1.
2.
3.
4.
5.
6.
7.
8.
9.
9.
10.
11.
12.
13.
14.
15. The End.
16, another end
6.
مستلقي على سريره بعد انتهاءه من احدى كتب اجآثا كريستي، كان يفكر كيف ان الفتاة ظنت انها القاتله مع انها لم تكن كذلك، لكن من حولها اقنعها بأنها من قتلت ماري.

الامر كان كمن كذب كذبة و صدقها!

نفس الامر يحصل مع هاري، هو ليس عار على المجتمع كما يقول اقرانه، هو ليس هدر للأكسجين.

لا احد عار على المجتمع، و الاكسجين لم يهدره احد، الناس قالوا تلك الكلمات و هو اقتنع بها و لا يريد ان يقنعه احد بالعكس.

كان دائما ما يردد كلماتهم في ذهنه مؤكدا لنفسه بأن كذلك، لم يكن يردد كلمات ابيه المشجعه، او كلمات معلمة الجيتار خاصته اللطيفه.

هو فقط يصدق ما هو سيء، و هذا سيء.

"هاري بني؟" قال والد هاري طارقا على الباب.

"ادخل" سمح هاري لوالده بالدخول و جلس معتدلا.

"بني سأذهب للعمل و ربما اتأخر في دوريتي، اعتمد عليك في بقائك وحيدا هنا...لا حفلات و فتيات حسنا ايها الشاب، الى اللقاء"  تحدث والد هاري بنبرة لعوبة اخر كلامه، و انهى حديثه بقبلة وداع على جبين هاري.

ابتسم هاري بسخريه حالما رحل والده عائد بظهره للوراء ليستلقي مجددا.

"هه حفلات و فتيات، حقا ابي؟" همس لنفسه و ضحك بخفه على ما قاله والده.

تأمل الحائط مفكرا بلا شيء، حرفيا لا شيء.

بعد مدة اصدرت معدته صوت زقزقة افاقته من شروده، تنهد بملل و وضع يده على بطنه عندما قرصه الجوع، هو لم يضع اي شيء داخل فمه من ثلاثة ايام سوى الماء.

استقام بجسده و زحف على سريره ليصل لجانب المنضده، فتحها و بحث داخلها عن اقراص البروتين لكنه لم يجد شيئا.

تنهد للمرة العاشره و نهض عن سريره بكسل غير راغب بالنهوض حقا.

جر قدما للأسفل متجها للصيدلية الصغيره التي في المطبخ، بحث مطولا بين جميع الادوية و عدة الاسعافات الاوليه و اخيرا وجد واحده.

اخذ كأس زجاجيا و ملأه بالماء، شربه دفعة واحده بعد وضع قرص الدواء داخل فمه.

نقل عيناه في زوايا المطبخ دون اي سبب، تنهد مجددا و وضع الكأس جانبا.

عندما هم بالصعود لغرفته وجد ملف باللون الاصفر الباهت على طاولة الطعام.

كان مكتوب على الملف اسم والده و يعتليه ختم باللون الاحمر، تغلب عليه فضوله و اخذ الملف بيداه ليقرأ ما يحوي.

'بيان للسيد ادوارد ستايلز، الرجاء الحضور للمحكمه العليا في الخامس و العشرين من آب الموافق ليوم الأحد.'

قرأ بصوت خافت و لكن مسموع، لكنه لم يكمل، هو علم فورا لما تم دعوة والده.

انها اجراءات الطلاق بينه و بين سامنثا، لقد مر اسبوعان و نصف بالفعل منذ ان رحلت.

تنهد مجددا و شعر بغصة في حنجرته، هو يبعد والده عن من احب بسبب مشاكله و حساسيته المفرطه.

اغلق الملف و رماه على الطاوله، سحب مفاتيح المنزل و هاتفه و خرج من المنزل لملاذه الوحيد.

تلك الارجوحه و لوي، مضى شهر منذ ان تعرف بلوي، هو بشكل ما تعلق به.

لا يكتمل يومه الا بمقابلته و التكلم معه.

هو عرف الكثير عن لوي، و لوي عرف الكثير عن هاري بالمقابل.

هو حسنا، يعتبره صديقه الاول و الوحيد بما انه لم يحضى بصداقات يوما، و هو يجد الامر غريبا بأنه يستطيع التحدث مع لوي بشكل طبيعي دون دمج الاحرف مع بعضها.

