| مقدمة |
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء الرابع
"دعكِ منهم أنا سأحتضنك دائماً وطوال الوقت اللازم ولا بأس بجعل قلبكِ سرداق عزاءٍ لمن لا يستحقك "

*******
الألم ينتشر بسائر جسدها بطريقه موجعه، حاولت جمع قواها لتستطيع فتح عيناها وهذه المره نجحت

الأنين الذي خرج من ثغرها بسبب حركه صغيره إفتعلتها كانت كفيله بإنتباة شخص أخر في الغرفه لم تنتبه إليه " حمداً للرب على سلامتكِ  " صوت إمرأة صدح في الغرفه جاذباً مقلتاها نحوه

كانت ترتدي زي الخدم بينما تقف أمام خزانة الملابس الكامنه أمام السرير والتي تركتها للتجه نحوها على الفور؛ الخدر الذي يسير بعمودها الفقري كان مؤلماً كالجحيم وحلقها الجاف أيضاً لم يساعدها على الحديث رغم ذلك قاومت وهي تبتلع ماء جوفها الذي ألمها فيما بعد بينما خرجت الكلمات من ثغرها ببحه لم تستطيع السيطره عليها وهي تتسائل عن أين هي

" أنتِ بمنزل السيد إيثان كليفر " أجابت الخادمه على الفور لتعود إليها الذكريات عندما إستفاقت هنا ورأته؛ فتصاعدت الغصه بحلقها فورما أصبحت واعيه لما يحدث هذا ليس حلماً بل هو واقعً مزرٍ

إعتصرت جفناها وأجهشت للبكاء بعدما تساقطت الدموع من بين أهدابها، لم يدم الأمر طويلاً، فورما سمعت صوت المرأة التي إقتربت لتمسح على خصلات شعرها المبعثره على الوساده ؛ ثبتت نظرها عليها لتهمس بخفوت مستطرقه " كم لبثت هنا " هي تشعر بأنها نامت لفترة طويله طويله حد الهزيان

هأجابتها المرأه " أنتِ هنا منذ أربعة أيام" ثم تنهدت لتكمل مفسره بعبارات صادمه " كان جسدكِ بارداً كاثلج بينما أنفاسكِ بالكاد تخرج كنبض قلبك الضعيف؛ لو لم يتدخل السيد في الوقت المناسب لكان الوضع مأساوياً "

ضغطت تاليا أضراسها بينما تحاول النهوض وهي تزيح الغطاء عن جسدها لتلاحظ ملابسها المختلفه ولاكنها لم تعبأ فقط تابعت الحراك حتى لامست قدماها الأرض في جلستها ورفعت رأسها للخادمه مردفه بصعوبه " هل يمكنكِ مساعدتي في الذهاب إلى المرحاض "

اومأت المرأه ببسمه ثم أمسكت بزراعها وهي تساعدها على الإستقامة وتطلب الأمر منها دقيقه كامله لتوازن جسدها بعيداً عن دوار رأسها 

رافقتها الخادمه حتى باب المرحاض ثم توقفت حينما أشارت لها تاليا بذلك و دلفت لتغلق الباب خلفها متجاهله هتيفها بأن إيثان أمرها بأن لا تتركها بمفردها 

تقدمت من حوض الإستحمام لتفتح صنبور المياه البارده ثم جثت على ركبتيها لتستند بزراعها على حافة الحوض بينما تراقب الماء يتزايد به بسكون غريب

مدت زراعها لتلمس بأصابعها الماء ثم أخذت تحركها علي شكل دوائر، هي تتذكر الأن ما حدث أثناء غيابها عن الواقع لقد رأت والدتها وكادت أن تلمسها كانت ستذهب إليها لولاه كانت ستكون سعيده وهي بجوار والدتها مره أخرى، لما فعل ذلك لما حرمها من أن تكون بجوارها حتى وإن كان ذلك على حساب موتها، لما كان أنانياً لينقذها وهي لم ترد
ولاكنه ليس هنا الأن ليمنعها من ذلك ؛ وهذه فرصه لن تضيعها من يديها

