Ch 육 (Birthday)
(جَرو!)
شَهق "كيونجسوو" من المُفاجأة و هو لايَزال غير مُصدق لعيّناه، لقد أحضَر لهُ "تشانيول" جَرواً!
(أَعجبك؟) تَسائل الشّاب بِحذر بَينما يَحمل الصّندوق الذي بداخله الحيوان الصّغير، كان قلقاً مِن ردود الفِعل بشدة لكنه الآن ليسَ نادماً أبداً على هديته،
لا نَدم بالتأكيد و هو يَرى "كيونجسوو" الذي يُحاول عَدم تَمزيق وجهه بالإِبتسام.
عندما كان مَاراً من شَارع 'رِيجنّت' بعد إنتهاء عَمله على قضية هناك، سَمع وَسط أَبواقِ السّيارات الصاخبة صَوتاً ضَعيفاً إِستحوذَ على إِنتباهه.
نَظر حولهُ بطريقة خَاطفة لامُبالية.. و فوراً وَقعت عيناهُ على الكَائن اللّطيف في واجهة محلٍ للحيواناتِ الأليفة، جَرو رَمادي مِن نَوع toy poodle يبدو أَنّ عُمره لم يَتجاوز الأسبوعَ بعد، وحيد في القَفص و يُصدر نُباحاً ضَعيفاً يُمزق نِياط القلوبِ مِن لطافته.
شَيء حِيال الجرو ذكرهُ بالصّغير "كيونجسوو" كلاهما صغير و لطيف و مُحبب للقلب و يُرغمانِ النّاظرين بالشّعور بِرغبة بحمايتهم.
فِكرة خاطفة عَصفت بِه بأن يُهادي الجَرو للصّغير في عيد مولده، لكن عقلهُ صفعه بحقيقة أنّ الدونغ سينغ خَاصتهُ لا يزالُ في عُمر السادسة و لا يستطيع حَمل مسئولية كائن حيّ و الأهم أن السيدة "دو" كانت مِن نوع السيدات اللواتي يعتقدنَ أن الحيوانات تجلبُ الأرواحَ الشريرة للمنزل.
طأطأ رأسه بأسى و إستدارَ إتجاه طريقِ عودته، لكن الجرو بدا أنهُ لاحظه للتو و بدأَ ينبح و يحرك ذيله بحماسٍ واضعاً قائمتيه على الزجاج و كأنه يحاولُ الوصول اليه.
حينها هَرَعَ "تشانيول" للمتجر!
↭◎쇼◎쇼◎↭
نَبح الجرو فجأة بصوتٍ مُنخفض و قفز برشاقة الى ذراعىّ الطفل و كأنهُ إِستَشعر كونهُ صديقه الجَديد، ممّا جَعل إبتسامة "كيونجسوو" تتّسع أَكثر حتّى و بدأ يقفز سَعيداً في الأرجاء و هو يكادُ يفقد توازنه.
(لا مزاح هُنا.. الضّابط هو الفَائز بأفضل هدية لهذا العام!) قال السيد "تشين" و هو يضحك ضحكتهُ العالية المُميّزة بإستمتاع.
وافقهُ بقية المتابعين للمشهد بالتهليل، إبنته، الزوجان "دو"، بعض جيرانهم من الحي و أبناؤهم، و بضعة رواد معتادين للمطعم الذين قام الزوجان بدعوتهم و بالطبع "كيونجسوو" الذي كان ينظر للجرو بين يديه كأنه نجمة من السماء السابعة و يصدر صوت ضحكات رفيعة.
قالت إِبنة السيد "تشين" بِصوت هَادئ (إِنهُ الأفضل كُل عام أبي.. علينا أن نَعتاد على ذَلك) ثمّ نَظرت الى الشّاب نَظرةً ذاتَ معنى.
بَادل "تشانيول" نظرتها بإحترامٍ مقاوماً قلب عينيهِ بملل على إشعاعاتِ الإعجابِ الحَارقة التى تَصدرُ منها.
قَال السيد "دو" بنبرةٍ حَماسية (عَلينا إِعطاؤهُ إِسماً أليسَ كَذلك؟)
و فَوراً تَسارعَ أصدقاءُ "كيونجسوو" على تَحريضهِ بإطلاق أسماء من إختيارهم على الكائن الرمادي.
نَظَرَ الصّغير الى أَصدقائهَ و شَعَرَ بالسعادة كونهُ يستشعّر الحَسد في عيونهم، إنه الأوّل بينَ أصدقائهَ الذي يحصلُ على حيوان أليف، أحب الشعور كثيراً.. شُعور كَونه مُميز..
