| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الحادي عشر
" إغرورفت عيناي بالدمِ بدل الدموع ونزف قلبي أحزاناً مِن مَن كنت أظنهم ربيع القلوب "

*****

بعث صباحًُ جديد لبداية متجددّة وإنتشرت أشعة الشمس الذهبيه على الملأ لتطل على إستحياء على وجه تلك النائمه بسلام على فراش الأحلام على إمتداد ساعات النهار حتى الثانية عشر مشيره إلى أن الصباح قد إنتهى وبدأت فترة الظهيره في الولوج

وبينما هي تتقلب بين ثنايا الفراش إستشعرت فراغه من جسده الدافئ مخلفاً ورائه بروده إتُخذ مع إلتفاف عقارب الساعه إلي الثانيه عشر بعدما كانت تشير إلى السابعه صباحاً

فتحت عينيها بأمل جديد سيظل متجدداً يوماً عن يوم، و لفت الغرفه بنظرات عينيها الزمرديه الخلابه باحثتاً عن شئٍ لم تجده عن قمرٍ يغلفه الكبرياء في أحلك الليالي السوداويه، عن قمرٍ يجذب جميع الناظرين إليه ويسحرهم ثم يسحبهم نحوه ليفتك بهم دون رحمه تاركاً ورائه الكثير من القلوب المحطه دون مبالاه

سمحت ليدها أن تمتد نحو الكوب الزجاجي الموضوع على المنضضه بجانبها لتبتلع محتواه كاملاً بعدما شعرت بجفاف حلقها والألم الذي ينتشر في بداية قفصها الصدري معلناً عن حاجتها الجامه لتناول الطعام بعدما أهملت ذاتها رويداً رويداً دون أن تلحظ ذلك

إستغرقت بضع دقائق لتستجمع قواها الخائره وتعود إلى وعيها الكامل ثم رفعت جسدها العلوي لتجلس القرفصاء ودقائق أخرى حاربت نفسها لأن لا تعود للنوم مره أخرى فيها مرت لتستقيم بهدوء راميه إرهاقها خلف ظهرها بتناسي

وجالت بقدميها الشقه الواسعه المليئه بالغرف متفحصه كل غرفه تلج إليها بمقلتيها من بعيد، غرفه خاصه بأرفف مليئه بالشامبانيا العتيقه وأخرى مليئ بالمعدات الرياضيه والآلات الثقيله كما أنها وجدت غرفه تحتوي على بار صغير ملئ بمختلف الأشربه وساحة رقص ، توقفت أمام غرفه ذات باب مخملي أحمر اللون مختلف لتحاول فتحها ولاكنه كان موصد

الجناح يحتوي على طابقين مما تطلب منها دقائق لتكتشفه كاملاً وإنتهي الأمر بها في الصاله الواسعه لتلاحظ الطعام الموضوع على طاولة الطعام أمامها فإقتربت قليلاً بعدما لاحظت ورقه موضوعه أسفل كوب العصير

رفعت الكوب لتحمل الورقه من أسفله متفحصه محتواها وهي تقرأه بخفوت ' لا تذهبي قبل تناول الطعام والعصير بأكمله ولا تنسى حبوب الدواء الموضوع بجانب المزهريه تناوليها أيضاً ، إيثان' إبتسمت بخفه عندما تلمست إهتمامه بأدق تفصيلها لتجلس على المقعد ثم بدأت بتناول الطعام بإبتسامه لم تبرح شفتاها

Taliaa P.O.V

أشعر بأنني في أقصى درجات النعيم الأن فلقد بدأت أزدادُ تقرباً منه كل يوم عن سابقه وأزدادُ تعلقاً به كلما رأيته يفتح أبواب قلبه الموصده لي يوماً عن يوم

أنا وهو كقلاضتي هو القمر وأنا النجم بداخله فلا يستطيع القمر أن يضئ السماء بنوره دونً عن الشمس ولا تستطيع النجوم أن تنير ظلام الأرض دونً القمر كل منهما يكمل الأخر..... فأنا النجم وهو قمري أنا الواقع وهو حلمي

فأهيٍ كم غرقت في نصاب رماديتيه الأثره وإزداد خفقان قلبي ومشاعري المرهفه كلما برحته، ألن يحين الوقت ويزداد حنينه لي كما أفعل؟

ألن يحين الوقت ويدرك بأنني أحق من قميصه الأبيض بإحتضان جسده ومعانقته؟

ألن يوقن بأنه كان من الصعب على أن أظهر بكل تلك الصلابه دون يده لتمسك بي وحضنه لألجئ إليه؟

ألن يدرك بأنني وبثمانية وعشرين حرفاً لم أستطع إخباره بهم كم أنا مملوءة به وبحبه المهلك لي ولقلبي هل سيرى أنني كنت حذرة من الجميع عداه وبأن عيناه تزاحم عيناي كلما أغمضتهما

ريثما أقف على أرضية المصعد الفولازيه منذ ما يقرب الخمس دقائق بعدما سحبتني أفكاري إلى واقع أخر جعلتني لم أشعر بالوقت الذي مر تماماً

