| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الثالث عشر
اعمل فوت قبل ما تبدأ تقرأ لطفاً 👀

____

في بعض الأحيان يكون من الأفضل أن تترك الأمور تأخذ مجراها دون أن تقاتل لتغييرها، إتركها للوقت هو كفيل بها إتركها وغادر بصمت

عليك بإتخاذ القرار لتغادر عندما تعثر على قيمتك... عندما تصبح مدركاً مدى أهميتك و ما يستحق حقاً إهدار طاقتك عليه كن ملتزماً بما هو الأفضل لك.. كن على إستعداد للتعايش مع ألآم قلبك فالشئ الوحيد الذي سيمَكنكَ من تخطيها هو المرور من خلالها

إمنح لنفسك الأمل دائماً، أيقن بأنك ستتخطي ذلك وبأن الأمور ستتحسن مهما طال الوقت كن مؤمنً دائماً بأن الأشياء الجيدة تأتي في النهاية ستأتي عندما تعطي الأولوية لنفسك بدلاً من الأخرين
،لا يمكنكَ الإنتظار حتى ينقذك أحدهم كن لنفسكَ قارب نجاتك قبل أمواجِ هلاكك

توقف عن المماطله في علاقاتٍ تعلم بأنها لن تدوم وفي مشاعرٍ تعلم بأنها زائفه، لا تبحث عن أحد ليكملك.. لا أحد يستطيع إكمالك، أنت تكمل نفسك

كيف لك أن تفهم شخصً ما قبل أن تبدأ بنفسك؟ مالذي تريده؟ ما الجدوى من حياتك؟ ما هو المغزى من قصتكَ؟وما هو حقاً الشخص الذي تريد أن تكونه؟ مالذي يستحق أن تكرس حياتك بأكملها من أجله وماذا ستفعل إن لم تحصل عليه، الكثير من الأسأله أنت من تمتلك أجوبتها

الشئ الوحيد الذي سأضعه نِصَب عينيك هو إنه إن لم تأتي إليك الأشياء التي تريدها من تلقاء نفسها فعليها وعلى أصحابها السلامُ

____

ظلام.

سكون.

مطر.

بحر ثائر لا يعرف الرحمه.

لقد إختار القدر إختياره؛ ماذا بعد؟

بينما يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، تقف بعيناها الخضراء المضمحة الدمويه كلون فستانها الثائر عاري الكتفين الذي يتمايل مع نسمات الهواء بخضوع مستبداً بالرمال أسفله.

غمرت الدموع وجهها فأطرقت برأسها نحو كفيها اللتين تعتصران بعضهما، تزم شفتيها ويغتضن أسفل ذقنها وهي تحاول ان تمنع بكائها الحار وشهقاتها التي إنفلتت منها رغماِ عنها.

أخذت تنظر للأعلى ودموعها تعاكس مسيرها وتتمايل على خديها، إنسكب ماء عيونها أكثر بلا توقف وإرتفعت وتيرة نشيجها فلم تعد تتحكم بأي شئ فيها ولا حتي تنفسها.

لم يكن البكاء من شيمها منذ زمن طويل ولاكن ما المانع الأن من التفريج ولو عن القليل من ما تشعر به بل لأجل سلامتها النفسية ، إرتفعت حدقتاها نحو السماء فضغطت أصابها التي تتشابكُ معاً معلنةً عن هزيان قلبها.

هذا غير منطقي، عندما تنظر للنجوم في هذا الشاطئ الخاص تحديداً تشعر براحه تغمر كيانها، تري النجوم كألف شمس ساطع ولاكنها الأن لا ترى سوي الظلام الدامس حتى مع مواكبة ضوء القمر المُضنى لاكنه في النهايه لا يضاهي سطوع قمرها.

بدلاً من أن يخفُت صوت بكائها إرتفع أكثر، بل وإختض جسدها فأطرقت براسها مره أخرى نحو قلادتها التي تتوسط كفيها المعتصران.

لحظات وبدأ البكاء يتحول إلى شهقات خفيضه متقطعه ويعود إلى مداره الأول، إستنفذت كل طاقتها ودموعها دون أن تشعر، إكتفت بتذكر جلستها الأخيره هنا، ذات الشاطئ ذات الرقعه ذات السماء والنجوم التي مازالت في وحدتها تُسامرها مع إختلاف المشاعر والأفكار.

حاد رأسها نحو الخلف بحركه تلقائيه عندما شعرت بحركه وتحديداً بوجود أحدهم، إستدارت تبحث بمقلتيها عن أي شخص ولاكنها لم تميز سوي خضم من الرمال والرصيف من بعيد المكان خالي تماماً من البشر ربما هذا ما جذبها إليه تحديداً فما بتدافع عليه البشر لا يجذبها عادةً عداه هو كان حاله شاذه.

