| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء التاسع

"وكم تمنيت أن أكون نجمه في السماء فقط ليراني أحدهم بذلك البريق واللمعان"

💖💖💖💖💖💖

الساعه 11:56 دقيقه

سماء سوداء مليئه بالنجوم تحيط بمدينه الحب باريس وخاصةً في فندق اللورد ماكسميس وتلك الأجواء الكلاسيكية والموسيقى المنبعثه في الارجاء مع عدد ليس بقليل من اصحاب الطبقه المخملية تقف بينهم ببرود ، بفستانها النبيزي ذو اللون العتيق الذي يمتد حتي منتصف فخذيها مكشوف حتي بدايه نهديها البارزين يظهر أنوثتها الطاغيه التي ملأت بها المكان وشعرها الكستنائي المنسدل علي طول ظهرها العاري حتي منتصفه... تنظر بتململ للأجواء المحيطه

اعين الحاضرين عليها منذ قدومها بعضهم يرمقها بشهوه وإعجاب والبعض الأخر يتهامس على أن جمالها ناتج عن عمليات جراحيه ومن سيكون سوي النساء

ولاكنها لا تعطي لعنه لهم ظلت على حالتها حتي انتشلها هدوء الحفل المفاجأ وصمت الحضور، نظرت حولها لتراهم ينظرون في ذات الإتجاه والمشير إلى المدخل، ادارت عينيها لتلتقط ذلك الفاتن بحلته الرسميه السوداء التي زادته إثاره ويزين سواد زيه تلك الأزرار الفضيه البراقه كعينيه الحاده التي تشبه القمر في سمائه حالكة السواد فكه الحاد الذي يتخلله بعض الشعيرات السوداء التي زادته وسامه، يمشي بثبات وتأني بين الحضور حتى إستوقفه صاحب الحفل الذي إتجه إليه مهرولاً ليحيه

رغم ذلك إلى أنه كان يبحث بعينايه الحاده عن شخص معين، تلاقت رماديتيه بزمردتيها بضع ثواني في سكون غريب حتي ازاحت بنظرها عنه ومن ثم حملت كأس النبيز خاصتها واعادت بنظرها له مره أخري كان ينظر إليها بعيناه الثاقبتين دون أن يزيحهما.. رفعت كأسها له مع ابتسامه جانبيه وكأنها تحييه ثم ارتشفت منه القليل ومازال التواصل البصري بينهما يحتل الوسط، هز رأسه مومئً لها ببرود كعادته

حملت تاليا كأسها لتستدير قاطعه خطواتها نحو حديقه القصر محاوله الإبتعاد عن زحام الناس قدر المستطاع فمازالت تبغض تلك الأجواء المزيفه

تنفست براحه مغمضه عيناها لوهله عندما لفحتها نسمات الهواء البارده والتي جعلت شعرها يتطاير بتمرد إلى الخلف ثم اكملت سيرها حتي وصلت لشرفه القصر التي تطل علي المدينه بأكملها والتي تعطي مظهراً خلاب يأثر الناظرين وخاصتاً برج إيفيل شاهق الأرتفاع والذي يضئ بأنوار براقه

وقفت تتأمل تلك الأضواء المبالغ بها والتي تغطي على أضواء الطبيعه ، ما زالت لا تحبذها ومازلت تمقت العيش في المدن المزدحمه فلطالما عشقت الطبيعه والاماكن الهادئه والبعيده عن زحام البشر قدر المستطاع

رفعت نظرها للسماء واتستقر عيناها علي تلك النجمه المضيئه في السماء 'نجم كانوبوس' النجم الأكثر إضاءه وتألق في السماء المحيطه بكوكبنا، لم تستطع منع ابتسامتها من إحتلال ملامح وجهها وخاصتاً ثغرها، اغمضت عيناها مستمتعه بهدوء المكان فلطالما ذكرتها هذه النجمه خاصتاً بشخص عزيز علي قلبها الهش، شخص سيظل ذكراه راسخه في قلبها عزيز لدرجه انها و بالسادسه وعشرون حرفاً لا تستطيع التعبير

رفعت عيناها للسماء لتهمس في داخلها وكأن والدتها تراقبها من الأعلي من تلك النجمه تحديداً "‏لم أري وجهًا مسالمًا كوجهك أمي ولم أشعر بقلبٍ حنونٍ يحتضن الجميع ويعطي الحب بدون مقابل كقلبكِ أمي لقد كنتي قالب حب ورحمة ، امي لقد كنتي الوحيده القادر علي إنارة ظلام قلبي دائما "

