| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الخامس عشر
    حدث كل شئٍ بسرعه كبيره حتى أنني تخشبت في مكاني من الموقف الذي وضعت فيه تواً

" توقف " صحت بحده بنبره أمره ريثما احاول موازنة جسدي في وقفتي، لم يعر مارك لي بالاً ولا حتي إيثان الذي كان قد دفعه بعيداً عنه بالفعل ليستقيم بعدما أُخِذ على حين غرّة

أنفاس مارك الهائجه هي جُل ما إخترق أذاني، ما قام به إيثان إستفزه بشده وجعله ثائراً أكثر حين إندفاعته نحوه ، ولاكنه باغتها بإمساكه بمعصمه ولفه خلف ظهره جاعلاً مارك يتأوه وييتخبط في غضب

وما لبث أن أعاد رأسه للخلف ليضرب بمؤخرة رأسه وجهه إيثان بعنف حتى تراجع فإستغل مارك ذلك للإلتفات وإسقاطه نتيجة لكمه

" إذا أردت عاهره إذهب إلى إحداهن وخذ منها ما تريد ولاكن لا تقحم فتاة بريئه في طائفة شهواتك، ليس أختي! " كان مارك غاضباً كالجحيم وكان يصرخ بعلو صوته بينما العروق تبرز في رقبته ووجهه المصبوغ بالحمره الداميه

هنا أظهر إيثان رد فعل منذ بداية العراك وبحركه سريعه للغايه حرك قدمه اليسرى ومررها من خلف قدم مارك الواقف مما إدي إلى إختلاله وسقوطه أرضاً، حينها ثني إيثان يداه وثبت راحتا يداه بجانب رأسه ومن ثم رفع قدماه بشكل أفقي على جسده وبإقتضابيه دفع جسده ووقف على قدماه بشكل مبهر إنه خصم يجب عليك التّفكير كثيراً قبل الاعتداء عليه

مارك، ربما هو السبب الرئيسي لكبح إيثان مشاعره ورغباته نحوي طوال هذا الوقت لأنه يرى أن صداقته أهم من غرائزه

ظن أنه بلمسه لي دون توثيق علاقتنا وخاصتاً لأخي سيكون خيانه لصديقه.... أعلم أن ما يحدث ليس نذوه فهو يحتاجني بصدق

إنحني إيثان ليمسك بثياب مارك وبحده رفعه ليستقيم ثم دفعه ليرتطم بالحائط وثبته ممسكاً إياه من ياقة قميصه ثم نبس من تحت أضراسه " تعلم أن هذا ليس من شيمي "

الإبتسامه الساخره التي إرتسمت على شفتا مارك لم تخفي لهثه للهواء ولاكنه تابع مستطرقاً وصاح في نهاية حديثه بجديه" لا أعتقد أنني أفعل بعد الأن، من أنت "

" أنا اللعين الذي وقع في حب أخت صديقه ، أجل أنا مُتيم بها حتى النخاع ؛ ولا أحد... لا أحد يستطيع إبعادها عني " هتف إيثان لتظهر العروق في رقبته وتحول صوته إلى نشيج ممتزج بفحيح محذر في جملته الأخيره

هز مارك رأسه بعدما أطرق رأسه للأسفل ثم عاود النظر إليه قائلاً " أنت لا تستحقها " اومأ إيثان برأسه وإبتسم لوهله قبل أن تختفي معالم بسمته ثم إقترب من جانب أذنه متمتماً بصوتٍ دفين " انا أستحقها أكثر منك "

زمجر مارك بحده ودفعه لينهال عليه بضرباتٍ مكثفه وبشكل ثائر للغايه، صد إيثان جميعها ولاكنه لم يهاجمه برد الضربات إليه وهنا لم أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي، وخاصتاً لأن إيثان مازال مريض

لا أدري كيف ومتى ولاكنني أمسكت بمسدس إيثان وصوبته نحو مارك بيدان مرتعشتان " قلت لك توقف" هنا صرخت بأعلي نبره تعتلي صوتي