عادت بجسدها نحو الأمواج الهائجه أمامها فشهقت مستدعيه الهواء إلى رئتيها وتخشبت سادره إذ لم تكد تبصر عينها جسده الذي حجب مرمي رؤياها ، نظرت له مُشخِصه هيأته... كانت عيناه وملامحه عاديه جامده رغم بريق عينيه مازال الغموض يطغى على ملامحه كالسيتار يحجب جميع مشاعره المنمقه

إتخذت عِبراتها المتدافقه طريقها على وجنتيها مره أخرى لتنساب بعنف في سباق حثيث، نبرته الحانيه بألم متفاقم حين صرح بإسمها كان كفيلاً بإيقاظ صراع حاد بين قلبها وعقلها من جديد بعدما حاولت جاهده إخماده، هل حقاً هو هنا أمامها، لاكن إن كان هنا لم هي هالعه بهذا القدر، لم لا تستطيع أن تنبس بحرفٍ واحد لتثبت وجوده

"يبدو بأن جميع الطرق تؤدي إليكِ في النهايه" إنطلقت الكلمات من بين شفتيه ببطأ لتقع حروفه عليها

" إذاً لا تجازف بخوض طريق تعلم بأن نهايته إحتمال.... لا تكن مثلي " أغمضت عيناها في نهاية حديثها بعدما أنذرت بذرف الدموع مره أخرى ليحتقن وجهها وتفاقمت وتيرة بكائها الممزوج بأنفاسٍ تجاهد لتغادر رئتيها، لم تقوى على النظر لعينيه القمريه خوفاً من المشاعر التي ستعتريها.

مرت دقائق تلتها دقائق وتسمر جسدها مازال قائماً، تأبى الحراك والحديث وتأبي وجودها هنا في هذه اللحظه.

رغم كل ما تشعر به من مشاعر عاتيه إلي أنها تريد أن تندفع نحوه وإليه الأن أكثر من أي شئٍ تريده وكأنه موئلها فالطريقه التي تفتقده بها و حنين قلبها كلاهما سيان، ولاكنها ظلت ثابته لم تتحرك قيد أنمله.

فتحت عيناها ببطأ وتردد مترقبه الوسط، وما كان منها سوي أن صعقت عندما لم تجده أمامها... هو غير موجود لقد إختفي دون أي أعسان، دون أي صوت لحركته، لم ترى سوي ديجور الظلامُ يغلفها فجالت بعيناها المكان مراراِ وتكراراً ليزداد تشتتها

مسحت بعينها الجذعه الشاطئ كله دون جدوي، هذا غير منطقي ؛ هو كان هنا هي شعرت به لقد شعرت بأنفاسه الساخنه تحرقها، كلماته القليله التي بعثرتها، الشعور الباخع الذي راودها كان كفيل بإيمانها بأنه كان هنا

Taliaa's P.O.V :

ماهو أسوء شعور قد تشعر به يوماً؟ أن تشعر بأنك لست كافياً؛ لست كافياً في الحب لست كافياً لأصدقائك لأحبائك لست كافياً لأحلامك ولست كافياً للحياة ما ضرُ لو كان هذا الشعور قميصًا فأخلعه؟ فالسويعات القليله الماضيه كانت ممزقه باليه مرت ببطأ شديد رغم أنني لم ألبث هنا سوي عشرة ساعات لم أعتاد كسرة قلبي بها بعد وربما لن فعل

فكرة أن أستيقظ لأجد نفسي وحيده دونه تقودني إلى الجنون، دون سماع صوته؛ صوته الذي يأذن لشمسي بأن تشرق ، ليتني لم أغادر القارة بأكملها لما كان تعلقي به إزداد لهذا الحد المؤذي لكان قد سلم قلبي ولو قليلاً فلقد أصبح حبه راسخ به بعدما زرعه بكل خلية تحتويه ثم أحرقه ماضياً

" ماذا لو عاد معتذراً؟ " سؤال طرحه علي هاري قبل أن أطرحه على نفسي ، إلتفتت إليه في جلستنا التي أصبحت فيما بعد المفضله لكلينا، جالسان على سطح منزلي نتأمل بحر النجوم ذاك بالأعلى في مكاننا الذي تحول فيما بعد إلى المعتاد.

لا أدري كيف إنتهى بي المطاف هنا وكيف قادتني قدماي حتى منزلي لأجد هاري بإنتظاري ليحتضنني بصدرٍ راحب كل ما أتذكره هو أنني كنت هالعه، أشعر بوخذات متتاليه تفتك بقلبي

حينها كل ما تمايل به لساني ليخرج من بين شفتاي هي عبارات قليله ألا وهي بأنني أخفقت وبشده لست من هؤلاء الذين يشاركون تجاربهم الموجهه مع الأخرين إلى أنني إستكملت وأخبرته تفاصيل ما حدث.

