| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الثالث
" وهكذا سأعيش أغار عليك دون علمك وأحبك وأنت لست لي وأخاف عليك وأنت لا تدري"

****
لم تكن مزحه ولن تكون يوماً كذلك أنا بالفعل أخوض صراع مع نفسي كل يوم و كل ساعه من أجل أن لا تتحطم أحلامي، من أجل أن أبقى شخصاً صالحاً ولطيفاً؛ أحاول تجنب حقيقة أن الواقع في غاية التعاسه وبأنني قد إكتفيت من كل شئ، مازالت أصارع مخاوفي من الماضي حتى الحاضر والمستقبل خوفي من المجهول يداهمني رغم ثباتي، لازلت أقاوم ذكريات لم أنساها، تفاصيل مازالت عالقه بذهني تفتك بقلبي رغم أنني أقاومها و أقاوم ألمي

يتقدم مسؤول السيارات مني محيياً إياي وهو يفتح باب السيارة لألج للخارج، وأكتفيت بإيمائه صغيره لأخطو بضع خطوات نحو مدخل البنابه الشاهقه الكامنه أمام بصري، المطعم الذي أقصده يقع في الطابق الأربعون

أدرت عيناي باحثه عن سام حتى وقعت عيني عليها، أستطيع رؤيتها من خلال الزجاج الشفاف تجلس على مقعد بالداخل بقاعة الفندق الرئيسيه

سرت متقدمه لأدلف من الباب ومن ثم قادتني قدماي نحوها

سامنثا صديقتي المقربه والوحيده أيضاً ، دامت صداقتنا منذ سنتي الأولى بالجامعه حتى الأن، كانت ترتاد نفس جامعتي بل وقسمي أيضاً من المفترض بأنني أنهيت سنتي الثانيه لتوي وأشارف على الثالثه ولاكنني كنت محظوظه كفايه للحصول على منحه دراسيه ساعدتني على إجتياز الجامعه في سنتين فقط من أصل أربعة أتذكر بأنني كنت أدرس ليلاً ونهاراً حتى في أيام إجازتي لأستطيع موافية دروسي؛ الأمر كان شاقً على كثيراً بقدر رغبتي بالعوده بأقصى سرعه

أدارت سام محور رأسها لتلحظني فإبتسمت لتنزل الهاتف وإستقامت لتسير هي الأخري نحوي وزادت من سرعة سيرها لتصل لي في أقل من ثانيتين وهتفت بإسمي لتحتضنني بقوه فبادلتها ، لا تعلمين كم إفتقدتك

فصلت العناق بعد مده لأتأمل إبتسامتها التي إتسعت وهي تتفحص ملابسي وشعري بإعجاب ممزوج بدهشه ومن ثم إنتقلت ببصرها إلى عيناي بفاه فاغره قليلاً فبادلتها الإبتسامه لأرفع كتفاي بعدم مبالاه

" تبدين مختلفه؟ ... تبدين جميله... مثيرة... وهذا بالطبع لأنكي صديقتي" أنطلقت مني ضحكه ساخره على تعابير وجهها المتغطرسه التي إفتعلتها في نهاية حديثه، فبالطبع هذه سام " أنتِ قلتيها " أدرت عيناي في محجريهما بملل ودفعتها لتسير أمامي

صعدنا إلى المصعد الزجاجي وضغطت على الزر لينغلق باب المصعد وبدأ بالتحرك، تعبير سام المنبهره أضحكنني بداخلي "لم يسبق لي أن أتيت إلى مكان كهذا من قبل هل أنا بالجنه؟" أرتسمت بسمه مستهزئه على شفتاي فمبالغتها وهي تحرك يديها بتلقائيه جعلتني أهمس تحت أنفسي بأن هذه ليست الجنه بل الجحيم

إكتفيت بمراقبة الطوابق التي يمر بها المصعد وأتأملها بسكون تبقى ثلاثة طوابق فقط وأراه أتنين وأسمع صوته واحد وأشتم رائحته

ها نحن ذا؛ مطعم داك أند وافل مرحباً، وأهلاً بك يا من إشتاقت له أنفاسي وهام به فؤادي أهلاً بأجمل رجل رأه قلبي قبل عيني

