Dear Reader
Ch일 (Migration)
Ch이 (Ship)
Ch 삼 (Heart of Joy)
Ch사 (Family)
Ch오 (Hanbok)
Ch 육 (Birthday)
Ch칠 (Kidnapping)
Ch 팔 (Josephine)
Ch 구 (Joaephine II)
Ch 십 (Ole House)
Ch 십일 (Familiar)
Ch 십이 (Stolen Happiness)
Ch 십삼 (Christmas)
Ch십사 (Letters)
Ch칠 (Kidnapping)
الثالث عشر من يناير/كانون الثاني 1957~
منتصف الليل~

بَرد..

دُوار..

أَلم فِي المِعصميّن..

رَائحة كَريهه..

ظَلام..

كَان هَذا ما إلتقطتهُ حواسهُ بِشكل مَبدأي.


بَدأ يُفكر في أنهُ يخاف مِن الظّلام، لا يُحبه، أمه تعلمُ ذلك، لمَا إذاً لم تُنر ضَوء الرُدهة؟

لمَا هذا البَرد؟


هل نَسيت أمهُ أَن تُدثره بالملائة الزَرقاء؟ لم تَنسى أمهُ هذا يَوماً.. ما الذّي جَعلها تَنسى الآن؟

هل هى بِخير؟ رُبما تَكون مَريضة لذا لم تَستطع!
أمي..
أُريد أُمي!

إِنتشر الخَوف فِي خَلايا عَقله و بالتّدريج بَدأ يَتبلور الي هَلع!

أَرادَ البُكاء و الصُّراخ حتّى تأتي والدتهُ.. لكن حَنجرته تُألمه و تَحرقه و لا يَستطيع.

زَاد هَلعه عِندما تَذكّر حُلم الأَمس؛
كَان حُلماً مُريعاً..
لقد تَاه عن أُمه.

عِندما بَدأت حَواسه تَتضح شيئاً فشيئاً إستشعّر؛ هَمهمات مُنخفضة، جِدال خَفيف،
ضِحكة مُتوجسة مَتبوعة بِصوت صَرير البَاب الذى يَعلو بالتّدريج.

أياً مَن كَان يفتحُ هَذا الباب فهو يأخذُ راحتهُ و لديه كُل الوقت في العَالم.

لا يدري لمَا.. لكن شَعر أنّه ليسَ "تشانيول" يَخرج من الغُرفة مُحاولاً عَدم إيقاظه كما هي الحَال كُل صباح، و لا يَستطيع الجَزم أنّها والدته كَونها تَفتح البَاب على مِصرعيه دُفعة واحدة دائماً.

(فَقط إفتح الباب اللعين) قِيلت بِغيظ و بِصوت غَليظ.

حَسناً! هذا بالتّأكيد ليسَ صَوت “تشانيول”!

(إِصمت قليلاً! لا أُريد إِخافته) قِيلت بِهمس و بِصوت أَكثر غُلظة.

و هذا و الرّب ليسَ صوت والدته!

أَغمضَ "كيونجسوو" عَينيه بِكل قُوته، أرادَ وَضع ذراعهِ على وجههِ لحمايته مِن المَجهول لكن لم يِستطع تَحريك أي عَضلة في جَسده المَشلول.

مَا الذي يحدث هُنا؟ اين انا؟
هَل لازلتُ حلم؟

عِندما مَلئ الضوء الذي شَعر به من تحت جِفونه المُطبقة المَكانّ، أَصبحَ واعياً تماماً أنهُ ليس حلماً.
تسمّر كُل شيء حي
تسمّر الغرباء و تسمّر الصغير..
هم من التوجس..
هو من الهلع

(أَلم يَستيقظ بَعد؟)

(غَريب.. مَرت أربعٌ و عِشرون ساعة بالفعل من المُفترض أن يَكون مُستيقظاً يَملأ الدنيا صراخاً الآن)

شَعر "كيونجسوو" بأحدهم يَقترب أكثر و إستشعر وجوده فوقه تماماً حتى شعر بحرارة جسده تسفح جلده الرقيق، مرت لحظات صمت خانقة فأمسك الصغير أنفاسه دون وعى.

لكنه شَهق بِقوة عَندما شَعر فَجأة بِخصلات شَعره تُشد بِعنف، فَتح عَينيه على إتساعهما، و أول ما رآه كَان وجهاً جَعل الدِماء تَفر مِن أَطرافه و بِقشعريرة كَهربائية فِي جِسده.