رُغم أَنّه دائماً المُميز وَسطهم بشعرهِ الفاحم و شكل عينيه و قامته القصيرة و طريقة لفظِ إسمه، لكنـّهم كانوا دائماً ما يَسخرون مِنه من وقت لآخر بسبب تميزهِ الصَريح هذا.
(لما عيناكَ ليستا ملونتين ک خاصتي؟)
(لما شَعرك ليس أشقر؟)
(لما إسمك صعب هكذا؟!)
(أجل! شعره و عيناه و بشرته.. كلهم بلا لون!)
(لنطلق عليه 'عديم اللون')
(سوو سوو عديم اللون)
كان هذا جارحاً أحياناً.. أحياناً~
إن كان من يقوله هو "آرثر" فهو يقوله بإستهجان لذا يكون جارحاً.
و إن كانت "ليزلي" فهو أقرب الى مجاملة مُحببة مصحوبة بقبلة رطبة على الخدين بجانب متجر العم "جاكوب" لم يخبر بها أحداً..
أمّا هذهِ المرة.. فَهو مُميز بِحق، مُميّز بالطريقة التى لطالمَا أَرادها، مميز بطريقة تجلب له الحسد.. لا السخرية.
ألقى نَظرة سَريعة على "ليزلي" التى تَبدو جَميلة بفستانها الفَرويّ المَنفوش و إِبتسامتها التى تَنقُصها سنَّة، تلك السنَّة التى فقدتها الأسبوع الفائت و أخذت تبكي على كتفه.
ذكرهُ فستانها بالجرو الدافئ؛ كلاهُما مَنفوش و لطيف.
صَرّح "كيونجسوو" و هو يتحسّس نَبض الجرو السّريع بين يديه (سأُسمّيه هوشو)
تَسائل الأطفال من حوله (ما هذا الإسم؟)
وضّح لهم (إنّها تَعني فُلفل أَسود بالكُورية) إِبتسمَ للجرو ثُم أَكمل (لونهُ ک لونِ الفُلفل الأسود بَعد أَن تَطحنهُ أمي، لكنه بالتأكيد لا يُسبب لي العُطاس)
ضَحك الجميع على طريقة كلامه و تمنوا له عيداً سعيداً، قالت السيدة "دو" (الآن هديتنا!)
ثُم إتجهت نَحو أحد الأدراجِ و أخرجت صُندوقاً صغيراً و عادت للوقوف بجانب زوجها الذي لف ذراعيه حَول كتفها بطريقة عَفوية، قالت بِنبرة حَانية (حسناً.. عزيزي سوو انا و والدك فكرنا كثيراً في هَدية هذا العام و عَقدنا العَزم على جعلها هدية مميزة)
ضيّق الطفل الصغير الوثاق على جروه الذي كان يشعر بالفضول حيال محيطه الآن و يريد النزول عن ذراعيه، لكن الصغير لم يكن مستعداً لتركه بعد.
إقترب من والديه و في عينيه الكبيرتين نظرة إستفهامية، فـفتحت الأم العُلبة بهدوء لتكشف عن منديل قماشي مَطويّ بعناية.
قالت لإبنها بينما تقوم بإخراج المنديل بحذر (لقد ولدت في شتاء عام الأرنب وفقاً للأبراج الصينية لذا..) توقفت عن الكلام و حركت المنديل بين يديها، حينها ظهر المنديل كاملاً مزيناً بتطريز بارز لشجرة الحياة و تحتها أرنب بَريّ مُزخرف بالطريقة الآسيوية.
فوراً أبدى الجميع إعجابه بالقطعة الفنية و لم يتوقفوا عن الهمهمة و إخبارها كم أنها رائعة حتى أكملت حديثها (لقد عملت عليه لمدة شهرين، إستغليت كل فرصة فراغ سانحة و ملئتها بتطريز المنديل، و في كل مرة كانت الإبرة تخترقُ القُماش كُنت أدعو بملأ قلبي أن يُبعد الربّ عَنك الشّر و أن تحظى بمستقبل سَعيد و تكبُر جيداً و تَحظى برفقة مُمتعة و أن أكون انا و والدك والدان تفخر بهما.. مع كل صلاة كنت أخبر الربّ كم انا شاكرة له لمنحنا إبناً جميلاً طيباً مثلك.. نحن.. انا و والدك.. نحبك و نفخر بك كثيراً سوو)
كُل ما تعلمه السيدة "دو" أنه في اللحظة التى توقفت فيها عن الكلام كان شيءٌ ما يحيطُ ساقيها بقوة و يقيدها، شيء دافئ.. شيء يهتز و يُصدر صوتاً مكتوماً.