بحركه دون أراديه إندفعت للداخل؛ ودلفت أبحث بمقلتاي الضئعتان وأجول بهما المكان؛ تسمر جسدي ولم يرمش لي جفن حين وقعت عيناي عليه لقد تغير أنا أرى الأن نسخه أكثر رجوليه منه ولا أستطيع منع عيناي من التحديق به بعد كل هذه السنوات

كان يجلس بشموخ وبطلتة الساحره يتمايل لسانه داخل ثغره وهو يحدث الراجل الجالس أمامه؛ راقَبته حدقتاي وهو يمسح بإبهامه وسبابته على ذقته، رؤيته الأن جعلتني أتمنى لو أنني عدت إليه قبل سنوات تمنيت لو أنني بشكل من الأشكال لم أغادره يوماً

في الغياب تغرق في بحر ظلامٍ عميق للغايه؛ تضيع في صحراء إنعدام المشاعر الجرداء، في الغياب تستوطنك الوحده وكأنها عضو من أعضائك وكأنها جزء لا يتجزء من الهواء المثقل الذي تتنفسه.

ضحكة المرأه العاليه التي تجلس بجواره نجحت في جعلي أرفع عيناي عنه لأتفحصها بها؛ أماندا جيفري؛ تبلغ من العمر الثامنه والعشرون عاماً إمرأة مستقله وعازبه شريكة إيثان في الأعمال بنسبة واحد في المئه، صديقتة منذ الطفوله لنقل منذ العاشره حسب معلوماتي

أدرت رأسي للخلف عندما شعرت بيد تربت على كتفي لأستدير " لقد قمت بتسجيل الحجز لنجلس الأن" تمتمت سام بلطف لأكتفي بإيمائه وانا أسير خلفها هي والنادل الذي يصتحبنا للجلوس

بلا أدنى شك هذا المكان يمتلك أفضل إطلاله في لندن وما زاده سحراً هو مظهر الشمس وهي تغيب بعيداً عن الأفق من النوافذ الزجاجيه العريضه، إستطعت رؤية لندن بأكملها من هنا

" إذاً... ما الأخبار" جذبت سام إنتباهي لأرفع عيناي من ساعتي نحوها مجيبه بهدوء "جيد، تعلمين أنه أول يوم لي في بلد أكاد أعلم عنها شئً"

" لا تقلقي ستعتادين " تحدثت بإبتسامتها المعتاده لأبادلها وأنا أسخر من نفسي بداخلي فلقد عشت بهذه المدينه أكثر من ما عاشت هي بها بكثير ولاكن الفرق الشاسع بأنني منذ كنت صغيره لم أغادر منزلنا سوي نادراً بعيداً عن ذهابي للمدرسة أما سام فهي كل يوماً بمكان مختلف حتى حَفِظت شوارع لندن كأسمها لذلك بالطبع ستتفلسف

قوطعت أفكاري عندما وضَع النادل الطعام أمامنا؛ لحم الستيك مع مربي المشمش لي وسمك الأنقليي المدخن مع الفجل لسام بالإضافة إلى المشروب

لم أفهم كلمه واحده من مئات الكلمات التي تخرج من ثغرها ولم أكترث لذلك كل ما أفعله هو أنني أنقل بصري للجالس على بعد طاولتان مولياً إلى وجهه تارة وتارةً إلى سام لأفتعل تعبير بوجهي وأنا أهز رأسي للأعلى والأسفل وكأنني أصغي فكل ما إجتاح عقلي هو

هو ووجهه الجميل؛ رموشه الطويله، عيناه الساحره بلونها القمري، فكه الحاد مع لحيته الخفيفه كثيف أسود اللون؛ إنه جميل بطريقة تأثر القلب لن أمل من النظر إليه أبداً مهما حدث، هل يجب أن يكون بتلك الوسامه أنا أحاول أن اقاوم هنا

الطريقه التي يلتصق بها قميصه الأبيض بعضلاته مبرزاً إياها من أسفل جاكيت بذلته سوداء اللون سرقت عقلي وكل تفكيري

لم أكن أدرك هل هذا حلم أم واقع كل المشاعر التي تأتيني الأن تجعلني أرتعش بداخلي بشكل محبب