وِجه أَسود و عَينان حَمراوتان.

إنه الشيطان!

(أُنظر! كَان مُستيقظاً يُمثل النّوم، إِنه نَوعاً ما جَميل.. هَل تَعلم "ليو"؟ رُبما نُلغى هَذه الصّفقة بأكملها و نَهرب بالصّغير و نَذهب لبيعهِ لأَحد الكَرخانات)

بعدَ عِدة ثوانٍ مِن التَحديق إِستطاع تَميز إنه مُجرد رَجل زنجي بعيون مُحمرة.. لكن رائحة فَمه الذى يَبعد عَن وجهه عِدة إِنشات بالتّأكيد ک الجَحيم!

و هناك شيء غريب حيال الطريقة و اللهجة التي يتحدث بها، الصغير وجدها بصدق مخيفة.

(أَجل فِكرة جيدة.. ثُم يَجدنا السير "وينستون" و يَنتقم من غَبائنا و طَمعنا بتسليمنا لأَقرب مَركز شرطة، أنتَ عَبقرى "ماك"!!)


ردّ المدعو "ليو" بسخرية، ثمّ قَام بإشعال مِصباح كَهربائي فَي سَقف الغُرفة، أَلقى عليه الطّفل نَظرة مَذعورة خَاطفة ليجده أسود أيضاً ک الليّل، و الأمر حتّى أسوأ في الإِضاءة الجَديدة.

تَسائل عَقله؛ أين سَمع إِسم "وينستون" من قَبل؟
ثمّ صَفع نَفسه ذِهنياً للتّفكير في الأمر.
هل هذا وقته؟!
ركز! ركز "كيونجسوو" عليكَ الخروج من هنا!!

فَجأة دَخل رَجل ثالث للغُرفة و هو يِصيح بأنفاسٍ مَقطوعة كأنهُ كان يَركض (إنه هنا!)

تَلاقت كلٌ من عيني الشّاب و الصّغير للحظة لاحظ فيها أنّ تِلك اللمحة الشيطانية مُتضائلة فيه رُغم أنهُ يشبه الآخريين في كُل شَيء عدا كونهُ أصغر قليلاً.

أفلتَ المدعو "ماك" قَبضته مِن شعر الصّبي و وقفَ متأهباً لإستقبال القَادم تاركاً "كيونجسوو" يكاد يَبكي مِن زوبعة الألم التي عَصفت بفروة رأسه.

(دعهُ يدخل) قال "ليو" الذي أسند ظهره على الحائط بلا مُبالاة و شَرع في إِشعال سيجار.
و سُرعان ما نَفث أوّل نَفحة من الدّخان مِن فمه.

مِنظر وجهه الذي يُحدق بهِ بثبات وَسط تَموجات الدّخان التى بَدت تَتشكل ک بَشر تَتعذب -ربما كان تَخيلاً نابعاً من الرعب- جَعله يتراجع عِدة خَطوات للوراء مِن فزعه، حينها أدرك و لأول مرة أنه مُقيّد الذراعين.


تجمّعت المياه المَالحة في عينيه و شَعر كم أنهُ مُثير للشفقة.

إلتفتَ حولهُ بسرعة في بَحث غَريزي عن أي مَخرج، الغُرفة ضيقة و ضَوء المصباح المُتدلي من السّقف يَجعلها تَبدو أصغر حتّى، لا نوافذ إطلاقاً و لا أبواب سِوى واحد.

لا مَفر..

سَيموت!

سُمع صَوت خَطوات عَالية من الخَارج و أَخذت تَعلو مُنذرة بظهور صاحبها في ايّ لحظة.
مَع كُل خَطوة كان قَلب "كيونجسوو" يَدق بقوة تَزامناً مع الخطوات، بَدأ جسدهُ يضعف و يَرتخي و شَعر بدوار مفاجئ، بصرهُ أصبح مُشوشاً و شَعر أنّه على وشك أن يَفقد الوعي.

حينها سُد البَاب بجسد أحدهم؛
يَرتدي بذلة أنيقة و قُبعة و حذاءً لامعاً..
ذاكَ الشارب و تلك العينين الماكراين ذكرت الطفل على الفور أين سمع هذا الإسم.

و بِمجرد أن ألقى عَليه الرّجل إبتسامة..

خَذله وعيه و أغرقهُ في الظّلام~

↭◎쇼◎쇼◎↭

(تَحياتي سيّد وينستون) قَال المَدعو "ليو" مُرحباً بالوافد الجَديد.