عبر هاري بوابة الحديقة ناظرا لقدماه مفكرا بإنفصال والده عن سامنثا.

هناك سببان لإنفصالهما، سبب مباشر و اخر غير مباشر و حسنا الاثنان هاري!

جلس هاري على الارجوحه غير مرحب بلوي الذي رفع حاجبه له، تلك ليس بعادته.

علم لوي بأن هاري يفكر بقول شيء ما، الطريقة التي ينظر بها هاري للارض عندما يفكر حفظها لوي، كيف انه يعقد حاجبه و يعض على طرف شفته.

"ما الامر هاري؟" سأل لوي و لأول مرة منذ شهر شعر هاري بنبرة الاهتمام بصوته، و هذا غريب!

رفع هاري عيناه لتقابله خاصتا لوي، حدق به للحظه ثم اعاد نظره للارض.

"ابي و سامنثا.." تكلم هاري و حرك قدماه للامام و الخلف، بدا ذاك لطيفا للوي الذي ظهر شبح ابتسامة على شفتاه.

"ما بهم؟" ، "هم سيتطلقون بعد شهر..بسببي" قال هاري و شعر بعيناه تحرقانه.

خرجت 'اوه' صغيره من فم لوي ثم نظر لأمامه متحدثا، "و لما تظن انك السبب؟".

"انا السبب، لو ان ابي لم يسمع سامنثا تؤنبني لما انفص-..لحظه واحده" كاد هاري على وشك الاكمال ثم صمت لتنمو ابتسامة خفيفة على وجه لوي.

"لولا ان سامنثا لم تشتمني لما انفصل ابي عنها..هي السبب و ليس انا" قال هاري بصوت عال عندما ادرك الامر.

رفع لوي رأسه للقمر و تحدث مع هاري ببرود "أرأيت انت فقط احمق، ان كنت طرف خيط في مشكلة ما لا يعني انك انت سبب المشكلة بأكملها! انت فقط تلوم نفسك على لا شيء..عليك حقا التوقف عن فعل هذا".

"لا اعلم لوي...لا اعلم" قال هاري و حرك ارجوحته ببطء.

هو لم يرد التحدث اكثر، هناك الكثير في قلبه يود الاباحة به، لكنه سيشعر بأنه مثير للشفقه ان اخبر لوي عن ماضيه الذي ظن بأنه مقرف، و الذي هو فعلا مقرف.

في طفولته كان الجميع يضع اللوم دون فعل اي شيء، للحظة هو شعر بأنه سبب موت امه مع ان لا حول له بالأمر..الناس حوله منذ طفولته جعلوه يشعر كما لو انه سبب الاحتباس الحراري و ثقب الاوزون.

لذا هو فضل الصمت..

نظى هاري للقمر مفكرا بأمه، و بتلك التهويدة التي كانت دوما تشدوها له بصوتها الرقيق قبل نومه.

هو عشقها و لا زال يحفظها، و لا زال يذكر كيف ان امه كانت تلعب بتجعيدات هاري و هي تغنيها، كيف تهمس بكلماتها على وجنتاه، مقبلة جبينه بعد كل سطر.

اخذ نفسا عميقا ثم بدأ بالغناء بصوت خفيف متناسيا لوي بجانبه.

"في الغيوم، حيث تغني الملائكه...في عيناك حيث اريد ان اكون.

و ابتسامتك..هي كل ما ارى،

هي تعلم بأني احتاج حبها..هي تعلم بأني احتاج لمساتها..هي تلعب بقلبي و مشاعري".

صمت هاري عندما سمع صوت اخر يغني معه، نظر لجانبه و كان لوي ينظر للسماء و يغني و لأول مره و بعد سبع سنوات احس هاري بالدفء مجددا.

صوت لوي اشعره بالأمان، بالدفء، بالحب و بالمنزل، صوته كان رقيق، كان يبدو كما لو كان ملاك مكسور و سيبكي في اي لحظة بسبب تلك البحة التي في صوتها.

هي ظهرت عندما غنا اكثر، نظر هاري مطولا للوي الذي يغني متناسيا وجود هاري هو الاخر، هاري علم بأن تلك التهويده عنت شيئا للوي بسبب اللمعة التي في عيناه.