كان "كيونجسوو" يُعانق قدميها بكل ما أوتى من قُوة و يَبكي تأثره بِفوضويّة بعدما ألقى الجَرو على الأرض بسرعة.
جَعل الحاضرين حوله يتضاحكون و يبتسمون، حتى الجرو إقترب من العائلة و بدأ بمسح رأسه في بنطال "كيونجسوو"
رَبّت والدهُ ع رأسهِ بحنان و سَأل (هاي.. لما البُكاء الآن؟ عليكَ أن تكون سعيداً)
(نا... كي.. ني.. سإييييييد)
(ماذا؟!) تسائلت والدته و هي تقاوم الضحك.
رفع "كيونجسوو" رأسه المدفون من تنورة والدته كاشفاً عن وجهه المُحتقن المُبلل بالدموع (انا أبكي لأني سعيد!)
حينها قام والده بحمله على ذراعيه و وضع المنديل المطرز في جيبه ثم قال مُلطفاً الأجواء (نَحنُ هُنا للإِحتفال بكونكَ كبرت و أصبحت رجلاً و أول ما تفعله هو البكاء! يالا الفضيحةا!)
قال أحد المدعوين و كان يُدعى السيد "بوند" الذي يسكن في البيت المُجاور (لا تقل هذا سيد "دو"..الدموع و العرق هو ما يصنع الرجال)
أكملت زوجته التى كانت تتمسك بذراعيه بخفة و كانت تدعى "چين" (معه حق.. زوجي لا يزال يبكى عندما لا أُحضر البودينج يوم الأحد)
إنفجر المنزل بالضحك مما جعل "كيونجسوو" يبتسم و يمسحُ وجهه بظهر يده الغضة و هو ينقل نظراته بين الجميع بخجل.
تسائل "تشانيول" و هو يبدو فجأة ک أحد مُحققي 'سكوتلاند يارد' (لكن سيد "دو"..إن كانت زوجتك الفاضلة هي من قامت بعمل التطريز بأكمله، إذاً ما الذي فعلته أنت؟)
رمقه الرجل بإستغراب و أنزل إبنه على الأرض و كأنه يستعد لخوض مناقشة حاميةثم عدّل سترته و قال بشموخ (إشتريت القماش!!)
↭◎쇼◎쇼◎↭
خَرج "تشانيول" الى حديقة المنزل الصّغيرة لتنشقِ بعضِ نسمات الليل المُسالمة، كانت ليلة صَاخبة ضَحك فيها حتى بكى و أكل كثيراً حتى إنفجر.. لذا فبعض السكينة خيارٌ صحيّ.
و لربما يُدخن سيجاراً سريعاً و لربما..
ربما..
يكون سعيد الحظ و يرى ظل الآنسة "چُوزفين" الشبحىّ من وراء الستائر و يظل يتأمله حتى تنطفأ أنوار المنزل معلنةً عن خلود الجميلة الى الموت الأصغر.
نَظَرَ تَحت قدميه ليرى إن كانت السلالم جَافة من المطر و الثلج، و بمجرد أن جلس على السلالم مُتجاهلاً البرودة التى تسللت الى جسده سمع صوتاً أرعبه.
(بوووو!)
شهق "تشانيول" عندما شعر بأحدهم يتعلق بعنقه بقوة بطريقة مُباغتة.
و ما هو الا "كيونجسوو" يحاول مشاكسته، إنفجر الصغير في الضحك شاعراً بالإنتصار لجعل شاب كبير يشعر بالخوف.
وبخه “تشانيول” و هو يحاول الوصول إليه لصفع مؤخرته (أنت!! ماذا؟ خنق الناس هوايتك الجديدة؟!!)
إختفت غشاوة الخوف و الغضب من عيني الشاب بالتدريج بسبب صوت ضحكات الصغير و منظر خُصل شعره الطويلة التى تتأرجح بقوة كلما هزّ رأسه.
لعن الشاب تحت أنفاسه {ضاعت فكرة التدخين} فهو بالتأكيد لن ينفخ أنفاسه المُحملة بالنيكوتين في وجه الطفل.
لاحظ بطرف عينيه الجرو الذي خرج من الباب مُسرعاً و كأنه لا يريد تفويت المرح.
