5
( بورام )
بعد كل تلك الصدمات و المطاردات و اقترابي من الموت و السحر و تلك الكائنات الغريبة ، بكيت مخرجة كل تلك المشاعر، و ماذا يمكنني ان افعل غير هذا، انا عاجزة عن فعل اى شئ، انا فقط مجرد مراهقة عادية لما على ان اتحمل كل هذا.
توقفت عن البكاء بعد ان سمعت صوت تشانيول المصدوم لأرفع رأسي له بنظرات متسائلة.
" ماذا هناك ايضاً ؟ " سألته بصوت باكي و انا امسح عيناى من اثر البكاء لأستطيع رؤيته، كان ينظر حوله بنظرات مضطربة قلقة لأحول نظري حيث كنا، لقد سقطنا في غابة تبدو مخيفة و فارغة ارض تلك الغابة كانت غريبة التربة كانت حمراء اللون كثيراً و الأشجار عملاقة، الأشجار كانت تخفي السماء تماماً و لا يوجد سوى ضوء بسيط يتسلل من بين فروعها .
" اين نحن؟ "
" نحن موجودون حيث لا يجب ان نكون " قالها من بين اسنانه بإنزعاج.
" ما الذي تقصده؟ لا افهم "
" نحن داخل الغابة المحرمة، لم تسمى هكذا دون سبب، لا احد يتجرأ على الخطو خطوة واحدة داخلها و لم اسمع بأحد دخلها و خرج حياً يوماً و نحن بكل بساطة و لا افهم كيف انتقلنا داخل اكثر مكان خطراً في عالم الجن، هذا ما كان ينقصنا " قالها بسخرية و غضب ليركب احدى الاشجار بجانبه.
" يبدوا ان حراس الظلام مصممون على قتلك، لابد انهم وراء هذا، مستحيل ان يخطأ حجر البوابة في وجهته "
كنت استمع إليه بنظرات مصدومة خائفة، لما يريدون قتلي لتلك الدرجة، ماذا فعلت لهم ليحدث معي هذا؟
" إذاً ماذا ننتظر؟ لنخرج من تلك الغابة قبل ان نموت "
" الم تسمعي ما قلت ؟ ، لا احد دخل و خرج، ان تلك الغابة تشبه المتاهة، و لا يمكننا توقع ما قد يقابلنا "
" لكنك تستطيع التنقل عبر الاماكن عن طريق قوتك " اخبرته بنظرات آملة
" اتظني انني لم افكر فأمر كهذا، قوتي لا تعمل في هذا المكان، هناك شيئاً ما هنا يبطل قوتي "
" إذاً سوف نموت هنا؟ " وقفت امامه انظر له بهلع
" انظرى إلى الجانب المشرق مازلتى حية " اخبرني بسخرية ليتحرك مبتعدداً لأركض خلفه و التصق به مراقبة الغابة حولي في خوف.
" ماذا تفعلين اتركيني؟ " ابعدني من جانبه كالحشرة بينما ينظر لي بإزدراء.
" انا اشعر بالخوف من ذلك المكان، كما انني اخشى ان تتركني في ذلك المكان و ترحل "
" لا تقلقي، فقد تورطت في امرك و انتهى الأمر، انا عالق معكي شأت ام ابيت، و لا يبدوا انني سأتخلص مما وضعت نفسي فيه قريباً، اتمنى فقط الا اموت قريبا بسبب حماقتي " رمى تلك الكلمات في وجهي لأنظر له بإنزعاج، و كأنني ارغب بالتواجد مع احمق مثله، لولا ما انا به لما بقيت مع ذلك المزعج لحظة واحدة.
ظل يمشي بصمت بينما اتبعه ملتفتة حولي بخوف كلما مشينا يصبح المكان اكثر ظلمة و مخيف اكثر، لا اعلم كم من المدة مشينا ربما ساعة و لا يوجد اى تغير فالمكان و كأننا ندور في حلقة لامتناهية.