ولم أكن أدرك طول الوقت الذي إستغرقته وأنا لا أثبت نظري لشئ سواه حتى حدث ما إنتظرته؛ إلتقت عيناه بخاصتي في تلك اللحظه التي أشعرتني بأن الوقت توقف من حولي

أيتذكرني؟ أيعقل بأن يكون قد تعرف علي هل قام بالتشبيه على حتي لست أدري

لم أستطع إزاحة عيناي من عليه لم أمتلك القدره الكافيه لفعل ذلك وكيف لي أن أفعلها وهو لم يبعد بصره

نظراته أربكتي كان ينظر لي كالفهد الذي يراقب فريسته؛ أنفاسي سلبت مني وأنا أراه يتفحصني بتأمل شديد كانت أماندا تحادثه بينما هو يتجاهلها عمداً حتى لا يفصل التواصل البصري بيننا

وكانت هذه لحظتي الخائره لأتراجع خطوه بدونه عندما أخفضت بصري نحو طبقي الذي لم ألمسه أشعر بأن الهواء الذي يحتل رأتاي يخرج مرتجفاً ودقات قلبي الذي يضخ الدماء في وجنتاي بعنف تزداد بطريقه حثيثه، لا أستطيع مجاراته

" إنظرو من يشتعل خجلاً الأن" تخلل صوت سام الساخر مسامعي عندما نَسيت تماماً بأنها هنا، و اوتش أغمضت عيناي بعنف بعدما نظرت إلي هاتفها المرفوع أمام وجهها وليتني لم أفعل فلقد إخترق ضوء فلاش الكامير عيناي

فتحت عيني ببطئ لأعتصرهما وانا أرمش بسرعه حتى زالت الغمامه الزرقاء من مرمي بصري، بما كانت تفكر هذه الحمقاء نظرت لها بغضب وبحاحبان معقودان

اوقفنتي وهي ترفع يدها الحره أمامها لتردف لي بهدوء " لا تقلقي لم أرسل الصوره لشخص واحد " تأففت بسأم وما كدت ان انظر بعيداً حتى اردفت بدراما " بل أرسلتها لمجموعة الإنستجرام الخاصه بالرفاق " رائع الجروب الذي يحتوي علي هاري ونايل وجاسيكا ولوي وفيورا بالإضافة إلى خليلها ليام

رفعت حاجبي بإستنكار لأتنهد بتململ وأنا أمسح على جبهتي " سأتي بعد قليل" صرحت لأستقيم وسرت بخطي قليله لاكن واسعه

سرت بخطواتٍ بطيئه بعض الشئ لأتمكن من خطف نظره سريعه عليه لم أستطع منع نفسي هذا كل ما في الأمر لاكن لا بأس فرؤيتة عينيه المحدقتان بي من جانب أذني جعلني إبتسم دون وعي في الوهله التي لمحته بها قبل أن أعاود النظر للأمام مره أخري

تطلب الأمر مني ثواني معدوده للعثور على المرحاض وكنت بالفعل أستند على بابه بعدما أغلقته خلفي، زفرت الهواء من رأتاي ببعض الراحه لماذا هذا الشعور يراودني هل هذا حنين قلبي الذي بتت أشعر بالخوف من أن يتحطم

تنهدت لأسير نحو الحوض ثم توقفت أمام المرأة، فتحت الصنبور لتتدفق المياه فمسحت بها بكف يدي على رقبتي نزولاً حتى عظمتي الترقوة محاولة إستجماع شتات نفسي

صوت الباب الذي فتح فجأة أجفلني لبرهه قبل أن ألتفت بإستغراب متفحصه الجسد الذي دلف للداخل، فخرجت مني ضحكه خافته وأنا أعاود النظر للمرأة مره أخري وحافظت على إبتسامتي الجانبيه؛ أخيراً لعبة ستسليني

النظرات الساخطه التي أتلقاها الأن تمتعني فهي تأكد لي بأنني خصم قوي لا يستهان به أولست كذلك؟

" من تعتقدين نفسكِ أيتها الساقطه " صدح صوت طرقات حذائها ذو الكعب العالي بالمكان كصوتها الذي تردد في أذني مره وفي عقلي ثلاث