إستقامت بصوره إقتضابيه ثم رفعت ساقيها لتنزلهما في الحوض ليقشعر بدنها ولاكن المياه البارده لم تمنعها بل زادتها عزيمه لأن تغمر جسدها بأكمله بالماء

وتركت العنان لشهقاتها المتخافضه بأن تعلو كأنفاسها المتسارعه ولاكنها لم تتحرك قيد أنمله وتركت تحكمها الكامل بجسدها وهي تحاول الإسترخاء متجاهله الألم الذي نشب في مفاصلها، غمر الماء وجهها ليبتلع جسدها بالكامل فأغمضت عيناها وهي تستمتع بشعور الخدر الذي يحتل أطرافها، إعتادت على برودة الماء كبرود مشاعرها وهي تحبس الهواء داخل رأتيها

لم تعبأ للأصوات المشوشه والتي تكاد تكون مسموعه فكلها لحظات وينتهي كل شئ؛ ثوانيٍ معدوده ويزول العناء

كل شئٍ توقف تماماً فقط توقف عدي شعور الخدر الذي إجتاح أطرافها من برودة المياه، ذلك الخدر ؟ متى كانت المياه ممتعه إلى هذا الحد متى كانت بهذا الدفئ رغم برودتها؟

خفقات قلبها سرعة تنفسها غضبها ذكرياتها الموجه وحتى ألمها أرغمانها على إغلاق عينيها وكأنها مريضه سري مفعول المخدر في عقلها ليستنزف وعيها

حان الوقت لتسمح للمياه بالتدفق لداخل رأتيها لتخلصها من أنفاسها التي باتت تمقطها فليصمت كل شئ وليهدأ، شعرت بشئ يمسكها من كتفيها ليسحبها للخارج بقوه فأغمضت عيناها بخمول باغت

شعرت به يحملها لينزلها أرضاً بين زراعيه فتمسكت بقميصه، ولاكنها مازلت تحبس أنفاسها مغمضت العينين، الألم بداخلها أصبح لا يحتمل رغم ذلك إستطاعت سماع صوته القلق وهو يأمرها بأن تتنفس 

فنفت برأسها لتضغط أضراسها بعدما باتت لا تتحمل حاجتها للهواء وفجأة شعرت بضغطته القويه أسفل حلقها والتي أرغمتها بأن تسعل بقوه وهي تبصق الماء من فمها، وشهقت مستدعي الهواء إلى رأتيه عدة مرات متتاليه

فتحت عيناها وناظرته بصمت بينما هو يفعل المثل مع مسحه على شعرها المبتل بعدما أزال يده من فوق عنقها، كانت متأكده بأنه إيثان منذ سحبها من الماء " لمَ فعلت ذلك " همست من بين أنفاسها المتسارعه بوجه تخلو منه الحياة

"‏ لأنكِ أقوى من أن تستسلمي بهذه البساطه ؟ " تمتم بصوتٍ خفيض متفحصً وجهها لتنفي برأسها وهي تزم شفتيها بينما عيناها تنذر بذرف العبر

" لا بأس إبكي؛ فأنا لازلت هنا وبوسعي ضمك" أردف مره أخرى ليضمها إلى صدره مطوقاً إياها بزراعيه فدفنت رأسها بعنقه الذي بدأ يمتزج بالمياه التي بللته بها ودموعها أيضاً

تشبثت به أكثر ووتيرة بكائها تتزايد، تصبغ وجهها باللون الأحمر بينما أسفل ذقنها يغتضن مع نحيبها الخافت الممزوج بأنين من فرط البكاء، أخذت العبر تتسابق على خديها بحرقه مطلقه وأنفاسها المسلوبه تهتز بداخلها

افرغت كل ما بداخلها وهي بين زراعيه حتى صراخها المكتوم بصدره بينما هو كان يهزها بخفه بين يديه مكتفياً بالمسرح على ظهرها برقه

