15
" انها تفقد السيطرة "
" افعلوا اى شيء، ان جسدها ضعيف لن يتحمل هذا القدر من الطاقة "
" ماذا تفعل؟ هل جننت "
اصوات متداخلة من حولي، اشخاص يصرخون بهلع، لكن تلك الأصوات اخذت فالتباعد لتختفي تماماً... ضوء ابيض ساطع حاوطني بقوة، لأجد نفسي في فراغ ابيض لا نهاية له .
هل انا ميتة الأن؟
" غير مسموح لكي بالموت ايتها الحمقاء "
انتشلني ذلك الصوت من افكاري و كأنه يستطيع الشعور بها، برغبتي للإستسلام ، كأنه حبل نجاة قام بسحبي من داخل ذلك الضوء لأفتح عيناى بصعوبه و اراه امامي.
" تشانيول " همست بها بإجهاد ، اراه امامي يبدوا عليه التعب هناك دماء تخرج من فمه و انفه.
" لا تمت انت ايضاً ايها المزعج " بالكاد استطعت الهمس بها لأغرق في ظلمة شديدة هذه المرة فاقدة وعي.
.
.
.
بدأت بفتح عينياى لأصدر صوت متألم بسبب ذلك الألم الذي اجتاح رأسي .
" لقد استيقظت "
التفت نحو مصدر الصوت لأرى سيهون يهرول نحوي بنظرات قلقة ، نظرت إلى وجهه بنظرات مبهمة، احاول إستيعاب ما يحدث حولي.
شعرت بحركة اشخاص آخرين في الغرفة لألتفت نحوهم، كان سوهو و كريس و كيونجسو موجودون ايضاً في الغرفة.
كيونجسو " هل انتي بخير؟ ، لقد قلقنا عليكي كثيراً "
" اجل " همست بها بتعب، حلقي جاف و اشعر و كأنني مستنزفة كلياً.
" اين انا؟ و ماذا حدث؟ "
سوهو " في القصر الملكي، لقد فقدتي الوعى لمدة اسبوع "
كريس " لقد كنا قلقين كثيرا، حمدا لله انكِ بخير الان "
" فقدت الوعى لأسبوع؟ ، ما الذي حدث؟ ، لا اتذكر اى شئ منذ ان... " توقف الكلام في حلقي بعد ان ضربتني تلك الصور من ذاكرتي، لتتسع ضربات قلبي .
" اين تشانيول ؟ " نهضت بفزع من فراشي بينما انظر لهم مترجية بداخلي ان يكون بخير.
ظللت انظر لهم بنظرات خائفة مترقبة ارى تغير ملامح وجههم ينظروا إلى بعضهم بإرتباك.
" ما الذي حدث و اللعنة؟ " صرخت بهم، اشعر بأنني سأنهار في اى لحظة إن لم يجيبني احدهم الأن .
.
.
.
اقف امام ذلك الباب ، ابتلعت تلك الغصة في حلقي و انا اقاوم الدموع التى تهدد بالإنهيار في اى وقت، بيد مرتعشة امد يدي نحو المقبض بتردد لأقوم بفتحه .
نظرت له بشفاه مرتعشة و عيون دامعة تهدد بالانهمار، كان مدد امامي على ذلك السرير يحاوطه اجهزة طبية ، يركد في ثبات دون حركة.
" هل يمكنكم تركي وحدي معه قليلاً؟ " طلبت منهم دون النظر إلى الخلف حتى لا يروا مدى تألمي.
" حسناً ، إذا احتجتي لشئ سنكون بالغرفة المجاورة " اخبرني كريس بتفهم قبل ان يخرج الجميع .
اقتربت منه بتردد ، اشعر بالضعف في ركبتاى، و ذلك الضباب اللعين يحجب عني رؤيته.
جلست على حافة السرير حيث يستلقي لأمسك يده بتردد بينما انظر له بنظرات متألمة.
" لما فعلت ذلك ايها الأحمق؟ ، لما دائماً تتأذى بسببي؟ "
نطقت بها بحنق بين دموعي و ذلك الحديث يعاد في رأسي من جديد .