" كم من المدة علينا السير بعد انا متعبة، و إلى اين انت متجه "
" احاول البحث عن اى شئ يدل على طريق الخروج "
" مثل ماذا؟، ان كل شئ هنا متشابه " اخبرته بإحباط و انا انظر حولي.
" اترين تلك الرمال الحمراء التي نمشي عليها؟، انها فقط خاصة بالغابة، بمجرد ان تتغير شكل التربة للونها الطبيعي يعني اننا خرجنا، هذا فقط ما اعرفه عن تلك الغابة.
" بورام "
كنت منتبهة لما كان يقوله إلا ان سمعت احداً ينادي على اسمي بهمس لألتفت حولي بخوف.
" هل سمعت هذا؟ "
" لم اسمع اى شئ ، عن ماذا تتحدثين "
" لقد سمعت احداً ينادي بأسمي للتو "
" لابد انكي تتوهمين، لم اسمع اى شئ "
" اجل ... لابد انني اتوهم " اخبرته بينما القي نظرة خلفي بخوف.
عدنا للصمت مجدداً لأتنهد بضجر و انا اتبعه لا اعلم إلى متى سنظل نمشي دون توقف.
" لقد مللت، هل سنبقى صامتين هكذا؟ "
" ماذا تريدينى ان افعل هل القى عليكى بعض النكات مثلا " اجابني بسخرية بعد ان توقف فجأة ليلتفت لي
" هل تعرف بعض النكات ؟ "
" لا " اجابني بدون تعابير ليلتفت للذهاب، لما هو حقاً مزعج هكذا و ممل ايضاً .
" هناك أمراً اردت ان اسألكى عنه " هذه المرة هو من قطع الصمت لأنظر له بإنتباه.
" ما هو ؟ "
" ماذا كنتى تفعلى فى تلك الحديقة فى ذلك الوقت وحدك؟ "
" لم اكن وحدي، لقد كنت في موعد حين هاجمني الجنود "
" موعد؟ و اين ذهب حبيبك؟ لابد انه فر هارباً حين رآهم " ضحك بسخرية لأنظر له بغضب.
" لا هو لم يكن ليتركني و يذهب، لقد كان يحضر لي القهوة حين حدث هذا، انه شخص رائع و لطيف ليس من النوع الجبان الذي يفر هارباً، و لابد انه قلق و يبحث عني الأن " شردت و انا قلقة بشأنه، ماذا يفعل الأن يا تُرى.
" و انتي تبدين كشخص ساذج يُخدع بسهولة، اراهن انه احضرك لتلك الحديقة ليستغلك "
" لا اسمح لك بالتحدث عنه بتلك الطريقة،انت حتى لا تعرفه " اخبرته وانا اشعر بالغضب يغلي بداخلي.
" و هل انتى تعرفيه جيداً؟ " تسائل و هو ينظر إلى عيناى و كأنه يحاول معرفة ما افكر به.
" أ.....أجل بالطبع اعرفه جيداً " اخبرته بتردد، و انا افكر بالأمر، فالحقيقة انني لا اعلم عنه اى شئ سوى اسمه، لكنني كنت على وشك ان اصبح قريبة منه لولا ما حدث ذلك اليوم.
يجب ان نرتاح هنا قليلا لان الظلام سوف يحل قريباً " افقت من شرودي على صوته، لألتفت حولي، ان المكان اصبح حالك الظلمة كثيراً هنا.
" اجل معك حق، ايضاً لقد تعبت من المشي "
جلسنا بقرب احد الاشجار لأتنهد بتعب، بدأ تشانيول بجمع الكثير من الاغصان ليقوم بإستعمال الطريقة البدائية لحرقها عن طريق الاحتكاك الأحجار لنجلس حولها.
" كيف هو عالمك ؟ " سألته قاطعة الصمت لينظر لي بنظرات شاردة.
