الجزء الأول
"أنا هُنا وأنتَ هناكَ ألا تعتقد انهُ قد حان الوقتُ للكاف أن تسقط ؟ " ⚡🌟🌸
*****
هل حدث لك هذا من قبل؟
هل حدث وأن شعرت بالبرد الشديد؟
ليس بجسدكَ ولا حتي بقلبك ..... بل بروحك
هل شعرت بعدم رغبتك بالتواجد في هذا العالم بعد الآن؟ بأنك تريد الإختلاء بنفسك للأبد ... تريد إنقاذ ما تبقى منك، ..... ما تبقى من روحك المتهاويه
أشعرت يوماً بأنك لا تريد الأختلاط بالناس بأنك موقن تماماً أن العيش وسط البشر أشبه بالعيش وسط كائناتٍ مقرفه مولعه بالجشع والأنانيه، لا تفعل شئً سوي تدميرك وإحباطك وكأنهم يبنون أمجادهم على حطامكً؟
_____
٢:٢١ دقيقه/ لُوس أنجلوس
تساقطت قطرات المطر علي وجهها بعنف فإبتسَمت إبتسامة دافِئه رغم برودةِ الجوّ
رغم هدير البحْر العاصِف ، والهواء الغاضب الّذي يضرِبُ كل شي بلا رحمه . . . . . مازالت تستلقي علي رمال الشّاطئ مُتأمله السماء
شَردت عيناها في ظلامِ الكون حولها
لتعتدل في جلستها وهي تَضم ركبتيها إلي صدرها بيدها وتتأمل البحر في سكونٍ غريب . . . لا تعبا بالمطر والْجو البارد . .
يتطاير شعرعا بعشوائية وعُنف رغم إبتلاله ، وإلتصقت ملابسها بجسدها في مشهدٍ خلق الرجال ليعشقوه . . .
إبتسمت وهي تُغمض عيناها مستمتعه بالجو المحيطِ بها
دقائق مرت بسلام عليها حتي قاطع صفو هدوئها رنين هاتفها مُعلناً عن وصولِ إشعارٍ جديد نظرت إلي الساعة لتجد أَن الهاتف يشير إلى وقتٍ متأخر
لذا إستقامت من جلستها ثم زرعت الأرض بخطواتِها مُغادرة المكان
بعد سير لم يَدم طويلاً وَصلت إلي منزلها لتلجَ إليه
مُتجهَ نَحوُ غرفتها مباشرةً لتنزع حذائها ثم تتجهت نحو حمام الغرفة
إمتدّت يدها لفتح صُنبور المياه الساخنه ليمتلأ بها الحوضِ ثم وضعت القليلِ من سائل الاستحمامِ خصتها ذُو الرائحة المُنعشه
عادت إلي الخلف وهي تنتزع ثيابها الخفيفة المُحَمله بحبيباتِ الرمال الملتصِقه بها ثم دَلفت إلي الحوض ، لتغمض عيناها باسترخاء مُستمتِعه بدِفَئ المياه
____
جَلست أمام المراءة تُصفف خصلات شعرها الذي إزداد طوله مأخراً
ليقاطع الصمت المحيط بالغرفة رنين هاتفها ، فقطبت حاجبيها وهي تَنظر بريبة للإسم الظاهر علي الشاشة ثم أجابت بسكون "أتعلم كَم الساعة يا هذَا ؟ ! "
أتاها صوته من الجهه الأخري متحمحماً ثم أردف بسخريه "في البِداية اُدعي هاري و أجل أَعلم كم الساعة لاكني أَعلم أيضاً أَنكِ لازلتِ مستيقظه" تحدث بتحاذق في نهاية جُملته
لتتنهد مغمغمه ببرود إعتادَه هو "هارولد ستايلز قل ما في جُعبتك هيّا ليس لدي وقت"
"يا فتاة لِمَ أنتي قاسية لهذا الحد ، هل تعلمين كم فتاة مُستعدة للْموت لأجل نظره مني فقط ؟ ! "
زَفَرت الهواء بِنفاذ صبر
"هاري" هتفت بنبره محذره بعدما أصابها الملل من حديثه
" حسناً . . . . في الحقيقة لقد إتصلت فقط للتأكد إن كنتِ قد غيرتي رأيكِ تعلمين ؟ " تَحْدُث بعبوس محبب لتتأكد من أنه يزم شفتاه اللآن دون أن تراه
" لا هاري لقد اتخذتُ قرارِ وانتهي الأمرُ "
وإبتلعت ماء جوفها لتتنفس بعمق ثم أردفت " يجب عليَ العودة . . . لِكم من الوقتِ سأظل أهرب ؟ "
تَنهد هاري وصمت لوهله وكأنه يجمع أفكاره ثم أجابها بنبره حازِمة " حسناً معكِ حق
. . . فقط اسمحي لِي بأن أتي غداً لاُقلكِ "
صمتت قليلاً لتعض علي شفتيها وسرعان ما نبست من جديد بالموافقه ثم أغلقت الخط واتجهت نحو فراشِها لتلتف حوله مغلقه الأضواء ثم عادت مره أخري لتتمدد عليه لحظات حتى باغتها النوم ليفرش ستائر العتمه في مقلتيها
___________________
" إيثان كليفر رجُل أعمال ألماني الأصل وتنحدِر جزور عائلته إلي الأصُول العربِية، في أواخر العشرينات من عُمره تَخطي نَجاحه جَمِيع النجاحات ، بعيداً عن وسامته المفرطَة ورجولته الطاغِية إِلي أنهُ يتميزُ بِالذَّكاء وحُسن الإِدارة ، إيثان صاحب الثامنه والعشرون عاماً يتمتع بالصلابه والقوة التي تَجعلُه ناجاً عن غيره ، فلقد اسْتَطَاع وبفتره قَصِيرَة بِنَاء إمْبِراطُورِيَّةٌ وَاسِعَة جعلته رقم واحد في سُوقِ التجارة العالمي ، اُطلق عليه عدة ألقاب مثل( اللورد - الدون - الذئب وَغَيْرِهَا الكثير) . . . . . "
قرأ هاري مُحتَوي المجلة التي إنتشلها من بين يداها بسخريه وهو يمد شفته السفليه إلى الأسفل
ليلقي المجلة علي المنضضه بغضب مصطنع هاتفاً "هذا إذاً مَا يجعلكي لَا تصغين إلي أنسه تاليا هَلْ أتحدث مع نَفسِي هُنا"
صمت لوهله ليبرز فكه الحاد مردفاً" تُفضلين قرائة هذا الهراء بدلاً عن الإستماع إلي نكاتي الرائِعة أنا حقاً لا أُصدقكِ " قطب حاجبيه وتَحدث بعبوس وهو يضغط علي شَفتاه الوردية بأسنانه لتظهر غمازته التي زادته لطافة
فلم تستطع مَنع إبتسامتها من الظهور لتقوم ببعثره خصل شَعرِه الكثيفه بكف يدها فلطالما أَحب ذلك
وقهقهت على تصرفات صديقها الطفوليه المحببه لها "حسناً أَمِير هارِي أنا أعتذر فلتعفو عَنِّي رجائاً" بادلها بإبتسامه واسعه إحتلت ثغره وهو يُنَاظرها بسُخرِيه لتظهر بعض التجاعيد حول عينيه من إبتسامه العفوية
علي جميع الركاب المسافرين علي الرحلة رقم ( . . . ) التوجه إلي البوّابة رقم ( . . . ) والإستِعداد للركُوب علي متن الطائِرة ، سَتُقلع الطائرة بعد عِشرون دقيقة