تناولت الأفطار وأيضاً حبات الدواء التي لا أعلم ماهيتها ولاكنني خمنت بأنها قد تكون فيتامينات فثقتي به وبشخصيته شديدة المسؤليه جعلتني أفعل أي شئٍ يطلبه دون حتى السؤال

وبعد ذلك أستحممت وإرتديت ملابسي التي كنت أرتديها بالأمس وهذا أبداً لم يروق لي فمن يعرفني ولو قليلاً يعلم بأنني أكره إرتداء ذات الشئ مرتين متتاليتين أعلم أنها عاده سيئه ولاكن ما باليد حيله

ضغطت على الزر لينغلق باب المصعد وثانيتين بالتحديد وإنتهي بي الأمر أترجل من المصعد إلي الطابق الخاص به والذي يتوسطه مكتبه

المكان بالأعلى أعجبني، كل شئٍ به مبهر الآثاث والألوان المتناسقه والمكان بأثره يشبهه وكأنه هو من صممه بكل حس مرهفٍ به وفي حياتي بأسرها لم أرى شخصاً مبتكر وموهوب بالفطره مثله فهو كالساحر يصلح كل شئ تتلمسه أنامله بل ويجعله أفضل عن سابقه

" تاليا؟" تخلل أفكاري صوت ً أنوثياً ولاكنه بدي لي كالنشاذ فلقد إستطعت تمييزه ككل مره

تلاشت أفكاري وأدرت مقلتاي نحوه لأتنهد بخفه بعدما رأيت أماندا تقف على بعد خطواط بملابسها القصيره كالعاده ألن تبتعد هذه اللعينه عنا أبدا؟

كلما دفعتها بعيداً تعود أقوى من السابق وكأن هذا يحفزها على الإستمرار في تصرفاتها الدنيئه أرخيت تعبير وجهي لأترجل من أمام المصعد ومن ثم توجهت نحوها بنظرات بارده خاليه من أي تعبير سوي سأحفر قبركِ بيدي اليوم

"هاا" همهمت لها بهدوء بعدما توقفت أمامها محافظه على مسافه لا بأس بها بيننا " هل كنتي بالطابق العلوي؟!" تسائلت بعدما وضعت يديها على صدره وبصوت مقتضب وهي تطالعني بتكبر

ومن تعتقد نفسها لتتحدث لي بهذه الطريقه وبهذه اللحظه فقط أدركت بأنني أصبحت سريعه الغضب فتجري في مخيلتي الأن ألآف الأفكار عن طريقة قتلها أعني لقد كان مزاجي غايةً في الروعه منذ أمس وما حدث إحتضانه لي ونومي براحه وسكينه لم أعهدها يوماً ولاسيما بأنني شعرت بالفراشات في معدتي طوال الليل حتى وانا نائمه

" أجل" أجبتها ببساطه وبنبره هادئه فميزاجي غايةً في الروعه وأخر ما أريده هو أن أفسده بسببها ، تهجمت تعابير وجهها ومن ثم رفعت حاجبها لتتمتم بغيظ " وهل إيثان على درايه بذلك؟... هو لا يسمح لأياً كان بالتواجد بالأعلى"

إبتسمت بسخريه عندما إستشعرت نبرة الإستهزاء في صوتها لأقهقه بخفه هي تعتقد بأنها ستضايقني بعباراتها الأخيره ولاكنها جعلتني أضحك أولاً لأنها تعتقد بأنني تسللت للأعلى دون درايته وثانياً لأنه ميزني عن الجميع

رَفعت حاجبها بإستغراب وهي تنظر إلى وكأنها تنظر إلى إمرأه مختله بعدما إتسعت إبتسامتي ريثما أناظرها بعيناي بصمت محدق، رفعت حاجباي وتنفست بعمق ريثما يرتفع حاجباي مع محافظتي على بسمتي

" هل تقصدين نفسكِ بقولكِ أياً كان؟" سألتها بدلاً عن الإجابه وثبتت عيناي في مقلتيها الضائعتان لترتسم على شفتاي إبتسامه ساخره إستفزتها، تحمحمت لأردف مره أخرى بسأم وتململ " أماندا عزيزتي لستي مضطره لفعل ذلك.... أنا وأنتِ كلانا ورقنا مكشوف للأخر في هذه اللعبه"

رفعت أماندا رأسها قليلاً بنرجسيه و هي تنظر إلى ثيابي قليلاً بإستحقار ثم غمغمت " نعم أنتِ محقه" فهمت ما رمت إليه للتو

" قولِ ما لديكِ " هتفت بقلة صبر وبنبره ممترجه بالوحده فمالت ناحيتي بسبب فارق الطول ثم رفعت إصبعها لتلكز كتفي به مرات متتاليه قائلتاً بنبره إقتضابيه" سأقتصر الأمر على كلتانا .... إبتعدي عنه وإياكِ أن تقتربي منه مره أخرى، لأنه لي "

رفعت حاجباي وفرجت فمي عندما تلفظت كلماتها الأخيره متصنعه الإنزهاش ولم أستطع منع العبارات الساخره التي إنطلقت من فمي وانا أتلفظ قائلتاً " أوه أعتذر لم أكن على درايه بهذا "