"لو كان الأمر عائداً لقلبي لخبأكِ بجوفه " شعورها بقبلته على جبهتها أجبرتها على الهدوء وبالأخص حينما سمعت عباراته القليله التي أطلقها من بين شفتيه والتي لسبب من الأسباب أشعرتها بالأمان؛ وحتى الطريقه التي فصل العناق بها ليحتوي رأسها بين يديه مقبلاً أرنبة أنفها

حركات بسيطه منه إنتشلتها من أفكارها وجعلتها تشعر بشعورٍ لم تعهده؛ هو فعل ذلك بطريقته وهدئها بل وأخذها لعالم أخر، الطريقه التي تلفح أنفاسه العطره وجهها وعينيه التي تأثر ناظريها برموشه التي تبدو كالأسهم على قوس جفنيه، كل تلك الأشياء مكنتها من الشعور برعشه محببه أسفل معدتها وكأنها فراشات تتدافع بداخلها

شعرت به يرفعها من الأرض ليحملها بين زراعيه وسار للخارج ثم ما لبث أن وضعها على الفراش ببطأ ثم جلس بجوارها متأملاً بصمت كالعاده " لمَ تتصرف نحوي بهذا الشكل، أأعتبرها شفقه من نوعٍ ما؟ " أردفت بجمود وبنظراتٍ حاده

" ماذا تعنين؟ " عقد حاجباه بتسائل فأحياناً تشعره بأنها في عقدها العشرون لا في الثالثة عشر وأحياناً أخرى تكون طفله ساذجه بحق

سمعها وهي تأخذ نفساً عميقاً وهو ينظر لها متأملاً في صمت كعادته " أعلم بأنكَ تكرهني ؛ أستطع إفتراض ذلك" تمتمت بخفوت وهي تطرق رأسها للأسفل بحزن أخفته ليلامس ذقنها بأصابعه ثم رفع رأسها لاتناظره بحدقتيها " لا تجرؤي على إفتراض شئٍ أنا لم أبح به أبداً، وبالطبع أنا أكترث لأمرك فأخت مارك هي أختي" تنهدت بعبوس من كلمته الأخيره والتي خيبت أمالها كالعاده

" هل تستطيعين تبديل ملابسكِ بمفردك؟ " أومأت برأسها فورما عاودت النظر إليه ليستقيم ثم سار ليفتح الخزان وأخرج منها الملابس ثم عاود إغلاقها متقدماً منها ليمرر لها فسناناً أسود اللون وملابس داخليه تلائمها لتخفض عينيها قليلاً ثم إستقامت وشارفت على نزع ثيابها المبلله

حتى صدح صوته وهو يأمرها بأن لن تنزع ملابسها قبل أن يغادر ثم سار بخطواتٍ سريعه للخارجه تاركاً إياها في حيره

وبعد خمس دقائق كانت قد إنتهت من إرتداء ثيابها وتكورت على نفسها وهي تشعر بإرهاق شديد لتستلقي بجزعها السفلى علي الجزء الجاف من السرير

وأدارت حدقتيها حينما سمعت صوت خطواتٍ تقترب فسدرته يتقدم ليلج للداخل مرة أخرى وتقدم نحوها ليقف أمامها وسرعان ما تلته الخادمه حامله صينية طعامٍ بين يديها

" أنا لست جائعه " نبست بوهن ولاكنه تجاهلها مشيراً للخادمه بوضع الطعام على الطاوله ففعلت ما أمرها به لتغادر

تنهدت بضجر لتدير رأسها للجهه الأخري ثم عاودت النظر إليه فورما قرب الكرسي ليجلس عليه أمامها وإستقرت يديه على يدي الكرسي

ثم تنهد ليمسك بالشوكه وملئها بالطعام دون إزالة عينيه عنها ، وإقترب ليمسك بفكها وبحركه سريعه أدخل الشوكه بفمها عنوه وأغلقه تحت نظراتها الحاده مع حاجبيها المعقودين وتجهم وجهها