فتقابت عيناي مع عينا إيثان التي توسعت لجزء من الثانيه حين تلاه وقوع عيناه على المسدس ثم نفي لي برأسه محذراً إياي قبل أن يتلقى ضربه أسقطته أرضً

صوت زر الأمان الذي سحبته كان تحذيراً لمارك الذي إلتفت بحاجبين معقودين لترتخي ملامح وجهه، هو يعلم أنني لن اصوب عليه لاكن ما ألمه هو توجيهي المسدس صوبه ماذا أفعل ليس بيدي حيله

مال مارك برأسه قليلاً في عدم تصديق حين أداق عيناه ثم تمتم بخفوت بإسمي وكاد يكمل حديثه لولا أنني صحت بسُأمٍ " لا تفعل "

حينها أخفضت يدي وتقدمت لأتخطاه ومن ثم جثوت على قدماي بجوار إيثان الذي يستند علي يد ويمسح الدماء التي سألت من شفتيه بإبهام يده الأخري قبل أن يدركني

وضعت يداً خلف عنقه بعدما وضعت مسدسه بجانبه وبالأخره مسحت بأصراف أناملها على وجنته المحمره ثم تمتمت بخفوت وأنا ازم شفتاي " هل أنت بخير " ظهرت على شفتا إيثان إبتسامه خافته وهو يومأ لي ومن ثم إعتدل في جلسته

" أنا لا أفهم...." نظر كلانا نحو مارك حين إستدرك بحاجبين معقودان ثم أكمل وهو ينظر لإيثان في بداية حديثه ومن ثم لي" هو قد يكون لديه أسبابه في عدم إخباري ولاكن أنتِ لمَ لم تخبريني.. أنا..."

" أخي؟ " أكملت جملته ولاكن بنبرة إستفام أكثر من مجيبه ثم خطفت نظره نحو إيثان لأستقيم وخطوت نحو مارك ثم قلت بدون تعابير" مارك رجائاً أنا لست على إستعداد لخوض نقاش كهذا مره أخرى.. فقط غادر "

هز مارك رأسه بسخريه مريره وهو ينظر في عمق عيناي ثم حاد برأسه ليزرع الأرض بخطواته السريعه مغادراً وسرعان ما تخلل إلى مسامعي صوت إنغلاق الباب العنيف لأغمض عيناي وأعتصرهما رغم رحيله إلى أنني ظللت متسمره في وضعيتي دون الحراك

جزء ما داخل قلبي قد إنفطر لما حدث بيننا، في النهايه إنه أخي ! وعائلتي الوحيده... أنا أكترث لأمره كثيراً ومضاعفات ما أظهر له ولاكنني مازلت عالقه في منتصف ذكرياتي المريره

أغلقت فمي المنفرج وحاولت تمالك نفسي لأبتلع ماء جوفي حين شعرت بإيثان يحتضنني من الخلف ، هو قد شعر بتشتتي الشديد وتبعثري أيضاً لأنه على الفور سحبني وأدار إياي لأستقر بين أحضانه وتمتم بنبره حنونه مطمأناً إياي " لا بأس "

دفنت راسي في صدره أكثر حين إلتفت يداي حول خصره لامسك بكف يدي معصم يدي الأخري، معنى حضنه ليس فقط تطويقه لخصري بل هو شيئاً أعمق من معاني الإحتواء

إبعدني إيثان برفق ليمسح على شعري ويربت عليه فإستندت بيداي على صدره، مال برأسه وكعادته طوق وجهي بكفاه وأخذ يحرك إبهامه على وجنتي بشكل دائري، ثم إنحني ليقبل جبهتي برقه وأسند جبينه على خاصتي

" بدلي ثيابكِ بأخرى ثقيله لأننا سنغادر ، لا حاجه لبقائنا هنا بعد الأن " أومأت له فورما انهي قوله لحديثه فترك سراح وجهي مخفضاً يداه لجانباه

كانت مغادرتنا إلى لندن أمراً محتوماً لاكن لا أدري لما العجله، ربما ما حدث منذ قليل هو إحدى مسبباتها، وفي النهايه قطعت خطواطي صعوداً للأعله

.
.
.
.

