| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السادس عشر

مستيقظه منذ دقائق عده ورغم ذلك لم أجرؤ على فتح عيناي فقط أردد بداخلي مترجيه بأن لا يكون كل ما حدث هو حلم من هول الطمأنينه التي تعتليني

اخذت نفساً عميقاً وفتحت عيناي ولأول مره اشعر بالراحه التامه حين أرى السواد يحاوطني

تثائبت على الفور وحاولت إبقاء عيناي مفتوحتان لأرغم نفسي على الإستيقاظ فمازلت نعسه

يقفز سؤال مصاحب لأخر إلى عقلي أحياناً كلما راودني حلم وبدي لي مستحيلاً

لمَ يحلم الناس؟

عندما تعيش في واقع مزرٍ ومؤلم للغايه سيتحتم عليك أن تصبح حالماً ، فصدقاً قد تكون هذه الطريقه الوحيده لتناسي الألآم المحدقه التي تضرب جدار قلبك بقوه لتديمه

سيكون الحُلم بمثابة الواحه في صحراءٍ قاحله من الذكريات الأليمه، سيكون بمثابة طوق النجاه الذي ينقذك من الغرق في بحر أحزانٍ عميق وموحش

كم من الأحلام تتحقق؟ أهي تلك التي نثابر لتحقيقها بإرادتنا ومحاولاتنا المضنيه؟ أم هي التي تتحقق بمشيئه الإله وحده حتى وإن بدت مستحيله

من منا لا تصاحبه أحلام اليقظه؟ تلك التي تنشأ في مخيلتك وتنشب في عقلك في لحظةٍ ما أثناء وعيك الكامل، تلك التي تجعلك تبتسم دون وعي، تبعث الراحه في ثنايا قلبك وتجعل الأجنحة تنمو لك لتطير بها إلي أعلى سماء

وتلك التي شأنها كشأن الأخري التي تهرب إليها وكأنها موئلك وليس مجرد وهم إخترعه عقلك لتصدقه كل خليه بك، فكره أن تتحقق أفكارنا الحالمه في المستقبل ألن يكون هذا ضِماضاً كافياً لنصمد؟

وجودي هنا في هذه اللحظه يجعلني ألعن كل دمعه أهدرتها من بين ألاف العبرات ، وكل رغبه راودتني لإنهاء حياتي في لحظة ضعف مني

حين إستقمت وقطعت خطواتي على درجات السلم بعدما فتشت أنحاء الغرفه بعيناي ولم أجده ضربت رائحه زكيه للغايه أنفي وجعلت اللعاب يتضاعف في ثغري

حين قلت أن الأمس سيكون طويلاً كنت عل حق فلقد إستغرقنا ساعات في الحديث أنا وسام وإنتهي الأمر بي نائمه قبل أن يعود إيثان بنصف ساعه والذي شعرت به يحملني ليجعل إياي أستلقي على فراشه

هبطت للأسفل وزرعت المكان بعيناي لم أستعد وعيي بعد ولاكنني أمل أن يكون إيثان بالجوار فأنا حقاً بحاجه إلى رؤيته

أصبحت الرائحه تزداد قوه كلما تقدمت ناحية المطبخ مما دفعني إلى إبطاء خطواتي وتحديداً حين وقعت عيناي علي ظهر إيثان الذي ميزته يقلب الطعام بيد وباليد الأخري يمسك بها الهاتف الموضوع على أذنه

بينما بدي جميلاً للغايه بقميصه الفضفاض قليلاً وسرواله المصاحب له، " حسناً " داعب صوته عقلي وأنا أتسلل ليس نحوه بل نحو قلبه على أطراف أصابعي

" وداعاً يا جميله " أنهي حديثه مغلقاً الهاتف ليضعه جانباً فإستوقفت جسدي لأعقف حاجباي، هو مازال لم يلحظ وجودي بعد

" صباح الخير حبيبتي " هدم جدار توقعاتي بتنبؤه الغير متوقع بوجودي رغم أنني لم أصدر أي أعسان

إستندت بمرفقاي على حافة الطاوله الرخاميه ثم سحبت كوب عصير البرتقال لأرتشف منه القليل ومن ثم أردفت ريثما أحاول إخفاء الفضول من نبرة صوتي " إلى من كنت تتحدث؟ "

إستدار إيثان ليتمتم بإبتسامه جانبيه وهو يتفحصني "هل تغارين؟" ثم غمز في نهاية حديثه

أتمنى لو كان من السهل على إخبارك بكم أغار عليك ولاكنني لن أفعل ربما دقات قلبي المتسارعه قد تفعل إشتياط ملامحي غصباً قد يفعل ومؤكداً عيناي ستخونانني وتخبرك

