16, another end
نهايه أخرى.
***
"يا الهي" هو همس ماسحاً وجهه بيده اليمنى، شد شعره للخلف و نظر للقبر الذي امامه، هو لا يعلم ماذا يحدث، حتى التنفس كان صعباً في تلك الدقيقه، جلس القفرصاء امام القبر واضعا كلتا يداه على رأسه، لا زال ينظر لذاك القبر بعدم فهم، فاهه مفتوحٌ من الصدمه و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما.
كلمات لوي لا زالت تجوب بعقله كما لو انه بجانبه يتحدث، الذكريات اسفل الشجره على تلك الارجوحه زارته فجأة، كانت تعرض واحدة تلو الاخرى دون توقف.
هو فقط لا يصدق، رشعة خفيفةٌ سيطرة على جسده، لوي شبح؟ روح؟ اياً يكن...لوي ليس له وجود!
لا يعلم كم من الوقت بقي امام القبر، هو لا زال مصدوما؟ كيف يمكنك بحق السماء ان تحمل مشاعراً لشبح؟ هم قالوا ان الحب اعمى، لكن ليس لدرجة انه لا يمكنك التفريق بين الاحياء و الاموات؟
هو اصلا لا يصدق ما يحصل معه، امرٌ بقلبه يخبره ان هذا كله حلم، يخبره بأنه سيستيقظ قريبا من هذا الكابوس، لكنه بالفعل سأم من الاستماع لقلبه.
آلمته قدماه من الجلوس على الارض، وقف و بعينان تآهتان، سار لبوابة المقبره و كل ما يجوب بعقله هو لوي، هو حتى لم يذرف دمعة واحده لانه كما قلت لا يصدق ما حصل، لم يتخطى الصدمه بعد!
تذكر كلمات استاذه عن الاتصال به ان حصل امر ما، هو لا يستطيع ان يثق بأحد مجددا، ماذا لو كان استاذه ايضا شبح؟ ماذا لو أيضا أستاذه شخصيه خياليه من عقله؟ هو فقط لا يعلم اي شيء!
الشمس كانت على وشك المغيب و السماء كانت وردية، تنهد هاري و اخذ يتنفس بعمق سائرا لمحطة الحافلات، شهيق..زفير، شهيق..زفير، شهيق... بكاء!
هو انفجر باكيا بلحظات عندما تخطى صدمته، هو الآن علم بأن كل ما عاشه كان كذبة، ربما هو فعلا مجنون، هو كان يتحدث للا شيء لمدة اربع شعور، لشبح هو اختلقه، لفتى ربما عاش نفس قصته.
هو حلل الأمر بعقله، اعتقد انه فقط مريضٌ نفسي اخترع صديقاً خياليا ربما سمع قصته في مكانٍ ما، لكن هو يذكر جيداً لم يعلم بقصة لوي سوى اليوم، هو حاول إخراج جميع الافكار من عقله، حالياً هو حقاً أراد التوقف عن التفكير و إفراغ عقله من أي شيء.
احتاج لأحدٍ ليحتويه الآن، كان لديه لوي سابقاً ليستمع الى ثرثرته لكن الآن لا احد؟ و عليه حقا التوقف عن التفكير بلوي!
استمر بالبكاء في الشارع جاذبا انظار الناس، لم يهتم لهم هو فقط استمر بالبكاء و البكاء، وصل لمحطة الحافلات و مسح عيناه بقوه عند اقترابه من كشك التذاكر.
"مرحبا، اريد تذكرة من فضلك" قال بصوت مكسور للرجل ذو البشرة الداكنه امامه.
"اسف بني لقد اغلقنا بالفعل، لكن هناك محطة اخرى على بعد ساعه من هنا" قال الرجل معتذرا لهاري الذي لعن الحياة كلها تحت انفاسه، هو اعتقد ان الكوكب كله في مؤامرة ضده، هو بكى أكثر في تلك اللحظه، لمسةٌ واحده من أي شخص كانت ستجعله ينهار.
لم يفكر بالأمر هو فقط رفع هاتفه من جيبه و ضغط على الرقم دون تفكير او تردد، "ابي..انا احتاجك بشده".
_
"عزيزي انا بالمنزل" سمعت صراخه و اغلاق الباب بعده لأبتسم بقوة صارخا "هنا".