" ان عالمنا يختلف تماماً عن عالم البشر فى كل شئ تقريباً ، قد نكون نشبه البشر و لكن نختلف عنهم فى أشياء كثيرة ، نحن نشبه البشر فى الشكل و الطعام و الشراب و فى الأشياءالعامة لذلك نستطيع العيش فى عالم البشر دون ان يُكشف امرنا ، ان جميع الجن يشتركون فى السرعة و القوة و التنقل و لكن لا يمتلكون جميعهم نفس القوى بل هم فصائل هناك فصيلة الماء و هناك فصيلة الهواء و هناك الأرض و هناك النار التى انا منها و هناك فصيلة النور، الاربع فصائل ماء نار ارض هواء يكونوا من عامة الجن اما فصيلة النور هى فصيلة العائلة الملكية و حكام عالم الجن "
" هل تعيش كل فصيلة بشكل منفصل ؟"
" لا نعيش معا بشكل طبيعى ، ان عاشت كل فصيلة بشكل منفصل سوف يتفرق عالم الجن بالتأكيد الى ممالك صغيرة لن نكون مملكة واحدة قوية و متحدة لذلك نعيش جميعاً معاً "
" انه امراً رائع، يا ليت عالمي هكذا، نحن نعيش في بلدان مختلفة، و تنشأ الحروب و العدوات بيننا "
" ان استسلام البشر للطمع و الانانية هو ما ادى إلي ذلك، لقد عشت لفترة بينهم، و رأيت كيف يبررون افعالهم القذرة بشعارات مثالية ليخفوا رغباتهم و طمعهم، لكن عالمنا ليس مثالي ايضاً، ان قوم الظلام هو وليد تلك الرغبات الأنانية و الطمع "
" اجل و لكن هناك ايضاً اشخاص جيدين ليحاربوا الشر، هكذا يكون التوازن "
" لأجل هذا فصيلة النور هي الحاكمة؟ " سألته بعد تفكير بما اخبرني به.
" ان قوة النور هى القوة المسؤلة عن التوازن فى عالم الجن بالتأكيد كل قوة هنا مهمة للتوازن لكن النور هى الأهم "
" اذا و ماذا عن جنود الظلام ؟ من اى نوع هم؟ "
" من المفترض فصيلة النور؟ " التفت له لتتسع عيناى بتفاجئ.
" كيف هذا؟ هل هم من الحكام؟، كيف يمكن للنور ان يصبح هو الظلام؟ "
" انها قصة طويلة ، ان ملك النور السابق كان يمتلك ابنين مين سانج و مين چو ، مين سانج كان الاخ الاكبر و مين چو يصغره بسنة
كان الجميع متوقع ان يكون وريث العرش مين سانج لأنه الأخ الأكبر ، بعد وفاة الملك تفاجأنا جميعا بوصية الملك بانه جعل وريثه ابنه الأصغر الأمير مين چو، غضب الأمير مين سانج كثيراً و قام بالتآمر على أخيه مع الشياطين و تحول قوة النور لدى مين سانج و اتباعه إلى ظلام و عندما علم الملك مين چو بالأمر قام بنفى أخيه و كل أتباعه إلى أرض قاحلة غير معمرة، اصبحت تدعى الأن بأرض الظلام، و لكن الأمر لم ينتهي عند هذا وقام الأمير مين سانج و جنوده بمهاجمة مدينة النور لكن الملك مين چو استطاع ان يفوز بالحرب و الأمير مين سانج قتل فى الحرب ، لم يكن الملك ينوي قتل اخاه لكنه ارتكب شئ لا يغتفر عندما قتل زوجة الملك، ادت تلك الحرب بموت العديد من الارواح و قد حرموا اولاد صغار من ابائهم " كانت يتحدث بشرود و حزن و تعابير متألمة، لأول مرة ارى ذلك التعبير على وجهه، اتسأل ما الذي جعله هكذا.
