1.
2.
3.
4.
5.
6.
7.
8.
9.
9.
10.
11.
12.
13.
14.
15. The End.
16, another end
12.


يومٌ جديد، لكن نفس الروتين القديم، ما عليه فعله صباحاً هو الاغتسال، ارتداء الملابس و الخروج للمدرسه،
لكن هاري اراد اضافة شيء جديد لقائمة روتينه الصباحيه، ربما طعام !

خرج من منزله بعد تناوله فطوره، هو لم يرى والده امساً و لا اليوم ايضاً، ربما هي احدى مناوبته في العمل، هذا ما فكر به الفتى الصغير.

سار لمدرسته و هو يستمع لإحدى اغاني (ذا سكريبت)، متفحصاً الظروف الذي ناوله اياها لوي البارحه.

هو لا يزال يفكر بما حصل بالأمس، هو لم يستطع النوم سوى لساعتين، بقي يخطط لمستقبلٍ كاملٍ مع لوي..في احلامه طبعاً!

تخيل اشياء لطيفه جداً و اشياء..حسناً، لا يجب التحدث عنها.

"آبي هانوفر...من هذه يا ترى؟" تحدث الفتى مع نفسه قارئاً الظرف الاول الذي بين يديه
ازال سماعته عن اذنيه و بدأ بقرأة الظروف واحداً تلو الاخر، "إيرنيست توملنسن" ، "ويليام توملنسن"، "ماك ويذرلي"، "جيس باتريك".

عقد هاري حاجبيه مفكراً، هناك ظرفان الاسم الاخير لهما كإسم لوي، هم من عائلته، لما هو عليه إرسال الظروف؟

أراد هاري بسبب فضوله الاستفسار عن هؤلاء الناس اولاً، هو اصبح لديه هوس بأي شيء يخص لوي.

أراد الذهاب الآن لمكتبة البلده و البحث بسجلاتها، هو يعرف هؤلاء العائلات جميعهم من هذي البلده!

نظر لساعة يده و غير رأيه هو سيتأخر عن المدرسه، و حتما لا يريد ان يتم توبيخه من المدير.

طوال الطريق المتبقي الشيء الوحيد الذي فكر به هو من هي تلك الآبي؟ ربما هي حبيبته؟ لكن ان كانت لوي سيخبره صحيح؟ حسناً لوي لا يتحدث كثيرا، لكن على الاقل كان ليخبره.

هو دائماً ما يتردد اذ اراد سؤاله عن ميوله الجنسي،كان يشعر بالإحراج!

تنهد حالما وصل مدرسته و دخل اليها صامتا كالعاده.

"مرحبا هاري" سمع صوت حمحمة خلفه عندما وصل خزانته، أدار وجهه و نظر لفتى بطوله تقريبا، ربما أطول، عينان سوداوان، ملابس سوداء بالكامل بشرة بيضاء جداً و رائحة سكائر تفوح منه.

"اهلاً؟" قال هاري عاقدا حاجبيه.

"هذه خزانتي"..همس الفتى بصوت هادئ جدا، نظر هاري للخزانه و كانت تحوي الرقم ثمانية عشر، لا؟ هذه خزانة هاري قطعاً!

"اسف لك-.." صمت حالما أعاد ببصره للفتى و كان قد اختفى، عقد حاجبيه و نظر حوله، لقد كان هناك فتى للتو اطول منه، اين اختفى بهذه لسرعه؟

وقف بمنتصف الممر يبحث عن الفتى دافعا جميع الطلاب الذين يقتربون منه، بدأ الطلبة ينظرون له بإستغراب، لذا أغلق خزانته و سار بعيداً لدرسه الاول.

دخل هاري فصله و الذي كان عبارة عن فصل الأدب الانجليزي، "إيرنست توملنسن و جاك سيمس...لمكتبي حالاً"، قال المدير عبر السماعه المعلقه بقاعة الدراسه حالما بدأ الطلاب بالجلوس في مقاعدهم.

إرنست توملنسن؟ فكر هاري بأنه اسم مألوف عليه، تذكر هاري بأن نفس الفتى المذكور بإحدى ظروف لوي.

