| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الخامس
" في عناقه دفئ ينتشلني من أي خوف وفي لمسة يده راحه تبعث السكينه"

****

" إياكِ " كلمه واحده جعلتها ترتعد خوفاً من الصدمه التي إجتاحتها وتراجعت للخلف بعدما ميزت صوته فإصتطدمت بشئٍ صلب حتى كادت تسقط، إلتفتت لتنتفض وإنطلقت من ثغرها شهقه خفيضه فورما رأته يقف أمامها بملامح لم تستطع رؤيتها بشكل جيد

فإبتعدت بضع خطواتٍ بطيئه بعيداً عنه وتوقفت بعدما شعرت بأنها في منطقتها الأمنه فضلت مراقبه من بعيد بتيشيرته الأسود الذي يرتديه والبنطال الفضفاض المطابقة للون التيشيرت كل ما إستطاعت إدراكه بعينها بشكل جيد هي عيناه التي تضيأ في العتمه ببريق أخاذ وكأنها قمراً في أحنك سماء

خطوة واحده تقدمها جعلتها تعود إلى جرعة الخوف مره أخرى وتعالت وتيرة أنفاسها المرتبكه فأخفضت بصرها للأسفل ثم نبست معتذره بملامح نادمه على الولوج إلى غرفته دون إذنٍه " أنا حقاً أعتذر ، سأغادر الأن "

رَفعت رأسها نحوه مره أخرى وهي تلقى على هيأته نظره سريعه ثم تحركت بخطواتٍ سريعه نحو الباب، ولاكنها توقفت فجأه بسبب زراعه القويه التي أمسكت برسغها لتوقفها عن إكمال طريقها للخروج

" وهل سمحت لكِ بذلك " كلماته القليله التي نبس بها قبل أن يدفعها نحو الجدار لتلتصق به جعلت كل شئٍ يعصف بها من الداخل وهي تبتلع لعابها دون إغلاق فاهها الفاغر كبؤبؤتي حدقتيها التي توسعت

" لم يكن عليكِ القدوم إلى هنا" تضاربت أنفاسها حين رأت نظراتها نحو نقطه ثابته في شفتيها، وحدقت به بترقب وهو يتقدم نحوها بخطواتٍ واسعه بعدما نطق جملته التي أخرست جميع حواسها وليس فقط لسانها، مع إقترابه أكثر أصبح ناقوس الخطر يدق منذراً كنبضات قلبها

سيضربها؟ سيؤذيها لا بل أسوء سيقتلها وما الذي يمنعه من فعل ذلك فهي في عرينه الأن

بدون أن تستوعب ما يحدث ألصق شفتيه على خاصتها بدون مقدمات والطريقه التي طوق بها خصرها ليسحبها نحوه جعلتها تصارع للخروج من سجنه الحميمي لأول وهله أثناء صدمتها

فأمسك هو يديها بكف يده اليسرى ليرفعهما أعلى رأسها ثم ثبتها على الحائط؛ ورفع يده الأخري ليمسك بفكها لتخرج همهمه خافته من ثغره ومن بين قبلاته المتتاليه حتى قضم شفتها السفليه التي تلتصق بالعلوي ففتحت فمها متأوهه ليطبق عليهما أكثر فإشتعل الهواء من حولها بينما هو يتعمق بقبلته أكثر وأكثر

هي مذهوله تماماً رغم إشتعال جسدها المنساب بين يديه رغم المشاعر المرهفه التي تجتاح إياها ، هو فعل ذلك تجرأ وسرق قبلتها الأولى وهي لا تستطيع منعه، جسدها الخائن يستجيب له ولكل حركه صغيره يفتعلها

فكه الحاد يتحرك صعوداً ونزولاً شفتاه المنتكزتان مبتله بشهوةٍ عتيه ولسانه المتلذذ يجول بجوفها بحريه وكأنه ملاذه، قبلها وكأنه لم يقبل فتاةً من قبل وكأنها المختاره، قبلها وكأنه يستمد الأكسجين من شفتيها بينما هي كانت رادخه بالكامل

فصل قبلته الجامحه فورما شعر بحاجتها للهواء كما فصل إلتحام كف يده برثغيها حتى باتت حُرتان؛ ونشأ إلتحام أخر بين جبهته التي ألصقها بخاصتها

تضاربت أنفاسهما ببعضها بينما نشب تواصل بصري بين كليهما، عيناه ونظراته الهادئه تقولان الكثير، عيناه جعلت قلبها يدق بقوه ويرتفع الدم في وجنتيها؛ تشعر بحرارة رهيبه رغم برودة الجو

عيناه سرقتها

مالذي يفعله بها؟ لماذا الأن؟ لماذا يحدث هذا الأن؟ رغماً عنها أدمعت عيناها وشعرت بإرتباكٍ شديد ؛ فشعرت به يقترب أكثر حتى إلتصق صدره بخاصتها الذي يتصاعد ويتهابط بعنف

نبضاته خافقه، أحاسيسه مرهفه، أنفاسه متقلبه، ونظراتَُ حانيه تخرج من عيناه النرجسيتين؛ من نصابهما الذي يقص ألف حكايه وحكايه

بعفويه وضعت يدها علي صدره لتمسك بأناملها الصغيره قماش قميصه الخفيف وسحبت إياه نحوها أكثر بخفه حتى بات قريبً بالقدر الكافي لإخفاء ملامح وجهها في صدره وأغمضت عيناها بقوه في محاوله السيطره على أنفاسها و المشاعر التي سامرتها