إعتدلت في وقفتي ثم سرت لألتف نحو الطاوله وتوقفت أمامه؛ إمتدت يدي لتتوسط راحة يدي جبينه في محاوله فاشله لإستشعار أي دفئ غريب ثم قلت بسرعه وبملامح جاده " لا يهم، أنا أثق بك وهذا يكفي"

أبعدت يدي وكدت أتخطاه لولا ذراعه التي إلتفت حول خصري لتوقفني وقبل أن أنظر إليه سمعت كلماته التي وصلت إلى أذني " لقد كانت جدتي"

وما لبث أن لفني ليحاصرني بين المنضضه وذراعاه الذي ثبت راحتيهما على حافتها " و... أجل إنه يهم كثيراً " نبس بها بفحيح لقرب وجهه من خاصتي وهو يقابله

عجباً له الحب أسيظل يشعرني بقشعريره في خلايا جسدي كلما نظر إلى الرجل الذي أحبه وبهذا الإرتباك الممزوج بالسحر؟

لم لا أستطيع الحديث؟ ما اللذي إنتاب لساني حتى بات مشلولاً ولا يستطيع إخراج حرفٍ واحد.. أهي تلك العيون التي تزيد من سرعة دقات قلبي أم تلك الشفاه التي تفتقر إلى الحياء ريثما تتصاعد نزولاً وصعوداً

أم هي تلك الأنامل الفضيه التي تحتك بسلاسه بوجنتاي الأن... لا بل هي رغبتي في البقاء هكذا لأطول قدر ممكن من الوقت فلقد تعدي إشتياق له حد الإدمان

صوت صفارة ماكينه القهوه صدح فجأه جاعلاً إياي أبتلع ماء جوفي حين أدار إيثان رأسه نحوها ثم عاود النظر لي ليبتسم بجانيه إبتسامه خافته ثم إبتعد ليخطو نحوها

تنحنحت وأنا أهندم التيشيرت الخريفي أخضر اللون ذو الإكمام الطويله الذي أرتديه ثم إلتفتت لإتابع تحركاته المتزنه بعيناي وثبتت حدقتاي عليه حين طرح سؤاله " مالذي ستفعلينه اليوم؟ "

زممت شفتاي لأقتضمهما ثم أعدت شعري لخلف اذني وتنهدت مستطرقه " أفكر في مقابلة أخي" اومأ إيثان ليبتسم ثم تقدم نحوي وإقترب مقبلاً رأسي

نظرت إليه من الأسفل لفارق الطول بيننا وراقبت شفتاه تتحرك ربثما يتمتم " هذا جيد " ثم مسح على طرف شفتاه ليكمل " سأقلك في الثامنه إذاً؟ "

إبتعدت قليلاً لأعقد حاجباي وانا أتابع نظراته ثم تسائلت " لماذا؟ " إبتسم إيثان ثم إقترب ليهمس في أذني " إنه سر " رفعت حاجباي وهمست بحسناً تاركه المجال ليده للعبث في خصل شعري الذي من نظراته أستطيع رؤيه كم يعجبه

" قبل أن أنسى " قالها ليبتعد وخرج من المطبخ وبعد لحظات عاد حاملاً معه علبة سوداء متوسطه الحجم ثم ناولها لي

" ما هذا؟ " قلت قبل أن اسمح لأناملي بالإمساك بغطائها لأسحبه للأعلى فأبصرت هاتف بداخلها وجهاز صغير يحتوي على زران يبدو حديث الطراز

" في المره القادمه التي تريدين التخلص فيها من هاتفك رجائاً لا تلقيه في النهر " لم أستطع منع الضحكه التي تسللت من ثغري ثم أومأت لأنبس بإبتسامه " لك ذلك "

أبعدت الهاتف الجديد ثم أمسكت بالجهاز الذي لا يتعدى طوله الخمسه سنتيمتر فسمعته يشبع تساؤلاتي بشأنه وهو يردف " هذا مفتاح الجراج قودي السياره التي تعجبك فيه "

ومسح بطرف فمه على شفته ليميل برأسه ثم تابع حديثه باثم الثغر " هيا قبل أن يبرد الطعام " إكتفيت بالإيماء بالإيجاب ومتابعته بعيناي يتحرك في المطبخ ريثما يحضر الطاوله

.
.
.

