Ch일 (Migration)
نهاية يونيو/حزيران 1950~
الخامسة عصراً؛
يُمسِك الرَجل الشَّاحِب بِزوجَته بِقوة و هُم يُحاولون مُسَايرة طَابور المُهاجرين، العَرق يَتصبب مِنه و بَطنه تَستَغيثُ مِن الجُوع غَير عَالمةً أنَّ الوَجبة القَادِمة تَبعُد عِدة سَاعَات، تَطَاول عَلى صَبره و حدَّث نَفسه بأنَّ هُناكَ نَحو أَلفيِّ شَخص يُعَانُونَ ممَّا يُعانيه الآن و هُم نِساءٌ و شيوخٌ و أَطفَال، يُريدُ بِشدة كَبحَ أَصَوات تَخبُط الأَحذِية المُهتَرئة بالأَرض الصَّخرِية، بُكاء طِفل ما مِن بَعِيد لرُبما يَبكي جُوعاً، وإِمرَأة تَإن أَلماً.
لَكِن مِن المُستَحيل الإِِحَالة دُون صَوت تِلك المَرأة، زَوجته التى بَينَ يَديه، صَوتُ تَألمها يَختَرق أُذنه وُصولاً الى عَقله ثمَّ نُزولاً لقَلبِه لِيأَن تَزامناً مَع تَألمها.
أَلقَى عَليها نَظرَة شَفَقة ليَجِدها تُمسِك ببطنِها المُنتَّفخ قَليلاً تُحاول تَدليكهُ بَينَما تَبدو ضَئِيلة جِداً بَين ذِراعيّه.
ضيَّقَ الوِثاق حَول كَتِفيها أَكثَر و هُو يُحاول عَدم التَفكِير في مَصِير طِفله الذي يَنمُو الآن، الحَرب و الظُروف المُمِيته صَعبة عَليهم و هُم بَالغُون، فما بَالكَ برضِيع مَعدُوم الحِيله، لكن كُل هذا المسير لأجله، لكي يحظي فقط بحياة لا يستيقظ فيها على صوت قنابل في شارع مُهدم او جوع شديد في مخيم لاجئين.
إستَّمر الطَّابور في مَسِيرته و لم يتَغيَّر الكَثير مِن أَصوَات البُكَاء و الأَنين، حتى سُمِع مِن بَعيد صَوت الشَّاب "تشَّانيول" و هو يُنادي فِي الحَشد بِصوتِه الجهُوري بِأنَّهم سَيقضُون الليلة هُنا و يتابعوا المسير مع الفجر.
و فوراً إِنسَّلت الزوجَة مِن بَين ذِراعيّ زَوجِها على رُكبتيّها و هِي تَتنهد بِأَلم.
أَنزَل الرَّجل الحَقيبة البِدائِية مِن على ظَهره و بَدأَ فِي صُنع فِراش بَسيط على الحَشائِش لتَنعم زَوجتُه بِبعض الرَّاحة قَبل أَن يُكمِلوا مسِيرتهُم الى الأَراضي الحُرة بَعيداً عن وَيلاتِ حَرب الكُوريتين.
(إِنَّه سَيئ الحَظ) قَالت المَرأة بِصوتٍ رَاجف و هِي تَبسط ظَهرها على الفِراش.
نَظر لها الزَّوج بإستِغراب (مَن يا عزِيزَتي؟)
(إِبنَي) ردَّت بِشَبح إِبتِسامة.
نَظر الزَّوج الى البَطنِ المُنتفِخ ثُم أطلقَ ضِحكة قَصِيرة (و مَا أَدراكِ أنَّه فَتى؟ رُبما فتاة.. أُرِيد فتاةً)
(لا.. إنَّه فَتى، حَلمتُ بِه الليلة المَاضية.. كَان جَميلاً، يُشبهك) قَالت و إِبتِسامتُها تَتسِع أَكثر مَع كُل كَلمة.
إِنحَنى الزَّوج على زَوجَته و طَبع قُبلة على جَبينِها مُتجاهلاً العَرق البَارد الذي يَطفو على بَشرتِها (إِن كَان يُشبهني إذاً هو سَعيد الحَظ)
ضحكت الزَّوجة ثم إِعتَدلت جَالسة و أَخذَت الحَقيبة و بَدأت تُخرج بَعض كَعك الأُرز ليَتناولاه ک عَشاء، قالت (كَيفَ لمَخلوقٍ أَن يَنشأَ سَويّ في أَجواءِ حَرب كَهذه، هو لَن يَتربى حتّى فِي وَطنه، نَحن بِلا وَطن الآن)
(لا تَقولي هَذا! إيَّاكِ و التَّفكير هَكذا حتَّى! هَذا وَضع مُؤقت، سَتنتهى الحَرب و نَعُود الى مَنزلنا.. لَن نَكُون مُهاجرين هَكذا للأَبد!) قَال الزَّوج بِصوت صَارم، كَادت الزَّوجة تَرد عليه لولا أَن قَاطعهُما صَوت ما.