سمعت صوت ضجة خفيفة بالأسفل و بعدها صوت صعوده على الدرجات، اقتحم الغرفة بصخبٍ كعادته، "مرحبا حبي" قال و حضنني من الخلف لأبتسم بشده معيدا رأسي للخلف ليحط على صدره.
"اهلا" همست و رفعت رأسي لأعلى ليقابلني وجهه، "اشتقت اليك تعلم هذا؟" قلت لأرى ابتسامته تتسع و يقلب الكرسي ليصبح وجهي مقابل صدره، نزل للأسفل ليقابل وجهي وجهه، "و انا فعلت" همس امام شفتي ثم قبلني بخفه لأبتسم.
"انت دائما ما تبتسم عندما اقبلك، مدمر القبل" قال و ضرب رأسي بخفه لأقهقه و الحظ ابتسامته.
" في المساء نحن مدعوون للعشاء لدى فيل، علينا أن نذهب طبخ زوجته لا يُعوض" قال و نظرت له بحقد.
"لكن ليس أشهى من طبخ زوج الجميل الذي لا يحرق أي شيء" أكمل عند ملاحظة نظراتي له، ضحكت بقوه ليبتسم هو الآخر.
"انا جيدٌ بأعمال اخرى غير الطبخ، يمكنني الكتابه و لعب كرة القدم و كرة السله ايضا و الرسم" قلت له ليبتسم بخبث و يتحدث، "نعم و أشياء أفضل ايضاً".
ضحكت ضارباً صدره بخفه ليضحك هو الآخر، "أحضرت لك تلك الحلوى اليبانيه الغريبه التي تُحبها، و التي لا اعلم لما تُحبها، طعهما كدواليب السيارات" قال لأهز رأسي، "لو انت حتى لم تتذوقها كيف تحكم عليها هكذا؟" سألته ليرفع كتفه بغير اهتمام لألف وجهي لجهاز الحاسوب.
"اذا كيف يجري الامر معك؟" سأل مشيرا للحاسوب و تنهدت ناظرا للأحرف الامطبوعه عليه، "انا فقط اكتب و اكتب و لا أعلم كيف انهي الأمر، اعني هو اكتشف ان كل ما كان يعيشه كان مجرد وهم و الآن انا لا اعلم ماذا اكتب، ما اعنيه هو أني لا اصل لنهايه" قلت له بإستياء.
"اوه حبي" قال عندما لحظ عبوسي و اقترب مني مجددا مقبلا شفتاي بسرعه، "لا بأس ما رأيك ان جعلت الكتاب بنهاية مفتوحه؟" قال و عضضت على شفتاي مفكرا بالأمر، انامله كانت تمسح على وجنتي و انا فقط استرخي من لمساته.
"سيشتمني الكثير من الناس ان فعلتها" قلت له ليضحك و يقبل جبيني، "هم بإستطاعتهم التفكير بنهاية للكتاب، لا اريد من زوجي ان يتعب عقله و عيناه بالتفكير و الكتابه" قال لأبتسم بقوه و اومئ له.
"اذا نهايه مفتوحه؟" سأل لأومىء ايجابا، "رائع و اخيرا تمكنت من فعل شيء مفيد بحياتي، لكن ألا تعتقد ان استخدام اسمائنا فالٌ سيء؟" تحدث مجددا لأضحك مجيبا اياه.
"لوي عزيزي ألا زلت حقا تفكر بالـ 'الفال'؟" سألته ليومئ لي و اهز رأسي بيأس، "و ايضا لم يجب علي ان اكون انا الشبح و انت البطل لما ليس العكس؟" قال مصطنعا العبوس لأقهقه.
"اولا لأنه كتابي، ثانياً جعلتك المسيطر بالكتاب عليك ان تفرح لهذا، ثالثاً انت جميلٌ جدا على ان تكون بشري" قلت لأرى وجه يصطبغ بالأحمر، "اعتقد اني لن اعتاد ابدا على ان زوجي كاتب" قال بصوتٍ منخفض و خرج من الغرفة و انا فقط اضحك.
عدت بنظر للحاسوب و نظرت للشاشه بتحدي، "حسنا اذا سأنهيكِ بسرعه و اذهب للو"...