أشار الى الجرو (هاهو صديقك الجديد قد أتى.. حاول عدم إفساد أخلاقه، من السهل تخيلكم تشكلون عصابة بلطجية و تجوبون أزقة لندن لنشل جيوب العجائز)
حمل "كيونجسوو" الجرو بين يديه و حاول تدفأته بوضعه داخل معطف بذته الرمادية ثم إتجه نحو الشاب و جلس في حجره على سبيل إستكمال جلسة المشاكسة (لكنك لن تقبض علينا، صح؟)
عدّل "تشانيول" من وضعية ساقيه بطريقة أوتوماتيكية لتصبح أكثر راحة للصغير (سأطلق سراح الجرو و أعتقلك أنت!)
(لما؟ انا أخوك ام الجرو فـ لا!)
(هو لطيف.. أم أنت فـ لا!)
(هاااي ما الذي تفعلانه عندكما في هذا البرد؟) قاطع صوت السيدة "دو" جدالهما فإستدارا معاً نحو الباب لينظرا إليها، أكملت موُبخةً كلاهما (هيا الى الداخل! إنه بالكاد منتصف الليل، لديكما عمل و مدرسة صباحاً، أيضاً المكان ليس آمناً)
رفع "تشانيول" يديه معلناً إستسلامه أمام سلطة المرأة، و قام بحمل "كيونجسوو" بين ذراعيه ليدخلا لكن عندما مرا من جانبها أوقفتهم (أين تظنون أنكم ذاهبون بهذا الشيء؟!)
تسائل الشاب و الصغير (ها؟)
صرّحت و هي تشير الى معطف إبنها (الجرو!)
قال الصغير و هو يُقطب حاجبيه (ما به؟)
أجابت السيدة "دو" بشكل قاطع (لن يدخل الكلب الى منزلي ليلاً أبداً)
قفز "كيونجسوو" من ذراعي الشاب بفزع و تراجع عدة خطوات على السلالم (إنه صغير و الجو بارد أمي!)
(لا مجال للمناقشة.. لن يدخل المنزل! انه جالب للأرواح الشريرة)
عبر الحديقة بظهره و عينيه مُثبتة على والدته.
(قد يخاف من الظلام و يبكي وحيداً)
(قلت لا!)
إختفى العشب من تحت قدميه و إستشعر الأرض الحجرية للشارع.
(أرجوكِ!)
تدخل “تشانيول” (الليلة فقط سيدة دو و غداً سنبني له بيتاً صغيراً هنا في الحديقـ...)
قاطعته (تعلم أني أكره الكلاب تشانيول! و أنت! تعال الى هنا ما الذي تظن نفسك تفعله؟)
تحولت نظرة الترجي في عيني الصغير الى أخرى متحدية، صرخ وسط الشارع (لا!)
(قلت تعال الى هنا)
(لن أدخل دونه!)
(لا تجبرني على جرك للداخل)
خرج السيد "دو" من الباب و هو يتسائل بذهول (ما بالكم؟ لما تصرخون في منتصف الليل و في منتصف الشارع؟!!)
فكر "كيونجسوو" أن موقفه ضعيف للغاية، الأمر سينتهى بالتأكيد بـ "هوشو" نائماً في العراء يرتجف حتى الموت.
طوق الجرو أكثر داخل معطفه و هو يشعر كم هو حي بين يديه، حي جداً و يرتجف، لما هذه القسوة؟ لما هذه اللامنطقية؟ لما والدته متسلطة هكذا دون سبب؟ أي أرواح شريرة هذه و ما علاقتها بالجرو؟
قالت والدته بنفاذ صبر (آخر تحذير دو كيونجسوو! تعال الى هنا فوراً و إترك الكلب عند الباب!)
كاد يصرخ بـ'لا' أخرى كبيرة عالية، لكن أذنه إلتقطت صوتاً مخيفاً أرعب الجرو فقفز من المعطف، بدا الصوت و كأنه لدراجة نارية.
و قبل أن يستوعب ما يجرى حتى او ينظر حوله كان قد حُمل من ملابسه بعنف،
شعر بالهواء المُتجمد يضرب كل جسده بطريقة مؤلمة و كأنه يطير،
رائحة كيماوية خانقة تغتصب أنفه،
آخر ما رآه كان كلا والديه يصرخان بإسمه بهول بينما الهيونج يجرى بكل طاقته وراءه في الشارع بخف المنزل.
و..
هل كانت هذه الآنسة "چوزفين" في الشرفة؟
ما الذي يحدث؟
↭◎쇼◎쇼◎↭
يُتبع..