وَقفت من مقعدُها لتتنهد ناظره حولها بخمول، شعرت به يقف بدوره من مقعده لتنظر نحوه وإلي عَينيه خاصتاً، سكنت متأمله لونها المتشابهه لخاصتها وإبتسمت بخفه
أرادت الحدِيث لاكنه وضع يديه علي فَمها يمنعها من التفوه بأي حرف هامساً "صه" فلقد رأي في عينيها كل شي، إقترب وضمها لصدرِه محتضناً جسدها الصغير، لتشد علي حضنه لتتسلل رائحتة المنعشه المنبعثه مِنْهُ إلى أنفها
فصل العناق بعد لحظات قليله ليردف بإبتسامه "لا عليكي . . . . فقط كوني سالمة جميلتي" أومأت برأسها لتربت على كتفه للحظات متفحصه كل إنشٍ من جسده تحاول حفظه
لتعود للخلف ثم إستدارت ببطأ لتجر حقيبتها خَلفها
سَارت مُبتعِده عنه بخطوات سريعه وعندما أوشكت علي الوُصول للبوابه إستدَارَت مره أخرى لتتفحصه بنظرها رغم المسافة بينهم لم يمنعها ذلك من رؤية ابتسامته المشرقه وهو يشير لها بإبهمه
نمي شبح إبتسامة صغيره على وجهها فلطالما كَان هارِي مِن الأشخاص القليلين الَّذِين تتصرف معهم على سجيتها
لوحت له في المقابل ثم سارت بخطواط سريعه واسعة المدى نحو طائرته
مضت خمسة عشر دقيقه كامله وكانت قد أغلقت الهاتف بعدما راسلت مارك عن صعودها للطائره ثم إستندت برأسها على النافذه تستمع إلي النغمات والأصوات المتناسجه التي تنبعث من سمعتها حتى ثقل جفنها
I feel something deep inside
أشعر بشئٍ عميق بداخلي
Hotter than a jet stream burning up
أسخن من تيار ميت يحترق
I got a feeling deep inside
أمتلك شعوراً في أعماقي
It's taking, it's taking all u got ×2
يأخذ كل ما أملكه
'cause noboody knows you baby the way i do
لأنه لا أحد يعرفك حبيبي كما أعرفك
And noboody loves you baby the way i do
لا أحد يحبكَ حبيبي كما أحبك
It's been so long
لقد كانت فتره طويله
Must be fireproof
يجب أن نكون صامدين
' cause noboody saves me baby the way you do
لأنه لا أحد ينقذني حبيبي كما تنقذني
I think I'm gonna win this time
أعتقد بأنني سأربح هذه المره
Riding on the wind and i won't give up
أركب الرياح ولن أستسلم
I think I'm gonaa win this time
أعتقد بأنني سأربح هذه المره
Yh i roll and i roll 'till i change my luck
أدور وأدور حتى ينفذ مني الوقت
مرت بضع لحظات دقائق ساعات هي لم تشعر بهم فتحت تاليا جفنيها لتظهر خضراوتيها الناعسه ، فنظرت بثقل عينيها من النافذه، كانت الطائره قد حطت بالفعل في مطار ' هيثرو '
بدأ الركاب بحمل أمتعتهم ومغادرة الطائره ولاكنها لم تستطع الحراك اغمضت عيناها متشبثه بالكرسي الخاص بها، شعور غير مفهوم ، الحَماس واللهفه وأيضاً الخوف كل تلك المشاعر المتخبطه إجتاحتها
، منذ سبع سنوات وهي غائبه عن موطنها
وهَا هي الآن في مدينة لندن مسقط رأسها ، المدينه التي كرهتها بقدر ما احبتها ، المدينه التي هجرتها كفتاة وعادت الآن إليها كفتاة أخرى لا تمد للضعف بأي صِله
أفاقت من شرودها على صوت مضيفة الطائره الواقفه بجوارها لتحدق بِهَا بشرود ، ومن ثم نظرت حولها لتدرك بأنها الراكب الوحيده المتبقي هنا
" يا أنسة هَل انتِ بِخَيْر ؟ " تمتمت الفتاة بحروف قليله جعلتها تومئ لها بهدوء طفيف في المقابل ثم أزاحت حزام الأمان من حول خصرها وإستقامت لتتخطاها مغادره بعدما حملت حقيبته لتبتسم بجانبيه وبأمل يملأها وهمست لذاتها بسكون بعدما خطت قدمها الأرض "القادم سيكون افضل"
قطعت بقدميها نصف الطريقه نحو مدخل المبني، وتباطأت خطواطها فورما أبصرت القادمه نحوها دونً عن غيرها، فتوقفت فورما توقفت المرأة أمامها تماماً فلم تستطع تاليا منع عيناها من التحديق بها متفحصه أدق تفاصيلها كعادتها، تفحصتها من أخمص قدميها حتى رأسها كانت ترتدي ملابس قليله ملتصقه بجسدها شعرها أشقر تكاد تجزم بأنها قامت بصبغه أو ربما هو باروكه ، تضع الكثير من مستحضرات التجميل وما لاحظته أيضاً هو إرتدائها لحذاء ذو كعب يتعدى طوله العشرة سنتيمتر وأظافر يديها الطويله بشكل مبالغ به" مرحباً، من المفترض بأن تكوني الأنسه تاليا... السيد مارك بإنتظارك " قالت مَع إبتسامة مُصطنعه
نظرت تاليا إلى ملابسها ثم تذكرت ما كانت ترتديه بنطال جينز ضيق أسود اللون وتيشرت طويل الأكمام أبيض مع حذاء بذات اللون، شعرها معقود على شكل كعكه فوضاويه قليلاً تتمرد منها بعض الخصلات؛ كانت ملابسها بسيطه ولاكنها رغم ذلك بدت أجمل منها
"اين مارك" هتفت تاليا بِبرود غير مكترثه لتظراتها، "تقصدين السيِّد مارْك . . . .؟ " تحدثت برسميه ممتزجه بنبرة تواقح لم تستطع إخفائها مَع إبتسامة ساخره مُستفهمه في نهاية حديثها
لترفع تاليا حاجبها بإستنكار مقتربه منها لتهمس في أذنيها بسأم واضح من تصرفاتها الحمقاء معها " أنا تاليا بروسلن، لا أحد وخاصتاً لا أحد من أمثالك الدعاره يتحدث معي بهذه الطريقه " عادت الاخري إلى الخلف منزله بصرها نحو حذائها بقلقِ بالغ هامسه بخفوت بعدما أدركت ماهية الواقفه أمامها "السيد مارك فِي غرفة المُدِير سيدتي، رجائاً سامحيني "
زفرت بحنق لتسير متخطيه جسدها المتسمر
" بالمناسبه انتِ مطروده" صاحت بعدما قطعت بضع خطوات وتوقفت مره أخري، وسرعان ما أكملت سيرها مخلفه ورائها فتاة فاغرة الفاه بصدمه مطلقه