النهايه؛
***
"يا الهي" هو همس ماسحاً وجهه بيده اليمنى، شد شعره للخلف و نظر للقبر الذي امامه، هو لا يعلم ماذا يحدث، حتى التنفس كان صعباً في تلك الدقيقه، جلس القفرصاء امام القبر واضعا كلتا يداه على رأسه، لا زال ينظر لذاك القبر بعدم فهم، فاهه مفتوحٌ من الصدمه و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما.
كلمات لوي لا زالت تجوب بعقله كما لو انه بجانبه يتحدث، الذكريات اسفل الشجره على تلك الارجوحه زارته فجأة، كانت تعرض واحدة تلو الاخرى دون توقف.
هو فقط لا يصدق، رشعة خفيفةٌ سيطرة على جسده، لوي شبح؟ روح؟ اياً يكن...لوي ليس له وجود!
لا يعلم كم من الوقت بقي امام القبر، هو لا زال مصدوما؟ كيف يمكنك بحق السماء ان تحمل مشاعراً لشبح؟ هم قالوا ان الحب اعمى، لكن ليس لدرجة انه لا يمكنك التفريق بين الاحياء و الاموات؟
هو اصلا لا يصدق ما يحصل معه، امرٌ بقلبه يخبره ان هذا كله حلم، يخبره بأنه سيستيقظ قريبا من هذا الكابوس، لكنه بالفعل سأم من الاستماع لقلبه.
آلمته قدماه من الجلوس على الارض، وقف و بعينان تآهتان، سار لبوابة المقبره و كل ما يجوب بعقله هو لوي، هو حتى لم يذرف دمعة واحده لانه كما قلت لا يصدق ما حصل، لم يتخطى الصدمه بعد!
تذكر كلمات استاذه عن الاتصال به ان حصل امر ما، هو لا يستطيع ان يثق بأحد مجددا، ماذا لو كان استاذه ايضا شبح؟ ماذا لو أيضا أستاذه شخصيه خياليه من عقله؟ هو فقط لا يعلم اي شيء!
الشمس كانت على وشك المغيب و السماء كانت وردية، تنهد هاري و اخذ يتنفس بعمق سائرا لمحطة الحافلات، شهيق..زفير، شهيق..زفير، شهيق... بكاء!
هو انفجر باكيا بلحظات عندما تخطى صدمته، هو الآن علم بأن كل ما عاشه كان كذبة، ربما هو فعلا مجنون، هو كان يتحدث للا شيء لمدة اربع شعور، لشبح هو اختلقه، لفتى ربما عاش نفس قصته.
هو حلل الأمر بعقله، اعتقد انه فقط مريضٌ نفسي اخترع صديقاً خياليا ربما سمع قصته في مكانٍ ما، لكن هو يذكر جيداً لم يعلم بقصة لوي سوى اليوم، هو حاول إخراج جميع الافكار من عقله، حالياً هو حقاً أراد التوقف عن التفكير و إفراغ عقله من أي شيء.
احتاج لأحدٍ ليحتويه الآن، كان لديه لوي سابقاً ليستمع الى ثرثرته لكن الآن لا احد؟ و عليه حقا التوقف عن التفكير بلوي!
استمر بالبكاء في الشارع جاذبا انظار الناس، لم يهتم لهم هو فقط استمر بالبكاء و البكاء، وصل لمحطة الحافلات و مسح عيناه بقوه عند اقترابه من كشك التذاكر.
"مرحبا، اريد تذكرة من فضلك" قال بصوت مكسور للرجل ذو البشرة الداكنه امامه.
"اسف بني لقد اغلقنا بالفعل، لكن هناك محطة اخرى على بعد ساعه من هنا" قال الرجل معتذرا لهاري الذي لعن الحياة كلها تحت انفاسه، هو اعتقد ان الكوكب كله في مؤامرة ضده، هو بكى أكثر في تلك اللحظه، لمسةٌ واحده من أي شخص كانت ستجعله ينهار.
لم يفكر بالأمر هو فقط رفع هاتفه من جيبه و ضغط على الرقم دون تفكير او تردد، "ابي..انا احتاجك بشده".
_
"عزيزي انا بالمنزل" سمعت صراخه و اغلاق الباب بعده لأبتسم بقوة صارخا "هنا".