Like ♡
Comment 💬
Follow ✔
♕ 어먼EMY ♕
شَهق "كيونجسوو" من المُفاجأة و هو لايَزال غير مُصدق لعيّناه، لقد أحضَر لهُ "تشانيول" جَرواً!
(أَعجبك؟) تَسائل الشّاب بِحذر بَينما يَحمل الصّندوق الذي بداخله الحيوان الصّغير، كان قلقاً مِن ردود الفِعل بشدة لكنه الآن ليسَ نادماً أبداً على هديته،
لا نَدم بالتأكيد و هو يَرى "كيونجسوو" الذي يُحاول عَدم تَمزيق وجهه بالإِبتسام.
عندما كان مَاراً من شَارع 'رِيجنّت' بعد إنتهاء عَمله على قضية هناك، سَمع وَسط أَبواقِ السّيارات الصاخبة صَوتاً ضَعيفاً إِستحوذَ على إِنتباهه.
نَظر حولهُ بطريقة خَاطفة لامُبالية.. و فوراً وَقعت عيناهُ على الكَائن اللّطيف في واجهة محلٍ للحيواناتِ الأليفة، جَرو رَمادي مِن نَوع toy poodle يبدو أَنّ عُمره لم يَتجاوز الأسبوعَ بعد، وحيد في القَفص و يُصدر نُباحاً ضَعيفاً يُمزق نِياط القلوبِ مِن لطافته.
شَيء حِيال الجرو ذكرهُ بالصّغير "كيونجسوو" كلاهما صغير و لطيف و مُحبب للقلب و يُرغمانِ النّاظرين بالشّعور بِرغبة بحمايتهم.
فِكرة خاطفة عَصفت بِه بأن يُهادي الجَرو للصّغير في عيد مولده، لكن عقلهُ صفعه بحقيقة أنّ الدونغ سينغ خَاصتهُ لا يزالُ في عُمر السادسة و لا يستطيع حَمل مسئولية كائن حيّ و الأهم أن السيدة "دو" كانت مِن نوع السيدات اللواتي يعتقدنَ أن الحيوانات تجلبُ الأرواحَ الشريرة للمنزل.
طأطأ رأسه بأسى و إستدارَ إتجاه طريقِ عودته، لكن الجرو بدا أنهُ لاحظه للتو و بدأَ ينبح و يحرك ذيله بحماسٍ واضعاً قائمتيه على الزجاج و كأنه يحاولُ الوصول اليه.
حينها هَرَعَ "تشانيول" للمتجر!
↭◎쇼◎쇼◎↭
نَبح الجرو فجأة بصوتٍ مُنخفض و قفز برشاقة الى ذراعىّ الطفل و كأنهُ إِستَشعر كونهُ صديقه الجَديد، ممّا جَعل إبتسامة "كيونجسوو" تتّسع أَكثر حتّى و بدأ يقفز سَعيداً في الأرجاء و هو يكادُ يفقد توازنه.
(لا مزاح هُنا.. الضّابط هو الفَائز بأفضل هدية لهذا العام!) قال السيد "تشين" و هو يضحك ضحكتهُ العالية المُميّزة بإستمتاع.
وافقهُ بقية المتابعين للمشهد بالتهليل، إبنته، الزوجان "دو"، بعض جيرانهم من الحي و أبناؤهم، و بضعة رواد معتادين للمطعم الذين قام الزوجان بدعوتهم و بالطبع "كيونجسوو" الذي كان ينظر للجرو بين يديه كأنه نجمة من السماء السابعة و يصدر صوت ضحكات رفيعة.
قالت إِبنة السيد "تشين" بِصوت هَادئ (إِنهُ الأفضل كُل عام أبي.. علينا أن نَعتاد على ذَلك) ثمّ نَظرت الى الشّاب نَظرةً ذاتَ معنى.
بَادل "تشانيول" نظرتها بإحترامٍ مقاوماً قلب عينيهِ بملل على إشعاعاتِ الإعجابِ الحَارقة التى تَصدرُ منها.
قَال السيد "دو" بنبرةٍ حَماسية (عَلينا إِعطاؤهُ إِسماً أليسَ كَذلك؟)
و فَوراً تَسارعَ أصدقاءُ "كيونجسوو" على تَحريضهِ بإطلاق أسماء من إختيارهم على الكائن الرمادي.
نَظَرَ الصّغير الى أَصدقائهَ و شَعَرَ بالسعادة كونهُ يستشعّر الحَسد في عيونهم، إنه الأوّل بينَ أصدقائهَ الذي يحصلُ على حيوان أليف، أحب الشعور كثيراً.. شُعور كَونه مُميز..