سمع صوت كرسيين بأخر الفصل يتحركان، نظر خلفه، كان قد وقف ولدان، احدهما يبدو سيئا للغايه من مظهره و ضخامته، و الاخر يبدو صغيرا و لطيفا و قابلا للإحتضان..هو رأى هذا الفتى من قبل، عصر عقله ليتذكر لكنه لم يفعل، عقله كان مشوش.

عليه فقط معرفة من هو ارنست و سيسلمه الظرف اليوم.

خرج الولدان و هما يبتسمان بخبث، هو غير رأيه عن الفتى الاخر اللطيف بسبب تلك الابتسامه..هو غير قابل للإحتضان ابداً.

"حسناً ايها الطلاب إنسوا امرهم و لنبدأ الدرس..اليوم لديكم كتاب (وردة لإميلي) لتقرأوه، هي قصه قصيره كما معضمكم يعلم..لكن لا تستخفوا بها لأن علامات التقرير الاولي تعتمد عليها..لذا سأقرأ اسمائكم و اقسمكم لفريق مكون من ثلاث لتأتوا لي بكل شيء عن تلك القصه..حرفيا كل شيء"

حالما قال استاذ مادة الادب هذا بدأ الطلاب بالصلاة و مشابكة اصابعهم ليكون كل واحد مع صديقه إلا هاري طبعاً هو بتلك اللحظه اراد الموت لأنه و كما هو واضح لا يتفق مع طلاب هذه المدرسة ابداً!

"حسناً اذا اول ثلاثه حسب الترتيب الابجدي هم آدم رايت، آلين واترسن، ببشوب جونسن" تحدث معلم الصف لتتنهد الفتاة المدعوه آلين قالبتاً عيناها ناظرتاً ﻵدم و بيشوب الذان يتفصافحان بفرحه شديده، علم هاري انهما صديقان.

استمر المعلم على هذا الحال حتى وصل لحرف ال(G)،" جورجيا بلاك، جيما نيلسن و..هاري ستايلز" حالما نطق المعلم شهقت جورجيا بقوه أما جيما اكتفت فقط بقلب أعينها تحت نظرات الفصل الغير مفهومه.

"سيد دايمند اطالب بتغيير شريكي" تحدثت جورجيا بتعجرف رافعتا يدها بالهواء.

"يا الهي" همس السيد دايمند قبل ان يهتف بصوت عالي "طلاب من منكم يريد تبديل شركائه مع جورجيا؟" ، بتلك اللحظه حل الصمت على الفصل بأكمله  اكتفى بعض الطلاب بهز رؤوسهم رفضاً.

"اسف جورجيا لا احد يريد التبديل" قال سيد دايمند متوجهاً لمكتبه ليأخذ دزينة من الروايه.

"لا يهمني انه ليس بإستطاعتك فعل هذا اريد تغيير شركائي او اخراجي انا او ذاك الهاري من المجموعه" عارضت الفتاه مجددا ليضرب هاري رأسه بقوة على الطاوله من شدة الملل و الدراما الذان يحدثان.

"جورجيا ليس بإستطاعتي
كلهم يبدون سعداء بمجموعاتهم، و لو اخرجتك من المجموعه انت او هاري لن يكون لكم شركاء" قال سيد دايمند بملل شديد موزعاً الكتب على الطلاب.

"للمره المليون لا يهمني فق-..."، "اللعنه عليك يا هذه فقط ضعي لسانك بفمك و اصمتي" قاطعت جيما كلام جورجيا بصراخها عليها.

صمتت جورجيا و جلست بمضض، جيما ابنة المدير، هي لا تستخدم سلطتها 'كإبنة مدير' إلا على امثال جورجيا..أي المتعجرفين.

اخذت جيما حقيبتها و جلست بجانب هاري مبتسمتاً له ابتسامة خلابه، "اهلا، و لا تشكرني" قالت حالما جلست ليظهر شبح ابتسامة هاري هي لطيفه!

...