وصلت أمام الغرفه لتدق الباب ثم فتحته بتاج للداخل بعدما أتاها الرد، تأملت بعينيها الغرفه كان مارك يجلس أمام مكتب المدير الجالس بدوره خلف مكتبه يبدو أنه في أواخر عقده الأربعين ، يتخلا شعره بعض الخصيلات البيضاء مع نمش خفيف على وجنتيها كخاصتها
إنتبه مارك لينظر مبتسماً وهو يستقيم خاطياً نحوها وسرعان ما تمتم متسائلاً "كيف كانت رحلتكِ " وما لبث أن ضمها لصدره الصلب مستنشقاً رائحتها العطره "جيده" أجابته بخفوت لتعود بقدميها بهدوء مبتعده عنه بضعة سنتيمترات بعدما فصلت العناق
وتابعت بعينها تهيأ السيد ديفيد للإستقامه حسب مع قرأت على القطعه الخشبيه المحفور عليها إسمه على طاولة مكتبه، إتجه لها باثم الثغر بصدر رحب "اهلا بكِ أنسه بروسلن أَنَا ديفيد أنطونيو "
تحدث برسميه مع إبتسامة وهو يحيط بكف يدها ويقبله لتنتزع يدهاا بخفه بنظرات حارقه لم تخفيها وأومأت له بإبتسامه مصطنعة بنبره لم يفهمها سواه "تشرقت بمعرفتك"
وتراجعت للخلف قليلاً لتدير مقلتيها ذات البريق الأخضر بلون الجنة نحو مارك "لنرحل" أردفت قبل أن تعاود فتح الباب لتسير لخارج المكتب، وسرعان ما لحق بها ليسير خلفها بصمت وتأمل خافت لهيأتها
خطوات تليها الأخري حتى توقفت أمام سيارته السوداء ماركة بي إم دابليو المفضله لديه ، صعدت إلي السياره بعدما ولج هو إليها، ليبدأ بالقيادة
وبعد صمت دام لأكثر من نصف ساعة قاطعته قائله ببساطه تخللت نبرة صوتها كعدم المبالاه وهي تنظر إلى الطريق من النافذه بجمود " لقد طردت مساعدتك"
لاحها بنظراته ملقياً عليها نظره سريعه ومن ثم عاود النظر للأمام" لماذا؟! هل فعلت شئً لكِ " تسائل بإستفهام ممزوج بالفضول
"في البدايه لأنني أُرِيد هذا ومن ثم عليك بإحسان إختيار موظفينكَ فهم سيسيئون لك قبل أنفسهم "
هز رأسه يميناً ويساراً ليبتسم بخفوت قائلاً " سأفعل أنسه تاليا"، تجاهلته لتستند برأسها مغمضة العينين وهي تحاول أن تسترخي
وبعد نصف ساعة
"ها قد وصلنا" هتف مارك بخفه ليترجل من السيارة متجهً نحو الباب الخلفي ليفتحه مبدئياً في حمل الحقيبه، ترجلت تاليا هي الأخري بتشتت ملحوظ، بدأ جسدها في الإختلال متجمد بأرضه توضحت عيناها كل إنشٍ من المكان حتي ثبتتها على أمامها
ضغطت أضراسها وبدأت بإبتلاع ماء جوفها مرات ومرات تحاول الإسترخاء فلقد أهتد لها هذا المكان الكثير من الذكريات والسيئه قبل الجيده منها ، أسندت يدها تحاول السيطره على الألم الذي إجتاحها فجأه مع الدوار نتيجة إحدى نوباتٍ فزعها بسبب صدمه نفسيه وعاطفيه تعرضت لها عندما كانت صغيره والتي أصحبت تراودها نادراً في سنواتها الأخيرة
تدافعت جميع الذكريات التي عاشتها إلى رأسها دفعة واحده، كل الذكريات الأحلام والمشاعر والتي أصحبت جميعها حطاماً أخلفه ذلك اليوم، ذلك اليوم المشئوم الذي كان كفيلاً بتدمير كثير من الحيواتٍ، فاغمضت عينها متألمه بسبب الصداع الَّذِي إجتاحها بدوره مكملاً على رزانة وعيها، تمسد رأسها بيداها في محاولات فاشله من إقصاء الألم
شعرت بزراع مارك تلتف حولها تُسندها "تاليا أأنتي بِخَيْر أجيبيني" صاح بقلق عارم وهو يمسد شعرها بحنان"نعم، أنا بخير فقط متعبه... قليلاً " غمغمت وهي تتنفس الصعداء بصعوبه
بخفه شعرت به يحملها على زاعيه فأسندت جبينها على كتفه بينما الألم يزداد شئً فشئ والظلام يستقبلها بصدر راحب
سمعت صوْت باب الغرفه يقفل يليه شعورها بِمَلمس الفراش الناعم الذي وضعت عليه برفق ، ولاكنها لم تستطع فتح جفنيها، أَصْوَات مشوشه وغير واضحه تتسلل إلى أذنيها لأشخاصٍ يَتحدَثُون، لاكنها لم تستطع تمميزها
إرتعشت بداخلها عندما شعرت بإختراق شئٍ حاد لجلد يدها جعلها تشعر بالوخذ لتتألم بخفوت حتى تلاشت الأصوات شئً فشئ وضاعت في الفراغ
_______
غمامة سوداءُ معتمه تزحف بعيداً عَن وعيِها ؛ تسمح بتأوهات خافته بالإنطِلاق مِن ثغرها ، ففتحَت عيناها بعد تشكل تلك العقده بين حاجبيها متفحصه ما حَولْها
غرفه واسعة بجدران حمراء زاهية اللون مع ستائر سوداء، عارية من اللوحاتِ، إرتفعت بِجزعها العلوي لتتكئ علي الفراش ومن ثم بدأ عقلها في إسترجاع ذكرياتها الأخيره مصوراً لها جميع ما حدث، دارت بمقلتيها حولها حتى وقع نظرها على هاتفها الموضوع بجانبها علي الطاوله، تذكرت بأنه مغلق بالفعل فإمتدت يداها لتحتويه بين كف يدها اليسري
إثنين وعشرين مكالمه فائته ورساله من هاري وخمس مكالمات من سام أيضاً، فتحت الرساله لتقرأ مُحتوها "قلقتُ عليكي كثيراً ولكنني اطمأنيت بعدما تحدثتُ مَع مارْك أمل أن تكوني بخير الْآن، فقط إعتني بنفسكِ جيداً مع حُبي اتش" إبتسمت بسخريه بعدما أَرْسَلْت لَه بإبتسامه سادره "حسناً امي" أزالت العطاء عن جسدها واستقامت متجهه نحو المرحاض لِتستحم بعدما تداركت الوقت
Taliaa P.O.V :
الواقع أصبح يداهمني وربما إستغرقت الكثير للعوده ولاكنني في النهايه عدت؛ لا أدري إن كان ما سأقدم على فعله صواب أم لا ولاكنني على الأقل سأحاول سأشبع رغبتي هذه المره، وقفت أطالع نفسي بالمرأة وأرمق ثوبي بإعجاب، الطريقه التي إلتصق بها بجسدي بنعومه أعجبتني رغم أنني لا أحبذ هذا النوع من الأثوبه وهذا ما جعلني مستغربه ولاكنه بدي محبب بلونه حانك السواد مع لمعه فضيه طفيفه، أحدق بشعري الذي تركته منسدلاً على ظهري دون العبث به
