان يتحدث له هاري يوميا ما هو ؟
هز رأسه و ابعد الافكار التي ظنها غبيه عن عقله، هو لن يصدقهم، هو عليه الذهاب للوي و التأكد من كل هذا.
سحب يده بقوه من بين يد والده و نظر له بحقد، "سأذهب" قال هاري و خرج من مكتب والده ضاربا كتفه بكتف عمر.
"هاري لا لن تخرج" صرخ ادوارد بأقوى صوتٍ لديه، مع قوة صوته هاري لم يعره انتباه، هو نظر له ببرود و خرج من منزله بهدوء تام.
سار هاري بشوارع البلده بنظرةٍ فارغةٍ من المشاعر على وجهه، شعر كما لو ان لوي خانه، ان كان لوي اصلاً، و لكن ان لم يكن لوي، من يكون؟ هو شعر برأسه يؤلمه.
أراد الذهاب بحافله، او بسيارة اجره، لكن وقوف سيارة اودي سوداء بجانبه قاطعت شروده.
"مرحبا هاري" قال سيد دايمند مطلا برأسه من نافذة سيارته التي كانت مفتوحه بالاساس.
تنهد هاري " اهلا سيد دايمند، اود الحديث حقا، لكن اعذرني علي الذهاب" قال هاري مستعجلا.
"الى اين انت ذاهب؟ ان كنت بوجهتي سأوصلك ربما" قال دايمند و نظر له هاري مطولاً قبل ان يُجيب.
"شكرا على عرضك، لكن لا اريد ان اكون متطف-.."، "لا بأس هاري فقط اخبرني" هاري تنهد عالماً بأن لا مفر له من فضول استاذه، هو كان يريد السير وحده لهناك او اخذ سيارة اجرة، يريد ان يكون بعيداً عن اي شخصٍ يعرفه.
"ذاهبٌ للمدينه" همس هاري لتتسع ابتسامة استاذه، "هذا رائع انا ذاهبٌ لها ايضاً، هيا اصعد".
ركب بالسياره و ذكره ريتشارد بوضع حزام الامان، كان يريد قلب عينيه لكنه تراجع عن فعل ذلك لأنه سيكون وقحتً جداً
الطريق كان مليئا بأحاديث ريتشارد التي ظنها هاري انها ستريحه و تشتته، هو حالما دخل السياره ازتاد توترا فحسب، في الواقع اي نسمة هواء كانت لتضايقه الآن.
وصلا بعد ربع ساعه بسبب الطريق المختصره التي ذهب منها ريتشارد، عندما وصلا كانت الساعه الثالثه تماما، تنهد هاري بقوه و نظر للمباني العاليه من خلف زجاج السياره.
"حسنا، متأكد بأن هذا هو المكان؟" سأل ريتشارد، لينظر هاري لهاتفه و يومئ، "نعم هو، هذه هي الشركه التي كتبها في العنوان" قال هاري ليبتسم ريتشارد له متمنيا له حظا جيدا.
خرج هاري من سيارته بعد توديعه لريتشارد الذي اخبره ان احتاج اي شيء ليهاتفه فقط.
وقف على الرصيف بجانب مبنى ضخم لشركة ما، كان الشارع مزدحم بحق، و الاناس يمشون ايابا و ذهابا دون توقف، ضجيج و ازعاج بكل زاويه من هذا المكان، مباني عاليه جد و ناطحات سحاب و شقق مقابلها مقبره، مقبره كبيره جدا، هي كانت جميلة بشكل ما، اللون الاخضر يسيطر عليها و الحجاره البيضاء تحرس قبور الاشخاص هنا معلنتا عن هويتهم قبل رحيلهم، سور اسود كان يحيط بالمقبره جاعلا لها مساحتها الخاصه.
نظر حوله باحثا بعيناه عن لوي، هو لم يره و قد مر بالفعل عشر دقائق منذ وصوله، و الآن تحولت العشره للحادية عشر.
القى نظرة خاطفة على المقبره التي كان يتجنب النظر اليها لسبب ما لم يعرفه هو، كان لوي هناك، ينظر لقبر، كان يبدو شارد الذهن، نظر له هاري من بعيد و خطفت انفاسه من التوتر، هو لم يراه بعد.
