الجزء الثاني عشر
" نُرشد التائهين ولا نَعرف كَيفَ نُغادرُ المتاهه "
Zayn's P. O. V
لماذا تأثر على هدوئي وكيف تستطيع أن تفسده مره بصمتها ومره بكلامها الذي لا طائل منه سوي تذكيري بما أحاول أن أتناساه طوال هذا الوقت
طرحت على أسأله طرحتها على نفسي آلاف المرات، كانت عيناها تائهه تنظر لي بأمل ما، تلك الجنه الخضراء تنظر لي بحيره وتوتر ووجع ما، لم تكن عيناها تجيب أسئله بل هي عينان تجيب عن أسأله كان لا بد لها أن تُسأل في النهايه
لم أقابل فتاة تمتلك الجرأه والصراحه والمباشرة مثلها من قبل كلماتها جعلت كل الأمل الذي شعرت به لثوانٍ معدوده ينهار تماماً
نظرت على تلك العلامه التي وشمتها على معصمي لأذكر نفسي دائما بمعناها وشم يين-يانج اتحاد الخير والشر ، الانسجام بينهما السعاده والحزن كل ذلك هو مفهوم الحياه ولاكن لماذا حياتي فقط عباره عن الجزء الأسود دوناً عن الأبيض لماذا هناك فقط الشر دون الخير الحزن دون السعاده؟
بيدي الحره أخرجت سيجارة من علبة سجائري وأمسكت قداحتي وأشعلتها بها، قليلون هم من يدخنون حباً في السيجاره، كثيرون يشربونه للتنفيس عن شئ ما بداخلهم أو للظهور في شكل الشخص العميق الذي تملأه همون الدنيا
لم تمض سوي سبع دقائق فقط وأنا شارد الذهن أستنشق الدخان السام لداخل رأتاي وأزفره مره أخرى ليملأ الوسط من حولي، طرقات عنيفه علي الباب أيقظتني من شرودي وتردد إلى مسامعي صوت كل طرقه تسابق سابقتها في الحده في سبق عجيب، تركت العنان لبقايا سيجارتي الثالثه الملتفه حولها إصابعي أن تهوى أرضاً لأستقيم داهساً ليس عليها فقط بل على تلقائية مشاعري
إلتفت أصابعي حول مقبض الباب لأفتحه وظهر ما كنت أتوقعه لاكن بشكل يرثي، بوجهه المتهجم وصدره الذي يتعالي ويتهابط من أنفاسه الغاضبه، أحمرار عينيه التي ترمقني بحده وضغطه لفكيه جعلو منه آلهة الموت الأبدي
" ألم أخبرك بأن لا تقترب منها؟! " صرخ في حده وثوره بكل ما يشعر به ثم ضم قبضته ولكمني لكمه عنيفه جعلتني أهوي أرضاً وانا أصرخ في ألم
وقبل أن أعي ما حدث جثي فوقي ليمرر لي لكمه أخرى والتي أشعرتني بملمس الدماء الدافئه التي سالت من أنفي ومن شفتاي ، فرفعت مرفقاي لأسدد له ضربه أسفل معدته ليتراجع و مَنحني ذلك الوقت الكافي لأدفعه عني قالباً الأدوار ثم صحت بغضب ممتزج بالإستهزاء وانا أسمح لقبضتي بالإرتطام بوجنته بعنف مرتين متتاليتين ثاثراً " لم أفعل ، عاهرتكَ هي من أتت لي بقدميها"
زمجر ليقول بعصبيه وهو يصرخ كي يجعلني أصمت
" أخرس أيها الدنيء " وشعرت بتخبطه أسفلي وبحركه سريعه دفعني بقوه مانحاً إياي الإدراك المطلق بأنه قد ترك غضبه يسيطر عليه حتى النخاع
إستقمت بفتور لأستند على الباب لاهثاً الهواء وانا أمسح الدماء عن وجهي بكف يدي وتابعته بعيناي وهو يتقدم نحوي بعدما إستقام
تركته يمسك بياقة قميصي بعدما رأيت الجحيم يشتعل بعينيه وعلا صوته ثانيه صارخاً يدب الرعب في أي شخص والعروق بارزه برقبته " إن كان لديك حساب ما فلتصفيه معي انا وليس معها...، لا تكن صعلوكً "
إنه محق في كل كلمه قالها
كيف لي أن أقحمها في شئٍ كهذا كيف لي أن أجرح مشاعرها بعدما وثقت بي هذا ليس أنا لقد تركت الإنتقام يسيطر على حتي أعماني عن الأفعال الخسيسه التي قمت بها تجاه الأخرين، ولاكنني لم أعد أستطيع الإستمرار،
كلهم يدعون البهجة، يدعون الفرح، يتظاهرون ولاكنني لم أعد أستطيع
كيف لي أن ألوم الجميع على أخطائي على إختياري الخاطئ وعلى حبي الخاطئ وحتى على ردود أفعالي ومشاعري الخاطئه لم أدرك بأنني كنت ألوم الجميع ولم ألوم نفسي ولو لمره واحده لم أعترف لنفسي يوماً بأنني أنا المخطئ الوحيد وخاصتاً عندما لُمت أقرب شخصٍ لي وخسرته أخي وصديقي الذي حملته عبأً لم يكن له ورغم ألمه الذي يفوق خاصتي بمراحل أنا لم أكترث ولم أدرك بأن كلانا كان ضحيه للأمر لقد اصحبت أرى الصوره بوضوح الأن فقط كما أرادتني هي أن أراها ربما لان كلماتها تلمس وتراً ما بداخلي
أدمعت عيناي وتكونت الغصه في حلقي لأمسك بيده محاولاً بقوه وانا أبعدها عن قميصي، وشعرت بغضب أعرف بأنه غير ملائم لاكنني لم أستطيع السيطره عليه وانا أهتف " إيثان توقف ، إنها واقعه لك " إستجاب لي وأبعد يده وهو يرمقني بنظراتٍ ثاقبه لأتنهد متابعاً " عندما حاولت التقرب منها، هي... قد رفضتني وأتدري ماذا قالت؟ قالت بأنها تحبك ولا تستطيع خيانتك" على الرغم من أنني أعلم بأنه يتجاهلها قلت بإبتسامه مستهينه بالموقف بأكمله
" لم ترى كيف دافعت عنك بشراسه وحاصرتني بكلماتها عندما ذكرت لها ما حدث في ذلك اليوم
.... فلتتوقف عن المكابره أخي" خرجت كلمتي الأخيره من ثغري مهزومه لتقودني قدماي إلى الأريكه القريبه نسبياً بعدما شعرت بوخذ في قلبي من فرط سرعة دقاته وبأن عيناي أصبحت مغلقه
تخلل إلى مسامعي صوت إغلاق الباب بعنف معلاً عن مغادرته الغاضبه ربما هو ليس أخي رحمً ولا حتي أسمً ولاكنني أعرفه بالقدر الكافي، اعلم بأنه هادئ طوال الوقت وهذه العاده التي إكتسبتها منه ربما، من الصعب إغضابه ولاكنه عندما يصل إلى هذا الحد من الغضب لن يتوقف حتى يفرغ غضبه بشئٍ ما وهو لم يفرغهُ بي لذا أمل أن لا يفرغهُ بها
قبل ساعه مضت
Taliaa P.O.V
الساعه الثامنه مساءً بعد مكالمتي المشؤمه
ها أنا أقف أمام المرآه أطالع عيناي الدمعتين وأحمرار أنفي من البكاء، انا لا أبكي كثيراً لاكن إنسابت دموعي هذه المره بكل التناقضات التي تملأني، مِن إحساس بالخوف والمسؤليه والظلم والألم من رجل تعلق قلبي به تعلقاِ غريباً حتى أدمنه، لقد فقدت الكثير حتى أنني لم أعد أتذكر تفاصيلي الحيه
جرس جرس جرس
ولا رد في النهايه إنه لا يجيب
لقد مرت عشرون دقيقه فقط ولاكنني لم أعد أستطيع البقاء بهذا المكان بعد الأن خاصتاً بعدما تعرض لي أحد الرجال الثملين وأنا فقط لم أشعر بذاتي سوي وأنا أضربه بزجاجه كحول على رأسه ليسبب له ذلك جرحاً طفيف
ولحسن وسوء الحظ بأن ضربتي لم تأذيه كثيراً وذلك كان لسوء الحظ أيضاً لأنني أقف الأن هنا بعدما حبست نفسي بالحمام لأنه أخبرني بأن لا أتحرك وأيضاً لأنني لم أجد مكان أخر يحميني من ذلك الثمل الذي يقف بالخارج يحاول النيل مني مع محاولاتها في كسر الباب
توقف الصوت فجأه وإزدادت الضوضاء بالخارج فوضعت يداي على أذاني في محاوله لكتم الصوت بكل قوتي لكي لا أسمع شئً، إلى أنني إستطعت سماع صياح شخصٍ من الخارج بإسمي ولاكن الصوت أبداً لم يكن واضحاً لأغمض عيناي بعدما شعرت بأن الباب قد كسر بالفعل
ظللت صامته مغمضة العينين حتى شعرت بملمس شئ على زراعي بل بكف أحد تمسك بكتفي ولم أستطيع منع الصرخه المدويه التي خرجت من ثغري لاكور قبضتي وأخذت أضربه بكل قوتي ولاكن الشئ الوحيد الذي تأذي هو يداي بسبب جسده الصلب ولاكنه ضغط على زراعاي ليثبتني رغم محاولاتي الفاشله في الفرار حتى تمكن مني ليلف زراعيه حولي وإزدادت مقاومتي بعدما شعرت بإلتصاق جسده القاسي بي
" إهدائي تاليا هذا أنا! " توقفت عن الحراك عندما سمعت صوته وإعتقدت بأنه فقط مجرد هزيان ولاكنه تابع " أنا هنا لأجلك" خارت قواي بين يداه بعدما فتحت عيناي لأري وجهه الذي بعث الطمئنينه في ثنايا قلبي قبل جسدي
وشعرت به ينحني ليضع زراعه أسفل فخذاي بعدما وضع الأخري ولفها على ظهري و رفعني على كلتا زراعيه ليسير للخارج وإقشعر بدني عندما
رأيت ذلك الرجل الذي ضربته ملقي علي الأرض والكدمات تملأ وجهه ولاكنه فر هارباً عندما رأنا بل لنقل عندما رأه هو
فأرخيت رأسي علي صدره لأتنهد مغلقه عيناي ، لم أفتح مقلتاي طوال الطريق فلقد كنت نائمه على مقعد السياره العريض بينما هو ممسك بالمقود بزراع وبالأخري يتمسك بها بيدي ليطمئنني وهو يمسح بإبهامه بلطف علي كفي
شعرت بشخص يحملني لأستفيق بعدما كنت نائمه طوال الطريق لقد كان هو حارسي الملائكي الذي لطالما هرع لنجدتي، أغمضت عيناي مره أخرى وأنا أستنشق رائحته المخدره وتأثير الكحول مازال فعال لأنني قاومت، حاولت المقاومه لفتح عيناي ولاكنني لم أستطع
____
فتحت عيناي وأغمضتهما عدة مرات حتى إعتدت على أضواء شقته وهمست بإسمه بتخدر وانا بين زراعيه لينزلني أرضاً بينما ينظر لنقطه ثابته لم يزح عيناه عنها ، أدرت محور رأسي نحو وجهة نظره لأتسمر بمكاني غير مصدقه لما تراه عيناي هل هذه... هل هذه إيزابيلا هل تصوب المسدس نحوي هذا مستحيل
إرتعشت قدماي بعدما رأيته يتقدم ببطأ نحوها ثم إلتف خلفها متوقفاً وإمتدت زراعيه مطوقاً خصرها ثم همس لها بشئٍ لتبتسم بخبث وهي تنظر لي من رأسي حتى أخمص قدماي بإستهزاء ، قَبلها بخفه على رقبتها قبلات متتاليه لتهمهم مع عباراتٍ قذره تحت نظراتي لتتسارع أنفاسي ماالذي يحدث واللعنه مالذي يجري!