كريس " لقد كان يسير كل شئ كما خطتنا له، تمكنتي من استخدام قوتك كما انكي كنتي اقوى بكثير من كل من كان بالغرفة، لم يستطع احد من هؤلاء الملاعين الوقوف امامك و استطعتي هزيمتهم.... "
" و ماذا حدث بعد ذلك كريس، لما لا تكمل؟ ، ماذا فعلت؟ "
" خرج كل شئ عن السيطرة، لقد كنتي فاقدة للسيطرة عليها، لم يستطع احد ايقافك ، لقد كادت تلك القوة بتدميرك و تدمير الجميع، لذا... قام تشانيول بتلقي كل الضرر لإنقاذك "
" ماذا حدث لتشانيول؟ "
" مازال على قيد الحياة... لكنه لم يستيقظ من الغيبوبة بعد "
لمحات من ذاكرتي بدأت بالظهور من ذلك اليوم، حلقة كبيرة من النار تحاوطني و تحيط ذلك الضوء حولي الذي اخذ بالخروج عن السيرة ، و تشانيول يقترب نحوي داخل تلك الدائرة بينما تحيطه الجروح و دماء تخرج من انفه و فمه بسبب القوة التي لم استطع السيطرة عليها.
" اتمنى فقط لو تركتني و رحلت ذلك اليوم، اتمنى لو لم تنقذني منذ البداية، لما دائماً تعرض نفسك للخطر لأجل فتاة منذ رأيتها و الكوارث تحيط بك دائماً "
" انا واثق انه لم يكن ليستطيع ترككِ و الفرار " التفتت بسرعة على اثر ذلك الصوت الذي آتى من خلفي، لينعقد لساني فور وقوع نظري عليه... والدي.
اقترب نحوي بخطوات بطيئة بينما ينظر لي بدفئ و حب .
" انا واثق انه سيكون بخير، انه مثل والده شجاع و قوي، لا يمكن ان يقتل بسهولة " اخبرني قاطعاً ذلك الصمت المربك بينما يحاول طمئنتي.
" هل تعرف والده؟ " سألته بإرتباك، لا اعرف كيف يجب ان اتحدث معه او ماذا يجب ان اقول، لقد عشت معتقدة بأنني فتاة يتيمة، و الان اكتشف انني امتلك والد، و هو يقف امامي الان.
" اجل، لقد كان صديقاً لي و قائد جيش المملكة، كما انه الشخص الذي انقذ حياتك حين كنتي طفلة رضيعة "
رفعت رأسي نحوه بصدمة عقب ذلك التصريح " انقذ حياتي؟ ، كيف هذا؟ "
" حين هجم اخي على المملكة للإستيلاء على العرش، و كاد ان يفعل ذلك، استطاع بعض من جنوده التسلل للقصر و المهاجمة من الداخل، كان هدفهم هو التخلص من زوجتي و طفلتي، كان هدف والدتكِ هو حمايتكِ بأى ثمن، لذا امرت بارك جيهو والد تشانيول بأخذك و ابعادك عن الخطر مهما كلف الأمر بينما هي بقت لتعطيلهم عن اللحاق بك و لكنها لم تنجو " توقف بنظرات شاردة متألمة من الذكرى قبل ان يعود لسرد ما حدث .
" استطاع بارك جيهو الفرار منهم و تهريبك إلى عالم البشر قبل ان يصلوا إليكِ، ابقاكي هناك في آمان إلى ان ينتهي الخطر وعاد مجدداً لعالمنا لتضليلهم، لكن تم الامساك به من قبل جنود الظلام اثناء عودته إلى هنا و حين يأسوا من اخبارهم بشأنك قتلوه ، لكن كان بطل عظيم، لا يمكنني نسيان ما فعله لأجل المملكة و لأجلك "
نظرت له بصدمة ، لا استطيع استيعاب ما اخبرني به .
" هل يعلم تشانيول بشأن هذا؟ " سألته بصعوبة و انا اشعر بغصة في حلقي.
" لا ، ما يعرفه الجميع انه فقط مات اثناء الحرب بيننا و بين جنود الظلام، تلك التفاصيل ظلت مخبأة لحمايتك، حتى نعثر عليكي، لكن للأسف استطاعوا الوصول إليكي قبلي... " توقف ينظر لي بنظرات متألمة تحمل اعتذار و ندم بداخلها قبل يعود للحديث مجدداً ناظراً نحو تشانيول.