رفعت طرف فمها بغضب بعدما إنخفض طرف جفناها وتقاربا لتجحظ عيناها وأعطاني هذا دفعه لأردف بجديه وأنا أختار عباراتي بعنايه " أنتِ جداً مخطئه هو لم يكن يوماً لكِ .... ولن يكون "

أطرقت بعيناها إلى الأسفل لبرهه ثم رفعتها وإبتسمت إبتسامه لم تصل إلى عينيها بينما تحاول السيطره على تشنجات حلقها بكل وضوح ثم نظرت إلي بخفه عندما نظرت إليها من الأعلى إلى الأسفل لأقترب أكثر جاعله إياها تسمع صوتي يخترق أذنيها بفحيح غريب في نهاية حديثي

"انا لست بطفله ساذجه كما تعتقدين، أستطيع أن أقلب حياتَكِ رأساً على عقب إن تطلب الأمر.....، ما فَعلتُه بكِ عند لقائنا الأول لن يساوي مقدار ذره واحده من ما سأفعله إن تماديتي معي ولاكن صدقيني انا لا أكترث بشأنك إطلاقاً ولا أعطى أي لعنه.... تعلمين لماذا؟" ثبتت مقلتاها نحو عيناي الموجهتين لي بحده لأكمل حديثي بسخريه مريره

" لأنه لا يحبك ولن يحبكِ إطلاقاً، و إن كانت إحدنا تمتلك فرصه معه فهي انا " توقفت معتزه بكلمتي الأخيره لوهله وتابعتها بعيناي لأتفحص نظراتها التي لا تخل. من التحدي والكراهية ثم إقتربت أكثر لأهمس في أذنها بذات النبره " سيصبح قلبه عاجلاً أم أجلاً ملكً لي وحينها... وحينها سأمحيكي من حياتنا نهائياً، لكي كلمتي "

أنهيت جملتي الأخيره ثم تراجعت وزرعت الأرض بخطواتي السريعه وريثما أخطو مبتعده تتزايد إبتسامتي في للسقوط لأبتعد بعدما ألقيت عليها ذات النظره المتوعده كالطلقات النارية التي ألقيها عليها كلما رأيتها

فتحت الباب ثم دلفت لداخل مكتب إيثان بدون أن أطرقه وأغلقته خلفي ثم جلتُ ببصري المكان عندما لم أبصره جالساً خلف مكتبه أو حتى في أرجاء الغرفه. هو ليس هنا

تقدمت لأجول الغرفه قليلاً بقدماي ثم إنتهى بي الأمر جالسه على الكرسي الدوار خاصته وما خلل الراحه في خلايا جسدي هي رائحته العطره الملتصقه به، لقد أوقعت في غرام هذا المقعد

حركت قدمي لأدفعه بها نحو اليمين ليدور الكرسي بخفه وبسرعه ولاكني أوقفته بعدما مللت لأرفع قدماي ثم وضعتها علي المكتب

مرت بضع دقائق بعدها سمعت صوت الباب يفتح لأرفع مقلتاي نحو الباب وسرعان ما نمت إبتسامه صغيره على شفتاي وأنا أراه يترجل للداخل وتلاقت عيناه بخاصتي قبل أن يغلق الباب خلفه وفوراً أنزلت قدماي لأستقيم بعدما رأيته يتحدث في الهاتف قبل أن يغلقه قائلاً " حسناً مارك ، لا تقلق أنا أتولي هذا "

" هل هذا أخي؟ " سألته بإستغراب وأنا أعقف زراعاي على صدري وبيد حررتها أعدت خله من خصلات شعري لخلف أذني ، وضع إيثان يداه في جيب بنطاله وهو يناظرني بتأمل شديد وملامح تخلو من التعابير " تقدمي" غمغم متجاهلاً سؤالي

فإستقمت لأخطو نحوه بخفه حتى توقفت على بُعد خطواطتين منه ليردف متسائلاً وهو يحافظ على وضعيته" متى إستيقظتي؟ " تكونت عقده بين حاجباي لأزم شفتاي قليلاً ثم رفعت كتفاي بلا مبالاه متمتمه بسكون " منذ نصف ساعه تقريبا"

" وماذا فعلتِ ؟ " تحدث بنبرته الهادئه ونظراته المتفحص التي تسير علي كل إنش في وجههي فتنحنحت بحرج ومن ثم أجبته بإقاضابيه " تجولت في غرف شقتك " تحدثت بسرعه وبإندفاعيه بعدما حدت ببصري للأسفل طوال فترة حديثي

اومئ برأسه ثم مال به قليلاً نابساً " و؟ " هذا جيد لقد تجاوز الأمر بسهوله ، أعدت الخصله التي سقتط على عيني بعدما نظرت إلي يدي المشبوكتين لبرهه لخلف أذني مردفه " تناولت الطعام "

" و؟ " إلي ما يريد أن يصل؟ لم أعهده فضولياً لهذا الحد، تنهدت مجيبه بترقب " إتديت ثيابي" هو بإمكانه البقاء هكذا اليوم بطوله فلقد قال مستطرقاً بعدما أجبته " وماذا بعد؟"

ما قُلته لأماندا بالطبع كيف لم يخطر لي هذا ، إنه تصرف ذكي حقاً منه يحاول إستدراجي بالحديث ليحصل على ما يريد ثم هنا تكون العواقب، أيعقل أن تكون أماندا قد أخبرته