أخذت منديلاً وجففت به يدي متجاهله حديثها ثم ألقيته بسلة المهملات وأنا أخطف نظره صغيره نحوها

" هل أنتِ صماء يا هذه؟ " تحدثت بسخرية لازعه مما جعلني أرفع حاجبي وأنا أستدير نحوها بكامل جسدي ثم إبتسمت بإستهزاء وأنا أتعمد تجاهلها وكأنه غير متواجده ثم سرت لأغادر وما كدت أخرج حتى أوقفتني لتمسك بيدها رثغي فنظرت لعينيها لأرفع حاجباي بتفاجأ مصتنع هي تتمادى بحق كم هي وقحه

" هل تعتقدين أنني لم أرى نظراتكِ يا إبنة العاهره " ضغطت أضراسي مع إنتهائها من ألفاظها القذرة حول أنقى إمرأه قد يراها أحد ؛ حسناً إذاً إن كنتي تريدين العراك فأنا أهلاٌ لذلك، بحركه إقتضابيه رفعت يدي لأمسك شعرها ثم سحبته للخلف بقوه مما جعلها تصرخ بصخب وبتفاجأ بادي على سائر ملامحها

وبسرعه تركت رصغي لتمسك بيدي وهي تحاول إزالتها من بين خصلات شعرها التي أفسدت من قوة إمسكي له بسبب جام غضبي الذي صببته عليه؛ أقسم بأنني سألقنكِ درساً كلما رأيتني ستتذكريه وهذا للكثير من الأشياء، هل ذكرت بأنها لا ترى إيثان قصديق بل كحبيب كانت تعشقه سراً؟ بالطبع لم أفعل

تركت شعرها ودفعتها على الأرض بقوة لينكسر كعب حزائها ولاكنها لم تجرأ على التحرك بملامح وجه مصدومه فهي لم تتوقع رد فعل شرس كخاصتي

" سأريكِ من هي إبنة العاهرة الحقيقيه " تمتمت بإبتسامه مختله وتحول نظري إلى عبوة الصابون التي تقع بجانب الحوض وبحركه سريعه تحركت لأنتشلها بخفه وعاودت الوقوف بمكاني مره أخرى لأزيل غطائها ثم ألقيته أرضاً

" إليكِ ببعض الصابون ربما قد يزيل قذارتكِ" تمتمت بسخريه وإبتسمت بتحدي وأنا أسكب محتواها بأكمله على شعرها وملابسها

" ما هذا بحق السماء" صرخت بغضب شديد لتتسع إبتسامتي أكثر وهي تضع يدها على رأسها، رميت العبوه الفارغه على الأرض ثم إنحنيت لأصل لمستواها وتنهدت هامسه بنظراتٍ ثاقبه حادة كالسكاكين" إياكِ والهبث معي " انهيت حديثي في أذنها بصوت كفحيف الأفعى وإستقمت لأخطو للخارج بخطواتٍ ثابته تتخللها الثقه


سرت متجهه نحو سام ونبست بصوتٍ خفيض بأنه علينا الرحيل الأن فورما توقفت بجانب مقعدي ثم أخرجت المال من محفظتي لأضعه على الطاوله ورفعت مفتاح السيارة لأسلمها إياه بعدما إستقامت لتهدنم ثيابها

" خذي هذا وإنتظري في السيارة لدي شئ صغير سأنجزه ومن ثم سأوافيكِ" أومأت بإبتسامه لتغمذ بعينها مردفه بخبث " حظاً موفقاً " ثم إستدارت لاتبتعد بخطواتها ؛ فتفحصتها بنظري وهي تغادر حتى إبتعدت عن مرمي بصري

ثم أدرت محور رأسي نحوه، لينشأ تواصل بصري بيننا مره أخرى ولاكنه هذه المره أشار لي برأسه وهو يميل به لوهله، عضت على شفتاي بقوة ثم تنهدت لأحمل حقيبتي متقدمه نحوه حسناً لا هروب بعد الأن

جلست على الكرسي المجاور له تحت نظراته الثاقبه، وسمحت لعيناي بأن تجول كل إنشٍ من وجهه مفرط الجمال حتى إستقرت على عيناه الساحره " إيثان" همست بصوتٍ خافت إستطاع سماعه