كنت أعلم بأنه مجرد حلم وسينتهي في النهايه سيزول الشعور بلمح البصر وسيصبح ماضي سأحن إليه، كان هناك جزء بداخلي يدرك تماماً أن كل شئ يحبه قلبي سينتهي به الأمر ميتاً حتى وإن كان حياً يُرزق.

" من الأرض إلى تاليا حول" قالها هاري ممازحاً بعد شرودي الطويل فإستدركت وأنا أشعر بالنسمات تحرك الهواء في لين، همهمت له مصغيه لمَ سيقوله فأجابني بهدوء لاكن بجديه " هل أنتِ بخير؟ ".

هل أنا بخير؟؟ لا أعلم إن كنت بخير أم لا؛ وإن لم أكن ما الفرق؟ أخذت نفساً عميقاً يجاهد ليشعر بالراحه لأتمتم بوهن في المقابل خائرة الطاقه " أجل، لا بأس بي" لطالما شعرت مع هاري بالقرب الروحي فهو دائما ما يفهمني قبل أن أتكلم، يفهمني من صمتي لذا لست بحاجه لتبرير شئ له.

" إذاً ما التالي؟ هل ستعودين مره أخري؟ " لن يكف هاري عن طرح أسألته الفوضوليه وأنا لن أمانع ذلك.

لا أعلم ولاكن ما أعلمه هو بأنني أدركت شئ منذ ليلة أمس يا هاري سيأتي يوم وتختار فيه نفسك، ستتوقف عن التمسّك بالأيادي التي لاتعيرك أهتماماً ، سترحل دون أن تنظر خلفك ولو للحظة ، ستدرك أن قلبك يستحق أن يُنصَف ولو مرة، وستيقن أنك تستحق شخصاً يتمسك بك بكل ما أوتي من قوة، لا أن يتركك.

إكتفيت ببسمه صغيره تلتها إزتمام شفتاي لأرفع كتفاي دلاله على عدم معرفتي ما التالي سوي أنني لا أريد شئً سوي التخلص من الثقل الذي يطبق على صدري "فكري وافعلي ما تريدين فعله وانا متأكد بأن الصوت الذي بداخلك سيظهر لكِ الطريق الصحيح".

إبتسمت وأنا أحاول أن أغير الموضوع تماماً لأقلب الأدوار بيننا " دعك مني، أخبرني عنها كيف تقابلتما؟" حجب هو رأسه عني للجهه الأخري متحاشياً النظر إلي وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره ليعيدها للخلف

" هذا ليس مهماً بعد الأن فلقد إنفصلنا " قال بسرعه بطريقته المعتاده في السخريه وبدي وكأنه منزعج، الأمر يؤلمه.

إقتربت منه لأضع يدي علي كتفه أربت عليه ثم أسندت رأسي علي زراعه ملامسه أصابع يدي التي أصبحت تلامس ظهره أيضاً متمتمه بفتور " يبدو بأننا لا نليق بالحب يا أخي".

" لا، كل قلب وله قلب يليق به ولاكن دائماً ما كانت مسائِل القَلب معقّدة " ومع نظراتي المتفحصه أكمل وهو يعيد نظره لعيناي.

" معقده للحد الذي يُمَكنها من إيقاعكِ في الحب في ثواني معدوده رغماً عن أنفك ؛ معقده بذات الحد التي تسلبه منك في ذات الثواني ايضاً " لقد غبت عنه لأقل من أسبوعين فقط رغم ذلك يبدو بأنني قد فوتت الكثير

" أهلاً بك في نادي الحمقى " لكزته في زراعه ليستفيق من شروده مطلقاً ضحكه مستهزئه تلتها أخرى لأبادله الضحك والذي تحول فيهما بعد إلى قهقهات صاخبه متتاليه بلا توقف دون سبب منطقي لضحكنا خاصتاً ونحن بهذا الحال

همهمت لأحيد برأسي نحوه بعدما همس بإسمي مستطرقاً بعد دقائق "بما أن الأمور قد وصلت لهذا الحد..." تنفس الصعداء بعمق لأعطيه إهتمامي الكامل لما سيقوله بينما ملامحه تتصاعد إلى الجديه

" هناك شئ أريد أن أخبركِ به لكن.... فلتعلمي بأن كل ما فعلته يوماً كان لصالحكِ حتى وإن كانت الغاية لا تبرر الوسيله ، صدقيني أنا نادم عن إخفائه عنكِ كل هذا الوقت لاكن الحقيقه هي بأنن.... "

صوت النغمات التي إنطلقت من هاتفه مدويه في المكان قاطعته لتوقفه عن الحديث وفي أهم جزء من إعترافه المظلل يالا الحظ هاري كنت اعتقد بأن هذا يحدث فقط في الأفلام.