أنزلت رأسها لتبتسم بجانبيه عندما شعرت به يقف خلفها وخاصتاً عندما تسللت لأنفها رائحة عطره النفاذ ، جفلت لوهله عندما شعرت بشئ دافئ يوضع على كتفيها وظهرها الشبه عاري لترفع مقلتيها بتسائل وسرعان ما أدركت بأنه قد وضع جاكيت بذلته حولها

ادارت محور رأسها نحوه لتنظر إليه بتفحص عندما تقدم ليقف بجوارها، إبتسمت بجانبيه فرغم إرتدائها للكعب العالي إلى أنه مازال هناك فارق طول ليس بصغير بينهما ومازلت ترفع رأسها لتستطيع رؤيته

كان يقف بقميصه الأبيض الملتصق بعضلات بطنه البارزه وتراهن بأنها أصلب من الحديد يضع يده في جيب بنطاله وينظر إلى الأمام بجمود

أرادت تاليا الحديث ولاكنها فضلت الصمت فهي تعلم جيداً بأنها سواء تحدثت ام لم تفعل فالإجابه واحده، لحظات حتى أشعل سيكارته لينفث دخانها من بين شفتيه ثم نظر نحوها ببرود مردفاً
" هاتي ما بجعبتك "

"انا... لدي الكثير من الأسأله" تحدثت بخفوت متردده من الإفصاح عن ما يجول بخاطرها

اومأ بهدوء ليلقي سيكارته أرضاً داهساً عليها بقدمه ثم قال بإقتضاب"وانا كُلي أذان صاغيه "

مسحت بطرف لسانها على شفناها ثم تحدث متسائله
" هل " توقفت لتتنحنح متابعه
" هل تؤمن بالحب؟ "

رفع حاجبه الأيسر ليميل برأسه قليلاً ثم عاد بنظره إلى الأمام ولوهله اعتقدت بأنه لن يجيبها ولاكنه باغتها عندما خرجت الكلمات من رثغه بنبره هادئه
" إن كنت أؤمن بالحب أم لا هذا ليس مهماً؛ فليس بالضروره أن تقوم جميع العلاقات على العشق أو الحب حتي، هناك علاقات تقوم على الحب وهناك علاقات تقوم على الصداقه والمصلحه سواء عمليه او جسديه، الحب الصادق شئ نادر صدقيني لن ترينه كثيراً "

كان لبقاً جداً يختار حروف كلماته بعنايه، ورده فقط جعلها تتسائل عن عدد المرات التي أقام بها علاقات بدافع المصلحه والشهوه فرجل بجاذبيته ومكانته المرموقه جعلها واثقه أن الكثير من الفتايات رائعات الجمال تحوم حوله

إرتشفت رشفه كبيره من كأس النبيذ خاصتها لتزيل شكوكها بشأنه ، وإستطاعت الشعور بإحتراق محبب للسانها ولاكنها رغم ذلك احبته فهو أحرقها لاكن أعطاها شعوراً رائع مثل الواقف بجوارها تماماً

" هل ذلك الرجل حقاً أخاك؟... زين" تسائلت والفضول يتطاير من عينيها أما عنه فقد كان ينظر إلى الأمام نحو المباني الشاهقه المضيئه ولاكنه أدار رأسها نحوها عندما طرحت سؤالها ونظر في عمق عيناها للحظات ثم أجاب
" نعم هو كذلك"

" ولاكن كيف " خرجت الكلمات من رثغها بدهشه وتشتت بينما هو هادئ تماماً "والد زين تبناني عندما كنت صغيراً لذا إنتهى الأمر بنا أشقاء" إستطاعت الدهشه أن تحتل ملامح وجهها ببراعه ويكاد فكها يسقط أرضاً من هول ما سمعته إيثان متبني!؟

لذلك عندما بحثت عنه في السنوات السابقه لم تستطع إيجاد أي شئ عن ماضيه وكأنه لم يكن حي قبل الخامسه من عمره فكل ما ذكر عنه ان والديه إكتشفا مواهبه عندما كان في الخامسه من عمره وبأنه حصل على تعليم منزلي كما انهم لم يذكر من والديه حتى؟