(عليّا القول إنّني حقاً مَبهور يا ليُوناردو.. لقَد خَطفتم الفَتى مِن تَحت أَنف ضابط سكوتلاند يارد مُباشرة!) قال السّيد و هو ينظُر الى الصّغير المُستلقى على جانبه فَاقداً الوعي.

ثُم خَلع قُبعته على سَبيل الإِحترام بينما الآخر إِنحنى بطريقة مَسرحية، المَوقف جَعل الزّنجيان الآخران يَضحكان بِخفة.

تَغيرت نبرتهُ السّاخرة الى أُخرى جَادة بلمحِ البَصر (الدّراجة النّارية؟)

فَرد "ليو" بِطريقة عَملية واثقة (فِي قَاع النّهر)

(و السيّارة؟)

(قَطعنا المَسافة كُلها دُون لوحة أَرقام)

(هَل تَتبّعكُم أحد؟)

(كُنا نَسير بسرعة 124 كم/س يا سيّدي)

(ليسَ مُثيراً للإِعجاب)

(سَيكون عندما تَعلم اننا كنّا نَقود سيّارة 'جَافلين' كونها ما لديّنا)

(أَين هِي الآن؟)

(مَع أَحد مَعارفنا يَقوم بتغيّير لونها)

(هَكذا أَصبح الأمرُ مُثيراً للإِعجاب!)

نَظَر الرّجل الى الطّفل من جديد و تَمتَم (سكوتلاند يارد.. مجمُوعة من الحمقى!)

(إنّهم كَذلك... لابُد أنّهم يُحاولون الآن مَعرفة ما حَصل بالضبط من الضّابط الأصفر المُنهار)

(ألفىّ جُنيه إِسترليني) قَال السيّد "وينستون" و هو يُحدق بـ"ليو"

(مَاذا؟)

(كمَا سَمعت)

(إِتفاقُنا على مَا أتذكّر بِكل وُضوح كَان أَكثر دَسامة عن ما تَتفوه بهِ الآن!)

(لا تَتذاكى! انا طَلبتُ الطّفل منذُ أكثر مِن شَهر!!)

حينها إنفَجر الشّاب مُدافعاً عن مَوقفه (و نحنُ جَلبناه عِند الفُرصة الوحيدة! الطّفل لا يَتحرك دُون أحد مِن الجِيران او مَع الضّابط او مع والديه، لم نَرفع أعيننا عن الطفل طوال هذهِ المدة، الصبي مَحظوظ بشكلٍ جعلنا نبدو ک مَنحوسين! كُلما تصيدنا فُرصة لإقتناصه يظهر في الأُفق عائق، كوننا إِنتشلناه بالأَمس فهذا لأننا خاطرنا بطريقة جُنونية و إرتجلنا في اللحظة الأخيرة.. الحَقيقة سيّد وينستون المُحترم هو انهُ يجب أَن يرتفع السعر فنحن قد خاطرنا بوقتنا و مَجهودنا و انكشافنا طوال هَذه المُدة و لا داعي لذِكر ثَمن الدراجة و تغيير لون السيّارة)

تبَادل الرجلان نَظرات التَفاوض، قَال السيّد "وينستون" بَعد لحظات التّفكير (ألفى جُنيه إسترليني بجانب دَفع ثَمن الدراجة و لن يَخرج من جيبي قِرش إِضافي واحد)

نظر الزنوج الثلاث الى بعضهم البعض و تبادلوا عدة إيماءات فيما بينهم ثم قال "ليو" و هو يرمى عقب السيجار على الأرض و يدهسه بحذائه (لا بأس.. لكَ ذلك سيدي المحترم)

تقدما من بعضهما و تصافحا ثم قال السيد “وينستون” (الآن؛ إسمعوني جيداً، لا أريد من هذا الطفل أن يغيب عن أنظاركم لدقيقة.. لثانية! مراقبة مكثفة طوال اليوم و الليل، إن حدث أي خطأ لتعتبروا أنفسكم في عداد الموتى، هذا واضح؟)

(إهدأ إهدأ.. ما ذا قد يحدث مثلاً؟ يهرب؟)

(أجل!! قد يهرب! و إن حدثَ هذا فإن رأسي سيطير و سأتأكد قبلها أن تكون رؤسكم تُحلق قبلي!)