فإبتلعت الطعام متمتمه بغيظ " أخبرتك بأنني لا أريد" لتضربه بقبضه يدها على كتفه والتي لم تأثر به سوي أنه إكتفي برفع حاجبه فعقفت زراعيها على صدرها ثم نظرت بعيداً

" تريدين أن تبدين قبيحه؟ إذاً لا بأس" غمغم بلا مبالاه لتناظره بإستغراب ممتزج بالدهشه متسائله " ماذا؟! " هز كتفيه بهدوء مصرحاً " أجل، فمظهر وجهكِ الباهت وعينيكِ المتنفختان بات لا يعجبني؛ حتى السواد أسفل عينيك وأنظري إلى جسدكِ الضعيف عدم تناولكِ للطعام سيجعلك أقل جمالاً وأنتِ لا تريدين هذا صحيح؟"

" نعم، بالطبع " تحدثت بخجل طفيف بدي على محياها وهي تفرك يدها فأجابها بهدوئه المعتاد مطرقاً رأسه وهو يشير بعينيه نحو الطعام " حسناً إذاً عديني بأن تتناولي طعامكِ بأكمله "

فإستدركت وهي تعبس بوجهها الطفولي" ولاكن ماذا إن شبعت " رفع حاجبيها ثم هز رأسها يميناً ويساراً نافياً ببرود وكانت حركاته البسيطه تلك رداً حازماً بالنسبة لها فزمت شفتيها لتومأ مردفه " أعدك "

إستقام إيثان ليربت بيده على رأسها سادراً " فتاة مطيعه " ثم بعثر خصلات شعرها قليلا وإستدار دالفاً ناحية الباب وكاد أن يلج من الغرفه لولا صوتها الهادئ الذي أوقفه " لمَ رحلت مسرعاً في المره السابقه "لم تجد أي رد لدقيقه كامله حتى إبتسم بتهجم لوهله قبل أن يتسدير ثم تقدم نحوها مجيباً وهو يخلل أصابعه في جيب بنطاله "  هل أنتِ معتاده على تبديل ملابسكِ أمام الغرباء؟ "

" لا ولاكن أوليس ذلك بالأمر العادي، أعني حبيبة مارك السابقه كانت دائماً ما تسير شبه عاريه كما أنك لست غريباً لذلك خلت بأنه لا بأس " إقتضمت شفتاها ورفعت كتفيها مبرره وإستندت على زراعيها وهي تعتدل في جلستها

فأومأ وهو يعبث بالخاتم الذي يحتل سبابته ثم رفع رأسه متحدثاً بجديه " أنتِ مازلتي صغيره لأخبركِ بهذا ولاكن... " وتنحنح لينحنحي حتى بات وجهه مقابل لخاصتها وهو يرمق ملامحها بهدوء ومع نظراتها المتسائله أكمل وهو يعيد نظره لعينيها مردفاً بصوتٍ خافت

"هنالك أسطورة قديمه تحكي عن وحشٍ إعتاد على مطاردة الفتيات الصغيراتِ أمثالك منذ القدم ولاكن فقط الأقل تستراً على أجسادهن منهن؛ فكلما قلت ملابس الفتاة كلما إزدادت شراهته لسفك دمائها وتناول أحشائها حتى تهلك ببطأ بين يديه البشعتين ذات المخالب الطويله يقول البعض بأنه يشتهي الفتيات التي تظهر جسدها للملأ وتسمح للرجال برؤية أجسداهن دون خجل ويقول البعض الأخر بأنه يفضل الفتيات التي تتودد للرجال بشكل مفرط ولاكن الأمر المتفق عليه هو بأنه يفر هارباً من المتحفظات " نبرته الترهيبيه المتقلبه حسب كلماته كانت كفيله بإخافتها فإبتسم مستمتعاً وهو يعيد رأسه للخلف يبدو بأن حيلته قد إنطلت عليها وهي قد إبتلعت الطعم بكل إتقان

كانت تعطي إهتمامها لكل كلمه يردف بها " إيثان " همست بخفوت ليهمهم لها في المقابل،  فإبتلعت لعابها برعب وهي تنظر في الأرجاء متمتمه " ما إسمه " فعقد حاجباه في المقابل متسائلاً " من؟ "