راقبته بصمت وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ليطالع محتواه ، ومن ثم رمقني وهو ينظر لي من جانب أذنه لجزء من الثانيه، وحك أنفه بسبابته مرات متتاليه كعادته

إستقام بخفه ليسير حتى وصل للحافه البعيده نسبياً عني ولاكنني إستطعت سماع بضع عبارات وهو يجيب على المتصل ك 'لا أدري إن كان الوقت مناسب
لهذا' و 'لقد بلغت الحضيض منذ زمن '.

كان مولياً لي ظهره بينما يضع زراعه الحره بجيب بنطاله ونظره موجه إلى الأسفل ريثما تخرج كلماته بإقتضابيه سريعه لم تستغرق منه دقيقتين لينهي المكالمه " حسناً، وداعاً " أردف في النهايه ليغلق الهاتف، ورفعه بيده نابساً بصوتٍ عالي نسبياً وهو يستدير " يبدو بأنني كنت محقاً "

عقدت حاجباي بفضول، بينما هو تقدم نحوي لينحني منتشلاً جاكيته من جواري ثم مد كف يده لي ليساعدني على النهوض " أسف، عليا الذهاب الآن " نبس بخفوت وهو يمسح علي أسفل عنقه

فإعتدلت بوقفتي لأعقف يداي على صدري؛ ما الذي يعنيه بعليا الذهاب وهل كان المتصل بهذة الأهميه ليهجرني لأجله وقبل أن يخبرني بالسر الذي يزعمه؟

"ماذا! أنت لم تقضي معي سوي ساعتين فقط، ألست مشتاقاً لي؟" كم أحب تلك الغمازات العميقه التي تواكب بالظهور كلما إبتسم إنه جميل ربما لأنه يشبهني إلى حدٍ كبير

تحركت يداه في الهواء بعدما حك أسفل عنقه قائلاً " بالطبع أنا كذلك، لاكن صدقيني الأمر ليس بيدي، إنه نايل... هو ثمل لقد إفتعل بعض المشاكل وعلى بمساعدته" أنهى حديثه وهو يخلل أصابعه الطويله بين خصل شعره

إنه يكذب أستطيع معرفة ذلك من عينيه التي تحول إتجاهها إلى اليسار وكأنه يتخيل شيئاً وعواطفه التي لا تتزامن مع حديثه

" هيا إدخلي لكي لا تمرضي لقد بدأ المطر بالهطول مره أخرى" تنحنح بعدما أردف ليدفعني بلطفٍ أمامه ثم ساعدني على العبور من النافذه إلى غرفتي بخطواتٍ حذرة

___

رحل هاري منذ قليل وتركني مع جميع تلك الأفكار تحاصرني؛ وكأنها لم تفعل يوماً ، لمَ قد يدعي هاري شيئا ولم قد يكذب على؟ ولربما هذه المره الأولى التي يخبأ بها شيئاً في جوفه ولا يبوح به لي...، أعلم أن الأمر لا يستحق ولاكنني أفضل التفكير فيه عن التفكير في شيء أحاول جاهده أن أتناساه

إرتشفت من كوب القهوه الذي صنعته ليعالج أعصابي التي تلفت في الأونه الأخيره ولم أزح عيناي عن مظهر الغيوم الملبده في الأعلي؛ لمَ السماء حزينه إلى هذا الحد لم تبكي بهذه الغذاره هل خذلها شخصاً أيضاً ربما؟ هل خذلتها الحياه

هذا ذكرني بأسطوره ما قرأتها، أسطوره تحكي بأن السماء والأرض منذ زمن طويل كانَ متحابين وكان ملتصقين ببعضهما لا يفصل بينهما شئ، حينها لم يوجد لا ليل أو نهار، لا شمس أو قمر، ولا حقول خضراء أو رمال ذهبية ولاكنهما كان مكتفيان بالهيام ببعضهما

رغم كل ذلك لم يسلما ففي إحدى الليالي كانت الظروف ظالمة لهما بالقدر الكافي لتبعدهما عن بعضهما البعض عنوه...، منذ ذاك الحين وكلما تشتاق السماء إلى الأرضي تبكي حتى أنها أحياناً تصرخ تثور برواعدها لاكن دون جدوى، يبدو بأن الحب ليس كافيً في النهاية ولا حتي في الأساطير

رؤية الأمطار ترتطم بهكذا عنف في النافذه التي أقف خلفها الأن يشعرني بمشاعر منبوذه، فقط أمل أن لا يسوء الجو أكثر فنادراً ما حظت لوس إنجلوس بهذا الجو

صوت الجرس الذي صدح في أذناي فجأه أجفعلني، فوضعت الكوب على حافة النافذه ثم خطوت لأسير خلال الردهه القصيره نسبياً ثم دلفت لأفتح الباب

غُلق فمي من الصدمه بينما ضاقت عيناي في عدم تصديق لقد ظننت بأنه هاري وهنا أتت الصدمه من ما أراه أمامي أهذا وهم أخر وانا أصبت بالجنون أم أن إيثان يقف أمامي الأن، بمظهرٍ لم يبلغ عتياً كما هو الأن