(إعتمد علينا.. لن يحدث)

(لا تأذوه أبداً.. الا عندما يحين الوقت)

(مفهوم)

الحديث إجتاح عقل الطفل البائس الذي كان يعود الى وعيه مجدداً ببطأ، و لم يعلم حينها أن بضعة قطرات من الماء المالح كانت تحفر خندقاً على وجنتيه بالفعل.


الحديث واضح وضوح الشمس؛ لقد فعلوا كل ما يمكن فعله لجعل "تشانيول" عاجز عن فعل شيء.
و لجعله عاجزاً عن الهرب ان فكر.

بضعة تساؤلات تهادت هنا و هناك؛ هل يبكى والداه الآن هناك كما يبكى هنا؟


ماذا سيقولون للأصدقاء عندما يقرعون الباب صباحاً لإصطحابه للمدرسة و اللعب؟


هل سيقولون أُختُطف؟


هل سيقولون قُتل؟


هل ستبكي "ليزلي"؟


بصدق و بكل ما في قلبه من عاطفة نقية هو لا يريدها أن تبكي رغم أنه سيموت.


هو ليس أحمق، هو يعلم تماماً تلك الأشياء الشنيعة التي تقوم بها عصابات لندن و يعلم أن نهايته وشيكة.

صورة جسده المُمزق ستتصدر إحدى

هوامش صُحف الغد نعياً للطفل الذي قتله جاك السفاح الجديد.


كم تبقى له من وقت؟
بضعة ساعات؟
بضعة أيام؟

و من جديد لم يستطع كبح ذاك الشعور الخانق بأنه أكثر كائن مثير للشفقة في الكون.

↭◎쇼◎쇼◎↭

كان "كيونجسوو" جالساً يسند رأسه و ظهره على الحائط بإستسلام، الخدر في يديه وصل الى مرحلة يتمنى فيها أن تُقطع فقط على سبيل الرحمة، عيناه مُنتفخة، ملابسه متسخة، معنوياته في الحضيض.. و الشهقات التى أتبعت جلسة البكاء الأخيرة تكاد تفتك برأتيه من قوتها.
نظره مركز على نقطة وهمية في الحائط يتخيلها وجه والديه، يحاول بكل طاقته الخيالية جعلهم يبتسمون لكن دائماً ينتهى به الأمر بتحول وجوههم ک آخر مرة لمحهم فيها.. يصرخون بهول.

ثم يحاول إنقاذ ما تبقى من وعيه بتذكر كل الأفلام التى شاهدها مع آل "چيفرسون" و كيف كان الأخيار يفوزون في النهاية و يسحقون الأشرار.

أجل.. إنه في بداية الفيلم و حسب، لا يزال هناك ربما ساعة او أكثر ليهزمهم ثم تُعرض كلمة 'النهاية' بخط أنيق على مشهد إحتضانه لوالديه بينما يبكون بسعادة.

حاول تذكر إن كان قد شاهد فيلماً عن شخص ما تم إختطافه و كيف هرب، لكن لم يفلح..
كل ما تذكره هو فيلم 'الأب الروحي' و حينها فكر؛ بطل الفيلم كان شريراً محتالاً سارقاً و فاز في النهاية!

فُتح الباب ببطئ ليُدخل بعض الصقيع و الضوء المصحوب بظل أحدهم معه.
توترت أعصابه لكنه لم يُزحزح نظره من وجه والديه على السقف مُدعياً رباطة الجأش.

(مرحباً يا صغير) لم يستطع "كيونجسوو" مقاومة إلقاء نظرة خاطفة على الوافد كي يتأكد، و فعلاً كما توقع.. كان الشاب الأصغر بينهم.


مثّل عدم الإهتمام لبضعة دقائق لكن عندما لمحت حاسة شمه رائحة الحساء تهاوى كل كبريائه.

إقترب منه الشاب فحملق الصغير في الصينية التي يحملها و هو يصلى كي تكون من نصيبه.


حاول الزنجي إمساك ذراعيه فتوترت كل أعصاب الصغير و إبتعد بطريقة غريزية عنه.

(هاي هاي لا بأس لا بأس) قالها و هو يشير بيديه بطريقة مُهدأة، كأنه يحاول ترويض قطة خائفة.

و الرب وحده يعلم كم أن الصغير خائف.

(إسمع.. سأفك قيودك ببطء، حسناً؟)
لم يرد الطفل المذعور لكنه هدأ قليلاً بسبب نبرة الفتى المنخفضة.


