8.
"هاري..هارولد..بني استيقظ انه اليوم الاول في مدرستك الجديده..هيا بني" يحاول ادوارد إيقاظ هاري الذي هو بالفعل مستيقظ.
هو فقط لا يريد مغادرة السرير، لا يريد الذهاب للمدرسه و لا يريد التحرك ابدا، يريد فقط الهدوء و السلام و الوساده!
"هاري استطيع رؤيتك ترمش، هيا استيقظ" يوكز ادوارد كتف هاري بلطف ليفتح عيناه، هو حفظ طباع ابنه و هو يعلم انه مستيقظ لكنه متردد بالذهاب.
هذا آلم ادوارد قليلا، ماذا لو حصل لهاري مثل ما حصله له في مدرسته السابقه؟ ماذا لو لم يتأقلم على هذه المدرسة ايضا؟ ماذا لو أذوه الطلاب مجددا؟
و يالصدفه! هذا ما يشغل بال هاري حاليا، هو لا يريد المدرسه، و من يريدها؟
فتح عيناه اخيرا و نظر لوالده مطولا قبل ان يهمس "سأكون بخير صحيح؟".
تنهد ادوارد و مسح على شعر وحيده الذي اغمض عيناه من لمسة ابيه، "نعم بني ستكون كذلك" قالها شاعرا بقلبه يؤلمه لحال ابنه، هو لديه ذاك الشعور الذي يخبره بأن الامور ستكون سيئه، لكن هو قرر دفع ذاك الشعور بعيدا و الابتسام في وجه ولده.
اخذ هاري نفسا عميقا و زفره بقوه، هو عليه مواجهة واقعه آجلا ام عاجلا، لذا ازال الغطاء الخفيف عنه بقوه متحسرا على ايام الاجازه التي ضاعت هبائا هلى لا شيء..لكنه تعرف على لوي في العطله و هذا بطريقة ما امر جيد.
اتجه للدورة المياه ليقوم بروتين الصباح المعتاد، هو ترك روتين الاستيقاظ صباحا منذ ثلاثة اشهر لكنه يشعر كما لو انه قام به البارحه و هذا مقرف..المدرسه مقرفه!
لم يفعل الكثير بالعطله، فقط المزيد من الوشوم و حلق شفاه و حلق اذن فقط..حسنا هذا كثير.
هو كان بداخله ذاك الفتى الذي يتبع اسلوب البانك و هاري اخرجه عندما بلغ الثامنة عشر.
ارتدى تانك توب بيضاء كتب عليه ' rolling stone' و بنطال اسود ضيق التف حول ساقاه بمثاليه، حرك شعره بعشوائيه و لم ينسى تحديد العيون ذو اللون الازرق الغامق، هو فقط جعله مثاليا بشكل مثالي.
اخذ هاتفه و حقيبته التي لا يعلم ما بها، والده حضرها له في الامس هي كانت سوداء كروحه، هذا ما اعتقد هو.
الاسود بدأ يسيطر شيئا فشئا على هاري، ملابسه، اغراضه، و نفسه!
"ابي سأخرج" صاح هاري هاما بالخروج من المنزل.
"ماذا عن افطارك؟" خرج ادوارد من المطبخ مرتديا المئزر ليبتسم هاري بسخريه.
"شكرا ابي سأتناول شيئا لاحقا" هو كذب، هو دائما ما يكذب عندما يتعلق الامر بالطعام، اصبح الامر كعادة له.
خرج من المنزل قبل تفوه والده بشيء ما، كان يمشي في الطريق رأسه في الارض.
الوشوم و الثقبان الذان في شفته و اذنه و ملابسه اضافا طابع الفتى السيء على هاري..هذا ما ستتوقته ان حكمت عليه دون التحدث معه.
كان يفكر بالطريق بطريقة تجعله لا يتحدث مع طلاب المدرسه طول العام.
المدرسه كانت قريبه جدا من منزله لذا هو و للأسف امامها الآن، ينظر حوله ليرى المدرسه ممتلئه.
الطلاب مع اصدقائهم و هو وحده، الجميع يتحدث مع احد و هو وحده، الجميع يتشاركون الضحكات و هو وحده!
حالما دخل الساحة الاماميه للمدرسه الانظار اتجهت نحوه و الهمسات اصبحت جميعها عنه، مدرسة في هذه البلده بالتأكيد الجميع يعرف بعضهم البعض و اذا أتى طالب جديد الجميع سيلاحظ طبعا.
لم يرفع هاري رأسه ابدا، هو فقط نظر لقدميه و كأنهما اهم شيء بالعالم، مشى لداخل المدرسه حاملا حقيبته على كتف واحد متجاهلا التحديقات به.
قرر عدم سؤال اي طالب عن مكتب المدير، السبب الاول بأنه سيبدأ بالتئتئه و سيحرج نفسه و السبب الثاني بأنه يذكر مكانه من اخر مرة قدم هنا، لذا جر قدماه ببطء نحو مكتب المدير لأخذ جدوله و مفتاح خزانته.
وصل نحو باب المكتب و طرقه قبل ان يسمع صوت المدير "ادخل".
"اوه هاري كيف حالك؟" قال المدير حالما دخل هاري، هاري ظن بأنه يتحدث كثيرا هو ظن بأن سكان هذه البلده يتحدثون كثيرا!
اكتفى هاري بالإيماء له مما جعل المدير يتذكر مشكلته، ابتسم السيد نيلسن له و اخرج مفتاحا صغيرا و ورقة من المنضدة التي بجانبه.
"لا بد و أنك اتيت لمفتاح خزانتك و جدولك، تفضل بني ها هم..عام دراسي سعيد" قال المدير ليتمتم هاري بشكرا مفكرا بأي سعادة هي ان يدخل المدرسه؟
خرج من مكتب السيد الثرثار كما اطلق عليه، لو هاري يستطيع التحدث دون مشكله لكان جلس المدير معه ليتحدث للغد.
بحث عن خزانه رقم ثمانية عشر في كل الممرات، و وجدها اخيرا، فتحها و وضع حقيبته به ليأخذ كتاب الأحياء، هذا اول فصل لديه اليوم.
و لحسن حظه فصل الاحياء كان بجانب خزانته، اخذ نفسا عميقا و طرق على الباب ليسمح له معلم المادة بالدخول.
"اوه مرحبا لا بد انك الطالب الجديد هاري؟" قال المعلم و هو ينظر لورقة ما ليومئ هاري مجددا.
"حسنا تفضل اجلس هاري في اي مكان..لا دراسة لأول يوم كما ترى" قال استاذ الاحياء و هو يبتسم.
نظر هاري حوله ليرى بأن المقعد الاخير فارغ، حمد ربه مليون مره و اتجه له بهدوء.
كان يفكر بأن اعداد الطلاب في فصل الاحياء قليله هم يبدو-..قبل ان يكمل تفكيره كان وجهه قد عانق الارض!
Коментарі