Taliaa's  P.O.V

بعد نصف ساعه طالعت الرجل مفرط الوسامه الذي يرتدي بنطال جينز أسود واسع قليلاً وجاكيت جلدي أنيق كلون التيشيرت المطابق للبنطال والذي يجلس بجانبي ويمسك بيدي بينما نظره مثبت علي الطريق أمامه وهو يقود السياره بذات الشغف ولمعان العينان الذي يصاحب مرات قيادته للسياره

هذا الرجل العنيد الكتوم الذي حوله الحب إلى طفل يبوح لي بأسراره ليس بعضها بل وكلها  

قد يرى البعض من منظورهم الخاص بأنني قد تخليت عن كبريائي كأنثي حين سامحته... لاكن الأمر أعمق من ذلك بكثير فلبُ الموضوع هو أنني إن تركته يرحل لكنت خوضت حرباً بداخلي حتى الأذل، كنت لأحيي بلا شك كالبائسه حتى وإن تمكنت من إخفاء ذلك

أعلم أنني رغم الأعذار التي كنت سأعطيها لنفسي ما كانت لتسمح لي إحداها بالإحتفاظ بلقب عاشقه إن تخليت عن حبي دون القتال ، أوقن حدود إيثان جيداً وما هو قادر على فعله وأعلم أنه يعلم أن المقاومه في الحب تغرق على الأقل بات كذالك

لقد سامحته لأنني إن لم أفعل كنت لأقتل روحه قبل روحي فأسميَ ما في الحب هو عفويته وتحكمه بنا كأوراق الشجر

تفاصيل قصتنا التي دامت لسنوات تجزم بأن علاقتنا قدريه لا محال، هو أعطاني خيارين تجسدا في واحد فقط هو الماضي قدماً في علاقتنا أعلم أنه ما كان ليتركني أبتعد عنه فهو عنيد ودائما ما إعتاد على الحصول على كل ما يريده

إنها الحادية عشر وعشرون دقيقه مساءً، مرت عشر ساعات ونصف في الطائره قضيت معظمها في النوم إنها عاده أشكر الإله على منحي إياها

أما إيثان فأمضى وقته بقرائه كتاب ثم نام قليلاً أثر الدواء الذي تناوله فور تناول طعامه الذي أصررت على أن يكون صحياً كما أمر الطبيب.... والنصف ساعه الأخري قضيناها في السياره ولازلنا

تباطأة سرعة السياره تدريجياً حتى إتخذت طريقاً أخر، لقد رأيت هذه البوابه من قبل والتي دلفت منها السياره وما وقع على عيناي تالياً جعل عيناي تتوسعان بإندهاش

إنه منزل إيثان القديم، ذك المنزل الذي أثنيت بجماله حين والذي صنعنا فيه أول ذكرياتنا سوياً هذا المنزل الذي قضيت فيه أياماً أوقعتني في عشقه

توقفت السياره أمام الدرجات التي تقود لباب المنزل العملاق ففككت حزام الأمان وفتحت باب السياره لأترجل للخارج دون الحديث

لقد كنت صامته طوال الوقت وإيثان كان متفهماً لذلك ولاكنه أيضاً لم يتركني لندمي بل كان يفتعل حركات صغيره ليشتتني ويلتقطني بها من دوامه أفكاري كإمساكه بيدي طوال الوقت ونظرات عينيه الثاقبه التي لازالت تمتلك ذات الوقع على منذ أول لقاء، وحتى لمساته المشاغبه لي بين الحين والأخر حين اشرد وتمسكه بي

زوابع الهواء البارده قد ضربت شعري لتدفعه للإلتصاق على وجههي بعشوائيه حتى جعلني أغمض عيناي واشد على معطفي بإنزعاج ووضعت يداي في جيبا الجاكيت لأقيهما من البرد، مناخ لندن لا يُقارن بتاتاً بطقس لوس إنجلوس ولاكن رغم أنه أبرد بأضعاف إلى أن الدفئ الذي يعتليه لن تجده في أي مكان أخر