" بما انه قُتل لما لم ينتهى أمر جنود الظلام؟ "
" بعد مقتل الأمير مين سانج تولى قيادتهم أولاد الملك الأثنين هذا كل ما نعرفه نحن
لم نراهم من قبل و لا نعرف أسمائهم لأنهم أنعزلوا في أرض الظلام و لم نعد نعرف أخبارهم منذ زمن "
اومئت له بتفهم و انا افكر في تلك القصة، لا يمكنني ان اتخيل كيف يمكن لعرش ان يسبب كل تلك الفوضوى.
"لقد قلت لي انني لست بشراً و انني مثلك، إذاً من اى فصيلة اكون؟ "
" لا يمكنني ان اخمن ، قبل ان تكوني قادرة على التحكم في قوتك و استخدامها "
" و ماذا عن القدرات المشتركة بين الجميع؟ "
" انها تنضج عند تعلم السيطرة على قوة فصيلتك "
" و ماذا..؟ "
" يكفي اسئلة لقد اصبت بالصداع، سوف انام "
" لكنني لا استطيع النوم في ذلك المكان "
" اسف لا يمكنني ان احجز لكي في فندق خمس نجوم " التفت لي بسخرية لأنظر له بإنزعاج.
" ماذا ان خرج حيواناً مفترس و التهمنا؟ "
" لا تقلقي النار ستبقيهم بعيدين "
" لكن ما زال المكان يقلقنى كثيرا "
" إذاً يمكنك البقاء مستيقظة، انا سوف انام "
تركني وحدي لينام هو، ذلك الأحمق عديم الشعور، كيف يتركني و ينام هكذا.
" تشانيول؟ هل نمت؟ " تسائلت بخوف دون ان اتلقى اى إجابة من قبله، ظللت مستيقظة طوال الليل و انا انظر حولي بخوف، الا ان تلاشت الرؤية تدريجياً الا ان غبت عن الوعى.
*****************
يتبع...
بعد كل تلك الصدمات و المطاردات و اقترابي من الموت و السحر و تلك الكائنات الغريبة ، بكيت مخرجة كل تلك المشاعر، و ماذا يمكنني ان افعل غير هذا، انا عاجزة عن فعل اى شئ، انا فقط مجرد مراهقة عادية لما على ان اتحمل كل هذا.
توقفت عن البكاء بعد ان سمعت صوت تشانيول المصدوم لأرفع رأسي له بنظرات متسائلة.
" ماذا هناك ايضاً ؟ " سألته بصوت باكي و انا امسح عيناى من اثر البكاء لأستطيع رؤيته، كان ينظر حوله بنظرات مضطربة قلقة لأحول نظري حيث كنا، لقد سقطنا في غابة تبدو مخيفة و فارغة ارض تلك الغابة كانت غريبة التربة كانت حمراء اللون كثيراً و الأشجار عملاقة، الأشجار كانت تخفي السماء تماماً و لا يوجد سوى ضوء بسيط يتسلل من بين فروعها .
" اين نحن؟ "
" نحن موجودون حيث لا يجب ان نكون " قالها من بين اسنانه بإنزعاج.
" ما الذي تقصده؟ لا افهم "
" نحن داخل الغابة المحرمة، لم تسمى هكذا دون سبب، لا احد يتجرأ على الخطو خطوة واحدة داخلها و لم اسمع بأحد دخلها و خرج حياً يوماً و نحن بكل بساطة و لا افهم كيف انتقلنا داخل اكثر مكان خطراً في عالم الجن، هذا ما كان ينقصنا " قالها بسخرية و غضب ليركب احدى الاشجار بجانبه.