تلتف ساعتي الفضيه حول رثغي وأقراطي المشابهه إياها في اللون إرتديتها بأذني، لم أضع الكثير من مستحضراتٍ التجميل حتى لا أؤذي بشرتي فقط إكتفيت بالقليل من مرطب الشفاه الزهري وظل العيون فضي اللون والذي أظهر لون خضراوتاي
جميل ما أراه وكم راقني الأن أصحبت أرى نفسي بالطريقه التي أردتها؛ ليس إرتدائي للملابس القصيره هو ما أعنيه بل أنني أرى إمرأه مستقله لا تخاف شئً ، آنثي جميله خَاضَت حروبها بمفردها، قاومت ، حاربت و إنهزمت بمفردها، أصحبت شخصاً قوياً واثقاً مثابراً وحالماً
صوت الطرقات الذي دوي في المكان أعادني إلى الواقع، أدرت رأسي تجاه صدى الصوت فنبست سامحه بالدخول بعلو صوتي ليتمكن الطارق من سماعي وأنا أرمق الباب متأمله القادم
دلفت للغرفه فتاة ترتدي ملابس الخدم ذات شعرٍ أسود فحمي قصير يغلف بدايته طوق من القماش مطابق لثوبها، تمتلك عينان زرقاء اللون إستطعت رأيتها بصعوبه بالغه؛ أَحذر بأنها في بداية العشرينات فهذا يبدو على مظهرها
إنحنت لي بإحتِرام متحدثه و نظرها مثبت علي أرضية الغرفه منذ قدومها "لقد أَتيت لأسأل أَن كنتي بحاجة لشئ ما سيدتي"
يبدو بأنها خجله إلى حد كبير تذكرني بذاتي القديمه او التي دفنتها بداخلي تحديداً "ارفعي رأسك" رفعت رأسها مناظره إياي لتتسمر بأرضها لبرهه ولاكنها سرعان ما تداركت نفسها لتمحو الإندهاش من علي محياها واضعه كف يدها على معصمها، أهذا بسبب ما ارتديه ؟
بدأت أشعر بالسوء رغم ثقتي الهائله بنفسي ولاكن ربما لأنني سأقابله "كيف ابدو" نبست مستفهمه
عن رأيها في ثوبي فهذه المرة الأولى التي أرتدي فيها شئ كهذا أو فستان بسيط على الأقل غير مبالغ به بهذا القدر
" سيدتي تبدين ك . . كلوحه فنيه قام برسمها فنان إيطالي" تمتمت بشرود وبتعبيرات مضحكه لتنطلق بسمه صغيره من ثغري على عباراتها المثيره للإهتمام "ما إسمك يا فتاه" سألت بإستفهام بعدما إستدرت نحو المرآه مرة أخري لأحمل زجاجة العطر بيدي مطلقه العنان لحبيباتها العطره الصغيره بالإستقرار على عنقي بعدما طفت في الهواء لجزء من الثانيه
"إسمي إلين" وقعت الكلمات على أذني كالصاعقه لتنزلق زجاجة العطر من بين أصاعب يدي المرتعشه هاويه على أرض الغرفه القاسيه متأثره عليها بسرعه هائله بعدما تحطمت إلى أشلاء وحالف صوتها صوت الخادمه من خلفي وهي تشهق فأغمضت عيناي أحاول السيطره على مشاعري التي إجتاحتني بعنف خاصتاً هنا
"أخبريهم بتجهيز سيارة مارك الفراري " تحدثت ببرود دون النظر إليها، بعد دقيقه كامله مرت أدرت رأسي إليها، كانت متخشيه بمكانها فصرخت عليها بحده وبدون وعي"هيا أيتها اللعينه أغربي عَن وجهي" إنتفضت الفتاه بفزع وما لبثت أن هرولت للخارج بسرعه
'لما فعلت ذلك؟ ' تدافع صوتي بداخل عقلي وبدأ في التردد بتكرار جاعلاً إياي أزفر الهواء بضيق مطلق فهذا ليس أنا لم أكن يوماً متسلطه بهذا الحد ولاكن الإسم فقط إنه .... عليا أن أتناساه، أغمضت عيني وبدأت في إستنشاق الهواء بعنق إلى رأتاي وعاودت فتحهما عندما إنتظمت أنفاسي لأعدو نحو الفراش لأنتشل معطفي من فوقه
وفي تلك الأثناء رن هاتفي لأجيب دون النظر لِإسم المتصل أعلم بالفعل من هو، " يافتاه أَيْن انتي واللعنه" صرخت سام بسأم من الجهه الاخري لأدير مقلتاي بملل في محجريهما
"انا بخير سَام ونعم لقد وصلت إلي أَرض الوطن بأمان " تمتمت بسخريه مطلقه مستهذئه بها لتقهقه الأخري نابسه من بين ضحكاتها في البدايه حتى هدأت
"حسنا، أعتذر ولاكنني أَقِف هنا منذ نصف ساعة وأكَادُ اتجمد برداً، كما أن شيطانك الوسيم هنا منذ زمن " تحدثت بتأنيب ممذوج بخبث في نهاية حديثها الماكر ولاكن مهلاً لمَ دعته بالشيطان ولما يراه الجميع بهذا الشكل ويهابونه هو ليس شيطان بنظري بل ملاك ساحر وسيم وأخاذ أوقعني بعشقه
" حسناً، أَنَا اتيه "
أغلقت الهاتف ثم حملت معطفي وسرت لألج لخارج الغرفع، لاحظت بأنها تجاوز خاصة مارك هو لم يعذني إلى غرفتي القديم وانا أقدر ذلك رغم إفتقادي لها ، أكملت خطواطي لأهبط للأسفل ووجهتي الوحيده هي نحوه وإليه هذه المره لا مفر للقائه بعد طول غياب
__________
*****
هل حدث لك هذا من قبل؟
هل حدث وأن شعرت بالبرد الشديد؟
ليس بجسدكَ ولا حتي بقلبك ..... بل بروحك
هل شعرت بعدم رغبتك بالتواجد في هذا العالم بعد الآن؟ بأنك تريد الإختلاء بنفسك للأبد ... تريد إنقاذ ما تبقى منك، ..... ما تبقى من روحك المتهاويه
أشعرت يوماً بأنك لا تريد الأختلاط بالناس بأنك موقن تماماً أن العيش وسط البشر أشبه بالعيش وسط كائناتٍ مقرفه مولعه بالجشع والأنانيه، لا تفعل شئً سوي تدميرك وإحباطك وكأنهم يبنون أمجادهم على حطامكً؟
_____
٢:٢١ دقيقه/ لُوس أنجلوس
تساقطت قطرات المطر علي وجهها بعنف فإبتسَمت إبتسامة دافِئه رغم برودةِ الجوّ
رغم هدير البحْر العاصِف ، والهواء الغاضب الّذي يضرِبُ كل شي بلا رحمه . . . . . مازالت تستلقي علي رمال الشّاطئ مُتأمله السماء
شَردت عيناها في ظلامِ الكون حولها
لتعتدل في جلستها وهي تَضم ركبتيها إلي صدرها بيدها وتتأمل البحر في سكونٍ غريب . . . لا تعبا بالمطر والْجو البارد . .