رُغم أَنّه دائماً المُميز وَسطهم بشعرهِ الفاحم و شكل عينيه و قامته القصيرة و طريقة لفظِ إسمه، لكنـّهم كانوا دائماً ما يَسخرون مِنه من وقت لآخر بسبب تميزهِ الصَريح هذا.
(لما عيناكَ ليستا ملونتين ک خاصتي؟)
(لما شَعرك ليس أشقر؟)
(لما إسمك صعب هكذا؟!)
(أجل! شعره و عيناه و بشرته.. كلهم بلا لون!)
(لنطلق عليه 'عديم اللون')
(سوو سوو عديم اللون)
كان هذا جارحاً أحياناً.. أحياناً~
إن كان من يقوله هو "آرثر" فهو يقوله بإستهجان لذا يكون جارحاً.
و إن كانت "ليزلي" فهو أقرب الى مجاملة مُحببة مصحوبة بقبلة رطبة على الخدين بجانب متجر العم "جاكوب" لم يخبر بها أحداً..
أمّا هذهِ المرة.. فَهو مُميز بِحق، مُميّز بالطريقة التى لطالمَا أَرادها، مميز بطريقة تجلب له الحسد.. لا السخرية.
ألقى نَظرة سَريعة على "ليزلي" التى تَبدو جَميلة بفستانها الفَرويّ المَنفوش و إِبتسامتها التى تَنقُصها سنَّة، تلك السنَّة التى فقدتها الأسبوع الفائت و أخذت تبكي على كتفه.
ذكرهُ فستانها بالجرو الدافئ؛ كلاهُما مَنفوش و لطيف.
صَرّح "كيونجسوو" و هو يتحسّس نَبض الجرو السّريع بين يديه (سأُسمّيه هوشو)
تَسائل الأطفال من حوله (ما هذا الإسم؟)
وضّح لهم (إنّها تَعني فُلفل أَسود بالكُورية) إِبتسمَ للجرو ثُم أَكمل (لونهُ ک لونِ الفُلفل الأسود بَعد أَن تَطحنهُ أمي، لكنه بالتأكيد لا يُسبب لي العُطاس)
ضَحك الجميع على طريقة كلامه و تمنوا له عيداً سعيداً، قالت السيدة "دو" (الآن هديتنا!)
ثُم إتجهت نَحو أحد الأدراجِ و أخرجت صُندوقاً صغيراً و عادت للوقوف بجانب زوجها الذي لف ذراعيه حَول كتفها بطريقة عَفوية، قالت بِنبرة حَانية (حسناً.. عزيزي سوو انا و والدك فكرنا كثيراً في هَدية هذا العام و عَقدنا العَزم على جعلها هدية مميزة)
ضيّق الطفل الصغير الوثاق على جروه الذي كان يشعر بالفضول حيال محيطه الآن و يريد النزول عن ذراعيه، لكن الصغير لم يكن مستعداً لتركه بعد.
إقترب من والديه و في عينيه الكبيرتين نظرة إستفهامية، فـفتحت الأم العُلبة بهدوء لتكشف عن منديل قماشي مَطويّ بعناية.
قالت لإبنها بينما تقوم بإخراج المنديل بحذر (لقد ولدت في شتاء عام الأرنب وفقاً للأبراج الصينية لذا..) توقفت عن الكلام و حركت المنديل بين يديها، حينها ظهر المنديل كاملاً مزيناً بتطريز بارز لشجرة الحياة و تحتها أرنب بَريّ مُزخرف بالطريقة الآسيوية.
فوراً أبدى الجميع إعجابه بالقطعة الفنية و لم يتوقفوا عن الهمهمة و إخبارها كم أنها رائعة حتى أكملت حديثها (لقد عملت عليه لمدة شهرين، إستغليت كل فرصة فراغ سانحة و ملئتها بتطريز المنديل، و في كل مرة كانت الإبرة تخترقُ القُماش كُنت أدعو بملأ قلبي أن يُبعد الربّ عَنك الشّر و أن تحظى بمستقبل سَعيد و تكبُر جيداً و تَحظى برفقة مُمتعة و أن أكون انا و والدك والدان تفخر بهما.. مع كل صلاة كنت أخبر الربّ كم انا شاكرة له لمنحنا إبناً جميلاً طيباً مثلك.. نحن.. انا و والدك.. نحبك و نفخر بك كثيراً سوو)
كُل ما تعلمه السيدة "دو" أنه في اللحظة التى توقفت فيها عن الكلام كان شيءٌ ما يحيطُ ساقيها بقوة و يقيدها، شيء دافئ.. شيء يهتز و يُصدر صوتاً مكتوماً.