لم تشأ تاليا أن تطرح أسأله أخرى عن ماضيه فهي تعلم إن الوقت كفيل بإعلامها بكل شئ فقط تحتاج لبعض الصبر فمن يكن ليصدق بأن إيثان قد يفصح بكل هذا لأي كان وخاصتاً لفتاه يراها طفله بنظره

إبتلعت لعابها بتوتر لترفع يدها ممسكه بقلادتها وكأنها تمدها بالقوه ثم أردفت وهي تنظر إليه بتأمل بعدما أدار وجهه بعيداً "إذا لماذا تكرهه؟"

نظر لها مستنكراً ثم ذم شفتيه ليظهر شبح إبتسامه علي طرف فمه ومن ثم رفع حاجبيه بإستنكار " أكرهه؟ هذا مُحال ما كنت لأكرهه مهما حدث ربما قد أغضب ولاكنها لن تصل لتلك الدرجه، في الحقيقه انا وزين كنا مقربان جداً منذ الطفوله لم نصبح بتلك العدائيه إلا بعد...." كان يتحدث بهدوء ثم توقف فجأه ليصق أسنانه مغمضاً عيناه، وبدي وكأنه يصارع بداخله ليبوح لها

فتح عيناه التي إزدادت قتمه ثم إقترب منها ليقف أمامها لا تفصله عنها سوي بضع إنشات قليله، إبتلعت ماء جوفها لتعض على شفتيها لوهله بتسائل عن ما يفعله ولاكنها أغمضت عيناها لتقطع التواصل البصري بتخدر عندما مال برأسه قليلاً مقترباً نحوها

ظلت متسمره بمكانها للحظات حتي شعرت بفراغ وبنسمة هواء بارده تلفحها لتفتح عينيها مدركه بأنه قد إبتعد ولم تستطع منع العقده التي بين حاجبيها من التشكل

كان يعبث بهاتفه ولتوها أدركت بأنه كان يأخذ هاتفه من جيب جاكيته الموضوع على كتفيها ويبدو بأنها كنت تهزي لإكثارها من الشراب

رفع إيثان الهاتف ليمده نحوها، نظرت إليه ثم أخدت الهاتف لتنظر إلى شاشته المضيئه ومازالت العقده متشكله بين حاجبيها بل وإزداده تهجماً

تأملت محتوى الهاتف جيداً كانت صوره له هو وزين وفتاه شقرأ تراها للوهله الأولي ويبدو على تعبير وجوههم السعاده " من هذه الفتاه " تحدثت بنبره تكاد تكون غاضبه ولاكنها سرعان ما تمالكت نفسها لتكمل عاضه على شفتيها من الداخل فتلك الفتاه تكاد تكون ملتصقه به رغم أنها تلف زراعيها حول زين، وتخشي أن يكون على علاقه بها فهي الآن أدركت تماماً بأنها حقاً لا تعلم أي شئ عنه

"هل أنتِ واثقه " سألها بنبره غريب وبنظرات أغرب
عندما رفعت رأسها نحوه أومأت والخوف يدب في أوصالها خوفاً من ما سيقوله

أدار رأسه ومن ثم خرجت الكلمات من ثغره وهو ينظر إلى السماء " هذه إيزابيلا... كانت عشيقة زين  " أومأت لتصغي إليها بإهتمام فتابع مستطرقاً

"ذات يوم أتت إلى عاريه وحاولت أغوائي... زعمت بأنها تحبني وبأنها تقبلت زين فقط لتتقرب مني، وعندما رفضتها هددتني بقتل نفسها ولسوء الحظ.... كانت بالقرب الكافي لتسرق مسدسي من خلف خصري بعدما كنت متسمر وغير قادر على التفكير صوبت المسدس نحوي للحظات وهددتني مره اخري ولاكنني لم أعطيها ما تريد، عندها... صوبت المسدس نحو رأسها وضغطت على الذناد لتهوي أرضاً جثه هامده بعدما ضلت تهمس كالمختله بأنها ستكون الشبح الذي سيطاردني طوال حياتي "

ف

ي تلك اللحظه أغمضت تاليا عينيها بقوه ترجو بأن يكون ما سمعته غير صحيح وبأنها فقط تهزي ولاكنه هدم جميع أمالها ، كانت كل كلمه يردفها تنزل عليها كالساعقه لتفتح عينيها ناظره إليه ثم سألت بعدما حاولت جعل نبرتها هادئه قدر المستطاع " وبعد ذلك ماذا حدث "

