| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الثاني
" تعالي وإرتمي بين احضاني فأقسم لكي بأنني لن أخذلكي وإن كان ذلك مودي إلي حطامي"

*****

عودة بالزمن قبل سبع سنوات


أُتْي الصباح حاملاً معه أمالاً واحلاماً قيد التحقيق ، تسللت أشعة الشمس تبدد الظلام وتشيع النور ، تسللت من بين الستائر موحيه ببداية يوم جديد

إستيقظت على صوت ليندا وهي تنادي بإسمي مراراً وتكراراً حتى أردفت في النهايه " هيا أيتها الأميره إستيقظِ "

"لا اريد" غمغمت بصوتٍ ناعس وانا أحاول العوده لِلنَّوْم مره أَخِّرِي فأخر ما أريده الأن هو الإستيقاظ

"هيا يا فتاة إنها السابعة صباحاً كفاكِ كسلاً" نبست وهي تسحب الغطاء مِن فوق جسدي وَلاكنني سرعان ماباغتتُها بِسحبه وإعادته على متمسكه به بقوه ، سمعت تنيدة ليندا الضاجره فإبتسمت بإنتصار أحب إزعاج الأخرين، ترون إنها هوايه

"هيا ارجوكِ قليلاً فقط " تمتمت بتذمر وأنا أدُثُ نفسي في الفراش بعد محاولة ليندا في سحبي من قدماي والتي بائت بالفشل بعد تمسكي بخشب السرير

"حسناً إذَا سأخبر السيد إيثان بأنكي لن تنزلين " أردفت ليندا وهي تُزيح ستائر النافذه، بعدما إبتعدت

قفزت مِن سريري بحماس وبردود أفعال غير إعتياديه عندما وقعت كلماتها على أذني " إيثان هُنا ! " اومَأت لي بعدم مبالاه ، ولاكن كيف لها أن لا تبالي الأمر يعني لي الكثير فهو أصبح يأتي لهنا نادراً وأكاد لا أراه وهذا يزعجني فهو يروق لي نوعاً ما وهذا أيضاِ محرج

" هيا تجهزي وإنزلِ للإفطار " نبست وهي تهندم الفراش بعدما تركته مستقيمه فأومأت لها واتجهتُ نحو مرحاضي لأستعد بأسرع ما يمكنني

بعد نصف ساعة هبطت للأسفل بفستاني الأبيض المفضل لدي، بل ركضتُ على الدرج الطويل والمؤدي إلي غرفة المعيشه وإستطعت رؤية أَخِي وإيثان يجلسان علي الأريكه وأمامهما بعض الأوراقِ المتناثره علي الطاوله ويبدو عليهما التركيز التام ، حتى أنهما لم يلاحظاني مما جعلني أعبس

"مرحبا" هتفت بصوتٍ عَالي قليلاً ثم توجهت ناحية الأريكه المجاوره لهما، فرفع مارك رأسه وابتسم لِي فابتسمت له بالمقابل أما إيثان فلم ينظر إلى حتى ولم يعرني أَي إهتمام كالعادة البغيظه... !

عَاد مارك بنظره الي الأوراق الَّتِي بين يديه ثم تمتم
" مزاجك جيد اليوم هَذَا مريب " وأنهى حديثه بِضحكه ساخره وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً
، نظرت إليه بحقد ثم انقضدتُ عليه لأسمع لأصابع يدي بالإمساك بعنقه

قهقهتُ بشدة عندما رأيت ملامح وجهه وهو يَدعي الإختناق رافعاً يديه عالياً وهو يقول بتحشرج "حسناً حسناً لقد فُزتِي استسلم"

عُدت لمقعدي مَرة أَخرِي بإبتسامه متسعه لأجلس بصمت ثم أصبحت لا أحدق بشئٍ سواه بينما هو مدرك نظراتي إليه إلى الرغم من ذلك كان يتجاهلني، لم ألاحظ الوقت الذي مضى حتى رأيته يهم بالرحيل مغادراً وَكان الإفطار قد عد بالفعل

إتجهت نحو مقعدي يخليني مارك ، ونظرت نحو مقعد أُمِّي الْفَارِغ ثم إتجهت بنظري نحو مقعد أَبِي الْفَارِغ أَيضًا، نادراً ما نراه ، هُو لا يأتي إِلي البيت سُوي نادراً أيضاً فقط يبقي بعمله طوال الوقت

أنزلت رأسي إلى صحني وأنا أقلب محتوياته بِدُون شهيه، فتحمحم مارك ليجذب إنتباهي ثم أردف محاولاً تشتيتي ريما بينما كانت عيناه تراقبني منذ بداية جلوسي "اذاً ماذا ستفعلين اليوم"

