1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16 ( the end )
3


( بورام )

امشي على الطريق بخطوات مترددة خائفة، اتلفت حولي في كل مكان، تراودني تخيلات سيئة ان هؤلاء الرجال الغريبين سوف ينقضون على في اى لحظة و يقومون بقتلي.

اكاد افقد صوابي بسبب كل ما حدث، لقد كنت في موعدي الغرامي الاول، سعيدة و كل شيئاً مثالي و بدون سابق إنزار يأتي رجال غريبين الأطوار يرغبون بقتلي و يأتي ذلك الفتى الغريب من العدم و يصنع حاجز نار و ينقلني لمنزل في لمح البصر ، ثم يخبرني انه جني و انا ايضاً،  يا إلهي لابد انني قد فقدت صوابي كلياً و ارى اشياء غير حقيقية.

توقفت فجأة في مكاني على اثر تذكري لكيم هابين، يا إلهي كيف يمكنني نسيانه، هل يا ترى هؤلاء الغرباء قاموا بإذائه ام انه بخير، ثم انني لم اذهب لموعد غرامي و ان كل هذا وهم.

" انا حقاً افقد اعصابي " صرخت بها و انا اقوم ببعثرة شعري القصير بقوة.

وقفت في مكاني اشعر بالعجز، لا اعرف ماذا يجب ان افعل ، ذلك الأحمق الجبان رفض ان يساعدني و حتى ان ابلغت الشرطة سأبدوا مجنونة، ماذا سأقول لهم، يوجد جنود من الجن يحاولون قتلي.

قررت ان اعود لمنزلي، فليس لدي مكان آخر غيره، لا استطيع التفكير في اى شيئاً آخر، و ها انا في طريق العودة لمنزلي بالفعل بخطوات مترقبة اخاف ان يظهروا فجأة من مكاناً ما .

نظرت حيث يقع منزلي حين وقع على مرمى بصري، لأتنهد بإرتياح بعد ان وجدت انه لا يوجد اثر لهؤلاء الجنود، شهقت من الفزع على اثر يد قامت بإمساكي و سحبي إلى خلف مبني و توضع يد على فمي قبل ان تنطلق صرخة مني.

" اهدئي قليلاً انه انا، لا تخافي " هدئت عندما سمعت صوته،  لأقوم بفتح عيني تدريجياً بعد ان اغلقتها من الخوف منتظرة ان يتم قتلي.

اومئت له برأسي بينما انظر له بتساؤل و تعجب " ماذا تفعل هنا؟ الم تقل انك لن تساعدني؟ "

تنهد بإنزعاج و كأنه لا يرغب بتبرير موقفه لكنه تحدث بالنهاية " علمت انكي ستوقعي نفسك فالمشاكل و تقتلين بسهولة، و انا لا اريد ان يطاردني شبحكِ إذا قاموا بقتلك "

عقدت زراعاي امام صدري بينما انظر له بوجه منزعج من طريقته الفظة معي " يمكنك تركي و شأني لا تقلق لن اطاردك بعد موتي " اخبرته بإنزعاج لأستعد للرحيل و تركه ليمسك يدي بقوة و يرجعني حيث كنت.

" ماذا؟ " صرخت بها ليضع يده على فمي مجدداً محدقاً بي بنظرات غاضبة.

" اصمتي ايتها الغبية، إلى اين تظنين نفسك ذاهبة؟ "

" إلي اين تظن ايها العبقري، سأعود لمنزلي بالطبع "

" علمت انكي حمقاء و سوف ترمي نصيحتي لكي بعدم العودة لمنزلك عرض الحائط، انظري إلى منزلك مجدداً بهذا " نظرت إلي ما وضعه في يدي لأجده منظار نحاسي صغير منقوش عليه بأحرف غريبة.

" ما هذا؟  " رفعت نظري له بتساؤل ليمسك باكتافي بيديه و يجعلني التفت بإتجاه الشارع الفارغ خلفنا.

" انظري إلي منزلك به "

رفعت ذلك المنظار الصغير إلي عيني لأفعل كما امرني لتتسع عيناى على اثر ما رأيت.

كانو هناك، الرجال غريبين الاطوار يحومون حول منزلي بترقب، يا إلهي لقد كنت سأذهب إلي هناك و يتم الإمساك بي بكل سهولة، بلعت ما في حلقي بخوف بعد ان ابعدت المنظار من امام عيني ليختفوا و كأن لا يوجد اى اثر لهم.

" هذا مستحيل، كيف هذا؟، كيف استطاعوا التخفي هكذا " قلتها متلعثمة في شرود غير مصدقة، ربما فقدت عقلي و هذه اوهام.