إبتعد عنها متراجعاً للخلف ليسير للداخل ولاكنه توقف هاتفياً ببرود " إقتليها، هي كانت ورقتنا الرابحه وحان الوقت الأن لحرقها" ثم تابع خطواته ليختفي عن مرمي بصري، إرتعش فكي بل جسدي بأكمله وانا أرى إبتسامتها تتصاعد على شفتيها وهي تصوب السلاح نحوي بتركيز
" لا تفعلي هذا ..... أرجوكِ لا تفعلي " تراجعت للخلف وانا أحاول السيطره على أنفاسي التي ستنتهي بعد قليل هذا ليس حقيقي إيثان لن يقتلني وهي ليست حيه هذا ليس صحيح
مالت برأسها قليلاً مع نظراتها الناريه وإتسعت إبتسامتها الجذله ودون أن أستوعب ما حدث سمعت صوت طلقه ناريه دوت في المكان ولاكنني لم أشعر بشئ وكل ما رأيته حينها هو مظهر الدماء التي تدفق من قميصها بغذاره ونظرات الصدمه التي إعتلت وجهها لتسقط أرضاً جثه هامده
إرتعشت اوصالي عندما رأيت أماندا من خلفها ممسكه بالمسدس ويبدو بأنها هي من قتلتها نظرت لي لأعض على شفتاي من الداخل بعدما رأيتها تصوب المسدس نحوي قائلها بإختلال " أخبرتكِ بأنه لي وحدي " وتابعت إصبعها وهو يتحرك ليضغط على الذناد معانا عن إنطلاق رصاصه أخرى إخترقتني هذه المره لأصرخ بكل قوتي من فرط الألم الذي توغل بداخلي حتى شعرت به بعظامي ولاكن رغم كل شئ إستطعت سماع تردد إسمي على لسان أحدهم وكلما أغمضت عيناي كلما زاد الصوت حده
فتحت عيناي مره أخرى لاهثه الأنفاس بعدما سمعت صوتً إستطعت تمييزه بكل وضوح وبعدما إستطعت الرؤيه بوضوح شعرت به يحتضنني هامساً " إهدئي صغيرتي لقد كان مجرد حلم" ولاكنني لم أصدقه لأرفع يداي مبعده ثيباي قليلاً عن صدري لأري إن كان هناك جرحاً أم لا ولاكن لم يكن هناك شئ، كيف ولقد شعرت بكل شئ شعرت بالألم!
تخلل صوته إلى أذني مره أخرى وهو يحاول إبعادي عن حضنه" تاليا إنظري إلى" ولاكنني أبيت رافضه وانا اتمسك به أكثر ليردف مره أخرى بنبرة أمر
" أخبرتكِ بأن تنظري لي " إبتلعت توتري لأرفع رأسي عن صدره معتدله في جلستي وانا أنظر له
تنهد بحده لينبس "إن كان الأمر متعلق بما حدث بيننا أخر مره فإنسي ما قلته لم أكن أعنيه"
هززت رأسي نافيه ثم إبتسمت بعدما تلمست نبرة القلق في صوته وسحبه لكلامه فقط ليشعرني بأنني بخير " مالذي يخيفكِ، هل أذاكِ أحدهم؟!"
أغمضت عيناي بألم من وخذ أسناني الذي تزايد بعدما أصحبت الرؤيه بالأخضر والأزرق، ما كان على أن أثمل أبداً
كافحت شعور الغثيان المفاجأ الذي إجتاحني وفتحت عيناي مره أخرى متحدثه " زين إيثان.... زين قبلني، لا أستطيع ... أن أخفي الأمر عنكِ... أنا أسفه " ورغم ألم معدتي إلى أنني تماسكت وانا أنظر إلي فكه الذي صق وهو يعقد حاجباي هاتفاً " كيف حدث ذلك؟! "
" لقد تقابلنا و هو... وهو بدأ بقول أشياء غريبه... ومن ثم قبلني، ولاكن أقسم لك أنا لم أبادله ، لقد رحلت فورما ... حدث ذلك " لا أعلم لما أبرر له هذا رغم أنه لا يعترف بمشاعري نحوه حتى ولاكنني أفعل ولطالما سأفعل
أغمضت عيناي مره أخرى ولاكن بقوه وانا أضع يدي على فمي أحاول أن أمنع نفسي، أشعر وكأن روحي تنسحب من جسدي كلما راودني الشعور وكتمته ولاكنني لم أستطع فعل ذلك لم أستطع منع ما حدث، فتحت عيناي بعدما تقيأت لأري قميصه وبنطاله ملطخان بالقيئ بينما هو يلعن، وسرعان ما تهاويت على الفراش مغمضه عيناي بضعف
____
" تاليا، لماذا فعلتي ذلك تاليا" سمعت صوتاً لأحدهم يهتف من بعيد ففتحت عيناي بتشوش، المكان مظلم ولا أرى أي شئً كل ما أسمعه هو صوت زين المتألم والبعيد نسبياً هل أنا أحلم مره أخرى؟ ما الذي يحدث لي
أغمضت عيناي لأفتحهما وقد أصبح كل شئٍ باللون الأبيض عدي تلك الجثه الملقاة على الأرض بإهمال والداماء تحيطه مهلاً أهذا زين ، هرولت نحوه بسرعه لأجثو على قدماي بجواره وصرخت بفزع عندما رأيت ذلك المشهد المربع هناك سكين مغروز بجوار قلبه وهو يزفر بدل الهواء دماء
مازال ممدداً على الأرض يزفر أنفاسه الأخيره، إرتعشت يداي وأنا أسمع كلماته التي خرجت من ثغره بضعف " أنتِ السبب " " أنتِ المتسببه فيما حدث لي" "أنتِ الس" أغمضت عيناي و صرخت بصوت قد نفذ منه الحياه عندما فارقت روحه جسده المتداعي، فلينتهي هذا الحلم رجائاً
سعلت بقوه وانا أحاول إستنشاق الهواء، لما جميع أحلامي تشعرني وكأنني في الواقع لماذا جميعها أصبحت بذلك السوء الذي يبعثي بجسدي القشعريره
حاولت أن أستقيم في جلستي ولاكنني شعرت بوخذ بزراعي لأتأوه بألم من الإبره المتصله بالمحلول المثبته بيدي والتي لاحظتها لتوي حتى أنني لاحظت أنني بغرفه مختلفه أيضاً
تنهدت وإبتلعت لعابي ببطأ ممسكه باللاصق ولاكنني توقفت بفزع بعدما سمعت صوته القاسي يتخلل إلى مسامعي بنبرة أمر ممتزجه بالغضب
" توقفي "
سمحت لمقلتاي بالنظر إلى مصدر الصوت في الرقعه المظلمه التي لا يصل إليها أيةُ شعاع نور ورغم ظلام الغرفه إلى أن ضوء القمر أنارها عدي تلك البقعه التي يقبع هو بها وكأنه يعلم بأن نوره لا يضاهي نور قمريه بأي شكل من الأشكال
لحظات حتى إعتادت عيناي على ضوء الغرفه وإستطعت رؤيت ملامحه بشكل أو بأخر والطريقه التي يجلس بها ممسكاً بلفائف التبغ بين إصبعي يداه والتي ملأ دخانها الوسط بأكمله وتسربت رائحتها لأنفي قبل إستيقاظي وباليد الأخر يتناول بها كأس النبيذ الذي يمرره لثغره ويبدو بأنه على هذا الحال منذ مده ليست بقصيره
هل هو غاضب مني لأنني تقيأت عليه، الأمر مقزز أعلم ولاكنني لم أستطع كبح نفسي كان الأمر خارجاً عن سيطرتي رغم أنني حاولت، أمل أن يتناسي ما حدث لأنه حقاً يحرجني
" هل أنت بخير؟ " تسائلت بهدوء وانا أتابع نظري نحوه وإنتظرت رده لدقيقه كامله ولاكنه تجاهلني يقابلني بالصمت " هل أنت ثمل؟ " طرحت سؤلاً أخر لست متأكده بأنه سيجيبه ولاكن أتاني رده بعد لحظات وبعدما زفر بإستهزاء " أنا لا أثمل"
"ولاكن ما.... "
" أصمتي واللعنه لا أريد سماع صوتك! "قاطعني بصراخه وهو يستقيم محطماً الكأس في الحائط لأتراجع للخلف بترقب وانا أراه يزرع الغرفه بقدميه زهاباً وإياباً ببطأ وهو يخلل أصابع يده بين خصلات شعره المتناثره وبغضب مكتوم
عقدت حاجباي بصدمه إجتاحتني ما به! بخفه أنتشلت الأبره من عروقي دون الشعور بالألم الذي يذكر، وإستقمت لأقف أمام خط سيره ثم تحدثت بعناد ممتزح بغضب يتصاعد في عروقي خاصتاً بعد كل ما حدث
" كيف تسمح لنفسك بالتحدث إلى بتلك الطريقه "