إبتلعت لعابي بسكون تصنعته فبداخلي براكين بدأت في الإنصهار ، هو هنا يقف أمامي؛ حتى بملابسه المبتله تماماً كشعره الغير مهندم والذي تمرد على عنينه ولاكنه لم يمنعني من رؤية العروق الحمراء الكثيره التي تتخلل عينه وحاجبيه المعقوفان، ملامح وجهه المرهقه ولحيته التي إزدادت طولاً ولم ألاحظها بالأمس

يبدو أن كل شئٍ يسير بطريقه عكسيه حين يتعلق الأمر به فهو بكل حالته تذوب القلوب من مظهره رغم أنه يبدو وكأنه للتو خرج من عاصفه هوجاء إلى أن قلبي الخائن مازال يخفق بقوه متغزلاً بجماله، حتى عقلي الذي دائماً ما أنصفني يتعجب من إثارته

أرتفعت يدي لتلمسه رغماً عني اريد التأكد بأنه ليس وهماً ؛ لامست موضع قلبه ليقشعر بدني إنه حقيقي هو هنا أمامي أستطيع لمسه؛ أستطيع الشعور به

" لم أكن أقصد أن أؤذيكِ، سامحيني" خرجت الكلمات من شفتيه وكأنها جاهدت لأن لا تفعل ؛ سامحيني خرجت ثقيله جداً من بين شفتيه وكأنه إستنفذ كل ما لديه ليقولها.

إن أخبرني أحدهم بأنه لم ينطقها في حياته من قبل سأعطيه كامل إيماني بما يقوله فهو شخص مكابر إلى أبعد حد يمتلك ذاك النوع من الغرور المحبب فهو مهما حدث لا ينحني لا يتأسف ولا يميل بعواطفه لأياً كان؛ إستثنائه لي أثر في أكثر من كلماته الصادقه تمييزه لي يعني العالم بأثره

نظراته العميقه في عيناي لم تدم طويلاً خاصتاً حينما سحبني لأستقر بين زراعيه، إعتصرني بين يديه وهو يدفن أنفه بين خصل شعري، أستطيع الشعور بقبلاته أعلى رأسي الأن

ها أنا ساكنه بين زراعيه كجسه هامده، أنا لست دميه ليتلاعب بي؛ بالأمس طلب مني الإبتعاد عنه والأن أتي إلى بنفسه ليطلب السماح؛ ما هي مبرراتة لما يفعله

وكجزئي الساخط عليه كان هناك جزء حنونً طغى على الأخر ليرغم إياي على إحتضانه، يداي ترتفعان ثم تتمسكان جيداً به ... شعوري بنبض قلبه بث الحياة بوجهي مرة أخرى.

لا أدري ما يحدث لي عندما أكون قرابته ولاكنني أغمضت عيناي لأحتضنه وكأنها أخر مره سأفعل بها، أغمضت عيناي لأستمتع بإقترابه الذي مازال يطمأنني أكثر وأكثر

سيطرت على رجفة فمي لأفصل العناق بعدما أدركت ما يحدث وفي الحقيقه لازلت منزعجه، ابعدت يداه وعدت بخطواتي إلى الخلف فلقد أصبح الوضع خطيراً للغايه.

عاودت النظر إلية بتفحص شديد كالعادة أدخل بتفاصيله وكأنني أخوض حرباً، تقتلني أحياناً هذه الدقه وهذا الكم الهائل من الإنتباه ولاكنها أحياناً أخرى تعطيني لذه نادرة الشعور

قضمت شفتاي بينما إستند هو على الباب بزاعه؛ تابعت الصمت ولم أشأ الحديث فنبرتي ستفضحني، ستفسد تظاهري بالبرود.

فضلت عدم النظر إليه حتى إتجهت مقلتاي نحو يداي وأنا أمسح بها كفى الأخر مراتٍ ومرات ؛ أن لم يملأ هو تلك الفراغات التي بين أصابعي فأنا من سيفعل ذلك

" هل تسمحين لي " سمعت صوته الشجي والذي إنطلق ممتذجاً ببحه فقيمه لأرفع رأسي إليه 'أسمح لك بماذا؟' هذا كان صوتاً أخر تردد بداخلي ولم أبح به، راقبته بصمت وهو يتقدم نحوي حتى توقف على بعد إنشات قليله مني وحين اقول قليله فهي للحد الذي تشعرني بأنفاسه الساخنه التي تلفح وجهي بأكمله

سأبقى ثابته على بذلك لن أخفض نظري لن أرضخ بهذه السهوله ، هو معقد بشده فدقيقه يقتلني ببرودة أفعاله وفي الدقيقه التاليه يذيقني لذة الحريق الذي يسببه بداخلي دون الحاجه للحديث فعيناه تفعلان ذلك، تنهد ليبعد نظره والجاً للداخل

