الجزء الرابع عشر
فهمت مؤخراً خطورة الكتمان وبأن كتمان الحزن أمقط من البوح به فحين يفيض بك الألم هو لن يؤثر عليك من الداخل فقط بل ومن الخارج أيضاً، سيترك جرحاِ عميقاً في جوفك يصعب شفائه
كلما تراكمت خفاياك المؤلم كلما تحولت إلى ألآم جسديه ستدمرك رويداً رويداً ربما لن تدرك ذلك ولاكنك ستصبح هشاً من الداخل أيضاً، قد تتعايش مع هذا الشعور لفترة من حياتك لاكن ماذا إن كان هو كل حياتك؟ فكل منا يشبه القمر لديه جزء مظلم يخفيه
يعجز الكلام أحياناً عن مواساة الذين تحترق قلوبهم؛ ويعجز كل شيء عن مواساة من أثلجت قلوبهم حتى باتت جليداً إتخذ من قسوة الليالي البارده ملاذً ....
أن تشاهد الشخص الذي تحبه ينهار أو ليس على ما يرام هو أكثر إيلاماً مما تعتقد ، جُل ما إتمناه الأن هو أن أراه بخير، لا أريد أن أراه في هكذا حالة ممدداً على هذا الفراش دون حولٍ ولا قوة
" هل أنتِ متأكده بأنكِ لستِ بحاجه لبقائي؟ " تمتم هاري متسائلاً بخفوت وهو يقف بجانبي لأبتسم إبتسامه مرهقه في المقابل ثم أومأت له
" حسناً الدواء بالأسفل هو وبعض الأشياء التي ستحتجينها سأذهب الأن ، إن حدث أي شئٍ لا تترددي بإخباري" أدرت رأسي نحوه بعدما كانت مثبته على إيثان ونبست بنظراتٍ ممتنه" شكراً، أنا مدينه لكَ" نفي هاري برأسه ثم وضع يده على كتفي متمتماً في المقابل " لستِ بحاجه إلى ذلك "
ثم إستدار ليزرع بخطواته الأرض مغادراً؛ فقادتني قدماي لأجلس على الكرسي المقابل لسريره وطوقت كف يده بخاصتي مستذكره حالتي قبل ساعاتٍ من الأن
قبل ساعتين وثلاثون دقيقه
Writer's P. O. V
سُلبت أنفاسها منها وعصف بها كل شيءٍ من الداخل حين صعقت من حرارة جسده الشديده، فما لبثت أناملها مطولاً على جلده حتى إنتفضت فذعه وفي هذا الوقت من الليل ومع كل هذا البرق والرعد
رغماً عنها أدمعت عيناها وأجهشت للبكاء وكأنها باتت عادةً إكتسبتها بينما كانت معدومه، سماء مرتعده بحر مضطرب بأمواجه ونوبة مطر أخرى عنيفه بدأت في الهطول كعبراتها المتألمه بينما ترتعد خوفاً من الداخل
قلبها يدق بسرعه ويدها تجول ماسحةً على وجهه نزولاً حتى ذقنه، إستقامت تندفع نحو هاتف منزلها وأمسكته لتضع إياه على أذنها " هاري " حروف إسمه نبست بها فورما فتح الخط بعد الرنه الثالثه، " هاري أحتاجك" تابعت مستطرقه بصوتٍ متحشرح
" تاليا هل أنتِ بخير ؟ ما بال صوتكِ؟ " تسائل برويه في بداية صوته والقلق يمتزج بحروف كلماته " تاليا، هل تسمعينني ؟" تعالي صوت هاري من الجهه الأخري
جمعت تاليا قوتها لتتمالك أعصابها ثم قطعت خطواتها نحو الأريكه التي يرقد هو عليها بسكون لتجثو على ركبتيها أمامه وبجانب موضع رأسه تحديداً ثم وضعت كف يدها على جبهته لتغمض عينتها لوهله ومن ثم أجابته بعد صمتٍ مطبق " نعم هاري.... أستطيع سماعك، إسمع.... لقد حدثت بعض الأشياء.... ومن المفترض أن... تتحسن الأمور ولاكنها... بطريقه ما إزدادت سوءً ، وبقولي الأمور أقصد إيثان"
رغم محاولاتها الفاشله في السيطره على نبرة صوتها المتقطع هي لم تتمكن من فعل ذلك فالكلمات تتجمد في حلقها تارة وتعجز عن الخروج تارةً أخرى
، " إشرحي لي ماالذي يحدث واللعنه " صاح هاري دون صبر
فتنهدت عميقاً وهي تعيد شعر إيثان مبعده إياه عن جبهته ثم أجابته بإقتضابيه سريعه بعدما إحتجزت الهاتف بين كتفها وأذنها لتتحرك سريعاً نحو الطرف الأخر من الغرفه وإنتشلت وشاحها القطني التي كانت ترتديه مسبقاً في غضون ثانيه" لا أمتلك الوقت للشرح ، فقط تعال بأسرع ما يمكنك "
" حسناً، وداعاً " أغلقت الهاتف فورما صرح هاري لتلقيه على المقعد ومن ثم عاودت الرجوع إلى وضعيتها السابقه فورما لفت وحاوطت رأس إيثان جيداً بالوشاح ، إقتربت حتى دنت منه لتقبل جبهته بنعومه قبله مطوله ثم إستندت بمرفقيها على حافة الأريكه
.
.
لم تتجاوز الدقائق العشرة من الوقت الذي إستغرقه هاري ليتواجد أمام منزلها قارعاً جرزه بحده مراتٍ متتاليه حتى فتح الباب لتظهر من خلفه بعينيها اللامعه "أي ورطه أنتِ واقعه بها؟ " صرح هاري سؤاله بجديه تامه وبحاجبين معقودين
فأشارت تاليا له برأسها بالدخول ليلج أمامها زافراً الهواء بصخب وجالت عيناه المكان حتي ضاقت علي نقطه ثابته وخطي خطوتين للأمام ثم توقف مره أخرى
ترتسم على ملامحه الدهشه التامه بينما تقوده قدماه نحوه حتى توقف ساكناً، ومع إنحنائته مرر يده أمام وجه إيثان مغمض العينين عدة مرات، ثم حدق به من رأسه حتى أخمص قدميه متفحصاً إياه بدقه
إعتدل في وقفته ورمق تاليا بحده متحدثاً بجديه
" هل قتلتيه؟ "، إرتفع حاجبها وإعتلت الصدمه ملامح وجهها لتتقدم إليه ثم دفعته بخفه ليعود إلى الخلف مردفه بسأمٍ بالغ " بالطبع لم أفعل! هل أنت معتوه؟"
" إذاً ما به! ؟ " تمتم هاري بهدوء وهو يخلل أصابعه بين خصل شعره لتعاود تاليا النظر إليه ثم أومأت برأسها مستطرقه ونظرها ليس مثبت لشئ سوي عينيه " حرارتة مرتفعه وجسده يحترق كما إنه فاقد للوعي أعتقد أنه مصاب بالحمي"
" هل يجدر بنا إخذه إلى المستشفى؟ " تسائل وهو يحك خلف رقبته فإلتفتت تاليا إليه ثم نفت برأسها مبرره " إنها الثالثة صباحاً.. في هذا الوقت من الليل وأثناء هذه العاصفه؟ ، لا أعتقد ذلك... لن أجازف بحياته لأخرجه في هذا الجو تحت إي ظرفٍ كان ...."