يتطاير شعرعا بعشوائية وعُنف رغم إبتلاله ، وإلتصقت ملابسها بجسدها في مشهدٍ خلق الرجال ليعشقوه . . .
إبتسمت وهي تُغمض عيناها مستمتعه بالجو المحيطِ بها
دقائق مرت بسلام عليها حتي قاطع صفو هدوئها رنين هاتفها مُعلناً عن وصولِ إشعارٍ جديد نظرت إلي الساعة لتجد أَن الهاتف يشير إلى وقتٍ متأخر
لذا إستقامت من جلستها ثم زرعت الأرض بخطواتِها مُغادرة المكان
بعد سير لم يَدم طويلاً وَصلت إلي منزلها لتلجَ إليه
مُتجهَ نَحوُ غرفتها مباشرةً لتنزع حذائها ثم تتجهت نحو حمام الغرفة
إمتدّت يدها لفتح صُنبور المياه الساخنه ليمتلأ بها الحوضِ ثم وضعت القليلِ من سائل الاستحمامِ خصتها ذُو الرائحة المُنعشه
عادت إلي الخلف وهي تنتزع ثيابها الخفيفة المُحَمله بحبيباتِ الرمال الملتصِقه بها ثم دَلفت إلي الحوض ، لتغمض عيناها باسترخاء مُستمتِعه بدِفَئ المياه
____
جَلست أمام المراءة تُصفف خصلات شعرها الذي إزداد طوله مأخراً
ليقاطع الصمت المحيط بالغرفة رنين هاتفها ، فقطبت حاجبيها وهي تَنظر بريبة للإسم الظاهر علي الشاشة ثم أجابت بسكون "أتعلم كَم الساعة يا هذَا ؟ ! "
أتاها صوته من الجهه الأخري متحمحماً ثم أردف بسخريه "في البِداية اُدعي هاري و أجل أَعلم كم الساعة لاكني أَعلم أيضاً أَنكِ لازلتِ مستيقظه" تحدث بتحاذق في نهاية جُملته
لتتنهد مغمغمه ببرود إعتادَه هو "هارولد ستايلز قل ما في جُعبتك هيّا ليس لدي وقت"
"يا فتاة لِمَ أنتي قاسية لهذا الحد ، هل تعلمين كم فتاة مُستعدة للْموت لأجل نظره مني فقط ؟ ! "
زَفَرت الهواء بِنفاذ صبر
"هاري" هتفت بنبره محذره بعدما أصابها الملل من حديثه
" حسناً . . . . في الحقيقة لقد إتصلت فقط للتأكد إن كنتِ قد غيرتي رأيكِ تعلمين ؟ " تَحْدُث بعبوس محبب لتتأكد من أنه يزم شفتاه اللآن دون أن تراه
" لا هاري لقد اتخذتُ قرارِ وانتهي الأمرُ "
وإبتلعت ماء جوفها لتتنفس بعمق ثم أردفت " يجب عليَ العودة . . . لِكم من الوقتِ سأظل أهرب ؟ "
تَنهد هاري وصمت لوهله وكأنه يجمع أفكاره ثم أجابها بنبره حازِمة " حسناً معكِ حق
. . . فقط اسمحي لِي بأن أتي غداً لاُقلكِ "
صمتت قليلاً لتعض علي شفتيها وسرعان ما نبست من جديد بالموافقه ثم أغلقت الخط واتجهت نحو فراشِها لتلتف حوله مغلقه الأضواء ثم عادت مره أخري لتتمدد عليه لحظات حتى باغتها النوم ليفرش ستائر العتمه في مقلتيها
___________________
" إيثان كليفر رجُل أعمال ألماني الأصل وتنحدِر جزور عائلته إلي الأصُول العربِية، في أواخر العشرينات من عُمره تَخطي نَجاحه جَمِيع النجاحات ، بعيداً عن وسامته المفرطَة ورجولته الطاغِية إِلي أنهُ يتميزُ بِالذَّكاء وحُسن الإِدارة ، إيثان صاحب الثامنه والعشرون عاماً يتمتع بالصلابه والقوة التي تَجعلُه ناجاً عن غيره ، فلقد اسْتَطَاع وبفتره قَصِيرَة بِنَاء إمْبِراطُورِيَّةٌ وَاسِعَة جعلته رقم واحد في سُوقِ التجارة العالمي ، اُطلق عليه عدة ألقاب مثل( اللورد - الدون - الذئب وَغَيْرِهَا الكثير) . . . . . "
قرأ هاري مُحتَوي المجلة التي إنتشلها من بين يداها بسخريه وهو يمد شفته السفليه إلى الأسفل
ليلقي المجلة علي المنضضه بغضب مصطنع هاتفاً "هذا إذاً مَا يجعلكي لَا تصغين إلي أنسه تاليا هَلْ أتحدث مع نَفسِي هُنا"
صمت لوهله ليبرز فكه الحاد مردفاً" تُفضلين قرائة هذا الهراء بدلاً عن الإستماع إلي نكاتي الرائِعة أنا حقاً لا أُصدقكِ " قطب حاجبيه وتَحدث بعبوس وهو يضغط علي شَفتاه الوردية بأسنانه لتظهر غمازته التي زادته لطافة
فلم تستطع مَنع إبتسامتها من الظهور لتقوم ببعثره خصل شَعرِه الكثيفه بكف يدها فلطالما أَحب ذلك
وقهقهت على تصرفات صديقها الطفوليه المحببه لها "حسناً أَمِير هارِي أنا أعتذر فلتعفو عَنِّي رجائاً" بادلها بإبتسامه واسعه إحتلت ثغره وهو يُنَاظرها بسُخرِيه لتظهر بعض التجاعيد حول عينيه من إبتسامه العفوية
علي جميع الركاب المسافرين علي الرحلة رقم ( . . . ) التوجه إلي البوّابة رقم ( . . . ) والإستِعداد للركُوب علي متن الطائِرة ، سَتُقلع الطائرة بعد عِشرون دقيقة
وَقفت من مقعدُها لتتنهد ناظره حولها بخمول، شعرت به يقف بدوره من مقعده لتنظر نحوه وإلي عَينيه خاصتاً، سكنت متأمله لونها المتشابهه لخاصتها وإبتسمت بخفه
أرادت الحدِيث لاكنه وضع يديه علي فَمها يمنعها من التفوه بأي حرف هامساً "صه" فلقد رأي في عينيها كل شي، إقترب وضمها لصدرِه محتضناً جسدها الصغير، لتشد علي حضنه لتتسلل رائحتة المنعشه المنبعثه مِنْهُ إلى أنفها
فصل العناق بعد لحظات قليله ليردف بإبتسامه "لا عليكي . . . . فقط كوني سالمة جميلتي" أومأت برأسها لتربت على كتفه للحظات متفحصه كل إنشٍ من جسده تحاول حفظه
