1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16 ( the end )
2


(بورام )

فوضي عارمة في كل مكان، ملابس متناثرة بعشوائية في الغرفة بينما اقف بإرتباك في وسط تلك الفوضي لا اعرف ماذا يجب ان ارتدي في موعدي الأول مع كيم هابين.

مازالت الجملة غريبة على مسامعي، لا استطيع إستيعاب الأمر حتى الأن، لا يمكنني تصديق كونه طلب الخروج معي، اكاد اطير من الفرحة، و اكاد افقد صوابي من التوتر، لا اعلم كيف يجب ان اتصرف او ارتدي، انه ليس فقط موعدي الأول معه بل هو موعدي الأول على الإطلاق، و اخشى ان افسد كل شئ.

بسبب شخصيتي المنطوية لا املك العديد من الأصدقاء كالكثير غيري، لا يوجد سوى ساني الوحيدة المقربة مني و تعرفني منذ كنا صغار، لم افكر يوماً بالتقرب من احد كما انه لم يحاول احد ذلك فأعتدت على الأمر.

عدت من شرودي لأنظر للساعة بتوتر، تبقت نص ساعة فقط، نظرت بتوتر إلي الملابس الملقاة على سريري بينما احرك يدي على شعري بهيستيريا، لأقرر اخذ فستان ابيض قصير من بينهم.

انهيت ترتيب نفسي بسرعة لأتنفس الصعداء بينما انظر لنفسي فالمرآة، جفلت على صوت جرس الباب، لأشعر بقلبي يقرع الطبول لأبتلع ما في حلقي بينما القي على نفسي نظرة اخيرة قبل ان اركض لأفتح له الباب.

بمجرد ان فتحت الباب تجمدت في مكاني لا اقوي على الحركة بينما اجده يقف امامي يبدوا مثالي للغاية بذلك القميص الابيض و السروال الأسود، فقط مثالي للغاية.

" هل تسمعيني؟  " جفلت على سؤاله لأحاول ان اعود لرشدي.

" هاااه؟ ماذا قلت؟  " سألته ببلاهة ليبتسم لي بخفة.

" كنت اتسائل، هل جعلتك تنتظرين كثيراً؟ "

" لا، لا ابداً لم تتأخر بل اتيت في موعدك " نفيت بينما الوح بيدي امام وجهه.

" إذاً، هل نذهب الأن؟ " تسائل بإبتسمة ساحرة لأحرك رأسي بالإيجاب بخجل، لا اقوى على التحدث من الخجل.

" إلي اين نحن ذاهبان؟ " سألته بعد وقتاً طويل من الصمت بينما اجلس بجانبه في السيارة.

" مفاجأة، سوف تعرفين بعد قليل " ابتسمت له بحماسة و انا اشعر بالترقب، هل يا تُرى من الممكن ان تتحقق احلامي.

استيقظت من احلام اليقظة على صوته و هو يخبرني اننا قد وصلنا لأنظر عبر النافذة إلى الحديقة الجميلة التي توقفنا امامها.

" انه مكان جميل " اخبرته بعد ان نزلنا من السيارة و انا اتأمل الحديقة ، كانت تبدوا جميلة للغاية آخاذة للأنظار .

" علمت انه سيعجبك، احب ان آتي هنا لأراقب النجوم "

اخبرني ذلك لأنظر له بنظرات مأخوذة من لطافته.

اخذ ينظر في ساعته يبدوا عليه القليل من التوتر لأنظر له بتسائل " هل كل شئ بخير؟ "

" اجل، ما رأيك ان اذهب لأحضر لنا بعض القهوة؟ "

" هل آتي معك؟  "

" لا داعي يوجد مقهي قريب من هنا، انتظريني هنا فقط "

" حسناً " اومئت له بإبتسامة و انا اشعر بالسعادة العامرة بما يحدث الأن، انا و هابين معاً في مكان رومانسي لطيف كما حلمت دائماً.

ظللت جالسة انتظره، الى ان بدأ القلق ينتابني لتأخره، لأنهض من الكرسي الذي كنت اجلس عليه في انتظاره لأبدأ بالنظر حولي باحثة عنه.

سمعت صوت تكسر اغصان لأجفل و التفت باحثة عن مصدر الصوت، قفذت من مكاني في فزع على اثر إنطفاء الأنوار من حولي، لأشعر بصوت ضربات قلبي يزداد سريعاً.

" كيم هابين ، هل هذا انت؟ " ناديت في تسائل و صوتي يرتعش و انا اسمع صوت تكسر الاغصان بشكلا اوضح.

لم اتلقى اى رد لأتحدث مجدداً " إن كنت تمزح معي، توقف عن فعل هذا، انت تخيفني " قلتها برجفة حاولت ان اجعلها مازحة و حديث ساني اخذ يتردد في رأسي، لا يجب ان افكر هكذا.