" تاليا " أردف بصوته الشجي المبحوح قليلا لأبتسم بعذوبة من وقع إسمي الجميل على أذناي

" عذراً يا جميله ولكن من تكونين" قاطعنا صوت ثالث لحظتنا لأدير عيناي للرجل الجالس أمامي وبدأت بتفحصه، رجل أسمر ذو ملامح حسنه وعيناي بنيه ولاكنه ليس وسيماً كالجالس بجواري

نمت بسمه صغيره على شفتاي لأنبس بلطف وأنا أعرف عن نفسي " تاليا بروسلن" ومدت يدي لأصافحه فبادلني الإبتسامه مصرحاً بإسمه " جيمس إدوارد" ثم طوق كفى بخاصته مستقيماً ليقبله بنعومه

فتخلل إلى مسامعي صوت الطرقات الذي نشأ من إيثان لأدير عيناي نحو انامله التي تطرق على المنضضه بقوه بصورة متناغمه بينما ينظر للجهه الأخري

فهززت رأسي بإبتسامه جانبيه لأسحب يدي ثم وضعتها بجواري مومأه لجيمس الذي شارف على الجلوس مره أخرى لولا صوت نغمات هاتفه التي قاطعه لتحمحم مستأذنً ثم إبتعد ليجيب عليه

عاودت النظر نحوه بينما هو مازال على وضعيته لأتحمحم جاذبه إنتباهه؛ نظر إلى مره أخرى بثبات دون إزاحت عينيه بينما رفع يده ليضعها بجيب بذلته مخرجا منديلاً من القماش

ومد يده ليسحب كف يدي بين يده اليسرى وبالأخري مسح بها بالمنديل على جلد يدي من الأعلى تماماً فوق موضع قبلة جيمس مما جعلني أعقد حاجباي متجاهله الرعشه المحبه التي سببها لي

" تاليا بروسلن إذاً " تمتم بصوته الذي يدمج بين الرجولة والرقة بينما ينقل عيناه من يدي إلى عيني

ثم إنتهى ليقلب يدي واضعاً المنديل بكفي والذي بات ينبعث منه رائحة عطره

إعتدل وهو يناظر ملابسي بتفحص لأردف بإندفاعيه " هل أعجبتك لقد إرتديتها من أجلك عزيزي" تحدثت بجرأه لا أدري مصدرها ولاكن كالعاده لا يفل الجرأه سوي الوقاحه

فحاجبه بات مرفوعاً بسخريه ليهتف " يبدو بأن القطة قد كَبُرت وأصبحت تتلاعب بالألفاظ " لكنته البريطانيه جعلت قلبي يذوب لا جسدي فقط

فإبستمت لأمسح على شفتاي وأنا أتطلع إليه أحاول دراسة ما يجول بعقله من عينيه " لا يعقل أن أتتلمذ على يديك ولا أعمل بنصائحك صحيح؟ " صرحت في المقابل بينما أحاول مجاراته

" وماذا عن تلك النصيحه حول إرتداء الملابس القصيره؟ " إنفلتت مني ضحكه خافته وإبتسمت بإتساع فورما فهمت ما يعنيه تماماً فقضمت شفتاي في محاوله لعدم الضحك ثم تمتمت " لنقل بأنني بعد سنواتٍ عديده من العمل بها إكتشفت في النهايه بأن تلك الأسطورة لم تكن سوي من صنعك "
اومأ برأسه مطلقاً ضحكه ساخره ليردف بعدها وهو يمسح بإبهامه على شفتيه " الأمر كان يستحق العناء "

ومن ثم أعاد رأسه إلى الخلف مشعلاً لفائف التبغ التي تتوسط أصابعه ثم أردف بهدوء " عدتي إذاً "
تأملته بصمت لأخفض رأسي نحو المنديل الذي بين يداي ثم قبضته متمتمه وأنا أعيد نظري إليه" إن كنت تريد أن تكون سعيداً عليك التحرك "

الحياة تمر سريعاً وأنا لم أدرك ذلك فالسنوات تمر واحدة تلو الأخري ثم تمر أسرع وأسرع، نفث الدخان من فمه ببرود ثم نظر لعيناي بطريقة أثرت كياني بأكمله بينما الصمت هو سيد المكان