لتعود للخلف ثم إستدارت ببطأ لتجر حقيبتها خَلفها
سَارت مُبتعِده عنه بخطوات سريعه وعندما أوشكت علي الوُصول للبوابه إستدَارَت مره أخرى لتتفحصه بنظرها رغم المسافة بينهم لم يمنعها ذلك من رؤية ابتسامته المشرقه وهو يشير لها بإبهمه
نمي شبح إبتسامة صغيره على وجهها فلطالما كَان هارِي مِن الأشخاص القليلين الَّذِين تتصرف معهم على سجيتها
لوحت له في المقابل ثم سارت بخطواط سريعه واسعة المدى نحو طائرته
مضت خمسة عشر دقيقه كامله وكانت قد أغلقت الهاتف بعدما راسلت مارك عن صعودها للطائره ثم إستندت برأسها على النافذه تستمع إلي النغمات والأصوات المتناسجه التي تنبعث من سمعتها حتى ثقل جفنها
I feel something deep inside
أشعر بشئٍ عميق بداخلي
Hotter than a jet stream burning up
أسخن من تيار ميت يحترق
I got a feeling deep inside
أمتلك شعوراً في أعماقي
It's taking, it's taking all u got ×2
يأخذ كل ما أملكه
'cause noboody knows you baby the way i do
لأنه لا أحد يعرفك حبيبي كما أعرفك
And noboody loves you baby the way i do
لا أحد يحبكَ حبيبي كما أحبك
It's been so long
لقد كانت فتره طويله
Must be fireproof
يجب أن نكون صامدين
' cause noboody saves me baby the way you do
لأنه لا أحد ينقذني حبيبي كما تنقذني
I think I'm gonna win this time
أعتقد بأنني سأربح هذه المره
Riding on the wind and i won't give up
أركب الرياح ولن أستسلم
I think I'm gonaa win this time
أعتقد بأنني سأربح هذه المره
Yh i roll and i roll 'till i change my luck
أدور وأدور حتى ينفذ مني الوقت
مرت بضع لحظات دقائق ساعات هي لم تشعر بهم فتحت تاليا جفنيها لتظهر خضراوتيها الناعسه ، فنظرت بثقل عينيها من النافذه، كانت الطائره قد حطت بالفعل في مطار ' هيثرو '
بدأ الركاب بحمل أمتعتهم ومغادرة الطائره ولاكنها لم تستطع الحراك اغمضت عيناها متشبثه بالكرسي الخاص بها، شعور غير مفهوم ، الحَماس واللهفه وأيضاً الخوف كل تلك المشاعر المتخبطه إجتاحتها
، منذ سبع سنوات وهي غائبه عن موطنها
وهَا هي الآن في مدينة لندن مسقط رأسها ، المدينه التي كرهتها بقدر ما احبتها ، المدينه التي هجرتها كفتاة وعادت الآن إليها كفتاة أخرى لا تمد للضعف بأي صِله
أفاقت من شرودها على صوت مضيفة الطائره الواقفه بجوارها لتحدق بِهَا بشرود ، ومن ثم نظرت حولها لتدرك بأنها الراكب الوحيده المتبقي هنا
" يا أنسة هَل انتِ بِخَيْر ؟ " تمتمت الفتاة بحروف قليله جعلتها تومئ لها بهدوء طفيف في المقابل ثم أزاحت حزام الأمان من حول خصرها وإستقامت لتتخطاها مغادره بعدما حملت حقيبته لتبتسم بجانبيه وبأمل يملأها وهمست لذاتها بسكون بعدما خطت قدمها الأرض "القادم سيكون افضل"
قطعت بقدميها نصف الطريقه نحو مدخل المبني، وتباطأت خطواطها فورما أبصرت القادمه نحوها دونً عن غيرها، فتوقفت فورما توقفت المرأة أمامها تماماً فلم تستطع تاليا منع عيناها من التحديق بها متفحصه أدق تفاصيلها كعادتها، تفحصتها من أخمص قدميها حتى رأسها كانت ترتدي ملابس قليله ملتصقه بجسدها شعرها أشقر تكاد تجزم بأنها قامت بصبغه أو ربما هو باروكه ، تضع الكثير من مستحضرات التجميل وما لاحظته أيضاً هو إرتدائها لحذاء ذو كعب يتعدى طوله العشرة سنتيمتر وأظافر يديها الطويله بشكل مبالغ به" مرحباً، من المفترض بأن تكوني الأنسه تاليا... السيد مارك بإنتظارك " قالت مَع إبتسامة مُصطنعه
نظرت تاليا إلى ملابسها ثم تذكرت ما كانت ترتديه بنطال جينز ضيق أسود اللون وتيشرت طويل الأكمام أبيض مع حذاء بذات اللون، شعرها معقود على شكل كعكه فوضاويه قليلاً تتمرد منها بعض الخصلات؛ كانت ملابسها بسيطه ولاكنها رغم ذلك بدت أجمل منها
"اين مارك" هتفت تاليا بِبرود غير مكترثه لتظراتها، "تقصدين السيِّد مارْك . . . .؟ " تحدثت برسميه ممتزجه بنبرة تواقح لم تستطع إخفائها مَع إبتسامة ساخره مُستفهمه في نهاية حديثها
لترفع تاليا حاجبها بإستنكار مقتربه منها لتهمس في أذنيها بسأم واضح من تصرفاتها الحمقاء معها " أنا تاليا بروسلن، لا أحد وخاصتاً لا أحد من أمثالك الدعاره يتحدث معي بهذه الطريقه " عادت الاخري إلى الخلف منزله بصرها نحو حذائها بقلقِ بالغ هامسه بخفوت بعدما أدركت ماهية الواقفه أمامها "السيد مارك فِي غرفة المُدِير سيدتي، رجائاً سامحيني "
زفرت بحنق لتسير متخطيه جسدها المتسمر
" بالمناسبه انتِ مطروده" صاحت بعدما قطعت بضع خطوات وتوقفت مره أخري، وسرعان ما أكملت سيرها مخلفه ورائها فتاة فاغرة الفاه بصدمه مطلقه
