12
خطوات سريعة و قلقة تمر عبر ذلك الرواق بينما الحراس على كلا الجانبين يقفون تحية للقادم الا ان وصل الى نهاية الممر ليفتح ذلك الباب الضخم و يظهر امامه تلك القاعه الكبيرة يتوسطها عرش ملكي.
" ماذا هناك يونج مين ؟ "
" لقد وصلتنا اخبار هامة للغاية، عليك ان تقرأ هذا بنفسك سمو الملك " اخبره بعد ان انحنى له تحية لملكه ليمد له الرسالة التي بحوذته و يأخذها منه الملك بنظرات قلقة ، لتشرق تعابير وجهه .
" انها هنا " قالها الملك بلهفة بعد ان انهى قراءة الرسالة.
" اجل سمو الملك، و بخير ايضاً "
" من ذلك الفتى؟ "
" ابن بارك جيهو، انه من عثر عليها في عالم البشر و استطاع حمايتها من جنود الظلام و اعادتها إلى عالمنا " رفع يونج مين رأسه بفخر اثناء اخبار الملك.
" ايمكن ان تكون صدفة؟ " تسائل الملك بنظرات مندهشة غير مصدقة .
" سوف نعلم حين نقابله سوف اذهب بنفسي لمنزله للإشراف على احضار سموها بنفسي "
" سوف اذهب معكم ايضاً، لا يمكنني الجلوس هنا دون فعل شئ، على رؤيتها بنفسي " اخبره الملك بنظرة متلهفة بينما ينهض من كرسي العرش بسرعة.
" من الخطر قدومك معنا، قد يلفت هذا انتباه جنود الظلام المتربصين بك "
" لا اهتم يونج مين، على احضارها بنفسي "
" اعدك اننا سنعود بها في اسرع وقت، لكن قدومك قد يعرضها للخطر ، انهم فالخارج يبحثون عنها لقتلها، علينا احضارها دون جذب اى انتباه " اومئ له الملك بالموافقة ليتنهد بإحباط قبل ان يعود إلى عرشه مجدداً و يسود تعابيره القلق و التوتر .
***************
الهدوء كان يسود غرفة الطعام، لا يسمع بها سوا صوت ارتضام ادوات الطعام، يغطي المكان جو من التوتر بينهم، ينظرون جميعاً إلى بعضهم البعض في حديثٍ صامت فيما بينهم عدا تشانيول الذي يأكل طعامه دون اهتمام بنظرات اصدقائه، ليقطع ذلك الصمت صوت ارتضام عيدان الطعام الخاصة بتشانيول على الطاولة بقوة.
" توقفوا عن النظر إلى بعضكم البعض بتلك الطريقة، إن كان لديكم شيء لقوله فأفعلوا "
" ما اود فعله ليس التحدث بل لكمك على وجهك حتى تفيق " نظر له سيهون بنظرات غاضبة ليوقفه سوهو قبل ان يرتكب اى حماقة تفسد الأمور حقاً.
" لما تصرفت معها بهذا الشكل؟ " نظر له كيونجسو بتساؤل ليصمت الجميع منتظرين منه ان يفسر افعاله لينظر الآخر في صمت لا يعرف ما يجب ان يقوله ليتحدث سيهون مجدداً بعد ان نفذ صبره من ان يتحدث ذلك الأحمق امامه.
" لقد ظننت انك حقاً تحبها، لكنك مجرد احمق لا تستحقها "
" انت لا تعلم اى شيء "
" إذا اشرح لنا ما الذي لا نعلمه؟ "
" توقفوا عن الصراخ في وجه بعضكم البعض، لابد انها سمعتكم الأن، سوف اذهب لآراها " اوقفهم صوت سوهو الحاد، ليعود الصمت من جديد .
" من الافضل ان تتوقفوا عن افتعال الشجار امامها، انتم فقط ستجعلوها تشعر بالاحراج بيننا " انبهم كريس بصوت منخفض بينما ينظر نحو باب غرفة الطعام بحذر.
انفتح الباب فجأة بقوة ليدخل سوهو إلى الغرفة بنظرات هلعة لينظر له الجميع بقلق.
" انها ليست هنا، لقد اختفت "
" ما الذي تعنيه بانها اختفت " نهض بهلع كما فعل الجميع ليتقدم نحو سوهو يكاد يفقد صوابه في اى لحظة.