تركت عيناي من تتحدث بدلاً عن لساني، تركت حدقتاي تفشي بكل شئٍ أتظاهر به أمامه، فالعين هي أصدق شئ هي من تستطيع فضح ما تشعر به؛ لاكن لحسن الحظ لا يتقن لغة العيون سوي القليل فقط وإيثان منهم


صوت ذاك الرجل الذي عاد ليجلس على الطاوله مره أخرى لفت إنتباهي فأدرت عيناي وانا أنظر للساعه الملتفه حول رثغي وأردفت بصوت مسموع لكليهما " لقد تأخر الوقت على الذهاب" وإقتربت منه لتلفح أنفاسي الدافأه أذنه وهمست بتخدر بعد إستشاقي رائحة عطره التي أيقظت الفراشات لتتطاير بمعدتي بعد سنواتٍ طويله وهي خامده

" أراكَ لاحقاً إيث " ثم إبتعدت قليلاً مناظره عيناه ذات البريق القاتم بينما هو يرمق نقطه ثابته في شفتاي وتفاحة أدم التي تتوسط رقبته ترتفع مراراً وتكراراً مبدئياً رد فعل


تجاهلت الأفكار التي باتت تتدافع برأسي ثم دفعتها لمؤخرة رأسي وإكتفيت بتقبيله على خده قبله دامت بشكل سريع لجزء من الثانيه ثم إستقمت مشيره لصديقه الذي بادلني بنظراتٍ مريبه فسرت بخطواتٍ جاهدت لجعلها أسرع من سرعة نبضات قلبي

____

وأخيراً بعد إثنين وعشرين دقيقة إحتسبتهم أوقفت السيارة أمام بوابة القصر بعدما أوصلت سام إلى منزلها

ترجلت من السيارة قازفه مفتاحها للحارس ثم خطوت للداخل وبعد بضع خطوات ولجت من الباب بعدما فتحته الخادمه مرحبه بعودتي

إكتفيت بإيمائه صغيره ثم سألتها مستفهمه " هل عاد مارك؟" فنفت برأسها وأجابت بخفوت " لا سيدتي لم يعد منذ خرج صباحاً" إنها العاشرة إلى خمس دقائق وهو متأخر


تنفست الصعداء لأنزع معطفي وأمسكته بيدي لأسير ناحية الدرج ثم صعدت إلي الأعلى ووجهتي هي غرفتي التي تكمن على بعد سنتيمترات قليله

_____

بينما أستلقي على فراشي الأن وأن أسترجع ما حدث منذ ساعات مغمضة العيناي، مازالت هيأتك لا تغادر عيناي إيثان حتى صدح كلماتك، صوتك، كل شئٍ بك، وهذا المنديل الذي يتوسط يداي الأن

فتحت جفناي لأرفع المنديل بأناملي أمام بصري ثم تأملت إسمه المحفور عليه بشكل ساحر وليس أسمه فقط بل رائحته أيضاً مشاعري باتت متقلبه فأنا أريد إن أبكي وأضحك في ذات الثانيه أريد أن أصرخ الأن ولا أعلم ماهية هذا الشعور ولاكنني وبشكلٍ من الأشكال أحببته


أخفطت المنديل حتى أنفي لأسمح لأكبر قدر ممكن من الهواء بأن يمر من خلاله وأنا أستنشقه؛ وأخفضت يداي حتى إستقرت على موضع قلبي وناظرت السقف بهدوء

أي نوعٍ من الإشتياق أصبتني به، قلم تُنبت غير اللهفه حين سماع إسمك، أنبتت الكثير من الأحاسيس الموجعه وأنا لستُ بقربكَ، كان كل شئٍ بات باهتً في بعدك

أوتعلم عزيزي؟ مازالت الذكريات تجتاح عقلي كل ليله ... أتى للنوم هرباً فقط لأراك تراودني في أحلامي
لتخلصني من الألم الذي يباغتني

أجدك مقتربً باسم الثغر، تتقدم نحوي لتطوقني بزراعيك، ماسحاً على شعري بحنان مربطاً على ظهري