نظرت إليه دون الحديث لوهله ومالذي سأفعله بالتأكيد شئ ممل ولاكنها أفضل من الذهب إلى الجحيم المسمى بالمدرسه "لا أعلم اليوم عطله سأقضيه مع أُمِّي وربما ألعب بعض الألعاب" أومأ مارك مره أخري ثم عاد لإكمال طعامه

بعد إنتهائي من تناول طعامي نهضت وتوجهت نحو غرفة أمي مباشرة بعدما كان قد رحل مارك بالفعل لعمله ، قادتني قدماي حتى الباب الفاصل بيننا لأسمح لقبضة يدي بدق الباب بطريقتي الخاصه والتي إستوحيتها من لحن إحدى الأغاني الفرنسيه

"ادخلي حبيبتي" تخلل صوتها الدافى من خلف الباب، فابتسمتُ وأنا أفتحه وأركض لِأحضانها فلم يكن منها سوي مبادلتي العناق وهي تربت على ظهري بلطف أعتدته

" أمي كيف تشعرين اليوم؟" تسائلت وانا أبتعد قليلاً لأجلس مقابله لها وإستطاعت حدقتاي أن تجول على كل إنش باهت ومتعب في وجهها فزممت شفتاي بحزن وأنا أري هالات المرض قد أصحبت أسوء كل يوم عن سابقه، أمل فقط أن تشفي من هذا المرض اللعين مجهول الهويه

إرتفع طرف شفتيها لتبتسم بصعوبه وهي تنظر إلى يعيناها الزمردتين واللتان قد ورثتهما منها كالكثير من الأشياء الأخري "طفلتي تعلمين أنني أحبكِ كثيراً أليس كذلك ؟ "

أومأت لها مردفه بإندفاع وبصوره إقتضابيه أحاول أن أصف لها ولو مقدار ذره واحده من الحب الهائل الذي يسكن قلبي " وأنا أيضاً أحبكِ أمي أكثر من أي شئ "

إبتسمت لي إبتسامتها البشوشه ثم قبلت مقدمة رأسي مغمغمه " أريد أن أعطيكِ شئً " تابعت بعيناي يدها وهي تمتد لتنتزع القلاده التي تطوق عنقها برفق فأمسكت بيدي وبستطها ثم وضعتها بها لتغلقها تحت نظراتي المستغربه،

عقدتُ حاجباي وأنا أتمعن النظر فيها لونها الفضي الذي يتخلل قمرها ولون النجم الذهبي الذي يتوسط القمر أضاف إليها إمتزاج ألوان رائع، فقط إنها جميله جداً ولطالما أعجبتني

سمعت صوتها الخافقت وهي تنبس وكأنها قرأت أفكاري " أعلم بأنها تعجبكِ كثيراً، إنها لكِ الأن، يوماً ما نجمتي الصغيره ستجدين قمركِ وعندما تفعلين لا تتخلى عنه مهما حدث ، لا تكوني مثلي" تكن الكلمات تخرج من صغرها وهي شاردة الذهن تنظر إلى نقطه ثابته خلفي

أصغيت لحديثها جيداً عدي ذلك الجزء المتعلق بتخليها عن قمرها هي تعني شخصاً ما ربما "لاكن امي" حاولت إعطائها لها فأنا أعلم كم هي عزيزه على قلبها ولاكنها نفت برأسها لتمسكها ثم لفتها حول عنقي لتغلقها مردفه" لا تنزعيها عن عنقكِ مهما حدث وهكذا أينما تكونين سأكون معكِ"

ثم توقفت لتسعل بقوه عدة مرات متتاليه وسرعان ما أمسكت بالمنديل لتضعه على فمها ثم أبعدته لتخفيه بين يديها بعدما تحول لونه للون الأحمر ثم تمتمت بخفوت مردفه "كما أنني اريدك أَن تعديني بشئ . . . . . عديني بأن تكوني قويه مهما حدث بأن لا تدعي أحداً يحبطكِ أو يضعفكِ . . . وبأن تجعليني فخوه بكِ كما كنت دائماً، عديني بأن تكوني تاليا إبنتي " لما تتحدث وكأنها تودعني هذا يمزق قلبي

"اعدك امي" تمتمت بعبوس وانا اندفع لأحتضنها مره أخري وأدفن رأسي في عنقها مستشعره الأمان
شعرت بشئ دافع يسقي على كتفي وينساب عليه بسلاسه . . . إنه ليس شئ بل دموع أمي تبكي !