ابتسم هاري و بقي محدقا بلوي و قرر الاكمال معه، "انا..احتاج..شخصا..يحبني..بصفاء".

هاري لطالما احب شروق الشمس و غروبها، منظر انعكاسها على البحر او كيف انها تختفي بين البنايات عندما تغيب، كان هذا افضل منظر لهاري..كان يشعره بالأمان و الحب، تلك المشاعر الصادقه و الجميله.

لكن الآن ما يحب هاري هو منظر لوي عندما ينعكس ضوء القمر عليه، كيف تحط ظلال رموشه الطويله اسفل عيناه على وجنتاه، كيف تلمع عيناه عند النظر للسماء، شعره الريشي الذي يحركه الهواء ليجعل من لوي كما لو انه لوحة فنية لدافنشي.

هاري شعر بالامان و الحب و الطمئنينه عند النظر للوي فقط و الجلوس بجانبه دون لمسه حتى، هو اعترف لنفسه بانه معحب بالفتى.

"اوه صحيح انت تأتي لهنا منذ فترة طويله، أليس كذلك؟" سأل هاري فجأة قاطعا الصمت الذي دام طويلا لينظر له لوي.

"نعم، طويلة جدا..لما تسأل؟" تحدث لوي و اشاح بعينيه لأصابعه عندما نظر هاري لزرقاوتاه.

"لما الناس هنا يتجنبون التأرجح على هذه الارجوحه على عكس الأخريات؟" قال هاري بإستنكار عاقدا حاجباه ليبدو ظريفا..جدا.

"حسنا انت لا تتجنب التأرجح عليها" قال لوي ببرود كعادته و نظر لساعة يده نظرة خاطفه.

"اعلم..لكن غيري يفعل، لما؟" سأل هاري مجددا و الفضول حتما يقتله.

"لا اعلم هاري، لا اعلم" قال لوي و لاحظ هاري نبرة الانزعاج الشديده في صوته.

طأطء هاري رأسه ارضا لتنزل تجعيدات شعرع هلى عيناه حاجبة عبوسه، هو كره انزعاج لوي منه.

"اسف حسنا...انا لا اعلم لما حقا و علي العودة الآن" قال لوي و تلك الاسف خارجة من قلبه هذه المره.

عبس هاري اكثر عندما علم بأن لوي عليه العوده،"أحقا عليك العوده، الوقت لا زال مب-.." صمت هاري عندما ادرك بأنها على وشك ان تصبح الواحدة و النصف بعد منتصف الليل.

هو ابدا لم يشعر بالوقت يمضي!

"أرأيت انا متأخر و انت كذلك..عد لمنزلك والدك سيقلق الآن" قال لوي ناهضا عن الارجوحه.

نظر هاري لملابس لوي، هي اول مره يقف بها لوي امامه، كان هناك بقعة دماء متوسطة الحجم بطرف قميصه من الاسفل.

"ما هذا؟" شهق هاري مذعورا عندما رآها و اراد لمس لوي.

ابتعد لوي للخلف بسرعه و نظر لهاري بحده، و لو كانت النظرات تقتل لكان هاري الآن تتلى عليه اخر الصلوات.

"اوه انا اسف اعلم لا لمس..لكن ما هذه الدماء؟ أأنت بخير؟" سأل هاري و عيناه تحملان نظرات قلقه.

"انا بخير عد لمنزلك فحسب" قال لوي بهدوء بارد كالعاده ليزفر هاري بقوه.

"لا لوي اخ-.." قاطع لوي هاري بصراخ مخيف جدا.

"اللعنة هاري فقط عد لمنزلك حسنا" صرخ لوي على هاري بألم و غضب و شد طرف قميصه الذي يحوي الدماء على يده اليسرى بقوه قبل ان يركض مختفيا بين الشجر خلفه.

نظر هاري للوي الذي يركض بصدمه مفكرا بما اللعنه التي حدثت؟ و ما كانت تلك الدماء؟

"أحقا صرخ بوجهي؟"


-



* اعزائي، بالنسبة لترجمة أغنية زين "ازرق"، أعتقد أنه كان يعني الحب النقي، مع أنَّ اللون الازرق يُشير للحُزن، لكن اعتقد بأن الترجمة هكذا أفضل!

© zara. ,
книга «The Swing.».
Коментарі