كان "كيونجسوو" يُعانق قدميها بكل ما أوتى من قُوة و يَبكي تأثره بِفوضويّة بعدما ألقى الجَرو على الأرض بسرعة.
جَعل الحاضرين حوله يتضاحكون و يبتسمون، حتى الجرو إقترب من العائلة و بدأ بمسح رأسه في بنطال "كيونجسوو"
رَبّت والدهُ ع رأسهِ بحنان و سَأل (هاي.. لما البُكاء الآن؟ عليكَ أن تكون سعيداً)
(نا... كي.. ني.. سإييييييد)
(ماذا؟!) تسائلت والدته و هي تقاوم الضحك.
رفع "كيونجسوو" رأسه المدفون من تنورة والدته كاشفاً عن وجهه المُحتقن المُبلل بالدموع (انا أبكي لأني سعيد!)
حينها قام والده بحمله على ذراعيه و وضع المنديل المطرز في جيبه ثم قال مُلطفاً الأجواء (نَحنُ هُنا للإِحتفال بكونكَ كبرت و أصبحت رجلاً و أول ما تفعله هو البكاء! يالا الفضيحةا!)
قال أحد المدعوين و كان يُدعى السيد "بوند" الذي يسكن في البيت المُجاور (لا تقل هذا سيد "دو"..الدموع و العرق هو ما يصنع الرجال)
أكملت زوجته التى كانت تتمسك بذراعيه بخفة و كانت تدعى "چين" (معه حق.. زوجي لا يزال يبكى عندما لا أُحضر البودينج يوم الأحد)
إنفجر المنزل بالضحك مما جعل "كيونجسوو" يبتسم و يمسحُ وجهه بظهر يده الغضة و هو ينقل نظراته بين الجميع بخجل.
تسائل "تشانيول" و هو يبدو فجأة ک أحد مُحققي 'سكوتلاند يارد' (لكن سيد "دو"..إن كانت زوجتك الفاضلة هي من قامت بعمل التطريز بأكمله، إذاً ما الذي فعلته أنت؟)
رمقه الرجل بإستغراب و أنزل إبنه على الأرض و كأنه يستعد لخوض مناقشة حاميةثم عدّل سترته و قال بشموخ (إشتريت القماش!!)
↭◎쇼◎쇼◎↭
خَرج "تشانيول" الى حديقة المنزل الصّغيرة لتنشقِ بعضِ نسمات الليل المُسالمة، كانت ليلة صَاخبة ضَحك فيها حتى بكى و أكل كثيراً حتى إنفجر.. لذا فبعض السكينة خيارٌ صحيّ.
و لربما يُدخن سيجاراً سريعاً و لربما..
ربما..
يكون سعيد الحظ و يرى ظل الآنسة "چُوزفين" الشبحىّ من وراء الستائر و يظل يتأمله حتى تنطفأ أنوار المنزل معلنةً عن خلود الجميلة الى الموت الأصغر.
نَظَرَ تَحت قدميه ليرى إن كانت السلالم جَافة من المطر و الثلج، و بمجرد أن جلس على السلالم مُتجاهلاً البرودة التى تسللت الى جسده سمع صوتاً أرعبه.
(بوووو!)
شهق "تشانيول" عندما شعر بأحدهم يتعلق بعنقه بقوة بطريقة مُباغتة.
و ما هو الا "كيونجسوو" يحاول مشاكسته، إنفجر الصغير في الضحك شاعراً بالإنتصار لجعل شاب كبير يشعر بالخوف.
وبخه “تشانيول” و هو يحاول الوصول إليه لصفع مؤخرته (أنت!! ماذا؟ خنق الناس هوايتك الجديدة؟!!)
إختفت غشاوة الخوف و الغضب من عيني الشاب بالتدريج بسبب صوت ضحكات الصغير و منظر خُصل شعره الطويلة التى تتأرجح بقوة كلما هزّ رأسه.
لعن الشاب تحت أنفاسه {ضاعت فكرة التدخين} فهو بالتأكيد لن ينفخ أنفاسه المُحملة بالنيكوتين في وجه الطفل.
لاحظ بطرف عينيه الجرو الذي خرج من الباب مُسرعاً و كأنه لا يريد تفويت المرح.