أجاب هو الأخر ببرود شديد لم يستطع التخلي عنه منذ تحدث " أشارت الأدله بأنها هي الجانيه والمجني عليها أي بأنها من قتلت نفسها منتحره كما انه اتضح بأنها كانت تتعالج لثلاث سنوات في مصحه نفسيه، ولاكن رغم ذلك لم يصدق زين وظن بأنني من تلاعبت بنتائج التحقيق و ظل مقتنعاً بأنني من قتلتها حتى أنه إتهمني بإغتصابها، لاكن لا بأس أعلم قدر معاناته جيداً "

نظر إلى عينيها وهو يقول جملته الأخير لتبادله هي النظرات في صمت دام لدقائق حتى سمعا صوتاً ثالثا في الوسط ليستدير إيثان للرجله الذي ناداه بإحترام وتحرك نحوه

وهي فقط إكتفت بإستراق نظره ثم أدارت مقلتاها نحو الكأس الذي يتوسط يديها لترفعه ثم شربت محتواه دفعة واحده لتسعل بخفه بعدما شعرت بطعمه اللزع

نظرت لكأسه الممتلأ الموضوع على الحافه الرخاميه لتنظر نحوه مره اخري فأبصرته يتحدث مع الرجل ويبدو عليه الجديه، لذا عادت ببصرها للأمام و عضت على شفتيها لتمسك بالكأس مرتشفه منه القليل فلا ضير من ذلك

بعد خمس دقائق إستندت تاليا علي حافة الشرفه أمامها ثم أغمضت عيناها بقوه محاوله إبعاد الدوار الذي إجتاحها، ولاكنها فتحت عيناها مره اخري عندما سمعت صوته منادياً للرحيل

إستدارت لتسير بترنح نحوه ولاكنها سرعان ما تعثرت لتتهاوي أرضاً ولاكن قبل إرتطام رأسها بالأرضيه القاسيه كان قد إنتشلها بين زراعيه بقوه مردفاً بقلق " أأنتي بخير؟"

فتحت تاليا عيناها لتهمس بثماله وهي بين زراعي
" بالطبع فأنت دائما هنا لأنقاذي، بطلي الوسيم " أنهت حديثها لتقهقه بشده ثم أردفت من بين ضحكتها الصاخبه وهي ترفع رأسها لتنظر نحو الدرج "متى أتى هذا لهنا "

زفر إيثان بحنق ليرفعها بين زراعيه هاتفياً بغضب
" ما اللعنه تاليا أترككِ بمفردكِ لدقائق تثملين "

أحاطت عنقه بيديها لتستند برأسها على صدره مستمتعه بالإستماع إلي نبضات قلبه بينما هو يراقب بصمت لكل فعل صغير تفتعله

سار بها ليلج إلى الداخل ثم خطي وسط الحشود القليله والتي بدأت في المغادره ولاكن رغم ذلك كانو ينظرون نحوهم ويتهامسون فهذه المره الأولى التي يظهر بها مع فتاه، تجاهلهم متجهاً نحو المصعد ليلج إليه ضاغطاً على زر طابق غرفهم

وضعها على فراشها ببطئ بعدما مرت بضع دقائق لينزع حزائها ثم مددها ليدثها في الفراش جيدا وكاد أن يغادر لولا سماعه لهمساتها بإسمه بنحيب

فجثي على ركبتيه أمام فراشها ليستطيع سماع صوتها بوضوح، ثم مسح على شعرها بهدوء مخللاً اصابعه بين خصلات شعرها

"إنني أتألم" همست بخفوت، وتابعت عيناه دمعه يتيمه فرت من طرف عينيها لتبتلعها الوساده على الفور، مسح على وجنتها ليهزها برفق لتستفيق وهو يسألها حائراً من أمره "أفيقي يا تاليا ما الذي يؤلمكِ"

لم تبدي رد فعل سوي انها بدأت في زرف الدموع لتتبع الدمعه الأولى وتمتد قافزه من بين جواف عينيها المغلقه تلحق بها إلى الوساده حيث تبتلعها في سباق غير متناهي

فتحت عيناها ببطء وهي تناظره بعيناها المتلألأه في ظلام الغرفه عن قرب بمقلتين ضائعتين، ثم رفعت يدها لتضعها بمكان قلبها هامسه بتقطع

" هنا..... هنا يؤلمني... لأنني... لأنني أحبك"

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء العاشر
Коментарі