" يبدوا ان حراس الظلام مصممون على قتلك، لابد انهم وراء هذا، مستحيل ان يخطأ حجر البوابة في وجهته "
كنت استمع إليه بنظرات مصدومة خائفة، لما يريدون قتلي لتلك الدرجة، ماذا فعلت لهم ليحدث معي هذا؟
" إذاً ماذا ننتظر؟ لنخرج من تلك الغابة قبل ان نموت "
" الم تسمعي ما قلت ؟ ، لا احد دخل و خرج، ان تلك الغابة تشبه المتاهة، و لا يمكننا توقع ما قد يقابلنا "
" لكنك تستطيع التنقل عبر الاماكن عن طريق قوتك " اخبرته بنظرات آملة
" اتظني انني لم افكر فأمر كهذا، قوتي لا تعمل في هذا المكان، هناك شيئاً ما هنا يبطل قوتي "
" إذاً سوف نموت هنا؟ " وقفت امامه انظر له بهلع
" انظرى إلى الجانب المشرق مازلتى حية " اخبرني بسخرية ليتحرك مبتعدداً لأركض خلفه و التصق به مراقبة الغابة حولي في خوف.
" ماذا تفعلين اتركيني؟ " ابعدني من جانبه كالحشرة بينما ينظر لي بإزدراء.
" انا اشعر بالخوف من ذلك المكان، كما انني اخشى ان تتركني في ذلك المكان و ترحل "
" لا تقلقي، فقد تورطت في امرك و انتهى الأمر، انا عالق معكي شأت ام ابيت، و لا يبدوا انني سأتخلص مما وضعت نفسي فيه قريباً، اتمنى فقط الا اموت قريبا بسبب حماقتي " رمى تلك الكلمات في وجهي لأنظر له بإنزعاج، و كأنني ارغب بالتواجد مع احمق مثله، لولا ما انا به لما بقيت مع ذلك المزعج لحظة واحدة.
ظل يمشي بصمت بينما اتبعه ملتفتة حولي بخوف كلما مشينا يصبح المكان اكثر ظلمة و مخيف اكثر، لا اعلم كم من المدة مشينا ربما ساعة و لا يوجد اى تغير فالمكان و كأننا ندور في حلقة لامتناهية.
" كم من المدة علينا السير بعد انا متعبة، و إلى اين انت متجه "
" احاول البحث عن اى شئ يدل على طريق الخروج "
" مثل ماذا؟، ان كل شئ هنا متشابه " اخبرته بإحباط و انا انظر حولي.
" اترين تلك الرمال الحمراء التي نمشي عليها؟، انها فقط خاصة بالغابة، بمجرد ان تتغير شكل التربة للونها الطبيعي يعني اننا خرجنا، هذا فقط ما اعرفه عن تلك الغابة.
" بورام "
كنت منتبهة لما كان يقوله إلا ان سمعت احداً ينادي على اسمي بهمس لألتفت حولي بخوف.
" هل سمعت هذا؟ "
" لم اسمع اى شئ ، عن ماذا تتحدثين "
" لقد سمعت احداً ينادي بأسمي للتو "
" لابد انكي تتوهمين، لم اسمع اى شئ "
" اجل ... لابد انني اتوهم " اخبرته بينما القي نظرة خلفي بخوف.
عدنا للصمت مجدداً لأتنهد بضجر و انا اتبعه لا اعلم إلى متى سنظل نمشي دون توقف.
" لقد مللت، هل سنبقى صامتين هكذا؟ "
" ماذا تريدينى ان افعل هل القى عليكى بعض النكات مثلا " اجابني بسخرية بعد ان توقف فجأة ليلتفت لي
" هل تعرف بعض النكات ؟ "
" لا " اجابني بدون تعابير ليلتفت للذهاب، لما هو حقاً مزعج هكذا و ممل ايضاً .
" هناك أمراً اردت ان اسألكى عنه " هذه المرة هو من قطع الصمت لأنظر له بإنتباه.