تنحنحت بخفوت لأكتم تنفسي للصعداء وراقبته بصمت بعدما إستدرت لأتبعة بنظراتي أثناء مشيه الشبه مترنح وإرتمائه على الأريكه بعدما نزع معطف جاكيته وألقاه على المقعد المجاور للأريكه ليرجع رأسه إلى الخلف مغمضً العينين

أغلقت الباب وتقدمت منه لأسير بخطواتٍ بطيأه وأنا أتأمل هيئته، لدي شكً كبير بأنه ثمل هذا تفسير منطقي

إكتفيت بمراقبته في وقفتي وزراعاي معقودتان على صدري بينما هو ظل ثابتاً مغمض العينين، لا أنكر بأن جزءً مني سعيد لأنه هنا في الحقيقه ليس جزءِ بل كل خليه بي فرحه بأنه هنا وبأنه ترك لندن ليأتي خلفي مهما كان السبب لاكن رؤيته تريح قلبي بشدة

أعاد فتح عينيه لينظر إلى لوهله قبل أن يعتدل في جلسته ثم مسح بجواره نابساً " إجلسِ هنا "
مسحت بطرف لساني على شفتاي لأقتضمها ولم أبرح مكاني فأردف مره أخرى مترجياً " رجائاً "

فصلت إلتحام يداي ثم جلست إينما أشار لي وتابعته وهو يخفض رأسه للأسفل ثم مسح على وجهه ليرفع حدقتاها لي متابعاً بنبره لا روح فيها " هناك أشياء حدثت لي يجب أن تعلميها " لم أجبه وإتخذت من الصمت لغه لأترك له المجال لما يريد قوله

" لقد ترعرعت بعائله صغيره بأحدي الأحياء الفقيرة بألمانيه، بأسرة تتكون من أبٍ تاجر مخدرات وأمٍ أنهكتها الحياة لتلجأ إلى تعاطي الكوكايين وكأنه حلها الوحيد لتحمل بطش زوجها السادي "

توقف ليضغط أضراسه، إنها منطقه محرمه لديه ولاكنه تابع " كان والدي وغدً كبيراً يجد ملاذه في تعنيف من حوله وكانت إحدى ضحياه هو أنا وفي كل مره كانت والدتي تحاول الدفاع عني ينتهي بها الأمر مغشي عليها في بحر من الدماء بعد جولات لا تنتهي من الضرب المبرح، كنت صغيراً لم أقوى على ردعه "

إبتلع ماء جوفه ليستكمر مستطرقاً " وذات يوم حين كنت في الخامسه من عمري، عدت إلى المنزل لأجد أمي ملقاة على الأرض جسة هامده بلا روح بعدما أفرطت في تعاطي جرعة المخدرات، كنت أعلم أن الأون قد فات بالفعل لإنقاذها "

كان يأخذ وقته في البوح بكل كلمه وكأنها تحرق لسانه قبل أن تخرج من بين شفتيه ، نظره مثبت في نقطه ثابته أمامه وسرعة تحرك رموش عينيه فاقة الطبيعه بسبب إضطرابه الشديد وأكاد أجذم بأن ذكرياته المؤلم تعود إليه الأن وهو يقص على حكايته الموجه

رغم ذلك كان قوياً ولم يزرف دمعه واحده ربما رأيت شبح دموع في عينيه حين إستذكر الجزء المتعلق بوالدته المسكينه والذي بعث القشعريره في ثنايا جسدي، هو كان صلباً متماسكاً بل كان يبتسم بسخريه بين الحين والأخر من بين كلماته

" حينما رأيت.... جسد والدتي يدفن أسفل التراب لم أستطع التحمل وقطعت وعداً على نفسي بالثأر لأجلها مهما حدث "

إنفلتت شهقه مهزومه مني لأضع كفي على شفتاي لأمنع شهقاتي الأخري ولم أستطع منع دموعي التي سالت بغزاره رغماً عني بينما لم أكن أدركها منذ البدايه، علامات الجروح التي تحتل صدره جميعها من فعل والده، لا أصدق بأن شئً بهذه البشاعة قد حدث له

رغم ان مخيلتي واسعه إلى أنني لم أتخيل في يوم من الأيام بأنه قد عاش هذه المأساة، لقد كان أكثر شخصٍ من بيننا يعاني أكثر مني أكثر من زين وأكثر من أي شخصٍ قد عرفته إلى أنه لم يظهر ضعفه أبداً ولم يتزمر بل كنا جميعاً نحمله فوق عاتقه رغم ذلك

أستمعت بإهتمام له وهو يكمل مره أخرى " في اليوم التالي قررت مغادرة منزل ذاك الوضيع ، هربت بعيداً، جلت الشوارع لأسابيع دون منزل يأويني وطعام يسد جوعي حتى إنتهى الأمر بي في ملجأٍ للأطفال، مكثت هناك خمسة أشهر حتى تبنتني عائله إستقراطيه وأخذوني للعيش معهم، عائلة السيد مالك قد عاملوني بشكل جيد منحوني جميع سبل الحب والراحه ولاكن هذا لم يعوضني عن ألآمي.... وبعدما مرت السنوات و بلغت الثامنة عشر بدأت بالبحث عن المدعو بوالدي حتى وجدته "