توقف أمامي ليبتسم بغضب لألحظ جرح شفتيه والكدمه الحمراء أعلى وجنتهثم، صاح بقوه فأغمضت عيناي لوهله في بادئ حديثه "كما سمحتِ لنفسك بالتدخل في حياتي!! "عقدت حاجباي من نبرة صوته وهيأته التي لم أراها قبلاً وتخلل صوته مسامعي مره أخرى وكل كلمه تخرج من فمه تزداد علو عن سابقتها مع إحمرار وجهه المتزايد كعينيه
" هل سمحت لكي بالتحدث عني عن أشياءٍ تخصني، ألم أحذركِ من الإقتراب إلى زين!؟ لماذا لا تنصتين إلى كلامي وفقط تفعلين العكس لماذا تتدخلين بأمورٍ لا تعنيكِ، منذ أتيتِ لهنا وأنتِ تبعثرين الوسط بأفعالك الطائشه وكلماتك الغير محسوبه، هل سمحت لكِ بذلك؟ أخبريني! ماذا كان سيحدث إن أذاكي زين... وماذا عن ذهابك لتلك الأماكن الداعره بمفردك وشربك حتى الثماله! ذلك الرجل كان ليقتلكِ إن لم أتى لكنتي قد فقدتي جزءً منك كنتِ لتفقدي أعز ما تملكين وربما أسوء "
تحشرجت الدموع بعيناي من صراخه المتواصل بكلماته الحاده على، جُزءً مني يعلم بأنه محق وجزءً أخر ساخط عليه من ما يقوله ولا يريد أن يخاطب لسانه مره أخرى، تنفست بهدوء لأتمتم بكلماتٍ شبه مستفهمه" لقد توليت امر نفسي كل هذا الوقت والان لا تظن بأنني استطيع تولي أمر رجل ثمل في الحانه؟"
مسح بكف يده على وجهه بغضب ثم صرخ بي بغضب و هو يقطب كلتا حاجبيه بضيق " أنتِ لا تفهمين شئً لا تفهمين، كل ما تفعلينه هو التصرف دون التطلع للقادم"
طوال الأيام الماضيه بل السنوات كان الهادئ الساخر البارد، لم أرى هذا الجانب الغاضب منه من قبل أهذا ما يخافه الجميع ويتحاشاه؟"فعلت هذا لمصلحتك " قلت مقاطعةً صمته الغاضب بصوتٍ ضعيف آلمه
" إن كنتِ تريدين مصلحتي فلا تفعلي شيئاً " إستدرك بهدوء نسبي بعدما هدأ قليلاً ولم يكن مني سوي أن اطلقت العنان لعبراتي التي حاولت جاهده كبتها ولاكن ما الفائده " وابتعدي عني يكفي هذا " ثم لم يلبث أن قالها مستطرقاً بصوتٍ بلا مشاعر بارد كالثلج
صمتت تماماً ولم أنطق بكلمه صمتت للحظه تلتها لحظات أحاول الحفاظ على وتيرة أنفاسي قبل أن يتحول الصوت إلى نشيج متقطع كأنفاسي المتلاحقه، لأول مره في حياتي يعجز عقلي عن إستيعاب ما يقال، هناك أشياء مهما بلغت خبرتنا تكون أكبر من أن نحتويها
لأول مره نظرت له تلك النظره نظره تجمع بين إحباط الدنيا وغضب مكتوم من كل شئ داخلي متلاطم وغير مفهوم ما هذا العبث؟.... كانت كلماته بارده بارده كثيراً ولاكنها أحرقتني
إبتعدت عنه ببطأ ثم ركضت إلى الخارج لأترجل من الغرفه بل من المبنى بأكمله وربما من لندن لاحقاً
_____
منذ متى لم يشعر بوخذات القطرات المالحه والغصه التي تصاحبها... منذ وفاة أمه؟
يبدو بأنه قد نسي حتى كيفية الشعور بهذا الشكل وبتلك الغرابه التي تند في عينيه، تعود إليه على إستحياء وبلا إندفاع، لقد رفضها طوال سنواتِ عِناده فلما يزحف بريق عينيها في تلك اللحظه إلى عينيه
لم يستطع التصرف ببرود أفعاله هذه المره، منذ فتره طويله نسي كيف يكون تلقائيا، هل لأنه يعلم بأن كل شئٍ سينتهي في سويعاتِ قليله، هناك سخريه مأسوين في الأمر فهو لا يستطيع تفسير أي شئ، هناك إحساس دائم انه بعيد عن كل شئ لا يبالي بما يحدث له أو ربما سيحدث في المستقبل
طوال عمره لا يحاسب نفسه على أي شئ يفعله قاعدته الأساسيه لا يوجد شئ إسمه ندم بل هناك فقط أفعال ونتائج ولا بد أن يتقبل الجميع النتائج مهما حدث، لذا لم يحاسب نفسه قط لم يشعر بأنه بحاجه لتغير أي قرار في حياته
لاكنه الأن يفعل
لا يصدق للحظه أنه لم يكن سندها كما إعتادات أن يكون
لا يصدق بأنه كان دائها بدل دوائها وبأنه جرحها بكلماته
أمسك هاتفه المحمول وضغط أتصال ويده اليسرى ممسكه بزجاجة النبيذ التي شارفت على الإنتهاء وسط حطام الغرفه بعد ساعتين كاملتين من شرب النبيذ والسجائر وكأنه يعاقب ذاته على ما إقترفته
" مرحباً " نبس مارك من الجهه الأخره ليكررها مره أخرى بعدما قابل الصمت في المقابل ظل علي حالة الخرس لم يتفوه اي كلمة تهد ضربات قلبها السريعة
......
___
Taliaa P.O.V
كلما كبرت كلما أصبحت الحياه تضيق بي أكثر وكانها وعدت بتحطيمي وليست الحياه فقط فالجحيم هم الأخرون جميعهم يعتقدون بأنني سأتناسي رجفه صوتي وانا أدندن لنفسي بالألحان لكي اهداء
يظنون بأنني قد اتناسى رغبتي بالهرب بعيداً عن الجميع، بكائي كلما سنحت لي الفرصه ان أكون وحيده، ظنو بأنني سأتناسي كم الألم الذي تجرعته بسببهم؟
بأنني قد انسى هروبي للأماكن المظلمه والخاليه من البشر بعدما أصبحت الوحيده التي اشعر بها بالآمان هم مخطئون جميعهم كذالك فأنا لن انسى وإن نسيت روحي
شعرت بإهتزاز شئٍ بجيب بنطالي لأخرجه متطلعه لإسم مارك الظاهر على شاشة الهاتف ، تنهدت لأرفع يدي وبكل قوتي رميت الهاتف أمله أن يصل إلى أعمق نقطه في نهر التمز، ثم سرت لأكمل طريقي بعدما كنت أقف
مستنده علي حافة جسر البرج الفارغ نسبياً بلندن وأكملت سيرى الذي لا يخلو من الترنح نوعاً ما قاصده وجهه محدده سأذهب لوالدتي
.
.
.
كنت أتمنى دائماً أن أعيش ذلك الجزء من اليوم الذي أتذكر فيه كم كان الأمر صعب ومعقد لكنه انتهى، وانني بخير الآن،
في مرحلة من عمرك ستعرف أن الإحترام أهم من الحب أن الثقه أهم من الغيره و أن الصبر أعظم دليل على التضحيه و أن الإبتعاد عن المشاكل بالصمت و التغاضي لا يعني الضعف بل يعني أنك أكثر قُدرة على الإستمتاع بحياتك ..
أعلم بأنني خسرت الكثير، لأنني اكسب كبريائي دائما،فالكبرياء والحب لايتعايشان معا ،مهما حدث سيقتل احدهما الاخر او سيقتلانك لا فرق
لم أُرد يوماً أن يحبني العالم فقط أنت، فليت القلوب على أشكالها تقع أجدني دائماً أحبّك حتى في المرات التي لا أريد بها أن أشعر لاكن دائماً ما قالت سام ذلك لا تماطلِ في علاقة تعلمين بأنها لن تدوم، هي محقه
' فما فَائدة قُربي إليك وانا كالجَار الثامن الذيّ لم تشمَله الوصية'فكيف لي ان اقترب منك
وانت شديد الابتعاد!
لقد يئست، أعتقد أن شيئا لن ينفع سوى الإختفاء إلى الأبد، والمضي بصمت فأنا يوماً لم أفرض نفسي على أحد ولن أفعل فكرامتي هي كل ما أمتلكه الأن
إنها المره الأولى التي أنام بها في المقابر وعاقل من سيفعل ذلك ولاكنني ذهبت إليها وقصصت عليها كل شئ أخبرتها بكل ما يمتلأ به قلبي من مشاعر متناقضه شكيت لها كل همومي و ترجيتها أن تعود او أن تأخذني إليها فماذا سأفعل هل على تحمل هذا؟،.