تنهدت مطولاً وسمحت لقديمها بأن تجول بضع خطواتٍ ذهاباً وإياباً على أرضية الغرفه ثم أردفت وهي تضع يداها على شعرها لتعيده إلى الخلف " حتى الطرق مغلقه ولا نستطيع الإستعانه بطبيب"
" إهدئي سنجد حلاً " نبس هاري مطمأناً إياها ثم تقدم ليقف أمامها واضعاً كفاه على كتفيها، وضغط عليهما بخفه بعدما أدمعت عيناها وهي تحدق بخاصته فأطرقت رأسها للأرض متنهده بعمق
إبتلعت لعابها ببطأ شديد أثناء رفعها لمحور رأسه للأمام قائله " حرارته قد تعدت التسعة والثلاثون بالفعل، أنا خائفه من أن يحدث له مكروه.... لا أعلم ما على فعله "
إنفلتت شهقه خافته من ثغرها لتطلق العنان لدموعها في الإنسياب على طول وجنتيها، فسحبها هاري محتضناً إياها وهو يريت على طول ظهرها ثم إبعدها ليمسح عبراتها بإبهامه قائلاً وهو يرمقها بجديه تامه حاثاً إياها على الهدوء " لن يحدث له أي شئ، ثقي بي هو أقوى مما تعتقدين"
وتوقف ليرفع خنصر يده اليسرى في بداية حديثه مردفاً " أما بشأن الطبيب فأعدك بأنني سأحضر واحداً في أسرع وقت دعي الأمر لي ، أريدك أن تهدئي وأن تجمعي شتاتك الأن "
إبتسمت تاليا إبتسامه خافته ثم أخفضت عيناها نحو الأرض وظلت صامته تماماً بينما لم تبدي ملامح وجهها أي تعبير وكأنها تخطط لخطوتها التاليه، رفعت رأسها متمته بأمتنان ملأ عينيها بدلاً عن الدموع التي جفت " أنت الأفضل "
فإبتسم هاري في المقابل وكاد أن يتحدث لولا كف يدها الذي وضعته عن ثغره مشيره إليه بالتوقف ثم أردفت بخفوت وهي تدير محور رأسها نحو إيثان
" هل تسمع هذا؟"
وبخطواتٍ سريعه إقتربت منه وجلست بجواره على الأريكه بينما إحتل كف يدها بعضاً من خصل شعره وجبينه الساخن، لقد ظنت بأنها سمعت صوته، أو أنه مجرد أنين
تخلل إلى مسامعها صوت هاري والتي ظنت بأنه يحدثها ولاكنها أدركت بأنه يتحدث في الهاتف مولياً إليها ظهره بعدما إلتفتت إليه لذلك لم تكترث لتعود برأسها إلى الأمام
تسمرت فورما رمقت حاجباه الذي عقفهما بينما تخلل لمسامعها أنينه الخفيض والذي يكاد لا يسمع له وكأنه يلهث
مسحت بأناملها على وجنته المتورده صعوداً حتى الكدمه الحمراء بجوار عينه كما أنها مررتها مره أخرى على جرح شفته الضئيل " تاليا " خرجت الكلمه من فمه مثقله وبصعوبه بالغه لترتسم بسمه صغيره علي شفتيها وإضطربت أنفاسها لتمسح على شفتيها بطرف لسانها مبتلعه ماء جوفها ببطأٍ شديد
ثم تمتمت بخفوت في المقابل مجيبه إياه بينما أناملها لم تكف عن العبث بخصل شعره" نعم حُبي، أنا هنا " وطوقت وجهه الدافئ لتزول تلك العقده التي كانت تتوسط حاجبيه بسكونٍ ما
" اعتقد بأنه يعود للوعي " صرح هاري بعدما تنحنح بحرج فإلتفتت إلى تاليا لتومأ مجيبه إياه " ربما، وربما هو فقط يهزي" تنهدت لتستقيم حتى أصبحت تقف بجواره
" لقد دبرت أمر الطبيب، أخبرته بأن حالته خطيره ولاكنه ربما قد يستغرق وقتاً ليصل " إستطرق هاري
" ساعدني في حمله لنممده على فراشي" لم تنتظر تاليا رده فلقد إكتفي بإيمائه وهو يتقدم منها، فوضعت كف يدها أسفل رأسه لتحتضنه أثناء رفعه للأعلى ليرتفع جزعه العلوي أيضاً
وتقدم هاري ليمد يده خلف ضهره ثم رفع ذراع إيثان لتعتلي كتفاه وبخفه رفعه ليستند عليه وفعلت تاليا المثل فورما أبعده هاري قليلاً عن الطريق ليسيرا صعوداً على الدرج
" ألا تنفذ هذه الدرجات! " تمتم هاري من تحت أنفاسه متأوهاً، فتنحنحت تاليا من أسفل أضراسها
وهي تحاول السيطره على خطواتها" إصمد تبقت إثنتان " نبست تاليا في المقابل بصعوبه ثم تمسكت بقوه بظهر إيثان
وبعد بضع خطواتٍ أوصلتهم للغرفه دفعت الباب بقدمها ليلجو للداخل وتابعو السير حتى وصلو للسرير ثم إبتعدت من أمامه لتسهل على هاري وضعه علي السرير
" ويحك هاري! " صاحت تاليا وهي ترمق هاري بنظراتٍ حاده كالسيف، بينما إنتلقت من ثغر إيثان تأوه متألم من إصتدامته بالفراش
وقف هاري كالأبله يطالع نظراتها وهي ترفع قدمي إيثان لتكونا على إستقامه واحده، فأدار مقلتيه في محجريهما فهو لم يلقيه على الفراش بهذا العنف ما ذنبه بأنه ثقيل ليحمله
وتابعها بعينيه وهي تلتف حول الفراش لتفتح النافذه
على مصرعيها ثم أغلقته بالستائر الخفيفه والتي باتت تتحرك بشده بسبب الهواء " ماذا تفعلين؟! " تسائل هاري بإستغراب بادي على ملامحه لتجيبه تاليا علي الفور وكأنها كانت تتوقع سؤاله " يجب أن نهيئ جسده لأن يفقد الحراره لا أن يكتسبها لذا في البداية علينا بتهوئة الغرفه وإبقاء النافذة مفتوحة؛ لتجديد الهواء "
أنهت كلمتها الأخيره لتتحرك نحو الجانب الأخر من الغرفه وخاصتاً نحو الخذانه لتمسك بمقبضيها وسحبتها لينفتح الدرج وبيدها الحره حملت الغطاء الخفيف وبالأخري أغلقت الدرج
ثم زرعت بخطواتها أرض الغرفه لتضع الغطاء على الجزء الشاغر من الفراش ونبست بخفوت وهي تحدق به" هاري هل يمكنك رجائاً إحضار وعاء كبير وملأه بالثلج وإجعل المزيج دافئ بالقليل من الماء الساخن "
أومأ هاري ببسمه صغيره مستطرقاً بكلمة بالتأكيد ليقطع خطواته الواسعه مغادراً الغرفه فتنهدت تاليا وإقتربت من إيثان حتى باتت أمامه مباشرتاً ثم جلست علي طرف السرير وسمحت لأناملها بأن تحط على زر قميصه الأول لتفتحه تلاه الثاني ثم الثالث وما تلاه حتى فُتحت جميع الأزرار وتمكنت من إبعاد القميص ليظهر من أسفله عضلات بطنه فتنهدت ماسحه على أثر إحدى الجروح الواقعه بجوار عظمت ترقوته
ولجزء من الثانيه أغمضت عينها ثم فتحتها لتنفض أفكارها الجمي لخلف رأسها ثم تابعت نزع القميص بدايةً من زراعة اليمني ثم اليسرى، وأمسكت به لتلقيه على المقعد الذي يجاور الجدار
إستدارت بجزعها لتدير رأسها وإمتدت أناملها لفك عقدتي حذائه ثم نزعته برفق واحد تلو الأخر تلتها الجوارب، وإبتلعت ماء جوفها بحاجبين معقوفين وتركيز تام وهي تنزع حزام بنطاله ببطأ ثم دارت بأناملها لتفتح الزر المغلق
ولاكنها توقفت فورما أخفضت القماش قليلاً لتتجه أصابع يدها بتلقائيه نحو الوشم الذي يقع أعلى فخذه الأيمن وفي نهاية خصره في منطقة وركه تحديداً
وجالت عليه.. بدايته خط قصير تعتليه نقطتان تجاور بعضهما ثم خط طويل يلتصق بالخط الذي سبقه مسافه صغيره وبداية خط طويل أخر إلتصق به خط قصير وذات النقطتين ثم خط طويل يلتصق به في نهايته بدي وكأنه كلمه بلغه ما لم تتأكد من هويتها
أخفت فضولها لتهز رأسها مكمله إزاحة البنطال، وتحمحمت بحرج وهي تنظر للجهه الأخري ريثما تنترع بنطاله بصعوبه بالغه حتى إنتهت وإستقامت لتضعه فوق القميص
ثم عادت خطوتين نحو الفراش لتمسك بالغطاء بينما نظرها مثبت إلى الأرض وهي تتحاشي النظر إليه بكل دواخلها، اللعنه التي إنتقلت من ثغرها تلتها إرتفاع محور رأسها وحدقتيها حتى ثُبتت عليه
" هذا مشهد سأحب أن أستيقظ عليه كل يوم! " الصوت الذي صدح فجأة دون سابق أجفلها لتدير رأسها للخلف بسرعه بعدما كتمت شهقتها التي إنحرفت لآه صغيره
رمقت هاري بإندهاش بعدما أدركت بأنه يقف بجوارها فهي لم تلاحظ وجوده ؛ ثم حدقت بالوعاء الذي يتوسط كفيه فخطفت نظره هيئة إيثان
ثم بحركه سريعه بسطت الغطاء وبخفه ألقته على جسده لينساب بمثاليه عليه، لقد قطعت شوطاً كبيراً عن طريق إزالة الملابس الثقيلة بأخرى خفيفة، واختيار بطانية خفيفة لتغطية الجسم لتحافظ على رطوبة جسده
حملت الوعاء لتأخذه من هاري وهي ترمقه بحده وسارت لتضعه على المنضضه " ما بالك كنت أمزح.... أو ربما لا أفعل" أتاها صوت هاري الساخر لتهز رأسها يميناً ويساراً بعدما سمعت جملته الأخيره والتي تعمد بها إغاظتها ثم سارت نحو المرحاض متجاهله إياه
" الكثير من المناشف؟ ألا تفي واحده بالغرض؟ " تسائل هاري متفحصاً عدد المناشف التي توسطت راحة يديها فورما خطت لخارج الحمام بعد ثواني ومن ثم تحركات يدها وهي تخللهم بالماء جيداً واحده تلو الأخري
" لا من المفترض وضع الكمادات الباردة على الجبين، والفخذين، وتحت الإبطين وذلك يعادل خمس مناشف على الأقل " أجابته دون الإلتفات أثناء وضعها المنشفه الأخيره في الوعاء ليتخللها الماء
ثم بخفه رفعتها لتعتصرها بين يديها جيداً ثم قامت بثنيها ووضعتها علي جبينه ولم تنتظر اتمسك بالثانيه وفعلت المثل لتبعد الغطاء عن صدره بالكامل ثم رفعت زراعه قليلاً ليتثني لها الفرصه لتثبيت المنشفه
" لم أكن أعلم بأن لديكِ ثقافه كبيره في هكذا أمور " قال بسرعه بطريقتك المعتاده في السخريه لتخطف تاليا نظره عليه ريثما تعصر المنشفه ثم تنهدت مجيبه إياه بتلقائيه
" تعلم أنني بتت مهتمه بأمور الطب هذه منذ ......" توقفت لتزفر الهواء بحنق ثم قضمت شفتاها لتكمل توزيع المناشف مستطرقه بهمس خافت" إنسى الأمر "
عقد هاري زراعيه على صدره وفضل الصمت ومراقبتهما أثناء جلوسه الهادئ علي الأريكه المجاوره للخزانه
مرت الكثير من الدقائق وثلاثتهم على ذات الوضعيه إيثان الغائب عن الوعي وتاليا التي تستبدل المناشف الدافئه بأخري بارده بين الحين والأخر وهاري الجالس على الأريكه في إنتظار مهاتفة الطبيب له بعدما بعث له بالموقع منذ نصف ساعه
قاطع الصمتُ المطبق على المكان رنين الهاتف الذي يتوسط كف هاري ليستقيم بإقتضابيه بعدما أبصر رقم الطبيب على شاشة الهاتف سار نحو النافذه ليحدق من خلالها لوهله حتى أبصر ما إبتغاه، محور رأسه الذي حاد نحوها مدركاً نظرها نحوه ليومأ لها سبق إجابته على الهاتف ووضعه إياه على أذنه ريثما خرج من الغرفه
نهاية العوده بالزمن
Taliaa P.O.V
كيف لم ألاحظ منذ زمن تلك العيون الفضيه اللمعه التي كانت تراقباني بشغف، تلك المشعه بنور القمر المسكوب داخلها ووهج البدر المنعكس على البحر الأزرق
لم ألاحظ كيف كان في غاية الثبات بينما بداخله حروب جمي؛ كان يحارب في الظلام وكان ممثل بارع للغايه حيث لم يمكنني من ملاحظة حبه الذي دام ثماني سنوات
ما يمنحني الأمل هو أننا سنتخطي ذلك وتتحسن الأمور؛ سأكون حارصةً على ذلك
إنها الحادية عشر صباحاً ولازلت لم أنم ولو لجزء من الثانيه وكيف يُغمض لي جفن وكل تلك الأفكار تتدافع في رأسي لتفتك به دون رحمه...