توقف بعد ثانيتين من إنهائه كلمته الأخيره ليناظرني فورما تحدثت للمره الأولى منذ آتي، تسائلت عن ما فعله بوالده؛ خرجت الكلمات مهزومةً من بين شفاهي وكأن الوجع تسلل لقلبي من تفاصيل عباراته التي ألمتني ومن شدة صدمتي

فأجاب كمن يقف فوق الجمر " كان يعيش متخفياً كالجرز خوفاً من عودتي يوماً ما لأسلبه روحه كان يدرك تمام بأنني سأعود لأنتقم، لذلك عندما وقعت عيناه على وقع بجسده أرضاً بعدما فارقته روحه لقد مات دون عناء؛ توسلاته الجبانه بأن لا أؤذيه لم تشبع رغبتي في الإنتقام لم تتسنى لي الفرصه لجعله يتألم كما ينبغي كان بإمكاني تحطيم كل عظمة بجسده كنت أريد سلخ لحمه عن عظا... "

بإقتضابيه رفعت يدي ووضعتها علي ثغره لأقاطعه من بين بكائي الحار فأمسك كف يدي بخاصته الدافئ وضغط عليه مراقباً عيناي ثم قبل كفي الذي يحتضنه برقه بين أصابعه المشتاقه وضغط عليه برفق

لقد شاهدته في حالات كثيره... غامضاً منغلقاً على أحزانه، غاضباً منتقماً متهجماً ساخراً بارداً لا يبالي بأي شئ، حنوناً مسؤلاً مسيطراً على كل ما يخصني ويعنيني، هادئ حتى رمقه الأخير ولاكنني لم أشاهد روحه المتألمه من قبل لم أري كم الحزن الهائل الذي يعتليها وحتي لم أراه منفتحاً معي من قبل كالأن

متأكده أن الطريقة التي مات بها والده هي إحدى أسوء طرق الموت، فالتفكير فقط في أن يعيش أحدهم مع مسامرة شعور الخوف من الموت له في كل دقيقه قد يدفع المرأ إلى الجنون، إيثان كان كملاك الموت بالنسبه له يغشاه حد الجحيم

أنزل يداي ليمسكهما براحة يده اليسرى وبالأخري مسح بأناملها الدموع التي تستقر على وجنتاي ثم أطرق براسه نحو إبهامه الذي يمسح على جلد يدي وتنهد قائلاً " كانت حياتي دون معنى حتى إلتقيتك "

ظهر شبح إبتسامه على وجهه وهو ينظر لي متأملاً إياي كعادته ثم نبس " لازلت أتذكر كل إنشٍ بكِ؛ الحمرة التي كانت تطغى على خداكي وانفكِ، إبتسامتكِ المشرقه وأنتي تحملين الزهور وتتجهين صوبي بينما جديلتيكي ترتطمان بظهركِ من سرعة ركضك وفستانكٍ الأصفر القصير الذي يظهر بياض فخذاكي، حتى عندما أمكستي بجاكيتي لتشدينه وأنتِ تطلبين مني بأن أعيركِ إياه بشفتاكِي المرتعشتان والتي أردت وبشده ترويضهما كنتي جميله بشكل خطف قلبي بل وعقلي أيضاً "

إنه دقيق جداً فيما يقوله والجزء الأخير من حديثه جعل الإبتسامه تتصاعد على شفتاي حتى رغم عبراتي المستمره يالها من مشاعر متناقضه كالجالس بجواري " نعم أتذكر أيضاً كما أنني أتذكر بأنك كنت وغداً ولم تقبل بإلباسي إياه رغم برودة الجو "

بادلني بإبتسامه مرهقه وهو يحيط كتفاي بيده مبرراً " لو كنت فعلت ذلك لكنت قد قبلتكِ دون محال؛ فلقد كنت مشوشاً حينها رؤيتكِ فقط جعلتني أشعر بمشاعر عاهدت نفسي بأن لا أشعرها مع أياً كان مهما حدث، صادقت الكثير من النساء ولم أشعر معهن بنصف شعوري معكِ مع طفله بريئة معجبه بي كان الحل الوحيده هو تجنبكِ والإبتعاد عنكِ قدر المستطاع ففي النهاية كنت رجل ولم أستطع السيطره علي غريزتي لم أستطع مقاومة حركاتكِ المغريه ولمساتكِ البريئه لي " صمت لوهله بينما أغمض عينيه وإعتصرهما ليعاود فتحهما والنظر إلى بحاجبين معقوفان