" الوحش " كم اللطافه الذي تعتليها جعلته يخفى إبتسامتها ثم أدار عينيه بالغرفه حتى إستقرت على النافذه فإرتجل متصنعاً وجهاً جاد ثم أمرها بالإقتراب مشيراً لها بيده

فأزالت الغطاء وإقتربت منه ليقترب هو أيضاً ثم إقترب أكثر ليهمس في أذنها " يدعي بفنيستر ولاكن إحذري فكلما قلتي إسم فنيستر كلما أصبح سهلاً علي فنيستر إيجادك؛ ففنيس... " كاد يكمل كلمته لولا كلتا يديها التي وضعتها علي فمها لتمنعه من النبوس بحرفٍ أخر

" أصمت إيث أتريده أن يمسكَ بي " نبست ببرائه  فتنهد مبتعداً بإبتسامه مستمتعه من حقيقة بأن إسم الوحش الذي برع بإخافتها هو فقط نافذه بالألمانيه

وتراجع للخلف بضع خطوات بعدما همس بإيث متعجباً ليحك خلف عنقه وما لبث أن هتف بإسم تريسا مرتين لتأتي الخادمه مهروله حتى دلفت للغرفه وأطرقت برأسها للأرض بإحترام " أجل سيدي "

" تأكدي من تناولها الطعام ثم أعطيها دوائها ؛ وإبقي بجانبها حتى تخلد للنوم فربما قد تكون خائفه من فين.... " قوطع للمره الثانيه من قبلها ولاكن هذه المره إتبعت سبيل أعنف من سابقه، فلقد ألقت الوساده على وجهه وهي تصيح به بأن يغادر

فسدرت الخادمه ما حدث لتشهق وهي تتراجع للخلف خوفاً من بطش سيدها فكيف تجرؤ الفتاة على فعل ذلك وخاصتاً معه هو ولاكنه فاجأها برفعه ليديه عالياً وكأنه يعلن إستسلامه ثم إسترجل مغادراً بإبتسامه إحتلت ثغره حتى خطوته الأخيره لخارج الغرفه والتي سقتط فورما بدأ بالسير في الرواق ليحتل مكانها البرود التام

وإتخذ خطواته للإسفل وهو يهبط على السلالم بخطواتٍ تكاد تكون ركضاً، خرج من المنزل بنفس السرعه حتى وصل لمرأف سياراته ليركب في أول سياره كانت قريبه منه

ضغط أضراسه وهو يغلق باب سيارته خلفه ليخرج   هاتفه المحمول من جيبه ثم أمسكه وضغط أتصال ويده اليسرى ممسكه بالمقود " جد لي مارك ... الأن " ألقى أوامره بتسلط فورما فتح الخط ليغلقه بوجه المتحدث دون أن يعطيه فرصه للتحدث بأية كلمه

ثم زاد الضغط بقدمه على الدواسه لتزداد سرعة السياره وهي تخرج إلى الطريق ، ضرب بقبضته المقود بقوه ثم تنفس بعمق ليستند بيده على الباب وهو يفرك شعره بعنف؛ الأمر بات يزعجه هو لا يستطيع إخفاء ذلك

هو ليس نادمً على تصرفاته معها كندمه على عدم تأكيده على إعتقادها بكرهه لها، هي ليست نداً للعبث معه فأقل ما سيقوم به هو تحطيمها بدمٍ بارد بإرادته أو بدونها فهو لم يعد يسيطر على زمام الأمور كالسابق

هو من لم يرد قربها وحين أتت له الفرصه لفعل ذلك بشكل قطعي لم يستغلها فلما يتزمر الأن ولاكنه يدرك بأن الأمر لم يكن بإرادته ولا يعلم كيف يعيد الأمور إلى مسارها فالتراجع بات صعباً الأن بل مستحيلاً ولاكنه مازال يمتلك ورقه رابحه وربما ستخلصه من هذا العناء تحتي مسمى القدر