كان إيثان ليستيقظ قبل أن يغُم الهلال لولا المخدر الذي حقنه الطبيب في زراعه لكي لا يستفيق وعيه قبل جسده
ما صور لي بأنه بدأ يستيقظ هو صوته الخافت والذي غمغم يه بصوت خفيض ريثما يصارع كابوسه المقيط
" لا..... لا.. توقف ...." على الفور إستقمت رغماً عني بحركه إقتضابيه وجلست على طرف الفراش بجواره فميزت العقده التي تشكلت بين حاجبيه وأنفاسه التي بدأت تضطرب شيءً فشيءً حتى بات يستنشق الهواء من فمه ليجاري حاجته للأكسجين
أمسكت بكف يده وضغطت عليه بخفه وإستدركت
" لا بأس إيثان، أنا بجوارك "، رفعت يدي الأخري وتلمست بأناملي وجنته صعوداً ونزولاً حتى هدأ نسبياً
ثم تحسست براحة يدي جبينه حرارته إنخفضت تماماً، وإستقمت لأهندم الغطاء عليه ثم زرعت الغرفه بخطواتي هبوطاً للأسفل بعدما ألقيت عليه نظره سريعه
جسدي ينهت ألماً بسبب حاجتي للنوم رغم أن حذره لم يصل إلي جفناي ، من كان ليصدق؟ كل هذه الحقائق والمشاعر إنتابوني في يوم واحد
حين أتى الطبيب وفحص إيثان قال أنه يعاني من حمى مرتفعه من المرحله الرابعه وفسرها بأن إحدى مسبباتها هو إفتقار جسده للغذاء بشده مما أودي لمناعته بالتضرر حتى باتت ضعيفه بالقدر الكافي الذي يمكن أي فيروس قوي من إصابته
أما تفسير الوحيد بأنه كان يغرق نفسه في تفاصيل حياتيه قبل أن يغرقه الألم في تفاصيله
نتصنع أحياناً أننا تخلصنا من كل الآلام والأوجاع المحدقه بمجرد مرور الأيام ونغلق قلوبنا ونتناسيي لاكننا في الواقع اختزناها داخلنا بعيداً عن يد الزمن وأعين النسيان
لأكون صريحه في فتره طويله في حياتي كنت لا أستطيع مرافقة السعداء.... ضحكاتهم وإيجابيتهم كانت تشعرني بالألم لربما لأن جزءً ما بداخلي كان يتمنى كل يوم بأن يشعر بما يعتليهم حينما لم أكن أملك أي طاقه
الإنطفاء كان يسامر كل خليه من جسدي كانت إنفاسي دائما ما تتخذ تنهيدات وكأنني أخوض حرباً خاسره بداخلي لأنزع الحزن، ولأنني لم أستطع مجاراتهم كنت دائماً ما أتمعن في الأشياء وأدقق في تفاصيلها لأحدد عيوبها كنت أبحث عن الأشياء المحزنه لأواسي نفسي بها بل كنت أميل لمَ لا يحرك مشاعري الدفينه كنت أفتش هنا وهناك حتى أنني لم أكن أستمع سوي للموسيقه الحزينه لأنني أردت أن أثبت لنفسي بأنني لست الوحيده الحزينه
ولاكنني أدركت أن السعاده عدوى فمرافقة السعداء تجعلك تنسى اللهم وتتحايل على الحياة بسرقة إبتسامه وشعور باخع لا يزول أثره
بعدما مرت عشرون دقيقه كانت خطوتي التاليه هي إتخاذ خطواطي لخارج المطبخ تاركه خلفي إناء الحساء يطهي على نار الموقد الهادئه
صعدت للأعلى ودفعت الباب الشبه مفتوح لأترك المجال لجسدي بالتقدم للداخل وناحية فراشي بخطواتي البطيئه
أعدت شعري المتناثر بعيداً عن عيناي ورفعته للأعلى لألفه على شكل كعكه غير مهندمه بلا إكتراث وثم دفعت الكرسي بقدمي لأسحبه لأمام السرير أكثر وجلست عليه
أسندت رأسي علي الكرسي وتنهدت حين جالت عيناي علي وجهه وخاصتاً عيناه التي لازالت مغلقه
ماذا أفعل من بعدك يا رجل إن ما أردت الرحيل يوماً وتركي وحيده وماذا أفعل إن لم يكن مستقبلي وحاضري هو أنت، هل تظن بأنني أريد هذا الحب الجنوني هذا الهوس والألم؟
إنني خائفه للغايه خائفه من ما إن حدث شيء لك وفقدتك للأبد لأنني لن أقوى على عيش دقيقه واحده من بعدك ولأنني أدرك تماماً أن الحب هو نعمه ونقمته هي الفقدان
" إيثان لا أدري إن كنت تسمعني أم لا " تحرك لساني في ثغري ليخرج كلماتي الهامسه حين إعتدلت في جلستي وخللت أنامل يدي اليسري في اليمني
ثم إبتلعت ماء جوفي ببطأ وأنا أطرق رأسي نحو يدي وتابعت " لاكن هذا بأكمله خطئي " لم أقوى على رفع رأسي والنظر إليه ودفعت نفسي لإستكمال حديثي والبوح بكل ما يعتريني الأن" لقد كنت أنانيه "
" لأنني لم أتمكن من رؤية صورتك الكامله " قضمت شفتاي فورما أنهيت جملتي ريثما أعبث في أصابعي وافركها بحركات سريعه
" كنت أسعى لسعادتي فقط " إستكملت بعدما درت بلساني علي شفتاي لأمسح عليها مراتٍ ومرات في محاوله لإخراج الكلمات من ثغري وكأن رطوبة شفتاي ستجعل الحروف تنزلق رغماً عنها
" لم أشعر بكم كنت تعاني في أعماقك " وهنا رفعت محور راسي نحوه لأميل برأسي قليلاً متأمله إياه نزولاً حتى كف يده القريب مني والذي أغواني لأن أمسك به لكي أثبت لنفسي وجوده
إنحنيت لأستند بمرفقاي على ركبتاي وثبتت حدقتاي على أصابع يده الدافئه التي تستقر بين خاصتي وأردفت مستطرقه " حين تثاقل جسدك فوقي وتلاشي نبض قلبك شعرت بالرعب... بخوفٍ شديد وخاصتاً لأنني لم أصرح لك عن مشاعري نحوك بشكل واضح ولم أقل "
أغلقت عيناي وبكل ما يحمله قلبي من أحاسيس مرهفه وبقدر الحب الذي يستوطنه صرحت له رغم تجمد الكلمات في حلقي لربما لأن وقع الكلمات في أذاني كان له أثر أخر " أنا أحبك إيثان أكثر من أي شخص في هذا العالم وأنا أسفه للغايه "
شعرت بمقاومه بين يداي وبكفه ينسحب تاركاً ورائه يدي التي إنتفضت برداً وقبل أن أفهم ما يحدث شعرت بضغط على جانب وجهيي ووجنتي في البدايه ومن ثم بحركات رقيقه دافئه
حين فتحت عيناي وأزلت إلتصاق جفناي رأيت يده الممتده ومن ثم عيناه المفتوحتان مباشرتاً فسرت رعشه طفيفه في جسدي من أثر نظراته الناعسه لي ولأنه وأخيراً قد إستيقظ بعد ساعاتٍ مرت كالدهر بالنسبه لي
" كيف تشعر؟ " خرجت الكلمات مني بإرتجاليه بعدما ملت برأسي أكثر نحو راحة يده وأنا أحاول تجاهل الدماء التي أشعر بها تُضخ بعنف إلى وجنتاي الأن
لربما هو يشعر الأن أن الموازين قد إنقلبت وكل شئٍ أصبح رأساً على عقب
" بالإنتشاء " أجابني بصوته الشجي والذي إمتزج ببحه مثيره وأكاد أجزم بأنه غمز لي لبرهه وهو يشير بعيناه نحو خداي وإرتفع طرف فمه ليبتسم بجانبيه
إبتلعت لعابي الذي كاد يبلل شفتاي ثم رمشت بسرعه في محاوله لإزالة التوتر الذي إنتشر في الوسط أو ربما وسطى
وأمسكت بكف يده الذي لازال علي وجههي ثم أبعدته بخفه لأخفضه ثم نظرت له مره أخرى فميزت يده التي تفرك عيناه ووجهه هو لازال يستعيد وعيه أو بالأحرى يجمع قواه
أبعد يده وقام برفع الغطاء عن جسده لينظر أسفله وهو يتمتم بتسائل " هل أنا عاري؟ " لم أستطع منع إبتسامتي من الظهور لتحتل ثغري ثم رفعت حاجباي مجيبه إياه " لا فلقد تركت لك قطعه " احب هذا الجزء المشاكس منه والذي يشعرني بأنه إبني!