شعرت بإيثان يقف أمامي ففتحت عيناي لأضيقها، أبصرت الإبتسامه التي نمت وهو يمد يده نحوي ثم أزاح خصلات شعري لخلف أذني جيداً ليتخطاني، وفتح حقيبة السياره الخلفيه ليخرج حقيبتي منها ثم أغلقها

بيد حمل الحقيبه ثم سار ليمد لي يده الأخري مشيراً نحو باب المنزل برأسه، أمسكت بكف يده وإتبته بنظراتٍ متفحصه فورما توقف ليضع الحقيبه على الأرض ثم خلل أصابعه في جيب بنطاله ليخرج مفتاحاً أدلفه لقفل الباب وفتحه ليدفع الباب بقدمه برفق

عاود النظر لي بإبتسامه أظهرت اللآلئ البيضاء في ثغره وفك إشتباك أيدينا ليدفعني بخفه للداخل ثم ولج ليغلق الباب خلفه ، إن لم تلاحظو فأنا لاحظت هو يبتسم في كل فرصه تسنح له بذلك وكأنه شخص جديد وهذا يذيب قلبي

" لقد ظننت بأنك بعت هذا المنزل منذ زمن " نبست دون النظر إليه بينما عيناي تجول صعوداً ونزولاً فأدرت عنياي نحوه بعدما سمعت همهمته يليها إردافه

" كنت سأفعل ولاكنني لم أستطع التفريط به خصوصاً بعدما تركتي لمستك في كل إنش من أجزاء المنزل وتركتيه وهذا كان دافعً أخر لعدم تمكني من المكوث به" كان يقترب مني كلما نطق بكلمه ومع إنتهاء كلمته الأخيره كان يقف أمامي بالفعل

وهذا ما دفعني للتسائل بخفوت " لاكن كيف إنه بيتك " نفي إيثان برأسه ثم ثبت عيناه في خاصتي وتابع قائلاً " بيتي هنا " حينها شعرت بشيءٍ يضغط على صدري وفي موقع قلبي تحديداً فأطرقت رأسي نحو إصبعه وإبتسمت بخفه لأكتفي بإيمائه

تنحنحت لابتلع ماء جوفي ثم أشرت بسبابتي للأعلى  وسرت لأسبقه بخطواتاي الواسعه نحو الداخل وانا اتفحص بعيناي كل شئٍ هنا وهناك وأتأمل المكان الذي لازال كالسابق، أنا سعيده لأنني هنا بعد كل هذا الوقت

كان إيثان يتبعني في سيرى حتى حينما قطعت خطواتي على درجات السلم صعوداً للأعلى أسرعت في خطواتي نحو الغرفه التي كنت أقيم فيها لأفتح الباب

نمت على شفتاي إبتسامه حين جالت عيناي في الغرفه حتى وقعت على دمية الأرنب المشحو الذي كان قد أحضرها لي حين كنت صغيره والموضوعه على الفراش

تقدمت نحو السرير، إنحنيت وحملت إياها لأعبث  في فروها الناعم ثم إستدرت لابصره وهو يستند على حافة الباب بينما يعقف يداه على صدره ويتفحصني، مسحت بطرف لساني على شفتاي وإقتضمتها من بين إبتسامتي

فإعتدل في وقفته ثم تقدم مني حتى بات يقف أمامي مباشرةً، تنفس الصعداء بينما نظراته تزداد عمقاً أكثر وأكثر " كُفي عن لعق شفتيك أمامي
إن نفسي أمارة بالسُوء " تمتم بها بصوته الشجي بينما ترتفع تفاحة أدم في حلقه مراتٍ متتاليه فاقت الطبيعه

" وأين المتعه في ذلك " غمزت في نهاية حديثي ثم باغتته بإجتيازي لجسده والإرتجال من الغرفه أثناء ركضي في الرواق الطويل وما جعلني أقهقه هو لعنته التي تخللت إلى مسامعي من الخلف

أستوقفت جسدي امام باب غرفته المميز ومن ثم أمسكت بمقبضه لأفتحه وما كان مني سوي أن تنهدت حين ضربتني موجه من الذكريات المحمله بالمشاعر الصاخبه