____

تقلبات متتاليه على الفراش وبعض الغمغمات الغير مفهومه من قبلها وإنتهي الأمر بها مستيقظه بينما تطالع السقف بشرود، إستغرقت نصف ساعه كامله والهدوء يكتسح أعماقها منسياً إياها الوقت بينما هي ترقد دون حراكٍ تام

تنهدت بملل لتدير عيناها متأمله النافذه التي تقع أمامها؛ وإستطاعت رؤية الشمس وهي تنخفض في الأفق وتكاد تغرب

إستقامت بجزعها العلوي وهي تفرك جفنيها بيده اليسرى وبالأخري تعبس بها في غطاء السرير؛ الدواء الذي تتناوله من مهدأت تجعلها غير واعيه كلياً لما يحدث حولها في بعض الأحيان ومعظم الوقتِ نائمه

كل ما قامت به في اليومين السابقين من مجهودٍ يذكر هو تناول الطعام وبضع خطواتٍ بالغرفه والمرحاض فقط لم تغادر الغرفه ولم تراه منذ رحل في اليوم السابق فكلما سألت الخادمه عنه تخبرها بأنه في الخارج

هي تشعر بالوحده وبأن الجميع يتخلى عنها رغم أن تريسا تلك تقضي معها معظم الوقت ولاكنها تغادر حين تنام وتعود بين الحين والأخر، حتى أنها شعرت بأحدهم يمسح على شعرها وهي نائمه عدة مرات 

أدارت حدقتيها في محجريهما بسأم بالغ ثم نفضت الغطاء بعيداً لتدلي بقدميها أرضاً حتى لامسا الأرض ثم إرتدت خف النوم بهما وإستقامت لتسير بترنح نحو النافذه وفتحتها

فتطاير شعرها مع إتجاه الهواء رغماً عنه ليغطي عينيها؛ رفعت زراعها وإبعدته بأناملها لتعيده خلف أذنها ثم تنفست الصعداء وزفرت الهواء ببعضٍ من الراحه متناسيه برودة الجو ورعشتها حين لامس الهواء البارد جلدها العاري والذي لا يغطيه سوي ملابس النوم الخفيفه

الإختناق الذي يراودها ونوبة الإكتئاب مازالت لم تزل؛ تريد الخروج من بين هذه الجدران الأربعه سأمت الوحده وتريد الولوج للخارج تريد أن تتبع الشمس وإن كان نحو المجهول، تريد الهرب بعيداً

صوت الأرجل الخفيض بات يقترب منها فجفلت لتتحرك بسرعه وبحركه غير محسوبه إندفعت نحو الفراش لتستلقي عليه ثم أغمضت عينيها وحينها فتح الباب ببطأ لتدلف تريسا للداخل ثم تقدمت لتغطيها جيداً ثم عادت للتسير عائده ثانيتين وسمعت صوت أغلقت الباب مره أخرى وصوت طرقات حِذائها باتت خافته حتى إختفت

فتحت تاليا عيناً واحده لتتأكد من عدم وجودها ثم إستقامت وإتجهت نحو الخزانه لتنتشل أول فستانٍ وقعت عينيها عليه وإرتدته ثم سارت نحو الباب ولاكنها توقفت لتعود بخطواتها نحو المرأة وإستندت على حافتها وهي تطالع نفسها بدقه،

وقفت تناظر وجهها البيضاوي ذو البشره البيضاء الصافيه دونٍ عن نمشٍ خفيف يُكاد يري؛ وعيناها الخضراء الواسعه ذات الرموش الكثيفه التي تظهر عليها التعب والإجهاد الشديد وشعرها الكستنائي المبعثره على كتفها بعشوائيه ملامساً أفاق فستانها أزرق اللون والذي بدي ساحراً

فأدمعت عينيها فورما ظهر طيف والدتها في وجهها وأخذت العبرات تنساب علي خديها ولاكنها تماسكت لتمسحها بطرف الفستان ثم إبتلعت ماء جوفها وهي تتنفس بعمق وأكملت الطريق نحو الباب