أتعلم فرحة تلقيّ شيئا لطالما ما اردته بيوم مولدك، او ان ترزق بمولود لأول مره، او ان يحل السلام العالمي، الفرحه التي تستولي عليك تلك اللحظه لا تساوي شيئا بجانب فرحة طالب عندما يسمع الجرس معلنا عن نهاية اليوم الدراسي.

و هذا ما شعر به هاري حالما خرج من فصل الرياضيات، ركض خارج المدرسة مصتدماً بالطلاب.

ذهب كالعادة للحديقه و لنفس مكانه المعتاد، لكن هذه المره جلس ارضاً و ظهره مركيٌّ على ساق الشجرة الضخم.

هو أراد ان يبدأ بإرسال الظروف من اجل لوي، لذا بدأ بالظرف الاول، 'آبي هانوفر'.

عندما نظر لعنوان سكنها علم بأنها تسكن بنيويورك لذا لا امل لمقابلتها، تنهد و لا زالت تساوره بعض الشكوك حول تلك الفتاه.

وضع الظرف جانبا و رأى الذي يليه، كان بإسم ارنست، هو اعتقد انه شقيق لوي، او بالاحرى تأكد لأن الفتى القصير ذاك كان يشبهه كثيرا، لكن بشعر اشقر.

قرأ العنوان و تفاجأ حقاً، هو لا يبتعد عنه سوى ببضعة منازل، ابتسم و وضع الظرف ارضا بجانب الاول.
اخذ الظرف الثالث و كان بإسم 'جيس باتريك'، نظر هارولد للعنوان و كان ريف لندن، وضع الظرف فوق ظرف 'آبي' محبطاً.

اخذ الظرف الثالث و كان بإسم 'ويليام توملنسن', نظر للعنوان و عقد حاجباه، هو نفس عنوان الفتى المدعو ب 'إرنست'، احتمال كبير ان يكونا من عائلة لوي.

لكن ان كانت عائلة لوي تسكن  بالبلدة لما عليه هو ان يبعث لهم الظروف بين بإمكان لوي ان يعطيها لهم فحسب؟

مد هاري شفتاه بغير رضا متشككاَ حول هذا الموضوع،  اخذ اخر ظرف و كان مرسلا ل'ماك ويذرلي'، نظر للعنوان و كان خارج البلدة هو ايضاَ.

شعر هاري بالإحباط الشديد، وضع الظرف فوق ظرفا 'آبي' و 'جيس' مقرراً ارسال هذه الظروف بالبريد، اما ظرفا 'ويليام' و 'ايرنست' قرر إعطائهما لهما شخصياً.

أعاد وضع الظروف بحقيبته، و اخذ سماعتا اذنيه من جيبه ليستمع لإحدى الاغاني الموجودة على جهازه الآيبود.

خرج من الحديقة متخذا طريقه لمكتب البريد في وسط البلدة، هو قرر المشي بدل إتخاذ الحافله كوسيلة للوصول بوجهها، مع ان مكتب البريد يبتعد عن الحديقة خمسة عشر دقيقة مشياً، هو فقط أراد التفكير.

هو إعترف انه يائس تماماً، لقد فقد رغبته بالأشياء، و الأشخاص و الحياة...الفجوة بينه و بين العالم تتسع! و هو لا يبدي اي رد فعل لذلك.

لكن منذ ان رأى لوي و توازن عالمه إختل، اصبح يستيقظ، و يبكي، و ينام سعيداً.

كان دائماً ما يقنع نفسه، انه سيظهر من عتمته قمر، ربما هذا القمر هو لوي!

هو كان يفتقد الشهيه لكل شيء قبل مقابلة ذو الأعين الزرقاء، لوي بطريقة ما أعاد الحياة لروحه الميته، هو كان ميت من داخله.

هو ادرك حينها ان مأساة الحياه ليست الموت، بل ما سمح لموته داخله و هو حي، هو ندم..هو ندم كثيرا للسنوات التي ضاعت و التي قضاها يندب بها حظه.

و ماذا اذا كان يعاني مشكلة بالكلام؟ لما إهتم لرأي الناس؟ لما سمح لهم بالتأثير عليه سلبياً بهذه الطريقه؟ هو أراد التمني العودة بالزمن، لكن لو فعل كان لربما لن يقابل لوي..و هذا اخر ما يريده هاري!