ببطأ زرعت الأرض بخطواتي وأنا أتأمل الغرفه بكل أجزاءها الصغير الأبواب والفراش والآثاث لم يتغير شيء، سقف الغرفه وجدرانها وخاصتاً تلك البقعه القريبه من الزاويه هناك والتي تتوسطها اللوحه المغطاه بالغطاء

وقع صوت الخطوات من خلفي والذي يقترب جعلني أحيد برأسي لأنظر من جانب أذني نحو إيثان الذي يلج من خلفي بينما يخلل يداه في جيبا بنطاله

عاودت النظر أمامي وتجاهلت رائحة عطره التي يستطيع أنفي تميزها من ألف عطر أخر وكأنه إعتادها فأدمنها " لقد جعلتني أفكر في محتوى هذه اللوحه طوال سنوات طويله " تمتم ليرتفع طرف فمي

حين تقدم إيثان ووقف بجواري رفعت رأسي الذي تغير محوره نحوه وراقبته وهو يمسح على ذقته ثم نظر لي مستطوقاً ببساطه " يمكنكِ رؤيتها "

رفعت حاجباي بتفاجأ وملت برأسي قليلاً ثم نبست مستفهمه " هل أنت متأكد؟ فأخر مره قد حاولت ذلك.. تعلم " إقتضمت شفتاي في نهاية حديثي فتحاشي النظر لي وما لبث أن أمسك بالغطاء ليسحبه بعيداً حتى ظهرت اللوحه من خلفه

هذا مبهر حقاً معالم الوجه المرسوم رائعه وهل ذكرت بأنه وجهي؟ وجهي الضاحك حين كنت في الثالثة عشر تحديداً طريقة إمتزاج الألوان مع بعضها البعض تجعلك تشك في أنها صوره وليست رسمه، هذا جنون... رسمُه هو ثاني أجمل شيء قد وقعت عيناي عليه بعد وجهه

" إيثان هذا رائع للغايه... أنت مذهل " لا توجد كلمه واحده تستطيع وصف ما أشعر به الأن المشاعر المرهفه التي تعتليني لا تُحصي ، أراهن أن وجنتاي قد أزهرتا

" لا يكمن جمال اللوحه في طريقة رسمها بل بما تحتويه، جمالك هو ما أطغي على اللوحة بهذا السحر " قلبي؛ قلبي يكاد يخترق قفصي الصدري من شدة نبضاته السريعه بينما إنقلبت كيمياء جسدي رأساً على عقب بسبب كلماته التي يستنقيها بعنايه والمذيبه لحواسي ولأنها بدت صادقه للغايه

إبتسامته المستمتعه بما يفعله بي لم تثر إستفزازي بل زادت جلدي إكتساباً للون الوردي، لماذا أنا شديدة الحساسيه والتأثر حين يتعلق الأمر به وكيف يحتوي قلبي كل هذا الحب نحوه

" هل ستتوقف عن التغزل بي؟" زممت شفتاي وأنا أسخر في محاوله لإخفاء مشاعري ثم إعتدلت لاقف أمامه بكامل جسدي حين فعل المثل 

" أبداً " قالها بأعمق نبره دفينه لديه ثم أكمل وهو يخطو نحوي مما جعلني ذلك أتراجع  " إلى أن يغلبني الرحيل وإلى أن ينتهي هذا العمر وأختفي "

إقتربت أكثر  بخطواته حتى للامس ظهري الجدار خلفي ، نفس اللحظه تعاد أمامي للمره الثانيه وفي ذات البقعه هنا حصلت على قبلتي الأولى هنا أغرقني في سحر عيناه ونعيم شفتاه، هنا بدأ كل شيء

" هل تتذكرين؟ " نبس بها ووضع راحة يده بجوار رأسي ليثبت زراعه على الجدار، إنني محاصره ومن قبل من سوي هذا الوسيم الحابس للأنفاس

" ليس حقاً " قلت ريثما أحاول مجاراته فظهرت على محياه إبتسامه وكأنه كان يتوقع مني هذه الإجابه، إبتسامته تحولت تدريجياً الي بسمه ساحره فمال نحوي متمتماً بهمس " لا ضغينه إذاً في إعادة بعض الذكريات "