" ظننت بأنها مجرد مشاعر إعجاب وستذول فور مغادرتكِ ولاكنها كانت أكبر مني بكثير فتعلقي بكِ ارغمني عل مراقبتكِ والإهتمام بأدق تفاصيلك جعلتكِ تعتقدين بأنك تراقبينني بينما المراقب الوحيد كان أنا، كل ما أمكنني فعله هو المراقبه بمنتهى الإهتمام اليومي أن أعلم جميع تفاصيل حياتك وانتِ لا تدري؛ دائما ما أخفيت صورك بكل مكان حولي وربما كنت أجلس بالساعات أنظر إليها وأستنشق ملامح وجهك دائما ما كنت أتمنى أن أتحسسها يبداي لا بقلبي فقط ككل ليله كل ما دفعني لفعل ذلك هو بأنني لم أكن أريد أن أكون كاولدي فرغم حبه لوالدتي إلى أنه لم يستطع منع نفسه من أذيتها، كنتُ خائف من أن أكون شبيهاً له، لم أخف على شئ أكثر من خوفي عليكِ كان بداخلي خوف دفعني لأن أبعدكِ عن عالمي المظلم الذي لم أستطيع إستقبالك به بكل حفاوة الأحلام لم أكن أريد تقبل حقيقة بأنني ربما لا أستحقك "

أنهى كلمته الأخيرة بصعوبه بالغه ليسعل بقوه ثم أردف مره أخرى وهو يطالع مقلتاي الحائرتان"لم أرد إيذائكِ.... ولا أريد أن أفعل " مسحت بإبهامي على معصمه في محاولة خافته لبث بعض الأمان بداخله ثم أجبته بيسمه مطمأنه رسمتها على محياي والثقه تتخلل نبرتي

" لن تفعل " لقد كان في السابق مجرد حبيب لفترة المراهقه إحتل عقلي وقلبي وظل خياله مستوطناً إياي طوال السنوات السابقه أما الأن فأنا أراه بطلاً منقذاً أكثر من أي وقتٍ مضى أري فيه الأمان الذي لم أشعر به في بيت والدي أراه القمر الذي سيضئ عتمتي كما سأفعل أنا

مال برأسه بينما يرمقني بتأمل شديد بعيناه الناعستان وفجأه قاطع الصمت مستكمللاً حديثه بصوت يتخلله البحه " أنتِ لم تكوني نقطه ضعفي بل كنتي رؤيتي الواضحه؛ صلابتي وقوتي... أنتي الشئ الوحيد الذي يشعرني... الذي يشعرني بأنني شخصاً صالح... فكلما إرتفعت فوق الجميع كلما ماضي إلى الأسفل سحبني، لم أكن أعلم أن.... حبكِ كالطوفان حين يجتاح الوجدان يطهرني"

إزداد سعاله وأنينه الخافت أصبح واضحاً لي كلعثمته الواضحه في جمله الأخيره، هو ليس بخير ، تنهدت لأمسح على شعره برقه ثم أعدته إلى الخلف وأقتربت لأحتضنه هامسه بأذنه " نحن بشر وجميعنا بالحاجه إلى الحب "

أخذت أربت على ظهره بيدي اليمني بهدوء والأخرى خللت أصابعها في شعره الذي جف بينما هو أرخي رأسه على كتفي

بتت أدرك الأن تماماً قدر الوجوم الذي يجتاحه ذلك النوع من الحزن الذي يُسكت صاحبه، يجعله بارد المشاعر والأحاسيس يفقده لذة الحياه يجعله مفتقراً الشعور أدركت كم هو طرح خلف قناع البرود الذي دائما ما يرتديه كالكثيرين

مرت بضع دقائق وهو لم يخرج من تفكيري كزراعاي، كان هادئاً بشكل كبير لذا حاولت فصل العناق لأري وجهه، فسقط رأسه على كتفي وأنا أعود للوراء مما أربكني

وضعت يدي أسفل عنقه والأخرى خلف ظهره وبرفق مددته على الأريكه ثم إستقمت لأمدد قدماه أيضاً وعاودت الجلوس بجواره من جديد، هو نائم بسلام وبشكل جميل ولطيف جداً بفاهه الشبه مفتوح كالأطفال

همست بإسمه بخفوت وأنا أجول بعيناي على ملامح وجهه المرتخيه ولاكنه لم يجب فرفعت نبرتي وأنا أتمتم بإسمه وإكرره لاكن دون جدوى، أعلم أنه ليس من أصحاب النوم العميق

هززت كتفه برفق لاكنه لم يبدي اي رد فعل يزكر ولم يستيقظ، رغماً عني إنتباني الخوف وبدأ قلبي يخفق بقوه... لا أرجوك لا تفعل هذا بي، رفعت أصابعي لألامس أسفل فكه وما كان مني سوي الصراخ يا إلاهي ....

____

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء الرابع عشر
Коментарі