" بحثت عنها في جميع ارجاء المنزل، انها ليست هنا "
" ربما ذهبت إلى حديقة المنزل او تتسكع فالأرجاء " اخبرهم كيونجسو محاولاً طمأنتهم .
كريس " كيونجسو على حق، لنتفرق و نبحث عنها "
لم يكد يتحركوا من مكانهم ليقاطعهم صوت جرس منزلهم.
" ارئيتم، لقد اخبرتكم لا داعي للتسرع لابد انها هى " ادفعوا جميعاً باتجاه باب المنزل متقدم امامهم تشانيول مندفعاً ليفتح الباب.
" بارك تشانيول اليس كذلك؟ " وقف تشانيول متجمداً امام ذلك الرجل المرتدي ملابس القادة الملكين و خلفهم الحرس الخاصين به.
" اجل، انه انا " اجابه بتوتر مبتلع ما في حلقه.
" تشبه والدك كثيراً، انا قائد الجيش الملكي يونج مين لقد كنا اصدقاء حين كان قائد للجيش الملكي، كان شخصاً عظيماً " ربط الرجل على كتف تشانيول لترتسم إبتسامة على وجهه.
" لقد اتيت بنفسي بعد ان وصلتني رسالتك، اين هى الأميرة؟ " تسائل بينما ينقل نظره بين وجه تشانيول و وجوه اصدقائه المصدومة مما سمعوه ليعيد نظره لتشانيول الذي يظهر عليه تعابير الخوف و القلق الشديد
***********************
( بورام )
" بورام؟! ماذا تفعلين هنا؟ "
رفعت رأسي للأعلى نحو الصوت المتسائل، لأجد روز تقف امامي و تنظر لي بتفاجئ.
" وجدت المتجر مغلق، لذا جلست بجانبه انتظرك " اخبرتها لأتحسس يدي بتوتر.
" هل هناك شئ؟ اتريدين شراء شيء من المتجر ؟ "
" فالحقيقة لم آتي لأجل هذا، اردت شيئاً آخر " اخبرتها بتردد لتنظر لي بتساؤل منتظرة ان اكمل.
" لقد حدث شجار ما فالمنزل، لذا تركته قليلاً، ايمكنني البقاء عندك قليلاً " تغيرت تعابير وجهها للصدمة و التوتر قبل ان تجيب بعد ان ادركت ما قلته .
" و لكن لما انا، نحن حتى لا نعرف بعضنا البعض بشكل جيد "
" فالحقيقة، لا اعرف احداً غيرك هنا " طلبت منها بنظرة مترجية ان تقبل لأكمل " لن ابقى كثيراً اعدكِ "
" حسناً ، اتبعيني ! "
ظللنا نمشي إلى ان وصلنا إلى منزل صغير بقرب منطقة الغابة .
فتحت باب المنزل لتقف سامحة لي بالدخول .
" انا اعيش هنا وحدي، لدي اخ كبير لكنه مسافر لمدينة اخرى ، اعتذر عن الفوضى، لا امتلك الكثير من الوقت لترتيبه "
" انه منزل لطيف و دافئ، يذكرني بمنزلي " اخبرتها بإبتسامة ممتنة لتبادلني بإبتسامة لطيفه.
" سوف اصنع بعض القهوة لنفسي، اتريدين سيئاً آخر ام اصنع لكي القهوة معي "
" لا بأس احب القهوة ايضاً "
" استريحي إلى ان اعود "
ذهبت لتحضير القهوة لأجلس على الأريكة في انتظارها، شردت و انا افكر بشأن الرفاق حين يعلموا بإختفائي، لم ارد ان اسبب لهم المتاعب او اسبب لهم القلق لكنني لم استطع البقاء و التصرف بطبيعية ، لم ارد ان اكون عبئاً عليه بعد اليوم، لا اريد ان اكون مصدر ازعاج له بعد الأن.
" هل انتي بخير ؟ " جفلت على صوت روز الواقفة بالقرب من الباب حاملة كوبين من القهوة.
" اجل انا بخير "
" خذي! " مدت لي كوبي لأخذه منها قبل ان تجلس بجانبي.
" إذا هل يعلم احد انك هنا؟ "
" لم اخبر احد بهذا، و ارجوا الا تخبريهم "
" لكنهم هذا سيسبب لهم القلق، ربما يجب اعلامهم "
" لا اريد لأحد ان يعلم بمكاني، ليس الان " نظرت لها مترجية لتنظر لي بقلق.