شعورها بالفراشات يصبح حياً وهي بقربه ورائحة عطره العالق في الهواء تضرب أنفها بقوه ذلك الشعور الباخع لم تعهده من قبل لم تشعر به 

أبعدت يدها عن قميصه لتنزلها ومن ثم فركت إياها في كف يدها الأخر وهي تقضم شفتاها بقوه وكأنها تريد أن تشعر بأنها حقيقيه، شعرت بنسمة برد وبإبتعاده عنها لتفتح عينيها مدركه عينيه التي إزدادت قُتمه عن ذي قبل

" إذهبي" صوت زمجرته التي سبقت صيحته جعل الخوف يتمكن منها وهي تحيد ببصرها نحو عيناه الحاده وأضراسه المصتقه أجفلتها فإبتلعت لعابها برعب من صوته العميق العالي

ظلت متخشبه في مكانها وهي تناظره بثبات بينما تبحث بعينيها عن شخصه الهادئ لم تراه غاصبً من قبل ولا تريد أن تفعل بعد الأن " فقد غادري " تمتم بها بهدوء وهو يحاول السيطره على نبرته؛ أن تخافه هذا أخر ما قد يريده، إرتعشت أوصالها لسبب من الأسباب بعدما أضحت تستوعب ما يرمي إليه

إكتفت بإيمائه صغيره بعدما تحشرجت الكلمات في حلقها فزرعت الأرض بخطواتٍ إزدادت بسرعه مع إقترابها نحن الباب وقبل أن تلمس أناملها مقبضه إلتفتت لتلقي عليه نظره خاطفه ورمقت ظهره العريض بتأمل خفيض بعدما كان قد إستدار نحو النافذه واضعاً يديه في جيبَ بنطاله ونظره مثبت إلى الأمام بينما رأسه مرتفع للأعلى وهو يتحاشي النظر إليها 

مسحت بطرف لسانها على شفتيها ومن ثم إعتصرتهما بقوه وحادت برأسها بتلقائيه نحو الباب، أدارت المقبض وسحبته ناحيتها لتدلف للخارج مغلقه باب غرفته خلفها

سمحت لقدميها الخائرتان بأن تقطع مسافة وإنتهت أمام السلم، وخطت نزولاً لتهبط درجاته نحو الأسفل بينما قدماها تتوقفان على كل سلمه ثم تتابع الإستمرار بترنح طفيف وأصابعها الناعمه تلامس زجاج السلم ومقابض حافته النحاسيه

توقفت في أرضها فورما تخطت السلم وأصبحت تقف في الطابق الأول، دارت بعيناها في أجزاء الغرف التي تقع في مرمى بصرها ولم تكترث كثيراً لتأمل الأثاث الفاخر بقدر إكتراثها لإدراك مخرج بمقلتيها الحائرتين فإرتسمت إبتسامه صغيره على محياها وهي تطالع الحديقه من الجدران الزجاجيه

تابعت السير وإصتحبطها قدميها للباب الزجاجي أيضاً والمطل علي المسبح الواسع والذي كان مفتوحاً بالفعل فسارت لتترجل للخارج من خلاله ومن ثم تابعت خطواتها حتى باتت تقف على العشب وتابعت التقدم متفحصه بعينيها الناعستان الحديقه

داقت عيناها وهي تنظر إلى جانبها سادره إذ لم تكد تبصر عيناها البوابه البعيده نسبياً والتي يقف بجوارها رجلان ذو بنيه ضخمه وملامح قاسيه فأدركت بأنهم يحرسان المنزل

بدون تفكير منها تحركت لتسير بخطواتٍ حاولت جعلتها ثابته ولاكن سريعه ثم تصنعت الجديه بعدما إقتربت نابسه " أنتما، إفتحا البوابه " إلتفت كلا الرجلان فورما إنتبها إليها ليتفحصاها جيداً ثم أردف إحداهما بصوتٍ غليظ " من أنتِ يا صغيره؟"

تصنعت تاليا الهدوء لتجيبه " أنا تاليا" ثم خانتها ملامح وجهها المترقبه وهي تردف مره أخرى وكأنها لا تخشاه "يا كبير"

إنطلقت ضحكه ساخره من ثغر الرجل الأول قبل أن يهمس الأخر في أذنه بشئٍ لوهله ليعاود النظر إليها بجمود نابساً " وما الذي تريدينه "

إبتسمت تاليا بجانبيه لتخطو نحوه ببطأ حتى توقفت أمامه مباشرةً متمتمه بغنج لا تدري من أين أتى وهي التي لم تفتعله يوماً " ليس مهماً ما أريده المهم ما تريده أنت "

وبيديها الحرتان أمسكت ياقة قميص بذلته متظاهره بأنها تهندمها ثم إنتقلت إلى ربطت عنقه لتفعل المثل حتى أعطاها الأمان وهبطت بأناملها نزولاً على صدره العريض بينما تطالع عينيه المثاره لتبتسم برقه لا تخلو من البرائه متعمده ذلك ومن ثم إقتربت أكثر لتجول بيدها على ظهره وبحركه سريعه بعدما أصبح مغيباً إنتشلت مسدسه من خلف ظهره وإبتعدت لتصوبه نحوه بيدين مرتعشتان

" إفتح البوابة الأن " صاحت في وجهه بعنف ليرفع الرجل زراعيه في الهواء قائلاً بسخريه مستهزئاً " ماذا إذاً ستقتلينا؟ أنتِ حتى لا تعلمين كيفية إستخدامه " إرتفع حاجبها بغضب من سخريته اللازعه وحركت إبهامها ليسحب ذر الأمان الخاص بالمسدس وظغطت على زناده لتنطلق منه طلقه دوت في المكان