(هيا.. كن شُجاعاً) قالها و هو يقترب من جديد و يحاول فك القيود، لاحظ "كيونجسوو" أن الفتى كان متكئاً على ركبتاه و يبدو و هو يحاوطه للوصول للقيد و كأنه يحتضنه، لا يدري لما لكن لوهلة إنتابته رغبة جامحة بإراحة رأسه المنتفخ من الأحزان على كتفيه و تخيله الهيونج خاصته.

كاد أن يضعُف حقاً.. لكن الزنجي إبتعد و هو يبتسم و في يده الحبل، رفعه أمام أنظار الصغير و قال بطريقة مضحكة (و ها قد قتلنا الأفعى)


كل ما فكر فيه "كيونجسوو" أن هذا الفتى رائق البال و وقح؛ تختطفني ثم تحاول إضحاكي؟!

شعر فجأة و كأن جيشاً من النمل يزحف على طول ذراعيه، تأوه بصوت ک الحفيف، الإحساس كان يتأرج ما بين الخدر و الألم المُبرح، و فوراً أمسك الزنجي بإحدى ذراعيه و بدأ في تدليكها بنعومة، لكن الألم تضاعف مما جعل الصغير يتشنج و يغلق عينيه بقوة و بدأ في الصراخ.

(آسف.. أعلم أن الألم لا يحتمل لكن علينا تدليكها لإرجاع الدماء لمجراها..بضعة ثوان و ستشعر بالإرتياح) ثم أكمل و كأنه يكلم نفسه (ماك الغبي! هل كان يجب أن يشده بهذه القوة؟!)

في عيني الصبي كان الشاب يتكلم ک طبيب يعرف ما يفعله تماماً.

لكن هذا أيضاً لم يجعله يثق به.
كيف يثق به و الأطباء هم أكثر ما يكره في الوجود!

لكنه كان صادقاً~
زال الألم.

حدّق ليديه لأول مرة ليجد بضعة جروح و بعض الدماء المتجلطة بين أصابعه، شعر بالإحباط من الجديد لهذا المنظر القاسى و شعر بأنفاسه تتسارع و نظره يُشوش منذراً بالبكاء.

(عليكَ أن تأكل الآن) قالها الشاب و هو يضع صينية على الأرض أمامه، كان بها طبق حساء بصل صغير و رغيف خبز ثم ناوله بعض الملابس.

(عليكَ تغيير ملابسك، سيحتاجها السيد "وينستون".. هذا هو أفضل ما وجدته لكَ في الكنيسة، ملابس ثقيلة و بلا ثقوب)

ثم نهض و هو يقول (سأخرج الآن و أمنحك خمس دقائق، لا تتكاسل، كلانا لا يريد جعل هذا الرجل المهووس بالوقت و التفاصيل يغضب)
ثم أكمل همساً و هو يضع كفه قُرب فمه (إنه مخيف)

و هكذا وجد "كيونجسوو" نفسه يحدق في الباب المغلق و الملابس في حضنه، رفع القميص الصوفي لإلقاء نظرة عليه.

لم يكن مقاسه.

تنهد بحزن شديد ثم نهض مزعناً خلع البذلة الرمادية التى يرتديها، تركيز إنتباهه عليها جعله يفكر بحفلة عيد ميلاده و توالت الذكريات من جديد، لاحظ للمرة الأولى أن لونها ک لون "هوشو" كلاهما رمادي و ناعم.

عندما وضع أنامله على زر البنطال لاحظ إنتفاخ خفيف في جيبه الأيسر، تحسسه من الخارج قليلاً ثم وضع يده في جيبه.

لقد كان المنديل المطرز!

تذكر والده و هو يحتضنه و يضع المنديل في جيبه بالأمس.
قربه من أنفه ليشتم رائحة والدته تفوح بقوة من كل ثغرة غير مرئية في المنديل.

و كونه الطفل غريب الإطوار الذي كانه، فلم يبكي رغم كل الدموع التي تلاطمت في عينيه منظرةً بكسر حاجز التماسك الذي بناه.


شعر بحركة خفيفة من خارج باب الغرفة لذا عزف من تبديل بقية ملابسه مخافة أن يدخل أحدهم فجأة و يراه عارياً.

وضع المنديل في جيبه من جديد و قرر أن يأكل أولاً و ما إن نقل تركيزه لصينية الطعام فتح الباب بقوة!

(كيونجسوو!!)

چوزفين؟!

                                      ↭◎쇼◎쇼◎↭
                                        يُتبع..
Like ♡
Comment 💬
Follow ✔

♕ 어먼EMY ♕
© 어 먼 EMY,
книга «1950».
Коментарі