" اهو تشانيول ؟ " جفلت لأشعر بألم ينتابني بعد ان ذكرت اسمه لينعقد لساني واشعر بغصة في حلقي .
" اعتذر لتطفلي، انه فقط حين رأيتكم معاً شعرت بان هناك شيئاً ما بشأنكم "
" انتي فقط تتوهمين، انني فقط مجرد شخص يسبب له الإزعاج "
" ان الحب ماهو الا ازعاج، ربما الامر فقط هكذا "
" الامر ليس هكذا على الإطلاق، نحن لسنا على علاقة " لوحت يدي بالنفي ليقطع حديثنا صوت جرس المنزل.
" انا لا انتظر احد، ربما يكون تشانيول قد خمن مكان تواجدك " اخبرتني بذلك بينما تتجه لتفتح الباب، لأشعر بالتوتر الشديد، لست مستعدة لمواجهته حقاً.
" من انت؟ "
" هل بورام هنا؟ ، انا صديقها هابين "
********************
( تشانيول)
" ماذا يعني انها اختفت؟ ، من المفترض ان تعتني بها، كيف لها ان تختفي من منزلك بتلك البساطة ؟ "
انبني قائد الجيش بنبرة هيستيريه و انا اضع رأسي بين يدي احاول ان اتماسك من ان افقد صوابي، بحثت في جميع ارجاء المدينة لا اثر لها، اشعر بأنني سانفجر، ماذا ان حدث لها شيء، هذا خطأي.
انظار الجميع مركزة على، اصدقائي الذين لا يستيطيعوا استيعاب امر انها وريثة المملكة و انني اخفيت الأمر عنهم، بعض النظرات مئنبة و البعض قلقة و بعضها منزعجة.
" سوف اذهب مجدداً للبحث عنها ، لابد انه قد فاتني شيء، لن اجلس هنا دون فعل شيء "
" فقط اجلس و اهدء لنفكر معاً، و نرى ما يمكن فعله " اوقفني سوهو محاولاً تهدئتني، لكن لا يمكن لأحد ان يهدئني و انا اكاد افقد صوابي من القلق في اى لحظة.
" لن اجلس هنا، بينما لا احد يعلم ما قد حدث... " قاطع حديثي صوت هاتف المنزل لأقفز نحوه .
" مرحباً؟ "
" انها انا روز، لقد اخبرتني الا اخبرك، لكنني لا اشعر بالارتياح لهذا الأمر "
" اهدئي روز و اخبرني ماذا هنا؟ "
" ان بورام هنا في منزلي الان " اغمضت عيني لأتنفس الصعداء قبل ان التفت نحو قائد الجيش.
" لقد ذهبت إلى احد اصدقائنا، انها بخير " تغيرت الوجوه القلقة المنزعجة منذ قليل إلى اخرى مرتاحة لسماع تلك الاخبار المفرحة.
" انتظر تشانيول، هناك امر آخر، لهذا قررت انه يجب ان اتصل بك "
" ماذا هناك روز؟ "
" هناك شخصاً ما هنا، لقد آتى و اخبرني انه صديقها، انه يجلس معها في غرفة المعيشة الان و يتحدثوا "
" من ذلك الشخص ؟ هل اخبركي بأسمه؟ "
" يقول ان اسمه هابين، و انه صديق بورام " قطبت حاجباى احاول ان اتذكره، لتتسع عيناى، من المفترض انه صديقها البشري، كيف وصل، إلى هنا، استيقظت من جمودي على صوت روز عبر الهاتف.
" لقد سمعت بعضاً من حديثهم عندما كانوا يقفون عند الباب، قال لها انه تنكر كبشري لانه مرسل من والدها ليحميها لكنه فقدها "
ابعد السماعه عن اذني بنظرات هلعة لأتفت نحو قائد الجيش " اتعرف شخص يدعى هابين؟ " سألته لتتغير تعابيره هو الآخر للهلع.
" انه احد امراء الظلام ، كيف تعلم به؟ "
لم انتظر لأجيبه بل امسكت سماعة الهاتف بهستيرية " لا تدعيهم يذهبوا قبل ان نأتي، لا تدعيها تذهب إلى اى مكان، انه شخص خطر "
**********************
to be continued.....
Коментарі