(مَعهُ حَق سَيدة "دو" هَذا وَضع مُؤقت) كَان الشَّاب "تشان" يَتجه نَحوهُم بِإندِفاع أَخرق گ عَادته و يَبدو أَنه سَمع الحَديث، إِنحنَى بِإحتِرام لكلايهما ثُم أَكمل (لكِن.. لا أَدري هَذه 'المُؤقت' لكَم سَتستَمر، رُبما شَهر.. سَنة.. عُشرون سَنة.. مِائتي سَنة، حقاً لا أَدري)
أَومأ لهُ السيد "دو" (لنتجمل بالصبر إذاً.. إِجلس بُنيّ.. لتُشاركنا العَشاء الليلة)
قَبِل الشَّاب العَرض بِصدر رَحب و جَلس بِجانب الرَّجل و زَوجته، نَاولته السيدة "دُو" كَعكة أُرز هَشّة (آسفه عَزيزي هي كُل ما لديّنا)
إِنحَنى الشَّاب بإمتِنان (و هِى كُل ما أَحتَاج، شُكراً لكَرمِكم) نَظر "تشان" الى الزَوجة التى بَدا عَليها الإِرهَاق بوضُوح و قَال (يَبدو أنَّ الجَنين يَحرصُ على مَنحكِ الكَثير مِن الأَلم)
ضَحِك كِلا السيد و السيدة "دُو" على التعليق، قَال الزّوج (إِنتَظر حتى يَخرُج و يَبدأ في البُكاء و العَويل لَيلَ نَهار)
إِبتَسم الشَّاب و سَأل مِن جَديد (فَتى؟ فَتاة؟)
نظَر لهُ السيِّد "دُو" بإستغراب (و كَيف لنَا أَنّ نَعرِف؟ هذِه أمُور في الغَيب)
نظَر "تشان" الى المَرأة بتَساؤل و هُو يَقضم كَعكتهُ، فَقالت بِهدوء (فتى)
زَجرها زوجُها (لا نَدري بَعد!)
ضَحِك الشَّاب بِفوضَويّة و صَخب على الزوجَين ثُم سَأَل (هَل مِن أَسماءٍ مُحتملة للمَلاك القادِم؟)
مرَّت لحظة صَمتٍ بَين ثلاثتِهم حتّى نَطق الزَّوج فَجأة (كُيونجسوو)
(هَذا إِسم فَتى) قَالت الزَّوجة بخُبث مُلمحة لشِجارهم القَصير منذُ ثَوان.
رد الزَّوج (حتّى لو فتاةّ سَأسمِيها هَكذا!)
نَهض الشَّاب فَارع الطّول مُتأهباً للرحِيل بَعد أَن أَگل كَعكتهُ تاركاً الزَّوجين ينعَمان بالنّوم، إِنحَنى لهُما (حَسناً .. شُكراً عَلى كَرمكُما معِى الليّلة، ليلة سَعيدة لكُما.. و للوسيم "كُيونجسوو" أَيضاً)
لوّح لهُ الثُنائِي ثُم بَدءا في الإِستعدادِ للنّوم، إِستلقا كِلاهُما عَلى ظَهره و عيونهُما بإِتجَاه النُّجوم.
بَدأ الزّوج يُردد بخُشوع:
يَا أَيُّهَا الرَّبُ القَادِرُ عَلىٰ كُلِّ شَيء، هِبْنَا لَيلةً هَادِئَةً ومِيتَة مُقدَّسَةً فِي نِهَايةِ حَيَاتِنَا.
آِمين
نِهاية الحَياة؟
كَيف ستكُون نِهاية حَياتهما؟ فِي الوَطن أمْ بِلاد لمْ تعرفهُما مِن قَبل؟ هَل سَتكون هَذه حَياة تَستحق العيّش إِن كَانت نِهايتها فِي وَطن لم ينجبهُما؟
كَم يشفقان على جيل يولد بعيداً عن أرضه.
(آمين) هَمست الزّوجة بِهدوء و هي تُغمض عينيها و تُربت على رَحمها بحزن.
↭◎쇼◎쇼◎↭
يتبع..