صوت جرس المنزل نقلته جزيئات الهواء إلى اذني بعد شعوري بأنفاس إيثان الدافئه تلفح وجههي وضعت يدي على كتفه لأبعده قليلاً وحين تلاقت عيناي بخاصته إستطعت رؤية النيران تشتعل في عيناه " سأفتح " صرحت فورما تكرر صوت الجرز مره أخرى وحين حاولت العبور ثبت جسده ليردف بحده " والجحيم لا ! "

ثم وضع يده أعلى عنقه ليسحبني نحوه، أغلقت عيناي فورما فعل هو وأنا أستمتع بإمتذاج شفتينا معاً وملمس شفتاه الرطبه على خصتي

أسندت برأسي علي كتف إيثان ثم نبست بأنفاس شبه منتظمه " حقاً عليك أن تفتح الباب " ضحك إيثان بخفه وإبتعد ليخلل أصابعه في خصل شعره ثم مسح وجهه ليزفر بضيق وإستدار ليهبط للأسفل

تباً كانت الكلمه الوحيده التي خرجت من ثغري قبل أن أسير لأتبع أثره نحو الأسفل

شاهدت إيثان من علي بعد مسافه وهو يفتح الباب على مصرعه، " سام؟ " هتفت بإسم سامنثا التي ظهرت من خلف الباب ودلفت للداخل ثم تقدمت منها فصاحت الإخري بإسمي لتندفع نحوي ثم إحتضنتني لأبادلها 

فصلت العناق لأحافظ على إبتسامتي ثم طرحت سؤالي " مالذي تفعلينه هنا؟ " وقبل أن تجيبني سمعت صوته الذي أجابني بدلاً عنها فأدرت محور راسي نحوه وانا أتمعن في كلماته

" جلبتها لتبقى معكِ حتى عودتي " لم أستطع منع العقده التي تكونت بين حاجباي فتقدمت منه لأعقف يداي على صدري وتمتمت متسائله " عودتك؟ "

فنبس فورما توقفت أمامه " أجل سأغادر لبضع ساعات، على الذهاب للشركه تعلمين أنني أهملت العمل في الأيام الأخيره "

" مستحيل إيثان، لازلت مريضاً لا يمكنك متابعة العمل حتى تتحسن ، لقد قال الطبيب ذلك " أردفت بعناد ممزوج بغضب 

" تباً للطبيب " قالها هو بدون مبالاة بعدما أدار عيناه في محجريهما فهمست بإسمه بحده علي الفور، رفع حاجباه لي بإستفهمام فأجبته بخفوت " لا يمكنك قول ألفاظ كهذه أمام صديقتي "

" لا أظن أنها تمانع، هل تفعلين؟ " كانت جملته في البدايه موجهه لي ثم إلى سام التي تراقب في صمت والتي أجابته وقليلاً فقط وكانت ستنحني إليه " لا...... سيدي" سيدي؟؟ حقاً... إليكم الحقيقه هي تخافه، ربما لأنها لم ترى معدنه وأعلم أن جزءً منه يحب أن يخافه الأخرون

" إيثان ان.... " لم يسمح لي بإكمال جملتي لأنه وضع سبابته على شفتاي ثم إستطرق " أعلم، أنا بخير ثقي بي" لم يترك لي حل سوي الإيماء بإستسلام والبوح بحسناً فإبتسم وإنحني ليخطف قبله سريعه من شفتاي وقبل أن يبتعد همس بجانب أذني" إحظي بوقت ممتع "

تبِعته بخطواتي حين خرج من الباب لأستند عليه وإتبعته بنظراتي وهو يصعد إلى سيارته وقبل أن يحركها أنزل زجاج الباب وأشار لي فبادلته ثم عقدت يداي على صدري ريثما اراقب سيارته تبتعد شيئاً فشيئاً

تراجعت بخطواتي واغلقت الباب وإلتفتت لتقع عيناي علي نظرات تاليا المليئه بعلامات الإستفام
تباً الليله ستكون طويله للغايه....

___

يتبع....

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء السادس عشر
Коментарі