" إهدأي يا صغيره هذه ليست لعبه" صاح بها الرجل الثاني بينما تراجع الأخر خطوتين خوفاً على حياته
من بطش رصاصها والذي كاد يصيب كتفه بفرق بضع سنتيمترات فقط فعقدت حاجبيها هاتفه بحده
" صغيره أيها النذل؟! كنتم ستعتدون على بعد قليل "
ثم ما لبثت أن أردفت بصياح عالي" والأن إفتحا البوابه ودعاني أمر " رفع الرجل التي سرقت مسدسه يديه فورما صوبت سلاحه صوبه ثم نظر إلى الرجل الأخر ليومأ إليه فتحرك وفتح البوابه على مصرعيها ومن ثم عاود النظر لتاليا لتشير إليه بالتنحي أمره إياه " إنحني على ركبتك هيا"

ظل الرجل متسمراً بمكانه لوهله وهو ينظر إلى خلفها ومن ثم أومأ على الفور لينحني وفعل الأخر المثل فورما أشارت إليه، فمررت عيناها بين المسدس الذي يتوسط يداها ونحو رصيف الطريق الواقع على بعد مسافه ليست بقصيره أمام عينيها

ا

نها الحريه يا ساده

بحركه سريعه تركت المسدس يهوي من يدها وقبل أن يرتطم بالأرض كانت قد قطعت خطواتها المهروله بالفعل لخارج البوابه وبكامل سرعتها أخذت تركض؛ فتطاير شعرها عائداً للخلف كفستانها وهي تتابع الركض بقوه

خطوتان زرعت بهما الرصيف وتوقف جسدها دون إرادتها فجأه ومتخشباً بالكامل بأرض الطريق بخوف شديد وجزعت عيناها فورما حاد رأسها يساراً

سيارة تسير بسرعه شديده متجهه صوبها تبتعد عنها بضع خطواتٍ فقط ولا سبيل للنجاة منها، اللحظه التالته كانت كفيله بإسترجاع ذكرياتها السابقه جميعها 

إصتقاق إطارات السياره بعنف في الأرض دوى عالياً في محاوله فاشله من السائق لإيقاف السياره في الوقت المناسب قبل أن يصدمها بعدما قطعت طريقه 

خطوتان فقط وينتهي أمرها، جسدها يأبي الحراك  ولسانها لا يستطيع أن ينطق بحرف واحد ، أغمضت عيناها بقوه لتنطلق صرخه من ثغرها دون إدراكِ منها

حدث كل شئ بسرعه مفرطه الدفعه التي تلقاها  و جسدها طرح أرضاً ليرتطم بالأرض؛ صوت الصفير إجتاح أذنيها فجأه ولاكنه لم يمنعها من الشعور بثقل يعتليها وبشئٍ منع رأسها من الإرتطام في الأرض 

ثقل عيناها ذال مع صوت الصفير وسمح لها أن تميذ من بين جميع الأصوات التي حولها صوت أنفاس متضاربه عن قربٍ؛ ففتحت عيناها التائهه وأول ما أبصرته في المقابل كانت عيناه والعقده المتكونه بين حاجبيه شفتاه الورديه المفترجتان والشعيرات القليله التي تتخل فكه مكونه لحيه في بادئ نموها رؤيته جعلت إياها توقن بأنها في مأمن الأن لا محال

" هل أنتِ بخير " كررها إيثان للمره الثانيه بعدما لم تجب فإكتفت بإيمائه صغيره بعدما أدركت وضعيتهما شديدة القرب؛ كان يعتليها بينما هي ممدده على الأرض وكف يده أسفل رأسها والذي تحمل الضربه دونً عنه وبزراعه الأخري يحمل جسده حتى لا يلتصق بها

تنفست الصعداء بقوه فشعرت به ينسحب ببطأ لتبتلع  لعابها بقوه ريثما تحاول إستيعاب ما يحدث ؛ لقد كادت تموت تواً ولاكنه أنقذها كالعاده هو من دفعها بعيداً في الوقت المناسب ، شكها أصبح إيمانً بأنه ملاكها الحارس 

شعرت بزراعه القويه ترفعها عن الأرض لتستقيم مستنده عليه حتى إستعادت توازنها وإن أخبرها أحدهم من دقيقه واحده فقط بأنها ستنجو دون أي خسدش ما كانت لتصدقه

إمساكه برثغها وسحبه أياها بقوه أجفلها للبرهه الأولى، جرها خلفه وبدأ بالسير بخطواتٍ واسعه نحو البوابه ولاكنها سرعان ما أدركت أين يأخذها فحاولت سحب زراعها من بين يديه بقوه وهي تجاهد للخروج من سجنه ليس زراعيه فقط

" لا، إتركني ... لا أريد ... أرجوك " أخذت تصيح بقوه في محاولاتٍ بائت بالفشل في إيقافه ولاكن لا حياة لمن تنادي فلقد تجاهلها متابعاً السير ليتعدي بوابة الفيلا والحارسان أيضاً والذي حاول أحدهما تبرير ما حدث ولاكنه صرخ به بأن يصمت بغضبٍ جام ليخرس الأخر تماماً

   رغم ذلك لم تتوقف تاليا عن محاولة تحرير رثغها خصوصاً بعدما أضحى يضغط عليه بقوه ألمتها  " أريد الذهاب لأمي قلت لك إتركني" صاحت مره أخرى بألم شديد والدموع تتحشرح في مقلتيها بينما أجهشت للبكاء