اخذ نفساً عميقاً و جر قدميه للمقبره و لذلك القبر المحدد الذي يقف عنده لوي ساكنا، قطع الشارع مفكرا بحوار بعقله، هو علم انه حينما يرى "فتى اعين المحيط" سينسى كل ما تدرب عليه بعقله، لكن لما لا يحاول؟
عندما دخل المقبره شعر بقلبه يؤلمه، احساس غريب ساوره، هو الآن متردد جدا، أحقا يريد رؤية لوي ام ماذا؟ .
تنهد مجددا و كالعاده و سار بخطوات غير واثقه للوي، اراد الرجوع لكن فات الاوان هو يقف أمامه الآن.
نظر له بعينان شبه مغلقتان بسبب اشعة الشمس القويه، شعر بنبضات قلبه تخفق بقوه، أراد الكلام و التحدث لكن من امامه يمنعه بطريقة ما، هو حدد لون بشرته اخيرا، لون شعره و تأمل رموشه الطويله، بينما لوي كان شاردا بذاك القبر، عكس هاري الذي كان شارداً به.
تذكر هاري ما حدث و هز رأسه بقوه، تنفس بعمق بعد ان شعر بأنه لم يتنفس منذ ساعات.
"لوي ما الذي يحدث معك؟ تقابلني بمقبره، حقا؟ الجميع يخبرني بأنك ميت في البلده، كيف هذا اعني انت امامي حي ترزق، لا تقل لي بأنك شبيهه او شيء كهذا، أإنتحلت شخصيته؟ ارجوك لوي اخبرني" قال هاري بسرعه شاعرا بقلبه يؤلمه مجددا.
رفع لوي رأسه عن القبر و نظر لعينا هاري الذابله، عينا لوي كانتا مكسورتان، مليئتان بأحزان هذا العالم بأجمعه، هو لم يرد ترك الفتى الأصغر هكذا، لكن حدث ما حدث، و هو نادم بشده.
"لوي ارجوك تحدث، لا تحدق بي هكذا فحسب" قال هاري بنبرة باكيه.
نظر لوي مجددا للقبر "أتذكر عندما سألتني ما هو اكثر شيئا اجيد فعله؟ لم أُجبك وقتها بسبب لعبتي السخيفه، لكن ان ما زلت تريد سماع اجابتي، هي بسيطه" صمت لوي و رفع بصره بعيدا عن القبر ناظرا للـ...لا شيء!
أردف بعد صمتٍ دام لثواني كان كليالٍ بالنسبة لهاري "افضل ما اجيد فعله هو الهروب، انا كنت و لا زلت اهرب من كل شيء، هربت من مسؤلياتي سابقا، و هربت منها الآن، هربت من ابواي، تهربت من اجابات اسئلتك، و هربت من واقعي و حياتي دون مواجهتهما" .
"م- ماذا تقصد؟" سأل هاري.
"هاري..انا اسف، انا احمق و نذل فاشل..انا فقط لا استطيع الحصول عليك و لا انت تستطيع الحصول علي، نحن لم نكن لبعضنا و لن نكون...حياتك لن تتوقف علي هاري انا فقط لا استطيع اكمال هذا" اكمل لوي و ثم ابتسم بألم، "قرأ ارنست الظرف" قال الفتى الاكبر.
"لوي انا لم افهم، عن ماذا تتحدث؟ و الظرف ليست بحوزة أرنست بل بغرفتي.." قال هاري بسرعه و هو عاقد حاجباه.
اقترب لوي من هاري مكوبا وجنتاه بكفيه، "هاري سامحني" قال لوي بسرعه ناظرا لخلفه.
"ل- لما ماذا يحدث؟...لوي ارجوك صارحني انا اهتم بك لوي فقط اخبرني ماذا يحدث معك؟" قال هاري بتأتئه و بتشتت واضح.
اغلق جفناه عند سماعه لكلمات هاري هذه، اراد تقبيله و احتضانه، لكن هو ليس نذلا لهذه الدرجه، قبله واحده قد تزيد مشاعر الصغير اتجاهه.
ارتجفت شفتاه للحظه ثم ابتسم مُكرهاً بسرعه، اشار للقبر الذي بجانبهما بعيناه لينظر له هاري بسرعه.
ابتلع الصغير غصة كانت قد تكونت في حنجرته، قرآ الاحرف المنحوته على الصليب اكثر من سبع مرات فقط ليتأكد مما تقرأه عيناه الآن، عندما رفع عيناه عن القبر ليرى لوي...كان قد اختفى...
"لويس ويليام توملنسن ١٩٩١-٢٠١٤"
Коментарі