" أنا أسفه صغيرتي حقاً أسفه " تمتمت بنبره مرتعشه من بين دموعها وأنفاسها المتسارعه بكت وبكيت معها وأنا أتعلق بها أكثر، ولاكنها لم تتوقف فشدت على حضنها أحاول أن أشعر أنني بجوارها لا أريد افلاتها

" لا تبكي أمي، رجائاً " حدثتها من بين شهقاتي
فأبعدتني ماسحه على وجنتاي "حسناً فلتنامي قليلاً " قالت وهي تمسح دموعي مبتسمه ثم سحبتني لأنام بجوارها رأسي علي صدرها، بينما يديها تحتضنني واليدُ الاخري تمسح على شعري برفق جعلتني أبتسم حتي إنتشلني الظَّلَام وغفوت

____

أبعدت جفناي الملتصقان ببطأ حتى إتضحت لي الرؤيه ونظرت حولي، ها أنا نائمه احتضنها، طبعتُ على خدها قبلة ومن ثم نظرت لساعة الحائط وجدت الساعه تشير إلى الثالثه إلا دقيقه حسناً لقد ضاع يوم عطلتي في النوم ولاكن لا بأس

"امي، هيا إستيقظِ إنها الثالثة عصراً" كنت أفكر في الذهاب لجوله أنا وهي في الحديقه أو ربما تقص لي بعض القصص والحقائق عن الفضاء قصصها رائعه، أريد أن أقضي بجوارها أكبر قدر ممكن

أصبح الأمر مريباً حقاً فمنذ ما يقرب نصف دقيقه وأنا أنادي بإسمها هل هي مرهقه لهذا الحد حقاً
،هززت كتفها برفق في محاوله لإيقاظها ولاكن لا جدوى هل تتجاهلني عامداً؟

بدأ الذعر يدب في قلبي ويسيطر على من فكرة فقدانها "امي" هتفت وأنا أهزها بعنف ولاكن ما من مجيب، حملت يدها لأتأكد من دقات قلبها ولاكنني لم أشعر بشئ، إرتعشت يداي بل وكامل جسدي فسقتطت يدها سقتط وسقط قلبي معها

أنحنيت برأسي لأقرب أذني من شفتيها أمل بأن تلفحني أحدي أنفاسها المفقود ولاكن كل ما قابلته هو البرود وفقط البرود الذي جعلي قلبي يؤلمني

أصحبت الرؤيه ضبابيه بعدما أخذت المياه الدافئه بالتدفق مِن حدقتاي ، فإنتفضت من مكاني سريعاً وركضت للخارج صارخه بالنجده

بحثت بعيناي حتى إستقرت على ليندا الواقفه في نهاية الرواق شاردة الذهن، وما لبثت أن صرخت بإسمها لتأتي إلي "ماذا.. هناك" قالت بصوتٍ متقطع

فأجبت بكلمه واحدة فقط كلمه من ثلاثة حروف كلمه بدونها لما وجد مفهوم التضحيه، لما وجد مفهموم الحب والعطاء دون مقابل، دونها لما وجدت أنت "أمي" نطت بها ولما أجد سوي الظلام يحيط بي

_______

إستيقظت فذعه بخوف وبأنفاس هائجه لم أستطع السيطره عليها أين أمي؟ وأين أنا... ، إنها غرفتي وفراشي الذي أنام عليه

عقدت حاجباي بتسائل ايعقل أن يكون مجرد حلم؟ أغلقت جفناي ثم فتحتهما مره أخرى وتنفست بعمق لأزفر الهواء بإرتعاش، ثم أزحت الغطاء من علي جسدي المهلك

إنخفضت لأرتدي حذائي ثم إتجهت نحو مقبض الباب لأفتحه وخطيت إلى الخارج بعدما أغلقت الباب خلفي، هناك صوت ضجيج أستطيع سماعه بوضوح يملأ المكان

أسرعت بخطواتي نحو الأسفل فرأيت أشخاص لم أرهم قبلاً و مَا أفزعني هو بكاء معظمهم وتمتمتهم بإسم أمي مرتديين الأسود، تسارعت نبضات قلبي ودب الخوف فيَ حتى النخاع لكم من الوقت كنت نائمه

ركضت نحو غرفتها بأقصى ما لدي، وقبل وصولي لمحت ليندا الواقفه بجانب باب غرفتها وهي تبكي بصمت، فناديت بإسمها ولبرهه حدقت بي لتندفع نحوي وهي تحتضنني " ليي_ندا مَاذَا ماا_ذا يحدث" صحت بتقطع وَأَنَا أطالب بتفسير لما يحدث

رفعت محور رأسها لِي ثم قامت بمحاوطه رأسي بكلتا يداها متمتمه بخفوت "تاليا صغيرتي، السيدة إلين . . . السيده إلين... قَد توفيت"