رحل إيثان في عجله من أمره في التاسعه بعدما تناول الطعام مباشرةً، بدلت ثيابي إلى أخرى رسميه أكثر وعقدت شعري على شكل كعكه مشدوده

بينما دلفت إلى الجراج وإخترت إحدى السيارات المرسيدس وقدتها نحو قصر والداي بعدما إستعنت برئيسة الخدم للسؤال عن مكان مارك

وها أنا الأن اسير من خلال الردهه التي تؤدي إلى غرفة والداي بعدما سألت إحدى العاملات هنا عن مكان مارك

تباطأت خطواتي حين أصبحت أمام الغرفه وتمكنت من رؤية الباب الشبه مفتوح وحين دققت النظر داخل الغرفه رأيت مارك الجالس على الأريكه، بيده كأس من الكحول ويستند برأسه على يده الممسكه بالكأس والتي يستند بمرفقها على ذراع الأريكه

تنفست الصعداء وأزعم أنه قد لاحظ وجودي منذ توقفت ولاكنه فقط يتجاهلني، جلست بجواره ومسحت بلساني على شفتاي بينما بصري موجه للأمام ريثما أفكر في طريقة لأبدأ بها الحديث 

إتخذ مارك هذه الخطوه قبلي ونبس بهدوء " أنا لم أبعدكِ عني لأنني أشبه ابي كما زعمتي... صدقي أم لا لاكنني فعلت ذلك من أجلك ظننت بأنني أستطيع تحمل شعورك حيالي وكرهك لي ولاكن إتضح أنني لا أستطيع... "

نظرت نحوه بعدما توقف وإعتدل في جلسته بينما مازالت عيناه لم تُنشئ تواصل بصري مع خاصتي ولاكنه إستدارت بجسده ليصبح مقابلاً لي ثم سحب يدي لتستقر بين خاصته وإستطرق بملامح بدت مشتته للغايه " أردت حمايتك من حقيقة أن امي... امنا قد تكون قد تعرضت للإغتيال"

عقدت حاجباي بعدم فهم وإنطلقت من ثغري كلمه ماذا بضياع شديد، إنتظرت تفسيراً منه ولاكنه صمت وتحاشي النظر إلى..، مارك ليس من ذك النوع الذي قد يستخدم نقاط ضعفك ضدك وكيف يفعل ذلك ونقطة ضعفنا هي واحده

سحبت يدي من خاصته وإبتسمت بغضب لأردف " أستطيع تحمل أي كذبه.. أي واحده ولاكنني لن أسمح لك بالتلاعب بي بهذا الشكل " طفح الكيل بي حين همس بإسمي وكأنه خائف من العواقب

ضاق تنفسي أكثر حين رأيت الصدق في عيناه إرتعش جسدي ولاكنني رغم ذلك إستقمت لأقف على قدماي وتراجعت فإستقام مارك ليناظرني بفاه فاغر

إبتلعت لعابي برعب وكتمت الغصه التي تصاعدت في حلقي بينما همست بنبره حاولت قدر الإمكان جعلها قويه متماسكه " كيف أمكنك "

الألم الذي سار على طول عمودي الفقري لم يمنعني من التقدم نحوه ودفعه لأصرخ بنبره مرتعشه كجسدي " إنها والدتي أيها اللعين " حاول مارك إيقافي واضعاً كلتا يداه على كتفاي

" لماذا أراد أحد أذيتها لقد كانت كالملاك " قلت لتتجمع الدموع في عيناي بينما خارت قوي" من فعلها.. أخبرني" أردفت مره أخرى

" لا أدري...، لقد بحثت كثيراً ولاكنني في النهايه كنت أصل إلى طرق مسدوده... " أبعدت ذراعه عني بعنف وتراجعت بينما لم أستطع تمييزه بسبب الدموع التي شوشت مرمي بصري

هززت رأسي بعنف بينما العبرات تسيل علي خداي وتزايد الألم ليطغي على ملامحي ولاكنني حاولت بشده... حاولت كبح مشاعري بداخلي وللمره الأولى فشلت في ذلك

" تاليا أفهميني، ماذا أردتي مني أن أقول؟ ما كنتي لتتحملي ذلك؛ وهذا سبب إخفائنا الأمر عنكِ " حينها رفعت عيناي لتستقر في خاصته وترددت جملته الأخيره في عقلي

" إخفائكم؟! " رمشت بسرعه لكي أستوعب ما يحدث وتحديداً ما حدث ومسحت دموعي بعنف بكفي لأردف مره أخرى " هل إيثان؟.. هل إيثان كان على دراية بذلك؟ "

زفر مارك الهواء بضيق ومال برأسه وكان ذلك بمثابة جواب كافي لي، أشعر بالخيانه قلبي ينهت ألماً وجوفي بات مدمياً إلى متى سأظل أعاني إلى هذا الحد وإلى متى سأتحمل كل هذا العبء الذي لم يكن يوماً لي... إلى أن يقتلني الألم لا محال

" توقف " قلتها بنبره هادئه للغايه هادئه وكأنها تنعكس على ما بداخلي، حذرت مارك من الإقتراب مني حين حاول ذلك

إلتفتت بهدوء ورحلت رغم تردد إسمي على أذني من ثغره ورغم الدوار الذي بات يُلفني تابعت السير ولطالما سأفعل إلى أن تذل قدمي وتأتي نهايتي...

__

يتبع...

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
Коментарі