" لكن يا لها من معجزة ان يكون من يجدك و يقوم بحمايتك ابن بارك چيهو، لم استطيع تصديق الأمر حين سمعت به، يا له من قدر ان يكمل الابن مهمة والده التي لم يستطع إكمالها و إيصالك إليَ سالمة "
لمس وجهي بنظرات دافئة و اعين دامعة لتدمع عيناى بينما انظر له " ابي " نطقت بها ليقوم بمعانقتي و الربط على رأسي.
" لقد صليت كل يوم لإيجادك و ان اسمع تلك الكلمة، انا اعتذر لأنني لم اكن بجانبك لأراكي بينما تكبرين امامي ، لأنني لم اكن موجود لحمايتكِ "
" لا بأس انا هنا الأن " اخبرته من بين دموعي بينما ابادله العناق.
" انا ممتن انكي بخير و عدتي إلى سالمة "
*******************
فتحت عيناى بإنزعاج على اثر ضوء النهار الذي تسلل للغرفة ، التفت لأرى احد خادمات القصر تقوم بفتح الستائر لأنهض اشعر بألم في كامل جسدي.
" كيف اتيت إلى هنا ؟ " نظرت لها بتساؤل، اتذكر بانني بقيت بجانبه اعتني به طوال الليل .
" امرنا السيد سيهون بنقلك إلى غرفتك بعد ان غفوتي "
نهضت من مكاني بإنزعاج، مصممة على العودة مجدداً لغرفته ليصدني جسد عريض امام الباب.
" إلى اين تظنين انكِ ذاهبة ايتها الحمقاء "
" انت تعلم إلى اين انا ذاهبة، ابتعد عن طريقي سيهون "
" لقد مر اسبوع و انتي مازلتي ترهقين نفسكِ كثيراً بورام، تهملين وجباتكِ و تبقين بجانبه طوال اليوم، ما الذي تحاولين فعله "
" انا لن اتركه حتى يستيقظ مجدداً، ابتعد عن طريقي الأن و اللعنة " حاولت دفعه بكل قوتي و لكنه لم يتحرك من امام الباب انشً واحداً ليقوم بدفعي داخل الغرفة مجدداً.
" لن تخرجي من الغرفة قبل ان تتناولي فطوركِ، انها اوامر ملكية من سمو الملك لذا لا يمكنك مخالفتها "
" و لكن... "
" لا يوجد لكن، لقد قام بقية الرفاق بإعداد الطعام لكِ بانفسهم، حتى كريس الذي لا يدخل المطبخ على الإطلاق تطوع للمساعدة "
اجلسني على الكرسي عنوة، لأتنهد بإستسلام ، قام بالإلتفات ليقوم بالتصفير نحو الباب كإشارة ليدخل بقية الرفاق يجرون عربة الطعام و تخرج الخادمة من غرفتي بإبتسامة راضية على وجهها نحوي.
" ها قد آتى افضل اعمال الطباخ كريس " قالها كريس بتفاخر لينظر له الجميع بإستهجان.
" اجل، بإمكانك رؤية افضل اعماله في سلة المهملات فالمطبخ، لا يمكننا حتى إحصاء كم الاطباق التى رميت بفضل اعماله " قالها سوهو بإستهجان لينظر له كريس بإنزعاج ، لأقاطعهم بضحكي على لطافتهم.
كيونجسو " انا سعيد برؤيتكي تضحكين ، منذ مدة لم نرى تلك الإبتسامة الرائعة "
" انا ممتنة كثيراً انكم بجانبي لا اعلم ماذا كان سيحدث لو لم تبقوا بجانبي "
سوهو " منذ اللحظة التي دخلتي بها إلى منزلنا و انتي اصبحتي جزءاً من عائلتنا، هكذا تكون العائلة، يبقون بجانب بعضهم البعض "
ظلوا بجانبي ليطمئنوا كوني سأنهي طعامي، و في محاولات لجعلي اضحك معظمها ناجحة، قبل ان يطلقوا صراحي لجعلي اذهب إليه.