فتوقف ليتلتفت ثم صاح بقوه في وجهها والعروق بارزه في كلٍ من جبهته ورقبته بينما تصبغ وجهه باللون الأحمر من فرط غضبه " أمك ماتت ألا تفهمين هي لن تعود "

تقوست شفتاها المرتعشتان بتلقائيه وفي جزء من الثانيه أجهشت للبكاء وبدأت الدموع تتدافع للخروج من عينيها بعنف من أثر كلماته التي ذكرتها بموت والدتها بعدما تناسته عمداً

حينها فقط إبعد يده عن رثغها وأخفض رأسه أرضاً بملامح متجهمه متحاشياً النظر إلى مظهرها ولاكنه عاود مناظرتها بعدما شعر بضربتها المستطرقه على صدره وتلتها أخرى وأخرى وكان يتراجع خطوه مع كل واحده يتلقاها بملامح بارده ربما لم تأثر به الضربات ولاكن عيناها فعلت قلت حيلتها وحزنها فعلا

أخذت تضربه بكل قوتها والعبرات تسيل بعنف على وجنتيها والأنين ينطلق من ثغرها بإستمرار في كل محاوله منها لضربه وكأنها تخبره بأن يستعيد كلماته ولاكنها الحقيقه وهو لن يكذب

نفذت قواها وخارت وهي تتنفس بإضطرابٍ شديد والزفير يخرج بصعوبه من حلقها، فحاول محاوطتها بزراعيه ليحتضنها ولاكنها دفعته نابسه بألم ممتذج بغضب " أنت قاسي "

ومن ثم نفضت زراعيه بعيداً لتستدير بسرعه وأخذت تركض بعيداً قبل أن يدركها ، هرولت نحو الحديقه الشاسعه أمامها دون النظر للخلف وأخذت تركض دون توقف

وبعد لحظاتٍ توقفت تعبه بجوار إحدى الأشجار لتستند عليها وهي تحاول تهدأت أنفاسها الهائجه وبكف يدها مسحت دموعها العالقه في أهدابها وعلى وجنتيها لتخفض كفها المرتعش وثبتته في موضع قلبها الثائر هامسه " توقف عن الخفقان "

تعتصر جفنيها وهي تحاول أن تبقى يقظه ولاكن النعاس بدأ يحتل عيناها ونسمات الهواء العليله لا تساعد بتاتاً، تثائبت لتستلقي بسكون على العشب الرطب وإعتدلت في نومها ليستقر نظرها على غيوم السماء الزرقاء في الأعلى

وإرتفعت يدها لتمسك بقلادة والدتها وبكف يدها الحر مسحت الدمعه الأخيره المستقره في أهدابها لتهمس بإسم والدتها بوهن شديد وأغلقت عيناها مستطرقه لتمر ثلاثون دقيقه وهي على وضعيته تحاول الإسترخاء وتناسي أحزانها

لم تلاحظ تلك العينان الحادتان التي تتأملها من بعيد بينما يقف بشموخ ببذلته البسيطه والتي بدت أنيقه عليه واضع يديه في جيبي بنطاله

إهتزاز هاتفه في جيب جاكيت بذلته معلناً عن وصول رساله جعله يخرجه بيده جاعلاً إياه يتوسط راحة يده ثم ينقل عينيه من عليها مثبتاً إياها على محتوى الشاشه لبرهه ليخطف نظره سريعه عليها قبل أن يستدير ويزرع الأرض بخطواته مغادراً

_____

ريثما تستلقي واقعةً في النوم على عشب الحديقه عقفت حاجبيها بوهن بعدما شعرت بشئٍ بارد يلمس جبهتها وعادت للوعي بعد لحظاتٍ من محاولتها لفتح عيناها وإزالة إلتصاق جفنيها

تنفست الصعداء ومدت جسمها الذي ألمها لتتثائب بينما تفتح عينيها لتناظر السماء الملبده بالغيوم أعلاها والتي تُنذر بعاصفةٍ قادمه

إبتلعت ماء جوفها لتتنهد ثم إستقامت بجزعها العلوي لتستند على حافة الشجره متأوهه بعدما دفعت جسدها للخلف بزراعيها وكعادتها حين تشعر بالبرد إحتضنت قدميها لصدرها أثناء جلستها بينما تابعت ذاكرتها في سرد الأحداث التي حدثت منذ ثلاث ساعات في مخيلة رأسها

بماذا كانت تفكر حين أرادت الهرب وأين كانت ستذهب فرغم أنها مازالت لا تصدق موت والدتها. وأنه في إعتقتدها بأنها سافرت وستعود يوماً ما إلى أن جزءً يعادل ألف جزء بداخلها يوقن تماماً بأن الجسد المدفون أسفل تراب قبرها هو جسدها تعلم أن ما قامت به كانت حركة متهوره منها كادت تودي بحياتها

وأين أخاها أين ذهب مارك فلقد مرت أيام عده بعد ذاك اليوم المشئوم وهو لم يظهر كيف له أن يكون بتلك الأنانيه ليترك أخته الصغيره تصارع بمفردها،

هي لم تفكر بتلك الطريقه كل ما شغل تفكيرها بشأنه هو ما إن كان بخير خوفها الشديد عليه يكاد أن ينهش قلبها الحزين تخاف أن تخسره هو الأخر بعدما بات عائلتها الوحيده دونً عن والدها الذي يشكل هامشاً

عكسما يظهر عليها هي شاكرة بكل خواطرها لإيثان وكل ما قام به لأجلها ولأجل أن تبقى بمأمن جواره، لا تستطيع إخفاء سعادة قلبها بالطريقه التي يعتني هو  بها ولاكن بماذا كان يفكر حين قبلها هي لا تنكر بأنها أحبت الأمر ولاكن كل ما حدث بأثره كان خطأ أو ربما هو كامل الصح