" تعلمين أنني لم أكن لأمانع على أي حال " إنه يتعمد بعثرتي بكلماته ليري تلك الفتاة ذو البشره الحمراء واللسان المعقود التي لم أظهرها لأي شخص سواه وأعلم أنني إن لم أغير مجري الحديث الأن سيتخذ مجري أخر
إستقمت ببطئ وجلست على طرف الفراش بجواره ثم إقتربت منه شيئاً فشيئاً حتى إستندت على الوسائد ليتخذ جسدي شبه إستلقاء حينها رفع عينيه وميزني إقترب بدوره ووضع رأسه على ذراعي وجزء من صدري وكأنه يستشعر الدفئ تاركاً بسمه كبيره تتوسط شفتاي
لم أستطع مقاومة شعره وخللت أصابعه بين خصله وأنا أعبث به، شعرت بذراعه تلتف حولي وتقربني أكثر فأبعدت شعره عن جبهته لأبصر عيناه التي أغلقت ، لا أستطيع إنكار الفراشات التي تتطاير في معدتي الأن كأنفاسي التي أثقلت بسبب خاصته
توقفت أناملي على جبهته حين إستشعرت الدفئ والحراره الخافته التي تنبعث من جلده، لقد نسيت تماماً أمر الدواء وأمر حاجته لتناول الطعام بشكل كبير ليتمكن جسده من الشفاء
عاود فتح عينيه ذو الرموش الكثيفه وقبل أن أتحدث شعرت بأنامله تعبث في طرف قميصي وهو يرفعه رويداً دويداً حتى أظهر جزءً كبيراً من خصري وتلمس جلدي بطرف إبهامه تاركاً الرعشة تسري في سائر جسدي
أعلم بأنه يستمتع بجعلي مشتته وخاصتاً بعدما باتت أنفاسي المتسارعه كوقع الموسيقي على أذنيه، لا أستطيع إنني أحمر خجلً بينما أنفاسي و دقات قلبي كلاهما ينافس الأخر في السرعه
" إيث " نبست بإسمه لأنببه لي، إفتقدت ذاتي الطفوليه وتفضيلي لمناداته بإيث بدل إيثان لأن هذا اللقب كان خاصاً بي، راقبت محور رأسه الذي إرتفع ليهمهم لي بإبتسامته الرقيقه التي تطغى على عينيه أكثر من شفتيه
إبتلعت ماء جوفي ببطأ وسيطرت على أنفاسي وأنا أبعد يده لأردف " متى كانت أخر مره تناولت بها شيئاً؟ " نعم هذا كان أفضل ما خطر على عقلي لأقوله كصوره إرتجاليه ليس منه ومن ما يريده ولاكن من أنني لا أستطيع مقاومة سحره
" لا أدري، منذ يومين ربما؟ " قال بطريقه سريعة في نهاية حديثه فعقدت حاجباي بشده وزفرت الهواء بينما أناظره بنظرات تأنيب لأضربه بخفه في كتفه ومن ثم هتفت بعناد وشفاه مزمومه " أكرهك"
حين أجابني ظننت أنني أتوهم ولاكن صدى صوته تردد للمره الثانيه في عقلي " وأنا أُحِبُكِ " قالها بإبتسامه مستمتعه للغايه ولم يكتفى بذلك فلقد إتسعت إبتسامته لتبرز العروق في جبهته برجوليه مفرطه، آهٍ يا قلبي ماذا أصابك
فرجت شفتاي لأتحدث ولاكنني لم أستطع الكلمات كانت تتجمد وتعلق في حلقي لذا إنسحبت بإقتضابيه مبتعده لأستقيم تاركه رأسه يرتطم بالسرير وكل ذلك في جزء من الثانيه ثم تحركت يداي في الهواء ريثما أحاول الحديث " الحساء سيحترق " ثم قطعت خطواتي السريعه للأسفل
في الحقيقه إن تصاعد الدخان من منزلي لن يكون الحساء هو السبب بل قلبي الذي يشتعل هنا
وقع الكلمه على قلبي قد أصابه بالجنون فلقد أصبح ينبض أكثر من مائة نبضه في الدقيقه الواحده
أشعر وكأنني مراهقه أخبرها أشهر فتيان المدرسه الثانويه وأوسمهم بأنه يكن لها المشاعر كما تفعل هي
فورما خطوت من مدخل المطبخ فورما إستندت على جداره وأنا أحاول موازنة جسدي بينما وضعت يدي لأضغط بقوه في موضع قلبي وأغمضت عيناي لكي لا يغشي علي ولم أعد أشعر بجسدي حتى
لطالما ظننت بأن كلمة أحبك حين يقولها ستجعلني أشعر بمشاعر باخعه ولاكن ليس لهذا الحد
.
.
مرت عشر دقائق فقط كنت قد تمكنت خلالها من إستعادة رباطة جأشي وتقدمت بخطواتي نحوه بينما كان يعبث في هاتفه فألقيت نظره سريعه على بنطاله الذي كان في غير موضعه ثم وضعت الصينيه علي المنضضه التي تجاور السرير وجلست بجواره فإعتدل في جلسته متمعناً النظر لي
ناولته الدواء وكوب الماء ولاكنه رفض أخذه مني بل ثني يداه ووضعهما خلف رأسه ثم فتح فمه لي ورفع حاجبه بإستفزاز، هو يريدني أن أهتم به ويتضمن ذلك تدليلي له بإطعامه الطعام في فمه بنفسي
وإن يكن!..، أفرغت حبات الدواء الخمس في راحة يدي ثم وضعتها في ثغره وأمسكت بكوب الماء وقربته من شفتيه حتى إرتشف منه بالقدر الذي يحتاجه
وضعت الكوب على الجزء الشاغر من المنضضه ثم أمسكت بإناء الحساء الساخن وأمسكت بالملعقه لأقلبه حتى يبرد، ثم ملأت الملعقه ومسحت أسفلها في طرف الطبق
وقربتها من ثغري قليلاً ثم نفخت في محتوى الملعقه حتي يبرد الحساء ولكي لا يحرقه ثم أشربته إياه وما خالف توقعاتي بأنه أعجبه بل وأصدر صوت همهمه متلذذه بشكل مبالغ ربما؟
أعلم بأن طعمه لا يقارن بأي طعام أخرى ليس لأنني من طهوته بل لأن الحساء معد من مزيج من الجزر والطماطم والبروكلي
إبتسمت بخفه وتابعت إطعامه بتركيز تحت نظراته الثاقبه حتى إنتهى الحساء لأضع القدر الفارغ على الصينيه ، وتوسطت يدي جبهته لأتفحص حرارة جسده والتي لازلت دافئه
فتنحنحت مطالبه إياه وأنا أمسح على جانب ذقنه " عليك بأن تستحم " وكدت أقف على قدماي لولا يده التي أمسكت برثغي لتثبتني وبدي جدياً للمره الأولى بعدما إستيقظ
" أعلم بأنك لم تحسمي قرارك بعد بشأني وأن لديكي كامل الحق في التخلي عني لاكن أريدك أن تعلمي أنني إقترفت الكثير من الأخطاء طوال سنوات حياتي ولاكنني لم أندم على أي منها كندمي حين رأيت النظر على وجهك ذاك اليوم "
رفعت يدي لأثبت أناملي على رقبته الطويله ومسحت عليها بإبهامي وإبتسمت له بصدق لأردف
" حين تسوء الأمور لا تدفعني بعيداً " أجل سامحته وسأفعل حتى وإن لم أكن أتصرف على هذا النحو " أعدك " قالها بعيناه التي اشعت بالنور وبإبتسامه وصلت لعينه
وحينها شاهدته وهو يبعد الغطاء عن جسده ويستقيم وكأنه لم يكن نائماً لعشر ساعات، أخفضت بصري فورما سار في الغرفه... لا بأس سأعتاد على هذا مع الوقت
سمعت الباب يغلق خلفه فإستقمت أيضاً وحملت الصينيه وزرعت خطواطي هبوطاً الأسفل
وحين إنتهيت من غسل الأطباق وترتيب الفوضى العارمه منذ أمس ثم سرت نحو المرحاض في الطابق الأول والمجاور للمطبخ
إستندت بيدي على حافة الحوض ثم فتحت الصنبور المياه البارده ودون سابق إنذار إنحنيت ووضت رأسي بأكمله أسفل المياه وبدأت بفرك شعري لينسدل للأسفل حتى تخلله الماء وتدفق على فروة رأسي بأكملها
رغم برودة الماء إلى أنها جعلتني أستفيق ولأنني مازلت لم أنم بدأت قواي تخور ، أغلقت الصنبور بعد دقائق إستغرقتها في الإستمتاع بالماء ثم أمسكت بالمنشفه لأجفف وجهي ثم جففت شعري جيداً
وإتجهت نحو غرفة المعيشه حين رأيت الجاكيت خاصة إيثان منذ أمس والغريب في الأمر أنه بدي ثقيلاً لي عندما حملته
بحركه غير إراديه تحسست الجاكيت حتى توقفت أناملي على شيءٍ صلبي فعقدت حاجباي وانا ابحث عن الجيب الذي يحتويه حتى خللت اصابعي خلاله لاتلمس شيئاً بارد فأخرجته ، إنه مسدس واللعنه...
جرس الباب رن فجأه فإنتفضت ولأنني أخاف من هذا الشيء الذي يتوسط يداي رؤيته فقط تبث الرعب في لأنني لطالما كرهت العنف
هززت رأسي وسرت بخطوات واسعه نحو الباب وقبل أن افتحه وضعت المسدس على المنضضه بأطراف اصابعي ومن ثم غطيتها بالجاكيت جيداً ثم فتحت الباب
" مارك " همست بإستغراب حين رأيت أخي يقف أمامي، لما لا ينفك الجميع أن يصدموني منذ ليلة أمس
فتح مارك فمه ليتحدث ولاكنه أغلقه فورما أدار عينيه بعيداً عني بل وثبتها على شيءٍ ما خلفي فأدرت راسي بدوري لأبصر إيثان وهو يهبط درجات السلم برزانه ووقار وبشعره المبتل وثيابه التي كان يرتديها بالأمس من قميصه المفتوح وسرواله
أدرت راسي نحو مارك مره أخرى فنظر لي وتمتم بحاجبين معقودين " مالذي يفعله هنا؟! " فتنهدت ولم أجبه وأنا أراقب نظراته التي ثبتها على شعري المبتل ومن ثم علي هيئة إيثان ، لقد فهم الأمر بشكل خاطىء للغايه
لا أعلم مالذي حدث ولاكنني قد دفعت بعيداً عن الطريق لأستند على الباب وأخر ما رأيته هو مارك يعتلي إيثان ويمرر له الضربات
___
يتبع....