Like ♡
Comment 💬
Follow ✔
♕ 어먼EMY ♕
الخامسة عصراً؛
يُمسِك الرَجل الشَّاحِب بِزوجَته بِقوة و هُم يُحاولون مُسَايرة طَابور المُهاجرين، العَرق يَتصبب مِنه و بَطنه تَستَغيثُ مِن الجُوع غَير عَالمةً أنَّ الوَجبة القَادِمة تَبعُد عِدة سَاعَات، تَطَاول عَلى صَبره و حدَّث نَفسه بأنَّ هُناكَ نَحو أَلفيِّ شَخص يُعَانُونَ ممَّا يُعانيه الآن و هُم نِساءٌ و شيوخٌ و أَطفَال، يُريدُ بِشدة كَبحَ أَصَوات تَخبُط الأَحذِية المُهتَرئة بالأَرض الصَّخرِية، بُكاء طِفل ما مِن بَعِيد لرُبما يَبكي جُوعاً، وإِمرَأة تَإن أَلماً.
لَكِن مِن المُستَحيل الإِِحَالة دُون صَوت تِلك المَرأة، زَوجته التى بَينَ يَديه، صَوتُ تَألمها يَختَرق أُذنه وُصولاً الى عَقله ثمَّ نُزولاً لقَلبِه لِيأَن تَزامناً مَع تَألمها.
أَلقَى عَليها نَظرَة شَفَقة ليَجِدها تُمسِك ببطنِها المُنتَّفخ قَليلاً تُحاول تَدليكهُ بَينَما تَبدو ضَئِيلة جِداً بَين ذِراعيّه.
ضيَّقَ الوِثاق حَول كَتِفيها أَكثَر و هُو يُحاول عَدم التَفكِير في مَصِير طِفله الذي يَنمُو الآن، الحَرب و الظُروف المُمِيته صَعبة عَليهم و هُم بَالغُون، فما بَالكَ برضِيع مَعدُوم الحِيله، لكن كُل هذا المسير لأجله، لكي يحظي فقط بحياة لا يستيقظ فيها على صوت قنابل في شارع مُهدم او جوع شديد في مخيم لاجئين.
إستَّمر الطَّابور في مَسِيرته و لم يتَغيَّر الكَثير مِن أَصوَات البُكَاء و الأَنين، حتى سُمِع مِن بَعيد صَوت الشَّاب "تشَّانيول" و هو يُنادي فِي الحَشد بِصوتِه الجهُوري بِأنَّهم سَيقضُون الليلة هُنا و يتابعوا المسير مع الفجر.
و فوراً إِنسَّلت الزوجَة مِن بَين ذِراعيّ زَوجِها على رُكبتيّها و هِي تَتنهد بِأَلم.
أَنزَل الرَّجل الحَقيبة البِدائِية مِن على ظَهره و بَدأَ فِي صُنع فِراش بَسيط على الحَشائِش لتَنعم زَوجتُه بِبعض الرَّاحة قَبل أَن يُكمِلوا مسِيرتهُم الى الأَراضي الحُرة بَعيداً عن وَيلاتِ حَرب الكُوريتين.
(إِنَّه سَيئ الحَظ) قَالت المَرأة بِصوتٍ رَاجف و هِي تَبسط ظَهرها على الفِراش.
نَظر لها الزَّوج بإستِغراب (مَن يا عزِيزَتي؟)
(إِبنَي) ردَّت بِشَبح إِبتِسامة.
نَظر الزَّوج الى البَطنِ المُنتفِخ ثُم أطلقَ ضِحكة قَصِيرة (و مَا أَدراكِ أنَّه فَتى؟ رُبما فتاة.. أُرِيد فتاةً)
(لا.. إنَّه فَتى، حَلمتُ بِه الليلة المَاضية.. كَان جَميلاً، يُشبهك) قَالت و إِبتِسامتُها تَتسِع أَكثر مَع كُل كَلمة.
إِنحَنى الزَّوج على زَوجَته و طَبع قُبلة على جَبينِها مُتجاهلاً العَرق البَارد الذي يَطفو على بَشرتِها (إِن كَان يُشبهني إذاً هو سَعيد الحَظ)
ضحكت الزَّوجة ثم إِعتَدلت جَالسة و أَخذَت الحَقيبة و بَدأت تُخرج بَعض كَعك الأُرز ليَتناولاه ک عَشاء، قالت (كَيفَ لمَخلوقٍ أَن يَنشأَ سَويّ في أَجواءِ حَرب كَهذه، هو لَن يَتربى حتّى فِي وَطنه، نَحن بِلا وَطن الآن)
(لا تَقولي هَذا! إيَّاكِ و التَّفكير هَكذا حتَّى! هَذا وَضع مُؤقت، سَتنتهى الحَرب و نَعُود الى مَنزلنا.. لَن نَكُون مُهاجرين هَكذا للأَبد!) قَال الزَّوج بِصوت صَارم، كَادت الزَّوجة تَرد عليه لولا أَن قَاطعهُما صَوت ما.