قررت ان اتحرك من هنا بعد ان استيقظت من تجمدي لأبدأ بالركد و انا التفت حولي اشعر و كأن احداً ما يقوم بمراقبتي.

اندفعت إلي الخلف فجأة بعد ان اصطدمت بشيئاً صلب كالمعدن لأمسك رأسي بألم وانظر نحو ما اصطدمت به.

كان جسد شخص ما، اضطررت لرفع رأسي لأنظر له، كان شخصاً ضخم يرتدي ملابس غريبة سوداء تبدوا كأنها من المعدن يبدو كملابس جنود في لعبة ڤديو او شيئاً كهذا.

نظرت له في خوف لملامحه المخيفة التي استطعت رؤيتها بسبب ضوء القمر و النجوم من فوقي و التي لا تبشر بالخير لأقرر الإلتفات و الركض في الإتجاه المعاكس عن ذلك الرجل المخيف لأقف متصنمه مكاني بعيون متسعة.

كنت محاصرة كلياً برجال كثيرة تشبه ذلك الرجل، لألاحظهم بدأوا يحركوا ايديهم في نفس الوقت ليخرجوا  شيئاً من خلف ظهورهم لأنظر بهلع لذلك الشئ الذى يحملوه ، كانت سيوف طويل حادة مخيفة، كانوا يوجهونها جميعاً نحوي.

" ما الذي تحاولون فعله ؟ لما توجهون تلك الأشياء امامي ؟ ، ارجوكم لا تقتلوني فأنا لم افعل لكم شيئاً، حتي انني لم اقابلكم من قبل "  ترجيتهم بصوت  مهزوز و انا اشعر بأنني على وشك الإنهيار و دموعي بدأت بالإنهمار.

لم اتلقى اى إستجابة منهم و لا كلمة واحدة، و كأنهم لا يجيدون التحدث، لم يمر وقت طويل لأجدهم بدأوا بالإقتراب مني ببطئ، لأغمض عيناى بقوة، استعد للموت بتلك الطريقة على يد هؤلاء الرجال الغريبين، حتى من دون ان اعلم لماذا يحدث هذا لي.

سمعت صوت نصل سيف بينما انا مغمضة عيناى، مر وقت لم يحدث شئ، لأفتح عيناى بتردد لأجد شخصاً طويل  يقف امامى مباشرتاً مديراً ظهره لي، كيف استطاع ان يتخطاهم و يقف امامي حتي انني لم اشعر بأي شئ، و كأنه ظهر من العدم امامي.

" ما الذي تريدونه منها؟ " تحدث معهم بكل هدوء بصوته العميق، الذي يبدوا مألوفاً لي، واثقة انني سمعت هذا الصوت من قبل.

" لا تتدخل في ما لا يعنيك، من الأفضل لك ان تبتعد عن طريقنا، و الا قتلناك معها " تحدث احد هؤلاء الرجال المخيفين بوعيد لترتعد اوصالي من الخوف.

صمت للحظات و انا انتظره ان يتحدث في خوف ليلتفت لي لأنظر له بصدمة، انه ذلك الشاب الذي انقذني من حادث السيارة.

" تمسكي بي سوف اخرج من هنا " هذا ما قاله لأومئ برأسي دون وعي و ارفع يدي ممسكة بكم سترته السوداء بيداً مرتعشة.

لحظات قليلة لأجد نار تشتعل حولنا من العدم لأنظر بهلع، نار تتحرك حولنا لتكون دائرة تعزلنا عن الجنود و ترتفع لتمنعهم من الوصول لنا، بدأت النار ترتفع اكثر و اكثر الا ان اصبحنا محاطون بالنار بالكامل، اغمضت عيني مجدداً من شدة الخوف و تلك النار تحيطنا و كأنها على وشك إبتلاعنا.

" يمكنك فتح عينك " قطع صوته الهادئ العميق حالة الفزع التي اغرقت بها لأفتحها بتردد لأنظر حولي بهلع.

لا وجود النار او الجنود او حتى للحديقة التي كنت اقف بها و كأن لا شئ من هذا قد حدث، فتحت عيناى لأجد نفسي في منزل في لمح البصر، انتفضت في مكاني في هلع بينما ابتعد عنه و انا انظر له بخوف قبل ان انفجر صارخة بقوة بعد ان افقت من صدمة كل ما حدث لي منذ قليل ليسرع واضعاً يده على فمي و عيناه تنظر لي بغضب.

" اصمتي " اخبرني بحدة لأومئ له في صدمة.

" لا تقلقي انا لن اؤذيكي، لكن عديني انكي لن تصرخي عندما ازيل يدي " اومئت له بشكل آلي ليبعد يده ببطئ و حرص.

" هل انا ميتة؟ " سألته بصوتاً مرتعش بعد ان حاربت لأتحدث.