" لقد اخبرتك انهم جن لكن يبدوا انك لم تستطيعي إستيعاب الأمر بعد، لكن صدقت ام لا كل ما اخبرتك به حقيقة " حرك كتفيه يعبر عن عدم اهتمامه.

ظللت شاردة للحظات احاول التفكير دون جدوى، كيف يمكنني تقبل ما يحدث حولي، كيف يتوقع مني ان اصدق، انا مجرد فتاة في الثانوية تعيش حياة بسيطة ثم تجد نفسها مطاردة من اشخاص يودون قتلها و تكتشف انهم من الجن و انها كذلك، سوف افقد صوابي، لا استطيع التفكير في اى شئ في ذلك الموقف الشاذ الغير منطقي.

" حسناً، اصدقك لكن ماذا افعل، انا لا اعلم اى شئ، لا اعرف من اكون او لما يطاردونني لا اعرف اى شئ " اخبرته بتشتت و انا اشعر و كأنني في حفرة مظلة لا استطيع الخروج منها، نظر لى في هدوء و تمعن قبل ان يتحدث اخيراً.

" سوف نعود إلي منزلي الأن لنفكر في حل، لا يمكننا البقاء هنا كثيراً "

اومئت له موافقة، لا امتلك الكثير من الخيارات، و لا امتلك غيره لألجئ إليه على اى حال، كل ما يمكنني فعله هو اتباعه عسى ان استطيع النجاة بحياتي.

************

في مكان آخر، في منزل كيم هابين، حيث كان الأخين يجلسون في ترقب ، منتظرين الاخبار التي كانوا متشوقين لسماعها.

" لما تبدوا قلق هكذا جي وون، انها مجرد فتاة حمقاء " قالها كيم هابين بإستهزاء بينما يشرب كوب من النبيذ يحتفل بإنتصاره.

" لن اهدء قبل ان اسمع خبر موتها "

" ليس و كأنها تستطيع النجاة، لقد حرصت على ان ارسل اشد الجنود لها حتى اضمن موتها "

قاطع حديثه الساخر المتغطرس صوت طرق على باب الغرفة ليعطي الإذن بالدخول ليدخل احد هؤلاء الجنود الذي تم إرسالهم.

" هل قتلتوها؟  " سأل جي وون بترقب بعد ان نهض من كرسيه ليجيبه الجندي بالصمت و التوتر بادي على وجهه.

" لما لا تنطق؟ " اقترب منه هابين بعد ان تغير تعابير وجهه الهازء إلي صارمة.

" اسف سموكم ، لم نستطع قتلها،  لقد... " لم يكد ان يكمل ليقوم جي وون بدفعه ليقع على الجدار لتقع اللوحات و يظهر بعد الشروخ العميقة على الجدار من شدة الضربة.

" ما الذي تقصده بأنكم لا تستطيعوا قتلها ايها اللعين، فتاة صغيرة غبية لا تقدرون على قتلها " صرخ به جي وون لينهض الجندي بخوف بينما ينظر إلي الأرض يخاف من مواجهة غضب جي وون.

" لقد حدث امراً غير متوقع، ظهر جني نار من العدم و افسد كل شئ، ثم اخذها و اختفى، لقد ارسلت رجالي ليبحثوا عن مكانه، اعدك سنقتلهم فور إيجادهم "

" من الافضل لك ان تفعل ذلك قبل ان اجعلك تتمنى لو قمت بقتلك، احرص على ان تموت هذه المرة و اعلم من يكون ذلك الجني " رفع اصبعه السبابة في تحزير بينما عينيه تتطاير منه الشرار.

" امرك "

ترك الجندي المكان لينظر جي وون في الفراغ يفكر في صمت.

" هل يمكن ان يكون قد ارسله الملك ؟ " قطع الصمت صوت هابين البادى عليه التوتر و الخوف لينظر له اخيه الأكبر بشرود بينما عقله غارق فالتفكير.

" لا هذا مستحيل ، انا متأكد انهم لا يعلمون مكانها "

" اذا لم يكن هم من ارسلوه ، إذاً من يكون هذا الجنى ؟،  ربما مصادرك قد اخطأت "

" لا اعلم، لكنني لن اتقبل الهزيمة و اجلس عاجزاً "

"  يجب ان نفكر الأن ماذا سنفعل " اخبره هابين بتشتت.

" يجب ان نضع احتياطتنا ، لا يجب ان تصل الى مدينة النور " اخبره جي وون في حدة و هدوء مخيف.

رفع جي وون رأسه لينظر إلي اخيه بعد ان افاق من شروده " لدي خطة ما قد نحتاج لتنفيذها إذا ساء الوضع "

" ما هي؟  "

" سوف اخبرك فالوقت المناسب "

               ***************
© Doo Yaqoot,
книга «الجني الحارس || PCY».
Коментарі