سمعت صوت ضجة خفيفة بالأسفل و بعدها صوت صعوده على الدرجات، اقتحم الغرفة بصخبٍ كعادته، "مرحبا حبي" قال و حضنني من الخلف لأبتسم بشده معيدا رأسي للخلف ليحط على صدره.
"اهلا" همست و رفعت رأسي لأعلى ليقابلني وجهه، "اشتقت اليك تعلم هذا؟" قلت لأرى ابتسامته تتسع و يقلب الكرسي ليصبح وجهي مقابل صدره، نزل للأسفل ليقابل وجهي وجهه، "و انا فعلت" همس امام شفتي ثم قبلني بخفه لأبتسم.
"انت دائما ما تبتسم عندما اقبلك، مدمر القبل" قال و ضرب رأسي بخفه لأقهقه و الحظ ابتسامته.
" في المساء نحن مدعوون للعشاء لدى فيل، علينا أن نذهب طبخ زوجته لا يُعوض" قال و نظرت له بحقد.
"لكن ليس أشهى من طبخ زوج الجميل الذي لا يحرق أي شيء" أكمل عند ملاحظة نظراتي له، ضحكت بقوه ليبتسم هو الآخر.
"انا جيدٌ بأعمال اخرى غير الطبخ، يمكنني الكتابه و لعب كرة القدم و كرة السله ايضا و الرسم" قلت له ليبتسم بخبث و يتحدث، "نعم و أشياء أفضل ايضاً".
ضحكت ضارباً صدره بخفه ليضحك هو الآخر، "أحضرت لك تلك الحلوى اليبانيه الغريبه التي تُحبها، و التي لا اعلم لما تُحبها، طعهما كدواليب السيارات" قال لأهز رأسي، "لو انت حتى لم تتذوقها كيف تحكم عليها هكذا؟" سألته ليرفع كتفه بغير اهتمام لألف وجهي لجهاز الحاسوب.
"اذا كيف يجري الامر معك؟" سأل مشيرا للحاسوب و تنهدت ناظرا للأحرف الامطبوعه عليه، "انا فقط اكتب و اكتب و لا أعلم كيف انهي الأمر، اعني هو اكتشف ان كل ما كان يعيشه كان مجرد وهم و الآن انا لا اعلم ماذا اكتب، ما اعنيه هو أني لا اصل لنهايه" قلت له بإستياء.
"اوه حبي" قال عندما لحظ عبوسي و اقترب مني مجددا مقبلا شفتاي بسرعه، "لا بأس ما رأيك ان جعلت الكتاب بنهاية مفتوحه؟" قال و عضضت على شفتاي مفكرا بالأمر، انامله كانت تمسح على وجنتي و انا فقط استرخي من لمساته.
"سيشتمني الكثير من الناس ان فعلتها" قلت له ليضحك و يقبل جبيني، "هم بإستطاعتهم التفكير بنهاية للكتاب، لا اريد من زوجي ان يتعب عقله و عيناه بالتفكير و الكتابه" قال لأبتسم بقوه و اومئ له.
"اذا نهايه مفتوحه؟" سأل لأومىء ايجابا، "رائع و اخيرا تمكنت من فعل شيء مفيد بحياتي، لكن ألا تعتقد ان استخدام اسمائنا فالٌ سيء؟" تحدث مجددا لأضحك مجيبا اياه.
"لوي عزيزي ألا زلت حقا تفكر بالـ 'الفال'؟" سألته ليومئ لي و اهز رأسي بيأس، "و ايضا لم يجب علي ان اكون انا الشبح و انت البطل لما ليس العكس؟" قال مصطنعا العبوس لأقهقه.
"اولا لأنه كتابي، ثانياً جعلتك المسيطر بالكتاب عليك ان تفرح لهذا، ثالثاً انت جميلٌ جدا على ان تكون بشري" قلت لأرى وجه يصطبغ بالأحمر، "اعتقد اني لن اعتاد ابدا على ان زوجي كاتب" قال بصوتٍ منخفض و خرج من الغرفة و انا فقط اضحك.
عدت بنظر للحاسوب و نظرت للشاشه بتحدي، "حسنا اذا سأنهيكِ بسرعه و اذهب للو"...
النهايه؛
Коментарі