وصلت أمام الغرفه لتدق الباب ثم فتحته بتاج للداخل بعدما أتاها الرد، تأملت بعينيها الغرفه كان مارك يجلس أمام مكتب المدير الجالس بدوره خلف مكتبه يبدو أنه في أواخر عقده الأربعين ، يتخلا شعره بعض الخصيلات البيضاء مع نمش خفيف على وجنتيها كخاصتها
إنتبه مارك لينظر مبتسماً وهو يستقيم خاطياً نحوها وسرعان ما تمتم متسائلاً "كيف كانت رحلتكِ " وما لبث أن ضمها لصدره الصلب مستنشقاً رائحتها العطره "جيده" أجابته بخفوت لتعود بقدميها بهدوء مبتعده عنه بضعة سنتيمترات بعدما فصلت العناق
وتابعت بعينها تهيأ السيد ديفيد للإستقامه حسب مع قرأت على القطعه الخشبيه المحفور عليها إسمه على طاولة مكتبه، إتجه لها باثم الثغر بصدر رحب "اهلا بكِ أنسه بروسلن أَنَا ديفيد أنطونيو "
تحدث برسميه مع إبتسامة وهو يحيط بكف يدها ويقبله لتنتزع يدهاا بخفه بنظرات حارقه لم تخفيها وأومأت له بإبتسامه مصطنعة بنبره لم يفهمها سواه "تشرقت بمعرفتك"
وتراجعت للخلف قليلاً لتدير مقلتيها ذات البريق الأخضر بلون الجنة نحو مارك "لنرحل" أردفت قبل أن تعاود فتح الباب لتسير لخارج المكتب، وسرعان ما لحق بها ليسير خلفها بصمت وتأمل خافت لهيأتها
خطوات تليها الأخري حتى توقفت أمام سيارته السوداء ماركة بي إم دابليو المفضله لديه ، صعدت إلي السياره بعدما ولج هو إليها، ليبدأ بالقيادة
وبعد صمت دام لأكثر من نصف ساعة قاطعته قائله ببساطه تخللت نبرة صوتها كعدم المبالاه وهي تنظر إلى الطريق من النافذه بجمود " لقد طردت مساعدتك"
لاحها بنظراته ملقياً عليها نظره سريعه ومن ثم عاود النظر للأمام" لماذا؟! هل فعلت شئً لكِ " تسائل بإستفهام ممزوج بالفضول
"في البدايه لأنني أُرِيد هذا ومن ثم عليك بإحسان إختيار موظفينكَ فهم سيسيئون لك قبل أنفسهم "
هز رأسه يميناً ويساراً ليبتسم بخفوت قائلاً " سأفعل أنسه تاليا"، تجاهلته لتستند برأسها مغمضة العينين وهي تحاول أن تسترخي
وبعد نصف ساعة
"ها قد وصلنا" هتف مارك بخفه ليترجل من السيارة متجهً نحو الباب الخلفي ليفتحه مبدئياً في حمل الحقيبه، ترجلت تاليا هي الأخري بتشتت ملحوظ، بدأ جسدها في الإختلال متجمد بأرضه توضحت عيناها كل إنشٍ من المكان حتي ثبتتها على أمامها
ضغطت أضراسها وبدأت بإبتلاع ماء جوفها مرات ومرات تحاول الإسترخاء فلقد أهتد لها هذا المكان الكثير من الذكريات والسيئه قبل الجيده منها ، أسندت يدها تحاول السيطره على الألم الذي إجتاحها فجأه مع الدوار نتيجة إحدى نوباتٍ فزعها بسبب صدمه نفسيه وعاطفيه تعرضت لها عندما كانت صغيره والتي أصحبت تراودها نادراً في سنواتها الأخيرة
تدافعت جميع الذكريات التي عاشتها إلى رأسها دفعة واحده، كل الذكريات الأحلام والمشاعر والتي أصحبت جميعها حطاماً أخلفه ذلك اليوم، ذلك اليوم المشئوم الذي كان كفيلاً بتدمير كثير من الحيواتٍ، فاغمضت عينها متألمه بسبب الصداع الَّذِي إجتاحها بدوره مكملاً على رزانة وعيها، تمسد رأسها بيداها في محاولات فاشله من إقصاء الألم
شعرت بزراع مارك تلتف حولها تُسندها "تاليا أأنتي بِخَيْر أجيبيني" صاح بقلق عارم وهو يمسد شعرها بحنان"نعم، أنا بخير فقط متعبه... قليلاً " غمغمت وهي تتنفس الصعداء بصعوبه
بخفه شعرت به يحملها على زاعيه فأسندت جبينها على كتفه بينما الألم يزداد شئً فشئ والظلام يستقبلها بصدر راحب
سمعت صوْت باب الغرفه يقفل يليه شعورها بِمَلمس الفراش الناعم الذي وضعت عليه برفق ، ولاكنها لم تستطع فتح جفنيها، أَصْوَات مشوشه وغير واضحه تتسلل إلى أذنيها لأشخاصٍ يَتحدَثُون، لاكنها لم تستطع تمميزها
إرتعشت بداخلها عندما شعرت بإختراق شئٍ حاد لجلد يدها جعلها تشعر بالوخذ لتتألم بخفوت حتى تلاشت الأصوات شئً فشئ وضاعت في الفراغ
_______
غمامة سوداءُ معتمه تزحف بعيداً عَن وعيِها ؛ تسمح بتأوهات خافته بالإنطِلاق مِن ثغرها ، ففتحَت عيناها بعد تشكل تلك العقده بين حاجبيها متفحصه ما حَولْها
غرفه واسعة بجدران حمراء زاهية اللون مع ستائر سوداء، عارية من اللوحاتِ، إرتفعت بِجزعها العلوي لتتكئ علي الفراش ومن ثم بدأ عقلها في إسترجاع ذكرياتها الأخيره مصوراً لها جميع ما حدث، دارت بمقلتيها حولها حتى وقع نظرها على هاتفها الموضوع بجانبها علي الطاوله، تذكرت بأنه مغلق بالفعل فإمتدت يداها لتحتويه بين كف يدها اليسري
إثنين وعشرين مكالمه فائته ورساله من هاري وخمس مكالمات من سام أيضاً، فتحت الرساله لتقرأ مُحتوها "قلقتُ عليكي كثيراً ولكنني اطمأنيت بعدما تحدثتُ مَع مارْك أمل أن تكوني بخير الْآن، فقط إعتني بنفسكِ جيداً مع حُبي اتش" إبتسمت بسخريه بعدما أَرْسَلْت لَه بإبتسامه سادره "حسناً امي" أزالت العطاء عن جسدها واستقامت متجهه نحو المرحاض لِتستحم بعدما تداركت الوقت