" لا على حسب علمي " اخبرني بنبرة ساخرة لأتجاهل الأمر بينما انظر إلى المكان حولي.

" إذاً كيف اتيت هنا؟ كيف فعلت هذا؟ ، و من انت؟ و من هؤلاء الرجال؟ ، هل تطاردني كيف وجدتني ؟ " تسائلت بهستيريا و هلع.

" اهدئي قليلاً، انتي تتحدثين كثيراً، ماذا تعنين بكيف فعلت هذا؟ ماذا بكي؟ تتحدثين و كأنك اول مرة ترين بها جني نار " اخبرني بلهجته الساخرة مجدداً لأنظر له بعدم فهم.

" ما الذي تقوله انا لا افهم شيئاً؟ ماذا تعني بجني النار؟" نظرت له بنظرات تعجب لتتغير نظراته الساخرة إلي نظرات جدية.

" من اى قبيلة تكونين؟ "

" اسمع يا هذا انا لا افهم اى شئ مما تتفوه به و لا اعرف ما الذي يحدث و اللعنة، انا فقط فتاة عادية في الثانوية و لا اعلم اى شئ مما تقول " انفجرت به و انا اشعر بأن رأسي يكاد ينفجر مع كل ما مررت به.

" فتاة عادية؟  تقصدين انكي بشرية؟ " تسائل بنظرات متعجبة.

" و ماذا تراني اكون؟ هل تجدني جرو ام حصان بالتأكيد بشر، هل اصبت رأسك؟ "

" مستحيل "

" ماذا؟ "

" مستحيل ان تكون بشرية، رائحتك و الوشم على معصمك، اتحاولين خداعي؟ "

" لا بد انك مخبول يا هذا، على الذهاب من هنا " اخبرته بينما انظر له بغرابة لألتفت للذهاب.

" انتظري هنا " امسك بمعصمي لألتفت له.

" ماذا تريد؟ "

" اسمعى، انا لا اعلم كيف لا تعرفين كونكي من الجن، هذا امراً لم اسمع عنه من قبل، لكنني اعتقد انني اصدقك، لا اعرف كيف حدث و انتهى الأمر بكي في عالم البشر تظنين نفسك بشرية مثلهم "

" انت حقاً مخبول " اخبرته و انا ابعد يده عني، ارفض ان اصدق هذا الهراء لأتجه نحو باب الشقة ليوقفني صوته من خلفي.

" تصدقين ام لا هذا لا يعنيني، لكن من الواجب تحذيرك، اىً من تكونين انت واقعة في ورطة كبيرة، هؤلاء الذين ارادوا قتلك لن يتركوكي قبل ان ينهوا مهمتهم، و قد لا تبقين على قيد الحياة لوقتاً طويل " اخبرني هذا لأرتعش في هلع، لأعود له مجدداً خائفة من ان ارحل و اجدهم منتظرين فالخارج لينهوا حياتي.

" ماذا على ان افعل إذاً؟ ارجوك ساعدني، لا اريد ان اموت، انا حتى لا اعرف لما يريدون قتلي "

" صدقيني انا ايضاً لا اريد ان اموت، لذلك لا يمكنني توريط نفسي اكثر من هذا، من يطاردونكي هم اخطر و اشرس انواع الجن، يدعون جنود الظلام، و هم هنا في مهمة لقتلك،  هذا كل ما استطيع ان افيدك به و ليس لدي شيئاً اخر،  ما يمكنني ان انصحك به هو الهرب بقدر ما تستطيعين و من الأفضل الا تعودي لمنزلك بالتأكيد هم بإنتظارك "

" ارجوك ساعدني بأى طريقة، انا لا اعلم ما يجب ان افعل، و خائفة من الذهاب "

" لا يمكنني إبقائك هنا، لن يستغرقوا وقتاً قبل ان يعثروا على مكانك، ليس من الصعب تتبع جني في عالم البشر و انا لست مستعداً بتعريض حياتي للخطر لأجلك، اسف عزيزتي " اخبرني بغير مبالاة لأنظر له بغضب.

" يا لك من جبان عديم الضمير، ياليتك تركتهم يقتلوني طالما تخاف على حياتك إلى هذا الحد " اندفعت الكلام من فمي بغضب بينما اقبض على يدي بقوة.

" معكي حق انا مخطئ، كان على الا اتدخل "

" لا تقلق سوف اخرج من منزلك و لن اورطك مجدداً، فلتذهب إلى الجحيم ايها الأحمق الجبان " صرخت بها قبل ان اندفع و اقفل الباب خلفي بقوة.

يتبع....

                  ****************
انتهى البارت

ايه رأيكم فالبارت؟

تحللكم للي حصل؟

رأيكم فالأحداث؟

© Doo Yaqoot,
книга «الجني الحارس || PCY».
Коментарі