رفع حاجبيه نافياً برأسه وكأنه يخبرني بأنه يعلم كل شئ بعدما لم أجيبه وإتخذت الصمت لغتي بعدما بتتُ متأكده الأن بأنه يعلم بكل حرف خرج من ثغري وكل تصرف إفتعلته

كل ما على فعله الأن هو الإرتجال، تنهدت لأبتسم بخفه ومحوت تعابيري المتسمره ثم قلت وأنا أتفحص عينيه بشده وبنره هادئه تتدافع بداخلها النيران كل على حدي" حسناً إيث هذا صحيح عنيت كل كلمه قلتها "

ولم ألبث أن إقتربت منه بخطواتي حتى إستوقفت جسدي قربه ونقلت عيناي من عينيه إلي أصبعي الذي إتخذ طريقه ليسير على شكل دوائر فوق منطقة قلبه ومن ثم راحت كفى الأخري التي بسطتها علي كتفه، ثم رفعت عيناي نحوه لأجده مغمض العين ومقتضب الفك أيضاً، إنه رجل في النهايه بالطبع سينجح هذا

شعرت بكفا يداه يمسكان برثغياي بقوه ليبعدهما فتأوهت متراجعه بعد مرور لحظات من الصمت المطبق وانا متناسيه كل شئ وكل ما يشغلني هو إستمالته ، رفعت عيناي نحو عينه ذي النظره الحاده كالسيف الذي إخترقتني فأطرقت عيناي للأسفل نحو معصمه لوهله وقلبي يخفق بعنف

زفر بحنق ليقول مندفعاً ثم ضغط أضراسه
" ماذا تريدين!؟"، لم أكن أظن يوماً بأنه قد يعلم بمشاعري نحوه بهذه الطريقه التي أثرت بالسلب

" أريدكَ أنت!" صحت بألم ممزوج بعناد وأنفاسي تُسلب من رأتاي ليدفع يدي بعيداً عنه فتراجعت بدوري خطوه للوراء، ونا كان منه سوي أن إستدار بظهره ليعيد يداه لجيب بنطاله تاركاً الرعشه تسير في كامل جسدي بالإضافة إلى عدم قدرتي علي السيطره على إنتظام وتيرة أنفاسي

رفع يده ثم خلل أصابعه بين خصلات شعره ليعيدها إلى الخلف نابساً بجمود وبتعابير لم أستطع رؤيتها" أنتِ غير واعيه لما تفعلينه" إبتلعت ماء جوفي الذي جف من سرعة أنفاسي الهائجه وحاولت مقاومة الهزيان وإرتعش فكي الذي أنذر بالعبرات

ولاكنني رغم ذلك وجدت نفسي تلقائياً أتقدم لأستند برأسي على ظهره وأغمضت عيناي ثم همست مسائله بوهن " وهل كنت غافله طوال سبع سنوات؟... " ، رفعت يدي لأتمسك بملابسه بقوه وانا أحاول إدخال الهواء إلى رأتاي، أرجوك لا تفعل ذلك لا تحطمني بعدما أصبحت الشخص الوحيد الذي يمكنه شفائي، لا تقتلني بيديك ففكرة رفضك لي فقط تجعل روحي تنسحب من جسدي ببطأ

فتحت عيناي عندما شعرت به ينسحب لأبعد يدي عنه ثم أعدتها لجانبي وأرجعت رأسي للخلف ومازالت عيناي مطرقة إلى الأسفل، شعرت بأصابع يده التي إمتدت أسفل ذقني لترفع رأسي فورما إستدار لي، فسمحت لحدقتاي المتألمتان بإدراكه رويداً رويداً

" انا لست الشخص الذي تعتقدين...." عبر بخفوت وهو ينظر في عمق عيناي بمقلتاه التي إزدادت قتمه وتخللتها بعض العروق الحمراء التي تكاد ترى ، لقد أقسمت أن أحبك دون شروط أو قيود تقيد عاتقي، عاهدت نفسي أن أحب عيوبك قبل مزاياك أن أحبك بإختلافك...، بالطريقه التي أنت بها وبما أنت عليه والأن أنت تخبرني بأنني لن أتقبلك ؟

"ربما ولاكنك أيضاً لست الشخص الذي تعتقد ماهيته" همست مجيبه في المقابل وأنا أمرر عيناي على ملامح وجهه المريحه للنظر ثم ثبتت عيناي الضاعتين في عينيه مجدداً لأردف هامسه " فقط إمنحني فرصه"

رفعت قدماي لأقف على أطراف أصابعي، وبحركه غير محسوبه إقتربت أكثر وأكثر حتى أصبح وجهي مقابلاً لخاصته وقريباً للغايه ميزت إنتقال عينيه من خاصتي إلى شفتاي فسمحت لعيناي بالإنغلتق حين شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح وجهي ومن ثم بملمس شفتاه الناعمه على خاصتي لوهله قبل أن أشعر بالفراغ الذي أخلفه عندما إبتعد لأفتح عيناي مره أخرى وما ليث أن تخلل إلي مسامعي صوته " عودي للمنزل" قال بجمود ليسير مبتعداً نحو مكتبه