" يا له من رجل وسيم، من المؤسف رؤية شاب مثله يركد هكذا "
" اجل لديه جسد رائع ايضاً، لقد استمتعت برؤية عضلاته المفتولة بينما اغير له الضمادات.
" إذا انتهيتوا من التغزل به يمكنكم الرحيل الأن " امرتهم بحدة و نظرات غاضبة لتنتفض الممرضات بتوتر و يركضوا سريعاً خارج الغرفة.
تنهدت بإنزعاج بينما اتقدم نحو السرير انظر إلى وجهه .
"يا لهم من منحرفات، كان على ان اجعل من يعتني بك ذكور، او ربما كان على ان اعتني بك بنفسي لا يمكنني الوثوق بأحد "
تحركت نحو الشرفة لأروي الازهار الموضوعة على الشرفة.
" لقد سمعت ان تلك الازهار مفيدة كثيراً لفصيلة النار، لذا ملئت بها غرفتك " قلتها محاولة الإبتسام و اعطاء نفسي القوة، احاول تجاهل الألم بداخلي لعدم استيقاظه حتى الان، في كل يوم لا يستيقظ به اشعر بالخوف يتسلل داخلي.
" لقد مر اسبوعين بالفعل و انت لم تستيقظ، هل انت سعيد كثيراً بجعلنا قلقين عليك، ام يروق لك تغزل الفتيات بك " تحدثت معه بتذمر و إنزعاج بينما اقترب بجانب سريره واضعة بعض الازهار على الطاولة.
" يا لكي من ثرثارة مزعجة، بإمكانك ايقاظ الأموات في قبورهم "
انتفضت بقوة لأتجمد في مكاني اشعر بتوقف قلبي عن النبض، و توقف انفاسي، انا اهلوس، لابد انني فقدت عقلي .
ترددت و انا التفت بجانبي حيث يركد لتلتقي عيناى بتلك العيون التي كدت افقد صوابي لآراها مستيقظة مجدداً.
ظللت متجمدة في مكاني انظر له، خائفة حتى ان ارمش ليختفي كل هذا و استيقظ من ذلك الحلم .
" انا احلم اليس كذلك ؟ " نطقت بها بصعوبة من بين انفاسي المتقطعة بينما اشعر بعيوني بدأت تألمني بسبب تجمع الدموع بها.
شهقت بعد ان امسكتني يده ليوقعني فوقه لأنظر له بصدمة بسبب مدى قرب وجهي لوجهه .
" هل يبدوا هذا كحلم الأن؟ "
" انت حقاً استيقظت " نطقت بها بصوت خافت من بين انفاسي التي تخرج بصعوبة، ناظرة إلى وجهه غير قادرة على تصديق ما آراه.
" ما الذي يجب ان افعله لتصدقي؟ " تحولت نظراته نحو شفتاى ليحمر وجهي و انظر له بإرتباك .
" منذ متى و انت مستيقظت؟ "
همهم متصنع التفكير قبل ان يجيبني " منذ ان كنتي تصرخين موبخة الممرضات لتغزلهم بي "
شعرت باشتعال وجنتاى لأتحرك بإرتباك بينما انظر له بإنزعاج " إذا كنت مستيقظ كل هذا الوقت و مستمتع بإزعاجي، لابد انك كنت تدعي انك مازلت في غيبوبة مستمتع بتغزلهم و ملامستهم لك، انت منحرف مزعج احمق " صرخت في وجهه احاول التملص من ذراعيه التي تقوم بتقيضي ليمنعني من النهوض من فوقه.
" لم اكن اعلم انكِ تغارين "
" يا إلهي، من تلك التي تغار على احمق مثلك، دعني انهض الأن " صرخت بها بتذمر بينما احاول النهوض ليشد وثاقه حولي اكثر، توقفت عن الحركة و محاولة الابتعاد بعد ان رأيت تلك النظرة في عينية، تلك النظرة التي لم اراها منذ يوم الحفل حين رقصنا معاً لتنتقل عيناه نحو شفتاى قبل ان اشعر بشفتيه ضد خاصتي، ليتحلل عقلي و يتوقف عن التفكير و يتبقى فقط ذلك الشعور و دقات قلبي المتسارعة.