كلما تراكمت خفاياك المؤلم كلما تحولت إلى ألآم جسديه ستدمرك رويداً رويداً ربما لن تدرك ذلك ولاكنك ستصبح هشاً من الداخل أيضاً، قد تتعايش مع هذا الشعور لفترة من حياتك لاكن ماذا إن كان هو كل حياتك؟ فكل منا يشبه القمر لديه جزء مظلم يخفيه
يعجز الكلام أحياناً عن مواساة الذين تحترق قلوبهم؛ ويعجز كل شيء عن مواساة من أثلجت قلوبهم حتى باتت جليداً إتخذ من قسوة الليالي البارده ملاذً ....
أن تشاهد الشخص الذي تحبه ينهار أو ليس على ما يرام هو أكثر إيلاماً مما تعتقد ، جُل ما إتمناه الأن هو أن أراه بخير، لا أريد أن أراه في هكذا حالة ممدداً على هذا الفراش دون حولٍ ولا قوة
" هل أنتِ متأكده بأنكِ لستِ بحاجه لبقائي؟ " تمتم هاري متسائلاً بخفوت وهو يقف بجانبي لأبتسم إبتسامه مرهقه في المقابل ثم أومأت له
" حسناً الدواء بالأسفل هو وبعض الأشياء التي ستحتجينها سأذهب الأن ، إن حدث أي شئٍ لا تترددي بإخباري" أدرت رأسي نحوه بعدما كانت مثبته على إيثان ونبست بنظراتٍ ممتنه" شكراً، أنا مدينه لكَ" نفي هاري برأسه ثم وضع يده على كتفي متمتماً في المقابل " لستِ بحاجه إلى ذلك "
ثم إستدار ليزرع بخطواته الأرض مغادراً؛ فقادتني قدماي لأجلس على الكرسي المقابل لسريره وطوقت كف يده بخاصتي مستذكره حالتي قبل ساعاتٍ من الأن
قبل ساعتين وثلاثون دقيقه
Writer's P. O. V
سُلبت أنفاسها منها وعصف بها كل شيءٍ من الداخل حين صعقت من حرارة جسده الشديده، فما لبثت أناملها مطولاً على جلده حتى إنتفضت فذعه وفي هذا الوقت من الليل ومع كل هذا البرق والرعد
رغماً عنها أدمعت عيناها وأجهشت للبكاء وكأنها باتت عادةً إكتسبتها بينما كانت معدومه، سماء مرتعده بحر مضطرب بأمواجه ونوبة مطر أخرى عنيفه بدأت في الهطول كعبراتها المتألمه بينما ترتعد خوفاً من الداخل
قلبها يدق بسرعه ويدها تجول ماسحةً على وجهه نزولاً حتى ذقنه، إستقامت تندفع نحو هاتف منزلها وأمسكته لتضع إياه على أذنها " هاري " حروف إسمه نبست بها فورما فتح الخط بعد الرنه الثالثه، " هاري أحتاجك" تابعت مستطرقه بصوتٍ متحشرح
" تاليا هل أنتِ بخير ؟ ما بال صوتكِ؟ " تسائل برويه في بداية صوته والقلق يمتزج بحروف كلماته " تاليا، هل تسمعينني ؟" تعالي صوت هاري من الجهه الأخري
جمعت تاليا قوتها لتتمالك أعصابها ثم قطعت خطواتها نحو الأريكه التي يرقد هو عليها بسكون لتجثو على ركبتيها أمامه وبجانب موضع رأسه تحديداً ثم وضعت كف يدها على جبهته لتغمض عينتها لوهله ومن ثم أجابته بعد صمتٍ مطبق " نعم هاري.... أستطيع سماعك، إسمع.... لقد حدثت بعض الأشياء.... ومن المفترض أن... تتحسن الأمور ولاكنها... بطريقه ما إزدادت سوءً ، وبقولي الأمور أقصد إيثان"
رغم محاولاتها الفاشله في السيطره على نبرة صوتها المتقطع هي لم تتمكن من فعل ذلك فالكلمات تتجمد في حلقها تارة وتعجز عن الخروج تارةً أخرى
، " إشرحي لي ماالذي يحدث واللعنه " صاح هاري دون صبر
فتنهدت عميقاً وهي تعيد شعر إيثان مبعده إياه عن جبهته ثم أجابته بإقتضابيه سريعه بعدما إحتجزت الهاتف بين كتفها وأذنها لتتحرك سريعاً نحو الطرف الأخر من الغرفه وإنتشلت وشاحها القطني التي كانت ترتديه مسبقاً في غضون ثانيه" لا أمتلك الوقت للشرح ، فقط تعال بأسرع ما يمكنك "
" حسناً، وداعاً " أغلقت الهاتف فورما صرح هاري لتلقيه على المقعد ومن ثم عاودت الرجوع إلى وضعيتها السابقه فورما لفت وحاوطت رأس إيثان جيداً بالوشاح ، إقتربت حتى دنت منه لتقبل جبهته بنعومه قبله مطوله ثم إستندت بمرفقيها على حافة الأريكه
.
.
لم تتجاوز الدقائق العشرة من الوقت الذي إستغرقه هاري ليتواجد أمام منزلها قارعاً جرزه بحده مراتٍ متتاليه حتى فتح الباب لتظهر من خلفه بعينيها اللامعه "أي ورطه أنتِ واقعه بها؟ " صرح هاري سؤاله بجديه تامه وبحاجبين معقودين
فأشارت تاليا له برأسها بالدخول ليلج أمامها زافراً الهواء بصخب وجالت عيناه المكان حتي ضاقت علي نقطه ثابته وخطي خطوتين للأمام ثم توقف مره أخرى
ترتسم على ملامحه الدهشه التامه بينما تقوده قدماه نحوه حتى توقف ساكناً، ومع إنحنائته مرر يده أمام وجه إيثان مغمض العينين عدة مرات، ثم حدق به من رأسه حتى أخمص قدميه متفحصاً إياه بدقه
إعتدل في وقفته ورمق تاليا بحده متحدثاً بجديه
" هل قتلتيه؟ "، إرتفع حاجبها وإعتلت الصدمه ملامح وجهها لتتقدم إليه ثم دفعته بخفه ليعود إلى الخلف مردفه بسأمٍ بالغ " بالطبع لم أفعل! هل أنت معتوه؟"
" إذاً ما به! ؟ " تمتم هاري بهدوء وهو يخلل أصابعه بين خصل شعره لتعاود تاليا النظر إليه ثم أومأت برأسها مستطرقه ونظرها ليس مثبت لشئ سوي عينيه " حرارتة مرتفعه وجسده يحترق كما إنه فاقد للوعي أعتقد أنه مصاب بالحمي"
" هل يجدر بنا إخذه إلى المستشفى؟ " تسائل وهو يحك خلف رقبته فإلتفتت تاليا إليه ثم نفت برأسها مبرره " إنها الثالثة صباحاً.. في هذا الوقت من الليل وأثناء هذه العاصفه؟ ، لا أعتقد ذلك... لن أجازف بحياته لأخرجه في هذا الجو تحت إي ظرفٍ كان ...."