أوتعلم ما المؤلم؟
عندما أستيقظ باكيه لأن حلمي وبكل بساطه ليس حقيقياً و لأنني إستطعت الشعور بكل شئ بك

لمستك الرقيقه لي وكأنك مقدم على لمس شئ هاش للغايه، همساتك وضحكتك التي مازالت تتردد في أذني حتى الأن ، ضمك لي بقوه وكأنك تخبرني بأنني لست بمفردي

ولاكن أوتعلم ما الأكثر إيلاماً؟
أن جميع تلك الأشياء مجرد كذبه
مجرد كذبه إخترعها عقلي لكي يواسيني ، ليحاول تخليصي من ألم الفقدان الذي يباغتني بطعن قلبي بسكين الذكريات القاسيه كل ليله
لاكن وبين كل حطامي أجد جزءً يعادل ألف درس؛ جزءً يثبت بأنني رغم كل شئ لازلت قويه

_____

Flash Back

تشرين الأول من اكتوبر
١٥/١٠/٢٠١٣

همسات وأصوات تتردد برأسها وتحيط به منذ خمس دقائق وهي واعيه، فتحت عيناها لتبدأ ذاكرتها بإسترجاع اللحظات الأخيرة قبل فقدانها للوعي بين يديه

زال إلتصاق جفنيها فنظرت حولها متفحصه المكان بزمردتيها؛ غرفه واسعه بجدران رماديه ونافذه كبيرة تتوسطها مغطاة بستائر فاخره مع سرير خشبي متوسط الحجم

إرتفعت عيناها لتتأمل السقف بسكون محدق، لم تستطع منه المياه المالحه التي ملأت عيناها وأخذت عبراتها بالإنسياب بعنف متدفقه على خديها لتتمايل مستقره في الوساده، بدأت شفتاها في في التشنج كجسدها المتداعي

وإرتفعت وتيرة نشيجها وهي تأن بألم كإرتفاع صوت نحيبها المتألم وهي تغمغم بحرقه بكلماتٍ غير مفهوم

أغمضت عيناها وهي تشد على غطاء السرير وتكتم ألمها بداخلها كأنفاسها المتسارعه و إختضاض جسدها؛ عاودت فتح عينها المنتفخه وهي تصارع لإستنشاق الهواء

وفجأه توقفت عندما سمعت صوته الأجش الذي جذب إنتباهها نحو الباب الخشبي العريض " هل إنتهيتِ؟" فتجمد بصرها ذاهله هل يسخر منها؟ تحجر الدمع بعينها وعلقت آخر قطره بين أهدابها وهي تحاول التماسك

ظلت تطالعه دون أن تنبس بحرف واحد كان الألم بادي على كل إنشٍ من وجهها المرهق لتعود لجرعة البكاء الصامت مره أخري؛ كان واقفاً مستنداً على حافة الباب المفتوح عاقداً زراعيه فوق صدره يحدق بها بعينيه التي تحتل وجهه بارد النظراتٍ


أطلق تنهديه طويله ليستدير تاركً إياها في ذهول مقيت دون كلمه أخرى ، الثقل الذي يجتاح صدرها غطي علي ألم ضيق تنفسها، هي مازالت غير واعيه لما يحدث تعتقد بأنه مجرد كابوس سيتنهي في النهاية لتستيقظ وتجد نفسها بين أحضن والدتها


أخذت تمسح بكف يدها المرتعش بصعوبه بالغه علي رقبتها في محاولات فاشله لإستنشاق الهواء وإختضاض جسدها يزداد

وبدأ ديجور الظلام يغلفها شئً فشئ حتى إنتشلها بعدما خارت قواها

٠
٠
٠

تشعر بلمسات على زراعيها.... بأن أحدهم يمسح على كفها بل يحتويه بين يديه بقوه

لا يمكنها مقاومة الدوار؛ تحاول الصراخ لاكنها لا تستطيع تحاول الحراك دون فائده تشعر بأنها مكبله ولا يمكنها فعل شئ

جميع محاولاتها وجهودها بالتحرر بائت بالفشل عدي إسم والدتها الذي إنتحبت به هامسه وفجأة ذهب الشعور وساد الظلام مره أخري

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء الرابع
Коментарі