أخذت نفس عميق ريثما أحاول كبت مشاعري التي تبعثرت بداخلي مره أخرى لأستدير نحوه، كان قد إتخذ من الوقوف أمام الزجاج وضعيته التاليه ، ويداه في جيب بنطاله كالعاده تفحصته بصمت غير قادره على التحرك بعدما تسمر جسدي بأرضه أيضاً غير قادره على التعبير بأي حرف وكأن لساني قد تخلله الشلل في تلك اللحظه

" سيكون السائق في الأسفل بإنتظارك" أردف مره أخرى بعدما لم يسمع مني رداً في المقابل وماذا كان يتوقع أن أقابل طرده لي بلطف بصدرٍ راحب؟ أم بكائي ونحيبي له بأن يكون لي؟، لن أفعل كلا الأمرين فرغم حبي له إلى أنني لن أنحني فإن تخليت عن حبي لن أتخلى عن كبريائي، هو مكابر ذو جبروت لم أرى مثله يوماً، لذلك فضلت الصمت حتى لا أقوم بفعل أندم عليه لاحقاً

حركت قدماي لأعود إلى الخلف ثم إستدرت و سرت ببطأ نحو الباب بمشاعر تملئها الصدمه الجحوظ وبلا شك الألم " إنتظري" توقفت بعدما سمعت صوته حين ضغطت على مقبض الباب لأفتحهه " زين... هنا لا تقتربي منه وكوني حذره " سمعته يظيف بدون أنا أدير رأسي او أنظر إليه، خرجت من ثغري إبتسامه ساخره تلاها إندفاعي للخارج وإغلاق للباب بقوه ثم تنهدت بإختناق بعدما باغتني بصيص أمل بأن سيتراجع ، لا أستطيع أن أصف ما أشعر به الأن فكل شئٍ بداخلي يستشيط غضباً عندما يتجاهلني

هل شعرت يوماً بأنك مررت بهذا اليوم من قبل؟! بأنك عشت وتعايشت مع أحداثه بالفعل!، فتحاول تغييره ولاكنك مهما فعلت ومهما حاولت لن تستطيع تغيير قدرك، أشعرت يوماً بالعجز... بأنك لا شئ؟

هل تشعر بالكم الكافي من اليأس الذي يجعلك تستسلم لواقعكَ المرير؛ وأنت تشاهد لحظاتكَ يومكَ حياتكَ تمر أمام عينيك وأنت لا تستطيع فعل شئ ولا حتي المقاومه

وكأنكَ حجر في لعبة الشطرنج.... هذا هو شعوري هذا ما أنا عليه

شهقت بفزع عندما إرتطمت بشئٍ صلب بل تحديداً بشخص وكدت أسقط لولا زراعيه التي إلتفت حول ظهري لتتمسك بي مانعاً إياي من السقوط

وقبل أن أدرك ما حدث ضربتني رائحة عطره النفاذ التي إشممتها من قبل، هل ما أراه حقيقي؟ أهذا زين

كان ينظر لي بعينيه الذهبيه كثيفة الرموش وعلي محياه إبتسامه رقيقه، ثم بحركه سريعه أسندني لأستقيم ومازالت يداه متمسكه بخصري " هل أنتِ بخير؟ " تحدث متسائلاً بعدما أعاد شعري لخلف أذني

فاومأت برأسي مجيبه بنعم وانا أزرع المكان بنظراتي الضائعه وأكاد أجزم بأن زين قد لاحظ إضطرابي وأنفاسي المتلاحقه ، قدماي تقفان على الطابق الأول من هذا البرج، كيف إرتطمت بزين ومتى لا أدري، لقد أصابتني حاله من الهلع الداخلي وقادتني قدماي إلى هنا

حين حدت برأسي نحو اليسار رأيتها تقف مع فتاه وشاب ويبدو بأنها تناقش معهما شئً ما والفتاه تبادلها الحديث بينما الفتى يدون شيئً في دفتره

سرعان ما إلتقت عيناها بخاصتي حتى إبتسمت إبتسامه وصلت لعيناها بإنتصار ، لقد نصبت لي فخ لا يستهان به وإوقعت بي هي تعلم جيداً أن إيثان حساس في هكذا مسائل وخاصتاً عن سماحه لأي فتاة بأن تتجاوز حدوده وحواجزه التي بناها وهي قد إلتمست الصدق في كلماتي لذلك لم يتسنى لها الكثير من الوقت حتى أخبرته وبهذا ضمنت مكانتها وأيضاً دفعي بعيداً، لم يكن على الإستهانه بذكائها

إتسعت إبتسامتها لتلوح لي بيدها، عقدت حاجباي لأدور بعيناي حولي ولاكنني أوقفتها على جسد الواقف بجواري والذي أشار برأسه نحو أماندا ليدير عيناه نحوي هامساً بإبتسامه مشاكسه " لستي الوحيده التي لا تحب أماندا "

لم أستطع منع شبح الإبتسامه من مباغتة ملامحي من تعبير وجهه اللطيفه وكأنه طفل صغير لا رجل بلحيه أمامي!، ثم عقدت زراعاي على صدري متسائله " ومن أخبرك بأنني لا أحبها ؟"