تنهدت مطولاً وسمحت لقديمها بأن تجول بضع خطواتٍ ذهاباً وإياباً على أرضية الغرفه ثم أردفت وهي تضع يداها على شعرها لتعيده إلى الخلف " حتى الطرق مغلقه ولا نستطيع الإستعانه بطبيب"
" إهدئي سنجد حلاً " نبس هاري مطمأناً إياها ثم تقدم ليقف أمامها واضعاً كفاه على كتفيها، وضغط عليهما بخفه بعدما أدمعت عيناها وهي تحدق بخاصته فأطرقت رأسها للأرض متنهده بعمق
إبتلعت لعابها ببطأ شديد أثناء رفعها لمحور رأسه للأمام قائله " حرارته قد تعدت التسعة والثلاثون بالفعل، أنا خائفه من أن يحدث له مكروه.... لا أعلم ما على فعله "
إنفلتت شهقه خافته من ثغرها لتطلق العنان لدموعها في الإنسياب على طول وجنتيها، فسحبها هاري محتضناً إياها وهو يريت على طول ظهرها ثم إبعدها ليمسح عبراتها بإبهامه قائلاً وهو يرمقها بجديه تامه حاثاً إياها على الهدوء " لن يحدث له أي شئ، ثقي بي هو أقوى مما تعتقدين"
وتوقف ليرفع خنصر يده اليسرى في بداية حديثه مردفاً " أما بشأن الطبيب فأعدك بأنني سأحضر واحداً في أسرع وقت دعي الأمر لي ، أريدك أن تهدئي وأن تجمعي شتاتك الأن "
إبتسمت تاليا إبتسامه خافته ثم أخفضت عيناها نحو الأرض وظلت صامته تماماً بينما لم تبدي ملامح وجهها أي تعبير وكأنها تخطط لخطوتها التاليه، رفعت رأسها متمته بأمتنان ملأ عينيها بدلاً عن الدموع التي جفت " أنت الأفضل "
فإبتسم هاري في المقابل وكاد أن يتحدث لولا كف يدها الذي وضعته عن ثغره مشيره إليه بالتوقف ثم أردفت بخفوت وهي تدير محور رأسها نحو إيثان
" هل تسمع هذا؟"
وبخطواتٍ سريعه إقتربت منه وجلست بجواره على الأريكه بينما إحتل كف يدها بعضاً من خصل شعره وجبينه الساخن، لقد ظنت بأنها سمعت صوته، أو أنه مجرد أنين
تخلل إلى مسامعها صوت هاري والتي ظنت بأنه يحدثها ولاكنها أدركت بأنه يتحدث في الهاتف مولياً إليها ظهره بعدما إلتفتت إليه لذلك لم تكترث لتعود برأسها إلى الأمام
تسمرت فورما رمقت حاجباه الذي عقفهما بينما تخلل لمسامعها أنينه الخفيض والذي يكاد لا يسمع له وكأنه يلهث
مسحت بأناملها على وجنته المتورده صعوداً حتى الكدمه الحمراء بجوار عينه كما أنها مررتها مره أخرى على جرح شفته الضئيل " تاليا " خرجت الكلمه من فمه مثقله وبصعوبه بالغه لترتسم بسمه صغيره علي شفتيها وإضطربت أنفاسها لتمسح على شفتيها بطرف لسانها مبتلعه ماء جوفها ببطأٍ شديد
ثم تمتمت بخفوت في المقابل مجيبه إياه بينما أناملها لم تكف عن العبث بخصل شعره" نعم حُبي، أنا هنا " وطوقت وجهه الدافئ لتزول تلك العقده التي كانت تتوسط حاجبيه بسكونٍ ما
" اعتقد بأنه يعود للوعي " صرح هاري بعدما تنحنح بحرج فإلتفتت إلى تاليا لتومأ مجيبه إياه " ربما، وربما هو فقط يهزي" تنهدت لتستقيم حتى أصبحت تقف بجواره
" لقد دبرت أمر الطبيب، أخبرته بأن حالته خطيره ولاكنه ربما قد يستغرق وقتاً ليصل " إستطرق هاري
" ساعدني في حمله لنممده على فراشي" لم تنتظر تاليا رده فلقد إكتفي بإيمائه وهو يتقدم منها، فوضعت كف يدها أسفل رأسه لتحتضنه أثناء رفعه للأعلى ليرتفع جزعه العلوي أيضاً
وتقدم هاري ليمد يده خلف ضهره ثم رفع ذراع إيثان لتعتلي كتفاه وبخفه رفعه ليستند عليه وفعلت تاليا المثل فورما أبعده هاري قليلاً عن الطريق ليسيرا صعوداً على الدرج
" ألا تنفذ هذه الدرجات! " تمتم هاري من تحت أنفاسه متأوهاً، فتنحنحت تاليا من أسفل أضراسها
وهي تحاول السيطره على خطواتها" إصمد تبقت إثنتان " نبست تاليا في المقابل بصعوبه ثم تمسكت بقوه بظهر إيثان
وبعد بضع خطواتٍ أوصلتهم للغرفه دفعت الباب بقدمها ليلجو للداخل وتابعو السير حتى وصلو للسرير ثم إبتعدت من أمامه لتسهل على هاري وضعه علي السرير
" ويحك هاري! " صاحت تاليا وهي ترمق هاري بنظراتٍ حاده كالسيف، بينما إنتلقت من ثغر إيثان تأوه متألم من إصتدامته بالفراش
وقف هاري كالأبله يطالع نظراتها وهي ترفع قدمي إيثان لتكونا على إستقامه واحده، فأدار مقلتيه في محجريهما فهو لم يلقيه على الفراش بهذا العنف ما ذنبه بأنه ثقيل ليحمله
وتابعها بعينيه وهي تلتف حول الفراش لتفتح النافذه
على مصرعيها ثم أغلقته بالستائر الخفيفه والتي باتت تتحرك بشده بسبب الهواء " ماذا تفعلين؟! " تسائل هاري بإستغراب بادي على ملامحه لتجيبه تاليا علي الفور وكأنها كانت تتوقع سؤاله " يجب أن نهيئ جسده لأن يفقد الحراره لا أن يكتسبها لذا في البداية علينا بتهوئة الغرفه وإبقاء النافذة مفتوحة؛ لتجديد الهواء "
أنهت كلمتها الأخيره لتتحرك نحو الجانب الأخر من الغرفه وخاصتاً نحو الخذانه لتمسك بمقبضيها وسحبتها لينفتح الدرج وبيدها الحره حملت الغطاء الخفيف وبالأخري أغلقت الدرج
ثم زرعت بخطواتها أرض الغرفه لتضع الغطاء على الجزء الشاغر من الفراش ونبست بخفوت وهي تحدق به" هاري هل يمكنك رجائاً إحضار وعاء كبير وملأه بالثلج وإجعل المزيج دافئ بالقليل من الماء الساخن "
أومأ هاري ببسمه صغيره مستطرقاً بكلمة بالتأكيد ليقطع خطواته الواسعه مغادراً الغرفه فتنهدت تاليا وإقتربت من إيثان حتى باتت أمامه مباشرتاً ثم جلست علي طرف السرير وسمحت لأناملها بأن تحط على زر قميصه الأول لتفتحه تلاه الثاني ثم الثالث وما تلاه حتى فُتحت جميع الأزرار وتمكنت من إبعاد القميص ليظهر من أسفله عضلات بطنه فتنهدت ماسحه على أثر إحدى الجروح الواقعه بجوار عظمت ترقوته
ولجزء من الثانيه أغمضت عينها ثم فتحتها لتنفض أفكارها الجمي لخلف رأسها ثم تابعت نزع القميص بدايةً من زراعة اليمني ثم اليسرى، وأمسكت به لتلقيه على المقعد الذي يجاور الجدار
إستدارت بجزعها لتدير رأسها وإمتدت أناملها لفك عقدتي حذائه ثم نزعته برفق واحد تلو الأخر تلتها الجوارب، وإبتلعت ماء جوفها بحاجبين معقوفين وتركيز تام وهي تنزع حزام بنطاله ببطأ ثم دارت بأناملها لتفتح الزر المغلق
ولاكنها توقفت فورما أخفضت القماش قليلاً لتتجه أصابع يدها بتلقائيه نحو الوشم الذي يقع أعلى فخذه الأيمن وفي نهاية خصره في منطقة وركه تحديداً
وجالت عليه.. بدايته خط قصير تعتليه نقطتان تجاور بعضهما ثم خط طويل يلتصق بالخط الذي سبقه مسافه صغيره وبداية خط طويل أخر إلتصق به خط قصير وذات النقطتين ثم خط طويل يلتصق به في نهايته بدي وكأنه كلمه بلغه ما لم تتأكد من هويتها
أخفت فضولها لتهز رأسها مكمله إزاحة البنطال، وتحمحمت بحرج وهي تنظر للجهه الأخري ريثما تنترع بنطاله بصعوبه بالغه حتى إنتهت وإستقامت لتضعه فوق القميص
ثم عادت خطوتين نحو الفراش لتمسك بالغطاء بينما نظرها مثبت إلى الأرض وهي تتحاشي النظر إليه بكل دواخلها، اللعنه التي إنتقلت من ثغرها تلتها إرتفاع محور رأسها وحدقتيها حتى ثُبتت عليه
" هذا مشهد سأحب أن أستيقظ عليه كل يوم! " الصوت الذي صدح فجأة دون سابق أجفلها لتدير رأسها للخلف بسرعه بعدما كتمت شهقتها التي إنحرفت لآه صغيره
رمقت هاري بإندهاش بعدما أدركت بأنه يقف بجوارها فهي لم تلاحظ وجوده ؛ ثم حدقت بالوعاء الذي يتوسط كفيه فخطفت نظره هيئة إيثان
ثم بحركه سريعه بسطت الغطاء وبخفه ألقته على جسده لينساب بمثاليه عليه، لقد قطعت شوطاً كبيراً عن طريق إزالة الملابس الثقيلة بأخرى خفيفة، واختيار بطانية خفيفة لتغطية الجسم لتحافظ على رطوبة جسده
حملت الوعاء لتأخذه من هاري وهي ترمقه بحده وسارت لتضعه على المنضضه " ما بالك كنت أمزح.... أو ربما لا أفعل" أتاها صوت هاري الساخر لتهز رأسها يميناً ويساراً بعدما سمعت جملته الأخيره والتي تعمد بها إغاظتها ثم سارت نحو المرحاض متجاهله إياه
" الكثير من المناشف؟ ألا تفي واحده بالغرض؟ " تسائل هاري متفحصاً عدد المناشف التي توسطت راحة يديها فورما خطت لخارج الحمام بعد ثواني ومن ثم تحركات يدها وهي تخللهم بالماء جيداً واحده تلو الأخري
" لا من المفترض وضع الكمادات الباردة على الجبين، والفخذين، وتحت الإبطين وذلك يعادل خمس مناشف على الأقل " أجابته دون الإلتفات أثناء وضعها المنشفه الأخيره في الوعاء ليتخللها الماء
ثم بخفه رفعتها لتعتصرها بين يديها جيداً ثم قامت بثنيها ووضعتها علي جبينه ولم تنتظر اتمسك بالثانيه وفعلت المثل لتبعد الغطاء عن صدره بالكامل ثم رفعت زراعه قليلاً ليتثني لها الفرصه لتثبيت المنشفه
" لم أكن أعلم بأن لديكِ ثقافه كبيره في هكذا أمور " قال بسرعه بطريقتك المعتاده في السخريه لتخطف تاليا نظره عليه ريثما تعصر المنشفه ثم تنهدت مجيبه إياه بتلقائيه
" تعلم أنني بتت مهتمه بأمور الطب هذه منذ ......" توقفت لتزفر الهواء بحنق ثم قضمت شفتاها لتكمل توزيع المناشف مستطرقه بهمس خافت" إنسى الأمر "
عقد هاري زراعيه على صدره وفضل الصمت ومراقبتهما أثناء جلوسه الهادئ علي الأريكه المجاوره للخزانه
مرت الكثير من الدقائق وثلاثتهم على ذات الوضعيه إيثان الغائب عن الوعي وتاليا التي تستبدل المناشف الدافئه بأخري بارده بين الحين والأخر وهاري الجالس على الأريكه في إنتظار مهاتفة الطبيب له بعدما بعث له بالموقع منذ نصف ساعه
قاطع الصمتُ المطبق على المكان رنين الهاتف الذي يتوسط كف هاري ليستقيم بإقتضابيه بعدما أبصر رقم الطبيب على شاشة الهاتف سار نحو النافذه ليحدق من خلالها لوهله حتى أبصر ما إبتغاه، محور رأسه الذي حاد نحوها مدركاً نظرها نحوه ليومأ لها سبق إجابته على الهاتف ووضعه إياه على أذنه ريثما خرج من الغرفه
نهاية العوده بالزمن
Taliaa P.O.V
كيف لم ألاحظ منذ زمن تلك العيون الفضيه اللمعه التي كانت تراقباني بشغف، تلك المشعه بنور القمر المسكوب داخلها ووهج البدر المنعكس على البحر الأزرق
لم ألاحظ كيف كان في غاية الثبات بينما بداخله حروب جمي؛ كان يحارب في الظلام وكان ممثل بارع للغايه حيث لم يمكنني من ملاحظة حبه الذي دام ثماني سنوات
ما يمنحني الأمل هو أننا سنتخطي ذلك وتتحسن الأمور؛ سأكون حارصةً على ذلك
إنها الحادية عشر صباحاً ولازلت لم أنم ولو لجزء من الثانيه وكيف يُغمض لي جفن وكل تلك الأفكار تتدافع في رأسي لتفتك به دون رحمه...