حياة بدون جدوى دون عائله تحبك وتحتمي تحت ظلها دون شريك يساندك ويأخد بيدك وحتى الأصدقاء فجميعهم لديهم مشاغلهم وحياتهم الخاصه ومن سيبقى هنا بمفرده؟ إنه لشعور بغيظ أن تعترف لأحدهم بمشاعرك نحوه و تتعرض للرفض
رغم أنني كنت مؤقنه تماماً بأنني لا أتحدث سوي لصخره محفور إسمها عليها وبعض التراب المبتل وبأنها لا تسمعني إلى أن الحديث والتفريج عن ما بداخلي قد أراحني كثيراً وبالأخص وانا أتخيلها نائمةً بجواري بدل قبرها الموحش، طوال أربع ساعات كامله وانا اتمدد على التراب أنظر إلى العدم متأمله الفراغ بينما عبراتي تمتزج بقطرات المطر بين الحين والأخر حتى سرقني الظلام وفرش النوم ستائره على عيناي
إستيقظت عندما شعرت بلكز أحداٍ لزراعي ومحاولته إيقاظي فإستجبت، نظرت له من رأسه حتى اخمص قدميه شاب قمحي عادي، ملامح رجوليه حسنه يرتدي ملابس أنيقه
وكل ما رأيته هو لسانه الذي يتمايل في ثغره وهو يتحدث ولاكن لا صوت لم أسمع أي كلمه مما قالها لم أسمع سوي صوت الصفاره الذي يباغت أذني منذ إستيقاظي، ظللت متسمره بمكان أشاهد تعابير وجهه بصمت حتى أشار نحو أنفه ثم أشار لي
فرفعت يدي التي غطاها التراب ثم مسحتها بثيابي ومورت سبابتي على فتحت أنفي لأستشعر سائل ما يخرج من أنفي رفعت يدي أمام عيناي لأبصر الدماء تنفست الصعداء و رأيته يخلل أصابعه في جيب بنطاله ثم أخرج يده ليمد لي منديلً حريري من القماش، أخذته منه لأضعه على أنفي ومررته قليلاً مزيله أثار الدماء، لقد نسيت تماماً حساسيتي الشديدة تجاه الغبار وفي بعض الأحيان كان أنفي يسيل دمً عندما تزداد الحساسيه
كنت أبدو بشكل مزري يرثي له ولاكنني لم أكترث لذلك بقدر إكتراثي بقدر إكتراثي بالرجل النبيل الجارثي على ركبتيه امامي من يكون وماذا يريد؟ وإبتسمت بسخريه على الموقف بأكمله عندما قاطع الصمت نابساً وقد إتضحت كلماته" هل تتحدثين الإنجليزيه ؟" هززت رأسي للأعلى والأسفل ثم تمتمت بهدوء لأثبت قدماي وأستقيم وانا احاول ان أُوزن نفسي ونجحت في ذلك" نعم ، أنا أتحدث الإنجليزيه "
أضاق عينه قليلاً بتفاجأ عندما سمع صوتي
وأعتقد بآنه قد ظن بأنني بكماء او مغتربه عن بلادي " هل أنتِ بخير يا أنسه" تسائل بنبره جاده لأومأ له وبحركه سريعه لم يتوقعها هو شددت معصمه نحوي قليلاً لأنظر للساعه الملتفه حول معصمه والتي تشير إلى السابعةِ صباحاً تقريباً
إبتعدت قليلاً وبدأت بنفض بقايا التراب الملتصقه بثيابي وعندما إنتهيت ورفعت جزعي مره أخرى شعرت بشئٍ دافئ يوضع على كتفاي ليقشعر بدني لبرهه قبل أن ألاحظ بأنه معطفه ورأيته يميل برأسه قليلا مبرراً " الجو بارد وملابسكِ لا تساعد، يمكنكِ الإحتفاظ به"
هذا صحيح ولاكن رغم برودً الجو إلى أنني لم أشعر به شعرت فقط ببعض النسمات العليله وحتى الأمطار التي باغتتني بين الحين والأخر لم تشعرني بالسوء ككل مره، حتى أنني قد خرجت في هذا الجو دون معطفي الذي كنت أرتديه قبل أنا أقع نائمه من الثماله
أومأت برأسي عائده إلى واقعي لألقي نظره أخيره على قبرها ثم زرعت الأرض بخطواتي مبتعده عنه ولاكنني توقفت عندما سمعته يصيح من الخلف " انا هيري سانشو، ماذا عنكِ" كيف لي أن لا ألاحظ ذلك كنت أشعر بأنني رأيته قبلاً ولاكنني لم اتوقع بأن يكون من أصدقاء مارك والإيثان المقربين
إستدرت له مره أخرى لأهتف في المقابل مجيبه عن سؤاله " سيرينا ويليمز " إنتحال إسم أشهر لاعبة تنس في لندن لعقد كامل لم يكن جيد ولاكنه كان أفضل من أخباره بإسمي الحقيقي كما أنه كان أول إسم قفز برأسي، راقبته بعيناي وهو يتقدم نحوي يرمقني بإستغراب ثم تمتم بصراحه شحيحه
" لا تبدين كاسيرينا " إكتفيت بزم شفتاي كرد عليه ليردف مره أخرى بعدما تحمحم " هل تحتاجين لتوصيله ؟" بعد التفكير في الأمر فلا بأس بأن يوصلني فأنا لا أمتلك الطاقه الكافيه للوقوف حتى
___
بعد ساعه واحده كنت أقف أمام باب القصر، دلفت بهدوء بعدما أوصلني هينري إلى منزل قريبٍ فبالطبع لن أجعله يوصلني إلى منزلي ليكشف هويتي وتأكدت من إعطاء جاكيته للحارس بعدما تابعت سيراً على الأقدام
توقفت مستنده على الجدار وأنا أستمتع إلى الصراخ الحاد الصادر من الداخل" صدقني إيثان إن حدث لها مكروه، إن مس أحدهم شعره واحده من رأسها لن أحاسب سواك هل تسمعني!" " مارك توقف عن الصراخ هذا لا يجدِ نفعاً" سمعت صوت سام أيضاً من هناك وهي تهتف
تخلل صوته إلى مسامعي بعد لحظات ويبدو بأنه كان يتحدث في الهاتف لأتقدم ببطأ حتى توقفت أمام المدخل الواسع مستنده بيدي على حافة الجدار
" ماذا تعني بأنك لا تستطيع إيجادها إنها في الخارج منذ ساعات ولم تعد حتى الأن...."
" تالياااا" صرخت سام عندما وقعت عيناها على لتركض نحوي فتراجعت للخف خطوه من إندفاعها نحوي وهي تحتضنني بقوه بينما هو تسمر بمكانه فورما تقابلت عيناه الحاده بخاصتي الذابله وتوقف عن الحديث
" تاليا أين كنتِ لقد خِلتُ بأن مكروهاً ما قد اصابكِ " نبس مارك بقلقٍ بالغ ثم تقدم ليحتضنني بعدما فصلت سام عناقنا بينما أنا لا أبدى رد فعل لأي شئٍ كالدميه بين أيديهم لا أتحرك ولا أتكلم أنظر إلى
نقطه ثابته ألا وهي عينيه وشعره المبعثر بإهمام مع ثيابه الغير مهندمه وعينان الحمراء
سرعان ما إبتعد مارك حاجبً مرمي رؤيتي بصدره ليردف مره أخرى وهو يمسح بأصابع على وجنتي برقه هامساً " أأنتي بخير؟" اومأت برأسي مجيبه في المقابل بخفوت
" أجل" لمَ يتابع الجميع في سؤالي ما إن كنتُ على ما يرام أم لا ففي كلي الحالتين سأجيب بنعم
تراجعت للخلف لوهله وانا أنظر حولي وكل ما أتلقاه هو نظرات الشفقه من سام بعدما أدركت ما آلت إليه الأمور و ذات النظرات من قبل مارك والممتزجه بحنان لم أعهد منذ زمن طويل لم أتحمل أطالة البقاء هنا وتحركت بخطواط سريعه لأصعد السلم
عشرة دقائق فقط كان وقتً كافي لنقل ثيابي من الخذانه إلى حقيبتي وتبديل ملابسي بأخرى نظيفه ومريحه
تخطيت ذات النقطه التي كنت أقف بها منذ دقائق وانا أجر حقيبتي خلفي تحت نظراتهم المستغربه وسؤال سام لما أفعله ولم أشأ أن أنظر نحوه حتى لا يتألم قلبي أكثر " سأعود إلى ميلاديا" صرحت ببرود لأكمل طريقي نحو الخارج تحت صياح أخي خلفي وهو ينادي على
"هل يمكن ان تقولِ لي ما معني هذا العناد؟ " صاح مارك بعدما أمسكني من رثغي ليوقفني بينما سام خلفه تناظرني بحزن والدموع تتمايل علي وجنتيها
" هذا ليس عناداً يا اخي، انه قرار اتخذته
وعليك احترام هذا القرار" تحدثت ببرود ثم سحبت يدي من كفه بقوه لأسير بخطواتي السريعه مكمله طريقي نحو المجهول ومبتعده عن القصر تماماً
ربما هو كان على حق ربما قد سببت له المشاكل الكافيه وحان وقت الإنسحاب ولاكنني تألمت كثيراً حتى في هذه اللحظه وانا أغادر حياته دون سماعه يناديني لاكن لا بأس هو لم يخذلني بقدر ما خذلت أنا نفسي، رغم كل ذلك مازلت من عمق اللامبالاة فيني أحبه ، من عمق هذا السكوت انا هائمةُ به، من عمق الثبات، أحبه بغضب وندم
_______________
يتبع.....