إبتسم بخفه ليشير برأسه نحوي نابساً " نظرات عينانكِ تقول، صقك لأسنانكِ يقول، وإضطراب أنفاسكِ تقول " إنه حقاً شديد الملاحظه ليلحظ أشياء أنا لم ألحظها حتى فلقد أصبحت مشاعري تسيطر على كثيراً في الأونه الأخيره

" إذاً هل أنتِ مغادره؟ " تسائل بهدوء وهو يرمقني بعينيه الواسعه بعدما لم أنبس بشئ لأومئ برأسي بهدوء ليردف مره أخرى " أنا أيضاً ، إن كنتي متفرغه تعلمين ربما نتسكع بمكانٍ ما؟"

قضمت شفتاي لأنفي برأسي متمته بهدوء ريثما أحاول إخفاء أحاسيس الثائره لأدفنها عميقاً " أعتذر، ولاكنني حقاً متعبه عليا العوده للمنزل" لست بمزاجٍ جيد للتسكع مع أي أحد رغم أنني لا أريد العوده إلى المنزل ولاكن أيضاً لا توجد لدي أي طاقه

أومأ برأسه بتفهم ثم إستطرق قائلاً بثغر باسم " حسناً لا بأس سأكتفي برقم هاتفكي هذه المره، لاكن في المره القادمه لا أعذار " إبتسمت بتصنع لأومئ برأسي، زين حقاً لطيف بشكل ما أو دعوني أقول أن قربه ببعث السكون والراحه والطريقه التي ينظر إلى بها بعينيه تجعلني أذوب رغم أنني لا أنجذب لمعظم الرجال لا أدري حقاً ماهيت هذا الشعور ولاكنه راق لي

تناولت منه هاتفه الذي أخرجه من جيبه ومرره لي لأدون عليه رقمي ثم أعدته له مره أخرى، ليعبث به وأعتقد بأنه يكتب إسمي، شعرت بإهتزاز هاتفي بجيبي لأخرجه ثم أومأت له ليغلقه فسجلت إسمه ثم تراجعت للخلف قليلاً عندما لاحظت الرجل الذي يتقدم نحونا والذي كان يقف بعيداً منذ زمن ويبدو بأنه السائق

" إلى اللقاء سيد مالك " أشرت له بيدي وانا أهتف ليرد على بنفس الطريقه ولاكن بإبتسامه واسعه إحتلت محياه أهو سعيد أكثر من اللازم أم أنني فقط الكئيبه هنا؟

سرت نحو الرجل الذي توقف على بعد خطوات ليست بقليل منا وإكتفيت بمسح المكان بنظره سريعه

" تفضلي معي يا أنسه " تحدث السائق بإحترام وهو يحني رأسه لثانيه قبل أنا أرد عليه بالموافقه ثم سرت أمامه لأخرج من باب الشركه

____

طرقت الباب بضع طرقات فأدركته يفتح وظهر زين من خلفه بإبتسامه خافته على ملامح وجهه، هذه المره الأولى التي ألاحظ بها أنه يمتلك وشوماً كثيره على طول زراعيه بعدما كان يرتدي تيشيرت بنص أكمام وبنطال جينز فضفاض قليلاً ليشير لي بالتقدم قائلاً " لا تعلمين كم أنا سعيد لرؤيتكِ مره أخرى" نعم هذا واضح حقاً

بادلته الإبتسامة " أنا أيضاً " وتابعت وانا أسير إلى الداخل لأتفحص شقته التي لا تقل جمالاً عن خاصة إيثان رغم أنها كانت بسيطه إلى أنها راقيه

أدرت عيناي نحوه مره أخري عندما ناداني بنجمه! لأتفحص شكله وملابسه السوداء بالكامل كالعاده رغم أنني لا أحبذ الوشوم أبداً إلى أنها تبدو رائعه على جسده لا أدري كيف أصف ذلك لاكنها تزيده إثاره وكأنها جزءً لا يتجزء منه

" هل تعلمين أن إسمك يعني نجمه؟ " تحدث متسائلاً بعدما تنحنح ليجزب إنتباهي مره أخرى وأعتقد بأنه قد لاحظ إطالة نظري إليه، فإبتسمت لأقهقه بخفه مجيبه

" أجل سيد زين أعلم ذلك" ، " زين فقط من فضلك" تحدث مباشرةً بعدما أنهيت حديثي لأومئ له برأسي " كيف حال مارك" أردف وهو يضع يده في جيب بنطاله، لأعقف زراعاي على صدري متسائله "جيد ولاكن هل تعرف مارك؟"

أومأ برأسه ثم نظر للأسفل قليلاً مفكراً ليعيد نظره لي مظيفاً " أتذكر بأنه في إحدى المرات أخبرني بأنه يمتلك أختً ذكائها يفوق خاصته وخاصتي، لذلك عندما رأيتكِ إعتقدت بأنه يمتلك أختً أخرى" زممت شفتاي وأنا أعقد حاجباي عندما أنهى حديثه ساخراً لأضربه بقبضتي على كتفه بخفه