كان إيثان ليستيقظ قبل أن يغُم الهلال لولا المخدر الذي حقنه الطبيب في زراعه لكي لا يستفيق وعيه قبل جسده
ما صور لي بأنه بدأ يستيقظ هو صوته الخافت والذي غمغم يه بصوت خفيض ريثما يصارع كابوسه المقيط
" لا..... لا.. توقف ...." على الفور إستقمت رغماً عني بحركه إقتضابيه وجلست على طرف الفراش بجواره فميزت العقده التي تشكلت بين حاجبيه وأنفاسه التي بدأت تضطرب شيءً فشيءً حتى بات يستنشق الهواء من فمه ليجاري حاجته للأكسجين
أمسكت بكف يده وضغطت عليه بخفه وإستدركت
" لا بأس إيثان، أنا بجوارك "، رفعت يدي الأخري وتلمست بأناملي وجنته صعوداً ونزولاً حتى هدأ نسبياً
ثم تحسست براحة يدي جبينه حرارته إنخفضت تماماً، وإستقمت لأهندم الغطاء عليه ثم زرعت الغرفه بخطواتي هبوطاً للأسفل بعدما ألقيت عليه نظره سريعه
جسدي ينهت ألماً بسبب حاجتي للنوم رغم أن حذره لم يصل إلي جفناي ، من كان ليصدق؟ كل هذه الحقائق والمشاعر إنتابوني في يوم واحد
حين أتى الطبيب وفحص إيثان قال أنه يعاني من حمى مرتفعه من المرحله الرابعه وفسرها بأن إحدى مسبباتها هو إفتقار جسده للغذاء بشده مما أودي لمناعته بالتضرر حتى باتت ضعيفه بالقدر الكافي الذي يمكن أي فيروس قوي من إصابته
أما تفسير الوحيد بأنه كان يغرق نفسه في تفاصيل حياتيه قبل أن يغرقه الألم في تفاصيله
نتصنع أحياناً أننا تخلصنا من كل الآلام والأوجاع المحدقه بمجرد مرور الأيام ونغلق قلوبنا ونتناسيي لاكننا في الواقع اختزناها داخلنا بعيداً عن يد الزمن وأعين النسيان
لأكون صريحه في فتره طويله في حياتي كنت لا أستطيع مرافقة السعداء.... ضحكاتهم وإيجابيتهم كانت تشعرني بالألم لربما لأن جزءً ما بداخلي كان يتمنى كل يوم بأن يشعر بما يعتليهم حينما لم أكن أملك أي طاقه
الإنطفاء كان يسامر كل خليه من جسدي كانت إنفاسي دائما ما تتخذ تنهيدات وكأنني أخوض حرباً خاسره بداخلي لأنزع الحزن، ولأنني لم أستطع مجاراتهم كنت دائماً ما أتمعن في الأشياء وأدقق في تفاصيلها لأحدد عيوبها كنت أبحث عن الأشياء المحزنه لأواسي نفسي بها بل كنت أميل لمَ لا يحرك مشاعري الدفينه كنت أفتش هنا وهناك حتى أنني لم أكن أستمع سوي للموسيقه الحزينه لأنني أردت أن أثبت لنفسي بأنني لست الوحيده الحزينه
ولاكنني أدركت أن السعاده عدوى فمرافقة السعداء تجعلك تنسى اللهم وتتحايل على الحياة بسرقة إبتسامه وشعور باخع لا يزول أثره
بعدما مرت عشرون دقيقه كانت خطوتي التاليه هي إتخاذ خطواطي لخارج المطبخ تاركه خلفي إناء الحساء يطهي على نار الموقد الهادئه
صعدت للأعلى ودفعت الباب الشبه مفتوح لأترك المجال لجسدي بالتقدم للداخل وناحية فراشي بخطواتي البطيئه
أعدت شعري المتناثر بعيداً عن عيناي ورفعته للأعلى لألفه على شكل كعكه غير مهندمه بلا إكتراث وثم دفعت الكرسي بقدمي لأسحبه لأمام السرير أكثر وجلست عليه
أسندت رأسي علي الكرسي وتنهدت حين جالت عيناي علي وجهه وخاصتاً عيناه التي لازالت مغلقه
ماذا أفعل من بعدك يا رجل إن ما أردت الرحيل يوماً وتركي وحيده وماذا أفعل إن لم يكن مستقبلي وحاضري هو أنت، هل تظن بأنني أريد هذا الحب الجنوني هذا الهوس والألم؟
إنني خائفه للغايه خائفه من ما إن حدث شيء لك وفقدتك للأبد لأنني لن أقوى على عيش دقيقه واحده من بعدك ولأنني أدرك تماماً أن الحب هو نعمه ونقمته هي الفقدان
" إيثان لا أدري إن كنت تسمعني أم لا " تحرك لساني في ثغري ليخرج كلماتي الهامسه حين إعتدلت في جلستي وخللت أنامل يدي اليسري في اليمني
ثم إبتلعت ماء جوفي ببطأ وأنا أطرق رأسي نحو يدي وتابعت " لاكن هذا بأكمله خطئي " لم أقوى على رفع رأسي والنظر إليه ودفعت نفسي لإستكمال حديثي والبوح بكل ما يعتريني الأن" لقد كنت أنانيه "
" لأنني لم أتمكن من رؤية صورتك الكامله " قضمت شفتاي فورما أنهيت جملتي ريثما أعبث في أصابعي وافركها بحركات سريعه
" كنت أسعى لسعادتي فقط " إستكملت بعدما درت بلساني علي شفتاي لأمسح عليها مراتٍ ومرات في محاوله لإخراج الكلمات من ثغري وكأن رطوبة شفتاي ستجعل الحروف تنزلق رغماً عنها
" لم أشعر بكم كنت تعاني في أعماقك " وهنا رفعت محور راسي نحوه لأميل برأسي قليلاً متأمله إياه نزولاً حتى كف يده القريب مني والذي أغواني لأن أمسك به لكي أثبت لنفسي وجوده
إنحنيت لأستند بمرفقاي على ركبتاي وثبتت حدقتاي على أصابع يده الدافئه التي تستقر بين خاصتي وأردفت مستطرقه " حين تثاقل جسدك فوقي وتلاشي نبض قلبك شعرت بالرعب... بخوفٍ شديد وخاصتاً لأنني لم أصرح لك عن مشاعري نحوك بشكل واضح ولم أقل "
أغلقت عيناي وبكل ما يحمله قلبي من أحاسيس مرهفه وبقدر الحب الذي يستوطنه صرحت له رغم تجمد الكلمات في حلقي لربما لأن وقع الكلمات في أذاني كان له أثر أخر " أنا أحبك إيثان أكثر من أي شخص في هذا العالم وأنا أسفه للغايه "
شعرت بمقاومه بين يداي وبكفه ينسحب تاركاً ورائه يدي التي إنتفضت برداً وقبل أن أفهم ما يحدث شعرت بضغط على جانب وجهيي ووجنتي في البدايه ومن ثم بحركات رقيقه دافئه
حين فتحت عيناي وأزلت إلتصاق جفناي رأيت يده الممتده ومن ثم عيناه المفتوحتان مباشرتاً فسرت رعشه طفيفه في جسدي من أثر نظراته الناعسه لي ولأنه وأخيراً قد إستيقظ بعد ساعاتٍ مرت كالدهر بالنسبه لي
" كيف تشعر؟ " خرجت الكلمات مني بإرتجاليه بعدما ملت برأسي أكثر نحو راحة يده وأنا أحاول تجاهل الدماء التي أشعر بها تُضخ بعنف إلى وجنتاي الأن
لربما هو يشعر الأن أن الموازين قد إنقلبت وكل شئٍ أصبح رأساً على عقب
" بالإنتشاء " أجابني بصوته الشجي والذي إمتزج ببحه مثيره وأكاد أجزم بأنه غمز لي لبرهه وهو يشير بعيناه نحو خداي وإرتفع طرف فمه ليبتسم بجانبيه
إبتلعت لعابي الذي كاد يبلل شفتاي ثم رمشت بسرعه في محاوله لإزالة التوتر الذي إنتشر في الوسط أو ربما وسطى
وأمسكت بكف يده الذي لازال علي وجههي ثم أبعدته بخفه لأخفضه ثم نظرت له مره أخرى فميزت يده التي تفرك عيناه ووجهه هو لازال يستعيد وعيه أو بالأحرى يجمع قواه
أبعد يده وقام برفع الغطاء عن جسده لينظر أسفله وهو يتمتم بتسائل " هل أنا عاري؟ " لم أستطع منع إبتسامتي من الظهور لتحتل ثغري ثم رفعت حاجباي مجيبه إياه " لا فلقد تركت لك قطعه " احب هذا الجزء المشاكس منه والذي يشعرني بأنه إبني!