مسحت بيديها على وجهها لتنفض أفكارها المشتته بعيداً ثم جالت عينيها حولها وتوقفت على منزله فتأملته من بعيد بسكون شديد، منذ أتت إلى هنا وهي غير داريه بكل هذا الجمال..... تصميم المنزل الكبير والحديث ينعكس على مياه المسبح المضئ من بعيد

إستطرقت حدقتاها وهي تجول في أنحاء الحديقه المليئه بالأشجار والأزهار الملونه التي أبصرتها والتي تريح أعين الناظرين 

ثبتت يداها على العشب لتضغط عليهما بقوه وهي تستقيم ثم نفضت التراب عنهما وهي تحاول الثبات في وقفتها

لتسير نحو المنزل بهدوءٍ مطبق متناسيه الجو الذي يعتلي المكان، وتابعت خطواتها التي دامت لدقائق  بعدما خطفت نظره سريعه نحو البوابه البعيده نسبياً بعدما سمعت صوتً لمحرك سياره فسدرت سيارته تجتاز البوابه نحو المرأب في الجهة الأخري

وذلك ما دفعها للتقدم نحو المسبح ومن ثم جلست علي إحدى الكراسي الموضوعه أمامه لتحدق بمياهه بشرود وهدوء ساكنة الجسد ليس البال ، في إنتظاره ليصعد لكي لا تلتقي به

ومن ثم إرتفعت عيناها نحو الثغر الصغير وسط الغيوم والذي تظهر منه الشمس وهي تغرب بعيداً في المدى تاركةً الظلمه لتعتري المكان

حاد رأسها للجانب بحركه تلقائيه بعدما شعرت بخطواتٍ تقترب منها لتدرك بأنه هو بعدما ضربت رائحة عطره أنفها ومن ثم بجاكيته الذي وضع على كتفيها

رفعت زراعيها لتبعده بجاجبين معقودين عنها ولاكنه أوقفها قائلاً " أبقيه فأنتِ لستِ متخاصمه معه.... بل معي " فأدارت رأسها بعيداً حين شعرت به يجلس بجوارها فلم تحرك ساكناً وظلت صامته

لولا يده التي إمتدت لها بشئٍ لم تتوقعه لما كانت ستناظره بإستغراب هكذا ، فرفع حاجبه محافظاً على إبتسامته الجانبيه وهو يتأملها مفسراً " لقد رأيته وإعتقدت بأنه أنتِ في الوهله الأولي ولاكنني أدركت بعد ذلك بأنه فقط يشبهكِ لذلك أحضرته لكِ " ظلت صامته لتعود بعينيها نحو دمية الأرنب ذو العينين الخضراء والوجنتين الحمراء التي تتوسط كف يده وتأملتها  

ثم تهجم وجهها لتردف بحده وطفوليه محببه " وهل تراني طفله لتحضر لي شئً كهذا؟! كما أنني لا أريد شيئاً منك " ودفعت يده بعيداً قبل جملتها الأخيره لتدير رأسها للجهه الأخري وهي تعقد زراعيها على صدرها بسأمٍ بالغ

صمته الطويل أجفلها قبل أن يكسر توقعاتها ويقهقه مردفاً تحت أنفاسه ولاكنها سمعته " أنتِ لستِ طفله إذاً " وأطلق ضحكه ساخره من ثغره

ظلت صامته ولم تجب سخريته ومرت وهله لتعاود النظر إليه فداقت عيناها بشده بعدما أبصرت يده اليمني والتي كانت يغلفها الضماد الطبي ويلتف حولها ، لم تلاحظها منذ أتى لأنه لم يكن يظهرها

فلم تستطع السيطره على نفسها ولكذته في زراعه بخفه لينظر إليها بإستفهام فأجابته بخفوت متسائله وهي تشير نحو يده " ما بال يدك؟ " عبث إيثان بأنامله بالضماض وإكتفي بالصمت

فإبتلعت ماء جوفها وإزتمت شفتاها دون إرادتها بعدما أدركت ما سبب له الجرح هذه نفس اليد التي وضعها أسفل رأسها ليحميه من الإرتطام والإحتكاك العنيف في الأرض حين أنقذها قبل ساعات

" هل تؤلمك " طرحت سؤالها وإقتربت منه لتمد يديها نحو كفه المصاب وسحبتها لتمسكه بحرص ومن ثم رفعت عيناها نحوه منتظره رده فأجابها  مستطرقاً برد فعل لم تتوقعه، بكف يده الحر وبأنامله قرص خصرها بخفه مردفاً " بهذا القدر فقط "

فكادت أن تجيبه متأسفه ولاكنه قاطعها مغيراً الموضوع وهو يتنهد متمتماً بجديه" لا تريدين شيئاً مني حقاً؟ يالا العار فيبدو بأنني قد أحضرت علبة الشوكولاته الكبيره هذه سُداً " دار محور رأسها نحو كف يده الذي أزاله بخفه من بين خاصتها ليمسك به علبه فضيه اللون مغلفه بشكلٍ أنيق والتي كان يضعها بجواره فحدقت بها

ثم تابعت شفتيه وهي تتحرك مردفه بينما تحاول السيطره على رغبتها الملحه في تناول محتوى العلبه " لا بأس سأعطيها للخادمه فأنا لا أتناول هذه الأشياء " وكاد يستقيم من جلسته لولا زراعيها التي إمتدت لتسحب العلبه منه نابسه بحده " إنها لي"