إتسعت إبتسامتي عندما بدأ في الضحك على رد فعلي ثم رفع يداه في الهواء بإستسلام وصمت لوهله وقال " إجلسي رجائاً سأعود حالاً" ثم سار للداخل لأدلف نحو البيانو الذي لفت نظري منذ قدومي هو والآلات الموسيقيه الأخري الموجوده هنا ولقد خمنت بأنه يعزف

تلمست خشبه المطلي الناعم أسود اللون بيداي لأبتسم إبتسامه خافته عندما تذكرت كيف أتيتُ إلى هنا بعدما طلبت من السائق التوقف عند أحدي الحدائق ولقد إستغرقت ساعتين في التفكير بما حدث ولاكنني لم أتوصل لأي شئ سوي أنني جلست أراقب الماره في صمت حتى وصلتني رساله من زين يتسائل إن كنت قد غيرت رأيي أم لا وفي لحظه ضعف مني قد وافقت على مقابلته ولا أعلم السبب حقاً ولاكنني أردت أي شئٍ ليشغل تفكيري

" هل تلعبين؟" تخلل صوته الأجش إلى مسامعي لأستفيق من شرودي عندما رأيته يقف بجواري ممسكاً بكأسين من النبيذ لأجيبه بإبتسامه جانبيه
" لا أنا لا ألعب، أعني لقد أخذت بعض الدروس عندما كنت في العاشره ولاكنني لا أذكر شيءً "

هز رأسه مومئ برأسه ليمد يده لي مرراً لي الكأس
" أوه لا ، انا لا أشرب " رفعت حاجباي مببره في نهاية حديثي فأنا أحاول بقدر الأمكان أن لا أشرب لأنه يؤثر في كثيراً

رفع يديه بإستسلام قائلاً " حسناً لا خمور إذاً " ثم وضع الكأسين على خشب البيانو ليتجه نحو الكرسي خاصته جالساً أمامه ثم نظر لي مردفاً " هيا إجلسي، لنعيد لكي بعض الذكريات" قال وهو يمسح بيده على المقعد بجواره مشيراً لي بالجلوس

فإبتسمت لأتقدم منه وانا أجلس بجواره وتابعته بعيناي وهو يرفع غطاء البيانو ليتنحنح مردفاً وهو يحك مأخرة عنقه" لقد كتبت هذه الأغنيه عندما قابلتكِ للمره الأولى"

ماذا أيكتب الأغاني؟ هل يغني حتى؟اومأت له بإبتسامه وقلت بنبره ممتزجه بالترقب " أسمعني" تنفس الصعداء ليبتسم ثم ضغط على مفاتيح البيانو بأنامله لتصدر أصواتً محببه، فتح فمه ليقشعر بدني عندما سمعته يدندن في البدايه قبل أن يبدأ بالغناء بصوته الذي جعلني أغمض عيناي مستمتعه بجماله هل جميع من في العائله لديه حسًُ فني

( شغلو الفيديو فوق ⬆️)

أخفقت وها أنا أُريدكِ

نظرت من ثم أحببتكِ

حُصرت وها أنا الأن أحتاجكِ

آمل أنا أراكي

إلمسيني وسأشعر كيف

هل تراها كثيراً؟.... لا

تخبأين جميع ملامحكِ، تخفين كل مشاعركِ

أظهري لي أنتي فقط في المنتصف

لا تخفي ما تفكرين به

أخفقت وها أنا أُريدكِ

لا أستطيع حتى مراسلتكِ

لأن أصابعي لم تعد تعمل لاكن قلبي يفعل

إن أردتي دعيني أعلم أين تختبأين

يمكنني أن أعود للحياة

يمكنني أن أعود وأحبك

يمكنني أن أعود للحياة

يمكنني أن أعود وأحبك

سقطت الحروف من كلماتي ولم أستطع محو تعابير الإندهاش التي إحتلت ملامحي وأنا أمل أن ما إستنتجته ليس حقيقي، ثم تابعت لسانه الذي يتمايل وهو مغمض العينين حتى إنتهى لينظر لي بعينيه الذهبيه كأنامله ولقد رأيت أحاسيس كثيره في نظراته اللامعه

" كتبتها لكِ " تحدث بصوتٍ خافت وهو يتفحص ملامح وجهي بإبتسامه لأنفي برأسي غير مستوعبه لما يحدث لأعبر بإستفهام " ماذا... ماذا تعني" ثم إبتلعت لعابي برعب عندما إستنتجت ما ستأول إليه الأمور

إبتسم ليرفع يده ثم أعاد خصلات شعري لتنسدل بأكملها على ظهري قائلاً " عنيت ما فهمتيه تاليا، لا أعلم ما الذي دهاني ولاكنني لم أتوقف عن التفكير بكى منذ رأيتكِ للمره الأولى أنا حقاً معجب بكِ"
وتسمر جسدي عندما رأيته ينحني برأسه نحوي ثم أطبق بشفتيه على خاصتي لأفرج عيناي ثم دفعته لأنتفض واقفه وتراجعت بقدماي للخلف غير مصدقه لما فعله إيثان محق كان على الإبتعاد عنه

رفعت عيناي له عندما إستقام متسائلاً بتشتت " هل من خطبٍ ما؟ " نفيت برأسي وانا أحاول السيطره على نفسي وإنتقاء كلماتي لأجيبه وأنا أثبت عيناي في مقلتاه " زين أنا أعتذر ولاكنني أحب شخصاً ما، لا يمكنني خيانته"