شعرت بوخذ بقلبي وبالعبرات تنساب على خداي بسلاسه " م مستحيل هذا مستحيل أنتِ كاذبه " صراخت بها وانا أحاول الإبتعاد عنها بينما هي تمسكني لما لا تتركني أذهب أريد الذهاب لأمي

" هيا ليندا توقفِ عن مزاحكِ الثقيل هذا سئ" فورما أنهيت كلمتي الأخيره خلال هذه اللحظه رأيت باب غرفة أمي يفتح ولما أشعر سوي بنفسي سوي وبأنني أبتسم بإتساع هامسه بإسمها ولاكن سرعان ما سقطت ابتسامتي ليحتل مكانها الذعر لما رأيته، حروف كلماتي سقطت مني لرؤية أخي بهذه الحاله التي يرثي لها

كان يبكي بحرقه، شعره مبعثر بشده يكاد يغطي عينيه الحمراوتان وعروق يده بارزه من ضغطه علي قبضة يده بقوه، بينما نظره مثبت بالأرض ، ينظر الفراغ للاشئ، عبر من جواري وكأنني غَيْر مرأيه وكأنني لَا يحق لي بتفسير منطقي لما يحدث غير موت أمي فهده مستحيل هي لن تتركني

صرخت بإسمه بعدما إبتعد ولاكنه لم يُجب أكمل سيره بسرعه فلم أشعر بنفسي سوي وأنا أركض ورائه أردد إسمه بصراخ ناحب، خطي خارج القصر لأتبعه ومازال إسْمه لا يفارق لساني بينما هو يبتعد كثيراً عني بخطواته الواسعه " أَخي أرجوكَ لَا تتركني اخي"

___________

ذلك الألم الشديد الذي يحتل قلبها لم يدعها تستوعب بأنها ملقاة على الأرض بشكل يرثي له ومنه

رؤيتها أصبحت مشوشه، رغم ضعفها الشديد ودوار رأسها ولاكنها لَم تستسلم، حاولت النهوض عدة مرات و فِي كل مره كانت تعود لتهوي على الأرض بجسدها الهزيلُ

لم تتوقف عبراتها من النزول متدفقه على خديها ، قاومت ثُقل عيناها بضعف وهي تحاول فتح عينيها مراتٍ ومراتٍ تحاول مقاومة تشنج جسدها ، حاوطت جسدها بيدها في محاوله فاشله لإستشعار الدفئ

لم تلاحظ ذاك الواقف على بعد بضعة سنتيمترات منها،ليتحرك نحرها بخطواتٍ حذرة، إقترب منها حتى إستقر أمامها ، وانحني للأسفل جاذباً إنتباهها
، رَغم الدوار الذي لفها لم يمنعها ذلك من أن تلمح إقتراب بطلها المنشود وهو يتدخل علي الفور

تجمد بصرها علي سطح وجهه بارد النظراتِ لثواني ، فألقت بنفسها علي صدره الصلب وأحاطت بيدها الصغيره خصره

دفنت رأسها في صدره وبين ثنايا ثيابه تستشعر الدفئ وأخذت تبكي بقهر وأنين مصاحب لشهقاتها، بكت علي ما آلت إليه حياتها، بكت علي إفتقادها لحياتها السابقه لإفتقادها والدتها التي تكاد تصدق بأنها قد فارقتها وبل وفارقت الحياه بعد وداعها المهم، لإفتقادها أخاها الذي تركها في الوقت الذي إحتاجته فيه دوناً عن سابقه

رفعت رأسها لتحدق إلي نظراته لها، كان يتأملها بطريقه غريبه اسرتها حدقتاه الرماديه وأثملتها عيناه، إنتقلت ببصرها مِنْ عينيه إلي شفتيه المرسومه بإحترافيه، شعره حالكُ السواد المصفف بعنايه و فكه الحاد المقبوض كقلبها

همست بإسمه بتخدر وبأنفاس مضطربه كان أخر ما نطق لسانها به، قبل أن تسقط مغشياً عليها بين زراعيه

قبل هذه اللحظه كانت قد أدركت بالفعل بأن حياتها ستؤل للتغير مائه وثمانين درجه، وهي أيضاً

فلقد شاء القد أن تكون ذات الثالثة عشر عاماً ضحية له ، شاء القدر أن تدفع برائتها الثمن

كلُ ما أرادته فقط هو حظن دافئ يشعرها بالأمان وينقذها من ظلام قلبها

نهاية العودة بالزمن

___________________________________

اضغطو علي النجمه ⭐ لطفاً

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء الثالث
Коментарі