Zayn's P. O. V
لماذا تأثر على هدوئي وكيف تستطيع أن تفسده مره بصمتها ومره بكلامها الذي لا طائل منه سوي تذكيري بما أحاول أن أتناساه طوال هذا الوقت
طرحت على أسأله طرحتها على نفسي آلاف المرات، كانت عيناها تائهه تنظر لي بأمل ما، تلك الجنه الخضراء تنظر لي بحيره وتوتر ووجع ما، لم تكن عيناها تجيب أسئله بل هي عينان تجيب عن أسأله كان لا بد لها أن تُسأل في النهايه
لم أقابل فتاة تمتلك الجرأه والصراحه والمباشرة مثلها من قبل كلماتها جعلت كل الأمل الذي شعرت به لثوانٍ معدوده ينهار تماماً
نظرت على تلك العلامه التي وشمتها على معصمي لأذكر نفسي دائما بمعناها وشم يين-يانج اتحاد الخير والشر ، الانسجام بينهما السعاده والحزن كل ذلك هو مفهوم الحياه ولاكن لماذا حياتي فقط عباره عن الجزء الأسود دوناً عن الأبيض لماذا هناك فقط الشر دون الخير الحزن دون السعاده؟
بيدي الحره أخرجت سيجارة من علبة سجائري وأمسكت قداحتي وأشعلتها بها، قليلون هم من يدخنون حباً في السيجاره، كثيرون يشربونه للتنفيس عن شئ ما بداخلهم أو للظهور في شكل الشخص العميق الذي تملأه همون الدنيا
لم تمض سوي سبع دقائق فقط وأنا شارد الذهن أستنشق الدخان السام لداخل رأتاي وأزفره مره أخرى ليملأ الوسط من حولي، طرقات عنيفه علي الباب أيقظتني من شرودي وتردد إلى مسامعي صوت كل طرقه تسابق سابقتها في الحده في سبق عجيب، تركت العنان لبقايا سيجارتي الثالثه الملتفه حولها إصابعي أن تهوى أرضاً لأستقيم داهساً ليس عليها فقط بل على تلقائية مشاعري
إلتفت أصابعي حول مقبض الباب لأفتحه وظهر ما كنت أتوقعه لاكن بشكل يرثي، بوجهه المتهجم وصدره الذي يتعالي ويتهابط من أنفاسه الغاضبه، أحمرار عينيه التي ترمقني بحده وضغطه لفكيه جعلو منه آلهة الموت الأبدي
" ألم أخبرك بأن لا تقترب منها؟! " صرخ في حده وثوره بكل ما يشعر به ثم ضم قبضته ولكمني لكمه عنيفه جعلتني أهوي أرضاً وانا أصرخ في ألم
وقبل أن أعي ما حدث جثي فوقي ليمرر لي لكمه أخرى والتي أشعرتني بملمس الدماء الدافئه التي سالت من أنفي ومن شفتاي ، فرفعت مرفقاي لأسدد له ضربه أسفل معدته ليتراجع و مَنحني ذلك الوقت الكافي لأدفعه عني قالباً الأدوار ثم صحت بغضب ممتزج بالإستهزاء وانا أسمح لقبضتي بالإرتطام بوجنته بعنف مرتين متتاليتين ثاثراً " لم أفعل ، عاهرتكَ هي من أتت لي بقدميها"
زمجر ليقول بعصبيه وهو يصرخ كي يجعلني أصمت
" أخرس أيها الدنيء " وشعرت بتخبطه أسفلي وبحركه سريعه دفعني بقوه مانحاً إياي الإدراك المطلق بأنه قد ترك غضبه يسيطر عليه حتى النخاع
إستقمت بفتور لأستند على الباب لاهثاً الهواء وانا أمسح الدماء عن وجهي بكف يدي وتابعته بعيناي وهو يتقدم نحوي بعدما إستقام
تركته يمسك بياقة قميصي بعدما رأيت الجحيم يشتعل بعينيه وعلا صوته ثانيه صارخاً يدب الرعب في أي شخص والعروق بارزه برقبته " إن كان لديك حساب ما فلتصفيه معي انا وليس معها...، لا تكن صعلوكً "
إنه محق في كل كلمه قالها
كيف لي أن أقحمها في شئٍ كهذا كيف لي أن أجرح مشاعرها بعدما وثقت بي هذا ليس أنا لقد تركت الإنتقام يسيطر على حتي أعماني عن الأفعال الخسيسه التي قمت بها تجاه الأخرين، ولاكنني لم أعد أستطيع الإستمرار،
كلهم يدعون البهجة، يدعون الفرح، يتظاهرون ولاكنني لم أعد أستطيع
كيف لي أن ألوم الجميع على أخطائي على إختياري الخاطئ وعلى حبي الخاطئ وحتى على ردود أفعالي ومشاعري الخاطئه لم أدرك بأنني كنت ألوم الجميع ولم ألوم نفسي ولو لمره واحده لم أعترف لنفسي يوماً بأنني أنا المخطئ الوحيد وخاصتاً عندما لُمت أقرب شخصٍ لي وخسرته أخي وصديقي الذي حملته عبأً لم يكن له ورغم ألمه الذي يفوق خاصتي بمراحل أنا لم أكترث ولم أدرك بأن كلانا كان ضحيه للأمر لقد اصحبت أرى الصوره بوضوح الأن فقط كما أرادتني هي أن أراها ربما لان كلماتها تلمس وتراً ما بداخلي
أدمعت عيناي وتكونت الغصه في حلقي لأمسك بيده محاولاً بقوه وانا أبعدها عن قميصي، وشعرت بغضب أعرف بأنه غير ملائم لاكنني لم أستطيع السيطره عليه وانا أهتف " إيثان توقف ، إنها واقعه لك " إستجاب لي وأبعد يده وهو يرمقني بنظراتٍ ثاقبه لأتنهد متابعاً " عندما حاولت التقرب منها، هي... قد رفضتني وأتدري ماذا قالت؟ قالت بأنها تحبك ولا تستطيع خيانتك" على الرغم من أنني أعلم بأنه يتجاهلها قلت بإبتسامه مستهينه بالموقف بأكمله
" لم ترى كيف دافعت عنك بشراسه وحاصرتني بكلماتها عندما ذكرت لها ما حدث في ذلك اليوم
.... فلتتوقف عن المكابره أخي" خرجت كلمتي الأخيره من ثغري مهزومه لتقودني قدماي إلى الأريكه القريبه نسبياً بعدما شعرت بوخذ في قلبي من فرط سرعة دقاته وبأن عيناي أصبحت مغلقه
تخلل إلى مسامعي صوت إغلاق الباب بعنف معلاً عن مغادرته الغاضبه ربما هو ليس أخي رحمً ولا حتي أسمً ولاكنني أعرفه بالقدر الكافي، اعلم بأنه هادئ طوال الوقت وهذه العاده التي إكتسبتها منه ربما، من الصعب إغضابه ولاكنه عندما يصل إلى هذا الحد من الغضب لن يتوقف حتى يفرغ غضبه بشئٍ ما وهو لم يفرغهُ بي لذا أمل أن لا يفرغهُ بها
قبل ساعه مضت
Taliaa P.O.V
الساعه الثامنه مساءً بعد مكالمتي المشؤمه
ها أنا أقف أمام المرآه أطالع عيناي الدمعتين وأحمرار أنفي من البكاء، انا لا أبكي كثيراً لاكن إنسابت دموعي هذه المره بكل التناقضات التي تملأني، مِن إحساس بالخوف والمسؤليه والظلم والألم من رجل تعلق قلبي به تعلقاِ غريباً حتى أدمنه، لقد فقدت الكثير حتى أنني لم أعد أتذكر تفاصيلي الحيه
جرس جرس جرس
ولا رد في النهايه إنه لا يجيب
لقد مرت عشرون دقيقه فقط ولاكنني لم أعد أستطيع البقاء بهذا المكان بعد الأن خاصتاً بعدما تعرض لي أحد الرجال الثملين وأنا فقط لم أشعر بذاتي سوي وأنا أضربه بزجاجه كحول على رأسه ليسبب له ذلك جرحاً طفيف
ولحسن وسوء الحظ بأن ضربتي لم تأذيه كثيراً وذلك كان لسوء الحظ أيضاً لأنني أقف الأن هنا بعدما حبست نفسي بالحمام لأنه أخبرني بأن لا أتحرك وأيضاً لأنني لم أجد مكان أخر يحميني من ذلك الثمل الذي يقف بالخارج يحاول النيل مني مع محاولاتها في كسر الباب
توقف الصوت فجأه وإزدادت الضوضاء بالخارج فوضعت يداي على أذاني في محاوله لكتم الصوت بكل قوتي لكي لا أسمع شئً، إلى أنني إستطعت سماع صياح شخصٍ من الخارج بإسمي ولاكن الصوت أبداً لم يكن واضحاً لأغمض عيناي بعدما شعرت بأن الباب قد كسر بالفعل
ظللت صامته مغمضة العينين حتى شعرت بملمس شئ على زراعي بل بكف أحد تمسك بكتفي ولم أستطيع منع الصرخه المدويه التي خرجت من ثغري لاكور قبضتي وأخذت أضربه بكل قوتي ولاكن الشئ الوحيد الذي تأذي هو يداي بسبب جسده الصلب ولاكنه ضغط على زراعاي ليثبتني رغم محاولاتي الفاشله في الفرار حتى تمكن مني ليلف زراعيه حولي وإزدادت مقاومتي بعدما شعرت بإلتصاق جسده القاسي بي
" إهدائي تاليا هذا أنا! " توقفت عن الحراك عندما سمعت صوته وإعتقدت بأنه فقط مجرد هزيان ولاكنه تابع " أنا هنا لأجلك" خارت قواي بين يداه بعدما فتحت عيناي لأري وجهه الذي بعث الطمئنينه في ثنايا قلبي قبل جسدي
وشعرت به ينحني ليضع زراعه أسفل فخذاي بعدما وضع الأخري ولفها على ظهري و رفعني على كلتا زراعيه ليسير للخارج وإقشعر بدني عندما
رأيت ذلك الرجل الذي ضربته ملقي علي الأرض والكدمات تملأ وجهه ولاكنه فر هارباً عندما رأنا بل لنقل عندما رأه هو
فأرخيت رأسي علي صدره لأتنهد مغلقه عيناي ، لم أفتح مقلتاي طوال الطريق فلقد كنت نائمه على مقعد السياره العريض بينما هو ممسك بالمقود بزراع وبالأخري يتمسك بها بيدي ليطمئنني وهو يمسح بإبهامه بلطف علي كفي
شعرت بشخص يحملني لأستفيق بعدما كنت نائمه طوال الطريق لقد كان هو حارسي الملائكي الذي لطالما هرع لنجدتي، أغمضت عيناي مره أخرى وأنا أستنشق رائحته المخدره وتأثير الكحول مازال فعال لأنني قاومت، حاولت المقاومه لفتح عيناي ولاكنني لم أستطع
____
فتحت عيناي وأغمضتهما عدة مرات حتى إعتدت على أضواء شقته وهمست بإسمه بتخدر وانا بين زراعيه لينزلني أرضاً بينما ينظر لنقطه ثابته لم يزح عيناه عنها ، أدرت محور رأسي نحو وجهة نظره لأتسمر بمكاني غير مصدقه لما تراه عيناي هل هذه... هل هذه إيزابيلا هل تصوب المسدس نحوي هذا مستحيل
إرتعشت قدماي بعدما رأيته يتقدم ببطأ نحوها ثم إلتف خلفها متوقفاً وإمتدت زراعيه مطوقاً خصرها ثم همس لها بشئٍ لتبتسم بخبث وهي تنظر لي من رأسي حتى أخمص قدماي بإستهزاء ، قَبلها بخفه على رقبتها قبلات متتاليه لتهمهم مع عباراتٍ قذره تحت نظراتي لتتسارع أنفاسي ماالذي يحدث واللعنه مالذي يجري!