عقد حاجبه وهو يقترب مني لأعود للخلف كرد فعل على إقترابه حتى إصتدم ظهري بالحائط الزجاجي
" هل هو إيثان؟ " تسائل مره أخرى بعدما توقف أمامي مباشرةً، تكونت العقده بين حاجباي لأخفض رأسي متحاشيه النظر نحوه وإتخذت الصمت كجواب

" بالطبع هو إيثان " وصل صوته إلى أذاني مره أخرى وكإنه يجيب على نفسه ثم سمعت صوت خطواته وهو يبتعد فرفعت رأسي مره أخرى ونظرت إليه وهو يرتمي على الأريكه ثم وضع كلتا زراعيه خلف رأسه بعدما أخفضه مطرقاً إياه

أشعر بأنني شخص سئ مهما فعلت وبأنني شخصً خائن لإيثان ولزين أيضاً فلقد خذلته بعد كل ما مر به، أتمنى لو أنني لم أتى إلى هنا ولا إلى لندن حتى، تحركت قدماي دون إرادتي لأجلس على الأريكه المقابله له وتابعته بنظراتي بحذر

رفع رأسه ليعيده إلى الخلف مستنداً على الأريكه ثم سمعته يهمس بقنوط والضياع يملأ صوته " في البدايه بيلا والأن أنتي"

" زين أنت تفهم الأمر بشكل خاطئ إيثان لم يقتل أحداً هل تصدق تلك التراهات حتى؟ " نبست بعدما حاولت كبح نفسي وانا احاول أن أَوضح له الصوره التي رآها بمنظور أخر

تهجم وجهه ثم نهض واقفاً وإقترب ليقف أمامي مباشرةً قاطعاً الطريق على نظراتي لشئٍ سواه، وضاقت عيناه وهو يقول بكره لم يكن موجهاً نحوي
" بلا فعل، أخبريني ما الفارق بين قتل شخص وترك شخص يموت دون محاولة إنقاذه؟ هو لم يحاول حتي "

صاح في نهاية حديثه لأجفل لوهله وكان هذا دوري لأنهض واقفه أمامه بتحدٍ وأجدني أسأله بنبره غضب يتخللها الأمر " وهل إيزابيلا أحبتك يا زين؟! لم تفعل بل إستغلتك فقط لتصل لإيثان وعندما رفض علاقتها أنهت حياتها لأنها كنت تحبه زين هل تسمعني كانت تحبه هو، إنها خائنه لقد خانتك"

هز زين رأسه وهو يضغط أضراسه بقوه وعينيه تلمعان ثم لم يلبث أن قال " إن كنتِ قد صدقتِ أكاذيبه التي زرعها بعقلك فأنا لن أفعل " إبتسمت بسخريه من إقتناعه التام بما يقوله لأدير عيناي في المكان لوهله ثم زفرت متحدثه

" الشخص الوحيد الذي يصدق الأكاذيب هنا هو أنت زين، إستفق قبل أن يفوت الأوان وتندم فأخاك لم يحب أحداً بقدرك" ألقيت نظره سريعه عليه لأتنهد مترجله من الغرفه ذاهبه دون أن أدعه ينبس بحرفٍ أخر، هو يعرفُ الحقيقة جيدًا، ولاكنه بحاجة إلى إجابة مُطمئنه..فلقد كلفته الطعنه كثيراً

___

كنت أجول الشوارع بقدماي دون وجهه محدده حتى إنتهي الأمر بي في إحدى الحانات ثمله قليلاً بعد كأسا من الفودكا في محاوله فاشه مني لتناسى ما حدث ولاكنني لم أعد أستطع بعد الأن لقد سأمت من كل شئٍ

لا أعلم كيف وصل هاتفي إلى يدي وانا أضغط على رقمه لأضعه على أذني وكل ما يجول في خلايا عقلي هو أخباره بما حدث لا أستطيع تناسي ما حدث ضميري يقتلني وعليه أن يعلم ويقتلني أكثر بعد الحديث القاسي الذي وجهته لزين ولاكن كان يجب أن يواجهه أحداً بالحقيقه وحتى إن كنت أنا

" مرحباً" سمعت صوته من الجهه الأخري ليتشنج فمي وانا أحاول الحديث " إيثان هو قبلني وانا.. وانا حاولت ولاكن هو كان غاضب و .... و قال بأنني كاذبه، أرجوكِ فالتأتي " حاولت تفسير حديثي قدر الإمكان وانا أتأتأ بعدما حاولت مقاومت الهذيان ليتخلل صوته من سماعة الهاتف بقلق " تاليا أأنتي ثمله؟"

سعلت وانا أحاول إستنشاق الهواء بعدما إرتشفت جرعه كبيره من الكأس لأجيب بتململ" ربما "
" إسمعيني جيداً أبقى مكانكِ، إيكِ والحراك أنا أتيٍ" أنزلت الهاتف وأنا أطيل التحديق في اللاشئ، أعلم أن ما سيحدث بعد الأن لن يكون مبشراً بالخير أبداً

________

يتبع....

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء الثاني عشر
Коментарі