لوي اثر عليه ايجابياً على عكس باقي من حوله، هو كان هناك دائماً له، كان يحميه من السقوط، كان سلمه للصعود للسماء...للأعلى.

عادت به ذاكرته لمحادثة بينه و بين لوي قبل شهران.

عوده للماضي -قبل شهران-

"ألن تسألني على الأقل ما بي و لما انا حزين؟" سأل هاري ناظرا للفتى الاكبر بغضب.

"لا..لكني بالفعل أنتظرك لتتحدث" قال لوي محدقاً بلا شيء.

"و لما اتحدث و ازعجك سيد توملنسن، انت حتى تبدو منزعجاً من الحديث معي..أتعلم لا عليك سأرحل" تحدث هاري بغضب و أراد الوقوف عن ارجوحته، لكن يد باردة اوقفته.

"حسنا ان كان هذا يريحك...ما الأمر هاري؟ لما تبدو حزيناً هكذا..و كالعاده؟" قال لوي و سحب هاري ليجلس مجدداً على الارجوحه.

كان فكر هاري مشوش، كان يتمعن النظر بيد لوي التي تحكم قبضتها على معصمه، هي كانت باردة جداً لكن ارسلت دفئا لقلب هاري.

"أين شردت؟" فرقع لوي اصابعه أمام وجه هاري ليستعيد الفتى الاصغر إنتباهه.

"أ- اسف" اعتذر هاري و أزال لوي يده عن معصمه منتظراً منه التحدث.

"حسناً الأمر و ما به أن يوم مولدي إقترب، و بسبب حظي الجيد..هو يصدف انه ذكرى موت والدتي ايضا" تحدث هاري حابسا دموعه لوقت لاحق.

"انا فقط لا أريد الإحتفال به، أريد محوه من التقويم و من عقل أبي و عقلي" أكمل الأصغر شاعراً بغصة تتجمع بحنجرته، نظره اصبح مشوشاً و عيناه تحرقانه.

"اذاً لا تفعل" أجاب لوي بإختصار لينظر له هاري رافعاً حاجبه.

"لا افعل ماذا؟" سأل هاري.

"لا تحتفل بيوم مولدك و دع الماضي يتحكم بك" قال لوي بغير إهتمام.

"عفواً؟" هاري.

"إسمع هاري، انت مقيد بشيء يدعى الماضي، انت لا تستيع تخطيه...مهما كانت تلك السلاسل الاتي يرجعنك للخلف، لا تدعهن يحبطنك..هن يمنعنك من التقدم، من التحرك للأمام...يمنعنك حتى من التخطيط لمستقبلك" قال لوي ناظراً لعينا هاري، و كأنه يوجه الكلام لقلب هاري و ليس لعقله.

"لكنها والدتي و هذا صعب" تحدث هاري منفعلاً.

"لم اقل لك ان تنسى والدتك، لكن عليك تخطي حادثة موتها، ان لم تفعل لن يكون هناك أحد سيحزن على موتك انت يوما ما".

عوده الحاضر.

ابتسم هاري متذكراً كلمات لوي ، هو يبتسم عندما يتذكر لوي دوماً..هو يبتسم طيلة الوقت لأن لا شيء يدور بعقله منذ شهران غير لوي.

هو فعلاً قد قُيِّد بالماضي، لكنه حالياً يتحرر منه، هو يمتلك جروحاً قديمه، حتى لو من المستحيل رؤيتها..هي تؤلمه، تؤلمه كثيراً، لكن بسبب ذو الزرقاوتان هو لم يعد يشعر بتلك الجروح، ندباتُ قلبه تعافت.

اخذه تفكيره بعيداً جداـ، اذ انه لم يشعر بالوقت يمضي و هو يتجه لمكتب البريد، ها هو الآن أمامه، وضع ظروف الأشخاص الذين لا يسكنون بالبلدة بصندوق البريد، أما الظرفان المتبقيان هو ذاهب الآن للعنوان المحدد ليرسلهما شخصياً.
© zara. ,
книга «The Swing.».
Коментарі