ولم تستغرق طويلاً لتفتحها وتطالع محتواها ، فلمعت عيناها وسال لعابها في جوفها لتمسك بإحدى القطع بأناملها ودفعتها إلى ثغرها لتتناولها دفعةً واحده

وأغلقت عيناها مستمتعه بطعم الشوكلاته الفاخره بينما تحركها على لسانها، وتناست الجالس بجوارها والذي يتأمل إياها بإستمتاع وتفحص شديده

تابعت تناول قطعه تلتها أخرى وأخرى وهي تنظر إليه بين الحين والأخر بينما هو صامت مسكين ؛ مسحت بطرف لسانها المتلذذ علي شفتيها وإبتلعت لتردف بخفوت " لقد قلت بأنك لا تتناول الحلوى... لماذا لا تحبها؟ "

ومالت برأسها قليلاً متفحصه ملامح وجهه الهادئه لينشأ تواصل بصري بينهما لسبب من الأسبب جعل النار تنشب في قلبها بعدما أجابها بصوته الجوهري العميق مستطيلاً في كلماته" لأنها حلوه؛ ولذيذه بشكلٍ مبالغٍ فيه" 

وبدون سابق إنذار إستقام وإستدار ليخطو خطواته نحو الداخل مغادراً بصمت فتنهدت لتضع العلبه بجوارها ثم تفحصت الدميه لتمسكها وقربتها من أنفها لتشتم رائحتها ومن ثم إردفت بإبتسامه رقيقه إحتلت ثغرها وهي تحول بأصابعها على فروها الناعم ناصع البياض " مرحباً تاليا "

_____

مر يوم كامل منذ أخر مره رأته فيها بعدما تركها جالسه أمام المسبح وغادر بغموضه ، تركها مع ضميرها الذي مازال يؤنبها في كل دقيقه على جرح يده التي تسببت به له

تشارف عقارب الساعه على الإشاره إلى الثانية عشر بعد منتصف الليل وحذر النوم مازال لم يصل إلى عينيها ؛ رغم أنها منهكه إلى أن معرفتها من الخادمه بأن هنالك عاصفه قويه ستهب الليله كان كفيلاً بإيقاذ خوفٍ جمي بداخلها

صوت المطر بالخارج والهواء الثائر وصوت القطرات  العنيفه التي تضرب الزجاج بعنف وإستبداد دون رحمه أجفلها وجعل إياها تدث جسدها أسفل الغطاء أكثر

إهتز جسدها المرتعش على السرير ليس من برودة الجو أو القميص الخفيف التي كانت ترتديه بل من صوت الرعد الذي ضرب السماء فجأةً بقوه شديده ، فإبتلعت لعابها برعب وأخفت خوفها لتزيح الغطاء من علي الجزء العلوي من وجهها

وبعينيها الحائرتان بحثت في الغرفه المظلمه ليتدافع الخوف بداخلها بسبب عقلها الذي هيأ لها ألف وحشٍ ووحش في كل أثاث من أثاث هذه الغرفه واحد هنا والأخر هناك وبالتأكيد فينيستر من بينهم دون محال

شهقت بفزع لتسحب الغطاء فوق رأسها مره أخرى بعدما ضرب البرق ضراباتٍ متتاليه جاعلاً الخوف يتمكن منها والرعب يدب في أوصالها

كان جسدها ينتفض ويختض مره تلو الأخري كلما تضاربت الغيوم الهوجاء ببعضها محدثه ضجيج على المدى، أغلقت عيناها متخيله ذاتها بين أحضان والدتها كما كانت تفعل في السابق ولاكن دون جدوى  إعتصرت جفنيها بقوه فهي تنام في سرير بادر وحيده

بدون تفكير نفضت الغطاء عنها لتهرول لخارج غرفتها ونظره واحده من نافذت غرفتها إلى السماء السوداء الملبده بالغيوم الراعده قبل أن تفتح الباب دفعتها لتفتحه بقوه وركضت مهروله نحو باب غرفته

ثانيتين ووصلت لأخر الرواق لتسمح لكلتا يداها بأن تطرق بابه بعنف مراتٍ متتاليه دون توقف ورددت إسمه بعدما لم يأتيها رد من الجهه الأخري هي تعلم بأنه هنا سمعت صوت سيارته تعود منذ ساعات

كان الطقس يتحول من سيء إلي أسوء بل كارثي، إرتعش جسدها وتوقفت عن طرق الباب بعدما  إستغراقت مده طرقها للباب الخمس ثواني 

فُتح الباب ليظهر هو بشعره الغير مهندم وملامحه المتهجمه بعدما إستفاق من نومته، عقد حاجبيه وهو يتفحصها ثم أشار لها بحاجبيه مستفهماً وهو يعيد خصل شعره للخلف بعدما سقطت معظمها على جبهته

" تاليا أأنتي بخير " هتف مستفسراً بعدما أبصر الدموع تتكون في عيناها الحمراء وتقوص شفتيها كعادتها حين تجهش للبكاء

" أنا خائفه إيث " تحدثت بإقتضابيه وهي تقترب منه أكثر فعقد حاجبيه وهو يجول الرواق بعينيه ثم عاود النظر إليها لتشير بسبابتها المرتعش نحو السماء من نافذة الرواق

فسرعان ما رفع حاجبيه بعدما بات يعي تماماً سبب خوفها مدركاً فوبيا العواصف الرعديه التي تعتريها
ثم رفع يده ليمسح براحتها وجهه ومن ثم وضعها على عنقه من الخلف ليرفع رأسه إلى الأعلى مغلقاً جفنيها ثم إستدارت مبتعداً تحت نظراتها الضائع