أشار الى الجرو (هاهو صديقك الجديد قد أتى.. حاول عدم إفساد أخلاقه، من السهل تخيلكم تشكلون عصابة بلطجية و تجوبون أزقة لندن لنشل جيوب العجائز)
حمل "كيونجسوو" الجرو بين يديه و حاول تدفأته بوضعه داخل معطف بذته الرمادية ثم إتجه نحو الشاب و جلس في حجره على سبيل إستكمال جلسة المشاكسة (لكنك لن تقبض علينا، صح؟)
عدّل "تشانيول" من وضعية ساقيه بطريقة أوتوماتيكية لتصبح أكثر راحة للصغير (سأطلق سراح الجرو و أعتقلك أنت!)
(لما؟ انا أخوك ام الجرو فـ لا!)
(هو لطيف.. أم أنت فـ لا!)
(هاااي ما الذي تفعلانه عندكما في هذا البرد؟) قاطع صوت السيدة "دو" جدالهما فإستدارا معاً نحو الباب لينظرا إليها، أكملت موُبخةً كلاهما (هيا الى الداخل! إنه بالكاد منتصف الليل، لديكما عمل و مدرسة صباحاً، أيضاً المكان ليس آمناً)
رفع "تشانيول" يديه معلناً إستسلامه أمام سلطة المرأة، و قام بحمل "كيونجسوو" بين ذراعيه ليدخلا لكن عندما مرا من جانبها أوقفتهم (أين تظنون أنكم ذاهبون بهذا الشيء؟!)
تسائل الشاب و الصغير (ها؟)
صرّحت و هي تشير الى معطف إبنها (الجرو!)
قال الصغير و هو يُقطب حاجبيه (ما به؟)
أجابت السيدة "دو" بشكل قاطع (لن يدخل الكلب الى منزلي ليلاً أبداً)
قفز "كيونجسوو" من ذراعي الشاب بفزع و تراجع عدة خطوات على السلالم (إنه صغير و الجو بارد أمي!)
(لا مجال للمناقشة.. لن يدخل المنزل! انه جالب للأرواح الشريرة)
عبر الحديقة بظهره و عينيه مُثبتة على والدته.
(قد يخاف من الظلام و يبكي وحيداً)
(قلت لا!)
إختفى العشب من تحت قدميه و إستشعر الأرض الحجرية للشارع.
(أرجوكِ!)
تدخل “تشانيول” (الليلة فقط سيدة دو و غداً سنبني له بيتاً صغيراً هنا في الحديقـ...)
قاطعته (تعلم أني أكره الكلاب تشانيول! و أنت! تعال الى هنا ما الذي تظن نفسك تفعله؟)
تحولت نظرة الترجي في عيني الصغير الى أخرى متحدية، صرخ وسط الشارع (لا!)
(قلت تعال الى هنا)
(لن أدخل دونه!)
(لا تجبرني على جرك للداخل)
خرج السيد "دو" من الباب و هو يتسائل بذهول (ما بالكم؟ لما تصرخون في منتصف الليل و في منتصف الشارع؟!!)
فكر "كيونجسوو" أن موقفه ضعيف للغاية، الأمر سينتهى بالتأكيد بـ "هوشو" نائماً في العراء يرتجف حتى الموت.
طوق الجرو أكثر داخل معطفه و هو يشعر كم هو حي بين يديه، حي جداً و يرتجف، لما هذه القسوة؟ لما هذه اللامنطقية؟ لما والدته متسلطة هكذا دون سبب؟ أي أرواح شريرة هذه و ما علاقتها بالجرو؟
قالت والدته بنفاذ صبر (آخر تحذير دو كيونجسوو! تعال الى هنا فوراً و إترك الكلب عند الباب!)
كاد يصرخ بـ'لا' أخرى كبيرة عالية، لكن أذنه إلتقطت صوتاً مخيفاً أرعب الجرو فقفز من المعطف، بدا الصوت و كأنه لدراجة نارية.
و قبل أن يستوعب ما يجرى حتى او ينظر حوله كان قد حُمل من ملابسه بعنف،
شعر بالهواء المُتجمد يضرب كل جسده بطريقة مؤلمة و كأنه يطير،
رائحة كيماوية خانقة تغتصب أنفه،
آخر ما رآه كان كلا والديه يصرخان بإسمه بهول بينما الهيونج يجرى بكل طاقته وراءه في الشارع بخف المنزل.
و..
هل كانت هذه الآنسة "چوزفين" في الشرفة؟
ما الذي يحدث؟
↭◎쇼◎쇼◎↭
يُتبع..
Like ♡
Comment 💬
Follow ✔
♕ 어먼EMY ♕
Коментарі