" ما هو ؟ "
" ماذا كنتى تفعلى فى تلك الحديقة فى ذلك الوقت وحدك؟ "
" لم اكن وحدي، لقد كنت في موعد حين هاجمني الجنود "
" موعد؟ و اين ذهب حبيبك؟ لابد انه فر هارباً حين رآهم " ضحك بسخرية لأنظر له بغضب.
" لا هو لم يكن ليتركني و يذهب، لقد كان يحضر لي القهوة حين حدث هذا، انه شخص رائع و لطيف ليس من النوع الجبان الذي يفر هارباً، و لابد انه قلق و يبحث عني الأن " شردت و انا قلقة بشأنه، ماذا يفعل الأن يا تُرى.
" و انتي تبدين كشخص ساذج يُخدع بسهولة، اراهن انه احضرك لتلك الحديقة ليستغلك "
" لا اسمح لك بالتحدث عنه بتلك الطريقة،انت حتى لا تعرفه " اخبرته وانا اشعر بالغضب يغلي بداخلي.
" و هل انتى تعرفيه جيداً؟ " تسائل و هو ينظر إلى عيناى و كأنه يحاول معرفة ما افكر به.
" أ.....أجل بالطبع اعرفه جيداً " اخبرته بتردد، و انا افكر بالأمر، فالحقيقة انني لا اعلم عنه اى شئ سوى اسمه، لكنني كنت على وشك ان اصبح قريبة منه لولا ما حدث ذلك اليوم.
يجب ان نرتاح هنا قليلا لان الظلام سوف يحل قريباً " افقت من شرودي على صوته، لألتفت حولي، ان المكان اصبح حالك الظلمة كثيراً هنا.
" اجل معك حق، ايضاً لقد تعبت من المشي "
جلسنا بقرب احد الاشجار لأتنهد بتعب، بدأ تشانيول بجمع الكثير من الاغصان ليقوم بإستعمال الطريقة البدائية لحرقها عن طريق الاحتكاك الأحجار لنجلس حولها.
" كيف هو عالمك ؟ " سألته قاطعة الصمت لينظر لي بنظرات شاردة.
" ان عالمنا يختلف تماماً عن عالم البشر فى كل شئ تقريباً ، قد نكون نشبه البشر و لكن نختلف عنهم فى أشياء كثيرة ، نحن نشبه البشر فى الشكل و الطعام و الشراب و فى الأشياءالعامة لذلك نستطيع العيش فى عالم البشر دون ان يُكشف امرنا ، ان جميع الجن يشتركون فى السرعة و القوة و التنقل و لكن لا يمتلكون جميعهم نفس القوى بل هم فصائل هناك فصيلة الماء و هناك فصيلة الهواء و هناك الأرض و هناك النار التى انا منها و هناك فصيلة النور، الاربع فصائل ماء نار ارض هواء يكونوا من عامة الجن اما فصيلة النور هى فصيلة العائلة الملكية و حكام عالم الجن "
" هل تعيش كل فصيلة بشكل منفصل ؟"
" لا نعيش معا بشكل طبيعى ، ان عاشت كل فصيلة بشكل منفصل سوف يتفرق عالم الجن بالتأكيد الى ممالك صغيرة لن نكون مملكة واحدة قوية و متحدة لذلك نعيش جميعاً معاً "
" انه امراً رائع، يا ليت عالمي هكذا، نحن نعيش في بلدان مختلفة، و تنشأ الحروب و العدوات بيننا "
" ان استسلام البشر للطمع و الانانية هو ما ادى إلي ذلك، لقد عشت لفترة بينهم، و رأيت كيف يبررون افعالهم القذرة بشعارات مثالية ليخفوا رغباتهم و طمعهم، لكن عالمنا ليس مثالي ايضاً، ان قوم الظلام هو وليد تلك الرغبات الأنانية و الطمع "
" اجل و لكن هناك ايضاً اشخاص جيدين ليحاربوا الشر، هكذا يكون التوازن "
" لأجل هذا فصيلة النور هي الحاكمة؟ " سألته بعد تفكير بما اخبرني به.