" اووه يبدوا اننا دخلنا في وقت غير مناسب... يااااه تشانيول يا إلهي انت مستيقظ الأن " قاطعنا صوت سيهون من امام باب الغرفة ليتوقف تشانيول عن تقبيلي و يفلت يده من حولي اخيراً و انهض سريعاً باحراج و انا اشعر بوجهي يحترق.
كريس " لقد علمت انك ستتعافى قريبا، سعيد بتعافيك يا رجل "
اقتربوا جميعاً نحونا ليقوموا بتهنئته على استيقاظه اخيراً ليقترب نحوه كيونجسو بنظرات مستهجنة.
" من الجيد اننا من اتى اولاً، ان سمو الملك قادم إلى هنا ليطمئن عليك "
يا إلهي، انا فقط اريد ان تبتلعني الارض الان، ذلك الاحمق و هؤلاء المزعجين.
قاطع ذلك الموقف المحرج بينما جميعهم ينظرون لنا بمكر صوت فتح الباب ليدخل والدي و خلفه قائد الجيش السيد يونج مين، نظروا نحونا بنظرات سعيدة .
" ها انت قد استيقظت، انا سعيد بأنك بخير الان بني "
" شكرا لك سمو الملك، انا سعيد انك بخير انت و سمو الاميرة " تغير تعابيره للجدية ليعتدل في جلسته منحنياً لأبي.
" لا داعي لهذا، فقط ارتح و لا تجهد نفسك "
" هناك الكثير الذي ارغب بالتحدث به معك، لكن لنأجل ذلك إلى حين تتعافى تماماً ، الان ركز فقط على الاهتمام بصحتك "
*****************
تحرك بخطوات ثابتة عبر الحديقة لينحني باحترام حيث كان يقف الملك محاطاً ببعض الجنود حوله.
" لقد طلبت رؤيتي سمو الملك "
" اجل تشانيول، اردت التحدث معك بشأن امر ما، لنتمشى قليلاً بينما نتحدث " اخبرني ليأمر حراسه بالبقاء.
" لقد اجلت التحدث بشأن الامر إلى حين تعافيك تماماً، و قد رأيت انه حان الوقت لأحدث معك بشأنه "
" في الحقيقة ارغب بان تنضم للجيش الملكي " نظر نحوه تشانيول بإرتباك و نظرات مشتتة.
" لكن... "
" اعلم انك قد رفضت ذلك العرض من قبل، حين عرضه عليك يونج مين بعد تخرجك من الجامعة، لكنني مازلت مُصر على ذلك العرض، كما انه لدي رغبة بتوليك منصب نائم قائد الجيش "
" لكنني لا استطيع قبول مثل تلك المسؤولية "
" بل انت الشخص المناسب تماماً لها، لقد اثبت لي في ذلك الوقت حين تم خطف ابنتي انك جدير بتوليه ، تلك الخطة التي وضعتها كانت عبقرية ، و مخاطرتك لإنقاذ بورام و حمايتها كل ذلك الوقت "
" لقد فعلت ما كان سيفعله اى شخص "
" بربك تشانيول، توقف عن قول هذا الهراء، "لقد فعلت ما كان سيفعله اى شخص ! ، لا احد يفعل ما فعلته " اخبره بإستهجان و بنظرات تعبر انه يعلم الكثير ليرتبك و تتوتر نظراته.
" ما انا واثق بشأنه، انني لن اجد رجل بإمكاني الوثوق به لحماية ابنتي مثلما ستفعل " اخبره رابطاً على كتفه
******************
( بورام )
تمشيت بشرود و إنزعاج عبر حديقة القصر، اكاد افقد اعصابي من التوتر، مرت اربعة ايام منذ استيقاظ تشانيول من غيبوبته، لقد عاد يتعامل معي بطريقة جافة و رسمية مجدداً و كأنه لا يعرفني، و تلك الافكار المزعجة تدور في رأسي، ربما علم بشأن الأمر.
توقفت امسك رأسي بتألم بعد ان اصطدمت بشيئاً صلب لأمسك جبهتي اقوم بتمسيدها، لأرفع رأسي بإنزعاج.