إبتعد عنها متراجعاً للخلف ليسير للداخل ولاكنه توقف هاتفياً ببرود " إقتليها، هي كانت ورقتنا الرابحه وحان الوقت الأن لحرقها" ثم تابع خطواته ليختفي عن مرمي بصري، إرتعش فكي بل جسدي بأكمله وانا أرى إبتسامتها تتصاعد على شفتيها وهي تصوب السلاح نحوي بتركيز
" لا تفعلي هذا ..... أرجوكِ لا تفعلي " تراجعت للخلف وانا أحاول السيطره على أنفاسي التي ستنتهي بعد قليل هذا ليس حقيقي إيثان لن يقتلني وهي ليست حيه هذا ليس صحيح
مالت برأسها قليلاً مع نظراتها الناريه وإتسعت إبتسامتها الجذله ودون أن أستوعب ما حدث سمعت صوت طلقه ناريه دوت في المكان ولاكنني لم أشعر بشئ وكل ما رأيته حينها هو مظهر الدماء التي تدفق من قميصها بغذاره ونظرات الصدمه التي إعتلت وجهها لتسقط أرضاً جثه هامده
إرتعشت اوصالي عندما رأيت أماندا من خلفها ممسكه بالمسدس ويبدو بأنها هي من قتلتها نظرت لي لأعض على شفتاي من الداخل بعدما رأيتها تصوب المسدس نحوي قائلها بإختلال " أخبرتكِ بأنه لي وحدي " وتابعت إصبعها وهو يتحرك ليضغط على الذناد معانا عن إنطلاق رصاصه أخرى إخترقتني هذه المره لأصرخ بكل قوتي من فرط الألم الذي توغل بداخلي حتى شعرت به بعظامي ولاكن رغم كل شئ إستطعت سماع تردد إسمي على لسان أحدهم وكلما أغمضت عيناي كلما زاد الصوت حده
فتحت عيناي مره أخرى لاهثه الأنفاس بعدما سمعت صوتً إستطعت تمييزه بكل وضوح وبعدما إستطعت الرؤيه بوضوح شعرت به يحتضنني هامساً " إهدئي صغيرتي لقد كان مجرد حلم" ولاكنني لم أصدقه لأرفع يداي مبعده ثيباي قليلاً عن صدري لأري إن كان هناك جرحاً أم لا ولاكن لم يكن هناك شئ، كيف ولقد شعرت بكل شئ شعرت بالألم!
تخلل صوته إلى أذني مره أخرى وهو يحاول إبعادي عن حضنه" تاليا إنظري إلى" ولاكنني أبيت رافضه وانا اتمسك به أكثر ليردف مره أخرى بنبرة أمر
" أخبرتكِ بأن تنظري لي " إبتلعت توتري لأرفع رأسي عن صدره معتدله في جلستي وانا أنظر له
تنهد بحده لينبس "إن كان الأمر متعلق بما حدث بيننا أخر مره فإنسي ما قلته لم أكن أعنيه"
هززت رأسي نافيه ثم إبتسمت بعدما تلمست نبرة القلق في صوته وسحبه لكلامه فقط ليشعرني بأنني بخير " مالذي يخيفكِ، هل أذاكِ أحدهم؟!"
أغمضت عيناي بألم من وخذ أسناني الذي تزايد بعدما أصحبت الرؤيه بالأخضر والأزرق، ما كان على أن أثمل أبداً
كافحت شعور الغثيان المفاجأ الذي إجتاحني وفتحت عيناي مره أخرى متحدثه " زين إيثان.... زين قبلني، لا أستطيع ... أن أخفي الأمر عنكِ... أنا أسفه " ورغم ألم معدتي إلى أنني تماسكت وانا أنظر إلي فكه الذي صق وهو يعقد حاجباي هاتفاً " كيف حدث ذلك؟! "
" لقد تقابلنا و هو... وهو بدأ بقول أشياء غريبه... ومن ثم قبلني، ولاكن أقسم لك أنا لم أبادله ، لقد رحلت فورما ... حدث ذلك " لا أعلم لما أبرر له هذا رغم أنه لا يعترف بمشاعري نحوه حتى ولاكنني أفعل ولطالما سأفعل
أغمضت عيناي مره أخرى ولاكن بقوه وانا أضع يدي على فمي أحاول أن أمنع نفسي، أشعر وكأن روحي تنسحب من جسدي كلما راودني الشعور وكتمته ولاكنني لم أستطع فعل ذلك لم أستطع منع ما حدث، فتحت عيناي بعدما تقيأت لأري قميصه وبنطاله ملطخان بالقيئ بينما هو يلعن، وسرعان ما تهاويت على الفراش مغمضه عيناي بضعف
____
" تاليا، لماذا فعلتي ذلك تاليا" سمعت صوتاً لأحدهم يهتف من بعيد ففتحت عيناي بتشوش، المكان مظلم ولا أرى أي شئً كل ما أسمعه هو صوت زين المتألم والبعيد نسبياً هل أنا أحلم مره أخرى؟ ما الذي يحدث لي
أغمضت عيناي لأفتحهما وقد أصبح كل شئٍ باللون الأبيض عدي تلك الجثه الملقاة على الأرض بإهمال والداماء تحيطه مهلاً أهذا زين ، هرولت نحوه بسرعه لأجثو على قدماي بجواره وصرخت بفزع عندما رأيت ذلك المشهد المربع هناك سكين مغروز بجوار قلبه وهو يزفر بدل الهواء دماء
مازال ممدداً على الأرض يزفر أنفاسه الأخيره، إرتعشت يداي وأنا أسمع كلماته التي خرجت من ثغره بضعف " أنتِ السبب " " أنتِ المتسببه فيما حدث لي" "أنتِ الس" أغمضت عيناي و صرخت بصوت قد نفذ منه الحياه عندما فارقت روحه جسده المتداعي، فلينتهي هذا الحلم رجائاً
سعلت بقوه وانا أحاول إستنشاق الهواء، لما جميع أحلامي تشعرني وكأنني في الواقع لماذا جميعها أصبحت بذلك السوء الذي يبعثي بجسدي القشعريره
حاولت أن أستقيم في جلستي ولاكنني شعرت بوخذ بزراعي لأتأوه بألم من الإبره المتصله بالمحلول المثبته بيدي والتي لاحظتها لتوي حتى أنني لاحظت أنني بغرفه مختلفه أيضاً
تنهدت وإبتلعت لعابي ببطأ ممسكه باللاصق ولاكنني توقفت بفزع بعدما سمعت صوته القاسي يتخلل إلى مسامعي بنبرة أمر ممتزجه بالغضب
" توقفي "
سمحت لمقلتاي بالنظر إلى مصدر الصوت في الرقعه المظلمه التي لا يصل إليها أيةُ شعاع نور ورغم ظلام الغرفه إلى أن ضوء القمر أنارها عدي تلك البقعه التي يقبع هو بها وكأنه يعلم بأن نوره لا يضاهي نور قمريه بأي شكل من الأشكال
لحظات حتى إعتادت عيناي على ضوء الغرفه وإستطعت رؤيت ملامحه بشكل أو بأخر والطريقه التي يجلس بها ممسكاً بلفائف التبغ بين إصبعي يداه والتي ملأ دخانها الوسط بأكمله وتسربت رائحتها لأنفي قبل إستيقاظي وباليد الأخر يتناول بها كأس النبيذ الذي يمرره لثغره ويبدو بأنه على هذا الحال منذ مده ليست بقصيره
هل هو غاضب مني لأنني تقيأت عليه، الأمر مقزز أعلم ولاكنني لم أستطع كبح نفسي كان الأمر خارجاً عن سيطرتي رغم أنني حاولت، أمل أن يتناسي ما حدث لأنه حقاً يحرجني
" هل أنت بخير؟ " تسائلت بهدوء وانا أتابع نظري نحوه وإنتظرت رده لدقيقه كامله ولاكنه تجاهلني يقابلني بالصمت " هل أنت ثمل؟ " طرحت سؤلاً أخر لست متأكده بأنه سيجيبه ولاكن أتاني رده بعد لحظات وبعدما زفر بإستهزاء " أنا لا أثمل"
"ولاكن ما.... "
" أصمتي واللعنه لا أريد سماع صوتك! "قاطعني بصراخه وهو يستقيم محطماً الكأس في الحائط لأتراجع للخلف بترقب وانا أراه يزرع الغرفه بقدميه زهاباً وإياباً ببطأ وهو يخلل أصابع يده بين خصلات شعره المتناثره وبغضب مكتوم
عقدت حاجباي بصدمه إجتاحتني ما به! بخفه أنتشلت الأبره من عروقي دون الشعور بالألم الذي يذكر، وإستقمت لأقف أمام خط سيره ثم تحدثت بعناد ممتزح بغضب يتصاعد في عروقي خاصتاً بعد كل ما حدث
" كيف تسمح لنفسك بالتحدث إلى بتلك الطريقه "