ظلت مستمره في مكانها ولم تتحرك قيد أُنمله ظناً منها بأنه لن يدخلها حتى أردف بعدما إستلقي على فراشه مستطرقاً " إدخلِ وأغلقِ الباب خلفكِ " ظهر على وجهها شبح إبتسامه خافت لتدلف مغلقه الباب ثم إلتفتت لتتقدم نحوه بخطواتٍ سريعه وبعفويه لم تكتفي بالصعود على السرير فقط بل وعلى جسده لتتمدد بخاصتها عليه

إنطلق من ثغره تأوه خافت قام بكتمه ولاكنها لم تكترث لتدفن رأسها في عنقه مستنشقه رائحة عطره براحه من ثم ثبتت رأسها على صدره الصلب وإستطاعت سماع نبضات قلبه الخافقه

شعرت بملمس العطاء الذي وضعه على جسدها لتغمض عيناها مستشعره الدفء الذي حاوطها من الجهتين جاعلاً إياها تنسى ما يحيط بها تماماً

وقبل أن تستسلم للنوم على صوت نغمات قلبه العاليه وأزرعه القويه الملتفه حولها مطوقه خصرها حاولت الإعتدال بجسدها في نومتها ، فثبتها بيديه متمتماً من تحت أنفاسه " توقفِ عن الحراك "

فخضعت لطلبه دون إستفسار وبعد لحظات غطت في النعاس ونامت مستشعره الدفء وكأن شيء لم يكن

____

في الصباح التالي إستفاقت تاليا علي أشعة الشمس المنبعثه من النافذه وفتحت عيناها لتتململ في الفراش وتوقفت عندما وقعت عيناها عليه 

يقف أمام المرأة ببنطال جينز ضيق قليلاً أسود اللون وتيشيرت بذات اللون بنصف أكمام ؛ يهندم شعره بأصابع يده، تحمحمت لتجذب إنتباهه فإستدار ليتفحصها بتأمل خافت ثم نبس أمراً " إذهبِ وإرتدي ثيابك سنخرج"

أنهى حديثه ليعاود النظر أمامه فعقدت حاجبيها وإبعدت الغطاء الثقيل عنها لتخفض ثوبها الذي إرتفع ثم إستقامت بجزعها العلوي هامسه بإستغراب " إلى أين"

أجابها وهو يرتدي ساعته ريثما يطالعها من المرآة
" سترين بنفسك، هيا أمامك عشر دقائق للتواجد بالأسفل" فتنهدت لتومأ برأسها بهدوء ومن ثم إستقامت متجهه نحو الباب بعينين شبه مفتوحه وسارت بترنح لتلج من الغرفه تحت نظراته المتفحصه

___

هبطت تاليا السُلم إلى الأسفل مرتديه بنطالاً جينز ضيق وجاكيت ذو فرو أسود ليقيها من البرد مع حذاء جلدي ذو عنق أسود اللون، بحثت عنه بنظرها ووجدته يقف مرتدياً جاكيت جلدي مطابقاً للون ملابسه واضعاً يديه في جيب بنطاله بينما يتأملها بصمت تام منذ وقعت عيناه عليها

تقدمت نحوه لتقترب منه حتى توقفت أمامه ليشير إليها بالجلوس على الأريكه " إجلسِ" وتحركت لتجلس عليها فورما رأت الخادمه تتجه صوبها بصينية تحمل عليها كوب عصير كبير وطبق من الفطائر المحلاه ثم غادرت

نظرت لإيثان الذي نظر في ساعة يده مردفاً بجديه
" أمامك خمس دقائق فقط إبدأ بالأكل "

مرت ثلاثة دقائق فقط وكانت قد تناولت كفايتها وكادت تستقيم لولا أنه أشار لها نحو الكوب أمراً
" إشربيه كاملاً " فتنهدت متزمره وهي تستقيم ومن ثم حملته لتنهيه على دفعتين فأمسك برسغها ليسحبها خلفه نحو سيارته


مرت ساعه كامله من القياده وأسألتها المتكرره عن الوقت المتبقي للمكان الذي يقصدانه تتردد بين الحين والأخر بينما هو يقابلها بالصمت

وأخيراً بعد مسافه كبير قطعاها، أبطيء سرعة السياره وهو يقترب من المنزل الخشبي الكامن بين الأشجار والذي تفحصته قبل أن تقع عيناها على الشخص الواقف أمامه معترضاً الطريقه، ولم تصدق عيناها

حتى أوقف إيثان السياره وأطفأ محركها، فأمسكت بمقبض الباب وفتحته؛ وكادت تلج لخارج السياره لولا كف يده القوي الذي أوقفها لتحيد بنظرها نحوه

تأملت عيناه التي تجول على كل إنشٍ من وجهها حتى نبس " هل تُسدين لي معرفاً ؟ " فأومأت متمتمه بصدر ٍ راحب " أجل، بالطبع " إستكمل إيثان مردفاً " كوني بخير، لأنني لن أكون موجوداً بعد الأن لأحرص على ذلك "

عقدت حاجبيها وعبست فورما أنهى جملته الأخيره وإلتفت إليه بجسدها بالكامل لتنبس قائله بحزن " وأين ستكون إيث " فإبتسم بخفه ومن ثم مسح بصرف لسانه على شفتيه متنهداً  " إذهبِ هيا هناك من ينتظركِ " ترك رثغها بعدما غير الموضوع