(مَعهُ حَق سَيدة "دو" هَذا وَضع مُؤقت) كَان الشَّاب "تشان" يَتجه نَحوهُم بِإندِفاع أَخرق گ عَادته و يَبدو أَنه سَمع الحَديث، إِنحنَى بِإحتِرام لكلايهما ثُم أَكمل (لكِن.. لا أَدري هَذه 'المُؤقت' لكَم سَتستَمر، رُبما شَهر.. سَنة.. عُشرون سَنة.. مِائتي سَنة، حقاً لا أَدري)
أَومأ لهُ السيد "دو" (لنتجمل بالصبر إذاً.. إِجلس بُنيّ.. لتُشاركنا العَشاء الليلة)
قَبِل الشَّاب العَرض بِصدر رَحب و جَلس بِجانب الرَّجل و زَوجته، نَاولته السيدة "دُو" كَعكة أُرز هَشّة (آسفه عَزيزي هي كُل ما لديّنا)
إِنحَنى الشَّاب بإمتِنان (و هِى كُل ما أَحتَاج، شُكراً لكَرمِكم) نَظر "تشان" الى الزَوجة التى بَدا عَليها الإِرهَاق بوضُوح و قَال (يَبدو أنَّ الجَنين يَحرصُ على مَنحكِ الكَثير مِن الأَلم)
ضَحِك كِلا السيد و السيدة "دُو" على التعليق، قَال الزّوج (إِنتَظر حتى يَخرُج و يَبدأ في البُكاء و العَويل لَيلَ نَهار)
إِبتَسم الشَّاب و سَأل مِن جَديد (فَتى؟ فَتاة؟)
نظَر لهُ السيِّد "دُو" بإستغراب (و كَيف لنَا أَنّ نَعرِف؟ هذِه أمُور في الغَيب)
نظَر "تشان" الى المَرأة بتَساؤل و هُو يَقضم كَعكتهُ، فَقالت بِهدوء (فتى)
زَجرها زوجُها (لا نَدري بَعد!)
ضَحِك الشَّاب بِفوضَويّة و صَخب على الزوجَين ثُم سَأَل (هَل مِن أَسماءٍ مُحتملة للمَلاك القادِم؟)
مرَّت لحظة صَمتٍ بَين ثلاثتِهم حتّى نَطق الزَّوج فَجأة (كُيونجسوو)
(هَذا إِسم فَتى) قَالت الزَّوجة بخُبث مُلمحة لشِجارهم القَصير منذُ ثَوان.
رد الزَّوج (حتّى لو فتاةّ سَأسمِيها هَكذا!)
نَهض الشَّاب فَارع الطّول مُتأهباً للرحِيل بَعد أَن أَگل كَعكتهُ تاركاً الزَّوجين ينعَمان بالنّوم، إِنحَنى لهُما (حَسناً .. شُكراً عَلى كَرمكُما معِى الليّلة، ليلة سَعيدة لكُما.. و للوسيم "كُيونجسوو" أَيضاً)
لوّح لهُ الثُنائِي ثُم بَدءا في الإِستعدادِ للنّوم، إِستلقا كِلاهُما عَلى ظَهره و عيونهُما بإِتجَاه النُّجوم.
بَدأ الزّوج يُردد بخُشوع:
يَا أَيُّهَا الرَّبُ القَادِرُ عَلىٰ كُلِّ شَيء، هِبْنَا لَيلةً هَادِئَةً ومِيتَة مُقدَّسَةً فِي نِهَايةِ حَيَاتِنَا.
آِمين
نِهاية الحَياة؟
كَيف ستكُون نِهاية حَياتهما؟ فِي الوَطن أمْ بِلاد لمْ تعرفهُما مِن قَبل؟ هَل سَتكون هَذه حَياة تَستحق العيّش إِن كَانت نِهايتها فِي وَطن لم ينجبهُما؟
كَم يشفقان على جيل يولد بعيداً عن أرضه.
(آمين) هَمست الزّوجة بِهدوء و هي تُغمض عينيها و تُربت على رَحمها بحزن.
↭◎쇼◎쇼◎↭
يتبع..
Like ♡
Comment 💬
Follow ✔
♕ 어먼EMY ♕
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
Ch일 (Migration)
귀여워 ❤😄
Відповісти
2018-06-27 13:15:06
1