توقف أمامي ليبتسم بغضب لألحظ جرح شفتيه والكدمه الحمراء أعلى وجنتهثم، صاح بقوه فأغمضت عيناي لوهله في بادئ حديثه "كما سمحتِ لنفسك بالتدخل في حياتي!! "عقدت حاجباي من نبرة صوته وهيأته التي لم أراها قبلاً وتخلل صوته مسامعي مره أخرى وكل كلمه تخرج من فمه تزداد علو عن سابقتها مع إحمرار وجهه المتزايد كعينيه
" هل سمحت لكي بالتحدث عني عن أشياءٍ تخصني، ألم أحذركِ من الإقتراب إلى زين!؟ لماذا لا تنصتين إلى كلامي وفقط تفعلين العكس لماذا تتدخلين بأمورٍ لا تعنيكِ، منذ أتيتِ لهنا وأنتِ تبعثرين الوسط بأفعالك الطائشه وكلماتك الغير محسوبه، هل سمحت لكِ بذلك؟ أخبريني! ماذا كان سيحدث إن أذاكي زين... وماذا عن ذهابك لتلك الأماكن الداعره بمفردك وشربك حتى الثماله! ذلك الرجل كان ليقتلكِ إن لم أتى لكنتي قد فقدتي جزءً منك كنتِ لتفقدي أعز ما تملكين وربما أسوء "
تحشرجت الدموع بعيناي من صراخه المتواصل بكلماته الحاده على، جُزءً مني يعلم بأنه محق وجزءً أخر ساخط عليه من ما يقوله ولا يريد أن يخاطب لسانه مره أخرى، تنفست بهدوء لأتمتم بكلماتٍ شبه مستفهمه" لقد توليت امر نفسي كل هذا الوقت والان لا تظن بأنني استطيع تولي أمر رجل ثمل في الحانه؟"
مسح بكف يده على وجهه بغضب ثم صرخ بي بغضب و هو يقطب كلتا حاجبيه بضيق " أنتِ لا تفهمين شئً لا تفهمين، كل ما تفعلينه هو التصرف دون التطلع للقادم"
طوال الأيام الماضيه بل السنوات كان الهادئ الساخر البارد، لم أرى هذا الجانب الغاضب منه من قبل أهذا ما يخافه الجميع ويتحاشاه؟"فعلت هذا لمصلحتك " قلت مقاطعةً صمته الغاضب بصوتٍ ضعيف آلمه
" إن كنتِ تريدين مصلحتي فلا تفعلي شيئاً " إستدرك بهدوء نسبي بعدما هدأ قليلاً ولم يكن مني سوي أن اطلقت العنان لعبراتي التي حاولت جاهده كبتها ولاكن ما الفائده " وابتعدي عني يكفي هذا " ثم لم يلبث أن قالها مستطرقاً بصوتٍ بلا مشاعر بارد كالثلج
صمتت تماماً ولم أنطق بكلمه صمتت للحظه تلتها لحظات أحاول الحفاظ على وتيرة أنفاسي قبل أن يتحول الصوت إلى نشيج متقطع كأنفاسي المتلاحقه، لأول مره في حياتي يعجز عقلي عن إستيعاب ما يقال، هناك أشياء مهما بلغت خبرتنا تكون أكبر من أن نحتويها
لأول مره نظرت له تلك النظره نظره تجمع بين إحباط الدنيا وغضب مكتوم من كل شئ داخلي متلاطم وغير مفهوم ما هذا العبث؟.... كانت كلماته بارده بارده كثيراً ولاكنها أحرقتني
إبتعدت عنه ببطأ ثم ركضت إلى الخارج لأترجل من الغرفه بل من المبنى بأكمله وربما من لندن لاحقاً
_____
منذ متى لم يشعر بوخذات القطرات المالحه والغصه التي تصاحبها... منذ وفاة أمه؟
يبدو بأنه قد نسي حتى كيفية الشعور بهذا الشكل وبتلك الغرابه التي تند في عينيه، تعود إليه على إستحياء وبلا إندفاع، لقد رفضها طوال سنواتِ عِناده فلما يزحف بريق عينيها في تلك اللحظه إلى عينيه
لم يستطع التصرف ببرود أفعاله هذه المره، منذ فتره طويله نسي كيف يكون تلقائيا، هل لأنه يعلم بأن كل شئٍ سينتهي في سويعاتِ قليله، هناك سخريه مأسوين في الأمر فهو لا يستطيع تفسير أي شئ، هناك إحساس دائم انه بعيد عن كل شئ لا يبالي بما يحدث له أو ربما سيحدث في المستقبل
طوال عمره لا يحاسب نفسه على أي شئ يفعله قاعدته الأساسيه لا يوجد شئ إسمه ندم بل هناك فقط أفعال ونتائج ولا بد أن يتقبل الجميع النتائج مهما حدث، لذا لم يحاسب نفسه قط لم يشعر بأنه بحاجه لتغير أي قرار في حياته
لاكنه الأن يفعل
لا يصدق للحظه أنه لم يكن سندها كما إعتادات أن يكون
لا يصدق بأنه كان دائها بدل دوائها وبأنه جرحها بكلماته
أمسك هاتفه المحمول وضغط أتصال ويده اليسرى ممسكه بزجاجة النبيذ التي شارفت على الإنتهاء وسط حطام الغرفه بعد ساعتين كاملتين من شرب النبيذ والسجائر وكأنه يعاقب ذاته على ما إقترفته
" مرحباً " نبس مارك من الجهه الأخره ليكررها مره أخرى بعدما قابل الصمت في المقابل ظل علي حالة الخرس لم يتفوه اي كلمة تهد ضربات قلبها السريعة
......
___
Taliaa P.O.V
كلما كبرت كلما أصبحت الحياه تضيق بي أكثر وكانها وعدت بتحطيمي وليست الحياه فقط فالجحيم هم الأخرون جميعهم يعتقدون بأنني سأتناسي رجفه صوتي وانا أدندن لنفسي بالألحان لكي اهداء
يظنون بأنني قد اتناسى رغبتي بالهرب بعيداً عن الجميع، بكائي كلما سنحت لي الفرصه ان أكون وحيده، ظنو بأنني سأتناسي كم الألم الذي تجرعته بسببهم؟
بأنني قد انسى هروبي للأماكن المظلمه والخاليه من البشر بعدما أصبحت الوحيده التي اشعر بها بالآمان هم مخطئون جميعهم كذالك فأنا لن انسى وإن نسيت روحي
شعرت بإهتزاز شئٍ بجيب بنطالي لأخرجه متطلعه لإسم مارك الظاهر على شاشة الهاتف ، تنهدت لأرفع يدي وبكل قوتي رميت الهاتف أمله أن يصل إلى أعمق نقطه في نهر التمز، ثم سرت لأكمل طريقي بعدما كنت أقف
مستنده علي حافة جسر البرج الفارغ نسبياً بلندن وأكملت سيرى الذي لا يخلو من الترنح نوعاً ما قاصده وجهه محدده سأذهب لوالدتي
.
.
.
كنت أتمنى دائماً أن أعيش ذلك الجزء من اليوم الذي أتذكر فيه كم كان الأمر صعب ومعقد لكنه انتهى، وانني بخير الآن،
في مرحلة من عمرك ستعرف أن الإحترام أهم من الحب أن الثقه أهم من الغيره و أن الصبر أعظم دليل على التضحيه و أن الإبتعاد عن المشاكل بالصمت و التغاضي لا يعني الضعف بل يعني أنك أكثر قُدرة على الإستمتاع بحياتك ..
أعلم بأنني خسرت الكثير، لأنني اكسب كبريائي دائما،فالكبرياء والحب لايتعايشان معا ،مهما حدث سيقتل احدهما الاخر او سيقتلانك لا فرق
لم أُرد يوماً أن يحبني العالم فقط أنت، فليت القلوب على أشكالها تقع أجدني دائماً أحبّك حتى في المرات التي لا أريد بها أن أشعر لاكن دائماً ما قالت سام ذلك لا تماطلِ في علاقة تعلمين بأنها لن تدوم، هي محقه
' فما فَائدة قُربي إليك وانا كالجَار الثامن الذيّ لم تشمَله الوصية'فكيف لي ان اقترب منك
وانت شديد الابتعاد!
لقد يئست، أعتقد أن شيئا لن ينفع سوى الإختفاء إلى الأبد، والمضي بصمت فأنا يوماً لم أفرض نفسي على أحد ولن أفعل فكرامتي هي كل ما أمتلكه الأن
إنها المره الأولى التي أنام بها في المقابر وعاقل من سيفعل ذلك ولاكنني ذهبت إليها وقصصت عليها كل شئ أخبرتها بكل ما يمتلأ به قلبي من مشاعر متناقضه شكيت لها كل همومي و ترجيتها أن تعود او أن تأخذني إليها فماذا سأفعل هل على تحمل هذا؟،.