وبحرصٍ شديد أمسكت بمقبضه لتحركه عكس إتجاه القفل ببطأٍ شديد خوفاً من أن يسمعها أحد ونجحت بذلك لتفتحه بزاويه صغيره أمكنتها من إخراج رأسها لتتفحص الرواق الخالي، فأكملت سحب الباب وتسللت للخارج لتغلفه خلفها ثم دلفت بهدوء

وهي تتفحص كل شئً بعينيها والتصميم الأنيق للمكان جالت عينيها على كل باب تمرأ من جواره ليجزب إنتباهها ذاك الباب الخشبي الكامن بأخر الرواق ولأنه كان مختلفاً عن جميع الأبواب دفعها فضولها للإقتراب منه

يبدو وكأنه باب غرفة ملك فالنقوشات الذهبيه المزخرفه عليه كانت ساحره لعينيها كان يعكس بريقه بهما واللون البني الذي يتخلله بعض من الفضه كان يغطي من تبقى منه

ودفعها فضولها أكثر وهي تستند بأذنها عليه محاوله رصد أي صوت ولاكن لا شئ الغرفه فارغه، وضعت يدها على المقبض متردده الدخول ثم أزالتها مره أخري وكادت أن تتراجع لولا صوت دقات حذاء ذو كعب عالي على درجات السلم

فضغطت على المقبض وفتحت الباب بسرعه لتلج لداخل الغرفه وأغلقت الباب بسرعه في البدايه حتى أقفلته ببطأ ليغلفها الظلام ولاكنها ظلت متسمره بمكانها حتى تأكدت من إختفاء صوت الخادمه

إستندت بيدها على الباب ثم زفرت الهواء من رأتيها براحة بعد خشيتها من أن يكون هو فكما يبدو هذه غرفته وهذا ما دفعها للإلتفات محاولة الرؤيه في هكذا ظلام؛ بضع لحظات أخرى وإعتادت عينيها نوعاً ما على الضوء القليل المنبعثه من بين الستائر الثقيله

كانت رائحة عطره تنبعث بالمكان متسلله إلى أنفها وهذا ما أكد لها بأنها غرفته؛ تفحصت الغرفه بنظراتٍ تحتوي على علامات إستفهام من عدم وجود أي لون سوي الأبيض والأسود الذي يطغي عليه بالغرفه

سرير واسع أسود اللون يحتوي على شراشف بيضاء ستائر سوداء بخطوط بيضاء وجدران سوداء بسقف أبيض وأرضيه رمادية اللون كانت غرفه واسعه أخذت من عينيها جهداً كبيراً لترى معظمها حتى باتت تؤلمانها بسبب الإضاءه ولاكنها لا تنكر بأن كل شئٍ هنا متناغم فقط بحاجه القليل من البهجه... الإثاره ربما ؟

تقدمت بخطوات بطيأه أكثر حينما رأت شئً ما لم تستطع تفسير هويته لذلك تابعت وهي تركز رؤيتها في ذلك الركن المظلم كالبقيه لاكن بإحتوائه على مرأة مغطاه بغطاء طويل أسود اللون لا مهلاً بل هي لوحه بالطبع هو من رسمها

هي تعلم جيداً بأنه يجيد الرسم بشكل مبهر أخبرها مارك بذلك في يوم ما ولاكنها لم ترى رسمةً واحده له كما لم يفعل سوي القليل؛ لا تدري من أين أتى حماسها المفاجأ وهي تسرع نحوها حتى إستقرت أمامها تماماً

وبحركه متهوره لم تعلم بأنها ستندم عليها لاحقاً رفعت يديها وأمسكت بالغطاء وما شارفت على سحبه حتى إنتفضت بفزع وهرولت متراجع للخلف بعد صرختها المدويه حينما سمعت صوته العميق والذي نبس بكلمه واحده من خلفها " إياكِ!"

__________________________

© مارِي,
книга «إراكَ قمري / See you, My moon».
الجزء الخامس
Коментарі