ظلت ساكنه وهي تحدق به ورمقته بهدوء ثم فتح الباب لتترجل خارج السياره وأغلقته خلفها وبخطواتٍ سريعه تحولت للركض تقدمت نحو الجسد المتسمر أمامها والذي إنحني إلى الأسفل باسطاً زراعيه لها

إرتمت بين زراعيه لتحتضنه بقوه بعدما صاحت بإسمه " أخي " ودفنت رأسها في صدره ليستقيم حاملاً إياها عل زراعه بينما هي مازالت تحتضنه مطوقه رقبته بيديها 

ابعدت رأسها لتعيد إياه للخلفه وإبتعدت قليلاً فورما أبصرت الكدمه الحمراء أسفل عينه اليسرى ولاحظت العبرات التي تتحشرج في عينيه لتمسح بأناملها على أثر الضربه مردفه " هل أنت بخير أخي لقد خِفتُ عليك كثيراً أين كنت "

اومأ بإبتسامه هادئه لبقبل جبهتها قبله مطوله مردفاً " سأجيب علي جميع أسألتك لكن ليس الأن" إكتفت بإيمائه صغيره لينزلها مارك أرضاً وهو يناظر إيثان الواقف بجوار باب سيارته وأشار إليه بإبتسامه صغيره فأمأ هو في المقابل فورما تذكر ما حدث قبل أيام من قبله

عودة بالزمن قبل بضع أيام

أوقف إيثان السياره بعنف ليترجل متجهاً نحو المنزل الخشبي أمامه متقصداً الباب خاصتاً الذي طرق عليه بضع خطواتٍ بعدما إستوقف جسده أمامه

فتح الباب ببطأ في بادأ الأمر حتى رمقه مارك بعينيه المرهقتين الدمويه فتخشب عاقداً حاجبيه وتعجيب متمتماً بإسمه بإندهاش رغم توقعه لقدومه

فقابله إيثان بضربه قويه على وجنته بقبضة يدها التي قبضها بقوه " إنظر لنفسك أيها الضعيف، أهذا ما يفعله الرجال؟" صاح إيثان لينهال عليه بضرباتٍ متتاليه بعضها بقدميه والأخرى بقبضته حتى سقط مارك أرضاً

وهتف بحده هادراً مره أخرى مستكملاً " الهرب كالجرزان؟ " ثم أمسكه من ياقت قميصه ليرفعها مثبت جسده على الحائط

"تترك اختك الصغيره بمفردها وتهرب أيها
المخنث " هذه المره قالها ببرود وبصوتٍ خفيض من تحت أضراسه بينما كان مارك مستسلماً لجميع ضرباته ولاسيما أنه لم يحاول صد أي ضربه وكأنه شئً بداخله يمنعه عن التحرك قيد أُنمله.... ضميره ربما؟

" أقوى هيا، أنت تضرب كالنساء " صرخ بها مارك باصقاً الدماء من بين شفتيه فزمجر إيثان بحده لترتفع قبضته في الهواء وإنطلقت بسرعه شديده لتسابق أنفاس مارك في سرعتها وما إن كادت قبضته ترتطم بوجهه توقفت

ترك قميصه وأخفض زراعه ليضعها في جيب بنطاله كسابقتها ثم أردف بجمود مصرحاً " سأحضرها لك في الوقت المناسب كان على ترقب لهاتفك "
ولم يلبث أن إستدار ليخطو متوجهاً نحو سيارته مغادراً

__

إستفاق إيثان من شروده على صوت محرك السياره التي إقتربت منهم وتوقفت أمام خاصته  ، ذات السياره التي ستقل إياهما إلى المطار حتى الطائره التي ستغادر أرض لندن بعد ساعتين من الأن إلى الولايات المتحدة ولوس أنجلوس تحديداً، حين علم بالأمر حبذ الفكره فأحياناً تكون الأماكن المختلفه والمشاعر الجديده جيده للإنسان

  " هيا تاليا إصعدي إلى السيارة " صدح صوت مارك ليضع كف يده على كتفها فأخفض إيثان نظره نحو حذائه الذي يعبث في حبيبات التراب، وتسائلت تاليا بصوتٍ خافت وهي تمسك قميص مارك من الأسفل لتسحبه جاذبه إنتباهه بعدما أدار رأسه للسياره " هل سنعود للمنزل؟"

نفي مارك برأسه ليثبت نظره في عينيها متمتماً بصوره إقتضابيه " لا بل لمكان أفضل، والآن هيا "أشار بكف يده نحو الأمام ثم وضع يده خلف ظهرها ليدفعها بخفه نحو باب السياره ثم فتحه

إستدركت تاليا لتلتفت بمحور رأسها نحو إيثان متفحصه إياه في صمته وإكتفائه بالنظرات واضعاً يديه في جيبي جاكيته برأسٍ مرتفع، ظهر على ثغره شبح إبتسامه فورما نبست مشيره إليه بيدها " إلى اللقاء إيثان " فأجابها في المقابل بعدما أومأ بصوتٍ هادئ " وداعاً يا صغيره "

ألقت تاليا نظره أخيره عليه ثم صعدت للسياره ليغلق مارك الباب ومن ثم صعد بدوره لتتحرك السياره على الفور، إعتدلت تاليا في جلستا لتلتفت بجسدها مستنده بيداها على جلد المقعد

إلتقط عيناهما ريثما تبتعد السياره شئً فشئ... حدقت به من بعيد وهو لا يحرك ساكناً وإكتفي بالحملقه بسرابها ، بينما هي أسندت ذقتها علي أنامل يدها التي وضعتها أعلى بداية المقعد وشاهدته يختفي شئً فشئ....

End flash back

_____________

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء السادس
Коментарі