تلاشت تعابير الإنزعاج لتتغير لتوتر بعد ان رأيته امامي.
" اعتذر سمو الأميرة " قالها بكلمات جافة رسمية كعادته منذ استيقاظه لأعقد حجباى بإنزعاج.
" لقد طفح الكيل، توقف عن التحدث معي بهذا الشكل، لما تعاملني هكذا و اللعنة "
" ما الذي فعلته سمو الاميرة ليزعجك ؟ "
" اقسم ان تحدثت بهراء سمو الاميرة، سوف الكمك و لن اهتم حتى لو عدت لغيبوبتك مجدداً " صرخت في وجهه متحدية اياه ان يتحدث بمثل هذا الهراء مجدداً ، و انا اقسم بداخلي انني سألكمه حقاً.
" حسناً، إن كان هذا ما تريدينه ... لما لا ترين امامك يا حمقاء بينما تسيرين، هل انتِ عمياء " اخبرني بسخرية ناظراً لي بإستهجان.
" هذا افضل من السابق " اخبرته لملامح راضية لينظر لي بإستهجان قبل ان يلتفت ليذهب.
" لقد علمت بالأمر ، اليس كذلك؟ " توقف عن السير لأقترب ليلتفت لي بتساؤل.
ترددت قليلاً قبل ان اكمل ما اردت قوله، لكن على مواجهته على اى حال لأنهي ذلك العذاب اللعين.
" ان والدك مات بسببي، لذلك تتجنبني، اليس كذلك ؟ " سألته و انا اشعر بغصة في حلقي تمنعني من اكمل لأنظر في الأرض خائفة مما سيكون رد فعله.
شعرت به يقترب نحوي ليقف قريب مني.
آنيت بألم بعد ان تلقيت ضربة على جبهتي.
" يااااا لما فعلت هذا، هذا مؤلم "
" هذا لانك حمقاء ، اجل اعلم بشأن انقاذ والدي لكِ، و توقفي عن قول الهراء، انه لم يمت بسببكِ ، انا الان فخور به اكثر الان بعد معرفتي بما فعله ىحمايتكِ" نظرت له لأرى نظرته ترق بدفئ .
" إذا لما تعاملني هذا؟ ، لما تستمر بتجاهلي؟ "
" لانكِ الأميرة "
" و ما المشكلة في ذلك؟ "
" بل هناك مشكلة، انتي اميرة البلاد و انا مجرد جني عادي "
" بل انت احمق مهتوه، انا بورام الفتاة التي انقذتها في عالم البشر لم يتغير شيء "
" لا تسير الأمور هكذا بورام، لقد عشتي في عالم البشر لذا لا تفهمين الأمر "
شعرت بالغضب و الإنزعاج يتفجر بداخلي بسبب الهراء الذي يتفوه به " بل انت من يختلق الحجج التافهة ليبتعد، على اى حال لا داعي لتزعج نفسك بعد الأن، فلن ازعجك بعد الأن "
" ما الذي يعنيه هذا؟ " نظر لي بتساؤل و ملامح منزعجة.
" لقد تحدثت مع ابى بشأن رغبتى في ان اذهب إلى عالم البشر لأكمل دراستى هناك ، و لقد وافق على الأمر "
شعرت بتعابير وجهه تتغير و نظراته تصبح مشتتة اكثر " و لكن لما؟ ، لقد عدتي للتو "
" لقد حدث كل شيء فجأة، تركت حياتي التي اعدت عليها خلفي و اصدقائي، لست مستعدة بعد لترك كل شيء و البقاء هنا، لذا فكرت بالعودة لإكمال دراستي ثم اعود بعد ان انتهي "
ساد صمت بيننا بعد ان اخبرته بالأمر حتى ظننت انه لن يتحدث، كان ينظر لي بوجه جامد دون ان ينبث ببنت شفة ليتحدث اخيراً بتلك الجملة الباردة.
" افعلي ما تشائين " قالها قبل ان يلتفت ليرحل.
" الن تمنعني؟ " توقف ليلتفت لي بنفس ذلك الوجه الجامد.
" و لما سأفعل، لقد قررتي بالفعل "
*******************
Коментарі