حياة بدون جدوى دون عائله تحبك وتحتمي تحت ظلها دون شريك يساندك ويأخد بيدك وحتى الأصدقاء فجميعهم لديهم مشاغلهم وحياتهم الخاصه ومن سيبقى هنا بمفرده؟ إنه لشعور بغيظ أن تعترف لأحدهم بمشاعرك نحوه و تتعرض للرفض
رغم أنني كنت مؤقنه تماماً بأنني لا أتحدث سوي لصخره محفور إسمها عليها وبعض التراب المبتل وبأنها لا تسمعني إلى أن الحديث والتفريج عن ما بداخلي قد أراحني كثيراً وبالأخص وانا أتخيلها نائمةً بجواري بدل قبرها الموحش، طوال أربع ساعات كامله وانا اتمدد على التراب أنظر إلى العدم متأمله الفراغ بينما عبراتي تمتزج بقطرات المطر بين الحين والأخر حتى سرقني الظلام وفرش النوم ستائره على عيناي
إستيقظت عندما شعرت بلكز أحداٍ لزراعي ومحاولته إيقاظي فإستجبت، نظرت له من رأسه حتى اخمص قدميه شاب قمحي عادي، ملامح رجوليه حسنه يرتدي ملابس أنيقه
وكل ما رأيته هو لسانه الذي يتمايل في ثغره وهو يتحدث ولاكن لا صوت لم أسمع أي كلمه مما قالها لم أسمع سوي صوت الصفاره الذي يباغت أذني منذ إستيقاظي، ظللت متسمره بمكان أشاهد تعابير وجهه بصمت حتى أشار نحو أنفه ثم أشار لي
فرفعت يدي التي غطاها التراب ثم مسحتها بثيابي ومورت سبابتي على فتحت أنفي لأستشعر سائل ما يخرج من أنفي رفعت يدي أمام عيناي لأبصر الدماء تنفست الصعداء و رأيته يخلل أصابعه في جيب بنطاله ثم أخرج يده ليمد لي منديلً حريري من القماش، أخذته منه لأضعه على أنفي ومررته قليلاً مزيله أثار الدماء، لقد نسيت تماماً حساسيتي الشديدة تجاه الغبار وفي بعض الأحيان كان أنفي يسيل دمً عندما تزداد الحساسيه
كنت أبدو بشكل مزري يرثي له ولاكنني لم أكترث لذلك بقدر إكتراثي بقدر إكتراثي بالرجل النبيل الجارثي على ركبتيه امامي من يكون وماذا يريد؟ وإبتسمت بسخريه على الموقف بأكمله عندما قاطع الصمت نابساً وقد إتضحت كلماته" هل تتحدثين الإنجليزيه ؟" هززت رأسي للأعلى والأسفل ثم تمتمت بهدوء لأثبت قدماي وأستقيم وانا احاول ان أُوزن نفسي ونجحت في ذلك" نعم ، أنا أتحدث الإنجليزيه "
أضاق عينه قليلاً بتفاجأ عندما سمع صوتي
وأعتقد بآنه قد ظن بأنني بكماء او مغتربه عن بلادي " هل أنتِ بخير يا أنسه" تسائل بنبره جاده لأومأ له وبحركه سريعه لم يتوقعها هو شددت معصمه نحوي قليلاً لأنظر للساعه الملتفه حول معصمه والتي تشير إلى السابعةِ صباحاً تقريباً
إبتعدت قليلاً وبدأت بنفض بقايا التراب الملتصقه بثيابي وعندما إنتهيت ورفعت جزعي مره أخرى شعرت بشئٍ دافئ يوضع على كتفاي ليقشعر بدني لبرهه قبل أن ألاحظ بأنه معطفه ورأيته يميل برأسه قليلا مبرراً " الجو بارد وملابسكِ لا تساعد، يمكنكِ الإحتفاظ به"
هذا صحيح ولاكن رغم برودً الجو إلى أنني لم أشعر به شعرت فقط ببعض النسمات العليله وحتى الأمطار التي باغتتني بين الحين والأخر لم تشعرني بالسوء ككل مره، حتى أنني قد خرجت في هذا الجو دون معطفي الذي كنت أرتديه قبل أنا أقع نائمه من الثماله
أومأت برأسي عائده إلى واقعي لألقي نظره أخيره على قبرها ثم زرعت الأرض بخطواتي مبتعده عنه ولاكنني توقفت عندما سمعته يصيح من الخلف " انا هيري سانشو، ماذا عنكِ" كيف لي أن لا ألاحظ ذلك كنت أشعر بأنني رأيته قبلاً ولاكنني لم اتوقع بأن يكون من أصدقاء مارك والإيثان المقربين
إستدرت له مره أخرى لأهتف في المقابل مجيبه عن سؤاله " سيرينا ويليمز " إنتحال إسم أشهر لاعبة تنس في لندن لعقد كامل لم يكن جيد ولاكنه كان أفضل من أخباره بإسمي الحقيقي كما أنه كان أول إسم قفز برأسي، راقبته بعيناي وهو يتقدم نحوي يرمقني بإستغراب ثم تمتم بصراحه شحيحه
" لا تبدين كاسيرينا " إكتفيت بزم شفتاي كرد عليه ليردف مره أخرى بعدما تحمحم " هل تحتاجين لتوصيله ؟" بعد التفكير في الأمر فلا بأس بأن يوصلني فأنا لا أمتلك الطاقه الكافيه للوقوف حتى
___
بعد ساعه واحده كنت أقف أمام باب القصر، دلفت بهدوء بعدما أوصلني هينري إلى منزل قريبٍ فبالطبع لن أجعله يوصلني إلى منزلي ليكشف هويتي وتأكدت من إعطاء جاكيته للحارس بعدما تابعت سيراً على الأقدام
توقفت مستنده على الجدار وأنا أستمتع إلى الصراخ الحاد الصادر من الداخل" صدقني إيثان إن حدث لها مكروه، إن مس أحدهم شعره واحده من رأسها لن أحاسب سواك هل تسمعني!" " مارك توقف عن الصراخ هذا لا يجدِ نفعاً" سمعت صوت سام أيضاً من هناك وهي تهتف
تخلل صوته إلى مسامعي بعد لحظات ويبدو بأنه كان يتحدث في الهاتف لأتقدم ببطأ حتى توقفت أمام المدخل الواسع مستنده بيدي على حافة الجدار
" ماذا تعني بأنك لا تستطيع إيجادها إنها في الخارج منذ ساعات ولم تعد حتى الأن...."
" تالياااا" صرخت سام عندما وقعت عيناها على لتركض نحوي فتراجعت للخف خطوه من إندفاعها نحوي وهي تحتضنني بقوه بينما هو تسمر بمكانه فورما تقابلت عيناه الحاده بخاصتي الذابله وتوقف عن الحديث
" تاليا أين كنتِ لقد خِلتُ بأن مكروهاً ما قد اصابكِ " نبس مارك بقلقٍ بالغ ثم تقدم ليحتضنني بعدما فصلت سام عناقنا بينما أنا لا أبدى رد فعل لأي شئٍ كالدميه بين أيديهم لا أتحرك ولا أتكلم أنظر إلى
نقطه ثابته ألا وهي عينيه وشعره المبعثر بإهمام مع ثيابه الغير مهندمه وعينان الحمراء
سرعان ما إبتعد مارك حاجبً مرمي رؤيتي بصدره ليردف مره أخرى وهو يمسح بأصابع على وجنتي برقه هامساً " أأنتي بخير؟" اومأت برأسي مجيبه في المقابل بخفوت
" أجل" لمَ يتابع الجميع في سؤالي ما إن كنتُ على ما يرام أم لا ففي كلي الحالتين سأجيب بنعم
تراجعت للخلف لوهله وانا أنظر حولي وكل ما أتلقاه هو نظرات الشفقه من سام بعدما أدركت ما آلت إليه الأمور و ذات النظرات من قبل مارك والممتزجه بحنان لم أعهد منذ زمن طويل لم أتحمل أطالة البقاء هنا وتحركت بخطواط سريعه لأصعد السلم
عشرة دقائق فقط كان وقتً كافي لنقل ثيابي من الخذانه إلى حقيبتي وتبديل ملابسي بأخرى نظيفه ومريحه
تخطيت ذات النقطه التي كنت أقف بها منذ دقائق وانا أجر حقيبتي خلفي تحت نظراتهم المستغربه وسؤال سام لما أفعله ولم أشأ أن أنظر نحوه حتى لا يتألم قلبي أكثر " سأعود إلى ميلاديا" صرحت ببرود لأكمل طريقي نحو الخارج تحت صياح أخي خلفي وهو ينادي على
"هل يمكن ان تقولِ لي ما معني هذا العناد؟ " صاح مارك بعدما أمسكني من رثغي ليوقفني بينما سام خلفه تناظرني بحزن والدموع تتمايل علي وجنتيها
" هذا ليس عناداً يا اخي، انه قرار اتخذته
وعليك احترام هذا القرار" تحدثت ببرود ثم سحبت يدي من كفه بقوه لأسير بخطواتي السريعه مكمله طريقي نحو المجهول ومبتعده عن القصر تماماً
ربما هو كان على حق ربما قد سببت له المشاكل الكافيه وحان وقت الإنسحاب ولاكنني تألمت كثيراً حتى في هذه اللحظه وانا أغادر حياته دون سماعه يناديني لاكن لا بأس هو لم يخذلني بقدر ما خذلت أنا نفسي، رغم كل ذلك مازلت من عمق اللامبالاة فيني أحبه ، من عمق هذا السكوت انا هائمةُ به، من عمق الثبات، أحبه بغضب وندم
_______________
يتبع.....
Коментарі