" ان قوة النور هى القوة المسؤلة عن التوازن فى عالم الجن بالتأكيد كل قوة هنا مهمة للتوازن لكن النور هى الأهم "
" اذا و ماذا عن جنود الظلام ؟ من اى نوع هم؟ "
" من المفترض فصيلة النور؟ " التفت له لتتسع عيناى بتفاجئ.
" كيف هذا؟ هل هم من الحكام؟، كيف يمكن للنور ان يصبح هو الظلام؟ "
" انها قصة طويلة ، ان ملك النور السابق كان يمتلك ابنين مين سانج و مين چو ، مين سانج كان الاخ الاكبر و مين چو يصغره بسنة
كان الجميع متوقع ان يكون وريث العرش مين سانج لأنه الأخ الأكبر ، بعد وفاة الملك تفاجأنا جميعا بوصية الملك بانه جعل وريثه ابنه الأصغر الأمير مين چو، غضب الأمير مين سانج كثيراً و قام بالتآمر على أخيه مع الشياطين و تحول قوة النور لدى مين سانج و اتباعه إلى ظلام و عندما علم الملك مين چو بالأمر قام بنفى أخيه و كل أتباعه إلى أرض قاحلة غير معمرة، اصبحت تدعى الأن بأرض الظلام، و لكن الأمر لم ينتهي عند هذا وقام الأمير مين سانج و جنوده بمهاجمة مدينة النور لكن الملك مين چو استطاع ان يفوز بالحرب و الأمير مين سانج قتل فى الحرب ، لم يكن الملك ينوي قتل اخاه لكنه ارتكب شئ لا يغتفر عندما قتل زوجة الملك، ادت تلك الحرب بموت العديد من الارواح و قد حرموا اولاد صغار من ابائهم " كانت يتحدث بشرود و حزن و تعابير متألمة، لأول مرة ارى ذلك التعبير على وجهه، اتسأل ما الذي جعله هكذا.
" بما انه قُتل لما لم ينتهى أمر جنود الظلام؟ "
" بعد مقتل الأمير مين سانج تولى قيادتهم أولاد الملك الأثنين هذا كل ما نعرفه نحن
لم نراهم من قبل و لا نعرف أسمائهم لأنهم أنعزلوا في أرض الظلام و لم نعد نعرف أخبارهم منذ زمن "
اومئت له بتفهم و انا افكر في تلك القصة، لا يمكنني ان اتخيل كيف يمكن لعرش ان يسبب كل تلك الفوضوى.
"لقد قلت لي انني لست بشراً و انني مثلك، إذاً من اى فصيلة اكون؟ "
" لا يمكنني ان اخمن ، قبل ان تكوني قادرة على التحكم في قوتك و استخدامها "
" و ماذا عن القدرات المشتركة بين الجميع؟ "
" انها تنضج عند تعلم السيطرة على قوة فصيلتك "
" و ماذا..؟ "
" يكفي اسئلة لقد اصبت بالصداع، سوف انام "
" لكنني لا استطيع النوم في ذلك المكان "
" اسف لا يمكنني ان احجز لكي في فندق خمس نجوم " التفت لي بسخرية لأنظر له بإنزعاج.
" ماذا ان خرج حيواناً مفترس و التهمنا؟ "
" لا تقلقي النار ستبقيهم بعيدين "
" لكن ما زال المكان يقلقنى كثيرا "
" إذاً يمكنك البقاء مستيقظة، انا سوف انام "
تركني وحدي لينام هو، ذلك الأحمق عديم الشعور، كيف يتركني و ينام هكذا.
" تشانيول؟ هل نمت؟ " تسائلت بخوف دون ان اتلقى اى إجابة من قبله، ظللت مستيقظة طوال الليل و انا انظر حولي بخوف، الا ان تلاشت الرؤية تدريجياً الا ان غبت عن الوعى.
*****************
يتبع...
Коментарі