Taliaa P.O.V :
الواقع أصبح يداهمني وربما إستغرقت الكثير للعوده ولاكنني في النهايه عدت؛ لا أدري إن كان ما سأقدم على فعله صواب أم لا ولاكنني على الأقل سأحاول سأشبع رغبتي هذه المره، وقفت أطالع نفسي بالمرأة وأرمق ثوبي بإعجاب، الطريقه التي إلتصق بها بجسدي بنعومه أعجبتني رغم أنني لا أحبذ هذا النوع من الأثوبه وهذا ما جعلني مستغربه ولاكنه بدي محبب بلونه حانك السواد مع لمعه فضيه طفيفه، أحدق بشعري الذي تركته منسدلاً على ظهري دون العبث به
تلتف ساعتي الفضيه حول رثغي وأقراطي المشابهه إياها في اللون إرتديتها بأذني، لم أضع الكثير من مستحضراتٍ التجميل حتى لا أؤذي بشرتي فقط إكتفيت بالقليل من مرطب الشفاه الزهري وظل العيون فضي اللون والذي أظهر لون خضراوتاي
جميل ما أراه وكم راقني الأن أصحبت أرى نفسي بالطريقه التي أردتها؛ ليس إرتدائي للملابس القصيره هو ما أعنيه بل أنني أرى إمرأه مستقله لا تخاف شئً ، آنثي جميله خَاضَت حروبها بمفردها، قاومت ، حاربت و إنهزمت بمفردها، أصحبت شخصاً قوياً واثقاً مثابراً وحالماً
صوت الطرقات الذي دوي في المكان أعادني إلى الواقع، أدرت رأسي تجاه صدى الصوت فنبست سامحه بالدخول بعلو صوتي ليتمكن الطارق من سماعي وأنا أرمق الباب متأمله القادم
دلفت للغرفه فتاة ترتدي ملابس الخدم ذات شعرٍ أسود فحمي قصير يغلف بدايته طوق من القماش مطابق لثوبها، تمتلك عينان زرقاء اللون إستطعت رأيتها بصعوبه بالغه؛ أَحذر بأنها في بداية العشرينات فهذا يبدو على مظهرها
إنحنت لي بإحتِرام متحدثه و نظرها مثبت علي أرضية الغرفه منذ قدومها "لقد أَتيت لأسأل أَن كنتي بحاجة لشئ ما سيدتي"
يبدو بأنها خجله إلى حد كبير تذكرني بذاتي القديمه او التي دفنتها بداخلي تحديداً "ارفعي رأسك" رفعت رأسها مناظره إياي لتتسمر بأرضها لبرهه ولاكنها سرعان ما تداركت نفسها لتمحو الإندهاش من علي محياها واضعه كف يدها على معصمها، أهذا بسبب ما ارتديه ؟
بدأت أشعر بالسوء رغم ثقتي الهائله بنفسي ولاكن ربما لأنني سأقابله "كيف ابدو" نبست مستفهمه
عن رأيها في ثوبي فهذه المرة الأولى التي أرتدي فيها شئ كهذا أو فستان بسيط على الأقل غير مبالغ به بهذا القدر
" سيدتي تبدين ك . . كلوحه فنيه قام برسمها فنان إيطالي" تمتمت بشرود وبتعبيرات مضحكه لتنطلق بسمه صغيره من ثغري على عباراتها المثيره للإهتمام "ما إسمك يا فتاه" سألت بإستفهام بعدما إستدرت نحو المرآه مرة أخري لأحمل زجاجة العطر بيدي مطلقه العنان لحبيباتها العطره الصغيره بالإستقرار على عنقي بعدما طفت في الهواء لجزء من الثانيه
"إسمي إلين" وقعت الكلمات على أذني كالصاعقه لتنزلق زجاجة العطر من بين أصاعب يدي المرتعشه هاويه على أرض الغرفه القاسيه متأثره عليها بسرعه هائله بعدما تحطمت إلى أشلاء وحالف صوتها صوت الخادمه من خلفي وهي تشهق فأغمضت عيناي أحاول السيطره على مشاعري التي إجتاحتني بعنف خاصتاً هنا
"أخبريهم بتجهيز سيارة مارك الفراري " تحدثت ببرود دون النظر إليها، بعد دقيقه كامله مرت أدرت رأسي إليها، كانت متخشيه بمكانها فصرخت عليها بحده وبدون وعي"هيا أيتها اللعينه أغربي عَن وجهي" إنتفضت الفتاه بفزع وما لبثت أن هرولت للخارج بسرعه
'لما فعلت ذلك؟ ' تدافع صوتي بداخل عقلي وبدأ في التردد بتكرار جاعلاً إياي أزفر الهواء بضيق مطلق فهذا ليس أنا لم أكن يوماً متسلطه بهذا الحد ولاكن الإسم فقط إنه .... عليا أن أتناساه، أغمضت عيني وبدأت في إستنشاق الهواء بعنق إلى رأتاي وعاودت فتحهما عندما إنتظمت أنفاسي لأعدو نحو الفراش لأنتشل معطفي من فوقه
وفي تلك الأثناء رن هاتفي لأجيب دون النظر لِإسم المتصل أعلم بالفعل من هو، " يافتاه أَيْن انتي واللعنه" صرخت سام بسأم من الجهه الاخري لأدير مقلتاي بملل في محجريهما
"انا بخير سَام ونعم لقد وصلت إلي أَرض الوطن بأمان " تمتمت بسخريه مطلقه مستهذئه بها لتقهقه الأخري نابسه من بين ضحكاتها في البدايه حتى هدأت
"حسنا، أعتذر ولاكنني أَقِف هنا منذ نصف ساعة وأكَادُ اتجمد برداً، كما أن شيطانك الوسيم هنا منذ زمن " تحدثت بتأنيب ممذوج بخبث في نهاية حديثها الماكر ولاكن مهلاً لمَ دعته بالشيطان ولما يراه الجميع بهذا الشكل ويهابونه هو ليس شيطان بنظري بل ملاك ساحر وسيم وأخاذ أوقعني بعشقه
" حسناً، أَنَا اتيه "
أغلقت الهاتف ثم حملت معطفي وسرت لألج لخارج الغرفع، لاحظت بأنها تجاوز خاصة مارك هو لم يعذني إلى غرفتي القديم وانا أقدر ذلك رغم إفتقادي لها ، أكملت خطواطي لأهبط للأسفل ووجهتي الوحيده هي نحوه وإليه هذه المره لا مفر للقائه بعد طول غياب
__________
Коментарі