" تعلمين أنني لم أكن لأمانع على أي حال " إنه يتعمد بعثرتي بكلماته ليري تلك الفتاة ذو البشره الحمراء واللسان المعقود التي لم أظهرها لأي شخص سواه وأعلم أنني إن لم أغير مجري الحديث الأن سيتخذ مجري أخر
إستقمت ببطئ وجلست على طرف الفراش بجواره ثم إقتربت منه شيئاً فشيئاً حتى إستندت على الوسائد ليتخذ جسدي شبه إستلقاء حينها رفع عينيه وميزني إقترب بدوره ووضع رأسه على ذراعي وجزء من صدري وكأنه يستشعر الدفئ تاركاً بسمه كبيره تتوسط شفتاي
لم أستطع مقاومة شعره وخللت أصابعه بين خصله وأنا أعبث به، شعرت بذراعه تلتف حولي وتقربني أكثر فأبعدت شعره عن جبهته لأبصر عيناه التي أغلقت ، لا أستطيع إنكار الفراشات التي تتطاير في معدتي الأن كأنفاسي التي أثقلت بسبب خاصته
توقفت أناملي على جبهته حين إستشعرت الدفئ والحراره الخافته التي تنبعث من جلده، لقد نسيت تماماً أمر الدواء وأمر حاجته لتناول الطعام بشكل كبير ليتمكن جسده من الشفاء
عاود فتح عينيه ذو الرموش الكثيفه وقبل أن أتحدث شعرت بأنامله تعبث في طرف قميصي وهو يرفعه رويداً دويداً حتى أظهر جزءً كبيراً من خصري وتلمس جلدي بطرف إبهامه تاركاً الرعشة تسري في سائر جسدي
أعلم بأنه يستمتع بجعلي مشتته وخاصتاً بعدما باتت أنفاسي المتسارعه كوقع الموسيقي على أذنيه، لا أستطيع إنني أحمر خجلً بينما أنفاسي و دقات قلبي كلاهما ينافس الأخر في السرعه
" إيث " نبست بإسمه لأنببه لي، إفتقدت ذاتي الطفوليه وتفضيلي لمناداته بإيث بدل إيثان لأن هذا اللقب كان خاصاً بي، راقبت محور رأسه الذي إرتفع ليهمهم لي بإبتسامته الرقيقه التي تطغى على عينيه أكثر من شفتيه
إبتلعت ماء جوفي ببطأ وسيطرت على أنفاسي وأنا أبعد يده لأردف " متى كانت أخر مره تناولت بها شيئاً؟ " نعم هذا كان أفضل ما خطر على عقلي لأقوله كصوره إرتجاليه ليس منه ومن ما يريده ولاكن من أنني لا أستطيع مقاومة سحره
" لا أدري، منذ يومين ربما؟ " قال بطريقه سريعة في نهاية حديثه فعقدت حاجباي بشده وزفرت الهواء بينما أناظره بنظرات تأنيب لأضربه بخفه في كتفه ومن ثم هتفت بعناد وشفاه مزمومه " أكرهك"
حين أجابني ظننت أنني أتوهم ولاكن صدى صوته تردد للمره الثانيه في عقلي " وأنا أُحِبُكِ " قالها بإبتسامه مستمتعه للغايه ولم يكتفى بذلك فلقد إتسعت إبتسامته لتبرز العروق في جبهته برجوليه مفرطه، آهٍ يا قلبي ماذا أصابك
فرجت شفتاي لأتحدث ولاكنني لم أستطع الكلمات كانت تتجمد وتعلق في حلقي لذا إنسحبت بإقتضابيه مبتعده لأستقيم تاركه رأسه يرتطم بالسرير وكل ذلك في جزء من الثانيه ثم تحركت يداي في الهواء ريثما أحاول الحديث " الحساء سيحترق " ثم قطعت خطواتي السريعه للأسفل
في الحقيقه إن تصاعد الدخان من منزلي لن يكون الحساء هو السبب بل قلبي الذي يشتعل هنا
وقع الكلمه على قلبي قد أصابه بالجنون فلقد أصبح ينبض أكثر من مائة نبضه في الدقيقه الواحده
أشعر وكأنني مراهقه أخبرها أشهر فتيان المدرسه الثانويه وأوسمهم بأنه يكن لها المشاعر كما تفعل هي
فورما خطوت من مدخل المطبخ فورما إستندت على جداره وأنا أحاول موازنة جسدي بينما وضعت يدي لأضغط بقوه في موضع قلبي وأغمضت عيناي لكي لا يغشي علي ولم أعد أشعر بجسدي حتى
لطالما ظننت بأن كلمة أحبك حين يقولها ستجعلني أشعر بمشاعر باخعه ولاكن ليس لهذا الحد
.
.
مرت عشر دقائق فقط كنت قد تمكنت خلالها من إستعادة رباطة جأشي وتقدمت بخطواتي نحوه بينما كان يعبث في هاتفه فألقيت نظره سريعه على بنطاله الذي كان في غير موضعه ثم وضعت الصينيه علي المنضضه التي تجاور السرير وجلست بجواره فإعتدل في جلسته متمعناً النظر لي
ناولته الدواء وكوب الماء ولاكنه رفض أخذه مني بل ثني يداه ووضعهما خلف رأسه ثم فتح فمه لي ورفع حاجبه بإستفزاز، هو يريدني أن أهتم به ويتضمن ذلك تدليلي له بإطعامه الطعام في فمه بنفسي
وإن يكن!..، أفرغت حبات الدواء الخمس في راحة يدي ثم وضعتها في ثغره وأمسكت بكوب الماء وقربته من شفتيه حتى إرتشف منه بالقدر الذي يحتاجه
وضعت الكوب على الجزء الشاغر من المنضضه ثم أمسكت بإناء الحساء الساخن وأمسكت بالملعقه لأقلبه حتى يبرد، ثم ملأت الملعقه ومسحت أسفلها في طرف الطبق
وقربتها من ثغري قليلاً ثم نفخت في محتوى الملعقه حتي يبرد الحساء ولكي لا يحرقه ثم أشربته إياه وما خالف توقعاتي بأنه أعجبه بل وأصدر صوت همهمه متلذذه بشكل مبالغ ربما؟
أعلم بأن طعمه لا يقارن بأي طعام أخرى ليس لأنني من طهوته بل لأن الحساء معد من مزيج من الجزر والطماطم والبروكلي
إبتسمت بخفه وتابعت إطعامه بتركيز تحت نظراته الثاقبه حتى إنتهى الحساء لأضع القدر الفارغ على الصينيه ، وتوسطت يدي جبهته لأتفحص حرارة جسده والتي لازلت دافئه
فتنحنحت مطالبه إياه وأنا أمسح على جانب ذقنه " عليك بأن تستحم " وكدت أقف على قدماي لولا يده التي أمسكت برثغي لتثبتني وبدي جدياً للمره الأولى بعدما إستيقظ
" أعلم بأنك لم تحسمي قرارك بعد بشأني وأن لديكي كامل الحق في التخلي عني لاكن أريدك أن تعلمي أنني إقترفت الكثير من الأخطاء طوال سنوات حياتي ولاكنني لم أندم على أي منها كندمي حين رأيت النظر على وجهك ذاك اليوم "
رفعت يدي لأثبت أناملي على رقبته الطويله ومسحت عليها بإبهامي وإبتسمت له بصدق لأردف
" حين تسوء الأمور لا تدفعني بعيداً " أجل سامحته وسأفعل حتى وإن لم أكن أتصرف على هذا النحو " أعدك " قالها بعيناه التي اشعت بالنور وبإبتسامه وصلت لعينه
وحينها شاهدته وهو يبعد الغطاء عن جسده ويستقيم وكأنه لم يكن نائماً لعشر ساعات، أخفضت بصري فورما سار في الغرفه... لا بأس سأعتاد على هذا مع الوقت
سمعت الباب يغلق خلفه فإستقمت أيضاً وحملت الصينيه وزرعت خطواطي هبوطاً الأسفل
وحين إنتهيت من غسل الأطباق وترتيب الفوضى العارمه منذ أمس ثم سرت نحو المرحاض في الطابق الأول والمجاور للمطبخ
إستندت بيدي على حافة الحوض ثم فتحت الصنبور المياه البارده ودون سابق إنذار إنحنيت ووضت رأسي بأكمله أسفل المياه وبدأت بفرك شعري لينسدل للأسفل حتى تخلله الماء وتدفق على فروة رأسي بأكملها
رغم برودة الماء إلى أنها جعلتني أستفيق ولأنني مازلت لم أنم بدأت قواي تخور ، أغلقت الصنبور بعد دقائق إستغرقتها في الإستمتاع بالماء ثم أمسكت بالمنشفه لأجفف وجهي ثم جففت شعري جيداً
وإتجهت نحو غرفة المعيشه حين رأيت الجاكيت خاصة إيثان منذ أمس والغريب في الأمر أنه بدي ثقيلاً لي عندما حملته
بحركه غير إراديه تحسست الجاكيت حتى توقفت أناملي على شيءٍ صلبي فعقدت حاجباي وانا ابحث عن الجيب الذي يحتويه حتى خللت اصابعي خلاله لاتلمس شيئاً بارد فأخرجته ، إنه مسدس واللعنه...
جرس الباب رن فجأه فإنتفضت ولأنني أخاف من هذا الشيء الذي يتوسط يداي رؤيته فقط تبث الرعب في لأنني لطالما كرهت العنف
هززت رأسي وسرت بخطوات واسعه نحو الباب وقبل أن افتحه وضعت المسدس على المنضضه بأطراف اصابعي ومن ثم غطيتها بالجاكيت جيداً ثم فتحت الباب
" مارك " همست بإستغراب حين رأيت أخي يقف أمامي، لما لا ينفك الجميع أن يصدموني منذ ليلة أمس
فتح مارك فمه ليتحدث ولاكنه أغلقه فورما أدار عينيه بعيداً عني بل وثبتها على شيءٍ ما خلفي فأدرت راسي بدوري لأبصر إيثان وهو يهبط درجات السلم برزانه ووقار وبشعره المبتل وثيابه التي كان يرتديها بالأمس من قميصه المفتوح وسرواله
أدرت راسي نحو مارك مره أخرى فنظر لي وتمتم بحاجبين معقودين " مالذي يفعله هنا؟! " فتنهدت ولم أجبه وأنا أراقب نظراته التي ثبتها على شعري المبتل ومن ثم علي هيئة إيثان ، لقد فهم الأمر بشكل خاطىء للغايه
لا أعلم مالذي حدث ولاكنني قد دفعت بعيداً عن الطريق لأستند على الباب وأخر ما رأيته هو مارك يعتلي إيثان ويمرر له الضربات
___
يتبع....
Коментарі